مجلس مناقشة دروس دورة أساليب التفسير

[هبة الديب]

إرشادات حول كتابة رسالة تفسيرية بالأسلوب الوعظي.

حياكم الله جميعا..
ونرجو أن يكون الأسلوب الوعظي قد اتّضح لكم بعد اطّلاعكم على الدرس الثالث الذى فصّل فيه شيخنا وبيّن، فجزاه الله عنا خيرا.
وإذا أشكل عليكم شيء في الدرس فلتتفضّلوا بطرحه هنا قبل البدء في عمل الرسالة إن شاء الله.
وتأكيدا على ما وصّى به -حفظه الله- لأجل نجاح خطاب الوعظ، نذكّر بالتالي:

أولا: ظهور أسلوب الواعظ جيدا في رسالته.
فنحن وإن أكدنا على ضرورة ظهور شخصية الكاتب وأسلوبه في كتابة الرسالة العلمية، فظهور شخصيته وأسلوبه في خطاب الوعظ أولى، وتفاوت الوعّاظ والدعاة في التأثير في النفوس مشاهد ملموس، وذلك لأن نجاح خطاب الوعظ له علاقة وثيقة بحال المدعوّين ومناسبة الخطاب وملاحظة الطريقة المثلى في التأثير بحسب ما يقتضيه المقام، وكل ذلك مرجعه إلى شخصية الواعظ وأسلوبه.
فليحرص الطالب على روح الخطاب وجذب انتباه القاريء أو السامع، وليجعل لغته سهلة قريبة الفهم، ولا يجعل رسالته رصّا للمعلومات وإن كانت قيّمة نافعة.

ثانيا: أن يكون خطاب الوعظ مستندا على أصل علمي صحيح.
فيحرص الطالب على التثبّت من صحة الأحاديث والروايات، ولا يتعجّل وضع ما يرى فيه تأثيرا في النفوس دون التثبّت من صحته، وليحرص على تخريج الأحاديث والآثار ونسبة الأقوال، حتى تكون دعوته على هدى وبصيرة.

ثالثا: الحذر من طغيان الأسلوب العلمي على الخطاب الوعظي.
وذلك لأن غرض الخطاب الوعظي كما تبيّن هو مخاطبة الروح والقلب ترغيبا وترهيبا وبيان ما يحتاج إليه من الهدى وما يعينه في طريقه إلى الله، فعلى الطالب أن يحرص على اختيار المسائل التي تتّصل اتّصالا وثيقا بهذا المقصد، ولا يتوسّع في مسائل لا تخدم المقام، ولا يتعرّض للمسائل الخلافية إلا بمقدار ما يحتاج إليه، لذلك فإن الأسلوب الوعظي لا يشترط فيه تغطية جميع مسائل الآية موضوع الرسالة، بل ينتقي منها ما يحتاج إليه في رسالته.

رابعا: أن تكون الآية موضوع الرسالة هي عماد الخطاب الوعظي.
فيفسّر الآية تفسيرا بيّنا مع الحرص على إبراز ما فيها القرآنية من اللطائف والهدايات والفوائد السلوكية التي دلّت عليها، ثم يستدلّ لها بالشواهد القرآنية والنبوية والأخبار والقصص بما يثري رسالته ويقوّيها، فيتحقّق مقصود الرسالة وهو هداية الناس بالقرآن.
فليجتهد الطالب في استخلاص مسائل الآية جيدا، وتأمّل دلالات ألفاظها وأساليبها، ولعل في الأمثلة الموضوعة في الدرس كفاية في بيان هذا المقصود إن شاء الله.

جعلكم الله ممن شرّفهم بالدعوة إلى كتابه، وفتح عليكم فتوح العارفين