دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 5 جمادى الآخرة 1439هـ/20-02-2018م, 12:15 PM
الصورة الرمزية جٓنّات محمّد الطيِّب
جٓنّات محمّد الطيِّب جٓنّات محمّد الطيِّب غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: May 2013
الدولة: في دار الكبَد
المشاركات: 1,584
افتراضي سبب تأليف شيخ الإسلام للعقيدة الواسطية.

سبب تأليف العقيدة الواسطية، ومتى أُلِّفت؟

"العقيدة الواسطية" ألَّفها شيخ الإسلام بسبب أنه امتُحن، وقد امتحن مرات كثيرة، وسُجن ستَّ مرات، فمِن مواقف امتحانه أنه انتُقد عليه أنه ألزَم الناس باعتقاده وأجاب رحمه الله السلطان بقوله: "إنني ما ألزمتُ أحدًا باعتقادي، وما كتبت عقيدة إلا لما طُلِبت مني"، وبالفعل فإن عقائده المشهورة، وفتاويه في الاعتقاد وفي غيره كانت جوابًا على طلب السائل.

فسبب تأليف هذه العقيدة مأخوذٌ من عنوانها، وهو أن أحد قضاة واسط[1]، وهو الشيخ القاضي رضيُّ الدين الواسطي قَدِم إلى شيخ الإسلام ابن تيمية في سنة 698ﻫ، فذكر له ما أصاب بلادَ العراق من هجمات التتار، وغلبة الجهل، وقلة العلم مع انتشار البدع؛ لأن البدع بدأت في العراق في وقت مبكر، في أواخر القرن الثاني في عهد الأمين، ثم رفعَت رأسها في عهد المأمون، فلما انتشرت هذه البدع، وغلب التتار - وعندهم الجهلُ والظلم والبغي والعدوان - طلب هذا القاضي الواسطي من شيخ الإسلام أن يكتب له عقيدةً يعتقدها هو وأهل بيته وخواصه، وما هذا بدعًا من القول والتأليف؛ لأن العلماء كتبوا عقائدهم في وقت مبكر؛ فالحميدي (شيخ البخاري) كتب اعتقاده، ومحمد بن أسلم الطوسي (شيخ البخاري) كتب اعتقاده، والإمام أحمد ومن جاء بعدهم في طبقتهم؛ كالبخاري ومسلم، وغيرهم كتبوا اعتقادهم؛ فقال شيخ الإسلام: "إنَّ في اعتقاد الأئمة مُستكفًى"، لكن هذا القاضي الواسطي ألح على شيخ الإسلام رحمه الله، وأظن - والحالةُ تلك - أن شيخ الإسلام رأى أن الأمر متجه متعيِّن عليه، فقال رحمه الله: "فكتبتُ له أصول اعتقاد الفرقة الناجية في ورقات مِن بعد العصر إلى قبل المغرب".

ولهذا فإنَّ عدَّتها في المخطوطات نحو خمس عشرة ورقة، كتبها رحمه الله ذاكرًا جملة هذا الاعتقاد، فسُميت عندئذ: "العقيدة الواسطية"؛ نسبة إلى مَن كُتبت له، وإلى من طلبها، وهو القاضي رضي الدين الواسطي القاضي الشافعي رحمه الله، وهو مِن قضاة الشافعية، وقد كان مر بالشام وهو راحلٌ للحج، فلقي فيها شيخ الإسلام ابن تيمية، وهذا من سنن العلماء أنهم إذا سافروا حرَصوا في سفراتهم على لُقيا أهل العلم، والإفادة منهم، وهذه من أعظم الإفادة؛ لأن رضي الدين الواسطي كان هو السبب في هذه العقيدة، التي تُلقِّيت بالقبول، وصارت عنوانًا ومتنًا يمر عليه طالب العلم وهو في سيره للعلم.

وشيخ الإسلام ناله بسبب هذا الاعتقاد الأذى من خصومه في زمانه، وذلك في زمان انتشار البدع، ورؤوس الضلال؛ كالمتجهمة، والمعتزلة، والمتكلمة، والفلاسفة، حتى إنه مضَت عليهم سنون طويلة لم يواجهوا باعتقاد السلف، إلى أن قيض الله تعالى هذا الإمام شيخَ الإسلام، فبعَث اعتقاد السلف بعدما كان الناس في جهالة عظيمة؛ بسبب مذاهب الرَّدى، وطرائق البدع التي تتمخَّض كثرةً مع قِلة أهل الحق وأنصاره.
______________________________________________
[1] وواسط محلة في وسط العراق، لها أعمال كثيرة، والنسبة إليها: واسطي.

منقول من شبكة الألوكة.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تأليف, سبب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir