دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > ألفية ابن مالك

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 ذو الحجة 1429هـ/23-12-2008م, 07:33 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي دليل السالك للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان


عوامِلُ الْجَزْمِ
3- جَزْمُ المُضَارِعِ وأَدواتُهُ:
695- بِلا وَلامٍ طَالِباً ضَعْ جَزْمَا = في الفعلِ هكَذَا بِلَمْ وَلَمَّا
696- وَاجْزِمْ بِإِنْ وَمَنْ وَمَا وَمَهْمَا = أَيٍّ مَتَى أَيَّانَ أَيْنَ إِذْمَا
697- وَحَيْثُمَا أَنَّى وَحَرْفٌ إِذْمَا = كَإِنْ وَبَاقِي الأَدَوَاتِ أَسْمَا
تَقَدَّمَ أنَّ إعرابَ المُضَارِعِ رَفْعٌ ونَصْبٌ وجَزْمٌ، وقدْ مَضَى الكلامُ على الرفْعِ والنصْبِ، وهذا الكلامُ في الْجَزْمِ، وأَفْرَدَهُ لطُولِهِ، وكانَ الأَوْلَى أنْ يُعَبِّرَ بِـ(فَصْلٌ)؛ لأنَّهُ مِنْ جُمْلَةِ البابِ السابِقِ.
والجازمُ نَوْعَانِ:
1- جازِمٌ لفِعْلٍ واحِدٍ 2- جازِمٌ لفِعلَيْنِ.
فالجازِمُ لفِعْلٍ واحدٍ خَمْسَةٌ:
ما يَجْزِمُ مُضَارِعاً وَاحِداً.
1- الطلَبُ، وهذا تَقَدَّمَ.
2- لا الطَّلَبِيَّةُ: فإنْ كانَ مِنْ أَعْلَى إلى أَدْنَى فهوَ نَهْيٌ، كقولِهِ تعالى: {لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}. وإنْ كانَ مِنْ أَدْنَى إلى أَعْلَى فهوَ دُعاءٌ، نحوُ: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}. وإنْ كانَ مِن الْمُساوِي لِمُسَاوِيهِ فهوَ الْتِمَاسٌ؛ كقولِكَ لِزَميلِكَ: لا تَتَأَخَّرْ في الْحُضورِ.
3- لامُ الطلَبِ: فإنْ كانَ مِنْ أَعْلَى إِلَى أَدْنَى فهوَ أَمْرٌ، كقولِهِ تعالى: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ}. وإنْ كانَ مِنْ أَدْنَى إلى أَعْلَى فهوَ دُعاءٌ، نحوُ: {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ}. وإنْ كانَ مِن الْمُسَاوِي لِمُسَاوِيهِ فهوَ الْتِمَاسٌ؛ كقولِكَ لزَميلِكَ: لِتَأْخُذْ هذا الكتابَ.
4- لَمْ: وهيَ حرْفُ نَفْيٍ مُخْتَصٌّ بِجَزْمِ الْمُضَارِعِ، يَقْلِبُ زَمَنَهُ مِن الحالِ والاستقبالِ إلى الزمَنِ الماضي؛ كقولِهِ تعالى: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}. وقدْ تَدْخُلُ عليها همزةُ الاستفهامِ التقريريِّ فلا تُغَيِّرُ عَمَلَها، وهوَ كثيرٌ في القرآنِ، كقولِهِ تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}.
5- لَمَّا الجازِمَةُ: وهيَ تَخْتَصُّ بالمُضَارِعِ فتَجْزِمُهُ، وتَشْتَرِكُ معَ (لَمْ) بالحرفيَّةِ والنفيِ والجزْمِ والقلْبِ للمُضِيِّ، وجوازُ دخولِ همزةِ الاستفهامِ عَلَيْهِما؛ كقولِهِ تعالى: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}.
فـ(لم) وكذا (لَمَّا) حَرْفُ نَفْيٍ وجَزْمٍ وقَلْبٍ، والفعْلُ بعدَ (لَمْ) مَجزومٌ وعلامةُ جزْمِهِ حذْفُ النونِ؛ لأنَّهُ مِن الأمْثِلَةِ الْخَمسةِ، وبعدَ (لَمَّا) مجزومٌ بالسكونِ، وحُرِّكَ بالكسْرِ لالتقاءِ السَّاكِنَيْنِ.
وتَنفرِدُ (لَمَّا) بِأُمُورٍ:
1- جوازُ حذْفِ مَجْزُومِها والوقْفِ عليها في سَعَةِ الكلامِ، نحوُ: قَارَبْتُ مَكَّةَ ولَمَّا؛ أيْ: ولَمَّا أَدْخُلْها.
2- وُجُوبُ امتدادِ الزمنِ الْمَنْفِيِّ بها إلى زَمَنِ النُّطْقِ، فيَشْمَلُ الزمانَ الماضيَ والحالِيَ معاً، نحوُ: أَعْجَبَنِي تفسيرُ ابنِ كثيرٍ وحُسْنُ طِباعتِهِ ولَمَّا أَشْتَرِهِ؛ أيْ: ولَمَّا أَشْتَرِهِ لا في الزمَنِ الْمَاضِي قَبْلَ الكلامِ، ولا في الحالِ وقتَ الكلامِ.
3- جوازُ تَوَقُّعِ ثُبوتِ مَجْزُومِها وحُصُولِهِ بزَوَالِ النفيِ، نحوُ: لَمَّا تُشْرِقِ الشمْسُ؛ أيْ: لم تُشْرِقْ قَبْلَ الكلامِ ولا في أثنائِهِ، ومِن الْمُنْتَظَرِ أنْ تُشْرِقَ. ومنهُ قولُهُ تعالى: {بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ}، وقولُهُ تعالى: {وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}.
ومِمَّا تَنْفَرِدُ بهِ (لَمْ):
1- صِحَّةُ دُخولِ بعضِ أدواتِ الشرْطِ عليها؛ كقولِهِ تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}، وقولِهِ تعالى: {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}، بخِلافِ (لَمَّا) فلا تَقَعُ بَعْدَ أدواتِ الشرْطِ ولا تَسْبِقُها.
2- جوازُ أنْ يكونَ معنى المُضَارِعِ الْمَنْفِيِّ بها قد انْتَهَى وانْقَطَعَ قَبْلَ زَمَنِ التَّكَلُّمِ، كقولِهِ تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً}؛ أيْ: ثُمَّ كَانَ. وقدْ يكونُ مُسْتَمِرًّا مُتَّصِلاً بالحالِ غيرَ مُنْقَطِعٍ، كقولِهِ تعالى: {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا}.
ولهذا يَصِحُّ أنْ تَقُولَ: لَمْ يَحْضُرِ الضَّيْفُ وقدْ حَضَرَ.
ولا يَصِحُّ: لَمَّا يَحْضُرِ الضيفُ وقدْ حَضَرَ.
ويَجوزُ: وقدْ يَحْضُرُ، أوْ: وسَوْفَ يَحْضُرُ؛ لِمَا تَقَدَّمَ.
2- ما يَجْزِمُ فِعلَيْنِ:
أمَّا النوعُ الثاني مِن الجوازِمِ وهوَ ما يَجْزِمُ فِعلَيْنِ، فقدْ ذَكَرَ منهُ ابنُ مالِكٍ إِحْدَى عَشْرَةَ أَداةً، منها ما هوَ اسمٌ لهُ مَحَلٌّ مِن الإعرابِ، ومنها ما هوَ حرْفٌ لا مَحَلَّ لهُ مِن الإعرابِ.
وسَأُبَيِّنُ ذلكَ لأَهَمِّيَّتِهِ في الإعرابِ، فَأَقُولُ مُستعيناً باللَّهِ:
1- إنْ:
1- إنْ: وهيَ حرْفُ شرْطٍ جازِمٌ لا مَحَلَّ لهُ مِن الإعرابِ، وتُفيدُ تعليقَ وُقوعِ الجوابِ على وُقوعِ الشرْطِ مِنْ غيرِ دَلالةٍ على زمانٍ أوْ مكانٍ أوْ عاقِلٍ أوْ غيرِ عاقلٍ، نحوُ: إنْ تَصْحَب الأشرارَ تَنْدَمْ، ومنهُ قولُهُ تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ}.
2- مَنْ:
2- مَن: اسمُ شَرْطٍ جازِمٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ.
وهيَ للعاقِلِ، وتكونُ في مَحَلِّ رفْعٍ مُبْتَدَأٌ إنْ كانَ فِعْلُ الشرْطِ لازماً، نحوُ: مَنْ يَكْثُرْ كلامُهُ يَكْثُرْ مَلامُهُ، ومنهُ قولُهُ تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا} فـ (مَنْ): اسمُ شَرْطٍ جازِمٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رفْعٍ مُبتَدَأٌ، (جَاءَ): فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على الفتْحِ في مَحَلِّ جَزْمٍ فِعْلُ الشرْطِ، وجُملةُ (فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا) في مَحَلِّ جَزْمٍ جوابُ الشرْطِ، وجُملةُ الشرْطِ خبرُ الْمُبتدأِ على الأَرْجَحِ.
وكذا تُعْرَبُ مُبْتَدَأً إذا كانَ الفعْلُ ناسِخاً، نحوُ: مَنْ يَكُنْ عَجُولاً يَكْثُرْ زَلَلُهُ.
ومنهُ قولُهُ تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ}. فـ (مَنْ): مُبتَدَأٌ، وَ(كانَ): فعْلٌ ماضٍ فِعْلُ الشرْطِ، واسْمُها ضميرٌ مُسْتَتِرٌ يَعودُ على (مَنْ)، وجُملةُ (يُرِيدُ): خَبَرُها، وجوابُ الشرْطِ (نَزِدْ لَهُ)، وجُملةُ (كَانَ يُرِيدُ) في مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ الْمُبْتَدَأِ.
أوْ كانَ الفعْلُ مُتَعَدِّياً وَاقِعاً على أَجْنَبِيٍّ منها، نحوُ: مَن احْتَرَمَ الناسَ احْتَرَمُوهُ.
ومنهُ قولُهُ تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} فـ (مَنْ): اسمُ شَرْطٍ جازِمٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ، (يَعْمَلْ): فِعْلُ الشرْطِ مجزومٌ بالسكونِ، وفاعلُهُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ جوازاً تقديرُهُ (هُوَ) يعودُ على (مَنْ)، والجملةُ خبرُ الْمُبتدأِ (مَنْ)، (سُوءاً): مفعولٌ بهِ مَنصوبٌ، (يُجْزَ): جوابُ الشرْطِ مجزومٌ بِحَذْفِ حرْفِ العِلَّةِ وهوَ الأَلِفُ.
وتكونُ في مَحَلِّ نَصْبٍ مفعولٌ+ بهِ إذا كانَ فِعْلُ الشرْطِ مُتَعَدِّياً واقعاً على مَعْنَاهَا، نحوُ: مَنْ تُسَاعِدْ أُسَاعِدْهُ، فـ(مَن): اسمُ شَرْطٍ مفعولٌ مُقَدَّمٌ للفِعْلِ (تُسَاعِدْ)؛ لأنَّهُ لم يَأْخُذْ مَفعولَهُ.
وإنْ سُبِقَتْ بحَرْفِ جَرٍّ أوْ بِمُضافٍ فهيَ في مَحَلِّ جَرٍّ، نحوُ: عَمَّنْ تَتَعَلَّمُ أَتَعَلَّمْ، كِتَابُ مَنْ تَقْرَأْ أَقْرأْ.
3- مَا:
3- مَا: اسْمُ شَرْطٍ جازمٌ لغيرِ العاقلِ، وإعرابُها كإعرابِ (مَنْ)، نحوُ: ما تُنْفِقْ مِنْ خيرٍ تَجِدْ ثَوَابَهُ.
ومنهُ قولُهُ تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}. فـ (مَا): اسْمُ شَرْطٍ جازِمٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ نَصْبٍ مفعولٌ مُقَدَّمٌ لـ (نَنْسَخْ)، وَ(نَنْسَخْ): فعْلُ الشرْطِ، (نَأْتِ): جوابُ الشرْطِ مَجزومٌ بِحَذْفِ حرْفِ العِلَّةِ وهوَ الياءُ.
4- مَهْمَا:
4- مَهْمَا: اسمُ شرْطٍ جازِمٌ على الأَرْجَحِ، وهيَ لغيرِ العاقِلِ. وإعرابُها مِثْلُ إعرابِ (مَا)، نحوُ: مَهْمَا تُنْفِقْ في الخيرِ يُخْلِفْهُ اللَّهُ. فـ(مَهْمَا): اسمُ شَرْطٍ جازِمٌ في مَحَلِّ نَصْبٍ مفعولٌ مُقَدَّمٌ.
ومنهُ قولُهُ تعالى عنْ قومِ مُوسَى عليهِ الصلاةُ والسلامُ: {وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} فـ (مَهْمَا): اسمُ شرْطٍ جازِمٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ مُبتدأٌ، وَ(تَأْتِنَا): فعْلُ الشرْطِ، وهوَ معَ فاعِلِهِ خَبَرُ (مَهْمَا)، وجُملةُ (فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ) جوابُ الشرْطِ في مَحَلِّ جَزْمٍ.
5- أَيٌّ:
5- أيُّ: بالتشديدِ، اسمُ شرْطٍ جازمٌ، وهيَ بِحَسَبِ ما تُضافُ إليهِ.
فتَكُونُ للعاقِلِ، نحوُ: أَيُّهُمْ يَقُمْ أَقُمْ مَعَهُ. وهيَ مُبتَدَأٌ.
ولغيرِ العاقِلِ، نحوُ: أَيَّ الكتُبِ تَقْرَأْ أَقْرَأْ. وهيَ مفعولٌ بهِ مُقَدَّمٌ.
وتكونُ للزمانِ، نحوُ: أَيَّ يومٍ تُسَافِرْ أُسَافِرْ. وللمكانِ، نحوُ: أيَّ بلَدٍ تَسْكُنْ أَسْكُنْ. فتكونُ مَنصوبةً على الظَّرْفِيَّةِ.
وإنْ أُضِيفَتْ إلى مَصْدَرٍ فهيَ مَفعولٌ مُطْلَقٌ، نحوُ: أيَّ نَفْعٍ تَنْفَع الناسَ يَشْكُرُوكَ عليهِ.
ومِنْ أَمْثِلَتِها: قولُهُ تعالى: {أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} فـ (أَيًّا): اسْمُ شَرْطٍ جازمٌ مَنصوبٌ بـ (تَدْعُوا) على المفعولِ بهِ، وَ(ما): حرْفٌ زائدٌ إِعْرَاباً مُؤَكِّدٌ معنًى، وَ(تَدْعُوا): فعْلُ الشرْطِ مجزومٌ بحذْفِ النونِ؛ لأنَّهُ مِن الأمْثِلَةِ الخمسةِ، والواوُ فاعلٌ، وجُملةُ (فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) جوابُ الشرْطِ في مَحَلِّ جَزْمٍ، والتنوينُ في (أَيًّا) عِوَضٌ عن الْمُضافِ إليهِ؛ أيْ: أيَّ اسمٍ تَدْعُوا فَلَهُ الأسماءُ الْحُسْنَى. وزِيدَتْ (ما) على أَحَدِ القولَيْنِ لتأكيدِ ما في (أَيٍّ) مِن الإِبْهَامِ، وقيلَ: إنَّها شَرْطِيَّةٌ، وجُمِعَ بينَهما للتوكيدِ، واللَّهُ أَعْلَمُ.
6- مَتَى:
6- متى: اسْمُ شَرْطٍ جازِمٌ، وهيَ مَوضوعةٌ للدَّلالةِ على مُطْلَقِ الزمانِ، ثمَّ ضُمِّنَتْ معنى الشرْطِ، فهيَ في مَحَلِّ نَصْبٍ على الظرفيَّةِ الزمانيَّةِ، نحوُ: مَتَى يَأْتِ فَصْلُ الصيْفِ يَنْضَج العِنَبُ. ولم تَأْتِ (مَتَى) شَرْطِيَّةً في القرآنِ.
7- أَيَّانَ:
7- أَيَّانَ: اسْمُ شرْطٍ جازِمٌ مِثْلُ (متى)، نحوُ: أَيَّانَ يَكْثُرْ فَراغُ الشبابِ يَكْثُرْ فَسَادُهم، فـ(أَيَّانَ): اسْمُ شرْطٍ جازِمٌ مَبْنِيٌّ على الفتْحِ في مَحَلِّ نَصْبٍ على الظرْفِيَّةِ، (يَكْثُرْ): فعْلُ الشرْطِ، (يَكْثُرْ فَسَادُهُمْ): جوابُ الشرْطِ، و(فَسَادُهم): فاعلٌ. ولم تَقَعْ (أَيَّانَ) شَرْطِيَّةً في كتابِ اللَّهِ تعالى.
8- أَيْنَ:
8- أَيْنَ: اسمُ شَرْطٍ جازِمٌ، ويَحْسُنُ اتِّصَالُها بـ(مَا) لِيَتَمَكَّنَ الشرْطُ، وهيَ مَوضوعةٌ للدلالَةِ على المكانِ، ثمَّ ضُمِّنَتْ مَعْنى الشرْطِ، فتكونُ في مَحَلِّ نصْبٍ على الظرفِيَّةِ الْمَكَانِيَّةِ، نحوُ: أَيْنَمَا تَذْهَبْ أَصْحَبْكَ.
ومنهُ قولُهُ تعالى: {أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ}، فـ(أَيْنَ): اسْمُ شَرْطٍ جازمٌ مَبْنِيٌّ عل الفتْحِ في مَحَلِّ نَصْبٍ على الظرفيَّةِ الْمَكانيَّةِ مُتَعَلِّقٌ بـ(يُوَجِّهْهُ)، و(ما): للتوكيدِ، وَ(يُوَجِّهْهُ): فعْلُ الشرْطِ، والهاءُ: مفعولٌ بهِ، (لا يَأْتِ بِخَيْرٍ): جوابُ الشرْطِ مجزومٌ بِحَذْفِ حرْفِ العِلَّةِ، وهوَ الياءُ.
وقولُهُ تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ}، فـ (أَيْنَمَا) كما تَقَدَّمَ، وهوَ مُتَعَلِّقٌ بـ (يُدْرِكْكُمُ)، وَ(تَكُونُوا): فعْلُ الشرْطِ، والواوُ: فاعلُ (كانَ) التَّامَّةِ؛ لأنَّها بمَعْنَى (تُوجَدُوا)، وجوابُ الشرْطِ: (يُدْرِكْكُمْ).
9- إِذْمَا:
9- إِذْمَا: وهيَ حَرْفُ شرْطٍ جازمٌ على الأَرْجَحِ، فلا مَحَلَّ لها مِن الإعرابِ، وهيَ لِمُجَرَّدِ تعليقِ الجوابِ على الشرْطِ، مثلُ (إِنْ)، واتِّصَالُها بـ(مَا) الزائدةِ شَرْطٌ في جَزْمِها، نحوُ: إِذْمَا تَفْعَلْ شَرًّا تَنْدَمْ، فـ(إِذْمَا): حرْفُ شَرْطٍ جازمٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ لا مَحَلَّ لهُ، (تَفْعَلْ): فِعْلُ الشرْطِ، (تَنْدَمْ): جوابُ الشرْطِ. ولم تَقَعْ (إِذْمَا) شَرْطِيَّةً في كتابِ اللَّهِ تعالى.
10- حَيْثُمَا:
10- حَيْثُمَا: اسْمُ شَرْطٍ جازمٌ، واتِّصَالُها بـ(مَا) الزائدةِ شَرْطٌ في جَزْمِها، وهيَ في مَحَلِّ نَصْبٍ على الظرفِيَّةِ الْمَكانيَّةِ، نحوُ: حَيْثُما تَجِدْ صَدِيقاً وَفِيًّا تَجِدْ كَنْزاً ثَمِيناً.
قالَ تعالى: {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}، فـ(حَيْثُمَا): اسمُ شَرْطٍ جازِمٌ مَبْنِيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ نَصْبٍ بـ (كُنْتُمْ)، وَ(ما): صِلَةٌ، وَ(كُنْتُمْ): كانَ: فعْلٌ ماضٍ ناقصٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ جَزْمٍ فِعْلُ الشرْطِ، والتاءُ: اسْمُهُ، والميمُ: عَلامةُ الْجَمْعِ، (فَوَلُّوا): الْجُملةُ في مَحَلِّ جَزْمٍ جوابُ الشرْطِ. ولم تأْتِ شَرْطِيَّةً في القرآنِ إلاَّ في هذهِ الآيَةِ ومَثِيلَتِها.
11- أَنَّى:
11- أَنَّى: اسمُ شَرْطٍ جازمٌ، وهيَ مَوضوعةٌ للدَّلالةِ على المكانِ، ثمَّ ضُمِّنَتْ معنى الشرْطِ، فهيَ في مَحَلِّ نَصْبٍ على الظرفيَّةِ الْمَكانيَّةِ مِثلُ (أَيْنَ)، نحوُ: أَنَّى يَنْزِلْ ذُو العِلْمِ يُكْرَمْ، فـ(أَنَّى): اسْمُ شَرْطٍ جازمٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ نَصْبٍ على الظرْفِيَّةِ، (يَنْزِلْ): فعْلُ الشرْطِ، (يُكْرَمْ): جوابُ الشرْطِ.
وإلى الجَوَازِمِ بنَوْعَيْهَا أشارَ ابنُ مالِكٍ بقولِهِ: (بِلا ولامٍ طَالِباً ضَعْ جَزْماً.. إلخ)؛ أي: اجْزِم الفعْلَ المُضَارِعَ بـ(لا) وبـ(اللامِ) حالةَ كَوْنِكَ (طالباً) بِهِما؛ أي: اسْتَخْدَمْتَهُما أَدَاتَيْ طَلَبٍ.
واجْزِمْهُ أيضاً بـ(لَمْ) و(لَمَّا)، ثمَّ سَرَدَ الأدواتِ التي تَجْزِمُ فِعلَيْنِ، وبيَّنَ أنَّها قِسمانِ، فـ(إِذْمَا وَإِنْ) حَرفانِ، والبَقِيَّةُ (أَسْمَا) بالقصْرِ للضَّرورةِ، والأصلُ: أَسْمَاءٌ.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجزم, عوامل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir