دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 جمادى الآخرة 1443هـ/18-01-2022م, 10:04 AM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
رب هب لي من لدنك إخلاصا وصدقا

ذكر من جمع القرآن حفظاً من الصحابة رضي الله عنهم

- جمع القرآن من الصحابة رضي الله عنهم:
- المراد بجمع القرآن:
- المراد بجمع القرآن حفظه.
- فكان القرآن محفوظا في صدور الرجال لا مجموعا في مصحف لورود النسخ عليه.
- وبعد انقضاء زمن النسخ تم جمعه في المصاحف مما كتب وحفظ من الصحابة رضي الله عنهم.
- وقد حفظ القرآن كله على عهد النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من الصحابة، ومن حفظ قطعة منه جماعة كثيرة أقلهم بالغون حد التواتر.
- وقد ذكر ابن حجر في فتح الباري، أن المراد بالقراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
الذين اشتهروا بحفظ القرآن، وتعليمه، ويشمل أيضا في عرف السلف من تفقه فيه.
- وحفظ القرآن لا يجوز إلا بعد تأليفه، ولذلك فقد تم تأليف القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أي:ترتيبه على الصورة التي بين أيدينا في المصاحف اليوم.

- الذين جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
- الآثار الواردة فيمن جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
- الأول: عن ابن إدريس عن شعبة عن قتادة، قال
: (سمعت أنسًا يقول: (قرأه معاذٌ وأبيّ وسعدٌ، وأبو زيدٍ)قال: قلت: (من أبو زيدٍ؟) قال: (أحد عمومتي على عهد النّبيّ صلى الله عليه وسلم). رواه ابن أبي شيبة.

- الثاني: وعن إدريس عن إسماعيل عن الشعبي قال:
(قرؤوا القرآن في عهد النّبيّ صلى الله عليه وسلم أبيٌّ ومعاذٌ وزيدٌ، وأبو زيدٍ، وأبو الدّرداء وسعيد بن عبيدٍ، ولم يقرأه أحدٌ من الخلفاء من أصحاب
النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلاّ عثمان، وقرأه مجمّع بن جارية إلاّ سورةً، أو سورتين)
رواه ابن أبي شيبة.
- فلم يجمع القرآن من الخلفاء الراشدين من الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلا عثمان.
- وسعيد بن عبيد، لعله هو سعد بن عبيد، وأن في الاسم تصحيف، فلم يذكر (سعيد) إلا في رواية الشعبي.

- الثالث: وعن حسين بن عليٍّ، عن زائدة، عن هشامٍ محمد - ابن سيرين- قال: (كان أصحابنا لا يختلفون، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يقرأ القرآن من أصحابه إلاّ أربعةٌ كلّهم من الأنصار:
معاذ بن جبلٍ وأبيّ بن كعبٍ وزيدٌ، وأبو زيدٍ). رواه ابن أبي شيبة.
- وذكر أبو شامة المقدسي عند رواية ابن سيرين: (واختلفوا في رجلين من ثلاثة، قالوا
: عثمان وأبو الدرداء، وقالوا: عثمان وتميم الداري، رضي الله عنهم.)
- فالظاهر أن المتفق عليهم هم هؤلاء الأربعة وقد تكرر ذكرهم في غير أثر، وأما المختلف فيهم، منهم من ثبت اسمه ممن حفظه في غير أثر، أما تميم الداري فلم نقف ما يثبت موقفه من جمع القرآن كاملا.

- الرابع: وعن حفص بن عمر عن همام عن قتادة، قال: سألت أنس بن مالكٍ رضي الله عنه: من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: ( أربعةٌ، كلهم من الأنصار: أبي بن كعبٍ،
ومعاذ بن جبلٍ، وزيد بن ثابتٍ، وأبو زيدٍ).
رواه البخاري.

- وذكر ابن حجر في فتح الباري أن هذا الأثر رواه ابن جرير الطبري من طريق آخر عن قتادة، في أوله بيان سبب الاقتصار على ذكر الأنصار، فسياق الكلام في المفاخرة بين الأوس والخزرج.
- وذهب ابن حجر إلى تأويل قول الخزرج (منا أربعة جمعوا القرآن لم يجمعه غيرهم) في رواية ابن جرير، أنه لم يجمعه غيرهم من الأنصار، أي اقتصر جمعه على أولئك النفر من الخزرج، ولا يمتنع أن يجمعه غيرهم
من المهاجرين، ويحتمل أن قول أنس متعلق بغرض بهم.
- وقال البيهقي في المدخل أن هذه الرواية أصح من الرواية التي ذكر فيها أبا الدرداء.

- الخامس: وعن معلى بن أسد عن عبد الله بن المثنى عن ثابت البناني وثمامة عن أنس بن مالكٍ، قال: )مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعةٍ: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبلٍ،
وزيد بن ثابتٍ، وأبو زيدٍ
قال: (ونحن ورثناه). رواه البخاري.
- واختلف في أبي الدرداء، ويقوي رواية البخاري رواية محمد بن كعب القرظي التي رواها ابن أبي داود، حيث ذكر فيها أبي بن كعب وأبي الدرداء، وإسنادها حسن مع إرسالها وهى شاهد جيد،
فأبو الدرداء من الذين جمعوا القرآن. ذكره ابن حجر.

- السادس: عن أبي عليٍّ محمّد بن جعفر بن محمد الأنباريّ عن الحسن بن محمد عن شبابة عن شعبة عن قتادة، عن أنس، قال: (جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أربعةٌ أبيّ بن كعبٍ،
وزيد بن ثابتٍ، وأبو زيدٍ، ومعاذ بن جبلٍ).
قال قتادة: (قلت لأنسٍ من أبو زيدٍ؟)قال: (أحد عمومتي).رواه أبو جعفر النحاس الناسخ والمنسوخ.

-قال أبو جعفر النحاس أن أبا زيد هو سعد بن عبيد، وهو من بني عمرو بن عوف من الأنصار، وقال
أبو أحمد العسكري لم يجمعه من الأوس غير سعد بن عبيد، وقال محمد بن حبيب في المحبر أنه سعد بن عبيد.
- وذكر ابن أبي داود فيمن جمع القرآن قيس بن أبي صعصعة، وهو خزرجي، ويكنى بأبي زيد، وذكر أيضا سعد بن المنذر بن زيهر، وهو خزرجي أيضا لكن لم يظهر التصريح بكنيته بأبي زيد.
- وما ذُكر ليس بصحيح لأمور، ذكرها ابن حجر في فتح الباري:
- أن سعد بن عبيد وأبا زيد ذُكرا في أثر الشعبي فدل على اختلافهما.
- أبو زيد
أحد عمومة أنس، وسعد بن عبيد من الأوس، وأنس خزرجي.
- والصحيح أن أبا زيد هو قيس بن السكن، رجل من بني عدي بن النجار، كان بدريا، وهو من عمومة أنس، ولم يدع له عقبا، وهذا يفسر قول أنس: (ونحن ورثناه) وأنه عائد عليه، وقد مات قريبا من
وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وذهب علمه، ولم يؤخذ عنه. رواه أبي داود بإسناد على شرط البخاري.

- فمن مجموع تلك الآثار نجد أن من ذكر في هذه الروايات وعني بهم حفظ القرآن هم ستة من الصحابة رضي الله عنهم، وهم ستة نفر من الأنصار: معاذ بن جبل وأبي بن كعب وأبو زيد، وزيد بن ثابت،
وأبو الدرداء، وسعد بن عبيد.


- الأدلة على أن عدد من جمع القرآن أكثر مما ورد في الآثار:
- الصحيح أن الذين جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا أكثر مما ورد في الآثار.
- وأما تخصيص أنس الأربعة لشدة تعلقه بهم دون غيرهم أو لكونهم في ذهنه دون غيرهم.
- وقد ذكر شمس الدين الذهبي في كتابه (معرفة القراء) ما يبين أن العدد الوراد في الآثار هو للذين عرضوه على النبي صلى الله عليه وسلم واتصلت بنا أسانيدهم، وأما من جمعه منهم فكثير. ذكره الزركشي في الإتقان.
- ويستدل لكونهم غير محصورين في عدد بما ورد في الصحيح من قتل سبعين من الأنصار يوم بئر معونة، كانوا يسمون (القراء).
- وكذلك كثرة القراء المقتولين في موقعة اليمامة في خلافة أبي بكر رضي الله عنه.
- وبعض من حفظه لم يذكر فيمن جمع القرآن، ولكن دلت بعض الأحاديث والآثار على حفظهم للقرآن، مثل: أبي بكر وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.

- قال ابن حجر في فتح الباري، أن أبا بكر كان يحفظ القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، واستدل لذلك بما يظهر من كثير من الأحاديث والآثار، ومن ذلك:
-إقامته مسجدا بفناء داره حيث كان يقرأ فيه، وفراغ باله وعدم انشغاله في مكة، ففي ذلك مجال للحفظ.
- كذلك كثرة ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم، كما روي عن عائشة أنه كان يأتي النبي بكرة وعشية.
- أمر النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر بإمامة الناس لما نزل به من مرض، وقد صحح مسلم حديث يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله.
- وقد صح الإسناد عن أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال جمعت القرآن فقرأت به كل ليلة فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فقال اقرأه في شهر، أخرجه النسائي، كما ذكر ابن حجر،
وأصل الحديث في صحيح البخاري.
- واتجه الباقلاني وغيره لتأويل المراد بالجمع الوارد في حديث أنس، للاستدلال على كثرة الحافظين للقرآن غير المذكورين، واستساغ أبو شامة المقدسي تلك التأويلات، واكتفى الزركشي بذكر بعضها،
واعتبر ابن حجر أغلبها فيه تكلف خاصةً الأخير منها، وهى:
الأول: أن الحديث لا مفهوم له، فلا يؤخذ منه أن غيرهم لم يجمعه.
الثاني: المراد أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والقراءات التي نزل بها إلا أولئك النفر من الأنصار.
الثالث: لم يجمع المنسوخ بعد تلاوته وما لم ينسخ فبقي حفظا وتلاوة إلا أولئك النفر.
- والوجهان الثاني والثالث محمولان على نوع معين من الجمع.
الرابع: المراد بجمعه هنا تلقيه كله من في النبي صلى الله عليه وسلم بلا واسطة إلا أولئك النفر.
الخامس: أن المذكورين تصدوا لإلقائه وتعليمه فاشتهروا، فكان حصر أنس لجمع القرآن فيهم، لخفاء حال غيرهم ممن جمعه، وقد يكون خفاء أولئك خشية الرياء والعجب.
السادس: المراد بجمعه جمع الكتابة، ولا ينفي كون غيرهم جمعه حفظا عن ظهر قلب وإن لم يجمعه كتابة.
السابع: المراد إفصاح أولئك عن إكمال حفظه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث حضروا آخر ما نزل وأتموا به حفظهم له كله.
الثامن:
أن المراد بجمعه السمع والطاعة له والعمل بموجبه.
** وقد روي عن أبي الدرداء: (إنما جمع القرآن من سمع له وأطاع) أخرجه أحمد في الزهد.

- وقال المازري- في المعلم بفوائد مسلم- أن العادة تحيل أن يقتصر الحفاظ على أربعة، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم متفرقون في البلاد، فمن الممكن أن يكون هناك حفظة آخرين
أكثر بكثير ولا يتصور أن يلقى الناقل عنهم جميعا. ذكره أبو شامة المقدسي، والزركشي، وابن حجر.


مسألة: هل يلزم من كون القرآن متواتر أن يكون كل فرد حفظ جميعه ؟
- قال المازري أنه ليس من شروط تواتر القرآن أن يكون محفوظا من الكل، بل الشيء الكثير إذا روى كل جزء منه خلق كثير عُلم ضرورة وحصل متواترا.

- الذين جمعوا بعضا من القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
- والذي يظهر من بعض الآثار أن من الصحابة من لم يتم حفظ القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، مثل:
- عبد الله بن عباس رضي الله عنه:

- فعن هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه، قال:
(جمعت المحكم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني المفصّل).رواه ابن أبي شيبة.

- عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
- وعن ابن إدريس، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الله، قال: جاء معاذٌ إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله أقرئني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عبد الله أقرئه)،
فأقرأته ما كان معي، ثمّ اختلفت أنا وهو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه معاذٌ، وكان معلّمًا من المعلّمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم).
رواه ابن أبي شيبة.
- وفي الأثر أن ابن مسعود لم يكن في ذلك الوقت قد جمع القرآن كله، لقوله: (فأقرأته ما كان معي).
- وفيه بيان لفضيلة زيد بن ثابت إذ كان معلما على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفى فيه مرتين
، وقد صارت إليه الرياسة في القراءة،
بعد عهد النبي صلى الله عليه وسلم.


- وعن وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن خمير بن مالكٍ عن عبد الله، قال: (قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورةً وإنّ زيد بن ثابتٍ له ذؤابتان في الكتاب) رواه ابن أبي شيبة.

- وعن عمر بن حفص عن الأعمش عن شقيق بن سلمة، قال: خطبنا عبد الله بن مسعودٍ فقال: (والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعًا وسبعين سورةً، والله لقد علم أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم)
، قال شقيقٌ: فجلست في الحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادا يقول غير ذلك. رواه البخاري في صحيحه.
** قال ابن حجر، أخرجه أبو نعيم في المستخرج من طريق آخر عن عمر بن حفص، وفي مسلم والنسائي من طريق الأعمش عن أبي وائل وهو شقيق بن سلمة.
- وفي رواية أخرى زاد عاصم عن بدر عن عبد الله (وأخذت بقية القرآن عن أصحابه).
- وفي رواية النسائي وأبي عوانة وابن أبي داود: (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة غلوا مصاحفكم وكيف تأمروني أن أقرأ على قراءة زيد بن ثابت ... ).
- والزيادات في الروايات مبينة لسبب قول ابن مسعود، وذلك أنه حين أمر عثمان بجمع المصاحف من الناس، لجمعهم على المصحف الإمام، ساء ابن مسعود أن يترك قراءته، وتفصيل ذلك في جمع القرآن في عهد عثمان.
- أما ما يعنينا من الأثر هنا هو بيان أن ابن مسعود رضي الله عنه قد تلقى عن النبي صلى الله عليه وسلم سبعين سورة، وفي رواية أنه أخذ بقيته من أصحابه، ولا يظهر هل أتم حفظه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أم لا.
- وفي رواية: (أني أعلمهم بكتاب الله، ولو أعلم أن أحدا أعلم مني لرحلت إليه)، بحذف (من) الواردة في رواية البخاري، وهذا لا ينفي إثبات من، فإنه نفي الأغلبية، ولم ينف المساواة. ذكره ابن حجر في فتح الباري.

- وعن عمر بن حفص عن أبيه – غياث- عن الأعمش عن مسلم عن مسروقٍ، قال: قال عبد الله رضي الله عنه: (والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورةٌ من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت
آيةٌ من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدًا أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل لركبت إليه).
رواه البخاري.
- وعلم ابن مسعود بأماكن نزول السور، وأسباب نزول الآيات، فيه بيان فضيلة علمه بكتاب الله، ولا دليل على جمعه القرآن كاملا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

- مجمع بن جارية
-
وعن إدريس عن إسماعيل عن الشعبي قال: (.. وقرأه مجمّع ابن جارية إلاّ سورةً، أو سورتين) رواه ابن أبي شيبة.
وذكر النحاس قول الشعبي ، وفيه:
(ومجمّع بن جارية بقيت عليه سورتان أو ثلاثٌ)، فالظاهر أنه جمع القرآن إلا ثلاث سور على أقصى تقدير.
- وفي الفتح ذكر ابن حجر (مجمع بن حارثة) ولعله هو نفسه وفي الاسم تصحيف.


- الذين جمعوا القرآن بعد عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
-عن يزيد بن هارون، عن ابن عونٍ عن محمّدٍ- وهو ابن سيرين- قال:(لمّا استخلف أبو بكرٍ قعد عليٌّ في بيته فقيل لأبي بكرٍ فأرسل إليه: أكرهت خلافتي، قال: لا، لم أكره خلافتك، ولكن كان
القرآن يزاد فيه، فلمّا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت عليّ أن لا أرتدي إلاّ لصلاةٍ حتّى أجمعه للنّاس، فقال أبو بكرٍ: نعم ما رأيت)
. رواه ابن أبي شيبة.
-وبنحوه رواه ابن الضريس عن أبي علي بشر بن موسى عن هوذة بن خليفة عن عوف عن محمد بن سيرين عن عكرمة، مع زيادة، وشك الراوي في الإسناد إلى عكرمة.

- وعن محمد بن إسماعيل الأحمسي عن ابن الفضيل عن أشعث عن محمد بن سيرين قال: (
لمّا توفّي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أقسم عليٌّ أن لا يرتدي برداءٍ إلّا لجمعةٍ حتّى يجمع القرآن في مصحفٍ
ففعل فأرسل إليه أبو بكرٍ بعد أيّامٍ أكرهت إمارتي يا أبا الحسن؟ قال: (لا واللّه إلّا أنّي أقسمت أن لا أرتدي برداءٍ إلّا لجمعةٍ فبايعه ثمّ رجع)
رواه أبو بكر السجستاني في المصاحف.
- قال السجستاني:
(لم يذكر المصحف أحدٌ إلّا أشعث وهو ليّن الحديث وإنّما رووا حتّى أجمع القرآن) يعني: أتمّ حفظه فإنّه يقال للّذي يحفظ القرآن قد جمع القرآن.
- ويؤيد ما ذهب إليه السجستاني أن فيما رواه ابن أبي شيبة
(لا أرتدي إلا لصلاة)، وفي هذا الأثر (لا أرتدي برداء إلا لجمعة)، فلا يتصور ألا يخرج علي لصلاة الجماعة من أجل نفلٍ، وهو حفظ القرآن،
ومع ذلك فلا يفترض في الصحابة وهم خير الناس بعد الأنبياء والرسل ألا يسارعوا لخير عظيم مثل جمع القرآن.


- الأمر بأخذ القرآن:
- أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن من أربعة:
- مما يرتبط بموضوع جمع القرآن الأمر بأخذ القرآن، ومن النكات اللطيفة أنه ورد في الحديث تقييد الأخذ من أربعة أيضا كما تقدم في الآثار أن من جمع القرآن أربعة.
- فسنعمد إلى بيان ما جاء في الحديث ونبين دلالة ارتباطه بموضوعنا الرئيس.
- فعن حفص بن عمر عن شعبة عن عمرو عن إبراهيم عن مسروقٍ، ذكر عبد الله بن عمرٍو عبد الله بن مسعودٍ فقال: (لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(خذوا القرآن من أربعةٍ
من عبد الله بن مسعودٍ، وسالمٍ، ومعاذ بن جبلٍ، وأبي بن كعبٍ).
رواه البخاري في صحيحه.

- معنى (خذوا القرآن من أربعة):
- قال ابن حجر المراد بأخذ القرآن أي تعلموه منهم.
- قال أبو جعفر النحاس أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن ممن سماهم ليس فيه دليل على حفظهم إياه كله، بل دليلا على أمانة من سماهم.
- وقول النحاس مردود عليه بكون اثنان منهما مما تكرر ذكرهما فيمن جمع القرآن.

- وقال الكرماني،- فيما نقله ابن حجر-
يحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد الإعلام بما يكون بعده أي أن هؤلاء الأربعة يبقون حتى ينفردوا بذلك.
- والحقيقة أنهم لم ينفردوا بذلك بل أن الماهرين في تجويد القرآن بعد العهد النبوي أكثر بكثير من المذكورين.
- والمذكورون في الأحاديث قضوا مبكرا، فسالم مولى أبي حذيفة قتل في وقعة اليمامة، ومعاذ مات في خلافة عمر، وأبي وابن مسعود ماتا في خلافة عثمان.
- فالظاهر أن الأخذ عنهم أمر في الوقت الذي كانوا فيه.

- وهؤلاء الأربعة في الحديث: اثنان من المهاجرين، هما: عبد الله بن مسعود،
وسالم بن معقل مولى أبي حذيفة، واثنان من الأنصار، هما: معاذ بن جبل، وأبي بن كعب. كما ذكر ابن حجر في الفتح.
- وقد تقدم في الآثار الواردة عن ابن مسعود فضيلته في العلم بكتاب الله، وذكر النحاس من رواية الشعبي: (سالم مولى أبو حذيفة بقي عليه منه شيء)، فلعله قارب على جمعه إلا قليلا.
- فتعلم القرآن قد يكون ممن لا يحفظه كله، بل قد يُعلم الذي يتقنه ويحفظه، وقد يكون تعلم القرآن غير مقتصر على نوع معين من العلوم، وقد تقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر ابن مسعود
بإقرأ زيد بن ثابت، ولم يثبت جمع ابن مسعود للقرآن كله، كذلك تقدم ذكر علم ابن مسعود بأسباب نزول الآيات.
- وممن ذكر في الحديث: معاذ بن جبل، وأبي بن كعب رضي الله عنهما، وتقدم بيان كونهما ممن جمع القرآن، فربما خصهما النبي صلى الله علي وسلم لحفظهما، وخص ابن مسعود لعلمه بنوع آخر من
علوم القرآن، وخص سالم لعلمه بنوع آخر، وفيما روي عنه أنه كان حسن الصوت.
- وليس في الحديث دليل على ألا يؤخذ من غيرهم، بل خصهم النبي صلى الله عليه وسلم لمزية فيهم، وأن الأمر بالأخذ عنهم، لإدراك علمهم قبل وفاتهم، والله أعلم.


- من وصف بالقراءة ممن حكي عنه منها شيء:
-وأولئك منهم من حفظ القرآن كله ومنهم من أتم حفظه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
- ذكر أبو عبيد القاسم بن سلام في أول (كتاب القراءات) أهل القرآن من الصحابة وهم كالآتي:
- من المهاجرين:
- أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة وسعد وابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعمرو بن العاص وأبو هريرة ومعاوية بن أبي سفيان
وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن السائب، قارئ مكة
.
- من الأنصار:
-أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وأبا الدرداء وزيد بن ثابت ومجمع بن جارية وأنس بن مالك.
- من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم:
- عائشة وحفصة وأم سلم رضي الله عنهم.

-وزاد عليهم ابن أبي داود في كتاب الشريعة: تميم بن أوس الداري، وعقبة بن عامر، عبادة بن الصامت ومعاذًا الذي يكنى أبا حليمة ومجمع بن حارثة وفضالة بن عبيدٍ ومسلمة بن مخلدٍ.
- وذكر أبو عمرو الداني: أبو موسى الأشعري، وعد بعض المتأخرين من القراء مثل: عمرو بن العاص وسعد بن عبادٍ وأم ورقة.


الحمد لله رب العالمين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
موضوع, نشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir