دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 ربيع الأول 1442هـ/5-11-2020م, 11:15 PM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

تطبيقات الدرس السادس عشر:
بيّن معاني الشرط في الآيات التاليات، واشرح المسائل المتعلقة به:

1: قول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا}
أداة الشرط : لو ، وهو حرف شرط
معنى الشرط :
1)تأكيد النفي ، بمعنى بل الله قادر على الاتيان بما اقترحتوه .
ويفيد هنا أيضا معنى التعريض .
قال ابن عاشور : وَيُفِيدُ ذَلِكَ مَعْنًى تَعْرِيضِيًّا بِالنِّدَاءِ عَلَيْهِمْ بِنِهَايَةِ ضَلَالَتِهِمْ، إِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهَدْيِ الْقُرْآنِ وَدَلَائِلِهِ وَالْحَالُ لَوْ أَنَّ قُرْآنًا أَمَرَ الْجِبَالَ أَنْ تَسِيرَ وَالْأَرْضَ أَنْ تَتَقَطَّعَ وَالْمَوْتَى أَنْ تَتَكَلَّمَ لَكَانَ هَذَا الْقُرْآنُ بَالِغًا ذَلِكَ وَلَكِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ مِنْ شَأْنِ الْكُتُبِ.
2)ويفيد معنى التهكم .
قال ابن عاشور :
فَكَانَ فِي ذِكْرِ، هَذِهِ الْأَشْيَاءِ إِشَارَةٌ إِلَى تَهَكُّمِهِمْ. وَعَلَى هَذَا يَكُونُ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ قُطِّعَتْ مَسَافَاتُ الْأَسْفَارِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ [سُورَة الْأَنْعَام: 94] .
3)ولغرض التنبيه .
قال ابن عاشور :
فَحُمِلَ كَلَامُهُمْ عَلَى خِلَافِ مُرَادِهِمْ تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ الْأَوْلَى بِهِمْ أَنْ يَنْظُرُوا هَلْ كَانَ فِي الْكُتُبِ السَّابِقَةِ قُرْآنٌ يَتَأَتَّى بِهِ مِثْلَ مَا سَأَلُوهُ.
4)معنى القصر .
قال ابن عاشور :
أَفَادَتِ الْجُمْلَتَانِ الْمَعْطُوفَةُ وَالْمَعْطُوفُ عَلَيْهَا مَعْنَى الْقَصْرِ لِأَنَّ الْعَطْفَ بِ بَلْ مِنْ طُرُقِ الْقَصْرِ.
المسائل المتعلقة بها :
- تضمنت الاية : العطف على الشرط ب( أو) ، حيث عطفت جمل على جملة الشرط .
- بالنسبة لجواب الشرط: محذوف ، لدلالة الكلام على المحذوف ، لكن اختلفوا في حذفه وتقديره .

القول الأول : أنه محذوف وتقديره ، لَكَانَ هَذَا الْقُرْآنُ، وهو قول الأخفش و الزجاج وأبو حيان ، والزمخشري
القول الثاني: أنه مقدم ، وتقديره ،لَكَفَرْتُمْ بِالرَّحْمَنِ ، وهو قول الفراء وذكره البغوي وغيره .
الراجح :
رجح الكثيرون أنها محذوفه؛ لأنها أبلغ في العبارة وأعم للفائدة ، ورجح الزمخشري وغيره القول الأول ، لكونه غاية في التذكير ونهاية في الإنذار.


5: قول الله تعالى: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15)}
أداة الشرط :( من) ، وهو اسم شرط
معنى الشرط بمعنى التنبيه ، فيكون المعنى تنبيها للخلص من المؤمنين بأن لا ييأسوا من نصر الله في الدنيا والآخرة ، وذكر ذلك ابن عاشور .
المسائل المتعلقة :
نوع( من) :
اختلفوا فيه على قولين :
الأول : أنها شرطية .
وعلى هذا فيكون الاستناء منقطع .
الثاني : أنها موصولة .
وعلى هذا يكون الاستثناء متصل .
الراجح :
رجح محي الدين درويش في إعراب القرآن وبيانه القول الأول .

جواب الشرط :
فليمدد : جواب الشرط وسبقه لام الأمر لذلك نجده مجروم هنا ، لأن الأصل أنه يكون فعل مضارع مرفوع بعد الفاء ، لكن هنا جاءت لام الأمر فجزمت الفعل المضارع ، ومعناه هنا للتعجيز ، ولكن هنا تعليق الجواب على حصول الشرط لا يقع ، كما ذكر ذلك ابن عاشور .


تطبيقات الدرس السابع عشر:
اشرح المسائل المتعلقة بجواب الطلب وجواب النفي واقتران خبر المبتدأ بالفاء في الآيات التاليات:

(3) قول الله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)}
الاستفهام في الاية في قوله ( أفلم ) ، في الهمزة ، ولم حرف جزم تفيد النفي .
والاستفهام هنا بمعنى التعجب ،وهو أيضا استفهام انكاري .
الفاء في قوله ( فتكون ) : سببية جوابية مسببه لما بعدها على السير ، كما ذكر ذلك ابن عاشور .
فبما أن الفاء هنا سببيه فيكون جواب الطلب فعل مضارع منصوب ، وهنا منصوبة بأن المضمرة لأنها بعد فاء السببية .

وجواب الطلب ( فتكون ) جاءت بعد نفي .
قال ابن عاشور : أَيِ انْتَفَى أَنْ تَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ وَآذَانٌ بِهَذِهَ الْمَثَابَةِ لِانْتِفَاءِ سَيْرِهِمْ فِي الْأَرْضِ. وَهَذَا شَأْنُ الْجَوَابِ بِالْفَاءِ بَعْدَ النَّفْيِ أَنْ تَدْخُلَ الْفَاءُ عَلَى مَا هُوَ مُسَبَّبٌ عَلَى الْمَنْفِيِّ لَوْ كَانَ ثَابِتًا


(5) قول الله تعالى: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135)}
كونوا : فعل أمر
وتهتدوا : جواب الأمر ، في معنى الشرط لذلك كان مجزوما ، وقد ذكر ذلك الزجاج .
والمعنى أنه إن لم يكن يهوديا لا يكون مهتديا ، وإن لم يكن نصرانيا لا يكون مهتديا .


تطبيقات الدرس الثامن عشر:
بيّن معاني الاستثناء في الآيات التاليات:

1: قول الله تعالى: {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ}
اختلفوا في نوع الاستثناء في الآية على قولين :
القول الأول : استثناء متصل.
و هذا القول مبني على عموم لفظة الناس ، وأن أل في ( الناس ) للاستغراق .
والمعنى : أنه لا حجة لأحد عليكم إلا الحجة الداحضة للذين ظلموا، و يشمل ذلك اليهود وغيرهم .
القول الثاني : استثناء منقطع ، فيقدر بلكن عند البصريين ، وب بل عند الكوفيين .
وهذا القول باعتبار أن الناس هم اليهود فقط .
قال ابن عادل : والتقدير: لكن الذين ظلموا، فإنهم يتعلقون عليكم بالشبهة يضعوناه موضع الحجة .
وهذا القول ضعفه ابن عطية وغيره .
والقول الأول هو الذي رجحه ابن جرير وابن عطيه وذكره الزمخشري .

وهناك أقوال أخرى في معنى ( إلا ) ، فذكر ابن عادل في اللباب في علوم الكتاب ، قولين آخرين :
القول الثالث : معنى ( إلا ) بمعنى الواو العاطفة، و تقدير ذلك : ولا الذين ظلموا، وهذا القول خطأه النحاة والزجاج وغيره.
القول الرابع : معنى ( إلا ) بمعنى بعد ، أي: بعد الذين ظلموا،وهذا من أفسد الأقوال وأضعفها ، وقد بين ضعف ذلك ابن عادل أيضا .

5: قول الله تعالى: {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا * لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا}
الاستثناء في قوله : ( لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا )
اختلفوا على نوع الاستثناء على قولين :
القول الأول :
استثناء منقطع ، لأن المستنثى ليس من جنس المستثنى منه ، فالواو في قوله ( يملكون ) عائدة على المجرمين ،فهم لا يستحقون أن يشفع فيهم غيرهم ، لكفرهم ، وهو قول ذكره ابن عطية وابن عاشور .
والمعنى :
لكن يملك الشفاعة يومئذ من اتخذ عند الرحمن عهدا .
وقال أبو السعود :
والمستثنى مرفوعٌ على البدل أو منصوبٌ على الأصل والمعنى لا يملك المجرمون أن يَشفع لهم إلا مَنْ كان منهم مسلماً.

القول الثاني : استثناء متصل ، وهو قول ذكره ابن عطية وغيره .
ومحل المستثنى إما الرفع على البدل أو النصب على أصل الاستثناء.
وهذا القول على اعتبار أن المستثى من جنس المستثى منه ، وأن الواو في قوله ( يملكون ) عائدة على ( المتقين ) .
فيكون المعنى أنه إلا المؤمنون فإنهم يشفع بعضهم بعضا .
قال الشنقيطي في أضواء البيان :
أَيْ: لَا يَمْلِكُ مِنْ جَمِيعِهِمْ أَحَدٌ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ، وَالْعَهْدُ: الْعَمَلُ الصَّالِحُ وَالْقَوْلُ بِأَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَغَيْرُهُ مِنَ الْأَقْوَالِ يَدْخُلُ فِي ذَلِكَ، أَيْ: إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ فَإِنَّهُمْ يَشْفَعُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا)
والقول الأول هو اختيار أبو البقاء وابن عاشور والزمخشري وغيرهم .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 ربيع الأول 1442هـ/12-11-2020م, 03:46 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تطبيقات الدرس السادس عشر:
بيّن معاني الشرط في الآيات التاليات، واشرح المسائل المتعلقة به:
2: قول الله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ}.

أداة الشرط هنا هي: "لولا" وهي تأتي لأحد معنيين:
الأول: الامتناع فهي حرف امتناع لوجود
والثاني: التحضيض؛ وفي هذه الحالة لا تستدعي جوابا وإنما يفهم معنى التحضيض من سياق الكلام كأن يكون تحضيضا حقيقة، أو تهكما يحمل التحضيض، أو توبيخا أو عتابا يحمل عليه.
وقوله تعالى هنا: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ}.
هو من الأول فلولا هنا أداة شرط تفيد امتناع لوجود،
وجوابها: "لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ"

والمعنى: أنه لوجود فضل الله عليك ورحمته امتنع أن يضلوك

ويؤكد هذا ما جاء في تفسير الآية حيث حكي أن لها سبب نزول وهي قصة بني أُبَيْرِق، ففيها الهم بإضلال الرسول عن الحقيقة بأن يخبر بما يخالفها لوجود المتاع المسروق في دار غير السارق -وهو اليهودي- ولكن لأن الله عصم النبي عن الضلال في العلم فأخبره بحقيقة الأمر فلم يقع إضلال الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا فضل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم ورحمته به.

وفي كتاب اعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش وجدت أنه زاد أن "لولا" لا تقتضي انتفاء جوابها لوجود شرطها، ولكن المنفي في الحقيقة أثر الهمّ،
فيكون المقصود امتناعه هو أثر الإضلال وليس هو اضلال للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه صلى الله عليه وسلم إن حكم في هذه القضية بما ظهر له وبالقرائن الموجودة فلا يكون ضالا عن الحق صلى الله عليه وسلم بل هو حكم بما ظهر له، ولا حرج عليه في ذلك ولكن الحرج والاثم والضلال لاحق بمن زور الحقيقة ليبرئ نفسه ويلقي بالتهمة على غيره،
ويدل لهذا المعنى الحديث المروي عن أُمِّ سَلَمةَ رضي اللَّه عنها:
أَنَّ رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: إِنَّمَا أَنَا بشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ؛ فأَقْضِي لَهُ بِنحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بحَقِّ أَخِيهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.


4: قول الله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا}

أداة الشرط هنا هي: "لما" وهي تأتي على نوعين:
الأول: متمحضة للظرفية لا تستدعي جواباً
والثاني: حرف وجود لوجود، فتستدعي جواباً، وفيها معنى الظرف، والوارد في الآية هنا هو هذا النوع ولكن حذف جواب الشرط هنا فإن قوله تعالى "ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها" هي جملة اعتراضية وليست هي جواب الشرط وهذا هو اختيار شيخنا حفظه الله .

ووجدت أن الشوكاني قد ذكر أنها جواب للشرط حيث قال: " وَجَوَابُ لَمَّا مَا كانَ يُغْنِي عَنْهُمْ ذَلِكَ الدُّخُولُ مِنَ اللَّهِ أَيْ مِنْ جِهَتِهِ مِنْ شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ مِمَّا قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ لِأَنَّ الْحَذَرَ لَا يَدْفَعُ الْقَدَرَ إلى أن قال: وَالْمَعْنَى: مَا كَانَ الدُّخُولُ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنْ جِهَةِ اللَّهِ شَيْئًا، وَلَكِنَّهُ قَضَى ذَلِكَ الدُّخُولُ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ لِوُقُوعِهِ حَسَبَ إِرَادَتِهِ " انتهى من فتح القدير

فيكون المعنى أنهم لما دخلوا من الأبواب المتفرقة، فقد تم تنفيذ أمر أبيهم ووصيته لهم وهي من الأخذ بالأسباب ولا يغير ذلك من قدر الله شيئا.

وقال محيي الدين درويش في إعراب القرآن وبيانه: (ما كانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ) الجملة جواب لما وقيل الجواب هو آوى اليه أخاه قال أبو البقاء وهو جواب لما الأولى والثانية،) انتهى.


تطبيقات الدرس السابع عشر:
اشرح المسائل المتعلقة بجواب الطلب وجواب النفي واقتران خبر المبتدأ بالفاء في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188)}

ينهى سبحانه وتعالى في هذه الآية عن أكل الأموال بغير حق ظلما وعدوانا فقال " وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ" وهذا طلب فيه النهي عن ذلك ،
ثم عطف سبحانه بالنهي عن صورة أخرى وهي قوله " وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ" فيأكل المال بالباطل برفع الأمر للحكام ليتوصل بهذا لأكل هذا المال وهذه صورة أعلى من الصورة الأولى وأشنع منها لأنها جمعت محرمات كثيرة، واحتمل أن يكون المراد بالإدلاء إعطاء المال للحكام رشوة لهم لكي يحكموا بالباطل
وقيل إن الواو ليست عاطفة بل هي واو المعية وعلى هذا يكون المراد تلازم الأمرين معا وهو من رفع الأمر للحكام مع دفع بعض ماله إليهم ليحكموا له فيأكل مال غيره بالباطل وهذه هي صورة الرشوة فتكون الآية خاصة الرشوة للاعتناء بالنهي عنها وتبيين شدة خطرها.

ثم قال تعالى في جواب الطلب : (لِتَأْكُلُوا) اللام للتعليل، وتأكلوا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة


(4) قول الله تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106)}

جواب الطلب في الآية هو قوله تعالى " فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" فهو خبر للموصول "من" قائم مقام جواب الشرط ولذلك قرن بالفاء
قال ابن عاشور في التحرير والتنوير " وَوَقَعَ فِي الْقُرْآنِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ [سُورَة البروج: 10] ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ إِلَى قَوْلِهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ فِي سُورَةِ بَرَاءَةَ [34]) انتهى.
وقوله تعالى " ِإلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا" استثناء ليخرج صنف من الناس من العموم المذكور في مطلع الآية وهو من وقع فيه مكرهاً وأكد هذا بالاستدراك في قوله "ولكن من شرح بالكفر صدار" مؤكدا على أن العموم هو لمن
رضي وأراد الكفر لا من أُكره عليه .


تطبيقات الدرس الثامن عشر:
بيّن معاني الاستثناء في الآيات التاليات:
1: قول الله تعالى: {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ}

=الاستثناء في الآية الكريمة هو النوع التام المنفي،
-فهو تام لأن المستثنى منه مذكور وهو "الناس" ،
-وهو منفي لوجود لا النافية في قوله تعالى "لئلا" فهي لام التعليل دخلت على أن مدغمة في لا النافية فتؤيلها: لأن لا.

=وأداة الاستثناء هي "إلا" وهي أشهر أدواته،
=والمستثنى هو: "الذين" وقوله "ظلموا منهم" هي صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

=والمعنى المراد في الآية: هو التأكيد لئلا تبقى للمعاندين حجة في نظرهم أو ثغرة يتسرّبون إلى الإرجاف عن طريقها إلا من استثني وهم "الذين ظلموا منهم"

=وقيل في معنى الاستثناء هنا أقوال ترجع إلى قولين:
-الأول: أنه استثناء منقطع فيكون معناه: لكن الذين ظلموا منهم يتعلقون بالشبهة ويحاولون الإرجاف.
وفي نفس المعنى من قال إن "إلا" هنا بمعنى "الواو" وهذا ذكره الجصاص عن أبي عبيدة فكأنه قال لئلا يكون للناس عليكم حجة ولا الذين ظلموا، ثم ذكر أن الفراء أنكره وأن أكثر أهل اللغة وأن الفراء قال: لا تجئ إلا بمعنى الواو إلا إذا تقدم استثناء.
-والثاني: أنه استثناء متصل وأنه أراد بالحجة المحاجة والمجادلة؛ فيكون معناه: لئلا يكون للناس عليكم حجاج إلا الذين ظلموا منهم فهم يحاجونكم بالباطل.


4: قول الله تعالى: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ}
=يخبر سبحانه وتعالى أنه لا يجب أن يجهر أحد بالسوء، ثم استثنى من ذلك من ظلم ،
=والاستثناء هنا منقطع منفي
-فهو منفي لوجود لا النافية في صدر الآية،
-وهو منقطع لأن جهر من وقع عليه الظلم ليس من الجهر بالسوء.
=وإذا كان الاستثناء منقطعاً فالنصب فيه لازم عند الحجازيين ولا يجيزون الإتباع، وأما تميم فتتبعه على أنه بدل.
=وعليه فإن الاستثناء وهو قوله تعالى: "من ظُلم"
"مَن" هنا وصلتها "ظُلم": في محل نصب على مذهب الحجازيين ويجوز عند تميم أن تكون بدل.
=ومعنى الاستثناء هنا أن الله لا يحب الجهر من السوء إلا من ظلم فله أن يجهر كأن يقول فلان ظلمني ونحو ذلك.
وعلى هذا يكون الاستثناء من الأول
قال ابن عباس وقتادة: "إلا أن يدعو على ظالمه" وعن مجاهد رواية: "إلا أن يخبر بظلم ظالمه له". وعنه أنها في الضيافة وقيل غير ذلك مما يفسر به الظلم وعلى كل فالاستثناء هنا لإخراج المذكور من العموم في صدر الآية الكريمة.
-وفي إعراب القرآن للنحاس ذكر أنه يجوز أن تكون "مَن" في موضع رفع وعليه يكون معنى الاستثناء: لا يحبّ الله أن يجهر بالسوء إلا من ظلم

والله أعلم والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 شوال 1443هـ/15-05-2022م, 10:52 AM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء عبد الفتاح محمد مشاهدة المشاركة
تطبيقات الدرس السادس عشر:
بيّن معاني الشرط في الآيات التاليات، واشرح المسائل المتعلقة به:
2: قول الله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ}.

أداة الشرط هنا هي: "لولا" وهي تأتي لأحد معنيين:
الأول: الامتناع فهي حرف امتناع لوجود
والثاني: التحضيض؛ وفي هذه الحالة لا تستدعي جوابا وإنما يفهم معنى التحضيض من سياق الكلام كأن يكون تحضيضا حقيقة، أو تهكما يحمل التحضيض، أو توبيخا أو عتابا يحمل عليه.
وقوله تعالى هنا: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ}.
هو من الأول فلولا هنا أداة شرط تفيد امتناع لوجود،
وجوابها: "لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ"

وقيل الجواب محذوف.
قال الألوسي: (وجوز أبو البقاء أن يكون الجواب محذوفا، والتقدير: ولولا فضل الله عليك ورحمته لأضلوك، ثم استأنف بقوله سبحانه: (لهمت) أي: لقد همت بذلك.)

والمعنى: أنه لوجود فضل الله عليك ورحمته امتنع أن يضلوك

ويؤكد هذا ما جاء في تفسير الآية حيث حكي أن لها سبب نزول وهي قصة بني أُبَيْرِق، ففيها الهم بإضلال الرسول عن الحقيقة بأن يخبر بما يخالفها لوجود المتاع المسروق في دار غير السارق -وهو اليهودي- ولكن لأن الله عصم النبي عن الضلال في العلم فأخبره بحقيقة الأمر فلم يقع إضلال الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا فضل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم ورحمته به.

وفي كتاب اعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش وجدت أنه زاد أن "لولا" لا تقتضي انتفاء جوابها لوجود شرطها، ولكن المنفي في الحقيقة أثر الهمّ،
فيكون المقصود امتناعه هو أثر الإضلال وليس هو اضلال للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه صلى الله عليه وسلم إن حكم في هذه القضية بما ظهر له وبالقرائن الموجودة فلا يكون ضالا عن الحق صلى الله عليه وسلم بل هو حكم بما ظهر له، ولا حرج عليه في ذلك ولكن الحرج والاثم والضلال لاحق بمن زور الحقيقة ليبرئ نفسه ويلقي بالتهمة على غيره،
ويدل لهذا المعنى الحديث المروي عن أُمِّ سَلَمةَ رضي اللَّه عنها:
أَنَّ رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: إِنَّمَا أَنَا بشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ؛ فأَقْضِي لَهُ بِنحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بحَقِّ أَخِيهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.


4: قول الله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا}

أداة الشرط هنا هي: "لما" وهي تأتي على نوعين:
الأول: متمحضة للظرفية لا تستدعي جواباً
والثاني: حرف وجود لوجود، فتستدعي جواباً، وفيها معنى الظرف، والوارد في الآية هنا هو هذا النوع ولكن حذف جواب الشرط هنا فإن قوله تعالى "ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها" هي جملة اعتراضية وليست هي جواب الشرط وهذا هو اختيار شيخنا حفظه الله .

ووجدت أن الشوكاني قد ذكر أنها جواب للشرط حيث قال: " وَجَوَابُ لَمَّا مَا كانَ يُغْنِي عَنْهُمْ ذَلِكَ الدُّخُولُ مِنَ اللَّهِ أَيْ مِنْ جِهَتِهِ مِنْ شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ مِمَّا قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ لِأَنَّ الْحَذَرَ لَا يَدْفَعُ الْقَدَرَ إلى أن قال: وَالْمَعْنَى: مَا كَانَ الدُّخُولُ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنْ جِهَةِ اللَّهِ شَيْئًا، وَلَكِنَّهُ قَضَى ذَلِكَ الدُّخُولُ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ لِوُقُوعِهِ حَسَبَ إِرَادَتِهِ " انتهى من فتح القدير

فيكون المعنى أنهم لما دخلوا من الأبواب المتفرقة، فقد تم تنفيذ أمر أبيهم ووصيته لهم وهي من الأخذ بالأسباب ولا يغير ذلك من قدر الله شيئا.

وقال محيي الدين درويش في إعراب القرآن وبيانه: (ما كانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ) الجملة جواب لما وقيل الجواب هو آوى اليه أخاه قال أبو البقاء وهو جواب لما الأولى والثانية،) انتهى.

لو رتبت ما جاء في جواب الشرط من أقوال لتوضيحها.

تطبيقات الدرس السابع عشر:
اشرح المسائل المتعلقة بجواب الطلب وجواب النفي واقتران خبر المبتدأ بالفاء في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188)}

ينهى سبحانه وتعالى في هذه الآية عن أكل الأموال بغير حق ظلما وعدوانا فقال " وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ" وهذا طلب فيه النهي عن ذلك ،
ثم عطف سبحانه بالنهي عن صورة أخرى وهي قوله " وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ" فيأكل المال بالباطل برفع الأمر للحكام ليتوصل بهذا لأكل هذا المال وهذه صورة أعلى من الصورة الأولى وأشنع منها لأنها جمعت محرمات كثيرة، واحتمل أن يكون المراد بالإدلاء إعطاء المال للحكام رشوة لهم لكي يحكموا بالباطل
وقيل إن الواو ليست عاطفة بل هي واو المعية وعلى هذا يكون المراد تلازم الأمرين معا وهو من رفع الأمر للحكام مع دفع بعض ماله إليهم ليحكموا له فيأكل مال غيره بالباطل وهذه هي صورة الرشوة فتكون الآية خاصة الرشوة للاعتناء بالنهي عنها وتبيين شدة خطرها.
جاء في مصحف أبي: "ولا تدلوا" بتكرار حرف النهي

ثم قال تعالى في جواب الطلب : (لِتَأْكُلُوا) اللام للتعليل، وتأكلوا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة

في الآية معان كثيرة دل عليها أسلوب سياقها؛ لو بينتها

(4) قول الله تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106)}

جواب الطلب في الآية هو قوله تعالى " فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" فهو خبر للموصول "من" قائم مقام جواب الشرط ولذلك قرن بالفاء
قال ابن عاشور في التحرير والتنوير " وَوَقَعَ فِي الْقُرْآنِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ [سُورَة البروج: 10] ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ إِلَى قَوْلِهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ فِي سُورَةِ بَرَاءَةَ [34]) انتهى.
وقوله تعالى " ِإلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا" استثناء ليخرج صنف من الناس من العموم المذكور في مطلع الآية وهو من وقع فيه مكرهاً وأكد هذا بالاستدراك في قوله "ولكن من شرح بالكفر صدار" مؤكدا على أن العموم هو لمن
رضي وأراد الكفر لا من أُكره عليه .

لم تذكر الأقوال في (من) ولم تبيني معان الآية

تطبيقات الدرس الثامن عشر:
بيّن معاني الاستثناء في الآيات التاليات:
1: قول الله تعالى: {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ}

=الاستثناء في الآية الكريمة هو النوع التام المنفي،
-فهو تام لأن المستثنى منه مذكور وهو "الناس" ،
-وهو منفي لوجود لا النافية في قوله تعالى "لئلا" فهي لام التعليل دخلت على أن مدغمة في لا النافية فتؤيلها: لأن لا.

=وأداة الاستثناء هي "إلا" وهي أشهر أدواته،
=والمستثنى هو: "الذين" وقوله "ظلموا منهم" هي صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

=والمعنى المراد في الآية: هو التأكيد لئلا تبقى للمعاندين حجة في نظرهم أو ثغرة يتسرّبون إلى الإرجاف عن طريقها إلا من استثني وهم "الذين ظلموا منهم"

=وقيل في معنى الاستثناء هنا أقوال ترجع إلى قولين:
-الأول: أنه استثناء منقطع فيكون معناه: لكن الذين ظلموا منهم يتعلقون بالشبهة ويحاولون الإرجاف.
وفي نفس المعنى من قال إن "إلا" هنا بمعنى "الواو" وهذا ذكره الجصاص عن أبي عبيدة فكأنه قال لئلا يكون للناس عليكم حجة ولا الذين ظلموا، ثم ذكر أن الفراء أنكره وأن أكثر أهل اللغة وأن الفراء قال: لا تجئ إلا بمعنى الواو إلا إذا تقدم استثناء.
-والثاني: أنه استثناء متصل وأنه أراد بالحجة المحاجة والمجادلة؛ فيكون معناه: لئلا يكون للناس عليكم حجاج إلا الذين ظلموا منهم فهم يحاجونكم بالباطل.

جاء عن أبي عبيدة أن (إلا) بمعنى الواو

4: قول الله تعالى: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ}
=يخبر سبحانه وتعالى أنه لا يجب أن يجهر أحد بالسوء، ثم استثنى من ذلك من ظلم ،
=والاستثناء هنا منقطع منفي
-فهو منفي لوجود لا النافية في صدر الآية،
-وهو منقطع لأن جهر من وقع عليه الظلم ليس من الجهر بالسوء.
=وإذا كان الاستثناء منقطعاً فالنصب فيه لازم عند الحجازيين ولا يجيزون الإتباع، وأما تميم فتتبعه على أنه بدل.
=وعليه فإن الاستثناء وهو قوله تعالى: "من ظُلم"
"مَن" هنا وصلتها "ظُلم": في محل نصب على مذهب الحجازيين ويجوز عند تميم أن تكون بدل.
=ومعنى الاستثناء هنا أن الله لا يحب الجهر من السوء إلا من ظلم فله أن يجهر كأن يقول فلان ظلمني ونحو ذلك.
وعلى هذا يكون الاستثناء من الأول
قال ابن عباس وقتادة: "إلا أن يدعو على ظالمه" وعن مجاهد رواية: "إلا أن يخبر بظلم ظالمه له". وعنه أنها في الضيافة وقيل غير ذلك مما يفسر به الظلم وعلى كل فالاستثناء هنا لإخراج المذكور من العموم في صدر الآية الكريمة.
-وفي إعراب القرآن للنحاس ذكر أنه يجوز أن تكون "مَن" في موضع رفع وعليه يكون معنى الاستثناء: لا يحبّ الله أن يجهر بالسوء إلا من ظلم

لم تبين القراءات في الآية.

والله أعلم والحمد لله رب العالمين.
أحسنت نفع الله بك
ج+
يعض الملاحظات العامة:
- الرجوع إلى عدد أكبر من التفاسير.
- بيان القراءات إن وجدت
- الاهتمام بمعنى الآية وبيانها, فهذا هو المقصود

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 شوال 1443هـ/14-05-2022م, 02:51 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيا أبوداهوم مشاهدة المشاركة
تطبيقات الدرس السادس عشر:
بيّن معاني الشرط في الآيات التاليات، واشرح المسائل المتعلقة به:

1: قول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا}
أداة الشرط : لو ، وهو حرف شرط
معنى الشرط :
1)تأكيد النفي ، بمعنى بل الله قادر على الاتيان بما اقترحتوه .
ويفيد هنا أيضا معنى التعريض .
قال ابن عاشور : وَيُفِيدُ ذَلِكَ مَعْنًى تَعْرِيضِيًّا بِالنِّدَاءِ عَلَيْهِمْ بِنِهَايَةِ ضَلَالَتِهِمْ، إِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهَدْيِ الْقُرْآنِ وَدَلَائِلِهِ وَالْحَالُ لَوْ أَنَّ قُرْآنًا أَمَرَ الْجِبَالَ أَنْ تَسِيرَ وَالْأَرْضَ أَنْ تَتَقَطَّعَ وَالْمَوْتَى أَنْ تَتَكَلَّمَ لَكَانَ هَذَا الْقُرْآنُ بَالِغًا ذَلِكَ وَلَكِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ مِنْ شَأْنِ الْكُتُبِ.

قال ابن كثير رحمه الله تعالى:(أَيْ: لَوْ كَانَ فِي الْكُتُبِ الْمَاضِيَةِ كِتَابٌ تَسِيرُ بِهِ الْجِبَالُ عَنْ أَمَاكِنِهَا، أَوْ تُقَطَّعُ بِهِ الْأَرْضُ وَتَنْشَقُّ(١) أَوْ تُكَلَّمُ(٢) بِهِ الْمَوْتَى فِي قُبُورِهَا، لَكَانَ هَذَا الْقُرْآنُ هُوَ الْمُتَّصِفُ بِذَلِكَ دُونَ غَيْرِهِ، أَوْ بِطْرِيقِ الْأَوْلَى أَنْ يَكُونَ كَذَلِكَ؛ لِمَا فِيهِ مِنَ الْإِعْجَازِ الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَنْ آخِرِهِمْ إِذَا اجْتَمَعُوا أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِهِ، وَلَا بِسُورَةٍ مِنْ مَثَلِهِ، وَمَعَ هذا فهؤلاء المشركون كافرون به، جَاحِدُونَ لَهُ).

2)ويفيد معنى التهكم .
قال ابن عاشور :
فَكَانَ فِي ذِكْرِ، هَذِهِ الْأَشْيَاءِ إِشَارَةٌ إِلَى تَهَكُّمِهِمْ. وَعَلَى هَذَا يَكُونُ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ قُطِّعَتْ مَسَافَاتُ الْأَسْفَارِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ [سُورَة الْأَنْعَام: 94] .
3)ولغرض التنبيه .
قال ابن عاشور :
فَحُمِلَ كَلَامُهُمْ عَلَى خِلَافِ مُرَادِهِمْ تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ الْأَوْلَى بِهِمْ أَنْ يَنْظُرُوا هَلْ كَانَ فِي الْكُتُبِ السَّابِقَةِ قُرْآنٌ يَتَأَتَّى بِهِ مِثْلَ مَا سَأَلُوهُ.
4)معنى القصر .
قال ابن عاشور :
أَفَادَتِ الْجُمْلَتَانِ الْمَعْطُوفَةُ وَالْمَعْطُوفُ عَلَيْهَا مَعْنَى الْقَصْرِ لِأَنَّ الْعَطْفَ بِ بَلْ مِنْ طُرُقِ الْقَصْرِ.
المسائل المتعلقة بها :
- تضمنت الاية : العطف على الشرط ب( أو) ، حيث عطفت جمل على جملة الشرط .
- بالنسبة لجواب الشرط: محذوف ، لدلالة الكلام على المحذوف ، لكن اختلفوا في حذفه وتقديره .

القول الأول : أنه محذوف وتقديره ، لَكَانَ هَذَا الْقُرْآنُ، وهو قول الأخفش و الزجاج وأبو حيان ، والزمخشري
القول الثاني: أنه مقدم ، وتقديره ،لَكَفَرْتُمْ بِالرَّحْمَنِ ، وهو قول الفراء وذكره البغوي وغيره .
الراجح :
رجح الكثيرون أنها محذوفه؛ لأنها أبلغ في العبارة وأعم للفائدة ، ورجح الزمخشري وغيره القول الأول ، لكونه غاية في التذكير ونهاية في الإنذار.


5: قول الله تعالى: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15)}
أداة الشرط :( من) ، وهو اسم شرط
معنى الشرط بمعنى التنبيه ، فيكون المعنى تنبيها للخلص من المؤمنين بأن لا ييأسوا من نصر الله في الدنيا والآخرة ، وذكر ذلك ابن عاشور .
المسائل المتعلقة :
نوع( من) :
اختلفوا فيه على قولين :
الأول : أنها شرطية .
وعلى هذا فيكون الاستناء منقطع .
الثاني : أنها موصولة .
وعلى هذا يكون الاستثناء متصل .
الراجح :
رجح محي الدين درويش في إعراب القرآن وبيانه القول الأول .

جواب الشرط :
فليمدد : جواب الشرط وسبقه لام الأمر لذلك نجده مجروم هنا ، لأن الأصل أنه يكون فعل مضارع مرفوع بعد الفاء ، لكن هنا جاءت لام الأمر فجزمت الفعل المضارع ، ومعناه هنا للتعجيز ، ولكن هنا تعليق الجواب على حصول الشرط لا يقع ، كما ذكر ذلك ابن عاشور .

لم تتكلمي عن روابط جواب الشرط, أو عن معاني الآية المختلفة التي ذكرها المفسرون وما أفادته.

تطبيقات الدرس السابع عشر:
اشرح المسائل المتعلقة بجواب الطلب وجواب النفي واقتران خبر المبتدأ بالفاء في الآيات التاليات:

(3) قول الله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)}
الاستفهام في الاية في قوله ( أفلم ) ، في الهمزة ، ولم حرف جزم تفيد النفي .
والاستفهام هنا بمعنى التعجب ،وهو أيضا استفهام انكاري .
والاستفهام هنا أيضا فيه تهديد مبطن .
الفاء في قوله ( فتكون ) : سببية جوابية مسببه لما بعدها على السير ، كما ذكر ذلك ابن عاشور .
فبما أن الفاء هنا سببيه فيكون جواب الطلب فعل مضارع منصوب ، وهنا منصوبة بأن المضمرة لأنها بعد فاء السببية .
وجواب الطلب ( فتكون ) جاءت بعد نفي .
قال ابن عاشور : أَيِ انْتَفَى أَنْ تَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ وَآذَانٌ بِهَذِهَ الْمَثَابَةِ لِانْتِفَاءِ سَيْرِهِمْ فِي الْأَرْضِ. وَهَذَا شَأْنُ الْجَوَابِ بِالْفَاءِ بَعْدَ النَّفْيِ أَنْ تَدْخُلَ الْفَاءُ عَلَى مَا هُوَ مُسَبَّبٌ عَلَى الْمَنْفِيِّ لَوْ كَانَ ثَابِتًا

لم تتكلمي عن الأثر في المعنى

(5) قول الله تعالى: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135)}
كونوا : فعل أمر
وتهتدوا : جواب الأمر ، في معنى الشرط لذلك كان مجزوما ، وقد ذكر ذلك الزجاج .
والمعنى أنه إن لم يكن يهوديا لا يكون مهتديا ، وإن لم يكن نصرانيا لا يكون مهتديا .

لم تتكلمي عن النفي في الآية, والإجابة مختصرة.

تطبيقات الدرس الثامن عشر:
بيّن معاني الاستثناء في الآيات التاليات:

1: قول الله تعالى: {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ}
اختلفوا في نوع الاستثناء في الآية على قولين :
القول الأول : استثناء متصل.
و هذا القول مبني على عموم لفظة الناس ، وأن أل في ( الناس ) للاستغراق .
والمعنى : أنه لا حجة لأحد عليكم إلا الحجة الداحضة للذين ظلموا، و يشمل ذلك اليهود وغيرهم .
القول الثاني : استثناء منقطع ، فيقدر بلكن عند البصريين ، وب بل عند الكوفيين .
وهذا القول باعتبار أن الناس هم اليهود فقط .
قال ابن عادل : والتقدير: لكن الذين ظلموا، فإنهم يتعلقون عليكم بالشبهة يضعوناه موضع الحجة .
وهذا القول ضعفه ابن عطية وغيره .
والقول الأول هو الذي رجحه ابن جرير وابن عطيه وذكره الزمخشري .

وهناك أقوال أخرى في معنى ( إلا ) ، فذكر ابن عادل في اللباب في علوم الكتاب ، قولين آخرين :
القول الثالث : معنى ( إلا ) بمعنى الواو العاطفة، و تقدير ذلك : ولا الذين ظلموا، وهذا القول خطأه النحاة والزجاج وغيره.
القول الرابع : معنى ( إلا ) بمعنى بعد ، أي: بعد الذين ظلموا،وهذا من أفسد الأقوال وأضعفها ، وقد بين ضعف ذلك ابن عادل أيضا .

5: قول الله تعالى: {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا * لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا}
الاستثناء في قوله : ( لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا )
اختلفوا على نوع الاستثناء على قولين :
القول الأول :
استثناء منقطع ، لأن المستنثى ليس من جنس المستثنى منه ، فالواو في قوله ( يملكون ) عائدة على المجرمين ،فهم لا يستحقون أن يشفع فيهم غيرهم ، لكفرهم ، وهو قول ذكره ابن عطية وابن عاشور .
والمعنى :
لكن يملك الشفاعة يومئذ من اتخذ عند الرحمن عهدا .
وقال أبو السعود :
والمستثنى مرفوعٌ على البدل أو منصوبٌ على الأصل والمعنى لا يملك المجرمون أن يَشفع لهم إلا مَنْ كان منهم مسلماً.

القول الثاني : استثناء متصل ، وهو قول ذكره ابن عطية وغيره .
ومحل المستثنى إما الرفع على البدل أو النصب على أصل الاستثناء.
وهذا القول على اعتبار أن المستثى من جنس المستثى منه ، وأن الواو في قوله ( يملكون ) عائدة على ( المتقين ) .
فيكون المعنى أنه إلا المؤمنون فإنهم يشفع بعضهم بعضا .
قال الشنقيطي في أضواء البيان :
أَيْ: لَا يَمْلِكُ مِنْ جَمِيعِهِمْ أَحَدٌ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ، وَالْعَهْدُ: الْعَمَلُ الصَّالِحُ وَالْقَوْلُ بِأَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَغَيْرُهُ مِنَ الْأَقْوَالِ يَدْخُلُ فِي ذَلِكَ، أَيْ: إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ فَإِنَّهُمْ يَشْفَعُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا)
والقول الأول هو اختيار أبو البقاء وابن عاشور والزمخشري وغيرهم .
أحسنت نفع الله بك
ب

يعض الملاحظات:
- الرجوع إلى عدد أكبر من التفاسير.
- بيان القراءات إن وجدت
- الاهتمام بمعنى الآية وبيانها, فهذا هو المقصود

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir