دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > العقيدة الواسطية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 ذو الحجة 1429هـ/13-12-2008م, 03:51 PM
فاطمة فاطمة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 758
افتراضي التنبيهات السنية للشيخ: عبد العزيز بن ناصر الرشيد

وقولُه: ( وَلِلَّهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنينَ ).(79)
وقولُهُ عن إِبلِيسَ: ( فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعينَ )

(79) قَولُهُ: (وَلِلَّهِ العِزَّةُ): يعني الغلبةَ والقدرةَ، فمن يردْ العزَّةَ فليطلُبْهَا بطاعةِ اللهِ وطاعةِ رسولهِ، فالعزَّةُ والعلوُّ إنَّما هما لأهلِ الإيمانِ، قال تعالى: (وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مَّؤْمِنِينَ) فللعبدِ من العلُوِّ بحسبِ ما معه من الإيمانِ، قال تعالى: (وَلِلَّهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنينَ) فلهُ من العزَّةِ بحسبِ ما معه من الإيمانِ وحقائقِه، فإذا فاتَه حظُّه من العُلوِّ والعزَّةِ ففي مقابَلةِ ما فاتَه من حقائقِ الإيمانِ عِلمًا وعَملاً، ظاهرًا وباطِنًا، فالمؤمنُ عزيزٌ عالٍ مُؤَيَّدٌ منصورٌ مُكفىٌّ مدفوعٌ عنه بالذَّاتِ أينَ كان، ولو اجتمعَ عليه من أقطارِها إذا قامَ بحقيقةِ الإيمانِ وواجباتِه، فمنْ نقصَ إيمانُه نقصَ نصيبُهُ من النَّصرِ والتَّأييدِ بحسبِ ما نَقصَ من إيمانِه، انتهى. مِن كلامِ شيخِ الإسلامِ بتصرُّفٍ.
وفي هذه الآيةِ إثباتُ العزَّةِ للهِ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- الكاملةِ من جميعِ الوجوهِ، قال تعالى: (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
والعزَّةُ في الأصلِ؛ القوَّةُ والغلبَةُ والشِّدَّةُ، تقول: عزَّ يَعِزُّ بكسرِ العينِ إذا صارَ عزيزًا، وعَزَّ يَعَزُّ بالفتحِ إذا اشتدَّ وقوِيَ، ومنه أرضٌ عزازٌ، أي صلبةٌ، وعَزَّ يعُزُّ بالضَّمِّ إذا غلبَ وقهَرَ،
فلاسمِه العزيزِ -سُبْحَانَهُ- ثلاثةُ معانٍ:
الأوَّلُ: بمعنى المُمتنعِ الجنابِ عن أنْ يصلَ إليه ضررٌ أو يلحقَهُ نقصٌ أو عيبٌ، كقَولِهِ: (وَمَا ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ).
الثَّاني: بمعنى القوَّةِ كقَولِهِم: ((مِن عزيزٍ)).
الثَّالثُ: بمعنى غلبةِ الغيرِ وقهرِه، ومنه: (وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ): أي غلَبَنِي.
وكلُّ هذه المعاني ثابِتَةٌ للهِ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- بِمُقتَضى اسمهِ العزيزِ، كما قال: (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) فَألْ تفيدُ الاستغراقَ والشُّمولَ لجميعِ معانِي العِزِّ، قال ابنُ القيِّمِ في ((النُّونيَّةِ)):
وهو العزيزُ فَلَـنْ يُرامَ جنابُه أنَّى يُرامُ جنابُ ذي سُلطـانِ
وهو العزيزُ القاهِرُ الغلاَّبُ لمْ يغلبْهُ شيءٌ، هذه صِفتــانِ
وهو العزيزُ بقوَّةٍ هي وصفهُ فالعِزُّ حينئذٍ ثلاثُ معـــانِ
وهي الَّتي كَمُلَتْ له -سُبْحَانَهُ- مِن كلِّ وجهٍ عادمِ النُّقصــانِ
قال ابنُ القيِّمِ رحمه اللهُ في كتابِ ((المدارجِ)): فاسمُه العزيزُ يتضمَّنُ كمالَ قدرتِه وقوَّتِه وقهرِه، وهذه العِزَّةُ مستلزِمةٌ للوحدانيَّةِ، إذ الشَّركةُ تُنقصُ كمالَ العزَّةِ. انتهى.

(80) قَولُهُ: (فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعينَ): فيه دليلٌ على الحلفِ بعزَّةِ اللهِ سُبْحَانَهُ، وكذا غيرُها من صفاتِه، وفيه دليلٌ على أنَّ صِفاتِ اللهِ غيرُ مخلوقةٍ، إذ الحَلِفُ بالمخلوقِ شِركٌ، وفيه إثباتُ العزَّةِ للهِ -سُبْحَانَهُ- ردًّا على مَن قالَ: عزيزٌ بلا عزَّةٍ، كما قالُوا: إنَّه عليمٌ بلا علمٍ،
والعزَّةُ المضافةُ إليه -سُبْحَانَهُ- تنقسمُ إلى قِسمين:
قسمٍ يضافُ إليه -سُبْحَانَهُ- من بابِ إضافةِ المخلوقِ إلى خالقِه، وهي العزَّةُ المخلوقةُ الَّتي يِعزُّ بها أنبياءَه وعبادَه الصَّالحينَ.
والثَّاني: يُضافُ إليه من بابِ إضافةِ الصِّفةِ إلى الموصوفِ، كما في هذه الآيةِ، وكما في الحديثِ: ((أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ)).

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإيمان, بصفة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir