دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > لمعة الاعتقاد

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 ذو القعدة 1429هـ/1-11-2008م, 12:12 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي إجماع السلف على نقل أدلة الصفات وقبولها


فَهَذَا وَمَا أَشْبَهَهُ مِمَّا أَجْمَعَ السَّلَفُ رَحِمَهُمُ اللهُ عَلَى نَقْلِهِ وَقَبُولِهِ، وَلَمْ يَتَعَرَّضُوا لِرَدِّهِ، وَلاَ تأْوِيلِهِ وَلاَ تَشْبِيهِهِ وَلا تَمْثِيلِهِ.


  #2  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 08:53 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ ابن عثيمين

لا يوجد شرح للشيخ على هذا الموضوع


  #3  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 09:04 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
افتراضي شرح الشيخ ابن جبرين حفظه الله

لا يوجد شرح للشيخ على هذا الموضوع


  #4  
قديم 4 ذو الحجة 1429هـ/2-12-2008م, 10:55 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

---------------


  #5  
قديم 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م, 11:30 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ:صالح الفوزان .حفظه الله (مفرغ)

المتن:
(فهذا وما أشبهه مما أجمع السلف رحمهم الله على نقله وقبوله ,ولم يتعرضوا لرده).

الشرح:
هذا الذي ذكره المؤلف من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية من إثبات الصفات لله عز وجل , مما أجمعت الأمة على نقله وقبوله , وعدم التعرض له بالتأويل أو بالتشبيه ، بل قبلوه كما جاء عن الله وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ,لم يشكوا في ذلك , ولم يتدخلوا بأفهامهم وعقولهم , ولا يقيسون الله جل وعلا بخلقه ، بل يعتقدون أن الله أعظم من كل شيء سبحانه وتعالى فلا يقاس بخلقه ، فلايقال: هذه الصفات موجودة في المخلوقين، فإذا أثبتناها لله فقد شبهناه بالمخلوقين - تعالى الله عن ذلك - بل نقول: القاعدة العظيمة: أنه لا تشابه بين صفات الخالق وصفات المخلوق كما أنه لا تشابه بين ذات الخالق وذوات المخلوقين ، وأن مجرد الاشتراك في الألفاظ والمعاني لا يدل على التشابه في الحقيقة والكيفية.
فمن عرف هذه القاعدة وفهمها فإنه لا يشكل عليه أي شيء من آيات الأسماء والصفات , وإنما يقع الإشكال لمن لم يفهم هذه القاعدة ولم يعرفها ؛ فحينئذ يقع في نفسه شيء من الشكوك والأوهام.
أما من عرف هذه القاعدة وهي الفرق بين الخالق والمخلوق ,والفرق بين صفات الخالق وصفات المخلوق، فإنه لا يقع عنده أدنى شك في إثبات ما أثبته الله لنفسه , ونفي ما نفاه الله عن نفسه، والرسول صلى الله عليه وسلم مبلغ عن الله جل وعلا ,{ لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى }.
السلف رووا هذه الأدلة ,قرؤوها وحفظوها وتناقلوها , ولم يقع عندهم إشكال أو تساؤلات مما دل أنها على ظاهرها , وعلى مدلولها , وعلى أنه يجب إقرارها وإمرارها من غير تعرض لمعناها بالتأويل أو بالتشبيه أو غير ذلك مما يقع من الخواطر النفسية , أو ما يلقيه شياطين الإنس والجن ليضلوا عباد الله , ويصرفوهم عن كتاب ربهم وسنة نبيهم ,فالقرآن في غاية البيان , وغاية الفصاحة , والسنة في غاية البيان وغاية الفصاحة , لا يراد منهما غير ما يظهر من ألفاظهما , ولو كان يراد من أدلة القرآن والسنة غير ما يظهر من ألفاظهما لكان في القرآن والسنة تضليل للناس ، والله أنزل القران والسنة لهداية الناس , ولم ينزلهما لتضليل الناس , وحمل الناس على أن يعتقدوا خلاف ما تدل عليه هذه النصوص، فهذا وصف للقرآن والسنة بأنه تضليل للأفهام والعقول , ولذلك احتاجوا إلى التأويل وإلى التحريف فهذا اتهام لكلام الله وكلام رسوله بعدم الوضوح وعدم البيان وعدم الهداية.
المتن:
(هذا وما أشبهه مما أجمع السلف رحمهم الله على نقله وقبوله ,ولم يتعرضوا لرده ,ولا تأويله ,ولا تشبيهه ,ولا تمثيله).
الشرح:
فإجماعهم على ذلك دليل على أنه على ظاهره , وأنه يجب اعتقاد ما دل عليه , وإلا لم يكن الكتاب والسنة للهداية , وإنما كانا للتضليل على حسب زعم هؤلاء الذين تشككوا في هذه الأدلة , وراحوا يؤولونها ويصرفونها عن مدلولاتها ؛ حتى تتوافق مع أهوائهم ومع أفهامهم.
والواجب عليهم أن يتهموا عقولهم وأفهامهم ,ولا يتهموا الكتاب والسنة , لأنها هي محل الاتهام , ومحل النقص، أما الكتاب والسنة فإنهما تنزيل من حكيم حميد { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } , فأي بيان وأي دلالة وأي فصاحة أبلغ مما عليه الكتاب والسنة لو كانوا يعقلون؟! فالواجب على العبد أن يسلم لكلام الله وكلام رسوله , وإذا أشكل عليه شيء فليتهم عقله , ويتهم فهمه , ولا يتهم النصوص بالتقصير أو بالغموض أو بغير ذلك من الاتهامات , ويقول: إن القرآن والسنة ظواهر لفظية لا تفيد اليقين , وإنما الذي يفيد اليقين القواعد العقلية المنطقية كما يقوله هؤلاء ,فهذا انحراف عن الحق ، وإذا لم تحصل الهداية بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبماذا تحصل؟!

  #6  
قديم 22 صفر 1430هـ/17-02-2009م, 10:53 AM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
افتراضي تيسير لمعة الاعتقاد للشيخ :عبد الرحمن بن صالح المحمود .حفظه الله ( مفرغ )


قال الشيخ رحمه الله :
(( فهذا وما أشبهه مما أجمعَ السلفُ رحمهم الله على نقله وقبوله, ولم يتعرضوا لردِّهِ ولا تأويلِهِ , ولا تشبيهه, ولا تمثيلِهِ ))

أي أننا نثبت صفة العلو لله سبحانه وتعالى وغيرها من الصفات, التي أجمع السلف على نقلها وقبلولها وإثبانها دون أن يردوها أو يؤلوها تأويلات باطلة أو يشبهوها أو يمثلوها بصفات المخلوقين فهم وسط فيها بين أهل التعطيل والتشبيه.

بقيت الإشارة إلى أن أدلة العلو كثيرة منها :
أحاديث النزول المتواترة , والآيات التي فيها ذكر العروج والصعود إلى الله كقوله تعالى : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) (فاطر: من الآية10), وقوله : (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْه) (المعارج: من الآية4) وغيرها كثير .

والنبي صلى الله عليه وسلم عرج به كما في الصحيحين وغيرهما إلى السماء أي : إلى الله سبحانه وتعالى ، حتى بلغ سدرة المنتهى ، وكلمه ربه تبارك وتعالى بغير واسطة .
فهذه الأدلة الكثيرة التي تزيد على ألف دليل ، دالة على أن الله سبحانه وتعالى في العلو ,

ونحن نثبت ذلك ونقول : إن الله سبحانه وتعالى في العلو , فوق السموات , على العرش استوى ، وأنه سبحانه وتعالى فو ق خلقه بائنٌ منهم ، ومع ذلك لا يخفى عليه شيء من أمور خلقه .
فقضية إثبات العلو لله سبحانه وتعالى من قضايا العقيدة التي دلت عليها الأدلة الكثيرة المتواترة؛ أدلة الكتاب, وأدلة السنة, وأدلة الفطرة , وأدلة العقول, بل والإجماع, فقد أجمع عليها سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى .
وقد سبق أن ذكرنا أن المخالفين لمذهب السلف في مسألة العلو يجيبون بأحد جوابين حينما يسألون عن علو الله سبحانه وتعالى .
بعضهم يقول : الله في كل مكان.
وبعضهم يقول : إن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه .

والحقيقة أن هذين القولين باطلان تمام البطلان, أما القول بأن الله في كل مكان , فنقول في الردِّ على قائل ذلك : هل تثبت لله سبحانه وتعالى ذاتاً متصفة بالصفات أم لا ؟ فإن اثبت لله سبحانه وتعالى ذاتاً موجودة متصفة بالصفات, فيلزم من قولك أن ذات الله سبحانه وتعالى في كل مكان - وهذا قول الحلولية, بل إن قول النصارى بالحلول في المسيح فقط, وقول بعض الصوفية المشبهين للنصارى بالحلول في بعض الأشخاص, أو في بعض الأماكن - عدا من قال منهم بوحدة الوجود- هو خير من قولك الذي يلزم منه الحلول العام لأن قولك : إن الله سبحانه في كل مكان , يلزم منه أن الله سبحانه وتعالى في السماء, وفي الأرض, وفي الجبال , وفي البحار , بل وفي ما ينزه الله سبحانه وتعالى عنه من أماكن القذر والوسخ ونحو ذلك , تعالى الله عن ذلك كله علواً كبيراً .
أما إن كنت لا تثبت لله ذاتاً, فكأنك تقول :ليس هناك إله لـه ذات حقيقية , إنما هو شيء مثل الهواء أوالريح, أو غير ذلك مما لايقوم بنفسه وليست لـه ذات مستقلة- وهذا من أعظم الباطل -

والخلاصة أن يقال لمن يقول إن الله في كل مكان :
إن أثبتم لله ذاتاً متصفة بصفاتها , وأن الله تعالى عليم, خبير, فعال لما يريد, وهو على كل شيء قدير, يأخذ الكفار أخذ عزيز مقتدر, خلق السموات والأرض وما بينهما لزمت المباينة بين الله وخلقه ووجب القول بالعلو , وبطل قولكم هذا , وإن قلتم : إن هذه الذات في كل مكان لزم منه الحلول الباطل , بل الحلول الذي هو أقبح من قول النصارى وأقوال بعض غلاة الصوفية .
ونهاية هذا القول إما إلى إنكار وجود الله المتميز عن خلقه , أو القو ل بالحلول والاتحاد بين الخالق والمخلوق , وكل منهما باطل , فتبين بطلان هذا القول على كل تقدير , وأن الصواب إثبات البينونة بين الخالق والمخلوق ومن ثم علو الله تعالى على جميع خلقه وهذا هو الصواب الذي جاء به الرسل الكرام ودلت عليه الأدلة المنتوعة .

ونقول في الرد على هؤلاء- وهو الدليل العقلي على العلو- :
إن الله سبحانه وتعالى لما خلق الخلق, هل خلقهم في داخل ذاته أو خارج ذاته ؟ إن قلتم خلقهم داخل ذاته, فمؤدى ذلك أن يكون الله سبحانه وتعالى قد حلَّت فيه المخلوقات مما ينزه الله عنه أعظم تنزيه .
وإن قلتم : خلقهم خارج ذاته, فهذا هو الحق, كما قال السلف رحمهم الله تعالى : إن الله بائن من خلقه . وإذا كان خلقهم خارج ذاته, فلابد أن يكون عالياً عليهم, وهذا الدليل عقلي صحيح , ولا يمكن أن يجيبوا بأي جواب يخرج عن هذا الاستدلال , وبهذا استدل الأئمة رحمهم الله تعالى على بطلان مذاهب الحلولية , لأن مقتضى قول الحلولية عدم تنزيه الله سبحانه وتعالى ومثله قول من يقول : إن الله في كل مكان , أما مذهب السلف رحمهم الله تعالى فمقتضاه أن الله تعالى في العلو, على العرش استوى , بائن من خلقه, وهذا هو التنزيه اللائق بالله تعالى .

أما الجواب الثاني الذي يجيب به بعض نفاة العلو فيقول :
إن الله لا داخل العالم ولا خارجه, وهذا الجواب يكثر عند من يشتغل منهم بالفلسفة والمنطق وعلم الكلام , وهو جواب أيضاً لايُعقل ؛ لأن القول بأنه لا داخل العالم ولا خارجه مستحيل , فالقول بأنه لا داخل العالم يقتضي أنه خارج العالم , والقول بأنه لا خارج العالم يقتضي أنه داخل العالم, ومن ثم فإما أن يقال : إن الله خارج العالم أو داخل العالم , ولا يمكن أن يتصورَّ الذهن أبداً أن يكون الله لا داخل العالم ولا خارجه,كم ا لا يمكن أن يتصور العقل أن يكون داخل العالم وخارجه ؛ لأن سلبب النقيضين كالجمع بين النقيضين كل منهما محال, فقول المتكلمين على شهرته لا شك في بطلانه ؛ لأنه يتضمن أمراً مستحيلاً , والحالتان المتصورتان أن يقال : إن الله داخل العالم, أويقال إن الله خارج العالم , أما القول بأنه لا داخله ولا خارجه فهذا أمرغير معقول, ثم يقال : القول بأنه داخل العالم باطل لأموركثيرة سبقت الإشارة إلى بعضها, فلم يبق إلا أن الله خارج العالم بائن من خلفه, وبهذا يتبين بطلان دعواهم تلك , وأن ما قاله السلف رحمهم الله تعالى مما هو مستدلٌّ عليه بالأدلة الكثيرة , هو المنهج الحق الصواب .

بقيت قضية أحب أن أشير إليها في مسألة العلو: لأن بعض الناس يسأل عنها في بعض المناسبات , ولأنه قد يحيك في النفس منها شيء, ألا وهي ما قد يقوله البعض من أن الأرض كروية, فسواء كنت هنا, أوفي أوربا , أوفي أمريكا, أوفي اليابان , فإن السماء من فوقك, فمعنى ذلك أنك إلى أي جهة اتجهت فأنت تتجه إلى السماء, فهل هذا يخالف عقيدتنا في العلو ؟

والجواب أن يقال :السماء والأرض ليس بينهما إلا جهتان فقط, أما بالنسبة لنا ونحن على الأرض نعيش فيها ونعمرها فعندنا ست جهات, أمام وخلف ويمين وشمال وفوق وتحت, وعليه فبالنسبة للسماء والأرض , ليس هناك إلا جهتان فقط وهما الجهة العلوية والجهة السلفية .
يوضح ذلك اننا لوجئنا بواحد من الناس وعلّقناه في أحد الأسقف وجعلنا رأسه إلى أسفل ورجليه إلى أعلى فسنقول عنه السماء فوقه والأرض تحته, وكذلك لو اضطجع أحدنا على شقه الأيمن أوالأيسر فإننا نقول أيضاً السماء فوقه والأرض تحته , فعلى كل حال سواء كان قائماً أو قاعداً, أو منقلباً فليس هناك إلا جهة العلو والجهة السفلية, ولما كان من المقطوع به أن الله سبحانه وتعالى منزه عن الحلول في شيء من خلوقاته, وأنه فوق العالم كما دلت على ذلك الأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة امتنع أن يكون تعالى داخل الجهة السفلية في الأرض, لأنه ليس هناك إلا هاتان الجهتان, فإذا بطلت الثانية ثبتت الأولى وهو المطلوب .

قد يقول قائل :
إذن لو خرقنا في الأرض وانتهينا إلى الطرف المقابل هل ننتهي إلى السماء ؟ نقول : نعم, لو خرقت وانتهيت إلى الطرف المقابل, تخرج إلى الجهة المقابلة , وتتجه إلى السماء لأن الأرض كروية .
فلو قال : إذن معنى ذلك أنني إذا اتجهت إلى أي جهة كانت فأنا اتجه إلى الله سبحانه وتعالى ؟ نقول : ليس الأمر كذلك,بل ما دام ليس هناك إلا جهة ((فوق)) أو ((تحت)), فأنت في أي مكان على الأرض إما أن تطلب الله فوق,
أو أن تطلبه تحت في الجهة التي تؤدي إلى مركز الأرض وما عدا ذلك فليس هناك جهة أخرى .
ومن المعلوم أن الله سبحانه وتعالى فوق السموات, وأنه سبحانه وتعالى محيط بكل شيء , ومقتضى هذا أن نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى فوقنا وأن نطلبه تعالى عند الحاجات في العلو من فوقنا, وهذا عام شامل لنا, وفي أي مكان كنا من الأرض , ولا يجوز غير ذلك .

وهنا أحب أن أشير إلى مسألتين :
الأولى منهما : أنه قد يقول قائل: إذا اتجهت جهة الأمام - على قولكم - فأنا اتجه إلى جهة السماء . أو إذا اتجهت إلى جهة الأرض مخترقاً الأرض فأنا اتجه إلى جهة السماء .فهل يجوز أن أطلب الله من هذه الجهات مع اعتقادي أن الله في السماء ؟ نقول لـه : حينما تتطلب امراً هل تأتيه من أقرب الطرق إليه أم من أبعد الطرق ؟الإنسان مفطور على أن يأتيه من أقرب الطرق , فمثلاً من أراد الحج من الرياض لو قال : سأذهب إلى مكة عن طريق دمشق أولاً .
فنقول : إذا ذهبت إلى دمشق ثم اتجهتا إلى مكة وليس لك غرض إلا الذهاب إلى مكة فإنك ستصل إلى مكة, لكنك ستوصف بالجنون أو ضعف العقل ؛ لأن الذاهب إلى مكة يجب أن يذهب إليها , من أقرب الطرق إليها, ولما كان الله سبحانه وتعالى هو العليم الخبير الرؤوف الرحيم, وهو سبحانه
معبودنا وإلهنا الذي نألهه نحبه ونتوجه إليه, فإننا نبحث عن أقرب الطرق إليه, وبحثنا عن أقرب الطرق إليه سبحانه وتعالى إنما يكون بأن نتجه إلى السماء في جهة العلو, فمن تطلبه متفلسفاً بطرق معينة فهو شبيه بالذي يريد أن يذهب إلى مكة من الرياض عن طريق المغرب أوعن طريق أفغانستان أو غير ذلك, بحيث يذهب إ لى هناك ثم يرجع مما لايفعله عاقل .
إذاً ونحن على الأرض نطلب ربنا في السماء وترفع إلى جهة العلو أكفنا وندعوه سبحانه وتعالى ونعلم أنه فوقنا .
ولا يأتي إنسان ويتطلب ربه في جهة أخرى, زاعما أنه يمكن أن يصل إليه بطرق أخرى بعيدة عن العقل والفطرة, وإنما يتطلبه من أقرب الطرق إليه, وهذا واضح والحمد لله , علماً أن هذه المسألة لاترد عند نفاة العلو؛ لأن هؤلاء أصلاً ينكرون أن يكون الله في السماء .
الثانية : أن القول بأن السماء محيطة بالأرض, لا يقتضي أن يكون الله بذاته كرياً محيطاً بمخلوقاته كما ادعى أهل الضلال الذين يكيفون ذات الله سبحانه وتعالى . وإنما نقول : إن هذه الأرض ما هي إلا ذرة صغيرة في الكون تحيط بها ملايين المجرات وتحيط بها السموات , وفوق السموات عرش الرحمن سبحانه وتعالى, والله تعالى فوق العرش , وهو أعظم منها ولا يقدر قدره إلا هو .
وقد أخبرنا سبحانه وتعالى أنه يقبض السموات بيمينه, قال تعالى : (وَمَا
قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَـةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّـاتٌ بِيَمِينـِهِ ) (الزمر: من الآية67) فإذا كانت هذه السموات وهذه المجرات وما يتبعها مطويات بيمينه سبحانه وتعالى فكيف يتصرف عاقل أنه إذا كانت السماء تحيط بالأرض من كل جانب, فعلى ذلك تكون ذات الله تعالى لها كيفية محددة وأنها تحيط بالمخلوقات كإحاطة ونحو ذلك , بل نقول : الله سبحانه وتعالى على العرش استوى, وهذه الأرض وما حولها كلها بالنسبة له سبحانه وتعالى سُفل, ومن ثم فلا يلزم ذلك اللازم الباطل .
وقد ضرب بعض علماء السلف رحمهم لله تعالى مثالاً هذه المسألة يوضحها فقال : لو أن نسراً طار في السماء , وأمسك برجله حبة شعيرة فهذه الحبة تكون تحت هذا النسر وهو فوقها حامل لها, محيط بها , ومع ذلك فلا يقول عاقل إن هذا النسر على شكل تلك الحبة بل إن النسر على شكله والحبة على شكلها .
ولله المثل الأعلى فهو سبحانه قد أخبرنا أن السموات والأرضين كلها مقبوضة بيده تبارك وتعالى , إذن هي لا تساوي شيئاً كما ورد في الأثر : (( ما السموات السبع , والأرضين السبع , في يد الرحمن إلا كخردلة في يد احدكم )) (1).
إذن الفهم الخاطئ في هذا الأمر نشأ من قصور العقل, كما نشأ من التشبيه, حيث ظن أن الله مثل بعض المخلوقات من كوكب أو جبل أو فلك أو نحو ذلك, فتوهم تلك اللوازم الباطلة , ولو علم أن السموات بمجراتها وملايين المجرات التي أذهلت علماء الفلك , هي في يد الرحمن كخردلة في يد أحدنا لما تصور ذلك التصور الساذج, بل نؤمن بالله سبحانه وتعالى وبأسمائه وصفاته وعلوه على خلقه, واستوائه على العرش استواء يليق بجلاله وعظمته ولا يخطر ببالنا أي شئ من هذه الخواطر الباطلة .

وقد أردنا بإثارة هذه القضية أن نزيل ما يعلق في اذهان البعض من الشبه التي قد يأتي بها من يقول بإنكار علو الله سبحانه وتعلى على خلقه .
فالإيمان الصحيح بالله واسمائه وصفاته وعظمته, يجعل الإنسان يعبد رباً عظيماً, رحيماً, قديراً, خبيراً, أحاط بكل شئ علماً, يعبد رباً على العرش استوى استواء يليق بجلاله وعظمته , يعبد رباً لا تساوي هذه المخلوقات بالنسبة له شيئاً .
وإذا آمن الإنسان بذلك ايقن يقيناً تاماً أن لا يمكن إلا أن يكون الله في جهة العلو , وأن أي اعتقاد سوى ذلك من حلولٍ كامل, أو حلول محدّدٍ بشخص أو مكان, أو قول : إن الله لا داخل العالم ولا خارجه أو نحو ذلك , ما هو إلا دوران حول أنواع من الكفر والضلالات, نسأل الله السلامة والعافية .



______________________________
(1) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره رقم (30212) موقوفا على ابن عباس عند تفسير قول الله تعالى : {وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} وإسناده حسن ابن بشار ثقة ومعاذ بن هشام صدوق ربما وهم وهشام ثقة وعمرو بن مالك ثقة وابو الجززاء يقة وهذا الأثر له حكم الرفع لأنه مما لا مجال فيه للرأي .



  #7  
قديم 11 ربيع الأول 1430هـ/7-03-2009م, 08:07 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي شرح لمعة الاعتقاد,الشيخ الغفيص

قال الموفق رحمه الله:
[وروى أبو داود في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن ما بين سماء إلى سماء مسيرة كذا وكذا)، وذكر الخبر إلى قوله: (وفوق ذلك العرش، والله سبحانه فوق ذلك) فهذا وما أشبهه مما أجمع السلف رحمهم الله على نقله وقبوله، ولم يتعرضوا لرده ولا تأويله ولا تشبيهه ولا تمثيله] .

هذا كله داخل في مراد المصنف، إثبات صفة العلو لله عز وجل. وهنا ينبه إلى مسألة الآثار النبوية؛ كهذا الحديث الذي ذكره المصنف، وكحديث الأوعال في ذكر حملة العرش، وأمثال هذه الأحاديث، ينبه إلى أن الواجب في الاعتقاد: هو ما انضبط عند السلف من الأحاديث، وذكروه من مسائل أصول الدين.

وأما تتبع الروايات في كتب الحديث على طريقة من الإفراد، كما تتتبع المسائل الفقهية، فهذا ليس مما ينبغي القصد إليه، لأن هذا مقام إخبار عن الرب سبحانه وتعالى ، فلا ينبغي فيه أن يستطال في تتبع أحاديث فردة، قد تثبت وقد لا تثبت.

ولهذا فإن إشارة المصنف في قوله: [مما أجمع السلف رحمهم الله على نقله وقبوله] إلى أنه ينبغي تتبع المجمع عليه كحديث النزول وأمثاله من الأحاديث.


  #8  
قديم 11 ربيع الأول 1430هـ/7-03-2009م, 08:11 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي العناصر

العناصر :
-
-
-


.

  #9  
قديم 11 ربيع الأول 1430هـ/7-03-2009م, 08:13 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي الاسئلة

الاسئلــة :
1.
2.


.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
السلف, إجماع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir