دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > الوجوه والنظائر > نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 جمادى الأولى 1431هـ/30-04-2010م, 07:05 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي كتاب النون - أبواب ما فوق الأربعة

" باب ما فوق الأربعة "
296 - باب النكاح
قال المفضل: أصل النكاح: الجماع. ثم كثر ذلك حتى قيل للعقد: النكاح. وقال أبو عمر غلام ثعلب: الذي حصلناه عن ثعلب عن الكوفيين والمبرد عن البصريين أن النكاح في أصل اللغة اسم للجمع بين الشيئين وقد سموا الوطء نفسه نكاحا من غير عقد قال
الأعشى: -
ومنكوحة غير ممهورة = وأخرى يقال له فادها
يعني: المسبية الموطوءة بغير مهر ولا عقد. وقال القاضي أبو يعلى: وقد يطلق اسم النكاح على العقد قال الله تعالى: {إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن}، والمراد به العقد دون الوطء إلا أنه حقيقة في الوطء، مجاز في العقد. وإنما سمي العقد نكاحا لأنه سبب يتوصل به إلى الوطء. وقد يسمى الشيء باسم غيره إذا كان مجاورا له أو بينهما سبب. كما تسمى الشاة التي تذبح عن الصبي عقيقة وإنما العقيقة اسم الشعر الذي على رأسه. وتسمى المزادة راوية وإنما الراوية الجمل. وما يكون من الإنسان غائطا وإنما الغائط المكان المطمئن.
وذكر بعض ا لمفسرين أن النكاح في القرآن على خمسة أوجه: -
أحدها: العقد. ومنه قوله تعالى في البقرة: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن}، وفي سورة النساء: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء}، وفيها: {فانكحوهن بإذن أهلهن}، وفي الأحزاب: {إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن}.
والثاني: الوطء. ومنه قوله تعالى في البقرة: {حتى تنكح زوجا غيره}.
والثالث: العقد والوطء. ومنه قوله تعالى في النساء: {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف}.
والرابع: الحلم. ومنه قوله تعالى في النساء: {وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح}.
والخامس: المهر. ومنه قوله تعالى في النور: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا}. وقد ألحق بعضهم وجها سادسا. فقال: والنكاح: القبول. ومنه قوله تعالى: {وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها}.
297 - باب النداء
النداء: استدعاء المخاطب المخاطب إذا كان بعيدا منه – وحروف النداء خمسة: " يا " و " أيا " و " هيا " و " أي " و " ألف الاستفهام ".
تقول: يا زيد، وأيا زيد، وهيا زيد، وأي زيد، وأزيد. وأنشدوا في " أيا ":
أيا بارح الجوزاء مالك لا ترى = عيالك قد أمسوا مراميل جوع
وقال ذو الرمة في " هيا ":
هيا ظبية الوعساء بين جلاجل = وبين النقا أأنت أم أم سالم
وأنشدوا في " أي ":
ألم تسمعي أي عبد في رونق = الضحى غناء حمامات لهن هدير
رخم اسم امرأة (اسمها عبدة). وأنشد سيبويه في " ألف الاستفهام ":
أريد أخا ورقاء إن كنت ثائرا فقد عرضت أحناء حق فخاصم
وذكر بعض المفسرين أن النداء في القرآن على ستة أوجه: -
أحدها: الأذان. ومنه قوله تعالى في المائدة: {وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا}، وفي سورة الجمعة: {إذا نودي للصلاة [من يوم الجمعة]}.
والثاني: الدعاء. ومنه قوله تعالى في مريم: {إذ نادى ربه نداء خفيا}، وفي الأنبياء: {ونوحا إذ نادى من قبل وفيها} {وأيوب إذا نادى ربه}
والثالث: التكليم. ومنه قوله تعالى في مريم: {وناديناه من جانب الطور الأيمن}، وفي القصص: {وما كنت بجانب الطور إذ نادينا}.
والرابع: الأمر. ومنه قوله تعالى في الشعراء: {وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين}.
والخامس: النفخ في الصور. ومنه قوله تعالى [في ق]: {واستمع يوم ينادي المناد من مكان قريب}.
والسادس: الاستغاثة. ومنه قوله تعالى [في الأعراف]: {ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة}، وفي الزخرف: {ونادوا يا مالك} وقد ألحق بعضهم وجها سابعا فقال: والنداء: الوحي. ومنه قوله تعالى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}.
298 - باب النفس
قال شيخنا علي بن عبيد الله: اختلف الناس في ماهية النفس المختصة بالآدمي اختلافا كثيرا. وأقربهم إلى الصواب قائلون قالوا: إنها جوهر روحاني، والجوهر الروحاني ما كان لطيفا لا يرد شعاع الأبصار. وهو مخلوق من النور والضياء. وأجسام الملائكة من نور، ولهذا هم أجساد لطيفة لا تدركهم الأبصار في عموم الأحوال، ويقرب منهم الجن والشياطين فإنهم مخلوقون من النار. وقال قوم: إن النفس جسم لطيف. وقال قوم: هي الدم. وقال آخرون: هي جسم غير الدم. وقال آخرون: هي عرض لأنا لا نجدها تقوم بنفسها. واختلفوا في النفس هل هي الروح أم هي غيرها. فقال كثير من الناس: إن الروح شيء غير النفس. وقال آخرون: بل هما شيء واحد. واختلفوا هل نفوس بني آدم جنس من نفوس الحيوان أم لا، فقال كثير من الناس: إن نفوس بني آدم جنس ونفوس البهائم جنس آخر. وزعم آخرون أن النفوس كلها جنس واحد. والقائلون بأنها من جنس واحد يقولون إن موت جميع الحيوان يتولاه ملك الموت في قبض الأنفس. والقائلون بأنها من جنسين يقولون: إن ملك الموت يتولى بني آدم في ذلك. فأما [جميع] البهائم فلا يتولاها ملك الموت وإنما تموت بفناء أنفسها.
وذكر بعض المفسرين أن النفس في القرآن على ثمانية أوجه: -
أحدها: آدم. ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {الذي خلقكم من نفس واحدة}، وفي الأنعام: {وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة}.
والثاني: الأم. ومنه قوله تعالى في النور: {ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا}، أي: بأمهاتهم. والمراد بالآية عائشة رضي الله عنها.
والثالث: الجماعة. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}، وفي براءة: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}.
والرابع: الأهل. ومنه قوله تعالى في البقرة: {فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم}، قيل: إنه أمر الأب الذي لم يعبد العجل أن يقتل ابنه العابد، والأخ الذي لم يعبد أن يقتل (أخاه) العابد.
والخامس: أهل الدين. ومنه قوله تعالى في النور: {فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم}، أي: على أهل دينكم. وفي الحجرات: {ولا تلمزوا أنفسكم}.
والسادس: الإنسان. ومنه قوله تعالى في المائدة: {وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس}، أي: الإنسان بالإنسان.
والسابع: البعض. ومنه قوله تعالى في البقرة: {ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم}، أي: يقتل بعضكم بعضا.
والثامن: النفس بعينها. ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم}.
299 - باب النعمة
النعمة: ما يحصل للإنسان به التنعم في العيش.
والنعمة: المنة، ومثلها النعماء. والنعمة: المال. يقال: فلان واسع النعمة. والنعامى: ريح لينة. فأما النعمة - بفتح النون - فهي التنعم. والمتنعم: المترف. وقد نعم الإنسان أولاده: ترفهم. ونعم الشيء من النعمة. [ونعم] ضد لا، وقد تكسر عينها، ونعم ضد بئس.
وذكر بعض المفسرين أن النعمة في القرآن على عشرة أوجه: -
أحدها: المنة. ومنه قوله تعالى [في المائدة]: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم}، ومثلها في الأحزاب.
والثاني: الدين والكتاب. ومنه قوله تعالى في البقرة: {ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته}، وفي إبراهيم: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا}.
والثالث: محمد (صلى الله عليه وسلم). ومنه قوله تعالى في النحل: {يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها}.
والرابع: الثواب. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {يستبشرون بنعمة من الله وفضل}.
والخامس: النبوة. ومنه قوله تعالى في الفاتحة: {الذين أنعمت عليهم}، وفي الضحى: {وأما بنعمة ربك فحدث}.
والسادس: الرحمة. ومنه قوله تعالى في الحجرات: {فضلا من الله ونعمة}.
والسابع: الإحسان. ومنه قوله تعالى في الليل: {وما لأحد عنده من نعمة تجزى}.
والثامن: سعة المعيشة. ومنه قوله تعالى [في لقمان]: {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة}.
والتاسع: الإسلام. ومنه قوله تعالى في الأحزاب: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه}.
والعاشر: العتق. ومنه قوله تعالى [في الأحزاب]: {وأنعمت عليه}، لأن إنعام الله [تعالى] عليه بالإسلام، وإنعام النبي (صلى الله عليه وسلم) بالعتق، وهو زيد بن حارثة.
300 - باب النور
قال شيخنا علي بن عبيد الله.
النور: هو الضياء المتشعشع الذي تنفذه أنوار الأبصار فتصل به إلى نظر المبصرات وهو يتزايد بتزايد أسبابه. ويقال: نار الشيء وأنار واستنار، إذا أضاء. والنور مأخوذ من النار، يقال تنورت النار: إذا قصدت نحوها. ثم يستعار في مواضع تدل عليها القرينة فيقال: أنار فلان كلامه إذا أوضحه. ومنار الأرض: أعلامها وحدودها. والمنارة: مفعلة من الاستنارة.
وذكر أهل التفسير أن النور في القرآن على عشرة أوجه: -
أحدها: الإسلام. ومنه قوله تعالى في براءة: {يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره} وفي الصف: {يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم}، {والله متم نوره}، وفي سورة النور: {يهدي الله لنوره من يشاء}.
والثاني: الإيمان. ومنه قوله تعالى في البقرة: {يخرجهم من الظلمات إلى النور}، وفي الأنعام: {وجعلنا له نورا يمشي به في الناس}، وفي النور: {ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور} وفي الحديد: {ويجعل لكم نورا تمشون به}.
والثالث: الهدى. ومنه قوله تعالى في النور: {الله نور السموات والأرض}، (أي: هادي من في السماوات والأرض) {مثل نوره}، أي: مثل هداه
والرابع: النبي [(صلى الله عليه وسلم)]. ومنه قوله تعالى في المائدة: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين}، وفي النور: {نور على نور}، أراد: نبيا بعد نبي من نسل نبي.
والخامس: ضوء النهار. ومنه قوله تعالى في الأنعام: {وجعل الظلمات والنور}.
والسادس: ضوء القمر. ومنه قوله تعالى في الفرقان: {وقمرا منيرا}، وفي سورة نوح: {وجعل القمر فيهن نوراً}
والسابع: ضوء المؤمنين على الصراط. ومنه قوله تعالى في الحديد: {يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم}، وفي التحريم: {نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم}.
والثامن: البيان. ومنه قوله تعالى في المائدة: {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور}، وفي الأنعام: {قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس}.
والتاسع: القرآن. ومنه قوله تعالى في الأعراف: {واتبعوا النور الذي أنزل معه}، وفي التغابن: {فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا}.
والعاشر: العدل. ومنه قوله تعالى في الزمر: {وأشرقت الأرض بنور ربها}، أي: بعدله.
301 - باب الناس
الناس: [اسم] للحيوان الآدمي. وواحد الناس إنسان.
والجمع: ناس وأناسي.
قال ابن فارس: سمي الإنس إنسا لظهورهم. ويقال: آنست الشيء: رأيته. وآنست الصوت: سمعته. وآنست: علمت. والأنيس: كل ما يؤنس به. والناس بتشديد السين: العطشان. قال الراجز:
وبلد تمسي قطاه نسا
ويقال لمكة: الناسية، لقلة الماء بها.
وذكر بعض المفسرين أن الناس في القرآن على اثني عشر وجها: -
أحدها: النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). ومنه قوله تعالى في النساء: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله}.
والثاني: سائر الرسل. ومنه قوله تعالى في البقرة: {ليكونوا شهداء على الناس} وقيل إن (على) ها هنا بمعنى "اللام".
والثالث: المؤمنون. ومنه قوله تعالى في [البقرة]: {أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}.
والرابع: مؤمنو أهل [كتاب] التوراة. ومنه قوله تعالى [في البقرة]: {وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس}. يريد ابن سلام وأصحابه.
والخامس: أهل مكة. ومنه قوله تعالى في البقرة: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم}، وفي الحج: {يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث}، وهو اللفظ عام وإن خوطب به أهل مكة. وفي آل عمران: {إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم} وفي يونس: {يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم}، وفي النمل: {أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون}.
والسادس: اليهود. ومنه قوله تعالى في البقرة: {لئلا يكون للناس عليكم حجة}.
والسابع: بنو إسرائيل. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس}، وفي المائدة: {أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله}.
والثامن: أهل مصر. ومنه قوله تعالى في يوسف: {لعلي أرجع إلى الناس} وفيها: {فيه يغاث الناس}.
والتاسع: نعيم بن مسعود. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم}، فالكلمة الأولى أريد بها نعيم بن مسعود. والثانية أهل مكة.
والعاشر: ربيعة ومضر. ومنه قوله تعالى في البقرة: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس}.
والحادي عشر: من كان من عهد آدم إلى زمن نوح. ومنه قوله تعالى [في البقرة]: {كان الناس أمة واحدة}، [وفي يونس: {وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا}].
والثاني عشر: سائر الناس. ومنه قوله تعالى في الحج: {يا أيها الناس اتقوا ربكم}، وفي الحجرات: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى}.
وقد زاد مقاتل وجها ثالث عشر، فقال: والناس: الرجال. ومنه قوله تعالى (في حم المؤمن): {لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس}.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
النون, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:17 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir