دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 ذو الحجة 1441هـ/17-08-2020م, 09:41 PM
فردوس الحداد فردوس الحداد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 107
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: ما هي أنواع اختلاف القراءات مع التمثيل ؟
اختلاف القراءات على نوعين:
النوع الأول:*ما ليس له أثر على المعنى، وهذا النوع يعنى به القرّاء لضبط القراءات، ويعنى ببعضه النحويون والصرفيون لاتّصاله بمسائل النحو*والصرف
مثل : (قوله تعالى:*{الصِّراطَ}*تقرأ بالصاد والسّين وإشمام الزّاي:
- فالحجة لمن قرأ بالسّين: أنه جاء به على أصل الكلمة.
- فالحجة لمن قرأ بالصّاد: أنه أبدلها من السّين لتوافقها مع السّين في الهمس والصّفير، وتوافقها مع الطاء في الإطباق؛ لأن السين مهموسة والطاء مجهورة.
- والحجة لمن أشمّ الزّاي: أنها تشترك مع السّين في الصفير، وتشترك مع الطّاء في الجهر.
والنوع الثاني:*ما له أثر على المعنى وهو الجانب الذي يُعنى به المفسّرون، مثاله
وقوله جلَّ وعزَّ: {حَتَّى يَطْهُرْنَ ... (222)}.
قرأ عاصم وحمزة والكسائي: (حَتَّى يَطَّهَّرْنَ) بتشديد الطاء والهاء.
وقرأ الباقون: (حَتَّى يَطْهُرْنَ) مخففا.
(قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ {حَتَّى يَطَّهَّرْنَ} والأصل: يَتَطهَّرنَ والتطهرُ يكون بالماء، فأُدْغِمَت التاء في الطاء فشددت.
وَمَنْ قَرَأَ {حَتَّى يَطْهُرْنَ} فالمعنى: يَطهُرنَ مِن دَم المحِيض إذا انقَطع الدم، وجائزٌ أن يكون {يَطهُرن} الطهر التام بالماء بعد انقِطاع الدم).
- ‎••••••••••••••••*
س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما ينبغي أن يحترز منه من يسلك هذا المسلك.
التفسير البياني هو التفسير الذي يُعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن، ولطائف عباراته، وحِكَم اختيار بعض الألفاظ على بعض، ودواعي الذكر والحذف، و التشبيه والتمثيل، والتقديم والتأخير، والإظهار والإضمار، والتعريف والتنكير، والفصل والوصل، واللف والنشر، و معاني الأمر والنهي، والحصر والقصر، والتوكيد والاستفهام إلى غير ذلك من أبواب البيان الكثيرة.
وقد عُني المفسّرون ببيان بعض ما حضرهم من ذلك، قال ابن عطية رحمه الله في مقدّمة تفسيره:*(كتاب الله لو نُزِعَت منه لفظة، ثم أُديرَ لسانُ العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد)ا.ه.
والتفسير البياني يعنى:
1/بالكشف عن المعاني المرادة، ورفع الإشكال،
2/ويُستعمل في الترجيح بين الأقوال التفسيرية، واختيار بعضها على بعض،
3/وله صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن.

أما مايحترز منه فذلك لأن كلام العلماء في هذا الباب على أنواع:
1/ منه ما هو ظاهر الدلالة بيّن الحجّة،
2/ومنه ما يدقّ مأخذه ويلطف منزعه،
3/ومنه ما هو محلّ نظر وتأمل لا يُجزم بثبوته ولا نفيه،
4/ ومنه ما هو خطأ بيّن لمخالفته لنصّ أو إجماع أو قيامه على خطأ ظاهر.
فينبغي التنبيه على*وجوب*الاحتراز من:
1/ مايتكلّم به أهل البدع في تقرير بدعهم بسلوك مسلك التفسير
‎2/الجزم بما لا دليل عليه سوى ذوقه وتأمّله واجتهاده؛ فكثيراً ما يغيب عن بعض المتأملين معارضة بعض الأوجه التي استخرجوها لنصّ صحيح أو إجماع، وكل تفسير عارض نَصّاً أو إجماعاً فهو تفسير باطل.
3/قد يكون في بعض اجتهادات المتأخّرين ما يخطئون فيه مع تشنيعهم على السلف ورميهم بضعف التأمّل وقلّة الدراية بأساليب البيان، ويكثر هذا من أهل البدع والأهواء، ويتوصّلون بذلك إلى ردّ بعض ما تقرر من مسائل الاعتقاد*لدى أهل السنة والجماعة.
4/ أيضا أن من المتأخّرين من يظهر له معنى يراه بديعاً في بيان الآية فيتعصّب له ويشنّع على من لم يفسّر الآية به، وقد يكون ما رآه مسبوقاً إليه بعبارة منبّهة موجزة؛ فإنّ السلف لم يكن من عادتهم التطويل في التفسير، وإنما يستعملون التنبيه والإيجاز دون تطويل ليعمل المتأمل فكره.
•••••••••••••••••••
س3: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
لعلم الوقف والابتداء صلة وثيقة بالتفسير لتعلّقه ببيان المعنى؛ حتى كان يوصف من يُتقنه بأنّه يفسّر القرآن بتلاوته.
وقد اعتنى علماء اللغة بعلم الوقف والابتداء،
وبيان ترتّبه على التفسير، وأثره في إفادة المعنى.
ومن الأمثلة التي تبين أثر الوقف والابتداء على اختلاف المعنى والتفسير :
الوقف في قوله تعالى:*{قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)}*فمن وقف على*{اليوم}*كان الابتداء بما بعدها دعاء من يوسف عليه السلام لإخوته، وهو أرجح الوجهين في التفسير..
ومن وقف على*{عليكم*اليوم}*ثمّ ابتدأ*{اليوم يغفر الله لكم..}*كان المعنى خبرٌ من يوسف عليه السلام – وهو نبيّ يوحى إليه – بمغفرة الله تعالى لهم في ذلك اليوم.
أيضا حذّر العلماء من:
1/ الوقف القبيح، وهو الذي يوهم معنى لا يصحّ، كالوقف على قوله تعالى:*{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ...}.
فمثله هذا الوقف لا يوقف عليه إلا لضرورة انقطاع النفس أو التعليم ثم يبتدئ بما قبله. 2/ الابتداء القبيح، وهو الذي يوهم معنى فاسداً كما لو قرأ قارئ قول الله تعالى:*{ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ..}*فوقف على*{الرسول}*وابتدأ بما بعده؛ فإنّه يوهم بقراءته غير المعنى المراد 3/الوصل القبيح، وهو الذي يوهم معنى غير مراد كما لو وصل قارئ قول الله تعالى:{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ}*وقوله تعالى:*{فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (76)}. والصواب أن يقف على*{عنهم}*ويقف على*{قولهم}.
••••••••••••••••••••••
س4: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
من فوائد علم الصرف للمفسر:
1/ معرفة أوجه المعاني التي تتصرّف بها الكلمة، وفائدة اختيار تلك التصاريف في القرآن الكريم على غيرها.
2/ يكشف عن علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير التي قد يقع فيها بعض المفسّرين ممن أتوا بعد عصر الاحتجاج، أو مما يروى بأسانيد لا تصحّ عن بعض الصحابة والتابعين ممن كانوا في عصر الاحتجاج.
3/*معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير.
ومن أمثلة ذلك: أقوال السلف في تفسير قول الله تعالى:*{وحشرنا عليهم كلّ شيء قُبُلا}
فروي عنهم في معنى*{قبلا}*ثلاثة أقوال:
القول الأول:*{قُبُلا}*أي : معاينة، وهذا القول رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس من طريق معاوية بن صالح عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس.
والقول الثاني:*{قبلا}*أي: أفواجاً ، رواه ابن جرير عن مجاهد.
والقول الثالث:*{قُبلا}*أي: كفلاء، وهذا القول اختاره الفراء.
فهذه ثلاثة أقوال في هذه المسألة:
- فأمّا القول الأول*فتخريجه أنّ القُبُل بمعنى المقابِل ؛ والمقابل معاين لمن قابله، كما تقول: لقيتُه قُبُلاً: أي: مواجهة ، ومنه قوله تعالى:*{قُدّ من قُبُل}، وقوله تعالى:*{أو يأتيهم العذاب قُبُلا}.ويرجّح هذا المعنى قراءة من قرأ:*{وحشرنا عليهم كلّ شيء قِبَلا}.
- وأما القول الثاني*فتخريجه أنَّ*{قبلا}*جمع قبيل، كرغيف ورُغُف، والقبيل: الجماعة الكثيرة من صنف واحد، أي ُحشروا عليهم أفواجاً كل فوج قبيل.
- وأما القول الثالث*فتخريجه أنَّ*{قبلا}*جمع قبيل بمعنى كفيل، ومنه قوله تعالى:*{أو يأتي بالله والملائكة قبيلا}*أي: كفلاء وضمناء.
والتحقيق أنّ هذه المعاني كلّها صحيحة، ودلالة الآية تسعها كلها.
••••••••••••••••••••••
س5: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.
النوع الأول:*الاشتقاق الصغير، وهو النوع المعروف عند العلماء المتقدّمين، وهو ما تقدّم ذكره؛ كاشتقاق "المسحَّر" من السَّحر" واشتقاق "مرداس" من الردس، وهكذا، ويلحظ فيها الاتفاق في ترتيب حروف الأصل مع اختلاف الصيغتين، وهذا النوع يسميه بعضهم "الاشتقاق الأصغر".
والنوع الثاني:*الاشتقاق الكبير، وهو أن يكون بين الجذرين تناسب في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف، كما في "فسر" و"سفر"، و"فقر" و"قفر"
وهذا النوع سماه ابن جني وبعض أهل العلم "الاشتقاق الأكبر"، واستقرّت تسميته فيما بعد بالكبير.
وسمّاه شيخ الإسلام ابن تيمية "الاشتقاق الأوسط" وعرَّفه بقوله:*(وهو: اتفاق اللفظين في الحروف لا في ترتيبها).
والنوع الثالث:*الاشتقاق الأكبر، ويسميه بعضهم الكُبار" وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف واختلافها في حرف منها.
وهو أنواع:
1/قد يكون الاختلاف في الحرف الأخير نحو: نفذ، ونفث،*وقد يكون الاختلاف في الحرف الأول، نحو: همز، ولمز، وغمز،*
2/وقد يكون الاختلاف في الحرف الأوسط: نحو: نعق، ونغق، ونهق، ويجمعها أنها تدلّ على تصويت.
3/ومنه التناسب بين: ينهون وينأون وبابها.
ومن هذا النوع ما يدخله اختلاف اللغات فيحكى في المفردة لغتان عن العرب في نطقها مع اتحاد المعنى كما اختلفوا: في الصاعقة والصاقعة،ومنه ما يُختلف في كونه من اختلاف اللغات؛ كما اختلفوا في "مَدَحَ" و"مَدَهَ".
والنوع الرابع:*الاشتقاق الكُبّار ، وهو اشتقاق لفظة من لفظتين أو أكثر اختصاراً، وهو ما يعرف بالنحت، كاشتقاق البسملة من قول "بسم الله" ، والحوقلة من "لا حول ولا قوة إلا بالله".
•••••••••••••••••••••

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 محرم 1442هـ/1-09-2020م, 03:18 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فردوس الحداد مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س1: ما هي أنواع اختلاف القراءات مع التمثيل ؟
اختلاف القراءات على نوعين:
النوع الأول:*ما ليس له أثر على المعنى، وهذا النوع يعنى به القرّاء لضبط القراءات، ويعنى ببعضه النحويون والصرفيون لاتّصاله بمسائل النحو*والصرف
مثل : (قوله تعالى:*{الصِّراطَ}*تقرأ بالصاد والسّين وإشمام الزّاي:
- فالحجة لمن قرأ بالسّين: أنه جاء به على أصل الكلمة.
- فالحجة لمن قرأ بالصّاد: أنه أبدلها من السّين لتوافقها مع السّين في الهمس والصّفير، وتوافقها مع الطاء في الإطباق؛ لأن السين مهموسة والطاء مجهورة.
- والحجة لمن أشمّ الزّاي: أنها تشترك مع السّين في الصفير، وتشترك مع الطّاء في الجهر.
والنوع الثاني:*ما له أثر على المعنى وهو الجانب الذي يُعنى به المفسّرون، مثاله
وقوله جلَّ وعزَّ: {حَتَّى يَطْهُرْنَ ... (222)}.
قرأ عاصم وحمزة والكسائي: (حَتَّى يَطَّهَّرْنَ) بتشديد الطاء والهاء.
وقرأ الباقون: (حَتَّى يَطْهُرْنَ) مخففا.
(قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ {حَتَّى يَطَّهَّرْنَ} والأصل: يَتَطهَّرنَ والتطهرُ يكون بالماء، فأُدْغِمَت التاء في الطاء فشددت.
وَمَنْ قَرَأَ {حَتَّى يَطْهُرْنَ} فالمعنى: يَطهُرنَ مِن دَم المحِيض إذا انقَطع الدم، وجائزٌ أن يكون {يَطهُرن} الطهر التام بالماء بعد انقِطاع الدم).
- ‎••••••••••••••••*
س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما ينبغي أن يحترز منه من يسلك هذا المسلك.
التفسير البياني هو التفسير الذي يُعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن، ولطائف عباراته، وحِكَم اختيار بعض الألفاظ على بعض، ودواعي الذكر والحذف، و التشبيه والتمثيل، والتقديم والتأخير، والإظهار والإضمار، والتعريف والتنكير، والفصل والوصل، واللف والنشر، و معاني الأمر والنهي، والحصر والقصر، والتوكيد والاستفهام إلى غير ذلك من أبواب البيان الكثيرة.
وقد عُني المفسّرون ببيان بعض ما حضرهم من ذلك، قال ابن عطية رحمه الله في مقدّمة تفسيره:*(كتاب الله لو نُزِعَت منه لفظة، ثم أُديرَ لسانُ العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد)ا.ه.
والتفسير البياني يعنى:
1/بالكشف عن المعاني المرادة، ورفع الإشكال،
2/ويُستعمل في الترجيح بين الأقوال التفسيرية، واختيار بعضها على بعض،
3/وله صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن.

أما مايحترز منه فذلك لأن كلام العلماء في هذا الباب على أنواع:
1/ منه ما هو ظاهر الدلالة بيّن الحجّة،
2/ومنه ما يدقّ مأخذه ويلطف منزعه،
3/ومنه ما هو محلّ نظر وتأمل لا يُجزم بثبوته ولا نفيه،
4/ ومنه ما هو خطأ بيّن لمخالفته لنصّ أو إجماع أو قيامه على خطأ ظاهر.
فينبغي التنبيه على*وجوب*الاحتراز من:
1/ مايتكلّم به أهل البدع في تقرير بدعهم بسلوك مسلك التفسير
‎2/الجزم بما لا دليل عليه سوى ذوقه وتأمّله واجتهاده؛ فكثيراً ما يغيب عن بعض المتأملين معارضة بعض الأوجه التي استخرجوها لنصّ صحيح أو إجماع، وكل تفسير عارض نَصّاً أو إجماعاً فهو تفسير باطل.
3/قد يكون في بعض اجتهادات المتأخّرين ما يخطئون فيه مع تشنيعهم على السلف ورميهم بضعف التأمّل وقلّة الدراية بأساليب البيان، ويكثر هذا من أهل البدع والأهواء، ويتوصّلون بذلك إلى ردّ بعض ما تقرر من مسائل الاعتقاد*لدى أهل السنة والجماعة.
4/ أيضا أن من المتأخّرين من يظهر له معنى يراه بديعاً في بيان الآية فيتعصّب له ويشنّع على من لم يفسّر الآية به، وقد يكون ما رآه مسبوقاً إليه بعبارة منبّهة موجزة؛ فإنّ السلف لم يكن من عادتهم التطويل في التفسير، وإنما يستعملون التنبيه والإيجاز دون تطويل ليعمل المتأمل فكره.
•••••••••••••••••••
س3: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
لعلم الوقف والابتداء صلة وثيقة بالتفسير لتعلّقه ببيان المعنى؛ حتى كان يوصف من يُتقنه بأنّه يفسّر القرآن بتلاوته.
وقد اعتنى علماء اللغة بعلم الوقف والابتداء،
وبيان ترتّبه على التفسير، وأثره في إفادة المعنى.
ومن الأمثلة التي تبين أثر الوقف والابتداء على اختلاف المعنى والتفسير :
الوقف في قوله تعالى:*{قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)}*فمن وقف على*{اليوم}*كان الابتداء بما بعدها دعاء من يوسف عليه السلام لإخوته، وهو أرجح الوجهين في التفسير..
ومن وقف على*{عليكم*اليوم}*ثمّ ابتدأ*{اليوم يغفر الله لكم..}*كان المعنى خبرٌ من يوسف عليه السلام – وهو نبيّ يوحى إليه – بمغفرة الله تعالى لهم في ذلك اليوم.
أيضا حذّر العلماء من:
1/ الوقف القبيح، وهو الذي يوهم معنى لا يصحّ، كالوقف على قوله تعالى:*{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ...}.
فمثله هذا الوقف لا يوقف عليه إلا لضرورة انقطاع النفس أو التعليم ثم يبتدئ بما قبله. 2/ الابتداء القبيح، وهو الذي يوهم معنى فاسداً كما لو قرأ قارئ قول الله تعالى:*{ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ..}*فوقف على*{الرسول}*وابتدأ بما بعده؛ فإنّه يوهم بقراءته غير المعنى المراد 3/الوصل القبيح، وهو الذي يوهم معنى غير مراد كما لو وصل قارئ قول الله تعالى:{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ}*وقوله تعالى:*{فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (76)}. والصواب أن يقف على*{عنهم}*ويقف على*{قولهم}.
••••••••••••••••••••••
س4: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
من فوائد علم الصرف للمفسر:
1/ معرفة أوجه المعاني التي تتصرّف بها الكلمة، وفائدة اختيار تلك التصاريف في القرآن الكريم على غيرها.
2/ يكشف عن علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير التي قد يقع فيها بعض المفسّرين ممن أتوا بعد عصر الاحتجاج، أو مما يروى بأسانيد لا تصحّ عن بعض الصحابة والتابعين ممن كانوا في عصر الاحتجاج.
3/*معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير.
ومن أمثلة ذلك: أقوال السلف في تفسير قول الله تعالى:*{وحشرنا عليهم كلّ شيء قُبُلا}
فروي عنهم في معنى*{قبلا}*ثلاثة أقوال:
القول الأول:*{قُبُلا}*أي : معاينة، وهذا القول رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس من طريق معاوية بن صالح عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس.
والقول الثاني:*{قبلا}*أي: أفواجاً ، رواه ابن جرير عن مجاهد.
والقول الثالث:*{قُبلا}*أي: كفلاء، وهذا القول اختاره الفراء.
فهذه ثلاثة أقوال في هذه المسألة:
- فأمّا القول الأول*فتخريجه أنّ القُبُل بمعنى المقابِل ؛ والمقابل معاين لمن قابله، كما تقول: لقيتُه قُبُلاً: أي: مواجهة ، ومنه قوله تعالى:*{قُدّ من قُبُل}، وقوله تعالى:*{أو يأتيهم العذاب قُبُلا}.ويرجّح هذا المعنى قراءة من قرأ:*{وحشرنا عليهم كلّ شيء قِبَلا}.
- وأما القول الثاني*فتخريجه أنَّ*{قبلا}*جمع قبيل، كرغيف ورُغُف، والقبيل: الجماعة الكثيرة من صنف واحد، أي ُحشروا عليهم أفواجاً كل فوج قبيل.
- وأما القول الثالث*فتخريجه أنَّ*{قبلا}*جمع قبيل بمعنى كفيل، ومنه قوله تعالى:*{أو يأتي بالله والملائكة قبيلا}*أي: كفلاء وضمناء.
والتحقيق أنّ هذه المعاني كلّها صحيحة، ودلالة الآية تسعها كلها.
••••••••••••••••••••••
س5: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.
النوع الأول:*الاشتقاق الصغير، وهو النوع المعروف عند العلماء المتقدّمين، وهو ما تقدّم ذكره؛ كاشتقاق "المسحَّر" من السَّحر" واشتقاق "مرداس" من الردس، وهكذا، ويلحظ فيها الاتفاق في ترتيب حروف الأصل مع اختلاف الصيغتين، وهذا النوع يسميه بعضهم "الاشتقاق الأصغر".
والنوع الثاني:*الاشتقاق الكبير، وهو أن يكون بين الجذرين تناسب في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف، كما في "فسر" و"سفر"، و"فقر" و"قفر"
وهذا النوع سماه ابن جني وبعض أهل العلم "الاشتقاق الأكبر"، واستقرّت تسميته فيما بعد بالكبير.
وسمّاه شيخ الإسلام ابن تيمية "الاشتقاق الأوسط" وعرَّفه بقوله:*(وهو: اتفاق اللفظين في الحروف لا في ترتيبها).
والنوع الثالث:*الاشتقاق الأكبر، ويسميه بعضهم الكُبار" وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف واختلافها في حرف منها.
وهو أنواع:
1/قد يكون الاختلاف في الحرف الأخير نحو: نفذ، ونفث،*وقد يكون الاختلاف في الحرف الأول، نحو: همز، ولمز، وغمز،*
2/وقد يكون الاختلاف في الحرف الأوسط: نحو: نعق، ونغق، ونهق، ويجمعها أنها تدلّ على تصويت.
3/ومنه التناسب بين: ينهون وينأون وبابها.
ومن هذا النوع ما يدخله اختلاف اللغات فيحكى في المفردة لغتان عن العرب في نطقها مع اتحاد المعنى كما اختلفوا: في الصاعقة والصاقعة،ومنه ما يُختلف في كونه من اختلاف اللغات؛ كما اختلفوا في "مَدَحَ" و"مَدَهَ".
والنوع الرابع:*الاشتقاق الكُبّار ، وهو اشتقاق لفظة من لفظتين أو أكثر اختصاراً، وهو ما يعرف بالنحت، كاشتقاق البسملة من قول "بسم الله" ، والحوقلة من "لا حول ولا قوة إلا بالله".
•••••••••••••••••••••
أحسنت نفع الله بك
أرجو الانتباه لمسألة النسخ والاعتماد على صياغة الإجابة بأسلوبك الخاص
ب
تم خصم نصف درجة للتأخير

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir