القراءات
· القراءات في قوله تعالى: {بربوة} ط ك
(رُبوة) بضم الراء. قرأ بها ابن كثير وحمزة والكسائي ونافع وأبو عمرو. ذكره ابن عطية وقال ابن جرير: قرأ بها عامة أهل المدينة والحجاز والعراق.
(رَبوة) بفتح الراء وبها قرأ عاصم وابن عامر. ذكره ابن عطية، وقال ابن جرير: هي قراءة بعض أهل الشام والكوفة، ويُقال إنها لغة تميم.
(رِبوة) بكسر الراء وبها قرأ ابن عباس فيما حكي عنه. كما ذكر ابن جرير وابن عطية.
(رِباوة) بكسر الراء وبها قرأ الأشهب العقيلي. ذكره ابن عطية.[وذكر الزجاج جميع ما سبق دون نسبة]
(رَباوة) بفتح الراء والباء وألف بعدها، وبها قرأ أبو جعفر وأبو عبد الرحمن. ذكره ابن عطية.
· القراءات في قوله تعالى: {أكلها} ج ط
ويقرأ (أُكْلَهَا)، وهما بمعنى واحد. ذكره الزجاج وابن عطية.
قال ابن عطية: وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو «أُكْلها» بضم الهمزة وسكون الكاف، وكذلك كل مضاف إلى مؤنث وفارقهما أبو عمرو فيما أضيف إلى مذكر مثل (أُكُله) أو كان غير مضاف إلى مكنى مثل (أُكُل خمط) فثقل أبو عمرو ذلك، وخففاه، وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي في جميع ما ذكرناه بالتثقيل.
· القراءات في قوله تعالى: {والله بما تعملون بصير} ط
قرأ الزهري (يعملون).
· القراءات في قوله تعالى: {جنة من نخيل} ط
قرأ الحسن «جنات» بالجمع.
المسائل التفسيرية للآية (265):
· مناسبة الآية لما قبلها ط
لما ذكر الله صدقات القوم الذين لا تقبل منهم صدقاتهم، والذين نهى الله المؤمنين عن مواقعة ما يشبه فعلهم بوجه، عقب في هذه الآية بذكر نفقات القوم الذين جاءت صدقاتهم على الوجه الشرعي الذي يرضي الله تعالى فضرب لها مثلا. وهذا من أساليب فصاحة القرآن، وهو أن يأتي ذكر نقيض ما تقدم ذكره، لتستبين حال التضاد بعرضها على الذهن. هذا معنى ما ذكره ابن عطية.
· تقدير المضاف المحذوف في قوله: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ} ط
ذكر له ابن عطية تقديرين محتملين:
الأول: مَثَلُ [نفقة] الَّذِينَ يُنْفِقُونَ ... كَمَثَلِ [غراس] جَنَّةٍ.
الثاني: مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ ... كَمَثَلِ [غارس] جَنَّةٍ. [تقدير في آخر الكلام فقط]
· معنى {ابتغاء} ط
معناه: طلب.
· معنى قوله تعالى: {وتثبيتا من أنفسهم} ج ط ك
فيه أقوال:
القول الأول: تَصْدِيقًا وَيَقِينًا، قَالَه الشَّعْبِيُّ، وقَالَ بنحوه قَتَادَةُ، وَأَبُو صَالِحٍ، وَابْنُ زَيْدٍ، والمعنى أن نفوسهم لها بصائر متأكدة أن الله سيجزيهم على ذلك أوفر الجزاء، فهي تثبتهم على الإنفاق في طاعة الله تثبيتا، هذا حاصل ما ذكره الزجاج، وابن عطية، وابن كثير. وأورد ابن كثير نظيره في المعنى من السنة، وهو قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا. . . "
القول الثاني: يتثبتون أين يضعون صدقاتهم. قاله مجاهد والحسن. قال الحسن: كان الرجل إذا هم بصدقة تثبت، فإن كان ذلك لله أمضاه وإن خالطه شك أمسك. ذكره ابن عطية، وابن كثير.
اختار ابن جرير القول الأول، وقال عنه ابن عطية: هو أصوب؛ لأن المعنى الذي ذهب إليه مجاهد والحسن إنما عبارته و(تثبتا). فإن قال محتج: إن هذا من المصادر التي خرجت على غير المصدر كقوله تعالى: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا}، فالجواب: لا يسوغ إلا مع ذكر المصدر والإفصاح بالفعل المتقدم للمصدر، وأما إذا لم يقع إفصاح بفعل فليس لك أن تأتي بمصدر في غير معناه ثم تقول أحمله على فعل كذا وكذا لفعل لم يتقدم له ذكر.
· معنى الجنة ج ط ك
الجنة: البستان. وهي قطعة أرض نبتت فيها الأشجار حتى سترت الأرض، وكل ما نبت وكثف وكثر، وستر بعضه بعضاً فهو جنة. هذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
· معنى الربوة ج ط ك
هُوَ عِنْدُ الْجُمْهُورِ: المكان المستوي المرتفع من الأرض ارتفاعا يسيرا. وزاد ابن عباس: الذي لا تجري فيه الأنهار. هذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
وبين ابن عطية أن ابن عباس إنما أراد الربوة المذكورة في الآية، ولم يرد جنس الربا؛ لأن الله تعالى قد ذكر ربوة ذات قرار ومعين، ولأن المعروف في كلام العرب أن الربوة ما ارتفع عما جاوره سواء جرى فيها ماء أو لم يجر.
وما زاد به ابن عباس ذكره ابن كثير عن الضحاك أيضا. [جاء في تفسيره: تجري فيه الأنهار، ولعل فيه تصحيف]
وقال السدي: بِرَبْوَةٍ أي برباوة وهو ما انخفض من الأرض. قال ابن عطية: وهذه عبارة قلقة ولفظ الربوة هو مأخوذ من ربا يربو إذا زاد.
· سبب تخصيص الربوة بالذكر ج ط
خصت الربوة بالذكر لأنه في الأغلب يكون معها كثافة التراب وطيبه وتعمقه، وما كان كذلك فنباته أحسن، إذا كان لها ما يرويه من الماء، هذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية.
· الحكمة من تخصيص نوع الربا التي لا يجري فيها ماء بالذكرط
قوله تعالى: أَصابَها وابِلٌ إلى آخر الآية يدل على أنها ليس فيها ماء جار، وقد خص الله هذا النوع من الربا بالذكر من حيث هي العرف في بلاد العرب، فمثّل لهم بما يحسونه كثيرا. (ملخص ما ذكره ابن عطية)
· معنى وابل ج ك
الْمَطَرُ الشَّدِيدُ العظيمُ القَطْر. هذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن كثير.
·معنى {آتت} ط
أعطت.
· معنى {أكلها} ج ط ك
أي: ثمرها. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
قال ابن عطية: الشيء المأكول من كل شيء يقال له أُكل.
· مرجع الضمير في قوله: {أكلها} ط
مرجعه إلى الجنة كما ذكر ابن عطية.
· معنى الإضافة في قوله: {أكلها} ط
إضافة الأكل إلى الجنة إضافة اختصاص كسرج الدابة وباب الدار، وإلا فليس الثمر مما تأكله الجنة. ذكره ابن عطية.
· معنى قوله: {ضعفين} ج ط ك
أي مثلين، بالنسبة إلى غيرها من الجنان، هذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
· تقدير المحذوف في قوله:{فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ} ج ط
فيه قولان:
القول الأول: تقديره: فَطَلٌّ يكفيها. قاله المبرد، واختاره ابن عطية في تفسيره.
القول الثاني: تقديره: فالذي يصيبها طل. قاله الزجاج، وذكره ابن عطية.
· دلالة قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ} على طيب منبت الجنة المذكورة ج ط ك
أكد تعالى مدح هذه الربوة بأنها إن لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فإن الذي يصيبها الطل، وهو يكفيها وينوب مناب الوابل، وذلك لكرم الأرض، فلا تمحل أبدا. هذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
· معنى الطل ج ط ك
الطل: المستدق من القطر الخفيف، قاله ابن عباس وغيره، وهو مشهور اللغة. ذكره ابن عطية، وذكر نحوه الزجاج وزاد: (الدائم)
قال ابن عطية: قال قوم: الطل الندى، وهذا تجوز وتشبيه. وقد روي ذلك عن ابن عباس.
عن الضَّحَّاكُ: هُوَ الرَّذَاذ، وَهُوَ اللَّيِّنُ مِنَ الْمَطَرِ. ذكره ابن كثير
· الحكمة من تشبيه نفقة المؤمنين المخلصين بالجنة الموصوفة في الآية ج ط ك
لأنه كما أن الجنة بهذه الربوة لا تجدب أبدا، ولا ينقطع ثمرها، فكذلك نفقات هؤلاء المخلصين، يتقبلها الله ويكثرها وينميها، كل عامل بحسبه. هذا حاصل ماذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
· معنى قوله: {والله بما تعملون بصير} ج ط ك
أي عليم بأعمال عباده، لا يخفى عليه منها شيء، وهذا فيه وعد ووعيد. هذا حاصل ماذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
قال ابن عطية: وقرأ الزهري يعملون بالياء كأنه يريد به الناس أجمع. أو يريد المنفقين فقط فهو وعد محض.
المسائل التفسيرية للآية (266):
· المقصود بالمثل المضروب في الآية؟ ج ط ك
قيل: هو مثل آخر لنفقة الرياء، حكاه الطبري عن السدي ورجحه.
وقيل: هو مثل لمن يبطل صدقته بالمن والأذى. هذا معنى ما حكاه الطبري عن ابن زيد.
رجح ابن عطية القول الثاني، وذكر أنه أبين من القول الأول، وأنه مقتضى سياق الكلام.
وقيل: هو مثل لكل منافق وكافر عمل وهو يحسب أنه يحسن صنعا، فلما جاء إلى وقت الحاجة لم يجد شيئا، جاء عن ابن عباس نحو هذا، كما ذكر ابن كثير، وذكره ابن عطية على أنه المعنى في غير سياق الآيات.
وقيل: هو مثل لمن يعمل عمره بعمل أهل الخير، فإذا فني عمره، عمل عمل السوء، فأبطل بعمله الثاني ما أسلفه من العمل الصالح، واحتاج إلى شيء من الأول في أضيق الأحوال، فلم يحصل منه شيء وخانه أحوج ما كان إليه. هذا معنى ما ذهب إليه عمر وابن عباس رضي الله عنهما كما جاء في الحديث الصحيح. ذكره ابن عطية وابن كثير. وقال ابن عطية عن هذا القول إنه يحمل الآية على كل ما يدخل تحت ألفاظها، وأن مجاهد، وقتادة، والربيع، وغيرهم قالوا بنحوه.
[الزجاج: مثل لمن لم يكن له في الآخرة عمل يوصله إلى الجنة]
· الحكمة من ضرب هذا المثل ج ط ك
ليعلم من سبق ذكرهم أن حالهم إذا ردوا إلى الله عز وجل، سيكون كحال من كان له بستان من نخيل وأعناب له فيها من كل الثمرات، وكان ولده وذريته ضعاف، وكان في آخر عمره، فجاء بستانه إعصار فيه نار فأحرقه، فلم يكن عنده قوة أن يغرس مثله، ولم يكن عند نسله خير يعودون به عليه، فكذلك من تقدم ذكره، لن يجد خيرا يعود عليه يوم القيامة، وسيحرم أجره عند أحوج ما يكون إليه، كما حرم هذا جنته عند أفقر ما كان إليها عند كبره وضعف ذريته.
هذا معنى ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
· سبب تخصيص النخيل والأعناب بالذكر ط
لشرفهما وفضلهما على سائر الشجر.
· مرجع الضمير في قوله: {من تحتها} ط
مرجعه إلى الأشجار.
· معنى الواو في قوله: {وأصابه}، وفي قوله: {وله} ط
هي واو الحال.
· مرجع الضمير في: {فأصابها}، {فاحترقت} ج ط ك
مرجعه إلى الجنة كما أشار المفسرون.
· معنى الإعصارج ط ك
الريح الشديدة. وهذا مروي عن ابن عباس والسدي والحسن وغيرهم، كما جاء في تفسير ابن عطية. وقاله الزجاج وابن عطية وابن كثير.
زاد الزجاج: التي تهب من الأرض كالْعَمُود إِلى نَحْو السماءِ وهي التي تسميها الناس الزَوْبَعةَ.
· سبب إطلاق لفظ الإعصار على الريح ط
قال عبيد الله بن الحسن العنبري: لأنها تعصر السحاب.
قال المهدوي: لأنها تلتف كالثوب إذا عصر. قال ابن عطية: وهذا ضعيف.
[والسحاب معصرات إما لأنها حوامل فتكون كالمعصر من النساء، وهي التي تكون عرضة للحمل، وإما لأنها تنعصر بالرياح]
· المراد بالنار ط
فيه قولان:
قيل: السموم الشديدة. قاله ابن عباس والسدي.
[السَّمُومُ: ريح حار شديدة تكون في النهار وقد تكون في الليل على عكس الحرور فإنها في الليل وقد تكون في النهار. (حاشية تفسير ابن عطية)]
عن ابن مسعود: السموم التي خلق الله منها الجان جزء من سبعين جزءا من النار. [ابن عطية: يريد نار الآخرة]
وقيل: البرد. قاله الحسن بن أبي الحسن، والضحاك.
وجمع ابن عطية بين القولين في تفسيره فقال: والإِعْصارٌ الريح الشديدة العاصف التي فيها إحراق لكل ما مرت عليه، يكون ذلك في شدة الحر ويكون في شدة البرد وكل ذلك من فيح جهنم ونفسها.
· مرجع اسم الإشارة في قوله: {كذلك} ج ط
ذهب الزجاج إلى أن مرجعه إلى البيان الذي قد تبين: الصَّدَقَة، والجهاد، وقصة إِبراهيم عليه السلام، والذي مرَّ على قرية، وجميع ما سلَف من الآيات. أي كَمثل بيان هذه الأقاصيص.
وقال ابن عطية: إلى هذه الأمثال المبينة.
· معنى {الآيات} ج
أي العَلاَمَات والدّلالات التي تَحتَاجُون إِليها في أمْر توحيده، وإثْبَات رسالات رسله وثوابه وعقابه.
· معنى قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} ط ك
لَعَلَّكُمْ ترجّ في حق البشر، والمعنى: إذا تأمل من يبين له هذا البيان رجي له التفكر والاعتبار وتفهم الأمثال والمعاني، وإنزالها على المراد منها. كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ}
وقال ابن عباس تَتَفَكَّرُونَ في زوال الدنيا وفنائها وإقبال الآخرة وبقائها.
هذا حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير.
الصرف
· مرضات مصدر ط
مَرْضاتِ مصدر من رضي يرضى.
· ضعفاء جمع ضعيف ط
وكذلك: ضعاف
الاشتقاق
· اشتقاق كلمة (الجنة) ط
هي من لفظ الجن والجنن والجنة وجن الليل.
· اشتقاق كلمة (ربوة) ط
مأخوذ من ربا يربو إذا زاد.
الإعراب
· إعراب {ابتغاء} ط
قال ابن عطية: إعرابه النصب على المصدر في موضع الحال. وكان يتوجه فيه النصب على المفعول من أجله. لكن النصب على المصدر هو الصواب من جهة عطف المصدر الذي هو وَتَثْبِيتاً عليه.
· إعراب {تثبيتا} ط
قال ابن عطية: ولا يصح في تَثْبِيتاً أنه مفعول من أجله، لأن الإنفاق ليس من أجل التثبيت. وقال مكي في المشكل: كلاهما [ابتغاء، وتثبيتا] مفعول من أجله وهو مردود بما بيناه.
البلاغة
· تشبيه نفقات المؤمنين المخلصين بنمو نبات الجنة بالربوة الموصوفة ط
شبه نمو نفقات هؤلاء المخلصين الذين يربي الله صدقاتهم بنمو نبات هذه الجنة بالربوة الموصوفة، ذكره ابن عطية، وذكر نحوه الزجاج وابن كثير.
· حذف المضاف للإيجاز ط
قال ابن عطية: وتقدير الكلام ومثل نفقة الذين ينفقون كمثل غراس جنة، لأن المراد بذكر الجنة غراسها أو تقدر الإضمار في آخر الكلام دون إضمار نفقة في أوله، كأنه قال: كمثل غارس جنة.