دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 جمادى الآخرة 1435هـ/15-04-2014م, 09:13 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي صفحة أم القاسم لدراسة التفسير



السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته
هنا بإذن الله توضع مشاركات مذاكرتي لـ " التفسير "

واللهُ الموفق والمستعان

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 رجب 1435هـ/28-05-2014م, 08:22 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

مُلخَّصُ تفسير الآياتِ من الآية " 106 " إلى " 113" من سورة البقرة

ملاحظة : التفسير المعتمد تفسير ابن كثير ما أورده من الأقوال من تفسير ابن عطية أو معاني القرآن للزجاج أنوه عليه.
{مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)}
- ننسخ :
ابن عباس : ما نبدل من آية.
السُّدي : قبضها
ابن أبي حاتم : قبضها رفعها كـ " الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البته "
وذكر ابن عطية في تفسيره ما ملخصه أن النسخ في اللغة يتوجه على
- النقل ؛ كنقل كتاب من آخر ولا مدخل له في الآية ، مثل " إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون .
- الإزالة وهو على قسمين :
يثبت الناسخ بعد المنسوخ كقولهم " نسخت الشمس الظل "
لا يثبت كقولهم " نسخت الريح الأثر"
وعلى القسمين حمل معنى الآية ، أي ما نبدل من آية ، أو رفعها.
- نُنسها :
ذكر الزجاج فيها قولين
الأول : من نَنسها ، أي من النسيان لقوله تعالى " سنُقرئك فلا تنسى ، إلا ما شاء الله " ورده الزجاج وقال بل المعنى أي لست تترك إلا ما شاء الله أن تترك وقد يكون " إلا ما شاء الله " إلا ما يلحق بالبشرية ثم تذكره بعد ذلك ، واحتج بقوله تعالى { ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحي إليك } أي لا نُذهبه
ورد عليه بن عطية في ذلك ، حكاية عن الطبري :
والصحيح في هذا أن نسيان النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد الله تعالى أن ينساه ولم يرد أن يثبت قرآنا جائز.
فأما النسيان الذي هو آفة في البشر فالنبي صلى الله عليه وسلم معصوم منه قبل التبليغ وبعد التبليغ ما لم يحفظه أحد من أصحابه، وأما بعد أن يحفظ فجائز عليه ما يجوز على البشر لأنه قد بلغ وأدى الأمانة، ومنه الحديث حين أسقط آية، فلما فرغ من الصلاة قال: أفي القوم أبيّ؟ قال: نعم يا رسول الله، قال: فلم لم تذكرني؟ قال: حسبت أنها رفعت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لم ترفع ولكني نسيتها.
القول الثاني بمعنى نتركها ، أو نأمر بتركها وضعفه الزجاج كذلك .

- وأما على قراءة " نُنسأها " قال ابن عباس " نتركها لا نبدلها "
قال مجاهد عن أصحاب ابن مسعود : نثبت خطها ونبدل حكمها "
قال أبو العالية : " نؤخرها عندنا "
ملاحظة :
رجح الشيخ أحمد شاكر في تعليقاته على عمدة التفسير أن رواية ابن المسيب " ننسها " وليس "ننسأها " وهو المفهوم من معنى الأثر الوارد عن سعد بن أبي وقاص.
{ نأتِ بخيرٍ منها } بالنسبة لمصلحة المكلفين
{ أو مثلها } إن كانت مستوية مع التي نُسخت.
{ ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير }
ذكر بن عطية " معنى الآية أن الله تعالى ينسخ ما يشاء ويثبت ما يشاء ويفعل في أحكامه ما يشاء، هو قدير على ذلك وعلى كل شيء، وهذا لإنكار اليهود النسخ "

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (107)}
فكما أن له الملك بلا منازع فكذلك له الحكم بما يشاء { ألا لهُ الخلقُ والأمر }
وذكر الزجاج أنّ معنى الآية: إن اللّه يملك السّماوات والأرض, ومن فيهن, فهو أعلم بوجه الصلاح فيما يتعبدهم به، من ناسخ , ومنسوخ, ومتروك, وغيره.
- وما لكم : جُمع الضمير ليدل على أن الخطاب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم
ولي : فعيل من ولي إذا جاور ولحق ،المعين والقائم والناصر كلها فيها وجه مجاورة. " ابن عطية "

وقوله عزّ وجلّ: {وما لكم من دون اللّه من وليّ ولا نصير}
هذا خطاب للمسلمين يخبرون فيه أن من خالفهم فهو عليهم، وأن اللّه جلّ وعزّ ناصرهم، والفائدة فيه: أنه بنصره إياهم, يغلبون من سواهم. " الزجاج "

تفسير قوله تعالى:{أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108)}
نهى اللهُ تعالى المؤمنين في هذه الآية الكريمة عن كثرة سؤال النبي على وجه التعنت والاقتراح
فقد يحصل التشديد عليهم بسبب ذلك .
قال تعالى :
{يا أيّها الّذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم}
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
"إنّ أعظم المسلمين جرمًا من سأل عن شيءٍ لم يحرّم، فحرّم من أجل مسألته". ولمّا سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن الرّجل يجد مع امرأته رجلًا فإن تكلّم تكلّم بأمرٍ عظيمٍ، وإن سكت سكت على مثل ذلك؛ فكره رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المسائل وعابها. ثمّ أنزل اللّه حكم الملاعنة. ولهذا ثبت في الصّحيحين من حديث المغيرة بن شعبة: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان ينهى عن قيل وقال، وكثرة السّؤال، وإضاعة المال وفي صحيح مسلمٍ: "ذروني ما تركتكم، فإنّما هلك من قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم، وإن نهيتكم عن شيءٍ فاجتنبوه". وهذا إنّما قاله بعد ما أخبرهم أنّ اللّه كتب عليهم الحجّ. فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثلاثًا. ثمّ قال، عليه السّلام: "لا ولو قلت: نعم لوجبت، ولو وجبت لما استطعتم". ثمّ قال: "ذروني ما تركتكم" الحديث. وهكذا قال أنس بن مالكٍ: نهينا أن نسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن شيءٍ، فكان يعجبنا أن يأتي الرّجل من أهل البادية فيسأله ونحن نسمع.
· أم ؛ على ثلاثة أقوال ذكرها ابن عطية :
- رد على الاستفهام الأول
- استفهام مقطوع من الأول كأنه قال " أتريدون "
- بمعنى بل ؛ قال الزجاج : وفي كل مكان لا تقع فيه عطفاً على ألف الاستفهام إلا أنها لا تكون مبتدأة, أنها تؤذن بمعنى بل. وهذا هو الراجح.


· الخطاب موجه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وعليه يكون قوله " ورسولكم " حسب الأمر في نفسه وعلى إقرارهم ،وهذا هو الراجح.
و ورد عن ابن عباس: أن رافع بن حريملة - من اليهود – سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُفجر لهُ عيون وغير ذلك.
وقيل بل سأله كفار قريش ،
قال مجاهد: سألوه أن يرد الصفا ذهبا، فقال لهم: خذوا ذلك كالمائدة لبني إسرائيل، فأبوا ونكصوا.
فيكون قوله " ورسولكم " حسب الأمر في نفسه لا على حسب إقرارهم . مختصر من تفسير ابن عطية.


· { ومن يتبدل الكفر بالإيمان }
- يشتر الكفر بالإيمان ؛ قال تعالى : { ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كُفرًا وأحلوا قومهم دار البوار ، جهنم يصلونها وبئس القرار}
- قال أبو العالية : يتبدل الشدة بالرخاء ، وردَّه ابن عطية ، قال :
وهذا ضعيف، إلا أن يريدهما مستعارتين، أي الشدة على نفسه والرخاء لها عبارة عن العذاب والتنعيم، وأما المتعارف من شدة أمور الدنيا ورخائها فلا تفسر الآية به.
· {فقد ضلّ سواء السبيل}
أي قد خرج عن الطريق المستقيم إلى الجهل والضلال.
ذكر ابن عطية :
- ضلّ : أخطأ الطريق.
- سواء : من كل شئ الوسط والمعظم.
- السبيل :
عبارة عن الشريعة التي أنزلها الله لعباده، لما كانت كالسبب إلى نيل رحمته كانت كالسبيل إليها.


تفسير قوله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) }
حذّر تعالى عباده المؤمنين عن سلوك طرائق الكفّار من أهل الكتاب، ويعلمهم بعداوتهم لهم في الباطن والظّاهر وما هم مشتملون عليه من الحسد للمؤمنين، مع علمهم بفضلهم وفضل نبيّهم. ويأمر عباده المؤمنين بالصّفح والعفو والاحتمال، حتّى يأتي أمر اللّه من النّصر والفتح. ويأمرهم بإقامة الصّلاة وإيتاء الزّكاة. ويحثّهم على ذلك ويرغّبهم فيه
· سبب النزول :
ذكر ابن عطية : قال الزهري عنى ب كثيرٌ واحد، وهو كعب بن الأشرف
واختلف في سبب هذه الآية، فقيل: إن حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر أتيا بيت المدارس، فأراد اليهود صرفهم عن دينهم، فثبتا عليه ونزلت الآية، وقيل: إنما هذه الآية تابعة في المعنى لما تقدم من نهي الله عن متابعة أقوال اليهود في راعنا [البقرة: 104] وغيره، وأنهم لا يودون أن ينزل خير، ويودون أن يردوا المؤمنين كفارا
.
· { من عند أنفسهم } متعلق بـ :
- متعلق بـ " ود "
- متعلق بـ " حسدًا ، فالوقف على كفارًا .
والمعنى على هذين القولين أنهم لم يجدوا ذلك في كتاب ولا أمروا به فهو من تلقائهم، ولفظة الحسد تعطي هذا، فجاء من عند أنفسهم تأكيدا وإلزاما.
- متعلق بـ " يردونكم "
فالمعنى أنهم ودوا الرد بزيادة أن يكون من تلقائهم أي بإغوائهم وتزيينهم.
مختصر من تفسير ابن عطية.
ورجح الزجاجُ أنها متعلقة بـ " ود "
قال : لأن حسد الإنسان لا يكون من عند نفسه.
· {من بعد ما تبين لهم الحق }
أي من بعد ما تبين لهم نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وصحة ما المسلمون عليه، وهذه الآية من الظواهر في صحة الكفر عنادا، واختلف أهل السنة في جواز ذلك، والصحيح عندي جوازه غفلا وبعده وقوعا، ويترتب في كل آية تقتضيه أن المعرفة تسلب في ثاني حال من العناد. "تفسير ابن عطية "
· {فاعفوا } ترك العقوبة. "ابن عطية"
· {فاصفحوا } الإعراض عن المذنب. "ابن عطية "
· نسخ هذه الآية
وقال ابن عباس هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: قاتلوا الّذين لا يؤمنون [التوبة: 29] إلى قوله صاغرون [التوبة: 29]، وقيل: بقوله «اقتلوا المشركين»، وقال قوم: ليس هذا حد المنسوخ، لأن هذا في نفس الأمر كان التوقيف على مدته. "ابن عطية"


تفسير قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110) }
قال الطبري: إنما أمر الله هنا بالصلاة والزكاة لتحط ما تقدم من ميلهم إلى أقوال اليهود راعنا [البقرة: 104]، لأن ذلك نهي عن نوعه، ثم أمر المؤمنين بما يحطه، والخير المقدم منقض لأنه فعل، فمعنى تجدوه تجدوا ثوابه وجزاءه، وذلك بمنزلة وجوده.
وقوله تعالى: إنّ اللّه بما تعملون بصيرٌ خبر في اللفظ معناه الوعد والوعيد. " ابن عطية "



تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) }
قالوا : جُمعت على سبيل أن كلا الطائفتين يقرؤون التوراة. " الزجاج "
وقيل من باب الإيجاز واللف حيث جمع " قولهم " وفرّق نوعيهم " اليهود والنصارى " فدلَّ عل تفرق قوليهم. "ابن عطية "
هودًا : جمع هائد ، وهو التائب الراجع وقيل من يهودي وحُذفت الياء ! "ابن عطية "
أمانيهم قال أبو العالية : أماني تمنوها على الله بغير حق.
هاتوا : من هاتى يُهاتي وأُميت تصريف هذا الفعل على الأمر ، وقيل من آتى والهاء عوض عن الهمزة. وقيل ها تنبيه وألزمت همزة " آتى الحذف " "ابن عطية "
برهانكم : حجتكم.
والمعنى ، أنّ الله عز وجل يبين اغترار اليهود والنصارى وإدعائهم بأنه لن يدخل الجنة غيرهم
كما قالوا { نحنُ أبناءُ الله وأحباؤه } وكما ورد عنهم قولهم بأنهم لن يدخلوا الجنة إلا أيامًا معدودةً.
فتحداهم أن يأتوا بحجتهم إن كانوا صادقين فيما يدعونه.

تفسير قوله تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) }

بلى : رد بالإيجاب في النفي {وقالوا لن يدخل الجنة } "ابن عطية "
أسلم وجهه لله وهو محسن :
قال سعيد بن جبيرٍ: {بلى من أسلم} أخلص، {وجهه} قال: دينه، {وهو محسنٌ} أي: متّبعٌ فيه الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم.
فعمل الرهبان إن فُرض أنهم مخلصون لا يُتقبل منهم حتى يكون متابعًا للرسول صلى الله عليه وسلم
وعمل المنافقين موافق للشرع في الظاهر ويفتقد الإخلاص { يخادعون الله وهو خادعهم}
{ فلا خوف عليهم} فيما يُستقبل { ولا يحزنون } على ما مضى .
تفسير قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) }
يبيّن به تعالى تناقضهم وتباغضهم وتعاديهم وتعاندهم.
· سبب النزول :
عن ابن عبّاسٍ، قال: لما قدم أهل نجران من النّصارى على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، أتتهم أحبار يهود، فتنازعوا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال رافع بن حريملة ما أنتم على شيءٍ، وكفر بعيسى وبالإنجيل. وقال رجلٌ من أهل نجران من النّصارى لليهود: ما أنتم على شيءٍ. وجحد نبوّة موسى وكفر بالتّوراة. فأنزل اللّه في ذلك من قولهما {وقالت اليهود ليست النّصارى على شيءٍ وقالت النّصارى ليست اليهود على شيءٍ وهم يتلون الكتاب}
{الكتاب} المقصود به التوراة والإنجيل فتكون "أل " للجنس.
أو المقصود به التوراة فقط إذ يؤمنُ بها كلا من اليهود والنصارى فتكون "أل " للعهد. " ابن عطية "
الذين لا يعلمون :
الربيع بن أنس ، وقتادة : النصارى.

عطاء : أمم كانت قبل اليهود والنصارى.
السّدي : العرب ؛ ورجح ابن جرير أنّها عامة.
يحكم بينهم : يفصل بينهم
يريهم من يدخل الجنة عياناً, ويدخل النار عياناً ، وهذا الحكم فيما تصيرُ إليه الأمور أما العقيدة فقد حكم بينهم بالحجج والبراهين " الزجاج "
كانوا : بصيغة الماضي ، حسن على مراعاة الحكم. "ابن عطية".

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 رمضان 1435هـ/15-07-2014م, 02:24 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي تفسير الآية رقم " 177 " من سورةِ البقرة.


تفسير قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}



مسائل القراءات في الآية :

· القراءات في { البر} ط
· القراءات في { ولكن البر من ءامن } ط ج


المسائل التفسيرية :

· مكانة الآية ك
· المخاطبون بالآية ك ط ج
· معنى قوله تعالى :{ ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرقِ والمغربِ } ك ط ج

· معنى البر في { ولكن البر } ط ج
· المقصود بالكتاب ك
· معنى المال في قوله تعالى :{ آتى المال على حبه } ك ط
· معنى البر في { ولكن البر } ط ج
· مرجع الضمير في قوله تعالى : { على حبه }
· لمن تكونُ الصدقة ؟ ك ط
· معنى وأقام الصلاة ك
· المقصود بالزكاة في قوله { وآتى الزكاة }
· معنى قوله تعالى : { والموفون بعهدهم إذا عاهدوا } ك
· معنى قوله تعالى :{ والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس } ك ط ج
· معنى قوله تعالى : { أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون } ك ط


المسائل اللغوية :
· إعراب البر في قوله { ليس البر } على القراءتين.
· أوجه نصب { الصابرين } ك ط ج

· أوجه رفع { الموفون } ط ج







مسائل القراءات في الآية :

· القراءات في { البر} : ط
- بالرفع " ليس البرُّ " هكذا في أكثر القراءات السبعة.

- بالنصب " ليس البرَّ " : في رواية حفص عن عاصم.


· القراءات في { ولكن البر من ءامن } : ط ج
- تشديد لكنَّ ونصب البرَّ.
- تخفيف لكنِ ورفع البر.


المسائل التفسيرية :

· مكانة الآية : ك
قال ابن كثير :
اشتملت هذه الآية الكريمة، على جمل عظيمةٍ، وقواعد عميمةٍ، وعقيدةٍ مستقيمة.

· المخاطبون بالآية ك ط ج
على أربعة أقوال :
1: أهل الكتاب وبعض المسلمين الذين ترددوا حين نزل أمر تحويل القبلة ؛ قاله ابن كثير.
2: للمؤمنين ، نقله ابن عطية عن ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد.

3: الخطاب لليهود والنصارى لاختلافهم في التولي ، يتولى اليهود إلى بيت المقدس والنصارى لمطلعِ الشمس ، وتكلموا في تحويلِ القبلة وفضلت كل فرقة توليها، قاله ابن عطية.
4: الخطاب للأنبياء لأنه لا يجمع هذه الخصال الواردة في الآية سواهم . ذكره الزجاج وهذا القول مرجوح.
والراجحُ هو القولُ الأول.

· معنى قوله تعالى :{ ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرقِ والمغربِ } ك ط ج
أي : ليس البر أن تكون القبلة قبل المشرقِ أو المغربِ دون أن يكون في ذلك طاعةً وامتثال لأمر الله فحقيقةُ البرّ أن يمتثل العبد أمر الله عز وجل.


· معنى البر في قوله تعالى : { ولكن البر } ط ج
على قولين :
1: والمعنى ولكن ذا البر من آمن
2: أو ولكن البر بر من آمن .

· المقصود بالكتاب ك
تعم كل الكتب التي أنزلها اللهُ عز وجل وخاصةً القرآن الذي نسخ الله به الشرائع السابقة وجعله مهيمنًا على جميعِ الكتب.

· معنى " المال " في قوله تعالى : { آتى المال على حبه } ك ط
على قولين :
1: الزكاة المفروضة.
2: الصدقة ؛ وهو الراجح ، لأنه قد ورد الأمر بالزكاةِ في نفسِ الآية ، ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي
أورده ابن كثير في تفسيره : عن فاطمة بنت قيسٍ، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "في المال حقٌّ سوى الزّكاة" ثمّ تلا {ليس البرّ أنتولّوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب} إلى قوله: {وفي الرّقاب} وهو ضعيف من طريق أبي حمزة عن الشعبي.
ومعناها أن يتصدق المرءُ وهو محبٌ للمال.
قال ابن كثير : ثبت في الصّحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "أفضل الصّدقة أن تصدّق وأنت صحيحٌ شحيحٌ، تأمل الغنى، وتخشى الفقر".
وهي درجةٌ أقل ممن يتصدقون وهم محتاجون للمال كما قال الله تعالى { ويؤثرون على أنفسِهم ولو كان بهم خصاصة } ). بتصرف.



· مرجع الضمير في قوله تعالى : { على حبه } : ط
ورد فيه أربعة أقوال :
1: المال. " وتكون – على حبه – جملة معترضة "
2: الإيتاء. " أي في وقتٍ حاجةٍ من الناس "
3: الله عز وجل في قوله " من آمن بالله "
4" ضمير الفاعل المستتر في الفعل " وآتى "

· لمن تكونُ الصدقة ؟ ك ط
1: ذوي القربى : وهم أولى بها ، كما ثبت في الحديث: "الصّدقة على المساكين صدقةٌ، وعلى ذوي الرّحم ثنتان: صدقةٌ وصلةٌ".
2: اليتامى : واليتيم من مات أبوهُ قبل أن يبلغ.
3: المساكين : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ليس المسكين بهذا الطوّاف الذي ترده التمرة والتّمرتان واللّقمة واللّقمتان، ولكنّ المسكين الذي لا يجد غنًى يغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه. رواهُ البخاري ومسلم.
4: ابن السبيل : وهو: المسافر المجتاز الذي قد فرغت نفقته فيعطى ما يوصله إلى بلده، وكذاالذي يريد سفرًا في طاعةٍ، فيعطى ما يكفيه في ذهابه وإيابه، ويدخل في ذلكالضّيف ؛ ورد ذلك عن ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وغيرهم.
5: والسائلين : الذين يسألون الناس.
6: وفي الرقاب : المكاتبون الذين يحتاجون المال لآداء ما في كتابهم.

· معنى وأقام الصلاة ك
أدى الصلاة في وقتها وعلى الوجه الشرعي المرضي.

·
المقصود بالزكاة في قوله { وآتى الزكاة }ك
يحتمل أن يُراد بها :
- الزكاة المفروضة.
- تطهير النفس مثل قوله تعالى : { قد أفلح من زكاها}

· معنى قوله تعالى: { والموفون بعهدهم إذا عاهدوا } ك
كقوله { الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق } وعكسها النفاق.

· معنى قوله تعالى :{ والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس } ك ط ج
- البأساء : الفقر
- الضراء : المرض
- حين البأس : القتال.
· معنى قوله تعالى : { أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون } ك ط
صدقوا في إيمانهم بالقلب والقول والفعل واتقوا عذاب الله بفعل الأوامر واجتناب المحرمات.

المسائل اللغوية :

· إعراب البر في قوله { ليس البر } على القراءتين : ط
1:الرفع : على أنها اسم ليس ، وهي قراءة جمهور القراء السبعة.
2: النصب :
على أنها خبر ليس والاسم " أن تولوا " أي ليس توليتكم قبل المشرق والمغرب البرَّ ، وهي قراءة حفص عن عاصم.
ذكرهما ابن عطية في تفسيره.

· أوجه نصب { الصابرين } ك ط ج
على قولين :
1: على المدح ، قاله ابن عطية وابن كثير والزجاج.
2: أعني الصابرين ، ذكره الزجاج.

· أوجه رفع { الموفون } :ط ج
على قولين :
1: على المدح.
2: معطوفة على " من آمن "
ذكرهما الزجاج وابن عطية.




رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 محرم 1436هـ/31-10-2014م, 12:24 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

تفسيرقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)}
مسائل القراءات
· القراءات في { السِّلم }
المسائل التفسيرية
· المعنى الإجمالي للآية : ك
· المقصودون بالآية : ك ط ج
· معنى { السِّلْمِ } ك ط ج
· معنى { كآفَّة } ك ط ج
· معنى قولهِ تعالى : { ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين }ك ط ج




تفسيرقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِكَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّمُبِينٌ (208)}
مسائل القراءات
· القراءات في { السِّلم }
- بكسر السين : أي الإسلام. وهي قراءة الجمهور.
- بفتح السين : وهي قراءة ابن كثير ونافع والكسائي والمعنى: المسالمة . وهناك من حمل القراءتين على معنىً واحد وهو الإسلام.


المسائل التفسيرية

· المعنى الإجمالي للآية : ك
قال ابن كثير :يقول تعالى آمرًا عباده المؤمنين به المصدّقين برسوله: أن يأخذوا بجميع عرى الإسلام وشرائعه، والعمل بجميع أوامره، وترك جميع زواجره ما استطاعوا من ذلك.
· المقصودون بالآية : ك ط ج
-
جميع المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم، والمعنى أمرهم بالثبوت فيه والزيادة من التزام حدوده،ويستغرق كافّةً حينئذ المؤمنين وجميع أجزاء الشرع، فتكون الحال من شيئين،وذلك جائز، نحو قوله تعالى: { فأتت به قومها تحمله } [مريم: 27]، إلى غير ذلك من الأمثلة. وهو الراجح.
- جماعة من اليهود أسلموا وطلبوا أن يسبتوا ويعملوا بالتوراة ليلا .فأُمروا بالدخول في شرائع الإسلام كافة.
- من قال أن السلم بمعنى المسالمة ، قال أن المعنى ادفعوا الجزية جميعًا والمراد بالكافة الجماعة
التي تكف مخالفها.
وذكر جميع الأقوال ابن عطية في تفسيره.


· معنى { السِّلْمِ } ك ط ج
- الإسلام ، وهو قول ابن عباس ومجاهد وابن زيد وقتادة والسدي. وهو الراجح.
- المسالمة والموادعة ، قول قتادة.


· معنى { كآفَّة } ك ط ج
- جميعًا ، وهو قول ابن عباس ، ومجاهدٌ، وأبو العالية، وعكرمة، والرّبيع، والسّدّيّ، ومقاتل بن حيّان،وقتادة والضّحّاك
- اعملوا بجميع الأعمال ووجوه البر ، قول مجاهد. وهو الراجح.
- الحال من شيئين ؛ ادخلوا جميعًا وفي جميع أجزاء الإسلام. ذكره ابن عطية.


·
معنى قولهِ تعالى : { ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين }ك ط ج
قال الزجاج :: لا تقتفوا آثاره، لأنّ ترككم شيئا من شرائع الإسلام اتباع الشيطان.
قال ابن عطية :{ ومبينٌ } يحتمل أن يكون بمعنى أبان عداوته وأن يكون بمعنى بان في نفسه أنه عدو، لأن العرب تقول: بان الأمر وأبان بمعنى واحد.


تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209)}
المسائل التفسيرية

· المعنى الإجمالي للآية ك
· معنى { زللتم } ط ج
· معنى { البينات } ط
· مناسبة ختمها بقوله { عزيز حكيم } ك ج



المسائل التفسيرية

·
المعنى الإجمالي للآية ك
أي: عدلتم عن الحقّ بعد ما قامت عليكم الحجج، فاعلموا أنّ اللّه عزيزٌ [أي] في انتقامه، لا يفوته هاربٌ،ولا يغلبه غالبٌ. حكيمٌ في أحكامه ونقضه وإبرامه.
· معنى { زللتم } ط ج
قال ابن عطية : وأصل الزلل في القدم ثم يستعمل في الاعتقادات والآراء وغير ذلك، والمعنى ضللتم وعجتم عن الحق.
· معنى { البينات } ط
قال ابن عطية :
- محمد وآياته ومعجزاته إذا كان الخطاب أولا لجماعة
المؤمنين.
- وإذا كان الخطاب لأهل الكتابين، فالبينات ما ورد في شرائعهم من
الإعلام بمحمد صلى الله عليه وسلم والتعريف به.
· مناسبة ختمها بقوله { عزيز حكيم } ك ج
قال ابن كثير :قال أبو العاليةوقتادة والرّبيع بن أنسٍ: عزيزٌ في نقمته، حكيمٌ في أمره. وقال محمّد بن إسحاق: العزيز في نصره ممّن كفر به إذا شاء، الحكيم في عذره وحجّته إلىعباده.


تفسيرقوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِيظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَىاللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210)}
مسائل القراءات
· القراءات في " الملائكة " ط ج
· القراءات في { ترجع } ط
المسائل التفسيرية
· المعنى الإجمالي للآية ك
· معنى { ظلل من الغمام } ك ط ج
· معنى { وقضي الأمر وإلى الله تُرجعُ الأمور } ك ج
المسائل العقدية
· صفة الإتيان يوم القيامة. ك ط

مسائل القراءات

· القراءات في " الملائكة " ط ج
- بالرفع وهي قراءة الجمهور ، عطفًا على لفظ الجلالة { اللهُ }
- بالجر ، عطفًا على { الغمام }

· القراءات في { ترجع } ط
قال ابن عطية:
- وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي «تَرجع» على بناء الفعل للفاعل
- وقرأ
الباقون «تُرجع» على بنائه للمفعول، وهي راجعة إليه تعالى قبل وبعد
المسائل التفسيرية
· المعنى الإجمالي للآية ك
قال ابن كثير : يقول تعالى مهدّدًا للكافرين بمحمّدٍ صلوات اللّه وسلامه عليه: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم اللّه في ظللٍ منالغمام والملائكة} يعني: يوم القيامة، لفصل القضاء بين الأوّلين والآخرين،فيجزي كلّ عاملٍ بعمله، إن خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ، ولهذا قال: {وقضي الأمر وإلى اللّه ترجع الأمور} كما قال: {كلا إذا دكّت الأرض دكًّا دكًّا* وجاء ربّك والملك صفًّا صفًّا* وجيء يومئذٍ بجهنّم يومئذٍ يتذكّر الإنسان وأنّى له الذّكرى} [الفجر: 21 -23]، وقال: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربّك أو يأتي بعض آيات ربّك يوم يأتي بعض آيات ربّك} الآية [الأنعام: 158].


· معنى { ظلل من الغمام } ط ج
قال ابن عطية :
، والظلل جمع ظلة وهي ما أظل من فوق
والغمام أرق
السحاب وأصفاه وأحسنه.

معنى { وقضي الأمر وإلى الله تُرجعُ الأمور } ك ج
قال الزجاج :وترجع الأمور : تردّ ، فإن قال قائل أليست الأمور - الآن وفي كل وقت - راجعة إلى الله عزّ وجلّ، فالمعنى في هذا: الإعلام في أمر الحساب والثواب والعقاب، أي إليه تصيرون فيعذب من يشاء ويرحم من يشاء).

المسائل العقدية
· صفة الإتيان يوم القيامة. ك ط
- وهي على حقيقتها من غير تأويل ولا تعطيل
قال ابن كثير :
وقد ذكر الإمام أبو جعفر بن جريرٍ هاهناحديث الصّور بطوله من أوّله، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. وهو حديثٌ مشهورٌ ساقه غير واحدٍ من أصحاب المسانيد وغيرهم، وفيه: "أنّ النّاس إذا اهتمّوا لموقفهم في العرصات تشفّعوا إلى ربّهم بالأنبياء واحدًا واحدًا، من آدم فمن بعده، فكلّهم يحيد عنها حتّى ينتهوا إلى محمّدٍ، صلوات اللّه وسلامه عليه، فإذا جاؤوا إليه قال: أنا لها، أنا لها. فيذهب فيسجد للّه تحت العرش، ويشفع عند اللّه في أن يأتي لفصل القضاء بين العباد،فيشفّعه اللّه، ويأتي في ظلل من الغمام بعد ما تنشقّ السّماء الدّنيا،وينزل من فيها من الملائكة، ثمّ الثّانية، ثمّ الثّالثة إلى السّابعة،وينزل حملة العرش والكروبيّون، قال: وينزل الجبّار، عزّ وجلّ، في ظلل من الغمام والملائكة، ولهم زجل من تسبيحهم يقولون: سبحان ذي الملك والملكوت،سبحان ربّ العرش ذي الجبروت سبحان الحيّ الذي لا يموت، سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت، سبّوح قدّوسٌ، ربّ الملائكة والرّوح، قدّوسٌ قدّوسٌ،سبحان ربّنا الأعلى، سبحان ذي السّلطان والعظمة، سبحانه أبدًا أبدًا".

- وذكر ابن عطية والزجاج أن المعنى يأتي حكم الله وأمره وعقابه ، وحمل ابن عطية إتيان الملائكة على أنه إتيانهم عند الموت. وهذا القول مخالف لأهل السنة والجماعة.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 9 صفر 1436هـ/1-12-2014م, 10:07 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي





س1: بيّن خصائص تفسير ابن كثير.

خصائص هذا التفسير باختصار هي:
1: التنبيه على الإسرائيليّات.
2: المعرفة الواسعة بفنون الحديث وأحوال الرجال ؛
لذا يجمع أصح الآثار الواردة في تفسير الآية، وينبه على رتبتها غالبا
3: شدّة العناية بتفسير القرآن بالقرآن.

س2: بيّن باختصار أهم مصادر ابن كثير من دواوين السنّة ومن كتب التفسير ومن كتب اللغة.

* التفسير :

اهتم بالتفاسير التي تُعنى بالأثر، وما وُجد من تفاسير أُخرى نقل عنها ابن كثير إنما يستفيد منها في جوانب يعلّق عليها إما استفادة، أو أنه ينقدها ويوجّه
ينقل عن ابن جرير الطبري ويكثر عنه
وينقل عن ابن أبي حاتم والقرطبي والماوردي وابن عطية والهداية في التفسير لمكي بن أبي طالب
وينقل عن الرازي وينقده.
وينقل عن الزمخشري فإن أحسن أشاد به وإن أخطأ قال ما حمله على ذلك إلا اعتزاله
وينقل عن تفاسير لم تفصل إلينا مثل تفسير ابن مردويه وتفسير وكيع
وله موارد أخرى كثيرة غير هذه.


س3: بيّن منهج ابن كثير في إيراد الإسرائيليات.


تعامل الحافظ ابن كثير مع الإسرائيليات على شكلين:
أولا: الإعراض عنها؛ فيترك من الإسرائيليات ما أورده غيره إعراضا عنها دون إشارة إليها ، مثل الحديث الطويل لأبي بن كعب في فضائل القرآن سورة سورة.
الثاني: الإيراد، وما أورده الحافظ ابن كثير من الإسرائيليات، له منه ثلاثة مواقف:
-النقد العام الإجمالي : مثل ما أورده عند تفسير قوله تعالى
: {فخسفنا به وبداره الأرض} قال: ذُكر ها هنا إسرائيليات غريبة، أضربنا عنها صفحا.
-النقد الخاص التفصيلي : مثل ما أورده عند تفسير
قوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} ذكر قصة بني إسرائيل عند طلبهم للبقرة التي وصف الله لهم، وأنهم وجدوها عند رجل كان من أبرّ الناس بأبيه، قالوا هذه السياقات عن عبيدة، وأبي العالية، والسديّ وغيرهم فيها اختلاف ما، والظاهر أنها مأخوذة من كتب بني إسرائيل، وهي مما يجوز نقلها، ولكن لا تصدّق ولا تكذّب، فلهذا لا يعتمد عليها إلا ما وافق الحقّ عندنا، والله أعلم.
-السكوت وعدم النقد:

مثل طول آدم عليه السلام، كم كان طوله، في قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا} قال: وضع الله تعالى البيت مع آدم، أهبط الله آدم إلى الأرض، وكان مهبطه بأرض الهند، وكان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض، فكانت الملائكة تهابه، إلى آخره.

قال الشيخ محمد الفالح "
نقول أما ما ذكره من الإسرائيليات وسكت عنه، فلعلّه رأى أن ذكرها لا يؤدّي إلى خلل في العقائد –لاحظ-، وهي مع ذلك مما يحتمل الصدق والكذب، ولكن مع ذلك كان الأولى به ترك مثل هذه الأخبار؛ لأن الاشتغال بمثل هذا من قبيل تضييع الأوقات فيما لا فائدة فيه، كما قرّر هو ذلك أكثر من مرة في تفسيره "

والحمدُ لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 ذو الحجة 1436هـ/23-09-2015م, 01:48 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

تلخيص تفسير قول الله تعالى : { ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمسِ من المشرقِ فأتِ بها من المغرب فبُهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين }

مسائل القراءات :

القراءات في قوله : { ألم تر } ع
القراءات في : { أنا أحيي } ع
القراءات في قوله : { فبهت } ع
اختلاف القراء في إثبات ألف { أنا } في القرآن. ع

المسائل التفسيرية :

● مقصد الآية. ع
معنى الاستفهام في قوله : { ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه } ج
الغرض من الاستفهام ج ع
معنى الرؤية في قوله : { ألم تر } ع ك
المقصود بالذي حاج إبراهيم ع ك
معنى حاجَّ ع
سبب مناظرة إبراهيم عليه السلام للملك الكافر ع ك
معنى تعدية الفعل { حاج } بحرف الجر " في " ك
مرجع الضمير في قوله { في ربه } ع
مرجع الضمير في قوله{ آتاه الله الملك } ج
المقصود بالمُلك في قوله : { أن آتاه الله الملك } ج ع
دلالة قوله { أن آتاه الله الملك } على كفر وطغيان الملك ك
الحكمة من احتجاج إبراهيم عليه السلام بقوله : {ربي الذي يحيي ويميت} ك
المراد من قول الملك أنه يحيي ويميت ج ك
الحكمة من احتجاج إبراهيم على الملك بالإتيان بالشمس من المغرب ج ع ك
معنى بُهت في قوله { فبهت الذي كفر } ج ع ك
معنى نفي الهداية عن الظالمين في قوله { والله لا يهدي القوم الظالمين } ع ك
دلالة الآية على إثبات الوحي ج

المسائل اللغوية :
إعراب { أن آتاه } ع
اللغات في الفعل " بهت " ع


مسائل أخرى :

عاقبة النمرود ك


التلخيص :



مسائل القراءات :
القراءات في قوله : { ألم تر } ع
- بفتح الراء : { الم ترَ } ، وهذه قراءة الجمهور.
- بسكون الراء ،
وهذه قراءة علي ابن أبي طالب - رضي الله عنه - ، ذكر ذلك ابن عطية في تفسيره.
القراءات في : { أنا أحيي } ع
- { أن أحيي } عند الوصل ، بطرح الألف بعد النون ، وهذه قراءة الجمهور.
- { أنا أحيي } بإثبات الألف عند الوصل ، وهي قراءة ورش وقالون وابن أبي أويس عن نافع ،
ذكر ذلك ابن عطية.


القراءات في قوله : { فبهت }
1: بُهِت : بضم الباء وكسر الهاء ، وهي قراءة الجمهور.
2: بَهُت : بفتح الباء وضم الهاء ، وهذه قراءة أبي حيوة.
3: بَهَت : بفتح الباء والهاء ، وهذه قراءة ابن السميفع.
4: بَهِت : بفتح الباء وكسر الهاء ، وحكى هذه القراءة أبو الحسن الأخفش.

ذكر هذه القراءات ابن عطية في تفسيره.



اختلاف القراء في إثبات ألف { أنا } في القرآن :
- الجمهور على إسقاطها في كل القرآن عند الوصل.
- وأما ورش وقالون وابن أبي أويس عن نافع فقد فرقوا بين موضعين :
الأول : إثباتها عند الوصل إذا لقيتها همزة ، إلا في قوله تعالى :{ إن أنا إلا نذيرٌ مبين }
الثاني : طرحها في غير ذلك.
وذكر ذلك ابن عطية في تفسيره.

المسائل التفسيرية :

مقصد الآية :
إخبار للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأمته ، بأن حجة الظالمين داحضة ، وبأن الله لا يهديهم في حججهم على ظلمهم، قال بنحو ذلك ابن عطية وابن كثير.

معنى الاستفهام في قوله : { ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه }
التعجب من أمر الذي حاج إبراهيم في ربه ، قال بنحو ذلك الزجاج.

الغرض من الاستفهام
التنبيه ، ذكر ذلك الزجاج وابن عطية.

معنى الرؤية في قوله : { ألم تر }
الرؤية القلبية ، قال بذلك ابن عطية وابن كثير في تفسيريهما.

المقصود بالذي حاج إبراهيم ع ك
القول الأول :
النمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوحٍ.
قال بذلك مجاهد وقتادة والربيع والسدي وابن إسحاق وزيد بن أسلم وغيرهم ، وذكر هذا القول ابن عطية وابن كثير.
- نبذة من أخباره وصفاته :

1: ملك كافر ، وقيل بأنه ملك الدنيا كلها :

قال مجاهدٌ: «وملك الدّنيا مشارقها ومغاربها أربعةٌ: مؤمنان وكافران فالمؤمنان: سليمان بن داود وذو القرنين. والكافران: نمرود بن كنعان وبختنصّر. فاللّه أعلم». ذكره ابن كثير في تفسيره ، ونص على هذا القول ابن عطية في تفسيره.
2: صاحب النار والبعوضة :
- أي من ألقى إبراهيم في النار ، وعُذب آخر حياته بالبعوضة.
- «والّذي حاجّ إبراهيم هو نمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح ملك زمانه وصاحب النار والبعوضة»، نسب ابن عطية هذا القول لمجاهد وقتادة والربيع والسدي وابن إسحاق وزيد بن أسلم وغيرهم.
3: قيل بأنه أول من ملك الأرض ، قال بذلك ابن جريج ، ورده ابن عطية.
4: قيل بأنه ملك بابل وصاحب الصرح فيها :
قال قتادة: «هو أول من تجبر وهو صاحب الصرح ببابل». ذكر ذلك ابن عطية في تفسيره.

القول الثاني: نمرود بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح ، ذكر هذا القول ابن عطية وابن كثير في تفسيريهما.



معنى حاجَّ
أي جاذبه الحجة ، ذكر ذلك ابن عطية. [ " حاجّ " على وزن فاعل ، والمفاعلة تكون من جانبين ]
سبب مناظرة إبراهيم عليه السلام للملك الكافر ع ك
ورد في سبب مناظرة إبراهيم عليه السلام للملك روايتان :
الأولى : أنه بعد نجاة إبراهيم عليه السلام من النار ، أدخلوه على الملك ، ولم يكن قد قابله من قبل ، فناظره ،
وروي نحو ذلك عن السدي ، وذكره ابن عطية وان كثير في تفسيريهما.
الثانية : أنه كان عند النمرود طعام فيقبل الناس ليأخذوا منه ، فيسألهم عن ربهم فإن أجابوا أنه هو أعطاهم وإلا لا يعطيهم فلما سأل إبراهيم - عليه السلام - ، قال : ربي الذي يحيي ويميت ، وجرت المناظرة ، وروي نحو ذلك عن زيد ابن أسلم ، وذكره ابن عطية وابن كثير في تفسيريها.

معنى تعدية الفعل { حاج } بحرف الجر " في "
معناها أنه حاجه في وجود ربه ، ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره.

مرجع الضمير في قوله { في ربه } ع
على قولين :
القول الأول : إبراهيم عليه السلام.
القول الثاني : النمرود.
ذكرهما ابن عطية في تفسيره ولم يرجح بينهما.


مرجع الضمير في قوله{ آتاه الله الملك }
على قولين :
القول الأول : النمرود ، قال بذلك الزجاج ورجحه ، ونسبه ابن عطية إلى الجمهور.
القول الثاني : إبراهيم عليه السلام ، ذكره الزجاج في تفسيره ، ونقله ابن عطية عن المهدوي ، وحجتهم في ذلك :
- أن الله لا يُملك الكفار.
والراجح هو القول الأول.
ورد الزجاج على أصحاب القول الثاني بـ :
1: قال الله تعالى :{ تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء }
فاستدل بهذه الآية على أن إتيان الله النمرود الملك ضرب من الامتحان ، والله أعلم بالحكمة من ذلك.
2:
أن النمرود قال: {أنا أحيي وأميت} وأنه دعا برجلين فقتل أحدهما وأطلق الآخر، فلولا أنه كان ملكا وإبراهيم عليه السلام غير ملك لم يتهيأ له أن يقتل وإبراهيم الملك.

المقصود بالمُلك في قوله : { أن آتاه الله الملك }
1: السلطان : وهو على القول بأن مرجع الضمير في الآية هو النمرود ، وهو الراجح ، ذكره الزجاج.
2: النبوة ، وهو على القول بأن مرجع الضمير في الآية هو إبراهيم عليه السلام ، وقال بذلك المهدوي ، كما نقله عنه ابن عطية.


دلالة قوله { أن آتاه الله الملك } على كفر وطغيان الملك ع ك
أي أن النمرود ما حمله على محاجاة إبراهيم في وجود الله - عز وجل - إلا طول مدته في الملك.
قال ابن كثير :
"وما حمله على هذا الطّغيان والكفر الغليظ والمعاندة الشّديدة إلّا تجبّره، وطول مدّته في الملك؛ وذلك أنّه يقال: إنّه مكث أربعمائة سنةٍ في ملكه؛ ولهذا قال: {أن آتاه اللّه الملك} ". الحكمة من احتجاج إبراهيم عليه السلام بقوله : {ربي الذي يحيي ويميت} ك
أراد إبراهيم عليه السلام أن يثبت وجود الله - عز وجل -
بحدوث الأشياء المشاهدة بعد عدمها، وعدمها بعد وجودها ، وفي هذا دليل على وجود رب لهذا الكون ، لأنها لم تحدث نفسها ، وهذا ملخص لما ذكره ابن كثير في تفسيره.

المراد من قول الملك أنه يحيي ويميت ج ك
القول الأول : أن بإمكانه أن يحضر رجالا فيقتل بعضهم ويترك الباقين ، فيكون بذلك قد أحيا وأمات ، وهو قول قتادة ومحمد بن إسحاق والسدي وغيرهم ،وذكر هذا القول الزجاج وابن عطية وابن كثير.
- قال قتادة ومحمّد بن إسحاق والسّدّيّ وغير واحدٍ: «وذلك أنّي أوتى بالرّجلين قد استحقّا القتل فآمر بقتل أحدهما فيقتل، وبالعفو عن الآخر فلا يقتل.ذكره ابن كثير في تفسيره ، وذكر ابن عطية نحوه عن السدي.

القول الثاني : أنه أراد أن ينسب لنفسه فعل الإحياء والإماتة عنادًا ومكابرةً ، قال بذلك ابن كثير ورجحه.
واستدل بأنه على القول الأول لا ينفي بذلك وجود الصانع الذي أراد إبراهيم عليه السلام إثبات وجوده ، فأراد أن يوهم أنه من يحيي ويميت ، كما قال فرعون : { ما علمتُ لكم من إلهٍ غيري }


الحكمة من احتجاج إبراهيم على الملك بالإتيان بالشمس من المغرب ج ع ك
القول الأول :
- أنه ترك مناقضة النمرود في الإحياء والإماتة ، وأراد أن يقطعه بحجة أخرى تسكته ؛ فهو انتقال من دليل إلى دليل أوضح منه. قال بذلك الزجاج وابن عطية ، وذكره ابن كثير.
- قال ابن عطية : "
وذكر الأصوليون في هذه الآية: أن إبراهيم عليه السلام وصف ربه تعالى بما هو صفة له من الإحياء
والإماتة، لكنه أمر له حقيقة ومجاز، قصد إبراهيم عليه السلام الحقيقة، ففزع نمرود إلى المجاز وموه به على قومه، فسلم له إبراهيم تسليم الجدل، وانتقل معه من المثال، وجاءه بأمر لا مجاز فيه، فبهت الّذي كفر، ولم يمكنه أن يقول: أنا الآتي بها من المشرق، لأن ذوي الأسنان يكذبونه ".اهـ
وهذا على القول بأن النمرود أحضر رجلين فقتل أحدهما وترك الآخر ، فيكون بذلك قد أحيا وأمات.

القول الثاني : على القول بأنه نسب لنفسه فعل الإحياء والإماتة ؛ فأراد إبراهيم عليه السلام أن يعجزه بالقول : إذا كنت تقدر على أن تحيي وتميت فأنت قادر على التصرف في المخلوقات فأتِ بالشمس من المغرب ، فيكون بذلك الدليل الأول مقدمة للدليل للثاني. وقال بهذا القول ابن كثير ، ورجحه.

معنى بُهت في قوله { فبهت الذي كفر } ج ع ك
1: بُهِت : بضم الباء وكسر الهاء ، وهي قراءة الجمهور.
ومعناها : انقطع وقامت عليه الحجة ، قال بذلك ابن عطية ، وقال بنحوه الزجاج وابن كثير.
2: بَهُت : بفتح الباء وضم الهاء ، وهذه قراءة أبي حيوة.
3: بَهَت : بفتح الباء والهاء ، وهذه قراءة ابن السميفع ، وهي على معنيين :
الأول :
بهت إبراهيم الذي كفر ، أي حجه.
الثاني : سب وقذف ، أي أن النمرود سب - إبراهيم عليه السلام - حين انقطع ولم تكن له حيلة.
4: بَهِت : بفتح الباء وكسر الهاء ، وحكى هذه القراءة أبو الحسن الأخفش ، ومعناها كخرق ودهش.



معنى نفي الهداية عن الظالمين في قوله { والله لا يهدي القوم الظالمين } ع ك
ورد في معنى النفي قولان :
القول الأول : على العموم :
نفي حصول الهداية إلى الله عن الظالمين ، وهذا وإن كان ظاهر اللفظ إلا أنه مردود ، لأن الله أخبرنا بأنه قد يهدي الظالمين بالتوبة والرجوع إلى الإيمان ، قال بنحو ذلك ابن عطية.
القول الثاني :
أن يراد بذلك الخصوص :
وهذا يحتمل في وجهين :
الوجه الأول :

أي لا يلهمهم حجة ولا برهانًا ، بل حجتهم داحضةٌ عند ربهم ، قال بذلك ابن كثير وذكر نحوه ابن عطية.
الوجه الثاني :أنه لا يوافي ظالمًا ، أي يوم القيامة ، قاله ابن عطية.

دلالة الآية على إثبات الوحي ج
لما كان في الآية إخبار عن نبإٍ لا يمكن أن يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم إلا بقراءة كتاب أو تعليم معلم أو وحي من الله - عز وجل - ، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أميًّا لا يقرأ ولا يكتب ، ولم يكن له معلم يعلمه التوراة والإنجيل ، وعلم العرب ذلك من معاشرتهم إياه ؛ لم يبقَ بذلك إلا سبيل واحد لمعرفة هذا النبإ وهو الوحي من الله - عز وجل - ، فكان في ذلك دليلا على إثبات الوحي ، وحجة على أهل الكتاب ومشركي العرب. قال بنحو ذلك الزجاج.


المسائل اللغوية :
إعراب { أن آتاه } ع
في محل نصب مفعول لأجله ، ذكره ابن عطية في تفسيره.
اللغات في الفعل " بهت " ع



مسائل أخرى :

عاقبة النمرود ك
ذكر ابن كثير في تفسيره أثرا عن زيد بن أسلم ، يبين أن الله سلط عليه بعوضة عُذِّب بها أربعمائة سنة حتى مات.
قال زيد بن أسلم: «وبعث اللّه إلى ذلك الملك الجبّار ملكا يأمره بالإيمان باللّه فأبى عليه ثمّ دعاه الثّانية فأبى ثمّ الثّالثة فأبى وقال: اجمع جموعك وأجمع جموعي. فجمع النّمروذ جيشه وجنوده وقت طلوع الشّمس، وأرسل اللّه عليهم بابًا من البعوض بحيث لم يروا عين الشّمس وسلّطها اللّه عليهم فأكلت لحومهم ودماءهم وتركتهم عظامًا باديةً، ودخلت واحدةٌ منها في منخري الملك فمكثت في منخريه أربعمائة سنةٍ، عذّبه اللّه بها فكان يضرب رأسه بالمرازب في هذه المدّة كلّها حتّى أهلكه اللّه بها»






تلخيص تفسير قول الله تعالى : { أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)}

مسائل القراءات :
القراءات في قوله : { أو كالذي مر على قرية } ع
القراءات في : { لبثت } ج ع
القراءات في { يتسنه } ج ع
القراءات في { نُنشِزها } ج ع
القراءات في { أعلم } ج ع
القراءات في قوله { وانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه } ع


المسائل التفسيرية :
المعطوف على قوله تعالى: { أو كالذي مر على قرية } ج ع ك
فائدة عطف الآية على الآية قبلها ع ك
المقصود بالاسم الموصول في قوله : { أو كالذي مرّ على قرية } ج ع ك
معنى القرية ج
المقصود بالقرية : ع ك
معنى { خاوية } : ج ع ك
معنى { عروشها } : ج ع ك
المقصود بكون القرية خاوية على عروشها :ج ع ك
معنى الاستفهام في قوله : { أنى يحيي هذه الله بعد موتها } ج ع
الغرض من الاستفهام في قوله : { أنى يحيي هذه الله بعد موتها } ج ع ك
المقصود من موت القرية ع ك
المقصود من إحياء القرية ع ك
معنى : { فأماته الله } ع
السن الذي مات فيه المار على القرية ك
معنى { بعثه } ج ع
الغرض من الاستفهام في قوله : { كم لبثت } ع
معنى { لبثت } ج
سبب تحديد مدة لبثه بيوم أو بعض يوم ج ع ك
تحديد نوع الطعام الذي كان معه ك
معنى {يتسنه} ج ع ك
متعلق النظر في قوله : { وانظر إلى حمارك }ع ك
معنى جعل المار على القرية آية للناس ع ك
صاحب العظام التي أمر بالنظر إليها ع ج ك
معنى { نُنشزها }ج ك
معنى : { نكسوها } ع
المقصود بكسوة العظام باللحم ع ك
متعلق البيان في قوله : { فلما تبين له } ج
القائل في قوله { قال أعلم } ع ك
معنى قوله : { أعلم أن الله على كل شيء قدير } ج ك

المسائل اللغوية :
معنى حرف العطف في قوله : { أو كالذي مر } ع

اشتقاق خاوية ج ع
اشتقاق { يتسنه } ج ع
إعراب كم ع
اشتقاق العام ع





التلخيص :
مسائل القراءات :
القراءات في قوله : { أو كالذي مر على قرية }
- { أَوْ } بفتح الألف وسكون الواو ، وهي قراءة الجمهور.
- { أَ وَ } بفتح الألف وفتح الواو، وهي قراءة أبي سفيان بن حسين ، وذكر هذه القراءة ابن عطية في تفسيره.


القراءات في : { لبثت }
1: { لبثت } ، وذلك بإظهار الثاء ، وهي قراءة عاصم وابن كثير ونافع.
2: { لبثت } بإدغام الثاء في التاء ، وهي قراءة أبي عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي.
ذكر القراءتين الزجاج وابن عطية.

قال ابن عطية : " أجروهما مجرى المثلي " اهـ.
- لتقارب المخرج ، فقد اشتركا في الخروج من طرف اللسان مع الثنايا العليا.
[ - الثاء من طرف اللسان مع أطرف الثنايا العليا.
. - التاء من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا ]
- وكذلك اشتراكهما في صفة الهمس.


القراءات في { يتسنه }
- اتفق القراء على إثبات الهاء في الفعل حال الوقف.
- اختلفوا في إثباتها عند الوصل :
1: أثبتها ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر.
2: حذفها حمزة والكسائي.
وهذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية.


القراءات في قوله { وانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه }
1: «وهذا طعامك وشرابك لم يتسنه» ، قرأ بذلك ابن مسعود رضي الله عنه ، وذكر ذلك ابن عطية.
2: « وانظر إلى طعامك وشرابك لمائة سنة» ، قرأ بذلك طلحة بن مصرف وغيره ، وذكر ذلك ابن عطية في تفسيره.


القراءات في { نُنشِزها }
1: { نُنشِرُها } : بضم النون الأولى والراء ، وهي قراءة :ابن كثير ونافع وأبي عمرو.
2: { نُنشِزها } : بضم النون الأولى والزاي ، وهي قراءة :عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي.
- روى الحاكم في مستدركه من حديث نافع بن أبي نعيم عن إسماعيل بن أبي حكيمٍ عن خارجة بن زيد بن ثابتٍ عن أبيه: «أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ: {كيف ننشزها}بالزّاي ثمّ قال: صحيح الإسناد ولم يخرّجاه. وذكره ابن كثير في تفسيره.
3: { نَنشُرها } : بفتح النون الأولى والراء ، قرأ بذلك ابن عباس ، والحسن أبو حيوة ، ورواها أبان عن عاصم.
4: { نَنشُزها } : بفتح النون الأولى وضم الشين والزاي ، قرأ بذلك النخعي ، ورويت عن ابن عباس وقتادة.
5: { ننشيها } بالياء ، وهي رواية عن أبي بن كعب.
وذكر هذه القراءات جميعها ابن عطية في تفسيره ، وذكر الزجاج الأولى والثانية منها.


القراءات في { أعلم }
1: أعلم : بألف قطع ؛ وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر.
2: اعلم : بألأف وصل ؛ وهي قراءة حمزة والكسائي.
ذكرها ابن عطية والزجاج وابن كثير.



المسائل التفسيرية


المعطوف على قوله تعالى: { أو كالذي مر على قرية }
معطوف على الآية التي قبلها ، قال بذلك الزجاج وابن عطية وابن كثير.
قال الزجاج : " والمعنى - والله أعلم - : أرأيت كالذي مر على قرية ".



فائدة عطف الآية على الآية قبلها
لأن المقصد واحد وهو التعجيب ، ذكر نحو ذلك ابن عطية في تفسيره.


المقصود بالاسم الموصول في قوله : { أو كالذي مرّ على قرية }
اختُلف في ذلك على قولين أساسين ذكرهما الزجاج :
1: أنه رجل كافر:
وهذا على القول بأن معنى قوله : { أنى يحي هذه الله بعد موتها } هو إنكار قدرة الله على إحياء القرية ، وهو قول مردود.
وأشار إلى هذا القول ابن عطية - حكاية عن الطبري - قال : " وقد حكى الطبري عن بعضهم أنه قال كان هذا القول شكا في قدرة الله على الإحياء ".

2:أنه رجل مؤمن :
وعلى هذا القول أورد ابن عطية وابن كثير الخلاف في تحديد الرجل على أربعة أقوال :
القول الأول :عزير.
رواه ابن أبي حاتم عن ناجية بن كعب عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ، كما ذكر ابن كثير.
ورواه ابن جريرٍ عن ناجية نفسه. وحكاه ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ عن ابن عبّاسٍ والحسن وقتادة والسّدّيّ وسليمان بن بريدة ، وذكر هذا القول ابن عطية وابن كثير في تفسيريهما.
قال ابن كثير: وهذا القول هو المشهور.

2:القول الثاني : أرمياء ،
قال بذلك وهب بن منبه وعبد الله بن عبيد بن عمير وبكر بن مضر.
وروى ابن إسحاق عن وهب بن منبه أنه قال أن أرمياء هو الخضر ، وكذلك حكى النقاش عن وهب من منبه هذا القول. وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير وابن عطية في تفسيريهما.
وحمله ابن عطية على أنه توافق في الاسم ، وليس هو الخضر صاحب موسى عليه السلام.
قال ابن عطية : «وهذا كما تراه، إلا أن يكون اسما وافق اسما لأن الخضر معاصر لموسى، وهذا الذي مر على القرية هو بعده بزمان من سبط هارون فيما روى وهب بن منبه»
القول الثالث : أنه حزقيل بن بورا ، رواه ابن أبي حاتم عن ابن عم مطرف عن رجل من أهل الشام ، وذكره ابن كثير في تفسيره.
القول الرابع : أنه رجل من بني إسرائيل غير معروف ، قال بذلك مجاهد ، وذكره ابن عطية وابن كثير.
القول الخامس : أنه غلام لوط عليه السلام ، ذكره ابن عطية.
معنى القرية
سميت قرية لاجتماع الناس فيها، يقال قريت الماء في الحوض إذا جمعت ، قال بذلك الزجاج في معاني القرآن.

المقصود بالقرية :
اختلفوا في ذلك على ثلاثة أقوال :
الأول : أنها المؤتفكة ، حكاه النقاش وذكره ابن عطية.
الثاني : أنهم أصحاب القرية الذين خرجوا من ديارهم حذر الموت فأماتهم الله ، وهو قول ابن زيد ، وذكره الطبري في تفسيره وحكاه عنه ابن عطية.
ورد ابن عطية هذا القول ، قائلا : «وقول ابن زيد لا يلائم الترجمة، لأن الإشارة بهذه على مقتضى الترجمة هي إلى المكان، وعلى نفس القول هي إلى العظام والأجساد. وهذا القول من ابن زيد مناقض لألفاظ الآية، إذ الآية إنما تضمنت قرية خاوية لا أنيس فيها. والإشارة بهذه إنما هي إلى القرية، وإحياؤها إنما هو بالعمارة ووجود البناء والسكان»
الثالث : بيت المقدس ، وهو قول وهب بن منبه وقتادة والضحاك وعكرمة والربيع ، وذكره ابن عطية في تفسيره ، وذكر ابن كثير أنه القول المشهور ، قال : " فالمشهور أنّها بيت المقدس مرّ عليها بعد تخريب بختنصّر لها وقتل أهلها ".

معنى { خاوية } : ج ع ك
خالية ، قول الزجاج ، وذكر نحوه ابن عطية وابن كثير.

معنى { عروشها } :
القول الأول : العروش هي الخيام وهي بيوت الأعراب ، وهو قول أبي عبيدة كما نقله عنه الزجاج.
القول الثاني : العريش سقف البيت وكل ما يهيأ لظل ،ومنه عريش الدالية والثمار، ومنه قوله تعالى: {وممّا يعرشون}[النحل: 68] ، قال بذلك ابن عطية.
[ قلت : والأول يدخل في معنى الثاني؛ فالثاني أعم ، والله أعلم ]

المقصود بكون القرية خاوية على عروشها :
ورد في ذلك قولان :
الأول : أنها خالية من الناس ، والأسقف ساقطة ، وهو قول السدي ، ذكره ابن عطية عن السدي ، وأشار إليه ابن كثير والزجاج.
قال السدي: «يقول هي ساقطة على سقفها أي سقطت السقف ثم سقطت الحيطان عليها»
الثاني : أنها خالية من الناس على البيوت ، والبيوت قائمة كما هي ، ذكره ابن عطية ، والزجاج.
قال الزجاج : " ويقال خوت الدار والمدينة تخوي خواء - ممدود - إذا خلت من أهلها "
الراجح :
نقل ابن عطية - بعد إيراد هذه الأقوال - عن الطبري قوله : " والأول أفصح "


معنى الاستفهام في قوله : { أنى يحيي هذه الله بعد موتها } :
من أين يحيي هذه اللّه بعد موته ، قال بذلك الزجاج ، وقال نحوه ابن عطية.



الغرض من الاستفهام في قوله : { أنى يحيي هذه الله بعد موتها }
على قولين :
الأول : الاعتبار بما آل إليه حال القرية والتلهف لإعادة إعمارها ، وهو الأصح ، كما ذكر ابن عطية وأشار لنحو هذا القول الزجاج وابن كثير.
الثاني : الشك والإنكار ، حكاه ابن عطية عن الطبري ورده.

المقصود من موت القرية
1: موت أهلها.
2: أنها خالية هجرها أهلها ، وبيوتها مدمرة.
[قلت: ولا يبعد أن يكون المقصود جميع ما سبق ].
قال ابن عطية في تفسيره : روي في قصص هذه الآية أن بني إسرائيل لما أحدثوا الأحداث بعث الله عليهم بخت نصر البابلي فقتلهم وجلاهم من بيت المقدس فخربه .. "

المقصود من إحياء القرية :
1: إعمار بيوتها.
2: عودة أهلها إليها.
وكان ذلك على رأس مائة سنة من موت عزير وقبل بعثه.
وهذا حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير في تفسيريهما.

معنى : { فأماته الله }
قال ابن عطية : " وظاهر هذه الإماتة أنها إخراج الروح من الجسد ".

السن الذي مات فيه المار على القرية
أربعون سنة ، ذكر ذلك ابن كثير وحكاه ابن عطية عن عكرمة والأعمش.

معنى { بعثه }
- أحياه ، ذكر ذلك الزجاج وابن عطية.
- وأورد ابن كثير وابن عطية في تفسيريهما رواية بأن الله أحيا له عينيه فقط يرى بهما كيف تحيا القرية ، حتى إذا اكتملت المائة سنة أحيا جميع جسده ، ورد ذلك ابن عطية لمخالفته لظاهر ألفاظ الآية.

الغرض من الاستفهام في قوله : { كم لبثت }
التقرير ، ذكر ذلك ابن عطية.

سبب تحديد مدة لبثه بيوم أو بعض يوم
قال ابن جريج وقتادة والربيع: " أماته الله غدوة يوم ثم بعث قبل الغروب، فظن هذا اليوم واحدا فقال لبثت يوماً ثم رأى بقية من الشمس فخشي أن يكون كاذبا فقال: أو بعض ... " ، ذكر هذا القول ابن عطية في تفسيره ، وأشار إليه الزجاج وابن كثير.

تحديد نوع الطعام والشراب الذي كان معه
- تين وعنب وعصير ، وهذا ملخص ما ذكره ابن عطية وابن كثير.
وذكر ابن عطية خلافًا في نوع الشراب الذي معه على ثلاثة أقوال : خمر ، وعصير وماء.
[ وهذا مما لا طائل تحته ، والروايات فيه من الإسرائيليات ]

معنى {يتسنه}
معنى يتسنه : يتغير ، والخلاف في سبب التغيير بحسب الخلاف في اشتقاق الفعل على أربعة أقوال :
الأول : من قال أنه مشتق من " السنة " بمعنى العام ، فمعناه : تغيره السنون ، وهو اختيار الزجاج ، وذكره ابن عطية.
الثاني : أنه من " السنة " بمعنى القحط والجدب ، ذكره ابن عطية.
الثالث : أنه من أسن الطعام يأسن أي يتغير ، ذكره الزجاج وابن عطية.
قال ابن عطية : ورد النحاة على هذا القول، لأنه لو كان من أسن الماء لجاء لم يتأسن "
الرابع : أنه من يتسنن ، فهو مثل : " حمإ مسنون " ، ورده الزجاج ، لأن مسنون معناها مصبوب على سنة الطريق.
وذكر ابن كثير معنى الفعل مجملا فقال : " وذلك: أنّه كان معه فيما ذكر عنبٌ وتينٌ وعصيرٌ فوجده كما فقده لم يتغيّر منه شيءٌ، لا العصير استحال ولا التّين حمض ولا أنتن ولا العنب تعفّن "

متعلق النظر في قوله : { وانظر إلى حمارك }
القول الأول : انظر كيف يحييه الله ، قال بذلك وهب بن منبه ، وذكره ابن عطية ، وهو اختيار ابن كثير.
القول الثاني : انظر إلى حمارك في مربطه لم يصبه شيء بعد مائة سنة ، وروي ذلك عن وهب بن منبه أيضا ، كما نقله عنه ابن عطية.

معنى جعل المار على القرية آية للناس
القول الأول : أنه بعث على حالته يوم مات ابن أربعين سنة ، فوجد أبناءه وأحفاده شيوخًا ، قال بذلك عكرمة والأعمش ، وذكره ابن عطية وابن كثير.
القول الثاني : أنه بُعث وقد مات كل من يعرف ، فكان آية لمن كان حيًا وقد كانوا موقنين بحاله سماعًا ، ذكر ذلك ابن عطية.
وقال ابن عطية : «وفي إماتته هذه المدة، ثم إحيائه أعظم آية، وأمره كله آية للناس غابر الدهر، لا يحتاج إلى تخصيص بعض ذلك دون بعض»

صاحب العظام التي أمر بالنظر إليها
القول الأول : أنها عظام نفسه ، ذكر ذلك ابن عطية ، وحكاه عن الطبري ، وهذا على القول بأن المار على القرية شك في قدرة الله على إحيائها ، فأراه الله الإحياء في نفسه.
القول الثاني : أنها عظام الحمار ، ذكر ذلك ابن عطية ورجحه ، وهو اختيار ابن كثير.

معنى { نُنشزها }
اختُلف في معناها بحسب الخلاف في القراءات :
الأول : على قراءتها بضم النون والزاي :
- لغة : ما ارتفع عن الأرض.
- المراد بها على قولين :
1: ارتفاع العظام بعضها إلى بعض للإحياء ، ذكره ابن عطية ، وهو اختيار الزجاج وابن كثير.
ونقل ابن كثير قول السدي : «تفرّقت عظام حماره حوله يمينًا ويسارًا فنظر إليها وهي تلوح من بياضها فبعث اللّه ريحًا فجمعتها من كلّ موضعٍ من تلك المحلّة، ثمّ ركب كلّ عظمٍ في موضعه حتّى صار حمارًا قائمًا .... ".
2: ننبتها : واختاره ابن عطية ورد القول الأول قائلا :
«ويقلق عندي أن يكون معنى النشوز رفع العظام بعضها إلى بعض، وإنما النشوز الارتفاع قليلا قليلا، فكأنه وقف على نبات العظام الرفات وخروج ما يوجد منها عند الاختراع»
وحكى هذا القول عن النقاش ، وحمل معنى النشوز في قوله تعالى : { وإذا قيل انشزوا فانشزوا } على هذا المعنى ، قال ابن عطية : " وقوله تعالى: {وإذا قيل انشزوا فانشزوا}[المجادلة: 11] ؛ أي فارتفعوا شيئا شيئا كنشوز الناب. فبذلك تكون التوسعة، فكأن النشوز ضرب من الارتفاع. ويبعد في الاستعمال أن يقال لمن ارتفع في حائط أو غرفة: نشز".
الثاني : نُنشرها : بضم النون الأولى والراء :
فمعناها أحياها ، ومنه قول الله تعالى :{ ثم إذا شاء أنشره } ، وهذا حاصل قول الزجاج وابن عطية وابن كثير.
الثالث : نَنشرها : بفتح النون الأولى والراء :
وأورد ابن عطية احتمالين في معناها :
1: أن تكون بمعنى الإحياء ، مثل نُنشرها بضم النون.
2: أنها بمعنى ضد الطي ، قال : " كأن الموت طيّ للعظام والأعضاء، وكأن الإحياء وجمع بعضها إلى بعض نشر".

معنى : { نكسوها } :
الكسوة : ما وارى من الثياب ، ذكره ابن عطية.

المقصود بكسوة العظام باللحم
:
شبه اللحم بالثياب في تغطيتها للعظام ، وهذا حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير.

واستشهد ابن عطية بقول النابغة عن الإسلام :
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي .......حتى اكتسيت من الإسلام سربالا

متعلق البيان في قوله : { فلما تبين له }
كيفية إحياء الموتى ، ذكره الزجاج.

القائل في قوله { قال أعلم }
القول الأول : المار على القرية ، وهذا على قراءة : " أعلم " بهمزة قطع ، وأحد القولين على قراءة : " اعلم " بهمزة وصل. قاله الزجاج وابن عطية وابن كثير.
- ويكون المخاطب في قوله : " اعلم " بهمزة وصل ، أنه يخاطب نفسه فيقول : " اعلم أيها الإنسان أن اللّه على كل شيء قدير " قال بذلك الزجاج ، وابن عطية ، واستشهد ابن عطية بقول الأعشى : " ودٍّع هريرة إن الركب مرتحل .."
القول الثاني : ملك من الملائكة ، وهذا على قراءة : " اعلم " بهمزة وصل ، قال بذلك ابن عطية ، وأشار إليه ابن كثير بقوله : " أنه أمرٌ له بالعلم ".
- ويكون المخاطب بالأمر : المار على القرية.

معنى قوله : { أعلم أن الله على كل شيء قدير }
أنه علم ذلك مشاهدةً ، بعد أن علمه غيبًا ، وهذا حاصل ما ذكره الزجاج ، وابن كثير.


المسائل اللغوية
:
معنى حرف العطف في قوله : { أو كالذي مر }
اختُلف في ذلك باختلاف القراءات :
1: من قرأها : { أو } بسكون الواو ، فهو بمعنى حرف العطف : { أو }
2: من قرأها : { أوَ } بفتح الواو ، فهو بمعنى حرف العطف : { و } ، والألف للتقرير.
ذكر هذا الخلاف ابن عطية في تفسيره.

اشتقاق خاوية
1: خوت الدار والمدينة تخوي خواء - ممدود - إذا خلت من أهلها، ويقال فيها: " خويت " ، ذكره الزجاج وابن عطية.
2: خوي ويخوى خوى. ذكره الزجاج.
قال الزجاج : الأول في هذا أجود.

اشتقاق { يتسنه }
الأول : من قال أنه مشتق من " السنة " بمعنى العام ، وهو اختيار الزجاج ، وذكره ابن عطية.
- قال الزجاج : " فمن قال في السنة سانهت فالهاء من أصل الكلمة ، ومن قال في السّنة سانيت فالهاء زيدت لبيان الحركة ".

الثاني : أنه من " السنة " بمعنى القحط والجدب ، ذكره ابن عطية.
الثالث : أنه من أسن الطعام يأسن أي يتغير ، ذكره الزجاج وابن عطية.
قال ابن عطية : ورد النحاة على هذا القول، لأنه لو كان من أسن الماء لجاء لم يتأسن "
الرابع : أنه من يتسنن ، فهو مثل : " حمإ مسنون ".
قال الزجاج : " أبدل من النون ياء كما قال:
تقضي البازي إذا البازي كسر
يريد تقضض ".

، ورده الزجاج ، لأن مسنون معناها مصبوب على سنة الطريق.

اشتقاق " العام "
نقل ابن عطية عن النقاش قوله :«العام مصدر كالعوم سمي به هذا القدر من الزمان لأنها عومة من الشمس في الفلك، والعوم كالسبح»، وقال تعالى: {وكلٌّ في فلكٍ يسبحون}[الأنبياء: 33].
قال ابن عطية: «هذا معنى كلام النقاش. والعام على هذا كالقول والقال.



إعراب كم
في موضع نصب على الظرف ، ذكر ذلك ابن عطية.







تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260)}


مسائل القراءات

القراءات في : { فصرهن } ج ع
القراءات في : { جزءًا } ع



المسائل التفسيرية

مقصد الآية ج
معنى الاستفهام في قوله : " كيف تحيي الموتى " ج ع
الغرض من الاستفهام في قوله : " كيف تحيي الموتى " ج ع
سبب سؤال إبراهيم : " كيف تحيي الموتى " ج ع ك
الغرض من الاستفهام في قوله : { أولم تؤمن } ع
معنى الإيمان في قوله : { أولم تؤمن } ع
معنى " ليطمئن " ع
المقصود باطمئنان قلب إبراهيم - عليه السلام - ج ع
● المقصود بالطير التى أخذها إبراهيم - عليه السلام - ج ع
معنى { فصرهن } ج ع ك
● مرجع الضمير في قوله : { ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا }ع ك
● معنى العموم في قوله { ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا } ج ع ك
عدد الجبال التي وزع عليها الطير ع ك
● معنى { ادعهن } ع
فائدة إتيان الطير إبراهيم - عليه السلام - سعيًا ع ك

● مناسبة ختم الآية بقوله : { واعلم أن الله عزيز حكيم } ج ع ك
مناسبة الآية لما بعدها ج


المسائل اللغوية :

العامل في قوله : { إذْ } ج ع
إعراب " إذ " ج
إعراب كيف في قوله " كيف تحيي الموتى " ج
أصل " أرني " ج
● إفادة السؤال بـ " كيف " معنى الإقرار بوجود المسئول عنه ع

● الأقوال في كون " صرهن " من الألفاظ المعربة ع
● متعلق الجار والمجرور { إليك } ع
فائدة تعدية الفعل " صر " بحرف الجر " إلى " ج ع





التلخيص :

مسائل القراءات
القراءات في : { فصرهن } ج ع
1:فصُرْهن : بضم الصاد وسكون الراء ، وهي قراءة ابن كثير وابن عامر وأبي عمرو وعاصم ونافع والكسائي. ذكرها ابن عطية وأشار إليها الزجاج.
2: فصِرْهن : بكسر الصاد وسكون الراء ، وهي قراءة حمزة. ذكره ابن عطية ، وأشار إليها الزجاج.
3: فصُرَّهن : بضم الصاد وشد الراء المفتوحة ، ذكره
ابن عطية ، ونقل عن ابن جني نسبة هذه القراءة لعكرمة.
4: فصِرَّهن : بكسر الصاد وشد الراء المفتوحة ، ذكره ابن عطية ، ونقل عن ابن جني قوله : وهي قراءة غريبة.
5: فصَرِّهن : نقلها المهدوي عن عكرمة ، وذكر ذلك ابن عطية في تفسيره.

القراءات في : { جزءًا } ع
1: جزءًا : بالهمز ، وهي قراءة الجمهور.
2: جزّا : بتشديد الزاي وهي قراءة أبو جعفر ، قال ابن عطية :
" وهي لغة في الوقف فأجرى أبو جعفر الوصل مجراه ".


المسائل التفسيرية
مقصد الآية ج
ذكر الزجاج أن هذه الآية والآيات قبلها كانت لإقامة الأدلة على توحيد الله - عز وجل - والبينات التي آتاها رسله ، وذلك تقدمة لبيان الأمر بجهاد الكفار.
معنى : " كيف تحيي الموتى " ج ع
- هو سؤال عن هيئة إحياء الموتى ، قاله ابن عطية وقال نحوه الزجاج.

اختلف المفسرون في سبب ذلك على عدة أقوال :
القول الأول : أنه رأى دابة قد تقسمتها السباع والطير ؛ فسأل ربه أن يريه كيف يحيي الموتى مع تفرقها في بطون السباع والطير ، وذلك ليرى بعين المشاهدة بعد أن كان يؤمن به غيبًا ، رواه ابن جرير الطبري عن قتادة والضحاك وابن جريج وابن زيد على خلاف في نوع الدابة التي تقسمتها السباع، وذكر نحوه ابن عطية.
قال قتادة: «إن إبراهيم رأى دابة قد توزعتها السباع فعجب وسأل هذا السؤال» ذكره ابن عطية ، ونقل نحوه عن الضحاك وفيه " وقد كان – عليه السلام – عالمًا أن الله قادر على إحياء الموتى ".
القول الثاني : أن السبب هو المناظرة التي جرت بينه وبين النمرود وزعمه أنه يحيي ويميت ،رواه ابن جرير عن محمد ابن إسحاق ، وذكره ابن عطية وابن كثير في تفسيرهما.
القول الثالث: الشك في قدرة الله – عز وجل – على إحياء الموتى ، رواه ابن جرير عن ابن عباس وعطاء بن أبي رباح وذكره ابن عطية في تفسيره.

القول الرابع: أنه أراد أن يطمئن لصحة الخلة ، رواه ابن جرير عن السدي وسعيد بن جبير ، وذكره ابن عطية عنهم.

ورجح ابن جرير القول الثالث واستدل بـ :
-
عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «نحن أحقّ بالشّكّ من إبراهيم، إذ قال: ربّ أرني كيف تحيى الموتى؟ قال: أو لم تؤمن. قال: بلى، ولكن ليطمئنّ قلبي»رواه البخاري ومسلم ، وذكره ابن كثير في تفسيره. **
- عن سعيد بن المسيّب قال: «اتّعد عبد اللّه بن عبّاسٍ وعبد اللّه بن عمرو بن العاص أن يجتمعا. قال: ونحن شببةٌ، فقال أحدهما لصاحبه: أيّ آيةٍ في كتاب اللّه أرجى لهذه الأمّة؟ فقال عبد اللّه بن عمرو: قول الله تعالى:{ياعبادي الّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه إنّ اللّه يغفر الذّنوب جميعًا} الآية [الزّمر:53]. فقال ابن عبّاسٍ: أمّا إن كنت تقول: إنّها، وإنّ أرجى منها لهذه الأمّة قول إبراهيم: {ربّ أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئنّ قلبي}». رواهُ ابن جرير.

ورجح ابن عطية القول الأول ، ورد على القول الثالث بعدة ردود منها :
1: وجّه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " نحنُ أحق بالشك من إبراهيم " قال أن معناه: لو كان شك لكنا أحق بالشك منه ؛ ففي العبارة نفي الشك عنه لا إثباته.
2: أن معنى قول ابن عباس أن هذه الآية أرجى آية ؛ فمن وجهين :
الأول : من حيث الإدلال على الله تعالى وسؤال الإحياء في الدنيا.

الثاني : لقوله : " أولم تؤمن " ، أي أن الإيمان لا يحتاج إلا بحث وتنقير ، وأنه لا يتبعض ولا يزيد ، وهذا على قول ابن عطية وهو مخالف لعقيد أهل السنة والجماعة.
3: أن السؤال بكيف يفيد وجود المسئول عنه وإيمان السائل بوجوده ، وإلا ما سأل عن هيئته.

وبالرجوع لتفسير الطبري وُجد أنه نقل القول بالشك عن ابن زيد ، ثم رجح أن يكون ذلك خاطرًا عرض لإبراهيم عليه السلام ألقاه الشيطان في قلبه لما رأى الدابة تأكلها السباع ؛ فأراد أن يتخلص من ذلك الخاطر بسؤال ربه رؤية كيفية إحياء الموتى.
وقد أورد ابن كثير أثر ابن عباس : " نحن أحق بالشك .. " من رواية أخرى عند ابن أبي حاتم والحاكم في المستدرك ، قال :
-فقال ابن عبّاسٍ: لكنّ أنا أقول: قول اللّه:{وإذ قال إبراهيم ربّ أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى}فرضي من إبراهيم قوله: {بلى} قال: فهذا لما يعترض في النّفوس ويوسوس به الشّيطان» ، ونقل عن الحاكم قوله : صحيح الإسناد ولم يُخرجاه.
وعليه يظهر – والله أعلم – أن الخلاف في المسألة لفظي ، وأن ابن عطية حمل معنى الشك على أنه التوقف بين أمرين لا مزية لأحدهما على الآخر ، بينما حمله ابن جرير وابن كثير على أنها الوساوس التي تعترض النفوس.
ويؤيد ذلك تعليق ابن عطية على قول عطاء بن أبي رباح : «دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس "
قال :" فمعناه من حب المعاينة، وذلك أن النفوس مستشرفة إلى رؤية ما أخبرت به، ولهذا قال النبي عليه السلام: «ليس الخبر كالمعاينة» " ، وبهذا
تتلخص المسألة في قولين :
الأول : الارتقاء إلى مرتبة عين اليقين برؤية كيفية إحياء الموتى.
الثاني : الاطمئنان لصحة الخلة.
والراجح منهما القول الأول.


الغرض من الاستفهام في قوله : { أولم تؤمن } ع
التقرير ، ذكره ابن عطية.

معنى الإيمان في قوله : { أولم تؤمن } ع
قال ابن عطية : أي إيمانًا مطلقًا يدخل فيه فصل إحياء الموتى ، وذكر أن الإيمان لا يحتاج إلى بحث وتنقير.

معنى " ليطمئن " ع
الطمأنينة لغة : اعتدال ثم سكون على هذا الاعتدال.
المقصود باطمئنان قلب إبراهيم - عليه السلام - ج ع
القول الأول :أن يسكن فكره في صورة الإحياء وكيفيته ، قاله ابن عطية والزجاج.
القول الثاني: أن يوقن ، وراه ابن جرير عن سعيد ابن جبير ، وذكره ابن عطية.
القول الثالث: ليزداد يقينًا ، رواه ابن جرير عن سعيد بن جبير وقتادة والضحاك والربيع ، وبنحوه قال مجاهد : لأزداد إيمانًا مع إيماني.
القول الرابع : ليطمئن قلبه في الخلة ، رواه بن جرير عن ابن عباس والسدي وابن زيد وسعيد بن جبير وذكره ابن عطية في تفسيره.
رد ابن عطية القول الثالث معللا بـ :
1: أن اليقين لا يتبعض.

2: لا معنى للزيادة هنا إلا السكون. عن الفكر.
[ وما قاله ابن عطية مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة بأن الإيمان يتبعض ، وأنه يزيد وينقص ].
والأقوال الثلاثة الأولى ترجع إلى معنى واحد وهو ليوقن أو ليزداد إيمانًا ويقينًا ، وهو الراجح في المسألة.





المقصود بالطير التى أخذها إبراهيم - عليه السلام - ج ع
اختُلف في ذلك على عدة أقوال :
1:الديك، والطاووس، والحمام، والغراب، ذكر ذلك ابن إسحاق عن بعض أهل العلم الأول، وقاله مجاهد وابن جريج وابن زيد ، ذكره ابن عطية ، وحكاه ابن كثير عن مجاهد أيضًا ، وعكرمة.

2: الديك والطاووس والحمام والكركي ، قاله ابن عباس ، ذكره ابن عطية.
3: هي الغرنوق، والطّاوس، والدّيك، والحمامة، قاله ابن عباس ، وذكره ابن كثير.
4: أنّه أخذ وزًّا، ورألًا-وهو فرخ النعام -وديكا، وطاووسًا، قاله ابن عباس وذكره ابن كثير.
قال ابن كثير : " اختلف المفسّرون في هذه الأربعة: ما هي؟ وإن كان لا طائل تحت تعيينها، إذ لو كان في ذلك متّهم لنصّ عليه القرآن "



معنى { فصرهن } ج ع ك
اختُلف في ذلك على عدة أقوال :
أ: على قراءة " صرهن " بكسر أو ضم الصاد :
1: أجمعهن إليك ، قاله ابن زيد ، وروي عن عطاء بن أبي رباح بلفظ اضممهن ، وعن ابن عباس بلفظ أوثقهن ، حكاه ابن عطية عنهم ، وذكره الزجاج وابن كثير.
واستشهد الزجاج وابن عطية بقول الشاعر :
وجاءت خلعة دهس صفايا... يصور عنوقها أحوى زنيم
قال الزجاج : " المعنى: أن هذه الغنم يعطف عنوقها هذا الكبش الأحوى "

2: قطعهن : قاله ابن عباس ، ومجاهد وعكرمة ، وقال نحوه قتادة بلفظ " فصلهن " ، حكاه ابن عطية عنهم ، وحكاه ابن كثير عن ابن عبّاسٍ، وعكرمةأيضًا ، وأضاف سعيد بن جبيرٍ، وأبا مالكٍ، وأبا الأسود الدّؤليّ، ووهب بن منبّهٍ، والحسن، والسّدّيّ، وغيرهم.
واستشهد ابن عطية بـ :
1: قول رؤبة :
صرنا به الحكم وعنّا الحكما ....... ... ... ... ...
2: قول الخنساء
فلو يلاقي الذي لاقيته حضن ....... لظلّت الشّمّ منه وهي تنصار
ب: على قراءة " صَرّهن " بفتح الصاد وشد الراء:
- احبسهن ، ذكر ذلك ابن عطية.

مرجع الضمير في قوله : { ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا }ع ك

1: الطير ، وهو المعنى الأقرب.
2: الجبال.


معنى العموم في قوله : { ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا } : ع ك :
اختُلف في ذلك على عدة أقوال :

1: على كل ربع من أرباع الدنيا ، رواه حمزة عن ابن عباس ، كما ذكر ذلك ابن عطية.
2: الجبال التي طارت إليها السباع التي أكلت الدابة ونظر إليها ، قاله ابن جريج والسدي واستبعده ابن عطية.
3: الجبال المحيطة به ، قاله مجاهد ، كما حكاه عنه ابن عطية ، وذكر نحوه ابن كثير

عدد الجبال التي وزع عليها الطير ع ك

اختُلف في ذلك على عدة أقوال :

1: أربعة جبال ، قاله قتادة والربيع ، وذكره ابن عطية ، وذكر نحوه ابن كثير.
2: سبعة جبال ، قاله ابن جريج والسدي ، وذكره ابن عطية ، وذكر نحوه ابن كثير.
3: غير محددة بعدد ، قاله مجاهد ، وذكره ابن عطية.
معنى { ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا } ج ع ك
قال الزجاج : " المعنى:اجعل على كل جبل من كل واحد منهن جزءا ". ، وقال بنحوه ابن عطية وابن كثير.
معنى { ادعهن } ع

تعالين بإذن الله ، قاله ابن عطية.
فائدة إتيان الطير إبراهيم - عليه السلام - سعيًا ع ك
ليكون أبلغ له في الرؤية التي سألها ، فالسعي مشية المجدّ الراغب فيما يمشي إليه، فكان من المبالغة أن رأى إبراهيم جدها في قصده وإجابة دعوته. ولو جاءته مشيا لزالت هذه القرينة، ولو جاءت طيرانا لكان ذلك على عرف أمرها، فهذا أغرب منه ، وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير وابن عطية.

كيفية إحياء الطير أمام إبراهيم عليه السلام :
قال ابن عبّاسٍ: «وأخذ رؤوسهنّ بيده، ثمّ أمره اللّه عزّ وجلّ، أن يدعوهنّ، فدعاهنّ كما أمره اللّه عزّ وجلّ، فجعل ينظر إلى الرّيش يطير إلى الرّيش، والدّم إلى الدّم، واللّحم إلى اللّحم، والأجزاء من كلّ طائرٍ يتّصل بعضها إلى بعضٍ، حتّى قام كلّ طائرٍ على حدته، وأتينه يمشين سعيًا ليكون أبلغ له في الرّؤية الّتي سألها، وجعل كلّ طائرٍ يجيء ليأخذ رأسه الّذي في يد إبراهيم، عليه السّلام، فإذا قدّم له غير رأسه يأباه، فإذا قدّم إليه رأسه تركب مع بقيّة جثّته بحول اللّه وقوّته؛ ولهذا قال: {واعلم أنّ اللّه عزيزٌ حكيمٌ}أي: عزيزٌ لا يغلبه شيءٌ، ولا يمتنع منه شيءٌ، وما شاء كان بلا ممانعٍ لأنّه العظيم القاهر لكلّ شيءٍ، حكيمٌ في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره».ذكره ابن كثير في تفسيره ، وذكر نحوه ابن عطية دون نسبته إلى ابن عباس رضي الله عنهما.

مناسبة ختم الآية بقوله : { واعلم أن الله عزيز حكيم } ج ع ك
لأن اسم الله العزيز يتضمن معنى قدرته على كل شيء ، والحكمة بها إتقان كل شيء ، ولا يفعل إلا ما فيه الحكمة ، وهذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.


المسائل اللغوية :

العامل في قوله : { إذْ } ج ع

فعل مضمر تقديره " اذكر " ، وهذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية.

إعراب " إذ " ج
في محل نصب مفعول فعل مضمر تقديره " اذكر " ، ذكره الزجاج.
إعراب كيف في قوله " كيف تحيي الموتى " ج

قال الزجاج : " وموضع كيف نصب بقوله : " تحيي الموتى ".

أصل " أرني " ج

أصلها " أرإني " ، قال الزجاج :ولكن المجمع عليه في كلام العرب والقراءة طرح الهمزة.
إفادة السؤال بـ " كيف " معنى الإقرار بوجود المسئول عنه ع

- قرر ابن عطية أن السؤال بكيف إنما هو سؤال عن الحال والهيئة ، وهذا يتضمن الإقرار بوجود المسئول عنه.
-
وذكر أن السؤال يحتمل أن يخرج على معنى التشكيك
قال : " مثال ذلك أن يقول مدع: أنا أرفع هذا الجبل، فيقول له المكذب: أرني كيف ترفعه؟ "


الأقوال في كون " صرهن " من الألفاظ المعربة ع

1: أنها لفظة نبطية ، قاله ابن عباس والضحاك، وحكى ذلك عنهم ابن عطية.
2: أنها لفظة سريانية ، قاله أبو الأسود الدؤلي ، وحكى عنه ذلك ابن عطية.
[ والراجح أنه لا يوجد ألفاظ معربة في القرآن ، قال بذلك الشافعي وجمهور أهل العلم ، والله أعلم بنسبة هذه الأقوال لابن عباس وغيره ]
متعلق الجار والمجرور { إليك } ع

1: على القول بأن " صرهن " بمعنى التقطيع ، فالجار والمجرور متعلق بـ " خذ "
2: على القول بأن " صرهن " بمعنى الضم ، فالجار والمجرور متعلق بصرهن.

فائدة تعدية الفعل " صر " بحرف الجر " إلى " ج ع

على القول بأن معنى : " صرهن " قطعهن ، فإن التعدية بإليك أفادت معها الضم ، وهذا حاصل ما استفدته من كلام الزجاج وابن عطية.










المسائل العقدية :
1: إثبات قدرة الله على إحياء الموتى :
وهذا متقرر من قوله تعالى : { إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت } ، والمثال الذي ضربه الله – عز وجل – في قصة عزير وإحياء القرية ، وإحياء الطير أمام إبراهيم عليه السلام.

2: الإيمان يزيد وينقص :
وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة.
الدليل :
- حديث أبي هريرة : " نحنُ أحق بالشك من إبراهيم " رواهُ البخاري ومسلم.
-
قول ابن عباس
لكنّ أنا أقول: قول اللّه:{وإذ قال إبراهيم ربّ أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى}فرضي من إبراهيم قوله: {بلى} قال: فهذا لما يعترض في النّفوس ويوسوس به الشّيطان» رواه ابن أبي حاتم ، والحاكم في مستدركه.
وقد رد ابن عطية قول ابن جرير بأن معنى : " ليطمئن قلبي " ليزداد إيمانًا ، قائلا :
«
ولا زيادة في هذا المعنى تمكن إلا السكون عن الفكر، وإلا فاليقين لا يتبعض»

وهذا مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة والله أعلم.

والحمدُ لله الذي بنعمته تتم الصالحات.


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 صفر 1437هـ/24-11-2015م, 01:28 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

تلخيص تفسير الآيات من ( 261 ) إلى ( 264 ) من سورة البقرة

تفسير قول الله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)}


مسائل القراءات :
القراءات في قوله : " في كل سنبلة مائة حبة " ع


المسائل التفسيرية :
مقصد الآية ع
المقصود بالنفقة في قوله : " ينفقون " ع ك
تحديد أبواب النفقة ع ك
معنى " حبة " ع
المقصود بالحبة ع
المقصود بالمثل : " كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة " ع ك
معنى في كل سنبلة مائة حبة ع
الأعمال التي تضاعف إلى سبعمائة حسنة ع ك
معنى المضاعفة في قوله : " والله يضاعف لمن يشاء " ع
مناسبة ختام الآية بقوله : " والله واسع عليم " ج


المسائل اللغوية :
اشتقاق سنبلة ع
تقدير المحذوف في قوله : " مثل الذين " ع
إعراب " مائة " ع


التلخيص :
مسائل القراءات :
القراءات في قوله : " في كل سنبلة مائة حبة " ع
1:
مائةُ حبة ، وهذه قراءة الجمهور.
2:
مائةَ حبة ، بالنصب ، قاله أبو عمرو الداني وذكره ابن عطية.

المسائل التفسيرية :
مقصد الآية ع
التحريض على النفقة في سبيل الله ، قاله ابن عطية.

المقصود بالنفقة في قوله : " ينفقون " ع ك
1:
نفقة التطوع عمومًا ، قاله ابن عطية ، وحكاه ابن كثير عن سعيد بن جبير.
2:
الآية خاصة في النفقة في الجهاد في سبيل الله ، قاله مكحول ، وحكاه عنه ابن كثير في تفسيره.3: الحج والجهاد ، قاله ابن عباس ، وحكاه عنه ابن كثير.
والراجح القول الأول ، قال ابن عطية : " وهي جميع ما هو طاعة وعائد بمنفعة على المسلمين والملة، وأشهرها وأعظمها غناء الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا ".

معنى " حبة "
اسم جنس لكل ما يزدرعه ابن آدم ويقتات ، وأشهره البر ، قاله ابن عطية.

المقصود بالحبة ع
المقصود بها في الآية ، البر ( القمح ).

المقصود بالمثل : " كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة " ع ك
المقصود أن الله ينمي أجر النفقة إلى سبعمائة ضعف ، كما تنبت الحبة الواحدة سبع سنابل من القمح ، في كل سنبلة مائة حبة ، وهذا حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير.

معنى في كل سنبلة مائة حبة ع
1: أن كل سنبلة تنبت مائة حبة ، قاله الضحاك ونقله عنه الطبري ، وحكاه عن الطبري ابن عطية.
2: إن وُجد ذلك وإلا على الافتراض ، قاله الطبري وحكاه عنه ابن عطية.

الأعمال التي تضاعف إلى سبعمائة حسنة ع ك
1: النفقة في سبيل الله للجهاد : .
عن أبي عبيدة الجراح قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " «من أنفق نفقةً فاضلةً في سبيل اللّه فبسبعمائةٍ .. " الحديث ، رواهُ الإمام أحمد ،وذكره ابن كثير.
عن ابن مسعودٍ: «أنّ رجلًا تصدّق بناقةٍ مخطومةٍ في سبيل اللّه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لتأتينّ يوم القيامة بسبعمائة ناقةٍ مخطومةٍ» ، رواهُ الإمام أحمد ، وروى مسلم نحوه ، وذكره ابن كثير.
عن خريم بن فاتكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من أنفق نفقةً في سبيل اللّه تضاعف بسبعمائة ضعفٍ».رواه أحمد ، وذكره ابن كثير.
2:
الحج.
عن ابن عبّاسٍ: «الجهاد والحجّ، يضعف الدّرهم فيهما إلى سبعمائة ضعفٍ؛ ولهذا قال اللّه تعالى:{كمثل حبّةٍ أنبتت سبع سنابل في كلّ سنبلةٍ مائة حبّةٍ}، ذكره ابن كثير.


3: الصلاة والصيام والذكر :
عن سهل بن معاذٍ، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ الصّلاة والصّيام والذّكر يضاعف على النّفقة في سبيل اللّه سبعمائة ضعفٍ».رواه أبو داوود، وذكره ابن كثير.
4: أنها عامة في كل الحسنات :
عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إن اللّه عزّ وجلّ، جعل حسنة ابن آدم بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعفٍ ، إلّا الصّوم، والصّوم لي وأنا أجزي به..."الحديث. رواهُ الإمام أحمد ، وفي لفظ آخر عنده " أيضا : " وبنحوه رواه مسلم.

معنى المضاعفة في قوله : " والله يضاعف لمن يشاء " ع
ومعناها على قولين :
1:
أنها تأكيد على المعنى السابق بأن الله يضاعف الحسنة إلى سبعمائة ضعف ، وليس ثمة تضعيف فوق سبعمائة ضعف ، قاله ابن عطية.
2: أن الله قد يضاعف الحسنات لأكثر من سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله ، وهو الراجح الذي دلت عليه النصوص ، ورجحه ابن عطية.
- عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «كلّ عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعفٍ، إلى ما شاء اللّه، يقول اللّه: إلّا الصّوم، فإنّه لي وأنا أجزي به .. " الحديث رواه مسلم والإمام أحمد ، وذكره ابن كثير.
فدل قوله : " إلى ما شاء الله " أنه قد يضاعف لأكثر من سبعمائة ضعف ، وأنا الصوم من الأعمال التي تضاعف إلى ما شاء الله.
- قال ابن عمر لما نزلت هذه الآية قال النبي عليه السلام «رب زد أمتي».فنزلت: {من ذا الّذي يقرض اللّه قرضاً حسناً فيضاعفه له}[الحديد: 11]، فقال: «رب زد أمتي»، فنزلت: {إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حسابٍ} [الزمر: 10] ، رواه ابن مردوية وبنحوه روى ابن حبان في صحيحه ،ذكره ابن كثير.
- عن عمران بن حصينٍ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «من أرسل بنفقةٍ في سبيل اللّه، وأقام في بيته فله بكلّ درهم سبعمائة درهمٍ يوم القيامة ومن غزا في سبيل اللّه، وأنفق في جهة ذلك فله بكلّ درهم سبعمائة ألف درهمٍ».ثمّ تلا هذه الآية: {واللّه يضاعف لمن يشاء}، رواه ابن أبي حاتم ، وذكره ابن كثير وقال عنه : وهذا حديث غريب.
- روي عن ابن عباس أن التضعيف ينتهي لمن شاء الله إلى ألفي ألف. قال ابن عطية : " وليس هذا بثابت الإسناد عنه ".

من يستحق المضاعفة :
المضاعفة تكون بحسب إخلاص المرء في عمله ، كما قال ابن كثير.

مناسبة ختام الآية بقوله : " والله واسع عليم " جك
أي أن الله فضله واسع أوسع من خلقه ، وعليم بمن يستحق ولا يستحق ، وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والزجاج.


المسائل اللغوية :

اشتقاق سنبلة ع
سنبلة على وزن فنعلة ، من أسبل الزرع أي أرسل ما فيه كما ينسبل الثوب، والجمع سنابل ، قاله ابن عطية.

تقدير المحذوف في قوله : " مثل الذين " ع
تقديره مثل إنفاق الذين، أو تقدره كمثل ذي حبة ، قاله ابن عطية.

إعراب " مائة " ع
على القراءة بالرفع : مبتدأ.
على قراءة النصب : مفعول به ، على تقدير : أنبتت مائة حبة.

تفسير قوله تعالى : { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (262)}

مناسبة الآية لما قبلها ع
مقصد الآية ك
المقصودون بالآية ع
معنى المن ع ك
المقصود بالأذى ع ك
صور المن والأذى بعد الصدقة ع ك
الحكمة في الجمع بين المن والأذى ع
أحوال المنفق في سبيل الله من حيث المقصد ع
الحكمة من إبطال المن والأذى للصدقة ع
معنى : " لهم أجرهم عند ربهم " ك
مناسبة نفي الخوف والحزن عن المنفقين في سبيل الله ع ك
مناسبة ختام الآية بقوله { لا خوف عليهم ولا يحزنون } ع ك





التلخيص :

مناسبة الآية لما قبلها ع
1:
في الآية السابقة بيان أجر المنفقين في سبيل الله ، وفي هذه الآية بيان أن هذا الأجر لمن لم يتبع صدقاته بالمن والأذى ، قال بنحو ذلك ابن عطية.
2:
الآية الأولى في المنفقين في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ، والثانية فيمن ينفقون وهم قعود ولا يخرجون في سبيل الله ، قاله ابن زيد ، ورد ابن عطية هذا القول.

مقصد الآية ك
مدح المنفقين في سبيل الله ، والمخلصين في ذلك ؛ فلا يتبعون نفقاتهم بمن ولا أذى ، قال بنحوه ابن كثير.

المقصودون بالآية ع
1: ذكر النقاش:«أنه قيل إن هذه الآية نزلت في عثمان بن عفان رضي الله عنه،"
2:
علي بن أبي طالب رضي الله عنه»،قاله النقاش وحكاه ابن عطية.
3:
وقال مكي: «في عثمان وابن عوف رضي الله عنهما» ، قاله ابن عطية.
4: الذين ينفقون وهم قعود ولا يخرجون للجهاد ، لذلك شرط عليهم أن لا يتبعوا ما أنفقوا منًا ولا أذى ، قاله ابن زيد ، ورد ابن عطية قوله : " «وفي هذا القول نظر، لأن التحكم فيه باد».

معنى المن ع ك

النعمة على معنى التعديد لها والتقريع به ، قاله ابن عطية ، وذكر ابن كثير أن ذلك المن يكون بالقول والفعل.

المقصود بالأذى ع ك
-
القول الأول : السب والتشكي ، قاله ابن عطية.
-
القول الثاني: لا يفعلون مع من أحسنوا إليه مكروهًا يحبطون به ما سلف من الإحسان ، وهو معنى أعم من القول الأول ، قاله ابن كثير.

الحكمة من الجمع بين المن والأذى ع
الأذى أعم من المن ، ولكن ذكر المن قبله لبيان كثرة وقوعه ، قاله ابن عطية.

أحوال المنفق في سبيل الله من حيث المقصد ع
1:
أن يريد وجه الله تعالى ويرجو ثوابه، فهذا لا يرجو من المنفق عليه شيئا ولا ينظر من أحواله في حال سوى أن يراعي استحقاقه.
2:
يريد من المنفق عليه جزاء بوجه من الوجوه، فهذا لم يرد وجه الله بل نظر إلى هذه الحال من المنفق عليه، وهذا هو الذي متى أخلف ظنه من بإنفاقه وآذى.
3:
ينفق مضطرا دافع غرم إما لماتة للمنفق عليه أو قرينة أخرى من اعتناء معتن ونحوه، فهذا قد نظر في حال ليست لوجه الله، وهذا هو الذي متى توبع وحرج بوجه من وجوه الحرج آذى.
ذكر هذه الأوجه الثلاثة ابن عطية في تفسيره.

الحكمة من إبطال المن والأذى للصدقة ع
وذلك لأنهما يدلان على عدم صحة إخلاص المنفق لله عز وجل ، وعدم الإخلاص يُبطل العمل ، قال بنحوه ابن عطية.

المقصود بالأجر في قوله: " لهم أجرهم عند ربهم " ع
الأجر: الجنة ، قاله ابن عطية.

دلالة قوله " عند ربهم " في قوله: " لهم أجرهم عند ربهم " ك
تدل على أن الله عز وجل هو من ضمن لهم أجرهم ، وقال بنحوه ابن كثير.

مناسبة نفي الخوف والحزن عن المنفقين في سبيل الله ع ك
أنه نفى عنهم الخوف من مستقبلهم يوم القيامة ، والحزن على ما فاتهم من لذات الدنيا ، لأنهم يغتبطون بآخرتهم ، قاله ابن عطية ، وقال بنحوه ابن كثير.

تفسير قوله تعالى : { قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263) }
المسائل التفسيرية :
مقصد الآية ع
المقصود بالقول المعروف ع ك
المقصود بالمغفرة ع ك
مناسبة ختم الآية بقوله : " والله غني حليم " ع ك

المسائل اللغوية :
إعراب قول معروف ومغفرة خير من صدقة ع

التلخيص :
المسائل التفسيرية :
مقصد الآية ع
بيان من الله – عز وجل – لأن القول المعروف والمغفرة خير من صدقة هي في ظاهرها صدقة، وفي باطنها لا شيء. لأن ذلك القول المعروف فيه أجر، وهذه لا أجر فيها.

المقصود بالقول المعروف ع ك
الدعاء والتأنيس والترجية بما عند الله ،وهذا حاصل ما قاله ابن عطية وابن كثير.

المقصود بالمغفرة ع ك
1:
ستر للخلة ، وسوء حالة المحتاج ، قاله ابن عطية.
2: أن يغفر للسائل إذا أغلظ وجفا إن حُرم ولم يُعط الصدقة ، قاله النقاش ، وذكره ابن عطية ، وقال بنحوه ابن كثير.
والمعنى عام يشمل القولين.

مناسبة ختم الآية بقوله : " والله غني حليم " ع ك
فيه بيان أن الله غني عن الصدقات ، خاصة من يتبعون صدقاتهم منا وأذى ، وأنه حليم عليهم ويمهلهم ولم يعاجلهم بالعقوبة ، وهذا حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير.

المسائل اللغوية :
إعراب قول معروف ومغفرة خير من صدقة ع
قال المهدوي في تقدير إعرابه " قولٌ معروفٌ أولى ومغفرةٌ خيرٌ ".
وقال ابن عطية : " «وفي هذا ذهاب برونق المعنى، وإنما يكون المقدر كالظاهر"
لعله أراد : قول معروفٌ خير ، ومغفرةٌ خير ، وكل منهما مبتدأ وخبر.



تفسير قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264)}


مسائل القراءات :
القراءات في " رئاء الناس " ع
القراءات في صفوان ع

المسائل التفسيرية :
المقصود بإبطال المن للصدقة ع ك *
معنى المن ج
معنى التشبيه في قوله " كالذي ينفق ماله رئاء الناس " ع ك
أداة التشبيه :
وجه التشبيه ع ك
معنى " رئاء الناس " ع
معنى الإنفاق رئاء الناس : ع ك
مرجع الضمير المستتر في قوله : " ولا يؤمن بالله واليوم الآخر " ع
فائدة العطف بقوله : " ولا يؤمن بالله واليوم الآخر " على ينفق رئاء الناس ك ع
معنى المثل في قوله { فمثله كمثل صفوان عليه تراب .. }ج ع ك
أداة التشبيه في قوله { فمثله كمثل صفوان عليه تراب .. }ج ع ك
وجه التشبيه في قوله { فمثله كمثل صفوان عليه تراب .. }ج ع ك

مرجع الضمير في قوله : " فمثله كمثل " ك
معنى صفوان ج ع
معنى الوابل ج ك
مرجع الضمير في قوله : " فتركه " ك
فائدة وصف الصفوان بقوله : صلدًا ع ك
مرجع الضمير في قوله : " لا يقدرون ع
معنى : " لا يقدرون على شيء مما كسبوا " ع
فائدة التخصيص بـ " مما كسبوا " ع
المقصود بنفي الهداية عن الكافرين ج ع

المسائل اللغوية :
اشتقاق صفوان ع ك
فائدة حمل المعنى في قوله : " يقدرون " على الذي ع

التلخيص :
مسائل القراءات
:
القراءات في " رئاء الناس " ع
1:
رئاء : بالهمز ، وهي قراءة الجمهور.
2:
رياء : بدون همز ، قرأها طلحة بن مصرف ، ورويت عن عاصم. ذكر ذلك ابن عطية.

القراءات في صفوان ع
1:
صفْوان : بسكون الفاء ، وهي قراءة الجمهور.
2:
صفَوان : بفتح الفاء ، قرأها الزهري وابن المسيب ، وذكرها ابن عطية عنهم.


المسائل التفسيرية :
المقصود بإبطال المن للصدقة ع ك *
ورد فيها قولان :
القول الأول :
أن الصدقة تبطل بما يتبعها من من وأذى ، ذكره ابن كثير وقال : “ فما يفي ثواب الصّدقة بخطيئة المنّ والأذى”.

القول الثاني :
أن ثواب الصدقة لا يُكتب أصلا ، وهو قول ابن عطية وعلل ذلك بأن المن والأذى دليل على عدم صدق نية المتصدق بداية ، وعلى هذا حمل معنى الإبطال على :
1:
من علم الله أنه يمن ويؤذي في صدقته ، لا يتقبلها منه.
2:
أن الله يجعل للملك أمارة على هذه الصدقة ، فلا يكتبها.

والراجح هو القول الأول ، والله أعلم.

معنى المن ج
هو الاعتداد بما أعطى ، ذكره الزجاج.

معنى الأذى : ج
أن يوبخ المعطَى ، ذكره الزجاج.
معنى التشبيه في قوله " كالذي ينفق ماله رئاء الناس " ع ك
هو تشبيه للذي ينفق ماله ثم يتبعه بالمن والأذى ، بالذي ينفق ماله رياء وسمعة ولم يقصد به وجه الله.

أداة التشبيه :
الكاف في قوله : " كالذي "

وجه التشبيه ع ك
1:
أن المنافق والمنان لم يصدقا النية لله عز وجل ، قاله ابن عطية ونقله عن المهدوي.
2: أن المنافق والمنان تبطل صدقتهم ، قاله ابن كثير.

معنى " رئاء الناس " ع
قال ابن عطية : والرياء مصدر من فاعل من الرؤية. كأن الرياء تظاهر وتفاخر بين من لا خير فيه من الناس ".

معنى الإنفاق رئاء الناس : ع ك
أي ينفق ليقال جواد ، ونحو ذلك من المقاصد الدّنيويّة، مع قطع نظره عن معاملة اللّه تعالى وابتغاء مرضاته وجزيل ثوابه ، وهذا حاصر ما ذكره ابن عطية وابن كثير.

مرجع الضمير المستتر في قوله : " ولا يؤمن بالله واليوم الآخر " ع
على قولين ذكرهما ابن عطية في تفسيره :
1: الكافر الذي يظهر الكفر.
2: المنافق الذي يظهر الإيمان ويبطن الكفر.

فائدة العطف بقوله : " ولا يؤمن بالله واليوم الآخر " على ينفق رئاء الناس ك
لبيان أن هذا المرائي قطع نظره عن معاملة الله تعالى وابتغاء مرضاته ، ذكره ابن كثير.

معنى المثل في قوله { فمثله كمثل صفوان عليه تراب .. }ج ع ك
أن الحجر الأملس إذا كان عليه تراب ظنه الناس أرضًا منبتة ، فإذا نزل عليه المطر تبين حقيقته.

أداة التشبيه في قوله { فمثله كمثل صفوان عليه تراب .. }ج ع ك
أداة التشبيه هي : كَمثل.

وجه التشبيه في قوله { فمثله كمثل صفوان عليه تراب .. }ج ع ك
كما أن المطر يظهر حقيقة الحجر الأملس وأنه ليس أرضًا منبتة ، كذلك المرائي إذا كان يوم القيامة وحصلت الأعمال انكشف سره وظهر أنه لا قدر لصدقته ولا معنى.

مرجع الضمير في قوله : " فمثله كمثل " ج ك ع
على قولين :
1: المثل للمرائي ، قاله ابن كثير وابن عطية.
2:المثل للمنان ، قاله ابن عطية.
وحمل الزجاج المعنى على القولين.

معنى صفوان ج ع
هو الحجر الكبير الأملس ، حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

معنى الوابل ج ك
المطر العظيم القطر ، حاصل ما ذكره ابن كثير والزجاج.

مرجع الضمير في قوله : " فتركه " ك
يعود على الصفوان.

فائدة وصف الصفوان بقوله : صلدًا ع ك
يفيد ذهاب كل ما عليه من التراب وبين حقيقة أنه حجر أملس يابس ، وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير وابن عطية.

مرجع الضمير في قوله : " لا يقدرون " ع
الذين ينفقون رئاء الناس ، قاله ابن عطية.

معنى : " لا يقدرون على شيء مما كسبوا " ع
قال ابن عطية : " أي لا يقدرون على الانتفاع بثواب شيء من إنفاقهم ذلك وهو كسبهم "

فائدة التخصيص بـ " مما كسبوا " ع
زيادة في التقريع ، أنهم أنفقوا مما كسبوا في الدنيا ، ومع هذا لم ينتفعوا به لانتفاء الإخلاص ، وهذا ما فهمته من تفسير ابن عطية.

المقصود بنفي الهداية عن الكافرين ج ع
على أرابعة أقوال:
1: إما عموم يراد به الخصوص في الموافي على الكفر، ذكره ابن عطية.
2:
وإما أن يراد به أنه لم يهدهم في كفرهم بل هو ضلال محض.،ذكره ابن عطية وذكر نحوه الزجاج.
3:
وإما أن يريد أنه لا يهديهم في صدقاتهم وأعمالهم وهم على الكفر.
4: لا يجعل جزاءهم على الكفر أن يهديهم ، ذكره الزجاج.

المسائل اللغوية :

اشتقاق صفوان ع ك
أ: أنه جمع :
ومفرده على أقوال :
1:
مفرده صفواة.
2:
مفرده صفواته ، ذكره ابن كثير.
3: مفرده صفا ، وهو قول المبرد ، نقله عنه ابن عطية.
قال أبو ذؤيب :
حتى كأني للحوادث مروة = بصفا المشقّر كلّ يوم تقرع
4: مفرده صفواء :
.
قال امرؤ القيس:
كميت يزل اللبد عن حال متنه .......كما زلت الصفواء بالمتنزل
ب: أنه مفرد :
وجمعه صفى ، وأنكره المبرد.
ذكر جميع الأقوال ابن عطية ، وذكر ابن كثير أن صفوان تستخدم للجمع والمفرد.

فائدة حمل المعنى في قوله : " يقدرون " على الذي ع

قال ابن عطية :
"
وجاءت العبارة ب يقدرون على معنى الذي. وقد انحمل الكلام قبل على لفظ الذي، وهذا هو مهيع كلام العرب ولو انحمل أولا على المعنى لقبح بعد أن يحمل على اللفظ"


__________________________________________
* قال ابن عطية في نهاية تفسيره لهذه الآية :
وما ذكرته في هذه الآية من تفسير لغة وتقويم معنى فإنه مسند عن المفسرين وإن لم تجىء ألفاظهم ملخصة في تفسير إبطال المن والأذى للصدقة.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26 جمادى الأولى 1437هـ/5-03-2016م, 02:45 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفية الشقيفي مشاهدة المشاركة




س1: بيّن خصائص تفسير ابن كثير.

خصائص هذا التفسير باختصار هي:
1: التنبيه على الإسرائيليّات.
2: المعرفة الواسعة بفنون الحديث وأحوال الرجال ؛
لذا يجمع أصح الآثار الواردة في تفسير الآية، وينبه على رتبتها غالبا
3: شدّة العناية بتفسير القرآن بالقرآن.

س2: بيّن باختصار أهم مصادر ابن كثير من دواوين السنّة ومن كتب التفسير ومن كتب اللغة.

* التفسير :

اهتم بالتفاسير التي تُعنى بالأثر، وما وُجد من تفاسير أُخرى نقل عنها ابن كثير إنما يستفيد منها في جوانب يعلّق عليها إما استفادة، أو أنه ينقدها ويوجّه
ينقل عن ابن جرير الطبري ويكثر عنه
وينقل عن ابن أبي حاتم والقرطبي والماوردي وابن عطية والهداية في التفسير لمكي بن أبي طالب
وينقل عن الرازي وينقده.
وينقل عن الزمخشري فإن أحسن أشاد به وإن أخطأ قال ما حمله على ذلك إلا اعتزاله
وينقل عن تفاسير لم تفصل إلينا مثل تفسير ابن مردويه وتفسير وكيع
وله موارد أخرى كثيرة غير هذه.


س3: بيّن منهج ابن كثير في إيراد الإسرائيليات.


تعامل الحافظ ابن كثير مع الإسرائيليات على شكلين:
أولا: الإعراض عنها؛ فيترك من الإسرائيليات ما أورده غيره إعراضا عنها دون إشارة إليها ، مثل الحديث الطويل لأبي بن كعب في فضائل القرآن سورة سورة.
الثاني: الإيراد، وما أورده الحافظ ابن كثير من الإسرائيليات، له منه ثلاثة مواقف:
-النقد العام الإجمالي : مثل ما أورده عند تفسير قوله تعالى
: {فخسفنا به وبداره الأرض} قال: ذُكر ها هنا إسرائيليات غريبة، أضربنا عنها صفحا.
-النقد الخاص التفصيلي : مثل ما أورده عند تفسير
قوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} ذكر قصة بني إسرائيل عند طلبهم للبقرة التي وصف الله لهم، وأنهم وجدوها عند رجل كان من أبرّ الناس بأبيه، قالوا هذه السياقات عن عبيدة، وأبي العالية، والسديّ وغيرهم فيها اختلاف ما، والظاهر أنها مأخوذة من كتب بني إسرائيل، وهي مما يجوز نقلها، ولكن لا تصدّق ولا تكذّب، فلهذا لا يعتمد عليها إلا ما وافق الحقّ عندنا، والله أعلم.
-السكوت وعدم النقد:

مثل طول آدم عليه السلام، كم كان طوله، في قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا} قال: وضع الله تعالى البيت مع آدم، أهبط الله آدم إلى الأرض، وكان مهبطه بأرض الهند، وكان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض، فكانت الملائكة تهابه، إلى آخره.

قال الشيخ محمد الفالح "
نقول أما ما ذكره من الإسرائيليات وسكت عنه، فلعلّه رأى أن ذكرها لا يؤدّي إلى خلل في العقائد –لاحظ-، وهي مع ذلك مما يحتمل الصدق والكذب، ولكن مع ذلك كان الأولى به ترك مثل هذه الأخبار؛ لأن الاشتغال بمثل هذا من قبيل تضييع الأوقات فيما لا فائدة فيه، كما قرّر هو ذلك أكثر من مرة في تفسيره "

والحمدُ لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
أحسنت نفع الله بك.
أ+

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 ذو القعدة 1441هـ/8-07-2020م, 03:15 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفية الشقيفي مشاهدة المشاركة
مُلخَّصُ تفسير الآياتِ من الآية " 106 " إلى " 113" من سورة البقرة

ملاحظة : التفسير المعتمد تفسير ابن كثير ما أورده من الأقوال من تفسير ابن عطية أو معاني القرآن للزجاج أنوه عليه.
{مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)}
- ننسخ :
ابن عباس : ما نبدل من آية.
السُّدي : قبضها
ابن أبي حاتم : قبضها رفعها كـ " الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البته "
وذكر ابن عطية في تفسيره ما ملخصه أن النسخ في اللغة يتوجه على
- النقل ؛ كنقل كتاب من آخر ولا مدخل له في الآية ، مثل " إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون .
- الإزالة وهو على قسمين :
يثبت الناسخ بعد المنسوخ كقولهم " نسخت الشمس الظل "
لا يثبت كقولهم " نسخت الريح الأثر"
وعلى القسمين حمل معنى الآية ، أي ما نبدل من آية ، أو رفعها.
- نُنسها :
ذكر الزجاج فيها قولين
الأول : من نَنسها ، أي من النسيان لقوله تعالى " سنُقرئك فلا تنسى ، إلا ما شاء الله " ورده الزجاج وقال بل المعنى أي لست تترك إلا ما شاء الله أن تترك وقد يكون " إلا ما شاء الله " إلا ما يلحق بالبشرية ثم تذكره بعد ذلك ، واحتج بقوله تعالى { ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحي إليك } أي لا نُذهبه
ورد عليه بن عطية في ذلك ، حكاية عن الطبري :
والصحيح في هذا أن نسيان النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد الله تعالى أن ينساه ولم يرد أن يثبت قرآنا جائز.
فأما النسيان الذي هو آفة في البشر فالنبي صلى الله عليه وسلم معصوم منه قبل التبليغ وبعد التبليغ ما لم يحفظه أحد من أصحابه، وأما بعد أن يحفظ فجائز عليه ما يجوز على البشر لأنه قد بلغ وأدى الأمانة، ومنه الحديث حين أسقط آية، فلما فرغ من الصلاة قال: أفي القوم أبيّ؟ قال: نعم يا رسول الله، قال: فلم لم تذكرني؟ قال: حسبت أنها رفعت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لم ترفع ولكني نسيتها.
القول الثاني بمعنى نتركها ، أو نأمر بتركها وضعفه الزجاج كذلك .

- وأما على قراءة " نُنسأها " [بالفتح أم الضم؟] قال ابن عباس " نتركها لا نبدلها "
قال مجاهد عن أصحاب ابن مسعود : نثبت خطها ونبدل حكمها "
قال أبو العالية : " نؤخرها عندنا "
ملاحظة :
رجح الشيخ أحمد شاكر في تعليقاته على عمدة التفسير أن رواية ابن المسيب " ننسها " وليس "ننسأها " وهو المفهوم من معنى الأثر الوارد عن سعد بن أبي وقاص.
{ نأتِ بخيرٍ منها } بالنسبة لمصلحة المكلفين
{ أو مثلها } إن كانت مستوية مع التي نُسخت.
{ ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير }
ذكر بن عطية " معنى الآية أن الله تعالى ينسخ ما يشاء ويثبت ما يشاء ويفعل في أحكامه ما يشاء، هو قدير على ذلك وعلى كل شيء، وهذا لإنكار اليهود النسخ "

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (107)}
فكما أن له الملك بلا منازع فكذلك له الحكم بما يشاء { ألا لهُ الخلقُ والأمر }
وذكر الزجاج أنّ معنى الآية: إن اللّه يملك السّماوات والأرض, ومن فيهن, فهو أعلم بوجه الصلاح فيما يتعبدهم به، من ناسخ , ومنسوخ, ومتروك, وغيره.
- وما لكم : جُمع الضمير ليدل على أن الخطاب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم
ولي : فعيل من ولي إذا جاور ولحق ،المعين والقائم والناصر كلها فيها وجه مجاورة. " ابن عطية "

وقوله عزّ وجلّ: {وما لكم من دون اللّه من وليّ ولا نصير}
هذا خطاب للمسلمين يخبرون فيه أن من خالفهم فهو عليهم، وأن اللّه جلّ وعزّ ناصرهم، والفائدة فيه: أنه بنصره إياهم, يغلبون من سواهم. " الزجاج "

تفسير قوله تعالى:{أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108)}
نهى اللهُ تعالى المؤمنين في هذه الآية الكريمة عن كثرة سؤال النبي على وجه التعنت والاقتراح
فقد يحصل التشديد عليهم بسبب ذلك .
قال تعالى :
{يا أيّها الّذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم}
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
"إنّ أعظم المسلمين جرمًا من سأل عن شيءٍ لم يحرّم، فحرّم من أجل مسألته". ولمّا سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن الرّجل يجد مع امرأته رجلًا فإن تكلّم تكلّم بأمرٍ عظيمٍ، وإن سكت سكت على مثل ذلك؛ فكره رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المسائل وعابها. ثمّ أنزل اللّه حكم الملاعنة. ولهذا ثبت في الصّحيحين من حديث المغيرة بن شعبة: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان ينهى عن قيل وقال، وكثرة السّؤال، وإضاعة المال وفي صحيح مسلمٍ: "ذروني ما تركتكم، فإنّما هلك من قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم، وإن نهيتكم عن شيءٍ فاجتنبوه". وهذا إنّما قاله بعد ما أخبرهم أنّ اللّه كتب عليهم الحجّ. فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثلاثًا. ثمّ قال، عليه السّلام: "لا ولو قلت: نعم لوجبت، ولو وجبت لما استطعتم". ثمّ قال: "ذروني ما تركتكم" الحديث. وهكذا قال أنس بن مالكٍ: نهينا أن نسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن شيءٍ، فكان يعجبنا أن يأتي الرّجل من أهل البادية فيسأله ونحن نسمع.
· أم ؛ على ثلاثة أقوال ذكرها ابن عطية :
- رد على الاستفهام الأول
- استفهام مقطوع من الأول كأنه قال " أتريدون "
- بمعنى بل ؛ قال الزجاج : وفي كل مكان لا تقع فيه عطفاً على ألف الاستفهام إلا أنها لا تكون مبتدأة, أنها تؤذن بمعنى بل. وهذا هو الراجح.


· الخطاب موجه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وعليه يكون قوله " ورسولكم " حسب الأمر في نفسه وعلى إقرارهم ،وهذا هو الراجح.
و ورد عن ابن عباس: أن رافع بن حريملة - من اليهود – سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُفجر لهُ عيون وغير ذلك.
وقيل بل سأله كفار قريش ،
قال مجاهد: سألوه أن يرد الصفا ذهبا، فقال لهم: خذوا ذلك كالمائدة لبني إسرائيل، فأبوا ونكصوا.
فيكون قوله " ورسولكم " حسب الأمر في نفسه لا على حسب إقرارهم . مختصر من تفسير ابن عطية.


· { ومن يتبدل الكفر بالإيمان }
- يشتر الكفر بالإيمان ؛ قال تعالى : { ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كُفرًا وأحلوا قومهم دار البوار ، جهنم يصلونها وبئس القرار}
- قال أبو العالية : يتبدل الشدة بالرخاء ، وردَّه ابن عطية ، قال :
وهذا ضعيف، إلا أن يريدهما مستعارتين، أي الشدة على نفسه والرخاء لها عبارة عن العذاب والتنعيم، وأما المتعارف من شدة أمور الدنيا ورخائها فلا تفسر الآية به.
· {فقد ضلّ سواء السبيل}
أي قد خرج عن الطريق المستقيم إلى الجهل والضلال.
ذكر ابن عطية :
- ضلّ : أخطأ الطريق.
- سواء : من كل شئ الوسط والمعظم.
- السبيل :
عبارة عن الشريعة التي أنزلها الله لعباده، لما كانت كالسبب إلى نيل رحمته كانت كالسبيل إليها.


تفسير قوله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) }
حذّر تعالى عباده المؤمنين عن سلوك طرائق الكفّار من أهل الكتاب، ويعلمهم بعداوتهم لهم في الباطن والظّاهر وما هم مشتملون عليه من الحسد للمؤمنين، مع علمهم بفضلهم وفضل نبيّهم. ويأمر عباده المؤمنين بالصّفح والعفو والاحتمال، حتّى يأتي أمر اللّه من النّصر والفتح. ويأمرهم بإقامة الصّلاة وإيتاء الزّكاة. ويحثّهم على ذلك ويرغّبهم فيه
· سبب النزول :
ذكر ابن عطية : قال الزهري عنى ب كثيرٌ واحد، وهو كعب بن الأشرف
واختلف في سبب هذه الآية، فقيل: إن حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر أتيا بيت المدارس [المدراس]، فأراد اليهود صرفهم عن دينهم، فثبتا عليه ونزلت الآية، وقيل: إنما هذه الآية تابعة في المعنى لما تقدم من نهي الله عن متابعة أقوال اليهود في راعنا [البقرة: 104] وغيره، وأنهم لا يودون أن ينزل خير، ويودون أن يردوا المؤمنين كفارا
.
· { من عند أنفسهم } متعلق بـ :
- متعلق بـ " ود "
- متعلق بـ " حسدًا ، فالوقف على كفارًا .
والمعنى على هذين القولين أنهم لم يجدوا ذلك في كتاب ولا أمروا به فهو من تلقائهم، ولفظة الحسد تعطي هذا، فجاء من عند أنفسهم تأكيدا وإلزاما.
- متعلق بـ " يردونكم "
فالمعنى أنهم ودوا الرد بزيادة أن يكون من تلقائهم أي بإغوائهم وتزيينهم.
مختصر من تفسير ابن عطية.
ورجح الزجاجُ أنها متعلقة بـ " ود "
قال : لأن حسد الإنسان لا يكون من عند نفسه.
· {من بعد ما تبين لهم الحق }
أي من بعد ما تبين لهم نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وصحة ما المسلمون عليه، وهذه الآية من الظواهر في صحة الكفر عنادا، واختلف أهل السنة في جواز ذلك، والصحيح عندي جوازه غفلا وبعده وقوعا، ويترتب في كل آية تقتضيه أن المعرفة تسلب في ثاني حال من العناد. "تفسير ابن عطية "
· {فاعفوا } ترك العقوبة. "ابن عطية"
· {فاصفحوا } الإعراض عن المذنب. "ابن عطية "
· نسخ هذه الآية
وقال ابن عباس هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: قاتلوا الّذين لا يؤمنون [التوبة: 29] إلى قوله صاغرون [التوبة: 29]، وقيل: بقوله «اقتلوا المشركين»، وقال قوم: ليس هذا حد المنسوخ، لأن هذا في نفس الأمر كان التوقيف على مدته. "ابن عطية"


تفسير قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110) }
قال الطبري: إنما أمر الله هنا بالصلاة والزكاة لتحط ما تقدم من ميلهم إلى أقوال اليهود راعنا [البقرة: 104]، لأن ذلك نهي عن نوعه، ثم أمر المؤمنين بما يحطه، والخير المقدم منقض لأنه فعل، فمعنى تجدوه تجدوا ثوابه وجزاءه، وذلك بمنزلة وجوده.
وقوله تعالى: إنّ اللّه بما تعملون بصيرٌ خبر في اللفظ معناه الوعد والوعيد. " ابن عطية "



تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) }
قالوا : جُمعت على سبيل أن كلا الطائفتين يقرؤون التوراة. " الزجاج "
وقيل من باب الإيجاز واللف حيث جمع " قولهم " وفرّق نوعيهم " اليهود والنصارى " فدلَّ عل تفرق قوليهم. "ابن عطية "
هودًا : جمع هائد ، وهو التائب الراجع وقيل من يهودي وحُذفت الياء ! "ابن عطية "
أمانيهم قال أبو العالية : أماني تمنوها على الله بغير حق.
هاتوا : من هاتى يُهاتي وأُميت تصريف هذا الفعل على الأمر ، وقيل من آتى والهاء عوض عن الهمزة. وقيل ها تنبيه وألزمت همزة " آتى الحذف " "ابن عطية "
برهانكم : حجتكم.
والمعنى ، أنّ الله عز وجل يبين اغترار اليهود والنصارى وإدعائهم بأنه لن يدخل الجنة غيرهم
كما قالوا { نحنُ أبناءُ الله وأحباؤه } وكما ورد عنهم قولهم بأنهم لن يدخلوا الجنة إلا أيامًا معدودةً.
فتحداهم أن يأتوا بحجتهم إن كانوا صادقين فيما يدعونه.

تفسير قوله تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) }

بلى : رد بالإيجاب في النفي {وقالوا لن يدخل الجنة } "ابن عطية "
أسلم وجهه لله وهو محسن :
قال سعيد بن جبيرٍ: {بلى من أسلم} أخلص، {وجهه} قال: دينه، {وهو محسنٌ} أي: متّبعٌ فيه الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم.
فعمل الرهبان إن فُرض أنهم مخلصون لا يُتقبل منهم حتى يكون متابعًا للرسول صلى الله عليه وسلم
وعمل المنافقين موافق للشرع في الظاهر ويفتقد الإخلاص { يخادعون الله وهو خادعهم}
{ فلا خوف عليهم} فيما يُستقبل { ولا يحزنون } على ما مضى .
تفسير قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) }
يبيّن به تعالى تناقضهم وتباغضهم وتعاديهم وتعاندهم.
· سبب النزول :
عن ابن عبّاسٍ، قال: لما قدم أهل نجران من النّصارى على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، أتتهم أحبار يهود، فتنازعوا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال رافع بن حريملة ما أنتم على شيءٍ، وكفر بعيسى وبالإنجيل. وقال رجلٌ من أهل نجران من النّصارى لليهود: ما أنتم على شيءٍ. وجحد نبوّة موسى وكفر بالتّوراة. فأنزل اللّه في ذلك من قولهما {وقالت اليهود ليست النّصارى على شيءٍ وقالت النّصارى ليست اليهود على شيءٍ وهم يتلون الكتاب}
{الكتاب} المقصود به التوراة والإنجيل فتكون "أل " للجنس.
أو المقصود به التوراة فقط إذ يؤمنُ بها كلا من اليهود والنصارى فتكون "أل " للعهد. " ابن عطية "
الذين لا يعلمون :
الربيع بن أنس ، وقتادة : النصارى.

عطاء : أمم كانت قبل اليهود والنصارى.
السّدي : العرب ؛ ورجح ابن جرير أنّها عامة.
يحكم بينهم : يفصل بينهم
يريهم من يدخل الجنة عياناً, ويدخل النار عياناً ، وهذا الحكم فيما تصيرُ إليه الأمور أما العقيدة فقد حكم بينهم بالحجج والبراهين " الزجاج "
كانوا : بصيغة الماضي ، حسن على مراعاة الحكم. "ابن عطية".

أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 18 ذو القعدة 1441هـ/8-07-2020م, 03:31 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفية الشقيفي مشاهدة المشاركة

تفسير قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}



مسائل القراءات في الآية :

· القراءات في { البر} ط
· القراءات في { ولكن البر من ءامن } ط ج


المسائل التفسيرية :

· مكانة الآية ك
· المخاطبون بالآية ك ط ج
· معنى قوله تعالى :{ ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرقِ والمغربِ } ك ط ج

· معنى البر في { ولكن البر } ط ج
· المقصود بالكتاب ك
· معنى المال في قوله تعالى :{ آتى المال على حبه } ك ط
· معنى البر في { ولكن البر } ط ج
· مرجع الضمير في قوله تعالى : { على حبه }
· لمن تكونُ الصدقة ؟ ك ط
· معنى وأقام الصلاة ك
· المقصود بالزكاة في قوله { وآتى الزكاة }
· معنى قوله تعالى : { والموفون بعهدهم إذا عاهدوا } ك
· معنى قوله تعالى :{ والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس } ك ط ج
· معنى قوله تعالى : { أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون } ك ط


المسائل اللغوية :
· إعراب البر في قوله { ليس البر } على القراءتين.
· أوجه نصب { الصابرين } ك ط ج

· أوجه رفع { الموفون } ط ج







مسائل القراءات في الآية :

· القراءات في { البر} : ط
- بالرفع " ليس البرُّ " هكذا في أكثر القراءات السبعة.

- بالنصب " ليس البرَّ " : في رواية حفص عن عاصم.


· القراءات في { ولكن البر من ءامن } : ط ج
- تشديد لكنَّ ونصب البرَّ.
- تخفيف لكنِ ورفع البر.


المسائل التفسيرية :

· مكانة الآية : ك
قال ابن كثير :
اشتملت هذه الآية الكريمة، على جمل عظيمةٍ، وقواعد عميمةٍ، وعقيدةٍ مستقيمة.

· المخاطبون بالآية ك ط ج
على أربعة أقوال :
1: أهل الكتاب وبعض المسلمين الذين ترددوا حين نزل أمر تحويل القبلة ؛ قاله ابن كثير.
2: للمؤمنين ، نقله ابن عطية عن ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد.

3: الخطاب لليهود والنصارى لاختلافهم في التولي ، يتولى اليهود إلى بيت المقدس والنصارى لمطلعِ الشمس ، وتكلموا في تحويلِ القبلة وفضلت كل فرقة توليها، قاله ابن عطية.
4: الخطاب للأنبياء لأنه لا يجمع هذه الخصال الواردة في الآية سواهم . ذكره الزجاج وهذا القول مرجوح.
والراجحُ هو القولُ الأول.

· معنى قوله تعالى :{ ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرقِ والمغربِ } ك ط ج
أي : ليس البر أن تكون القبلة قبل المشرقِ أو المغربِ دون أن يكون في ذلك طاعةً وامتثال لأمر الله فحقيقةُ البرّ أن يمتثل العبد أمر الله عز وجل.


· معنى البر في قوله تعالى : { ولكن البر } ط ج
على قولين :
1: والمعنى ولكن ذا البر من آمن
2: أو ولكن البر بر من آمن .

· المقصود بالكتاب ك
تعم كل الكتب التي أنزلها اللهُ عز وجل وخاصةً القرآن الذي نسخ الله به الشرائع السابقة وجعله مهيمنًا على جميعِ الكتب.

· معنى " المال " في قوله تعالى : { آتى المال على حبه } ك ط
على قولين :
1: الزكاة المفروضة.
2: الصدقة ؛ وهو الراجح ، لأنه قد ورد الأمر بالزكاةِ في نفسِ الآية ، ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي
أورده ابن كثير في تفسيره : عن فاطمة بنت قيسٍ، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "في المال حقٌّ سوى الزّكاة" ثمّ تلا {ليس البرّ أنتولّوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب} إلى قوله: {وفي الرّقاب} وهو ضعيف من طريق أبي حمزة عن الشعبي.
ومعناها أن يتصدق المرءُ وهو محبٌ للمال.
قال ابن كثير : ثبت في الصّحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "أفضل الصّدقة أن تصدّق وأنت صحيحٌ شحيحٌ، تأمل الغنى، وتخشى الفقر".
وهي درجةٌ أقل ممن يتصدقون وهم محتاجون للمال كما قال الله تعالى { ويؤثرون على أنفسِهم ولو كان بهم خصاصة } ). بتصرف.



· مرجع الضمير في قوله تعالى : { على حبه } : ط
ورد فيه أربعة أقوال :
1: المال. " وتكون – على حبه – جملة معترضة "
2: الإيتاء. " أي في وقتٍ حاجةٍ من الناس "
3: الله عز وجل في قوله " من آمن بالله "
4" ضمير الفاعل المستتر في الفعل " وآتى "

· لمن تكونُ الصدقة ؟ ك ط
1: ذوي القربى : وهم أولى بها ، كما ثبت في الحديث: "الصّدقة على المساكين صدقةٌ، وعلى ذوي الرّحم ثنتان: صدقةٌ وصلةٌ".
2: اليتامى : واليتيم من مات أبوهُ قبل أن يبلغ.
3: المساكين : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ليس المسكين بهذا الطوّاف الذي ترده التمرة والتّمرتان واللّقمة واللّقمتان، ولكنّ المسكين الذي لا يجد غنًى يغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه. رواهُ البخاري ومسلم.
4: ابن السبيل : وهو: المسافر المجتاز الذي قد فرغت نفقته فيعطى ما يوصله إلى بلده، وكذاالذي يريد سفرًا في طاعةٍ، فيعطى ما يكفيه في ذهابه وإيابه، ويدخل في ذلكالضّيف ؛ ورد ذلك عن ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وغيرهم.
5: والسائلين : الذين يسألون الناس.
6: وفي الرقاب : المكاتبون الذين يحتاجون المال لآداء ما في كتابهم.

· معنى وأقام الصلاة ك
أدى الصلاة في وقتها وعلى الوجه الشرعي المرضي.

·
المقصود بالزكاة في قوله { وآتى الزكاة }ك
يحتمل أن يُراد بها :
- الزكاة المفروضة.
- تطهير النفس مثل قوله تعالى : { قد أفلح من زكاها}

· معنى قوله تعالى: { والموفون بعهدهم إذا عاهدوا } ك
كقوله { الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق } وعكسها النفاق.

· معنى قوله تعالى :{ والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس } ك ط ج
- البأساء : الفقر
- الضراء : المرض
- حين البأس : القتال.
· معنى قوله تعالى : { أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون } ك ط
صدقوا في إيمانهم بالقلب والقول والفعل واتقوا عذاب الله بفعل الأوامر واجتناب المحرمات.

المسائل اللغوية :

· إعراب البر في قوله { ليس البر } على القراءتين : ط
1:الرفع : على أنها اسم ليس ، وهي قراءة جمهور القراء السبعة.
2: النصب :
على أنها خبر ليس والاسم " أن تولوا " أي ليس توليتكم قبل المشرق والمغرب البرَّ ، وهي قراءة حفص عن عاصم.
ذكرهما ابن عطية في تفسيره.

· أوجه نصب { الصابرين } ك ط ج
على قولين :
1: على المدح ، قاله ابن عطية وابن كثير والزجاج.
2: أعني الصابرين ، ذكره الزجاج.

· أوجه رفع { الموفون } :ط ج
على قولين :
1: على المدح.
2: معطوفة على " من آمن "
ذكرهما الزجاج وابن عطية.



أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 18 ذو القعدة 1441هـ/8-07-2020م, 03:48 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفية الشقيفي مشاهدة المشاركة
تلخيص تفسير الآيات من ( 261 ) إلى ( 264 ) من سورة البقرة

تفسير قول الله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)}


مسائل القراءات :
القراءات في قوله : " في كل سنبلة مائة حبة " ع


المسائل التفسيرية :
مقصد الآية ع
المقصود بالنفقة في قوله : " ينفقون " ع ك
تحديد أبواب النفقة ع ك
معنى " حبة " ع
المقصود بالحبة ع
المقصود بالمثل : " كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة " ع ك
معنى في كل سنبلة مائة حبة ع
الأعمال التي تضاعف إلى سبعمائة حسنة ع ك
معنى المضاعفة في قوله : " والله يضاعف لمن يشاء " ع
مناسبة ختام الآية بقوله : " والله واسع عليم " ج


المسائل اللغوية :
اشتقاق سنبلة ع
تقدير المحذوف في قوله : " مثل الذين " ع
إعراب " مائة " ع


التلخيص :
مسائل القراءات :
القراءات في قوله : " في كل سنبلة مائة حبة " ع
1:
مائةُ حبة ، وهذه قراءة الجمهور.
2:
مائةَ حبة ، بالنصب ، قاله أبو عمرو الداني وذكره ابن عطية.

المسائل التفسيرية :
مقصد الآية ع
التحريض على النفقة في سبيل الله ، قاله ابن عطية.

المقصود بالنفقة في قوله : " ينفقون " ع ك
1:
نفقة التطوع عمومًا ، قاله ابن عطية ، وحكاه ابن كثير عن سعيد بن جبير.
2:
الآية خاصة في النفقة في الجهاد في سبيل الله ، قاله مكحول ، وحكاه عنه ابن كثير في تفسيره.

3: [النفقة في] الحج والجهاد ، قاله ابن عباس ، وحكاه عنه ابن كثير.
والراجح القول الأول ، قال ابن عطية : " وهي جميع ما هو طاعة وعائد بمنفعة على المسلمين والملة، وأشهرها وأعظمها غناء الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا ".

معنى " حبة "
اسم جنس لكل ما يزدرعه ابن آدم ويقتات ، وأشهره البر ، قاله ابن عطية.

المقصود بالحبة ع
المقصود بها في الآية ، البر ( القمح ).

المقصود بالمثل : " كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة " ع ك
المقصود أن الله ينمي أجر النفقة إلى سبعمائة ضعف ، كما تنبت الحبة الواحدة سبع سنابل من القمح ، في كل سنبلة مائة حبة ، وهذا حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير.

معنى في كل سنبلة مائة حبة ع
1: أن كل سنبلة تنبت مائة حبة ، قاله الضحاك ونقله عنه الطبري ، وحكاه عن الطبري ابن عطية.
2: إن وُجد ذلك وإلا على الافتراض ، قاله الطبري وحكاه عنه ابن عطية.

الأعمال التي تضاعف إلى سبعمائة حسنة ع ك
1: النفقة في سبيل الله للجهاد : .
عن أبي عبيدة الجراح قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " «من أنفق نفقةً فاضلةً في سبيل اللّه فبسبعمائةٍ .. " الحديث ، رواهُ الإمام أحمد ،وذكره ابن كثير.
عن ابن مسعودٍ: «أنّ رجلًا تصدّق بناقةٍ مخطومةٍ في سبيل اللّه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لتأتينّ يوم القيامة بسبعمائة ناقةٍ مخطومةٍ» ، رواهُ الإمام أحمد ، وروى مسلم نحوه ، وذكره ابن كثير.
عن خريم بن فاتكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من أنفق نفقةً في سبيل اللّه تضاعف بسبعمائة ضعفٍ».رواه أحمد ، وذكره ابن كثير.
2:
الحج.
عن ابن عبّاسٍ: «الجهاد والحجّ، يضعف الدّرهم فيهما إلى سبعمائة ضعفٍ؛ ولهذا قال اللّه تعالى:{كمثل حبّةٍ أنبتت سبع سنابل في كلّ سنبلةٍ مائة حبّةٍ}، ذكره ابن كثير.


3: الصلاة والصيام والذكر :
عن سهل بن معاذٍ، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ الصّلاة والصّيام والذّكر يضاعف على النّفقة في سبيل اللّه سبعمائة ضعفٍ».رواه أبو داوود، وذكره ابن كثير.
4: أنها عامة في كل الحسنات :
عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إن اللّه عزّ وجلّ، جعل حسنة ابن آدم بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعفٍ ، إلّا الصّوم، والصّوم لي وأنا أجزي به..."الحديث. رواهُ الإمام أحمد ، وفي لفظ آخر عنده " أيضا : " وبنحوه رواه مسلم.

معنى المضاعفة في قوله : " والله يضاعف لمن يشاء " ع
ومعناها على قولين :
1:
أنها تأكيد على المعنى السابق بأن الله يضاعف الحسنة إلى سبعمائة ضعف ، وليس ثمة تضعيف فوق سبعمائة ضعف ، قاله ابن عطية.
2: أن الله قد يضاعف الحسنات لأكثر من سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله ، وهو الراجح الذي دلت عليه النصوص ، ورجحه ابن عطية.
- عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «كلّ عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعفٍ، إلى ما شاء اللّه، يقول اللّه: إلّا الصّوم، فإنّه لي وأنا أجزي به .. " الحديث رواه مسلم والإمام أحمد ، وذكره ابن كثير.
فدل قوله : " إلى ما شاء الله " أنه قد يضاعف لأكثر من سبعمائة ضعف ، وأنا الصوم من الأعمال التي تضاعف إلى ما شاء الله.
- قال ابن عمر لما نزلت هذه الآية قال النبي عليه السلام «رب زد أمتي».فنزلت: {من ذا الّذي يقرض اللّه قرضاً حسناً فيضاعفه له}[الحديد: 11]، فقال: «رب زد أمتي»، فنزلت: {إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حسابٍ} [الزمر: 10] ، رواه ابن مردوية وبنحوه روى ابن حبان في صحيحه ،ذكره ابن كثير.
- عن عمران بن حصينٍ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «من أرسل بنفقةٍ في سبيل اللّه، وأقام في بيته فله بكلّ درهم سبعمائة درهمٍ يوم القيامة ومن غزا في سبيل اللّه، وأنفق في جهة ذلك فله بكلّ درهم سبعمائة ألف درهمٍ».ثمّ تلا هذه الآية: {واللّه يضاعف لمن يشاء}، رواه ابن أبي حاتم ، وذكره ابن كثير وقال عنه : وهذا حديث غريب.
- روي عن ابن عباس أن التضعيف ينتهي لمن شاء الله إلى ألفي ألف. قال ابن عطية : " وليس هذا بثابت الإسناد عنه ".

من يستحق المضاعفة :
المضاعفة تكون بحسب إخلاص المرء في عمله ، كما قال ابن كثير.

مناسبة ختام الآية بقوله : " والله واسع عليم " جك
أي أن الله فضله واسع أوسع من خلقه ، وعليم بمن يستحق ولا يستحق ، وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والزجاج.


المسائل اللغوية :

اشتقاق سنبلة ع
سنبلة على وزن فنعلة ، من أسبل الزرع أي أرسل ما فيه كما ينسبل الثوب، والجمع سنابل ، قاله ابن عطية.

تقدير المحذوف في قوله : " مثل الذين " ع
تقديره مثل إنفاق الذين، أو تقدره كمثل ذي حبة ، قاله ابن عطية.

إعراب " مائة " ع
على القراءة بالرفع : مبتدأ.
على قراءة النصب : مفعول به ، على تقدير : أنبتت مائة حبة.

تفسير قوله تعالى : { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (262)}

مناسبة الآية لما قبلها ع
مقصد الآية ك
المقصودون بالآية ع
معنى المن ع ك
المقصود بالأذى ع ك
صور المن والأذى بعد الصدقة ع ك
الحكمة في الجمع بين المن والأذى ع
أحوال المنفق في سبيل الله من حيث المقصد ع
الحكمة من إبطال المن والأذى للصدقة ع
معنى : " لهم أجرهم عند ربهم " ك
مناسبة نفي الخوف والحزن عن المنفقين في سبيل الله ع ك
مناسبة ختام الآية بقوله { لا خوف عليهم ولا يحزنون } ع ك





التلخيص :

مناسبة الآية لما قبلها ع
1:
في الآية السابقة بيان أجر المنفقين في سبيل الله ، وفي هذه الآية بيان أن هذا الأجر لمن لم يتبع صدقاته بالمن والأذى ، قال بنحو ذلك ابن عطية.
2:
الآية الأولى في المنفقين في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ، والثانية فيمن ينفقون وهم قعود ولا يخرجون في سبيل الله ، قاله ابن زيد ، ورد ابن عطية هذا القول.

مقصد الآية ك
مدح المنفقين في سبيل الله ، والمخلصين في ذلك ؛ فلا يتبعون نفقاتهم بمن ولا أذى ، قال بنحوه ابن كثير.

المقصودون بالآية ع
1: ذكر النقاش:«أنه قيل إن هذه الآية نزلت في عثمان بن عفان رضي الله عنه،"
2:
علي بن أبي طالب رضي الله عنه»،قاله النقاش وحكاه ابن عطية.
3:
وقال مكي: «في عثمان وابن عوف رضي الله عنهما» ، قاله ابن عطية.
4: الذين ينفقون وهم قعود ولا يخرجون للجهاد ، لذلك شرط عليهم أن لا يتبعوا ما أنفقوا منًا ولا أذى ، قاله ابن زيد ، ورد ابن عطية قوله : " «وفي هذا القول نظر، لأن التحكم فيه باد».

معنى المن ع ك

النعمة على معنى التعديد لها والتقريع به ، قاله ابن عطية ، وذكر ابن كثير أن ذلك المن يكون بالقول والفعل.

المقصود بالأذى ع ك
-
القول الأول : السب والتشكي ، قاله ابن عطية.
-
القول الثاني: لا يفعلون مع من أحسنوا إليه مكروهًا يحبطون به ما سلف من الإحسان ، وهو معنى أعم من القول الأول ، قاله ابن كثير.

الحكمة من الجمع بين المن والأذى ع
الأذى أعم من المن ، ولكن ذكر المن قبله لبيان كثرة وقوعه ، قاله ابن عطية.

أحوال المنفق في سبيل الله من حيث المقصد ع
1:
أن يريد وجه الله تعالى ويرجو ثوابه، فهذا لا يرجو من المنفق عليه شيئا ولا ينظر من أحواله في حال سوى أن يراعي استحقاقه.
2:
يريد من المنفق عليه جزاء بوجه من الوجوه، فهذا لم يرد وجه الله بل نظر إلى هذه الحال من المنفق عليه، وهذا هو الذي متى أخلف ظنه من بإنفاقه وآذى.
3:
ينفق مضطرا دافع غرم إما لماتة للمنفق عليه أو قرينة أخرى من اعتناء معتن ونحوه، فهذا قد نظر في حال ليست لوجه الله، وهذا هو الذي متى توبع وحرج بوجه من وجوه الحرج آذى.
ذكر هذه الأوجه الثلاثة ابن عطية في تفسيره.

الحكمة من إبطال المن والأذى للصدقة ع
وذلك لأنهما يدلان على عدم صحة إخلاص المنفق لله عز وجل ، وعدم الإخلاص يُبطل العمل ، قال بنحوه ابن عطية.

المقصود بالأجر في قوله: " لهم أجرهم عند ربهم " ع
الأجر: الجنة ، قاله ابن عطية.

دلالة قوله " عند ربهم " في قوله: " لهم أجرهم عند ربهم " ك
تدل على أن الله عز وجل هو من ضمن لهم أجرهم ، وقال بنحوه ابن كثير.

مناسبة نفي الخوف والحزن عن المنفقين في سبيل الله ع ك
أنه نفى عنهم الخوف من مستقبلهم يوم القيامة ، والحزن على ما فاتهم من لذات الدنيا ، لأنهم يغتبطون بآخرتهم ، قاله ابن عطية ، وقال بنحوه ابن كثير.

تفسير قوله تعالى : { قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263) }
المسائل التفسيرية :
مقصد الآية ع
المقصود بالقول المعروف ع ك
المقصود بالمغفرة ع ك
مناسبة ختم الآية بقوله : " والله غني حليم " ع ك

المسائل اللغوية :
إعراب قول معروف ومغفرة خير من صدقة ع

التلخيص :
المسائل التفسيرية :
مقصد الآية ع
بيان من الله – عز وجل – لأن القول المعروف والمغفرة خير من صدقة هي في ظاهرها صدقة، وفي باطنها لا شيء. لأن ذلك القول المعروف فيه أجر، وهذه لا أجر فيها.

المقصود بالقول المعروف ع ك
الدعاء والتأنيس والترجية بما عند الله ،وهذا حاصل ما قاله ابن عطية وابن كثير.

المقصود بالمغفرة ع ك
1:
ستر للخلة ، وسوء حالة المحتاج ، قاله ابن عطية.
2: أن يغفر للسائل إذا أغلظ وجفا إن حُرم ولم يُعط الصدقة ، قاله النقاش ، وذكره ابن عطية ، وقال بنحوه ابن كثير.
والمعنى عام يشمل القولين.

مناسبة ختم الآية بقوله : " والله غني حليم " ع ك
فيه بيان أن الله غني عن الصدقات ، خاصة من يتبعون صدقاتهم منا وأذى ، وأنه حليم عليهم ويمهلهم ولم يعاجلهم بالعقوبة ، وهذا حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير.

المسائل اللغوية :
إعراب قول معروف ومغفرة خير من صدقة ع
قال المهدوي في تقدير إعرابه " قولٌ معروفٌ أولى ومغفرةٌ خيرٌ ".
وقال ابن عطية : " «وفي هذا ذهاب برونق المعنى، وإنما يكون المقدر كالظاهر"
لعله أراد : قول معروفٌ خير ، ومغفرةٌ خير ، وكل منهما مبتدأ وخبر.



تفسير قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264)}


مسائل القراءات :
القراءات في " رئاء الناس " ع
القراءات في صفوان ع

المسائل التفسيرية :
المقصود بإبطال المن للصدقة ع ك *
معنى المن ج
معنى التشبيه في قوله " كالذي ينفق ماله رئاء الناس " ع ك
أداة التشبيه :
وجه التشبيه ع ك
معنى " رئاء الناس " ع
معنى الإنفاق رئاء الناس : ع ك
مرجع الضمير المستتر في قوله : " ولا يؤمن بالله واليوم الآخر " ع
فائدة العطف بقوله : " ولا يؤمن بالله واليوم الآخر " على ينفق رئاء الناس ك ع
معنى المثل في قوله { فمثله كمثل صفوان عليه تراب .. }ج ع ك
أداة التشبيه في قوله { فمثله كمثل صفوان عليه تراب .. }ج ع ك
وجه التشبيه في قوله { فمثله كمثل صفوان عليه تراب .. }ج ع ك

مرجع الضمير في قوله : " فمثله كمثل " ك
معنى صفوان ج ع
معنى الوابل ج ك
مرجع الضمير في قوله : " فتركه " ك
فائدة وصف الصفوان بقوله : صلدًا ع ك
مرجع الضمير في قوله : " لا يقدرون ع
معنى : " لا يقدرون على شيء مما كسبوا " ع
فائدة التخصيص بـ " مما كسبوا " ع
المقصود بنفي الهداية عن الكافرين ج ع

المسائل اللغوية :
اشتقاق صفوان ع ك
فائدة حمل المعنى في قوله : " يقدرون " على الذي ع

التلخيص :
مسائل القراءات
:
القراءات في " رئاء الناس " ع
1:
رئاء : بالهمز ، وهي قراءة الجمهور.
2:
رياء : بدون همز ، قرأها طلحة بن مصرف ، ورويت عن عاصم. ذكر ذلك ابن عطية.

القراءات في صفوان ع
1:
صفْوان : بسكون الفاء ، وهي قراءة الجمهور.
2:
صفَوان : بفتح الفاء ، قرأها الزهري وابن المسيب ، وذكرها ابن عطية عنهم.


المسائل التفسيرية :
المقصود بإبطال المن للصدقة ع ك *
ورد فيها قولان :
القول الأول :
أن الصدقة تبطل بما يتبعها من من وأذى ، ذكره ابن كثير وقال : “ فما يفي ثواب الصّدقة بخطيئة المنّ والأذى”.

القول الثاني :
أن ثواب الصدقة لا يُكتب أصلا ، وهو قول ابن عطية وعلل ذلك بأن المن والأذى دليل على عدم صدق نية المتصدق بداية ، وعلى هذا حمل معنى الإبطال على :
1:
من علم الله أنه يمن ويؤذي في صدقته ، لا يتقبلها منه.
2:
أن الله يجعل للملك أمارة على هذه الصدقة ، فلا يكتبها.

والراجح هو القول الأول ، والله أعلم.

معنى المن ج
هو الاعتداد بما أعطى ، ذكره الزجاج.

معنى الأذى : ج
أن يوبخ المعطَى ، ذكره الزجاج.
معنى التشبيه في قوله " كالذي ينفق ماله رئاء الناس " ع ك
هو تشبيه للذي ينفق ماله ثم يتبعه بالمن والأذى ، بالذي ينفق ماله رياء وسمعة ولم يقصد به وجه الله.

أداة التشبيه :
الكاف في قوله : " كالذي "

وجه التشبيه ع ك
1:
أن المنافق والمنان لم يصدقا النية لله عز وجل ، قاله ابن عطية ونقله عن المهدوي.
2: أن المنافق والمنان تبطل صدقتهم ، قاله ابن كثير.

معنى " رئاء الناس " ع
قال ابن عطية : والرياء مصدر من فاعل من الرؤية. كأن الرياء تظاهر وتفاخر بين من لا خير فيه من الناس ".

معنى الإنفاق رئاء الناس : ع ك
أي ينفق ليقال جواد ، ونحو ذلك من المقاصد الدّنيويّة، مع قطع نظره عن معاملة اللّه تعالى وابتغاء مرضاته وجزيل ثوابه ، وهذا حاصر ما ذكره ابن عطية وابن كثير.

مرجع الضمير المستتر في قوله : " ولا يؤمن بالله واليوم الآخر " ع
على قولين ذكرهما ابن عطية في تفسيره :
1: الكافر الذي يظهر الكفر.
2: المنافق الذي يظهر الإيمان ويبطن الكفر.

فائدة العطف بقوله : " ولا يؤمن بالله واليوم الآخر " على ينفق رئاء الناس ك
لبيان أن هذا المرائي قطع نظره عن معاملة الله تعالى وابتغاء مرضاته ، ذكره ابن كثير.

معنى المثل في قوله { فمثله كمثل صفوان عليه تراب .. }ج ع ك
أن الحجر الأملس إذا كان عليه تراب ظنه الناس أرضًا منبتة ، فإذا نزل عليه المطر تبين حقيقته.

أداة التشبيه في قوله { فمثله كمثل صفوان عليه تراب .. }ج ع ك
أداة التشبيه هي : كَمثل.

وجه التشبيه في قوله { فمثله كمثل صفوان عليه تراب .. }ج ع ك
كما أن المطر يظهر حقيقة الحجر الأملس وأنه ليس أرضًا منبتة ، كذلك المرائي إذا كان يوم القيامة وحصلت الأعمال انكشف سره وظهر أنه لا قدر لصدقته ولا معنى.

مرجع الضمير في قوله : " فمثله كمثل " ج ك ع
على قولين :
1: المثل للمرائي ، قاله ابن كثير وابن عطية.
2:المثل للمنان ، قاله ابن عطية.
وحمل الزجاج المعنى على القولين.

معنى صفوان ج ع
هو الحجر الكبير الأملس ، حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

معنى الوابل ج ك
المطر العظيم القطر ، حاصل ما ذكره ابن كثير والزجاج.

مرجع الضمير في قوله : " فتركه " ك
يعود على الصفوان.

فائدة وصف الصفوان بقوله : صلدًا ع ك
يفيد ذهاب كل ما عليه من التراب وبين حقيقة أنه حجر أملس يابس ، وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير وابن عطية.

مرجع الضمير في قوله : " لا يقدرون " ع
الذين ينفقون رئاء الناس ، قاله ابن عطية.

معنى : " لا يقدرون على شيء مما كسبوا " ع
قال ابن عطية : " أي لا يقدرون على الانتفاع بثواب شيء من إنفاقهم ذلك وهو كسبهم "

فائدة التخصيص بـ " مما كسبوا " ع
زيادة في التقريع ، أنهم أنفقوا مما كسبوا في الدنيا ، ومع هذا لم ينتفعوا به لانتفاء الإخلاص ، وهذا ما فهمته من تفسير ابن عطية.

المقصود بنفي الهداية عن الكافرين ج ع
على أرابعة أقوال:
1: إما عموم يراد به الخصوص في الموافي على الكفر، ذكره ابن عطية.
2:
وإما أن يراد به أنه لم يهدهم في كفرهم بل هو ضلال محض.،ذكره ابن عطية وذكر نحوه الزجاج.
3:
وإما أن يريد أنه لا يهديهم في صدقاتهم وأعمالهم وهم على الكفر.
4: لا يجعل جزاءهم على الكفر أن يهديهم ، ذكره الزجاج.

المسائل اللغوية :

اشتقاق صفوان ع ك
أ: أنه جمع :
ومفرده على أقوال :
1:
مفرده صفواة.
2:
مفرده صفواته ، ذكره ابن كثير.
3: مفرده صفا ، وهو قول المبرد ، نقله عنه ابن عطية.
قال أبو ذؤيب :
حتى كأني للحوادث مروة = بصفا المشقّر كلّ يوم تقرع
4: مفرده صفواء :
.
قال امرؤ القيس:
كميت يزل اللبد عن حال متنه .......كما زلت الصفواء بالمتنزل
ب: أنه مفرد :
وجمعه صفى ، وأنكره المبرد.
ذكر جميع الأقوال ابن عطية ، وذكر ابن كثير أن صفوان تستخدم للجمع والمفرد.

فائدة حمل المعنى في قوله : " يقدرون " على الذي ع

قال ابن عطية :
"
وجاءت العبارة ب يقدرون على معنى الذي. وقد انحمل الكلام قبل على لفظ الذي، وهذا هو مهيع كلام العرب ولو انحمل أولا على المعنى لقبح بعد أن يحمل على اللفظ"


__________________________________________
* قال ابن عطية في نهاية تفسيره لهذه الآية :
وما ذكرته في هذه الآية من تفسير لغة وتقويم معنى فإنه مسند عن المفسرين وإن لم تجىء ألفاظهم ملخصة في تفسير إبطال المن والأذى للصدقة.
أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 18 ذو القعدة 1441هـ/8-07-2020م, 04:33 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفية الشقيفي مشاهدة المشاركة
تلخيص تفسير قول الله تعالى : { ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمسِ من المشرقِ فأتِ بها من المغرب فبُهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين }

مسائل القراءات :

القراءات في قوله : { ألم تر } ع
القراءات في : { أنا أحيي } ع
القراءات في قوله : { فبهت } ع
اختلاف القراء في إثبات ألف { أنا } في القرآن. ع

المسائل التفسيرية :

● مقصد الآية. ع
معنى الاستفهام في قوله : { ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه } ج
الغرض من الاستفهام ج ع
معنى الرؤية في قوله : { ألم تر } ع ك
المقصود بالذي حاج إبراهيم ع ك
معنى حاجَّ ع
سبب مناظرة إبراهيم عليه السلام للملك الكافر ع ك
معنى تعدية الفعل { حاج } بحرف الجر " في " ك
مرجع الضمير في قوله { في ربه } ع
مرجع الضمير في قوله{ آتاه الله الملك } ج
المقصود بالمُلك في قوله : { أن آتاه الله الملك } ج ع
دلالة قوله { أن آتاه الله الملك } على كفر وطغيان الملك ك
الحكمة من احتجاج إبراهيم عليه السلام بقوله : {ربي الذي يحيي ويميت} ك
المراد من قول الملك أنه يحيي ويميت ج ك
الحكمة من احتجاج إبراهيم على الملك بالإتيان بالشمس من المغرب ج ع ك
معنى بُهت في قوله { فبهت الذي كفر } ج ع ك
معنى نفي الهداية عن الظالمين في قوله { والله لا يهدي القوم الظالمين } ع ك
دلالة الآية على إثبات الوحي ج

المسائل اللغوية :
إعراب { أن آتاه } ع
اللغات في الفعل " بهت " ع


مسائل أخرى :

عاقبة النمرود ك


التلخيص :



مسائل القراءات :
القراءات في قوله : { ألم تر } ع
- بفتح الراء : { الم ترَ } ، وهذه قراءة الجمهور.
- بسكون الراء ،
وهذه قراءة علي ابن أبي طالب - رضي الله عنه - ، ذكر ذلك ابن عطية في تفسيره.
القراءات في : { أنا أحيي } ع
- { أن أحيي } عند الوصل ، بطرح الألف بعد النون ، وهذه قراءة الجمهور.
- { أنا أحيي } بإثبات الألف عند الوصل ، وهي قراءة ورش وقالون وابن أبي أويس عن نافع ،
ذكر ذلك ابن عطية.


القراءات في قوله : { فبهت }
1: بُهِت : بضم الباء وكسر الهاء ، وهي قراءة الجمهور.
2: بَهُت : بفتح الباء وضم الهاء ، وهذه قراءة أبي حيوة.
3: بَهَت : بفتح الباء والهاء ، وهذه قراءة ابن السميفع.
4: بَهِت : بفتح الباء وكسر الهاء ، وحكى هذه القراءة أبو الحسن الأخفش.

ذكر هذه القراءات ابن عطية في تفسيره.



اختلاف القراء في إثبات ألف { أنا } في القرآن :
- الجمهور على إسقاطها في كل القرآن عند الوصل.
- وأما ورش وقالون وابن أبي أويس عن نافع فقد فرقوا بين موضعين :
الأول : إثباتها عند الوصل إذا لقيتها همزة ، إلا في قوله تعالى :{ إن أنا إلا نذيرٌ مبين }
الثاني : طرحها في غير ذلك.
وذكر ذلك ابن عطية في تفسيره.

المسائل التفسيرية :

مقصد الآية :
إخبار للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأمته ، بأن حجة الظالمين داحضة ، وبأن الله لا يهديهم في حججهم على ظلمهم، قال بنحو ذلك ابن عطية وابن كثير.

معنى الاستفهام في قوله : { ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه }
التعجب من أمر الذي حاج إبراهيم في ربه ، قال بنحو ذلك الزجاج.

الغرض من الاستفهام
التنبيه ، ذكر ذلك الزجاج وابن عطية.

معنى الرؤية في قوله : { ألم تر }
الرؤية القلبية ، قال بذلك ابن عطية وابن كثير في تفسيريهما.

المقصود بالذي حاج إبراهيم ع ك
القول الأول :
النمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوحٍ.
قال بذلك مجاهد وقتادة والربيع والسدي وابن إسحاق وزيد بن أسلم وغيرهم ، وذكر هذا القول ابن عطية وابن كثير.
- نبذة من أخباره وصفاته :

1: ملك كافر ، وقيل بأنه ملك الدنيا كلها :

قال مجاهدٌ: «وملك الدّنيا مشارقها ومغاربها أربعةٌ: مؤمنان وكافران فالمؤمنان: سليمان بن داود وذو القرنين. والكافران: نمرود بن كنعان وبختنصّر. فاللّه أعلم». ذكره ابن كثير في تفسيره ، ونص على هذا القول ابن عطية في تفسيره.
2: صاحب النار والبعوضة :
- أي من ألقى إبراهيم في النار ، وعُذب آخر حياته بالبعوضة.
- «والّذي حاجّ إبراهيم هو نمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح ملك زمانه وصاحب النار والبعوضة»، نسب ابن عطية هذا القول لمجاهد وقتادة والربيع والسدي وابن إسحاق وزيد بن أسلم وغيرهم.
3: قيل بأنه أول من ملك الأرض ، قال بذلك ابن جريج ، ورده ابن عطية.
4: قيل بأنه ملك بابل وصاحب الصرح فيها :
قال قتادة: «هو أول من تجبر وهو صاحب الصرح ببابل». ذكر ذلك ابن عطية في تفسيره.

القول الثاني: نمرود بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح ، ذكر هذا القول ابن عطية وابن كثير في تفسيريهما.



معنى حاجَّ
أي جاذبه الحجة ، ذكر ذلك ابن عطية. [ " حاجّ " على وزن فاعل ، والمفاعلة تكون من جانبين ]
سبب مناظرة إبراهيم عليه السلام للملك الكافر ع ك
ورد في سبب مناظرة إبراهيم عليه السلام للملك روايتان :
الأولى : أنه بعد نجاة إبراهيم عليه السلام من النار ، أدخلوه على الملك ، ولم يكن قد قابله من قبل ، فناظره ،
وروي نحو ذلك عن السدي ، وذكره ابن عطية وان كثير في تفسيريهما.
الثانية : أنه كان عند النمرود طعام فيقبل الناس ليأخذوا منه ، فيسألهم عن ربهم فإن أجابوا أنه هو أعطاهم وإلا لا يعطيهم فلما سأل إبراهيم - عليه السلام - ، قال : ربي الذي يحيي ويميت ، وجرت المناظرة ، وروي نحو ذلك عن زيد ابن أسلم ، وذكره ابن عطية وابن كثير في تفسيريها.

معنى تعدية الفعل { حاج } بحرف الجر " في "
معناها أنه حاجه في وجود ربه ، ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره.

مرجع الضمير في قوله { في ربه } ع
على قولين :
القول الأول : إبراهيم عليه السلام.
القول الثاني : النمرود.
ذكرهما ابن عطية في تفسيره ولم يرجح بينهما.


مرجع الضمير في قوله{ آتاه الله الملك }
على قولين :
القول الأول : النمرود ، قال بذلك الزجاج ورجحه ، ونسبه ابن عطية إلى الجمهور.
القول الثاني : إبراهيم عليه السلام ، ذكره الزجاج في تفسيره ، ونقله ابن عطية عن المهدوي ، وحجتهم في ذلك :
- أن الله لا يُملك الكفار.
والراجح هو القول الأول.
ورد الزجاج على أصحاب القول الثاني بـ :
1: قال الله تعالى :{ تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء }
فاستدل بهذه الآية على أن إتيان الله النمرود الملك ضرب من الامتحان ، والله أعلم بالحكمة من ذلك.
2:
أن النمرود قال: {أنا أحيي وأميت} وأنه دعا برجلين فقتل أحدهما وأطلق الآخر، فلولا أنه كان ملكا وإبراهيم عليه السلام غير ملك لم يتهيأ له أن يقتل وإبراهيم الملك.

المقصود بالمُلك في قوله : { أن آتاه الله الملك }
1: السلطان : وهو على القول بأن مرجع الضمير في الآية هو النمرود ، وهو الراجح ، ذكره الزجاج.
2: النبوة ، وهو على القول بأن مرجع الضمير في الآية هو إبراهيم عليه السلام ، وقال بذلك المهدوي ، كما نقله عنه ابن عطية.


دلالة قوله { أن آتاه الله الملك } على كفر وطغيان الملك ع ك
أي أن النمرود ما حمله على محاجاة إبراهيم في وجود الله - عز وجل - إلا طول مدته في الملك.
قال ابن كثير :
"وما حمله على هذا الطّغيان والكفر الغليظ والمعاندة الشّديدة إلّا تجبّره، وطول مدّته في الملك؛ وذلك أنّه يقال: إنّه مكث أربعمائة سنةٍ في ملكه؛ ولهذا قال: {أن آتاه اللّه الملك} ". الحكمة من احتجاج إبراهيم عليه السلام بقوله : {ربي الذي يحيي ويميت} ك
أراد إبراهيم عليه السلام أن يثبت وجود الله - عز وجل -
بحدوث الأشياء المشاهدة بعد عدمها، وعدمها بعد وجودها ، وفي هذا دليل على وجود رب لهذا الكون ، لأنها لم تحدث نفسها ، وهذا ملخص لما ذكره ابن كثير في تفسيره.

المراد من قول الملك أنه يحيي ويميت ج ك
القول الأول : أن بإمكانه أن يحضر رجالا فيقتل بعضهم ويترك الباقين ، فيكون بذلك قد أحيا وأمات ، وهو قول قتادة ومحمد بن إسحاق والسدي وغيرهم ،وذكر هذا القول الزجاج وابن عطية وابن كثير.
- قال قتادة ومحمّد بن إسحاق والسّدّيّ وغير واحدٍ: «وذلك أنّي أوتى بالرّجلين قد استحقّا القتل فآمر بقتل أحدهما فيقتل، وبالعفو عن الآخر فلا يقتل.ذكره ابن كثير في تفسيره ، وذكر ابن عطية نحوه عن السدي.

القول الثاني : أنه أراد أن ينسب لنفسه فعل الإحياء والإماتة عنادًا ومكابرةً ، قال بذلك ابن كثير ورجحه.
واستدل بأنه على القول الأول لا ينفي بذلك وجود الصانع الذي أراد إبراهيم عليه السلام إثبات وجوده ، فأراد أن يوهم أنه من يحيي ويميت ، كما قال فرعون : { ما علمتُ لكم من إلهٍ غيري }


الحكمة من احتجاج إبراهيم على الملك بالإتيان بالشمس من المغرب ج ع ك
القول الأول :
- أنه ترك مناقضة النمرود في الإحياء والإماتة ، وأراد أن يقطعه بحجة أخرى تسكته ؛ فهو انتقال من دليل إلى دليل أوضح منه. قال بذلك الزجاج وابن عطية ، وذكره ابن كثير.
- قال ابن عطية : "
وذكر الأصوليون في هذه الآية: أن إبراهيم عليه السلام وصف ربه تعالى بما هو صفة له من الإحياء
والإماتة، لكنه أمر له حقيقة ومجاز، قصد إبراهيم عليه السلام الحقيقة، ففزع نمرود إلى المجاز وموه به على قومه، فسلم له إبراهيم تسليم الجدل، وانتقل معه من المثال، وجاءه بأمر لا مجاز فيه، فبهت الّذي كفر، ولم يمكنه أن يقول: أنا الآتي بها من المشرق، لأن ذوي الأسنان يكذبونه ".اهـ
وهذا على القول بأن النمرود أحضر رجلين فقتل أحدهما وترك الآخر ، فيكون بذلك قد أحيا وأمات.

القول الثاني : على القول بأنه نسب لنفسه فعل الإحياء والإماتة ؛ فأراد إبراهيم عليه السلام أن يعجزه بالقول : إذا كنت تقدر على أن تحيي وتميت فأنت قادر على التصرف في المخلوقات فأتِ بالشمس من المغرب ، فيكون بذلك الدليل الأول مقدمة للدليل للثاني. وقال بهذا القول ابن كثير ، ورجحه.

معنى بُهت في قوله { فبهت الذي كفر } ج ع ك
1: بُهِت : بضم الباء وكسر الهاء ، وهي قراءة الجمهور.
ومعناها : انقطع وقامت عليه الحجة ، قال بذلك ابن عطية ، وقال بنحوه الزجاج وابن كثير.
2: بَهُت : بفتح الباء وضم الهاء ، وهذه قراءة أبي حيوة.
3: بَهَت : بفتح الباء والهاء ، وهذه قراءة ابن السميفع ، وهي على معنيين :
الأول :
بهت إبراهيم الذي كفر ، أي حجه.
الثاني : سب وقذف ، أي أن النمرود سب - إبراهيم عليه السلام - حين انقطع ولم تكن له حيلة.
4: بَهِت : بفتح الباء وكسر الهاء ، وحكى هذه القراءة أبو الحسن الأخفش ، ومعناها كخرق ودهش.



معنى نفي الهداية عن الظالمين في قوله { والله لا يهدي القوم الظالمين } ع ك
ورد في معنى النفي قولان :
القول الأول : على العموم :
نفي حصول الهداية إلى الله عن الظالمين ، وهذا وإن كان ظاهر اللفظ إلا أنه مردود ، لأن الله أخبرنا بأنه قد يهدي الظالمين بالتوبة والرجوع إلى الإيمان ، قال بنحو ذلك ابن عطية.
القول الثاني :
أن يراد بذلك الخصوص :
وهذا يحتمل في وجهين :
الوجه الأول :

أي لا يلهمهم حجة ولا برهانًا ، بل حجتهم داحضةٌ عند ربهم ، قال بذلك ابن كثير وذكر نحوه ابن عطية.
الوجه الثاني :أنه لا يوافي ظالمًا ، أي يوم القيامة ، قاله ابن عطية.

دلالة الآية على إثبات الوحي ج
لما كان في الآية إخبار عن نبإٍ لا يمكن أن يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم إلا بقراءة كتاب أو تعليم معلم أو وحي من الله - عز وجل - ، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أميًّا لا يقرأ ولا يكتب ، ولم يكن له معلم يعلمه التوراة والإنجيل ، وعلم العرب ذلك من معاشرتهم إياه ؛ لم يبقَ بذلك إلا سبيل واحد لمعرفة هذا النبإ وهو الوحي من الله - عز وجل - ، فكان في ذلك دليلا على إثبات الوحي ، وحجة على أهل الكتاب ومشركي العرب. قال بنحو ذلك الزجاج.


المسائل اللغوية :
إعراب { أن آتاه } ع
في محل نصب مفعول لأجله ، ذكره ابن عطية في تفسيره.
اللغات في الفعل " بهت " ع



مسائل أخرى :

عاقبة النمرود ك
ذكر ابن كثير في تفسيره أثرا عن زيد بن أسلم ، يبين أن الله سلط عليه بعوضة عُذِّب بها أربعمائة سنة حتى مات.
قال زيد بن أسلم: «وبعث اللّه إلى ذلك الملك الجبّار ملكا يأمره بالإيمان باللّه فأبى عليه ثمّ دعاه الثّانية فأبى ثمّ الثّالثة فأبى وقال: اجمع جموعك وأجمع جموعي. فجمع النّمروذ جيشه وجنوده وقت طلوع الشّمس، وأرسل اللّه عليهم بابًا من البعوض بحيث لم يروا عين الشّمس وسلّطها اللّه عليهم فأكلت لحومهم ودماءهم وتركتهم عظامًا باديةً، ودخلت واحدةٌ منها في منخري الملك فمكثت في منخريه أربعمائة سنةٍ، عذّبه اللّه بها فكان يضرب رأسه بالمرازب في هذه المدّة كلّها حتّى أهلكه اللّه بها»






تلخيص تفسير قول الله تعالى : { أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)}

مسائل القراءات :
القراءات في قوله : { أو كالذي مر على قرية } ع
القراءات في : { لبثت } ج ع
القراءات في { يتسنه } ج ع
القراءات في { نُنشِزها } ج ع
القراءات في { أعلم } ج ع
القراءات في قوله { وانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه } ع


المسائل التفسيرية :
المعطوف على قوله تعالى: { أو كالذي مر على قرية } ج ع ك
فائدة عطف الآية على الآية قبلها ع ك
المقصود بالاسم الموصول في قوله : { أو كالذي مرّ على قرية } ج ع ك
معنى القرية ج
المقصود بالقرية : ع ك
معنى { خاوية } : ج ع ك
معنى { عروشها } : ج ع ك
المقصود بكون القرية خاوية على عروشها :ج ع ك
معنى الاستفهام في قوله : { أنى يحيي هذه الله بعد موتها } ج ع
الغرض من الاستفهام في قوله : { أنى يحيي هذه الله بعد موتها } ج ع ك
المقصود من موت القرية ع ك
المقصود من إحياء القرية ع ك
معنى : { فأماته الله } ع
السن الذي مات فيه المار على القرية ك
معنى { بعثه } ج ع
الغرض من الاستفهام في قوله : { كم لبثت } ع
معنى { لبثت } ج
سبب تحديد مدة لبثه بيوم أو بعض يوم ج ع ك
تحديد نوع الطعام الذي كان معه ك
معنى {يتسنه} ج ع ك
متعلق النظر في قوله : { وانظر إلى حمارك }ع ك
معنى جعل المار على القرية آية للناس ع ك
صاحب العظام التي أمر بالنظر إليها ع ج ك
معنى { نُنشزها }ج ك
معنى : { نكسوها } ع
المقصود بكسوة العظام باللحم ع ك
متعلق البيان في قوله : { فلما تبين له } ج
القائل في قوله { قال أعلم } ع ك
معنى قوله : { أعلم أن الله على كل شيء قدير } ج ك

المسائل اللغوية :
معنى حرف العطف في قوله : { أو كالذي مر } ع

اشتقاق خاوية ج ع
اشتقاق { يتسنه } ج ع
إعراب كم ع
اشتقاق العام ع





التلخيص :
مسائل القراءات :
القراءات في قوله : { أو كالذي مر على قرية }
- { أَوْ } بفتح الألف وسكون الواو ، وهي قراءة الجمهور.
- { أَ وَ } بفتح الألف وفتح الواو، وهي قراءة أبي سفيان بن حسين ، وذكر هذه القراءة ابن عطية في تفسيره.


القراءات في : { لبثت }
1: { لبثت } ، وذلك بإظهار الثاء ، وهي قراءة عاصم وابن كثير ونافع.
2: { لبثت } بإدغام الثاء في التاء ، وهي قراءة أبي عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي.
ذكر القراءتين الزجاج وابن عطية.

قال ابن عطية : " أجروهما مجرى المثلي " اهـ.
- لتقارب المخرج ، فقد اشتركا في الخروج من طرف اللسان مع الثنايا العليا.
[ - الثاء من طرف اللسان مع أطرف الثنايا العليا.
. - التاء من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا ]
- وكذلك اشتراكهما في صفة الهمس.


القراءات في { يتسنه }
- اتفق القراء على إثبات الهاء في الفعل حال الوقف.
- اختلفوا في إثباتها عند الوصل :
1: أثبتها ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر.
2: حذفها حمزة والكسائي.
وهذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية.


القراءات في قوله { وانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه }
1: «وهذا طعامك وشرابك لم يتسنه» ، قرأ بذلك ابن مسعود رضي الله عنه ، وذكر ذلك ابن عطية.
2: « وانظر إلى طعامك وشرابك لمائة سنة» ، قرأ بذلك طلحة بن مصرف وغيره ، وذكر ذلك ابن عطية في تفسيره.


القراءات في { نُنشِزها }
1: { نُنشِرُها } : بضم النون الأولى والراء ، وهي قراءة :ابن كثير ونافع وأبي عمرو.
2: { نُنشِزها } : بضم النون الأولى والزاي ، وهي قراءة :عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي.
- روى الحاكم في مستدركه من حديث نافع بن أبي نعيم عن إسماعيل بن أبي حكيمٍ عن خارجة بن زيد بن ثابتٍ عن أبيه: «أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ: {كيف ننشزها}بالزّاي ثمّ قال: صحيح الإسناد ولم يخرّجاه. وذكره ابن كثير في تفسيره.
3: { نَنشُرها } : بفتح النون الأولى والراء ، قرأ بذلك ابن عباس ، والحسن أبو حيوة ، ورواها أبان عن عاصم.
4: { نَنشُزها } : بفتح النون الأولى وضم الشين والزاي ، قرأ بذلك النخعي ، ورويت عن ابن عباس وقتادة.
5: { ننشيها } بالياء ، وهي رواية عن أبي بن كعب.
وذكر هذه القراءات جميعها ابن عطية في تفسيره ، وذكر الزجاج الأولى والثانية منها.


القراءات في { أعلم }
1: أعلم : بألف قطع ؛ وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر.
2: اعلم : بألأف وصل ؛ وهي قراءة حمزة والكسائي.
ذكرها ابن عطية والزجاج وابن كثير.



المسائل التفسيرية


المعطوف على قوله تعالى: { أو كالذي مر على قرية }
معطوف على الآية التي قبلها ، قال بذلك الزجاج وابن عطية وابن كثير.
قال الزجاج : " والمعنى - والله أعلم - : أرأيت كالذي مر على قرية ".



فائدة عطف الآية على الآية قبلها
لأن المقصد واحد وهو التعجيب ، ذكر نحو ذلك ابن عطية في تفسيره.


المقصود بالاسم الموصول في قوله : { أو كالذي مرّ على قرية }
اختُلف في ذلك على قولين أساسين ذكرهما الزجاج :
1: أنه رجل كافر:
وهذا على القول بأن معنى قوله : { أنى يحي هذه الله بعد موتها } هو إنكار قدرة الله على إحياء القرية ، وهو قول مردود.
وأشار إلى هذا القول ابن عطية - حكاية عن الطبري - قال : " وقد حكى الطبري عن بعضهم أنه قال كان هذا القول شكا في قدرة الله على الإحياء ".

2:أنه رجل مؤمن :
وعلى هذا القول أورد ابن عطية وابن كثير الخلاف في تحديد الرجل على أربعة أقوال :
القول الأول :عزير.
رواه ابن أبي حاتم عن ناجية بن كعب عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ، كما ذكر ابن كثير.
ورواه ابن جريرٍ عن ناجية نفسه. وحكاه ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ عن ابن عبّاسٍ والحسن وقتادة والسّدّيّ وسليمان بن بريدة ، وذكر هذا القول ابن عطية وابن كثير في تفسيريهما.
قال ابن كثير: وهذا القول هو المشهور.

2:القول الثاني : أرمياء ،
قال بذلك وهب بن منبه وعبد الله بن عبيد بن عمير وبكر بن مضر.
وروى ابن إسحاق عن وهب بن منبه أنه قال أن أرمياء هو الخضر ، وكذلك حكى النقاش عن وهب من منبه هذا القول. وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير وابن عطية في تفسيريهما.
وحمله ابن عطية على أنه توافق في الاسم ، وليس هو الخضر صاحب موسى عليه السلام.
قال ابن عطية : «وهذا كما تراه، إلا أن يكون اسما وافق اسما لأن الخضر معاصر لموسى، وهذا الذي مر على القرية هو بعده بزمان من سبط هارون فيما روى وهب بن منبه»
القول الثالث : أنه حزقيل بن بورا ، رواه ابن أبي حاتم عن ابن عم مطرف عن رجل من أهل الشام ، وذكره ابن كثير في تفسيره.
القول الرابع : أنه رجل من بني إسرائيل غير معروف ، قال بذلك مجاهد ، وذكره ابن عطية وابن كثير.
القول الخامس : أنه غلام لوط عليه السلام ، ذكره ابن عطية.
معنى القرية
سميت قرية لاجتماع الناس فيها، يقال قريت الماء في الحوض إذا جمعت ، قال بذلك الزجاج في معاني القرآن.

المقصود بالقرية :
اختلفوا في ذلك على ثلاثة أقوال :
الأول : أنها المؤتفكة ، حكاه النقاش وذكره ابن عطية.
الثاني : أنهم أصحاب القرية الذين خرجوا من ديارهم حذر الموت فأماتهم الله ، وهو قول ابن زيد ، وذكره الطبري في تفسيره وحكاه عنه ابن عطية.
ورد ابن عطية هذا القول ، قائلا : «وقول ابن زيد لا يلائم الترجمة، لأن الإشارة بهذه على مقتضى الترجمة هي إلى المكان، وعلى نفس القول هي إلى العظام والأجساد. وهذا القول من ابن زيد مناقض لألفاظ الآية، إذ الآية إنما تضمنت قرية خاوية لا أنيس فيها. والإشارة بهذه إنما هي إلى القرية، وإحياؤها إنما هو بالعمارة ووجود البناء والسكان»
الثالث : بيت المقدس ، وهو قول وهب بن منبه وقتادة والضحاك وعكرمة والربيع ، وذكره ابن عطية في تفسيره ، وذكر ابن كثير أنه القول المشهور ، قال : " فالمشهور أنّها بيت المقدس مرّ عليها بعد تخريب بختنصّر لها وقتل أهلها ".

معنى { خاوية } : ج ع ك
خالية ، قول الزجاج ، وذكر نحوه ابن عطية وابن كثير.

معنى { عروشها } :
القول الأول : العروش هي الخيام وهي بيوت الأعراب ، وهو قول أبي عبيدة كما نقله عنه الزجاج.
القول الثاني : العريش سقف البيت وكل ما يهيأ لظل ،ومنه عريش الدالية والثمار، ومنه قوله تعالى: {وممّا يعرشون}[النحل: 68] ، قال بذلك ابن عطية.
[ قلت : والأول يدخل في معنى الثاني؛ فالثاني أعم ، والله أعلم ]

المقصود بكون القرية خاوية على عروشها :
ورد في ذلك قولان :
الأول : أنها خالية من الناس ، والأسقف ساقطة ، وهو قول السدي ، ذكره ابن عطية عن السدي ، وأشار إليه ابن كثير والزجاج.
قال السدي: «يقول هي ساقطة على سقفها أي سقطت السقف ثم سقطت الحيطان عليها»
الثاني : أنها خالية من الناس على البيوت ، والبيوت قائمة كما هي ، ذكره ابن عطية ، والزجاج.
قال الزجاج : " ويقال خوت الدار والمدينة تخوي خواء - ممدود - إذا خلت من أهلها "
الراجح :
نقل ابن عطية - بعد إيراد هذه الأقوال - عن الطبري قوله : " والأول أفصح "


معنى الاستفهام في قوله : { أنى يحيي هذه الله بعد موتها } :
من أين يحيي هذه اللّه بعد موته ، قال بذلك الزجاج ، وقال نحوه ابن عطية.



الغرض من الاستفهام في قوله : { أنى يحيي هذه الله بعد موتها }
على قولين :
الأول : الاعتبار بما آل إليه حال القرية والتلهف لإعادة إعمارها ، وهو الأصح ، كما ذكر ابن عطية وأشار لنحو هذا القول الزجاج وابن كثير.
الثاني : الشك والإنكار ، حكاه ابن عطية عن الطبري ورده.

المقصود من موت القرية
1: موت أهلها.
2: أنها خالية هجرها أهلها ، وبيوتها مدمرة.
[قلت: ولا يبعد أن يكون المقصود جميع ما سبق ].
قال ابن عطية في تفسيره : روي في قصص هذه الآية أن بني إسرائيل لما أحدثوا الأحداث بعث الله عليهم بخت نصر البابلي فقتلهم وجلاهم من بيت المقدس فخربه .. "

المقصود من إحياء القرية :
1: إعمار بيوتها.
2: عودة أهلها إليها.
وكان ذلك على رأس مائة سنة من موت عزير وقبل بعثه.
وهذا حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير في تفسيريهما.

معنى : { فأماته الله }
قال ابن عطية : " وظاهر هذه الإماتة أنها إخراج الروح من الجسد ".

السن الذي مات فيه المار على القرية
أربعون سنة ، ذكر ذلك ابن كثير وحكاه ابن عطية عن عكرمة والأعمش.

معنى { بعثه }
- أحياه ، ذكر ذلك الزجاج وابن عطية.
- وأورد ابن كثير وابن عطية في تفسيريهما رواية بأن الله أحيا له عينيه فقط يرى بهما كيف تحيا القرية ، حتى إذا اكتملت المائة سنة أحيا جميع جسده ، ورد ذلك ابن عطية لمخالفته لظاهر ألفاظ الآية.

الغرض من الاستفهام في قوله : { كم لبثت }
التقرير ، ذكر ذلك ابن عطية.

سبب تحديد مدة لبثه بيوم أو بعض يوم
قال ابن جريج وقتادة والربيع: " أماته الله غدوة يوم ثم بعث قبل الغروب، فظن هذا اليوم واحدا فقال لبثت يوماً ثم رأى بقية من الشمس فخشي أن يكون كاذبا فقال: أو بعض ... " ، ذكر هذا القول ابن عطية في تفسيره ، وأشار إليه الزجاج وابن كثير.

تحديد نوع الطعام والشراب الذي كان معه
- تين وعنب وعصير ، وهذا ملخص ما ذكره ابن عطية وابن كثير.
وذكر ابن عطية خلافًا في نوع الشراب الذي معه على ثلاثة أقوال : خمر ، وعصير وماء.
[ وهذا مما لا طائل تحته ، والروايات فيه من الإسرائيليات ]

معنى {يتسنه}
معنى يتسنه : يتغير ، والخلاف في سبب التغيير بحسب الخلاف في اشتقاق الفعل على أربعة أقوال :
الأول : من قال أنه مشتق من " السنة " بمعنى العام ، فمعناه : تغيره السنون ، وهو اختيار الزجاج ، وذكره ابن عطية.
الثاني : أنه من " السنة " بمعنى القحط والجدب ، ذكره ابن عطية.
الثالث : أنه من أسن الطعام يأسن أي يتغير ، ذكره الزجاج وابن عطية.
قال ابن عطية : ورد النحاة على هذا القول، لأنه لو كان من أسن الماء لجاء لم يتأسن "
الرابع : أنه من يتسنن ، فهو مثل : " حمإ مسنون " ، ورده الزجاج ، لأن مسنون معناها مصبوب على سنة الطريق.
وذكر ابن كثير معنى الفعل مجملا فقال : " وذلك: أنّه كان معه فيما ذكر عنبٌ وتينٌ وعصيرٌ فوجده كما فقده لم يتغيّر منه شيءٌ، لا العصير استحال ولا التّين حمض ولا أنتن ولا العنب تعفّن "

متعلق النظر في قوله : { وانظر إلى حمارك }
القول الأول : انظر كيف يحييه الله ، قال بذلك وهب بن منبه ، وذكره ابن عطية ، وهو اختيار ابن كثير.
القول الثاني : انظر إلى حمارك في مربطه لم يصبه شيء بعد مائة سنة ، وروي ذلك عن وهب بن منبه أيضا ، كما نقله عنه ابن عطية.

معنى جعل المار على القرية آية للناس
القول الأول : أنه بعث على حالته يوم مات ابن أربعين سنة ، فوجد أبناءه وأحفاده شيوخًا ، قال بذلك عكرمة والأعمش ، وذكره ابن عطية وابن كثير.
القول الثاني : أنه بُعث وقد مات كل من يعرف ، فكان آية لمن كان حيًا وقد كانوا موقنين بحاله سماعًا ، ذكر ذلك ابن عطية.
وقال ابن عطية : «وفي إماتته هذه المدة، ثم إحيائه أعظم آية، وأمره كله آية للناس غابر الدهر، لا يحتاج إلى تخصيص بعض ذلك دون بعض»

صاحب العظام التي أمر بالنظر إليها
القول الأول : أنها عظام نفسه ، ذكر ذلك ابن عطية ، وحكاه عن الطبري ، وهذا على القول بأن المار على القرية شك في قدرة الله على إحيائها ، فأراه الله الإحياء في نفسه.
القول الثاني : أنها عظام الحمار ، ذكر ذلك ابن عطية ورجحه ، وهو اختيار ابن كثير.

معنى { نُنشزها }
اختُلف في معناها بحسب الخلاف في القراءات :
الأول : على قراءتها بضم النون والزاي :
- لغة : ما ارتفع عن الأرض.
- المراد بها على قولين :
1: ارتفاع العظام بعضها إلى بعض للإحياء ، ذكره ابن عطية ، وهو اختيار الزجاج وابن كثير.
ونقل ابن كثير قول السدي : «تفرّقت عظام حماره حوله يمينًا ويسارًا فنظر إليها وهي تلوح من بياضها فبعث اللّه ريحًا فجمعتها من كلّ موضعٍ من تلك المحلّة، ثمّ ركب كلّ عظمٍ في موضعه حتّى صار حمارًا قائمًا .... ".
2: ننبتها : واختاره ابن عطية ورد القول الأول قائلا :
«ويقلق عندي أن يكون معنى النشوز رفع العظام بعضها إلى بعض، وإنما النشوز الارتفاع قليلا قليلا، فكأنه وقف على نبات العظام الرفات وخروج ما يوجد منها عند الاختراع»
وحكى هذا القول عن النقاش ، وحمل معنى النشوز في قوله تعالى : { وإذا قيل انشزوا فانشزوا } على هذا المعنى ، قال ابن عطية : " وقوله تعالى: {وإذا قيل انشزوا فانشزوا}[المجادلة: 11] ؛ أي فارتفعوا شيئا شيئا كنشوز الناب. فبذلك تكون التوسعة، فكأن النشوز ضرب من الارتفاع. ويبعد في الاستعمال أن يقال لمن ارتفع في حائط أو غرفة: نشز".
الثاني : نُنشرها : بضم النون الأولى والراء :
فمعناها أحياها ، ومنه قول الله تعالى :{ ثم إذا شاء أنشره } ، وهذا حاصل قول الزجاج وابن عطية وابن كثير.
الثالث : نَنشرها : بفتح النون الأولى والراء :
وأورد ابن عطية احتمالين في معناها :
1: أن تكون بمعنى الإحياء ، مثل نُنشرها بضم النون.
2: أنها بمعنى ضد الطي ، قال : " كأن الموت طيّ للعظام والأعضاء، وكأن الإحياء وجمع بعضها إلى بعض نشر".

معنى : { نكسوها } :
الكسوة : ما وارى من الثياب ، ذكره ابن عطية.

المقصود بكسوة العظام باللحم
:
شبه اللحم بالثياب في تغطيتها للعظام ، وهذا حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير.

واستشهد ابن عطية بقول النابغة عن الإسلام :
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي .......حتى اكتسيت من الإسلام سربالا

متعلق البيان في قوله : { فلما تبين له }
كيفية إحياء الموتى ، ذكره الزجاج.

القائل في قوله { قال أعلم }
القول الأول : المار على القرية ، وهذا على قراءة : " أعلم " بهمزة قطع ، وأحد القولين على قراءة : " اعلم " بهمزة وصل. قاله الزجاج وابن عطية وابن كثير.
- ويكون المخاطب في قوله : " اعلم " بهمزة وصل ، أنه يخاطب نفسه فيقول : " اعلم أيها الإنسان أن اللّه على كل شيء قدير " قال بذلك الزجاج ، وابن عطية ، واستشهد ابن عطية بقول الأعشى : " ودٍّع هريرة إن الركب مرتحل .."
القول الثاني : ملك من الملائكة ، وهذا على قراءة : " اعلم " بهمزة وصل ، قال بذلك ابن عطية ، وأشار إليه ابن كثير بقوله : " أنه أمرٌ له بالعلم ".
- ويكون المخاطب بالأمر : المار على القرية.

معنى قوله : { أعلم أن الله على كل شيء قدير }
أنه علم ذلك مشاهدةً ، بعد أن علمه غيبًا ، وهذا حاصل ما ذكره الزجاج ، وابن كثير.


المسائل اللغوية
:
معنى حرف العطف في قوله : { أو كالذي مر }
اختُلف في ذلك باختلاف القراءات :
1: من قرأها : { أو } بسكون الواو ، فهو بمعنى حرف العطف : { أو }
2: من قرأها : { أوَ } بفتح الواو ، فهو بمعنى حرف العطف : { و } ، والألف للتقرير.
ذكر هذا الخلاف ابن عطية في تفسيره.

اشتقاق خاوية
1: خوت الدار والمدينة تخوي خواء - ممدود - إذا خلت من أهلها، ويقال فيها: " خويت " ، ذكره الزجاج وابن عطية.
2: خوي ويخوى خوى. ذكره الزجاج.
قال الزجاج : الأول في هذا أجود.

اشتقاق { يتسنه }
الأول : من قال أنه مشتق من " السنة " بمعنى العام ، وهو اختيار الزجاج ، وذكره ابن عطية.
- قال الزجاج : " فمن قال في السنة سانهت فالهاء من أصل الكلمة ، ومن قال في السّنة سانيت فالهاء زيدت لبيان الحركة ".

الثاني : أنه من " السنة " بمعنى القحط والجدب ، ذكره ابن عطية.
الثالث : أنه من أسن الطعام يأسن أي يتغير ، ذكره الزجاج وابن عطية.
قال ابن عطية : ورد النحاة على هذا القول، لأنه لو كان من أسن الماء لجاء لم يتأسن "
الرابع : أنه من يتسنن ، فهو مثل : " حمإ مسنون ".
قال الزجاج : " أبدل من النون ياء كما قال:
تقضي البازي إذا البازي كسر
يريد تقضض ".

، ورده الزجاج ، لأن مسنون معناها مصبوب على سنة الطريق.

اشتقاق " العام "
نقل ابن عطية عن النقاش قوله :«العام مصدر كالعوم سمي به هذا القدر من الزمان لأنها عومة من الشمس في الفلك، والعوم كالسبح»، وقال تعالى: {وكلٌّ في فلكٍ يسبحون}[الأنبياء: 33].
قال ابن عطية: «هذا معنى كلام النقاش. والعام على هذا كالقول والقال.



إعراب كم
في موضع نصب على الظرف ، ذكر ذلك ابن عطية.







تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260)}


مسائل القراءات

القراءات في : { فصرهن } ج ع
القراءات في : { جزءًا } ع



المسائل التفسيرية

مقصد الآية ج
معنى الاستفهام في قوله : " كيف تحيي الموتى " ج ع
الغرض من الاستفهام في قوله : " كيف تحيي الموتى " ج ع
سبب سؤال إبراهيم : " كيف تحيي الموتى " ج ع ك
الغرض من الاستفهام في قوله : { أولم تؤمن } ع
معنى الإيمان في قوله : { أولم تؤمن } ع
معنى " ليطمئن " ع
المقصود باطمئنان قلب إبراهيم - عليه السلام - ج ع
● المقصود بالطير التى أخذها إبراهيم - عليه السلام - ج ع
معنى { فصرهن } ج ع ك
● مرجع الضمير في قوله : { ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا }ع ك
● معنى العموم في قوله { ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا } ج ع ك
عدد الجبال التي وزع عليها الطير ع ك
● معنى { ادعهن } ع
فائدة إتيان الطير إبراهيم - عليه السلام - سعيًا ع ك

● مناسبة ختم الآية بقوله : { واعلم أن الله عزيز حكيم } ج ع ك
مناسبة الآية لما بعدها ج


المسائل اللغوية :

العامل في قوله : { إذْ } ج ع
إعراب " إذ " ج
إعراب كيف في قوله " كيف تحيي الموتى " ج
أصل " أرني " ج
● إفادة السؤال بـ " كيف " معنى الإقرار بوجود المسئول عنه ع

● الأقوال في كون " صرهن " من الألفاظ المعربة ع
● متعلق الجار والمجرور { إليك } ع
فائدة تعدية الفعل " صر " بحرف الجر " إلى " ج ع





التلخيص :

مسائل القراءات
القراءات في : { فصرهن } ج ع
1:فصُرْهن : بضم الصاد وسكون الراء ، وهي قراءة ابن كثير وابن عامر وأبي عمرو وعاصم ونافع والكسائي. ذكرها ابن عطية وأشار إليها الزجاج.
2: فصِرْهن : بكسر الصاد وسكون الراء ، وهي قراءة حمزة. ذكره ابن عطية ، وأشار إليها الزجاج.
3: فصُرَّهن : بضم الصاد وشد الراء المفتوحة ، ذكره
ابن عطية ، ونقل عن ابن جني نسبة هذه القراءة لعكرمة.
4: فصِرَّهن : بكسر الصاد وشد الراء المفتوحة ، ذكره ابن عطية ، ونقل عن ابن جني قوله : وهي قراءة غريبة.
5: فصَرِّهن : نقلها المهدوي عن عكرمة ، وذكر ذلك ابن عطية في تفسيره.

القراءات في : { جزءًا } ع
1: جزءًا : بالهمز ، وهي قراءة الجمهور.
2: جزّا : بتشديد الزاي وهي قراءة أبو جعفر ، قال ابن عطية :
" وهي لغة في الوقف فأجرى أبو جعفر الوصل مجراه ".


المسائل التفسيرية
مقصد الآية ج
ذكر الزجاج أن هذه الآية والآيات قبلها كانت لإقامة الأدلة على توحيد الله - عز وجل - والبينات التي آتاها رسله ، وذلك تقدمة لبيان الأمر بجهاد الكفار.
معنى : " كيف تحيي الموتى " ج ع
- هو سؤال عن هيئة إحياء الموتى ، قاله ابن عطية وقال نحوه الزجاج.

اختلف المفسرون في سبب ذلك على عدة أقوال :
القول الأول : أنه رأى دابة قد تقسمتها السباع والطير ؛ فسأل ربه أن يريه كيف يحيي الموتى مع تفرقها في بطون السباع والطير ، وذلك ليرى بعين المشاهدة بعد أن كان يؤمن به غيبًا ، رواه ابن جرير الطبري عن قتادة والضحاك وابن جريج وابن زيد على خلاف في نوع الدابة التي تقسمتها السباع، وذكر نحوه ابن عطية.
قال قتادة: «إن إبراهيم رأى دابة قد توزعتها السباع فعجب وسأل هذا السؤال» ذكره ابن عطية ، ونقل نحوه عن الضحاك وفيه " وقد كان – عليه السلام – عالمًا أن الله قادر على إحياء الموتى ".
القول الثاني : أن السبب هو المناظرة التي جرت بينه وبين النمرود وزعمه أنه يحيي ويميت ،رواه ابن جرير عن محمد ابن إسحاق ، وذكره ابن عطية وابن كثير في تفسيرهما.
القول الثالث: الشك في قدرة الله – عز وجل – على إحياء الموتى ، رواه ابن جرير عن ابن عباس وعطاء بن أبي رباح وذكره ابن عطية في تفسيره.

القول الرابع: أنه أراد أن يطمئن لصحة الخلة ، رواه ابن جرير عن السدي وسعيد بن جبير ، وذكره ابن عطية عنهم.

ورجح ابن جرير القول الثالث واستدل بـ :
-
عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «نحن أحقّ بالشّكّ من إبراهيم، إذ قال: ربّ أرني كيف تحيى الموتى؟ قال: أو لم تؤمن. قال: بلى، ولكن ليطمئنّ قلبي»رواه البخاري ومسلم ، وذكره ابن كثير في تفسيره. **
- عن سعيد بن المسيّب قال: «اتّعد عبد اللّه بن عبّاسٍ وعبد اللّه بن عمرو بن العاص أن يجتمعا. قال: ونحن شببةٌ، فقال أحدهما لصاحبه: أيّ آيةٍ في كتاب اللّه أرجى لهذه الأمّة؟ فقال عبد اللّه بن عمرو: قول الله تعالى:{ياعبادي الّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه إنّ اللّه يغفر الذّنوب جميعًا} الآية [الزّمر:53]. فقال ابن عبّاسٍ: أمّا إن كنت تقول: إنّها، وإنّ أرجى منها لهذه الأمّة قول إبراهيم: {ربّ أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئنّ قلبي}». رواهُ ابن جرير.

ورجح ابن عطية القول الأول ، ورد على القول الثالث بعدة ردود منها :
1: وجّه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " نحنُ أحق بالشك من إبراهيم " قال أن معناه: لو كان شك لكنا أحق بالشك منه ؛ ففي العبارة نفي الشك عنه لا إثباته.
2: أن معنى قول ابن عباس أن هذه الآية أرجى آية ؛ فمن وجهين :
الأول : من حيث الإدلال على الله تعالى وسؤال الإحياء في الدنيا.

الثاني : لقوله : " أولم تؤمن " ، أي أن الإيمان لا يحتاج إلا بحث وتنقير ، وأنه لا يتبعض ولا يزيد ، وهذا على قول ابن عطية وهو مخالف لعقيد أهل السنة والجماعة.
3: أن السؤال بكيف يفيد وجود المسئول عنه وإيمان السائل بوجوده ، وإلا ما سأل عن هيئته.

وبالرجوع لتفسير الطبري وُجد أنه نقل القول بالشك عن ابن زيد ، ثم رجح أن يكون ذلك خاطرًا عرض لإبراهيم عليه السلام ألقاه الشيطان في قلبه لما رأى الدابة تأكلها السباع ؛ فأراد أن يتخلص من ذلك الخاطر بسؤال ربه رؤية كيفية إحياء الموتى.
وقد أورد ابن كثير أثر ابن عباس : " نحن أحق بالشك .. " من رواية أخرى عند ابن أبي حاتم والحاكم في المستدرك ، قال :
-فقال ابن عبّاسٍ: لكنّ أنا أقول: قول اللّه:{وإذ قال إبراهيم ربّ أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى}فرضي من إبراهيم قوله: {بلى} قال: فهذا لما يعترض في النّفوس ويوسوس به الشّيطان» ، ونقل عن الحاكم قوله : صحيح الإسناد ولم يُخرجاه.
وعليه يظهر – والله أعلم – أن الخلاف في المسألة لفظي ، وأن ابن عطية حمل معنى الشك على أنه التوقف بين أمرين لا مزية لأحدهما على الآخر ، بينما حمله ابن جرير وابن كثير على أنها الوساوس التي تعترض النفوس.
ويؤيد ذلك تعليق ابن عطية على قول عطاء بن أبي رباح : «دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس "
قال :" فمعناه من حب المعاينة، وذلك أن النفوس مستشرفة إلى رؤية ما أخبرت به، ولهذا قال النبي عليه السلام: «ليس الخبر كالمعاينة» " ، وبهذا
تتلخص المسألة في قولين :
الأول : الارتقاء إلى مرتبة عين اليقين برؤية كيفية إحياء الموتى.
الثاني : الاطمئنان لصحة الخلة.
والراجح منهما القول الأول.


الغرض من الاستفهام في قوله : { أولم تؤمن } ع
التقرير ، ذكره ابن عطية.

معنى الإيمان في قوله : { أولم تؤمن } ع
قال ابن عطية : أي إيمانًا مطلقًا يدخل فيه فصل إحياء الموتى ، وذكر أن الإيمان لا يحتاج إلى بحث وتنقير.

معنى " ليطمئن " ع
الطمأنينة لغة : اعتدال ثم سكون على هذا الاعتدال.
المقصود باطمئنان قلب إبراهيم - عليه السلام - ج ع
القول الأول :أن يسكن فكره في صورة الإحياء وكيفيته ، قاله ابن عطية والزجاج.
القول الثاني: أن يوقن ، وراه ابن جرير عن سعيد ابن جبير ، وذكره ابن عطية.
القول الثالث: ليزداد يقينًا ، رواه ابن جرير عن سعيد بن جبير وقتادة والضحاك والربيع ، وبنحوه قال مجاهد : لأزداد إيمانًا مع إيماني.
القول الرابع : ليطمئن قلبه في الخلة ، رواه بن جرير عن ابن عباس والسدي وابن زيد وسعيد بن جبير وذكره ابن عطية في تفسيره.
رد ابن عطية القول الثالث معللا بـ :
1: أن اليقين لا يتبعض.

2: لا معنى للزيادة هنا إلا السكون. عن الفكر.
[ وما قاله ابن عطية مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة بأن الإيمان يتبعض ، وأنه يزيد وينقص ].
والأقوال الثلاثة الأولى ترجع إلى معنى واحد وهو ليوقن أو ليزداد إيمانًا ويقينًا ، وهو الراجح في المسألة.





المقصود بالطير التى أخذها إبراهيم - عليه السلام - ج ع
اختُلف في ذلك على عدة أقوال :
1:الديك، والطاووس، والحمام، والغراب، ذكر ذلك ابن إسحاق عن بعض أهل العلم الأول، وقاله مجاهد وابن جريج وابن زيد ، ذكره ابن عطية ، وحكاه ابن كثير عن مجاهد أيضًا ، وعكرمة.

2: الديك والطاووس والحمام والكركي ، قاله ابن عباس ، ذكره ابن عطية.
3: هي الغرنوق، والطّاوس، والدّيك، والحمامة، قاله ابن عباس ، وذكره ابن كثير.
4: أنّه أخذ وزًّا، ورألًا-وهو فرخ النعام -وديكا، وطاووسًا، قاله ابن عباس وذكره ابن كثير.
قال ابن كثير : " اختلف المفسّرون في هذه الأربعة: ما هي؟ وإن كان لا طائل تحت تعيينها، إذ لو كان في ذلك متّهم لنصّ عليه القرآن "



معنى { فصرهن } ج ع ك
اختُلف في ذلك على عدة أقوال :
أ: على قراءة " صرهن " بكسر أو ضم الصاد :
1: أجمعهن إليك ، قاله ابن زيد ، وروي عن عطاء بن أبي رباح بلفظ اضممهن ، وعن ابن عباس بلفظ أوثقهن ، حكاه ابن عطية عنهم ، وذكره الزجاج وابن كثير.
واستشهد الزجاج وابن عطية بقول الشاعر :
وجاءت خلعة دهس صفايا... يصور عنوقها أحوى زنيم
قال الزجاج : " المعنى: أن هذه الغنم يعطف عنوقها هذا الكبش الأحوى "

2: قطعهن : قاله ابن عباس ، ومجاهد وعكرمة ، وقال نحوه قتادة بلفظ " فصلهن " ، حكاه ابن عطية عنهم ، وحكاه ابن كثير عن ابن عبّاسٍ، وعكرمةأيضًا ، وأضاف سعيد بن جبيرٍ، وأبا مالكٍ، وأبا الأسود الدّؤليّ، ووهب بن منبّهٍ، والحسن، والسّدّيّ، وغيرهم.
واستشهد ابن عطية بـ :
1: قول رؤبة :
صرنا به الحكم وعنّا الحكما ....... ... ... ... ...
2: قول الخنساء
فلو يلاقي الذي لاقيته حضن ....... لظلّت الشّمّ منه وهي تنصار
ب: على قراءة " صَرّهن " بفتح الصاد وشد الراء:
- احبسهن ، ذكر ذلك ابن عطية.

مرجع الضمير في قوله : { ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا }ع ك

1: الطير ، وهو المعنى الأقرب.
2: الجبال.


معنى العموم في قوله : { ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا } : ع ك :
اختُلف في ذلك على عدة أقوال :

1: على كل ربع من أرباع الدنيا ، رواه حمزة عن ابن عباس ، كما ذكر ذلك ابن عطية.
2: الجبال التي طارت إليها السباع التي أكلت الدابة ونظر إليها ، قاله ابن جريج والسدي واستبعده ابن عطية.
3: الجبال المحيطة به ، قاله مجاهد ، كما حكاه عنه ابن عطية ، وذكر نحوه ابن كثير

عدد الجبال التي وزع عليها الطير ع ك

اختُلف في ذلك على عدة أقوال :

1: أربعة جبال ، قاله قتادة والربيع ، وذكره ابن عطية ، وذكر نحوه ابن كثير.
2: سبعة جبال ، قاله ابن جريج والسدي ، وذكره ابن عطية ، وذكر نحوه ابن كثير.
3: غير محددة بعدد ، قاله مجاهد ، وذكره ابن عطية.
معنى { ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا } ج ع ك
قال الزجاج : " المعنى:اجعل على كل جبل من كل واحد منهن جزءا ". ، وقال بنحوه ابن عطية وابن كثير.
معنى { ادعهن } ع

تعالين بإذن الله ، قاله ابن عطية.
فائدة إتيان الطير إبراهيم - عليه السلام - سعيًا ع ك
ليكون أبلغ له في الرؤية التي سألها ، فالسعي مشية المجدّ الراغب فيما يمشي إليه، فكان من المبالغة أن رأى إبراهيم جدها في قصده وإجابة دعوته. ولو جاءته مشيا لزالت هذه القرينة، ولو جاءت طيرانا لكان ذلك على عرف أمرها، فهذا أغرب منه ، وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير وابن عطية.

كيفية إحياء الطير أمام إبراهيم عليه السلام :
قال ابن عبّاسٍ: «وأخذ رؤوسهنّ بيده، ثمّ أمره اللّه عزّ وجلّ، أن يدعوهنّ، فدعاهنّ كما أمره اللّه عزّ وجلّ، فجعل ينظر إلى الرّيش يطير إلى الرّيش، والدّم إلى الدّم، واللّحم إلى اللّحم، والأجزاء من كلّ طائرٍ يتّصل بعضها إلى بعضٍ، حتّى قام كلّ طائرٍ على حدته، وأتينه يمشين سعيًا ليكون أبلغ له في الرّؤية الّتي سألها، وجعل كلّ طائرٍ يجيء ليأخذ رأسه الّذي في يد إبراهيم، عليه السّلام، فإذا قدّم له غير رأسه يأباه، فإذا قدّم إليه رأسه تركب مع بقيّة جثّته بحول اللّه وقوّته؛ ولهذا قال: {واعلم أنّ اللّه عزيزٌ حكيمٌ}أي: عزيزٌ لا يغلبه شيءٌ، ولا يمتنع منه شيءٌ، وما شاء كان بلا ممانعٍ لأنّه العظيم القاهر لكلّ شيءٍ، حكيمٌ في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره».ذكره ابن كثير في تفسيره ، وذكر نحوه ابن عطية دون نسبته إلى ابن عباس رضي الله عنهما.

مناسبة ختم الآية بقوله : { واعلم أن الله عزيز حكيم } ج ع ك
لأن اسم الله العزيز يتضمن معنى قدرته على كل شيء ، والحكمة بها إتقان كل شيء ، ولا يفعل إلا ما فيه الحكمة ، وهذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.


المسائل اللغوية :

العامل في قوله : { إذْ } ج ع

فعل مضمر تقديره " اذكر " ، وهذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية.

إعراب " إذ " ج
في محل نصب مفعول فعل مضمر تقديره " اذكر " ، ذكره الزجاج.
إعراب كيف في قوله " كيف تحيي الموتى " ج

قال الزجاج : " وموضع كيف نصب بقوله : " تحيي الموتى ".

أصل " أرني " ج

أصلها " أرإني " ، قال الزجاج :ولكن المجمع عليه في كلام العرب والقراءة طرح الهمزة.
إفادة السؤال بـ " كيف " معنى الإقرار بوجود المسئول عنه ع

- قرر ابن عطية أن السؤال بكيف إنما هو سؤال عن الحال والهيئة ، وهذا يتضمن الإقرار بوجود المسئول عنه.
-
وذكر أن السؤال يحتمل أن يخرج على معنى التشكيك
قال : " مثال ذلك أن يقول مدع: أنا أرفع هذا الجبل، فيقول له المكذب: أرني كيف ترفعه؟ "


الأقوال في كون " صرهن " من الألفاظ المعربة ع

1: أنها لفظة نبطية ، قاله ابن عباس والضحاك، وحكى ذلك عنهم ابن عطية.
2: أنها لفظة سريانية ، قاله أبو الأسود الدؤلي ، وحكى عنه ذلك ابن عطية.
[ والراجح أنه لا يوجد ألفاظ معربة في القرآن ، قال بذلك الشافعي وجمهور أهل العلم ، والله أعلم بنسبة هذه الأقوال لابن عباس وغيره ]
متعلق الجار والمجرور { إليك } ع

1: على القول بأن " صرهن " بمعنى التقطيع ، فالجار والمجرور متعلق بـ " خذ "
2: على القول بأن " صرهن " بمعنى الضم ، فالجار والمجرور متعلق بصرهن.

فائدة تعدية الفعل " صر " بحرف الجر " إلى " ج ع

على القول بأن معنى : " صرهن " قطعهن ، فإن التعدية بإليك أفادت معها الضم ، وهذا حاصل ما استفدته من كلام الزجاج وابن عطية.










المسائل العقدية :
1: إثبات قدرة الله على إحياء الموتى :
وهذا متقرر من قوله تعالى : { إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت } ، والمثال الذي ضربه الله – عز وجل – في قصة عزير وإحياء القرية ، وإحياء الطير أمام إبراهيم عليه السلام.

2: الإيمان يزيد وينقص :
وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة.
الدليل :
- حديث أبي هريرة : " نحنُ أحق بالشك من إبراهيم " رواهُ البخاري ومسلم.
-
قول ابن عباس
لكنّ أنا أقول: قول اللّه:{وإذ قال إبراهيم ربّ أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى}فرضي من إبراهيم قوله: {بلى} قال: فهذا لما يعترض في النّفوس ويوسوس به الشّيطان» رواه ابن أبي حاتم ، والحاكم في مستدركه.
وقد رد ابن عطية قول ابن جرير بأن معنى : " ليطمئن قلبي " ليزداد إيمانًا ، قائلا :
«
ولا زيادة في هذا المعنى تمكن إلا السكون عن الفكر، وإلا فاليقين لا يتبعض»

وهذا مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة والله أعلم.

والحمدُ لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 18 ذو القعدة 1441هـ/8-07-2020م, 07:10 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفية الشقيفي مشاهدة المشاركة
تفسيرقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)}
مسائل القراءات
· القراءات في { السِّلم }
المسائل التفسيرية
· المعنى الإجمالي للآية : ك
· المقصودون بالآية : ك ط ج
· معنى { السِّلْمِ } ك ط ج
· معنى { كآفَّة } ك ط ج
· معنى قولهِ تعالى : { ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين }ك ط ج




تفسيرقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِكَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّمُبِينٌ (208)}
مسائل القراءات
· القراءات في { السِّلم }
- بكسر السين : أي الإسلام. وهي قراءة الجمهور.
- بفتح السين : وهي قراءة ابن كثير ونافع والكسائي والمعنى: المسالمة . وهناك من حمل القراءتين على معنىً واحد وهو الإسلام.


المسائل التفسيرية

· المعنى الإجمالي للآية : ك
قال ابن كثير :يقول تعالى آمرًا عباده المؤمنين به المصدّقين برسوله: أن يأخذوا بجميع عرى الإسلام وشرائعه، والعمل بجميع أوامره، وترك جميع زواجره ما استطاعوا من ذلك.
· المقصودون بالآية : ك ط ج
-
جميع المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم، والمعنى أمرهم بالثبوت فيه والزيادة من التزام حدوده،ويستغرق كافّةً حينئذ المؤمنين وجميع أجزاء الشرع، فتكون الحال من شيئين،وذلك جائز، نحو قوله تعالى: { فأتت به قومها تحمله } [مريم: 27]، إلى غير ذلك من الأمثلة. وهو الراجح.
- جماعة من اليهود أسلموا وطلبوا أن يسبتوا ويعملوا بالتوراة ليلا .فأُمروا بالدخول في شرائع الإسلام كافة.
- من قال أن السلم بمعنى المسالمة ، قال أن المعنى ادفعوا الجزية جميعًا والمراد بالكافة الجماعة
التي تكف مخالفها.
وذكر جميع الأقوال ابن عطية في تفسيره.


· معنى { السِّلْمِ } ك ط ج
- الإسلام ، وهو قول ابن عباس ومجاهد وابن زيد وقتادة والسدي. وهو الراجح.
- المسالمة والموادعة ، قول قتادة.


· معنى { كآفَّة } ك ط ج
- جميعًا ، وهو قول ابن عباس ، ومجاهدٌ، وأبو العالية، وعكرمة، والرّبيع، والسّدّيّ، ومقاتل بن حيّان،وقتادة والضّحّاك
- اعملوا بجميع الأعمال ووجوه البر ، قول مجاهد. وهو الراجح.
- الحال من شيئين ؛ ادخلوا جميعًا وفي جميع أجزاء الإسلام. ذكره ابن عطية.


·
معنى قولهِ تعالى : { ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين }ك ط ج
قال الزجاج :: لا تقتفوا آثاره، لأنّ ترككم شيئا من شرائع الإسلام اتباع الشيطان.
قال ابن عطية :{ ومبينٌ } يحتمل أن يكون بمعنى أبان عداوته وأن يكون بمعنى بان في نفسه أنه عدو، لأن العرب تقول: بان الأمر وأبان بمعنى واحد.


تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209)}
المسائل التفسيرية

· المعنى الإجمالي للآية ك
· معنى { زللتم } ط ج
· معنى { البينات } ط
· مناسبة ختمها بقوله { عزيز حكيم } ك ج



المسائل التفسيرية

·
المعنى الإجمالي للآية ك
أي: عدلتم عن الحقّ بعد ما قامت عليكم الحجج، فاعلموا أنّ اللّه عزيزٌ [أي] في انتقامه، لا يفوته هاربٌ،ولا يغلبه غالبٌ. حكيمٌ في أحكامه ونقضه وإبرامه.
· معنى { زللتم } ط ج
قال ابن عطية : وأصل الزلل في القدم ثم يستعمل في الاعتقادات والآراء وغير ذلك، والمعنى ضللتم وعجتم عن الحق.
· معنى { البينات } ط
قال ابن عطية :
- محمد وآياته ومعجزاته إذا كان الخطاب أولا لجماعة
المؤمنين.
- وإذا كان الخطاب لأهل الكتابين، فالبينات ما ورد في شرائعهم من
الإعلام بمحمد صلى الله عليه وسلم والتعريف به.
· مناسبة ختمها بقوله { عزيز حكيم } ك ج
قال ابن كثير :قال أبو العاليةوقتادة والرّبيع بن أنسٍ: عزيزٌ في نقمته، حكيمٌ في أمره. وقال محمّد بن إسحاق: العزيز في نصره ممّن كفر به إذا شاء، الحكيم في عذره وحجّته إلىعباده.


تفسيرقوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِيظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَىاللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210)}
مسائل القراءات
· القراءات في " الملائكة " ط ج
· القراءات في { ترجع } ط
المسائل التفسيرية
· المعنى الإجمالي للآية ك
· معنى { ظلل من الغمام } ك ط ج
· معنى { وقضي الأمر وإلى الله تُرجعُ الأمور } ك ج
المسائل العقدية
· صفة الإتيان يوم القيامة. ك ط

مسائل القراءات

· القراءات في " الملائكة " ط ج
- بالرفع وهي قراءة الجمهور ، عطفًا على لفظ الجلالة { اللهُ }
- بالجر ، عطفًا على { الغمام }

· القراءات في { ترجع } ط
قال ابن عطية:
- وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي «تَرجع» على بناء الفعل للفاعل
- وقرأ
الباقون «تُرجع» على بنائه للمفعول، وهي راجعة إليه تعالى قبل وبعد
المسائل التفسيرية
· المعنى الإجمالي للآية ك
قال ابن كثير : يقول تعالى مهدّدًا للكافرين بمحمّدٍ صلوات اللّه وسلامه عليه: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم اللّه في ظللٍ منالغمام والملائكة} يعني: يوم القيامة، لفصل القضاء بين الأوّلين والآخرين،فيجزي كلّ عاملٍ بعمله، إن خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ، ولهذا قال: {وقضي الأمر وإلى اللّه ترجع الأمور} كما قال: {كلا إذا دكّت الأرض دكًّا دكًّا* وجاء ربّك والملك صفًّا صفًّا* وجيء يومئذٍ بجهنّم يومئذٍ يتذكّر الإنسان وأنّى له الذّكرى} [الفجر: 21 -23]، وقال: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربّك أو يأتي بعض آيات ربّك يوم يأتي بعض آيات ربّك} الآية [الأنعام: 158].


· معنى { ظلل من الغمام } ط ج
قال ابن عطية :
، والظلل جمع ظلة وهي ما أظل من فوق
والغمام أرق
السحاب وأصفاه وأحسنه.

معنى { وقضي الأمر وإلى الله تُرجعُ الأمور } ك ج
قال الزجاج :وترجع الأمور : تردّ ، فإن قال قائل أليست الأمور - الآن وفي كل وقت - راجعة إلى الله عزّ وجلّ، فالمعنى في هذا: الإعلام في أمر الحساب والثواب والعقاب، أي إليه تصيرون فيعذب من يشاء ويرحم من يشاء).

المسائل العقدية
· صفة الإتيان يوم القيامة. ك ط
- وهي على حقيقتها من غير تأويل ولا تعطيل
قال ابن كثير :
وقد ذكر الإمام أبو جعفر بن جريرٍ هاهناحديث الصّور بطوله من أوّله، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. وهو حديثٌ مشهورٌ ساقه غير واحدٍ من أصحاب المسانيد وغيرهم، وفيه: "أنّ النّاس إذا اهتمّوا لموقفهم في العرصات تشفّعوا إلى ربّهم بالأنبياء واحدًا واحدًا، من آدم فمن بعده، فكلّهم يحيد عنها حتّى ينتهوا إلى محمّدٍ، صلوات اللّه وسلامه عليه، فإذا جاؤوا إليه قال: أنا لها، أنا لها. فيذهب فيسجد للّه تحت العرش، ويشفع عند اللّه في أن يأتي لفصل القضاء بين العباد،فيشفّعه اللّه، ويأتي في ظلل من الغمام بعد ما تنشقّ السّماء الدّنيا،وينزل من فيها من الملائكة، ثمّ الثّانية، ثمّ الثّالثة إلى السّابعة،وينزل حملة العرش والكروبيّون، قال: وينزل الجبّار، عزّ وجلّ، في ظلل من الغمام والملائكة، ولهم زجل من تسبيحهم يقولون: سبحان ذي الملك والملكوت،سبحان ربّ العرش ذي الجبروت سبحان الحيّ الذي لا يموت، سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت، سبّوح قدّوسٌ، ربّ الملائكة والرّوح، قدّوسٌ قدّوسٌ،سبحان ربّنا الأعلى، سبحان ذي السّلطان والعظمة، سبحانه أبدًا أبدًا".

- وذكر ابن عطية والزجاج أن المعنى يأتي حكم الله وأمره وعقابه ، وحمل ابن عطية إتيان الملائكة على أنه إتيانهم عند الموت. وهذا القول مخالف لأهل السنة والجماعة.
أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لم, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir