تفسير الآيات من 142-144
المسائل اللغوية:
المسائل التفسيرية:
سبب نزول الآية: ك
لما نزل تحويل القبلة قال السفهاء- وهم أهل الكتاب-: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فأنزل اللّه:{سيقول السّفهاء من النّاس}إلى آخر الآية، ذكره ابن كثير.
معنى السفهاء:ط
والسّفهاء هم الخفاف الأحكام والعقول، والسفه الخفة والهلهلة ، ذكره ابن عطية.
فائدة التعبير بلفظ المضارع (سيقول) (ط)
* على قول أن الآية نزلت قبل قولهم:
الإعلام: أعلم الله تعالى في هذه الآية أنهم سيقولون في شأن تحول المؤمنين من الشام إلى الكعبة: ما ولّاهم. ذكره ابن عطية.
* على قول إن الآية نزلت بعد قولهم:
جعل المستقبل موضع الماضي في قوله سيقول دلالة على استدامة ذلك، وأنهم يستمرون على ذلك القول، وهو قول ابن عباس. ذكره ابن عطية.
المقصود بالسفهاء: (ج) و(ط) وك
- كفار مكة، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
- اليهود ، ذكره الزجاج، وبه قال ابن عطية وابن كثير وخص الأحبار منهم. وهو قول مجاهد وابن عباس.
- المنافقون، قاله السدي. ذكره ابن عطية وابن كثير.
والآية عامة في هؤلاء كلهم.ذكر ذلك ابن كثير.
فائدة تخصيص السفهاء بقوله (من الناس) ط
وخص بقوله من النّاس، لأن السفه يكون في جمادات وحيوانات، والمراد ب السّفهاء هنا جميع من قال ما ولّاهم، وقالها فرق. ذكره ابن عطية.
معنى (ولاهم): ج ط
عدلهم ، ذكره الزجاج
صرفهم ذكره ابن عطية.
{ما ولاهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها}أي: ما لهؤلاء تارةً يستقبلون كذا، وتارةً يستقبلون كذا (ك)
معنى (ما ولاهم عن قبلتهم ): ج ط ك
- على تفسير أنهم كفار مكة: ما ولاه عن قبلته؟ ما رجع إلينا إلا لعلمه أنّا على الحق وسيرجع إلى ديننا كله. ذكره ابن عطية.
- على تفسير أنهم بعض اليهود والمنافقون: قالوا- استهزاء- اشتاق الرجل إلى وطنه
- على تفسير أنهم اليهود- الأحبار منهم : فقالوا ارجع الى قبلتنا ونتبعك يريدون فتنته. ذكره ابن عطية.
معنى القبلة لغة :ط
والقبلة فعلة هيئة المقابل للشيء. ذكره ابن عطية.
المقصود بالقبلة في قوله (ما ولّاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها)
- قبلة بيت المقدس.ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
الحكمة من توجيه القبلة الأولى إلى بيت المقدس (ج)
لأن مكة وبيت الله الحرام كانت العرب آلفة لحجّه، فأحبّ اللّه عزّ وجلّ أن يمتحن القوم بغير ما ألفوه , ليظهر من يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم ممن لا يتبعه ، ذكره الزجاج وبه قال ابن عطية.
فضل الكعبة ، وحكمة تحويل القبلة إليها : ك
قبلة إبراهيم خليل الرّحمن، ، أشرف بيوت اللّه في الأرض، وهي مبنيّة على اسمه تعالى وحده لا شريك له.
عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم -يعني في أهل الكتاب) -: إنّهم لا يحسدوننا على شيءٍ كما يحسدوننا على يوم الجمعة، التي هدانا اللّه لها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلّوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين)، ذكره ابن كثير.
الصلاة إلى بيت المقدس بوحي متلو أم بوحي غير متلو؟ (ك) (ط) ، والسبب في ذلك(ط)
اختلف العلماء
1- ( بأمر من الله في القرآن) : ذكره ابن فورك عن ابن عباس قال: أول ما نسخ من القرآن القبلة . ، ذكره ابن عطية.
2- بوحي غير متلو، وقالوا: (كان ذلك ليختبر الله تعالى من آمن من العرب، لأنهم كانوا يألفون الكعبة وينافرون بيت المقدس وغيره)، وهو قول الجمهور، ذكره ابن عطية.
3- خيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم في النواحي فاختار بيت المقدس، ليستألف بها أهل الكتاب.قاله الربيع، ذكره ابن عطية.
كم صلى النبي –صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس:(ط) (ك)
واختلف كم صلى إلى بيت المقدس
- ففي البخاري: ستة عشر أو سبعة عشر شهرا ، واشار اليه ابن كثير فقال:
قال البخاريّ: حدّثنا أبو نعيم، سمع زهيراً، عن أبي إسحاق، عن البراء -رضي اللّه عنه-: «أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم صلّى إلى بيت المقدس ستّة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا
- وروي عن أنس بن مالك: تسعة أو عشرة أشهر
- وروي عن غيره: ثلاثة عشر شهرا
أول صلاة صلاها المسلمون في تحويل القبلة :(ك)
- صلاة العصر، كما في الصّحيحين من رواية البراء) :أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم صلّى إلى بيت المقدس ستّة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنّه صلّى أوّل صلاةٍ صلاها، صلاة العصر، وصلّى معه قومٌ. فخرج رجلٌ ممّن كان صلّى معه، فمرّ على أهل المسجد وهم راكعون فقال: أشهد باللّه لقد صليت مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قبل مكّة، فداروا كما هم قبل البيت)
وأمّا أهل قباء، فلم يبلغهم الخبر إلى صلاة الفجر من اليوم الثّاني، كما جاء في الصّحيحين، عن ابن عمر أنّه قال: «بينما النّاس بقباء في صلاة الصّبح، إذ جاءهم آتٍ فقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة،فاستقبلوها. وكانت وجوههم إلى الشّام فاستداروا إلى الكعبة»
- الظّهر. ووقع عند النّسائيّ من رواية أبي سعيد بن المعلى، ذكره ابن عطية.
فرض الصلاة ط:
وحكى مكي عن إبراهيم بن إسحاق أنه قال: أول أمر الصلاة أنها فرضت بمكة ركعتين في أول النهار وركعتين في آخره، ثم كان الإسراء ليلة سبع عشرة من شهر ربيع الآخر، قبل الهجرة بسنة، ففرضت الخمس، وأمّ فيها جبريل عليه السلام، ذكره ابن عطية.
معنى قوله : (قل للّه المشرق والمغرب ) ج ك
-حيث أمر الله أن يصلّى ويتعبّد، فهو له، وعالم به، وهو فيه كماقال: {وهو اللّه في السّماوات وفي الأرض يعلم سرّكم وجهركم ويعلم ما تكسبون}
وكما قال: {وهو معكم أين ما كنتم}
وكما قال:{ما يكون من نجوى ثلاثة إلّا هو رابعهم} ، ذكره الزجاج
- أي: الحكم والتّصرّف والأمر كلّه للّه، وحيثما تولّوا فثمّ وجه اللّه (ك)
- إقامة حجة، أي له ملك المشارق والمغارب وما بينهما.ط
معنى قوله:{يهدي من يشاء} ط ك
إشارة إلى هداية الله تعالى هذه الأمة إلى قبلة إبراهيم
معنى (الصراط) لغة:
الطريق.
معنى قوله { صراط مستقيم}: ج
طريق مستقيم كما يحبه الله عز وجل، ذكره الزجاج
-----------
فائدة:(ك)
أنّ النّاسخ لا يلزم حكمه إلّا بعد العلم به، وإن تقدّم نزوله وإبلاغه؛ لأنّهم (أهل قباء) لم يؤمروا بإعادة العصر والمغرب والعشاء (وكانت التحويل قد بلغهم في الصبح )
***********___________________________________________
تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143)
مسائل القراءات:
القراءات في يضيع:ط
وقرأ الضحاك ليضيع بفتح الضاد وشد الياء ، ذكره ابن عطية.
القراءات في رؤوف:ط،ج
وقرأ قوم لرؤفٌ على وزن فعل. ذكره ابن عطية.
وقرأ أبو جعفر بن القعقاع لرووف بغير همز، ذكره الزجاج و ابن عطية.
سبب نزول (وما كان اللّه ليضيع إيمانكم) ج
- قيل: إنّه كان قوم قالوا: فما نصنع بصلاتنا التي كنا صليناها إلى بيت المقدس، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: ( وما كان اللّه ليضيع إيمانكم).ذكره الزجاج.
- وقيل أيضا: إنّ جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم توفّوا , وهم يصلون إلى بيت المقدس قبل نقل القبلة إلى بيت اللّه الحرام، فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاتهم , فأنزل الله عزّ وجلّ: (وما كان اللّه ليضيع إيمانكم إنّ اللّه بالنّاس لرءوف رحيم) ذكره ابن عطية.
- لما حولت القبلة كان من قول اليهود: يا محمد إن كانت الأولى حقا فأنت الآن على باطل، وإن كانت هذه حقا فكنت في الأولى على ضلال. فوجست نفوس بعض المؤمنين وأشفقوا على من مات قبل التحويل على صلاتهم السالفة، فنزلت (وما كان اللّه ليضيع إيمانكم) ، ذكره ابن عطية.
المسائل التفسيرية:
معنى الكاف في قوله (وكذلك) ط
الكاف متعلقة بالمعنى الذي في قوله يهدي من يشاء، أي كما هديناكم إلى قبلة إبراهيم وشريعته كذلك جعلناكم أمة، ذكره ابن عطية.
معنى الأمة :ج ط
الجماعة، ذكره الزجاج.
القرون من الناس، ذكره ابن عطية.
معنى وسطًا ج ط ك
1- عدولًا، ذكره الزجاج، وابن كثير، واستدل له بالحديث: عن أبي سعيدٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : (يدعى نوحٌ يوم القيامة فيقال له: هل بلّغت؟ فيقول: نعم. فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلّغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذيرٍ وما أتانا من أحدٍ، فيقال لنوحٍ: من يشهد لك؟ فيقول: محمّدٌ وأمّته» قال: «فذلك قوله{وكذلك جعلناكم أمّةً وسطًا}
قال: "الوسط: العدل، فتدعون، فتشهدون له بالبلاغ، ثمّ أشهد عليكم") ، رواه أحمد والبخاريّ والتّرمذيّ والنّسائيّ وابن ماجه.
2- أخيارًا ، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
والمعنى واحد لأن العدل خير , والخير عد ، ذكره الزجاج.
وسطية هذه الأمة:ط ك
- قال بعض العلماء: أمة محمد صلى الله عليه وسلم لم تغل في الدين كما فعلت اليهود، ولا افترت كالنصارى، فهي متوسطة، فهي أعلاها وخيرها من هذه الجهة ، ذكره ابن عطية.
- وقد يكون العلو والخير في الشيء لما بأنه أنفس جنسه، ذكره ابن عطية.
وأما أن يكون بين الإفراط والتقصير فهو خيار من هذه الجهة ، ذكره ابن عطية.
- تخصيصها بأكمل الشّرائع وأقوم المناهج وأوضح المذاهب ، ذكره ابن كثير.
معنى الآية:(وكذلك جعلناكم أمّةً وسطًا لتكونوا شهداء على النّاس ويكون الرّسول عليكم شهيدًا( ك
يقول تعالى: إنّما حوّلناكم إلى قبلة إبراهيم، عليه السّلام، واخترناها لكم لنجعلكم خيار الأمم، لتكونوا يوم القيامة شهداء على الأمم؛ لأنّ الجميع معترفون لكم بالفضل.
معنى (لتكونوا شهداء على الناس) ج ط ك
1- أن أمم الأنبياء تكذب في الآخرة إذا سئلت عمن أرسل إليها فتجحد أنبياءها، هذا فيمن جحد في الدنيا منهم فتشهد هذه الأمة بصدق الأنبياء، وتشهد عليهم بتكذيبهم، ويشهد النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة بصدقهم , وإنّما جازت هذه الشهادة، وإن لم يكونوا ليعاينوا تلك الأمم لأخبار النبي صلى الله عليه وسلم، ذكره الزجاج، وبه قال ابن كثير وابن عطية.
والدليل ما رواه البخاري وغيره من حديث أبي سعيدٍ الخدري- رضي الله عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ( يدعى نوحٌ يوم القيامة فيقال له: هل بلّغت؟ فيقول: نعم. فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلّغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذيرٍ وما أتانا من أحدٍ، فيقال لنوحٍ: من يشهد لك؟ فيقول: محمّدٌ وأمّته» قال: «فذلك قوله: (وكذلك جعلناكم أمّةً وسطًا)، قال: الوسط: العدل، فتدعون، فتشهدون له بالبلاغ، ثمّ أشهد عليكم)
2-وقال قوم(لتكونوا شهداء على النّاس) أي: محتجين على سائر من خالفكم، ويكون الرسول محتجاً عليكم , ومبيناً لكم.ذكره الزجاج.
3- تشهدون لمحمد صلى الله عليه وسلم أنه قد بلغ الناس في مدته من اليهود والنصارى والمجوس،قاله مجاهد .ذكره ابن عطية.
4- يشهد بعضكم على بعض بعد الموت، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مرت به جنازة فأثني عليها بالخير، فقال: (وجبتثم مر بأخرى، فأثني عليها بشرّ، فقال:«وجبت»، يعني الجنة والنار، فسئل عن ذلك، فقال: أنتم شهداء الله في الأرض)، وروي في بعض الطرق أنه قرأ (لتكونوا شهداء على النّاس) ، ذكره ابن عطية وابن كثير.
المراد بالناس في قوله (شهداء على الناس) ط
- جميع الجنس
- يشهد بعضكم على بعض بعد الموت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مرت به جنازة فأثني عليها بالخير، فقال: «وجبت» ثم مر بأخرى، فأثني عليها بشرّ، فقال:«وجبت»، يعني الجنة والنار، فسئل عن ذلك، فقال: «أنتم شهداء الله في الأرض»
ذكر القولين ابن عطية.
معنى (ويكون الرّسول عليكم شهيداً) ط
- قيل: معناه بأعمالكم يوم القيامة.
- وقيل: عليكم بمعنى لكم أي يشهد لكم بالإيمان.
- وقيل: أي يشهد عليكم بالتبليغ إليكم.
ذكر الاقوال ابن عطية.
المقصود بالقبلة في قوله (وما جعلنا القبلة الّتي كنت عليها) ط ك
1: بيت المقدس ، قاله قتادة والسدي وعطاء وغيرهم، ذكره ابن عطية.
2: القبلة في الآية الكعبة، وكنت بمعنى أنت ، قاله ابن عباس. ذكره ابن عطية وابن كثير
معنى (وما جعلنا القبلة الّتي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه)ط
أولا : على القول بأن القبلة هنا بيت المقدس: ط
1: لم نجعلها حين أمرناك بها أولا إلا فتنة لنعلم من يتبعك من العرب الذين إنما يألفون مسجد مكة . ذكره ابن عطية.
2:ما قال الضحاك من أن الأحبار قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن بيت المقدس هو قبلة الأنبياء، فإن صليت إليه اتبعناك، فأمره الله بالصلاة إليه امتحانا لهم فلم يؤمنوا. ذكره ابن عطية.
3: وما جعلنا صرف القبلة التي كنت عليها وتحويلها، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. ذكره ابن عطية وبه قال ابن كثير.
ثانيًا:على القول بأن القبلة هي الكعبة ط ك
أي : وما جعلناها وصرفناك إليها إلا فتنة ليظهر حال من يتّبعك ويطيعك ويستقبل معك حيثما توجهت ممّن ينقلب على عقبيه.حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير.
معنى لنعلم في قوله (لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه) ج ط
- أي ليعلم رسولي والمؤمنون به، فهذا وجه التجوز إذا ورد علم الله تعالى بلفظ استقبال لأنه قديم لم يزل ذكره ابن عطية.
- أراد بقوله لنعلم ذكر علمه وقت مواقعتهم الطاعة والمعصية أي ليعلم ذلك منهم شهادة , فيقع عليهم بذلك العلم : اسم مطيعين , واسم عاصين، فيجب ثوابهم على قدر عملهم إذ بذلك الوقت يتعلق الثواب والعقاب، حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية.
- لنثيب، فالمعنى لنعلمهم في حال استحقوا فيها الثواب ، حكاه ابن فورك. ذكره ابن عطية.
- لنميز، حكاه ابن فورك ، وذكره الطبري عن ابن عباس. ذكره ابن عطية.
- لنرى، حكاه الطبري .ذكره ابن عطية.
سبب تعليق العلم بأفعالهم : ط
وعلق العلم بأفعالهم لتقوى الحجة ويقع التثبت فيما علمه لا مدافعة لهم فيه، ذكره ابن عطية.
سبب التعبير بنون العظمة في قوله (لنعلم): ط
جاء الإسناد بنون العظمة إذ هم حزبه وخالصته.ذكره ابن عطية.
معنى (ينقلب على عقبيه):ط ك
وينقلب على عقبيه عبارة عن المرتد الراجع عما كان فيه من إيمان أو شغل أو غير ذلك، ذكره ابن عطية.
فائدة التعبير ب (ينقلب على عقبيه) للمرتد ط:
الرجوع على العقب أسوأ حالات الراجع في مشيه عن وجهته، فلذلك شبه المرتد في الدين به، ذكره ابن عطية.
معنى (كبيرة):ط ك
شاقة صعبة تكبر في الصدور عظيمة على النفوس، حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير.
مرجع الضمير في قوله (وإن كانت لكبيرة) ج ط ك
1- راجع إلى قبلة بيت المقدس: أي اتباعها كبير إلا على على الذين هدى الله ج ، على القول بأن المقصود بالقبلة في قوله(وما جعلنا القبلة التي كنت عليها ) بيت المقدس ط
2-راجع إلى التحويلة إلى الكعبة ط، ك
3- راجع إلى الصلاة التي صليت إلى بيت المقدس، قاله ابن زيد. ذكره ابن عطية.
4- هذه الفعلة وهي صرف التوجهعن بيت المقدس إلى الكعبة</span></span>، ذكره ابن كثير.
معنى (وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله) ج ك
إنه كبير على غير المخلصين، فأما من أخلص , فليست بكبيرة عليه، كما قال: {إلّا على الّذين هدى الله}، أي: فليست بكبيرة عليهم.ذكره الزجاج.
أي: وإن كان هذا الأمر عظيمًا في النّفوس، إلّا على الّذين هدى اللّه قلوبهم، وأيقنوا بتصديق الرسول، وأنّ كلّ ما جاء به فهو الحقّ الذي لا مرية فيه، وأنّ اللّه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، فله أن يكلّف عباده بما شاء، وينسخ ما يشاء، وله الحكمة التّامّة والحجّة البالغة في جميع ذلك، بخلاف الّذين في قلوبهم مرضٌ، فإنّه كلّما حدث أمرٌ أحدث لهم شكًّا.</span> ، ذكره ابن كثير.
فائدة دخول اللام في قوله (وإن كانت لكبيرة):ج ط
فإذا جاءت إن واللام, فمعناه التوكيد للقصة ،واللام إذا لم تدخل مع إن الخفيفة كان الكلام جحدا فلولا " اللام " كان المعنى " ما كانت كبيرة " ، ط: ولذلك لزمتها اللام لتزيل اللبس الذي بينها وبين النافية.حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية.
هدى الله ط ك
هم المتبعين لأمر القبلة ، المخلصين، الّذين هدى اللّه قلوبهم، وأيقنوا بتصديق الرسول، وأنّ كلّ ما جاء به فهو الحقّ الذي لا مرية فيه، وأنّ اللّه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، فله أن يكلّف عباده بما شاء، وينسخ ما يشاء، وله الحكمة التّامّة والحجّة البالغة في جميع ذلك
حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
معنى إيمانكم:ج ط ك
صلاتكم، قاله ابن عباس والبراء بن عازب وقتادة والسدي والربيع وغيرهم، ذكره ابن عطية وابن كثير.
- تصديقكم بأمر تلك القبلة. ذكره الزجاج وبه قال ابن كثير.
معنى (وما كان اللّه ليضيع إيمانكم) ج ك
- أي: من كان صلّى إلى بيت المقدس قبل أن تحوّل القبلة إلى البيت الحرام بمكة , فصلاته غير ضائعة وثوابه قائم، ذكره الزجاج وبه قال ابن كثير.
- أي: بالقبلة الأولى، وتصديقكم نبيّكم، واتّباعه إلى القبلة الأخرى. أي: ليعطيكم أجرهما جميعًا ، ذكره ابن كثير.
- أي: ما كان اللّه ليضيع محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم وانصرافكم معه حيث انصرف ، قاله الحسن البصري. ذكره ابن كثير.
سبب ذكر الإيمان والمقصود الصلاة:
1- سمى الصلاة إيمانا لما كانت صادرة عن الإيمان والتصديق في وقت بيت المقدس وفي وقت التحويل، و لما كان الإيمان قطبا عليه تدور الأعمال وكان ثابتا في حال التوجه هنا وهنا ذكره، إذ هو الأصل الذي به يرجع في الصلاة وغيرها إلى الأمر والنهي.
2- لئلا تندرج في اسم الصلاة صلاة المنافقين إلى بيت المقدس فذكر المعنى الذي هو ملاك الأمر
3- سميت إيمانا إذ هي من شعب الإيمان.
ذكر الاقوال الثلاثة ابن عطية.
المراد بالخطاب (وماكان الله ليضيع إيمانكم) ط
المراد من حضر ومن مات، وخاطب الحاضرين لأن الحاضر يغلب، كما تقول العرب: ألم نقتلكم في موطن كذا؟، ومن خوطب لم يقتل ولكنه غلب لحضوره، ذكره ابن عطية.
الأمر بتحويل القبلة وأول صلاة صليت في ذلك:ك ط
1:العصر: روى البخاريّ من حديث ابن عمر- رضي الله عنه- قال</span>:( بينا الناس يصلون الصّبح في مسجد قباء إذ جاء رجلٌ فقال: قد أنزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قرآنٌ، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها. فتوجّهوا إلى الكعبة) ، ذكره ابن كثير.
وقيل: إنما نزلت هذه الآية في غير صلاة وكانت أول صلاة إلى الكعبة العصر، ذكره ابن عطية.
2: وقيل: نزل ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في صلاة الظهر بعد ركعتين منها فتحول في الصلاة، وذكر أبو الفرج أن عباد بن نهيك كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الصلاة، ذكره ابن عطية.
فضل من صلى القبلتين: ك
كان من ثبت على تصديق الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم واتّباعه في ذلك، وتوجّه حيث أمره اللّه من غير شكٍّ ولا ريب، من سادات الصّحابة. وقد ذهب بعضهم إلى أنّ السّابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار هم الّذين صلّوا القبلتين ، ذكره ابن كثير.
شهد الله تعالى للمتبعين أمر تحويل القبلة بالهداية. ذكره ابن عطية.
معنى رؤوف: ج ط
رحيم، والرأفة أعلى منازل الرحمة، ذكره ابن عطية والزجاج، وأشار له ابن كثير، واستدل بما في الصّحيح: ( أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رأى امرأةً من السّبي قد فرّق بينها وبين ولدها، فجعلت كلّما وجدت صبيًّا من السّبي أخذته فألصقته بصدرها، وهي تدور على، ولدها، فلمّا وجدته ضمّته إليها وألقمته ثديها. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم</span>:«أترون هذه طارحةً ولدها في النّار، وهي تقدر على ألّا تطرحه؟» قالوا: لا يا رسول اللّه. قال: «فواللّه، للّه أرحم بعباده من هذه بولدها ).
----------
فائدة عقدية:
إثبات صفة العلم لله فهو يعلم ما كان وما يكون وما سيكون.
إثبات صفة الرحمة لله سبحانه.
__________________________
تفسير قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)
القراءات في قوله: {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} ط
- قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي(عما تعملون)بتاء على المخاطبة.
- قرأ الباقون بالياء من تحت.
ذكر القراءات ابن عطية.
معنى تقلب وجهك في السماء ج ط
في النظر إلى السماء ، وقيل: تقلب عينك، والمعنى واحد، لأن التقلب إنما كان لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بترك الصلاة إلى بيت المقدس, فكان ينتظر أن ينزل عليه الوحي إلى أي قبلة يصلّي ذكره الزجاج.</span>
وقال قتادة والسدي وغيرهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلب وجهه في الدعاء إلى الله تعالى أن يحوله إلى قبلة مكة، وقيل كان يقلب ليؤذن له في الدعاء، ذكره ابن عطية.
سبب ذكر الوجه (قد نرى تقلب وجهك) ط
وذكر الوجه لأنه أعم وأشرف، وهو المستعمل في طلب الرغائب، وأيضا فالوجه يتقلب بتقلب البصر، ذكره ابن عطية.
تخصيص السماء بتقليب النظر نحوها : ط
أن السماء جهة قد تعود العالم منها الرحمة كالمطر والأنوار والوحي فهم يجعلون رغبتهم حيث توالت النعم. ذكره ابن عطية.
معنى ترضاها ج ط:
1: تحبها ، وحبه إياها:
* لأنها قبلة الأنبياء، ذكره الزجاج وبه قال ابن عطية.
* وقيل: لأنها كانت عنده ادعى لقومه إلى الإيمان، ذكره الزجاج وبه قال ابن عطية.
وقيل أحب التحول؛ لقول اليهود: " ما علم محمد دينه حتى اتبعنا"، وهو قول مجاهد ، ذكره ابن عطية.
معنى شطر: ج ط
نحو، وتلقاء، ذكره الزجاج وابن عطية.
(فول وجهك شطر المسجد الحرام): ط
- قال عبد الله بن عمر: إنما وجهرسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته حيال ميزاب الكعبة
- وقال ابن عباس وغيره: بل وجه إلى البيت كله.
ذكر ذلك ابن عطية.
معنى (الّذين أوتوا الكتاب): ط ك
- اليهود والنصارى، ذكره ابن عطية.
- المراد اليهود، قاله السدي ذكره ابن عطية وابن كثير.
قال ابن عطية: والأول أظهر
معنى قوله (وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ) ط
أن اليهود والنصارى يعلمون أن الكعبة هي قبلة إبراهيم إمام الأمم، وأن استقبالها هو الحق الواجب على الجميع اتباعا لمحمد صلى الله عليه وسلم الذي يجدونه في كتبهم، ذكره ابن عطية.
واليهود - الّذين أنكروا استقبالكم الكعبة وانصرافكم عن بيت المقدس - يعلمون أنّ اللّه تعالى سيوجهك إليها، بما في كتبهم عن أنبيائهم، من النّعت والصّفة لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأمّته، وما خصّه اللّه تعالى به وشرفه من الشّريعة الكاملّة العظيمة، ولكنّ أهل الكتاب يتكاتمون ذلك بينهم حسدًا وكفرًا وعنادًا</span> ، ذكره ابن كثير.
المخاطب في الآية على قراءة من قرأ (تعملون): ط
- خطاب لأهل الكتاب
- خطاب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم
ذكر القولين ابن عطية.
فائدة ختم الآية بقوله تعالى : (وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) ط
- الإعلام بأن الله تعالى لا يهمل أعمال العباد ولا يغفل عنها، وضمنه الوعيد، ذكره ابن عطية.
- فيها تهديد لأهل الكتاب، لأنهم يعلمون أمر القبلة، لكنهم يتكاتمون ذلك بينهم حسدًا وكفرًا وعنادًا، ذكره ابن كثير.
---------
فوائد:
- ثبوت النسخ: ط ك
(فولّ وجهك شطر المسجد الآية)، أمر بالتحول ونسخ لقبلة الشام
(وحيث ما كنتم فولّوا) أمر للأمة ناسخ</span>
ذكر ذلك ابن عطية.
كان أوّل ما نسخ من القرآن القبلة</span>، قاله عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس</span>، ، ذكره ابن كثير.
</span>موضع النظر في السجود: ك
- أنّ المصلّي ينظر أمامه، وهو قول المالكية ، واستدلوا له بالآية { فولّ وجهك شطر المسجد الحرام}،فلو نظر إلى موضع سجوده لاحتاج أن يتكلّف ذلك بنوعٍ من الانحناء وهو ينافي كمال القيام.
- ينظر إلى موضع سجوده ، ذهب إليه الشّافعيّ وأحمد وأبو حنيفة
- وقال بعضهم: ينظر المصلّي في قيامه إلى صدره.
- وقال شريكٌ القاضي: ينظر في حال قيامه إلى موضع سجوده كما قال جمهور الجماعة، لأنّه أبلغ في الخضوع وآكد في الخشوع وقد ورد به الحديث، وأمّا في حال ركوعه فإلى موضع قدميه، وفي حال سجوده إلى موضع أنفه وفي حال قعوده إلى حجره.