دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأسئلة العلمية > أسئلة علم السلوك

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 رمضان 1431هـ/20-08-2010م, 07:19 AM
أم أسامة المصرية أم أسامة المصرية غير متواجد حالياً
المستوى الأول - الدورة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 9
افتراضي سؤال: كيف يتخلص طالب العلم من الفتور والكسل وحب الملهيات؟

جزاكم الله خيرا شيخنا ونفع الله بكم
شيخنا كيف السبيل للخلوص من سرعة الفتور في الطلب؟
فكثيرا أجد عندي همة للطلب وأحب طلب العلم جدا ولله الحمد ,,, ولكني في البداية أجد همة عالية جدا وسرعان ما تزول وأقف في بداية الطريق
ففي النهاية أجد أني لا أملك شيئا غير أني أضعت وقتي
فما السبيل للخلوص من ذلك؟
بارك الله فيكم


  #2  
قديم 24 رمضان 1431هـ/2-09-2010م, 01:04 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أسامة المصرية مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا شيخنا ونفع الله بكم
شيخنا كيف السبيل للخلوص من سرعة الفتور في الطلب؟
فكثيرا أجد عندي همة للطلب وأحب طلب العلم جدا ولله الحمد ,,, ولكني في البداية أجد همة عالية جدا وسرعان ما تزول وأقف في بداية الطريق
ففي النهاية أجد أني لا أملك شيئا غير أني أضعت وقتي
فما السبيل للخلوص من ذلك؟
بارك الله فيكم
ما يعتري طالب العلم من فتور في الطلب بعضه طبيعي لا يلام الإنسان عليه ، وهو من طبائع النفوس، وقد روى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لكل عمل شِرَّة، ولكل شِرَّةٍ فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك). وأخرجه أيضاً أحمد والطحاوي وابن حبان، وروي أيضاً من حديث أبي هريرة وابن عباس وأبي أمامة الباهلي وجعد بن هبيرة بألفاظ متقاربة.

فهذا الحديث يبين أن لكل عمل يعمله الإنسان فترة فمن كانت فترته إلى قصد واعتدال بما لا يخل بالفرائض فهو غير ملوم، ومن كانت فترته إلى انقطاع وسلوك غير سبيل السنة فهو المذموم السالك سبيل الهلاك والبوار.
وهذا الفتور العارض بمثابة الاستراحة وإجمام النفس يعود العامل بعده إلى ما كان يعمل بنشاط متجدد، وعزيمة متوقدة.
وليوطن الإنسان نفسه على أمر الفتور، وليعرف حاجتها إلى فترة من الاستجمام والراحة فإن الدأب على العمل بجد ونشاط لا انقطاع معه أمر غير ممكن ، وإذا حمل الإنسان نفسه ما لا يطيق كان على خطر من الانقطاع الطويل بل ربما أضر بنفسه ضرراً بالغاً
وقد روي من حديث عائشة وجابر بن عبد الله وعبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ولا تبغِّض إلى نفسك عبادة الله؛ فإن المنبتَّ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى))
وطرقه لا تحلو من ضعف، ومعناه صحيح، ويشهد له ما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )).
وكان من هدي الأئمة أنهم يجعلون لفترتهم بعض الأعمال المساعدة من تهيئة الدفاتر وبري الأقلام ، وبعضهم ينشد الأشعار ويقرأ في الداووين وطرائف الأخبار، وبعضهم يتعاهد الرمي، وغير ذلك من الأعمال التي تجم النفس وفيها نفع وفائدة لطالب العلم.
والمقصود أن يفقه طالب العلم أن الفتور من طبيعة النفس ومعالجته لا تكون بالقضاء عليه ومغالبته بكثرة الجد والاجتهاد، وإنما بإعطاء النفس حقها من الراحة والاستجمام بالقصد والاعتدال، ويجعل لحال فتوره من الأعمال ما يناسبها، حتى يتهيأ لمعاودة الجد بنشاط وعزيمة وحسن استعداد.
وليحذر طالب العلم في بادئ أمره من المقارنات الجائرة التي تحمله على تكليف نفسه ما لا تطيق محاولة منه لمحاكاة ومجاراة بعض العلماء الماهرين في القراءة التعلم والتعليم الذي لم يبلغوا تلك المنزلة حتى اعتادت نفوسهم على كثير من الجد، وصارت تلك سجيتهم في غالب أحوالهم لا يتكلفونها.
فبعض طلاب العلم لا يطيق أن يقرأ خمسين صفحة في اليوم فإذا علم أن من العلماء من يقرأ في اليوم الواحد مجلدين أو ثلاثة رام أن يكون مثله فأجهد نفسه وحملها ما لا طاقة لها به، فإذا تبين له فشله في تلك المجاراة انقطع وترك القراءة أياماً وربما شهوراً !!.
ولو أنه صبر على ما كان متيسراً له ولم ينقطع لرُجِيَ له أن يتقدم به الحال بعد الممارسة والتدرب إلى أن يبلغ ما بلغه أؤلئك العلماء.

فهذا أمر ينبغي التفطن له، وإعطاؤه حقه من العناية.

وبعض الفتور سببه ضعف اليقين والصبر ، وإذا ضعف اليقين والصبر تسلطت على الإنسان آفات من كيد الشيطان وعلل النفس وعواقب الذنوب، ولا سبيل إلى الخلاص منها إلا بالاعتصام بالله تعالى والإلحاح عليه بالدعاء أن يرزقه العلم والإيمان ، وأن يصرف عنه كيد الشيطان، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبه: ((ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا))
فكيد الشيطان وشر النفس وعواقب الذنوب من أعظم الصوارف عما ينفع الإنسان في دينه ودنياه.
والنفس كالزرع لا يزكو ولا ينمو إلا بغذاء ينميه ووقاية تحميه، فإذا ضعفت الوقاية سرت إليه الآفات فعاقت نموه أو أضعفته أو أماتته، وإذا حسنت الحماية وقويت، وتعاهده الزارع بالسقي والعناية نما وآتى أكله، فانتفع به صاحبه.
وكذلك النفس ينبغي أن يُعتنى بحمايتها من كيد الشيطان وما فيها من علل وعوائد سيئة ، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ((اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت)) ومعنى الأخلاق في الحديث أعم مما تقتضيه معاملة الناس، بل يدخل فيه دخولاً أولياً خلق الإنسان مع نفسه ووقته، وكان من أول الصفات التي أثنى الله بها على عباده المؤمنين الذين وعدهم الفردوس : {قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون}
فالصلاة غذاء للروح، والإعراض عن اللغو حماية من كثير من الآفات، وقل أن تجد منقطعاً عن الخير إلا رأيته مقبلاً على نوع من أنواع اللغو.
وما أكثر ما حرم بعض الناس بسبب اشتغالهم باللغو من خير عظيم.
فإذا حصل للمرء يقين صادق بما جعله الله لطالب العلم من الثواب العظيم والرفعة في الدنيا والآخرة ، وأنه سبب لبركات عظيمة لم تكن تخطر له على بال ولا تدور في خيال، ولا تقدر بثمن ، بل هي خير من الدنيا وما فيها، عرف قيمة كل ساعة يقضيها في طلب العلم.

ولو قيل لأحدنا: اذهب إلى تلك الحديقة ولك بكل دقيقة تمكثها فيها ألف ريال ماكثاً ما مكثت، لكان الغالب عليه أنه لا يخرج منها إلا لحاجة ماسة، بل يحرم نفسه ما يقدر على حرمانها منه من النوم وسائر ما يعوقه عن المكث في ذلك المكان.
فشأن العلم - والله - أعظم، وثوابه أكثر، وكل ساعة يقضيها طالب العلم في التعلم خير من الدنيا وما فيها، وعند الصباح يحمد القوم السرى.
ويكفي أن تتأمل الآيات والأحاديث الواردة في فضل العلم وأهله.
بل يكفي معرفة طالب العلم بأن الملائكة تدعو له وتستغفر له في حال طلبه للعلم، وما كلفهم الله بذلك إلا لشرف العلم وفضله، ومحبة الله تعالى للعلم وأهله.
فإذا تحقق ذلك طالب العلم تمنى ألا تمضي عليه ساعة إلا وهو يطلب العلم.

ثم عليه أن يسلك في طلب العلم منهجاً صحيحاً موصلا إلى غايته بإذن الله، وليحذر من التذبذب بين المناهج والكتب والشيوخ ، بل يحرص على أن يسير على خطة منتظمة ، فكلما وجد من نفسه جداً سار مرحلة فيها حتى يتمها، فيجد أنه أنجز شيئاً يمكنه البناء عليه، ثم إذا فتر عرف الموضع الذي وصل إليه، فإذا عاوده الجد والنشاط واصل طلبه من حيث انتهى ، ولا يزال كذلك حتى يجد أنه قطع شوطاً طيباً في طلب العلم، وعرف مسالك الطلب وتبينت له معالم العلوم ، وعرف ما يجيده من المهارات والمعارف، فيعتني بما فتح الله له فيه.

وعليه أيضاً ببذل الأسباب المعينة على طلب العلم وإذهاب السآمة ، ومن ذلك:
- 1: تنظيم الوقت ، ومعرفة قدرة النفس، وتقسيم الأعمال إلى أقسام ينجز منها كل يوم جزءاً حتى يتمها.
- 2: اختيار صحبة صالحة تعينه وتذكره وينافسهم في اكتساب المعالي.
- 3: الحرص بذل العلم ، فالعلم يزكو بتبليغه وتعليمه .
- 4: قراءة سير العلماء السابقين ففيها ما يشحذ الهمة ويجدد العزيمة بإذن الله تعالى.
- 5: الحرص على أسباب التوفيق من البر بالوالدين وصلة الأرحام ، والعطف على الضعفاء والمساكين، وصدقة السر، وكثرة الاستغفار، ودوام الالتجاء إلى الله تعالى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة.
- 6: الحذر من علل النفس الخفية التي قد يحرم بسببها من بركة العلم ، كالعجب والغرور والمراءاة والتسميع ، وحب الرياسة والعلو في الأرض ، والمراء ، والتعالي بعلمه على من لا يعلم، وغيرها.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل العلم والإيمان، وأن يصرف عنا كيد الشيطان، وأن يقينا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وأن يدخلنا في رحمة منه وفضل ، ويهدينا إليه صراطاً مستقيما.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


  #3  
قديم 2 ذو الحجة 1431هـ/8-11-2010م, 06:18 AM
الصورة الرمزية أم أسامة بنت يوسف
أم أسامة بنت يوسف أم أسامة بنت يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 613
افتراضي سؤال: كيف يتخلص طالب العلم من حبه لبعض الملهيات؟ وكيف يتخلص من الفتور والكسل؟

كيف يتخلص طالب العلم من حبه لبعض الملهيات ؟ وكيف يتخلص من الفتور والكسل ؟


  #4  
قديم 2 ذو الحجة 1431هـ/8-11-2010م, 11:40 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

أحمد لله عز وجل على عظيم نعمه، وجزيل إحسانه، وعلى ما يسر لنا من إقامة هذا المعهد المبارك،وأسأل الله تعالى أن يتقبله بقبول حسن، ويعظم النفع به، وأن يرزقنا فيه جميعاً حسن القصد والعمل، وألا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ، فما كان فيه من شيء فهو من فضل الله ورحمته، فالفضل لله العلي الكبير.

ثم إني أشكر كل من أسهم في إقامة هذا المعهد واستمرار مناشطه العلمية ونمائها، وأسأل الله تعالى أن يتقبل منهم ويفيض عليهم من فضله وبركاته ظاهراً وباطناً ، وأشكر إخواني وأخواتي من المشرفين والعاملين على إقامة هذا الصرح العلمي وإدارة مناشطه على ما بذلوا من جهود حثيثة كان لها أثر كبير بعد توفيق الله عز وجل فيما وصلنا إليه، ونسأل الله تعالى المزيد من فضله، وأن يكلأنا برعايته وحسن توفيقه.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أسامة مشاهدة المشاركة
كيف يتخلص طالب العلم من حبه لبعض الملهيات ؟ وكيف يتخلص من الفتور والكسل ؟
الملهيات المحرمة يجب على الإنسان أن يجاهد نفسه على تركها والتوبة منها وأن يعظ نفسه بما يزجرها عنها من مخافة الله تعالى وخشية عقابه، وما يؤدي به الاشتغال بها إلى التفريط في كثير من الأعمال الصالحة، وأما الملهيات التي تعد من فضول المباحات - وأظنها هي مقصود السائلة - فينبغي أن لا يحرم الإنسان نفسه منها مطلقاً فتولع نفسه بما تحرم منه ويكثر اشتغالها بالتفكير فيه، لكن ينبغي أن يأخذ منها ما يجم النفس بقدر لا تفريط فيه، وليكثر من تذكير النفس بفضائل طلب العلم العظيمة التي من تأملها حق التأمل تمنى ألا تمضي عليه ساعة إلا وهو يطلب العلم ، ومفتاح ذلك اليقين ، فإن من كان على يقين بحسن ثواب طلب العلم وأن الاشتغال به أحسن عائدة عليه من الاشتغال بفضول المباحات زهد في الأدنى منهما، ومتى وجد طالب العلم من نفسه كثرة اشتغال بالملهيات فليعلم أن لديه ضعفاً في اليقين فليعالجه.
وعليه بالصبر فإن سلوك سبيل الطلب يعترضه من الصعوبات والمعوقات والمغريات الصارفة ما يبتلى به العبد فإن فقه سنة الابتلاء وكان على يقين بفضل العلم هان عليه الصبر على ما ينوبه في سبيله.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
سؤال, كيف


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir