دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 جمادى الأولى 1431هـ/4-05-2010م, 11:58 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب الزهد والفقر

الكتاب الثاني: في الزهد والفقر
الفصل الأول: في مدحهما، والحث عليها
2770 - (ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ليست الزّهادة في الدنيا بتحريم الحلال، ولا إضاعة المال، ولكن الزّهد: أن تكون بما في يد الله تعالى أوثق منك بما في يديك، وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أصبت بها أرغب منك فيها لو أنها [أ]بقيت لك».أخرجه الترمذي.
وزاد رزين في كتابه: «لأن الله تعالى يقول: {لكيلا تأسوا على ما فاتكم، ولا تفرحوا بما آتاكم} [الحديد: 23]».

2771 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن كنت تريدين الإسراع واللّحوق بي فليكفك من الدنيا كزاد الرّاكب، وإيّاك ومجالسة الأغنياء، ولا تستخلقي ثوبا حتى ترقّعيه».أخرجه الترمذي.
وزاد رزين في كتابه: قال عروة: «فما كانت عائشة تستجدّ ثوبا حتى ترقّع ثوبها، وتنكّسه، قال: ولقد جاءها يوما من عند معاوية ثمانون ألفا، فما أمسى عندها درهم، قالت لها جاريتها: فهلا اشتريت لنا منه لحما بدرهم؟ قالت: لو ذكّرتيني لفعلت».

2772 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللّهمّ اجعل رزق آل محمدٍ قوتا».
وفي أخرى: «كفافا».أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.

[شرح الغريب]
قوتا القوت: ما يقوم بالإنسان من الطعام.
كفافا: الكفاف: الذي لا يفضل عن الشيء.

2773 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «اللّهمّ أحيني مسكينا، وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة. قال: فقالت عائشة: لم يا رسول الله؟ قال: إنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا، يا عائشة لا تردّي المسكين ولو بشقّ تمرة، يا عائشة أحبّي المساكين، وقرّبيهم، يقرّبك الله يوم القيامة».أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
خريفا: الخريف: الزمان المعروف، بين الصيف والشتاء،وأراد به: كناية عن السنة جميعا، لأنه متى أتى عليه عشرون خريفا مثلا، فقد أتى عليه عشرون سنة، وقد جاء في [هذا] الحديث «أربعون خريفا» وفي الحديث الآخر «خمسمائة عام».ووجه الجمع بينهما: أن الأربعين أراد بها: تقدم الفقير الحريص على الغنى الحريص، وأراد بخمسمائه عام: تقديم الفقير الزاهد على الغني الراغب، فكان الفقير الحريص على درجتين من خمس وعشرين درجة من الفقير الزاهد، وهذه نسبة الأربعين إلى الخمسمائة،ولا تظنن أن هذا التقدير، وأمثاله يجرى على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جزافا، ولا بالاتفاق، بل لسر أدركه، ونسبة أحاط بها علمه،فإنه لا ينطق عن الهوى، وإن فطن أحد من العلماء إلى شيء من هذه المناسبات، وإلا فليس طعنا في صحتها والله أعلم.

2774 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام: نصف يومٍ».أخرجه الترمذي.
2775 - (م) أبو عبد الرحمن الحبلي: قال: «سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما -، وسأله رجل، فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال له عبد الله: ألك امرأةٌ تأوي إليها؟ قال: نعم، قال: ألك مسكنٌ تسكنه؟ قال: نعم، قال: فأنت من الأغنياء، قال: فإنّ لي خادما، قال: فأنت من الملوك. قال أبو عبد الرحمن: وجاء ثلاثة نفر إلى عبد الله بن عمرو، وأنا عنده، [فقالوا: يا أبا محمدٍ، إنا والله ما نقدر على شيءٍ: لا نفقةٍ، ولا دابّةٍ، ولا متاعٍ]. فقال لهم: ما شئتم، إن شئتم رجعتم إلينا، فأعطيناكم ما يسّر الله لكم، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسّلطان، وإن شئتم صبرتم، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا، قالوا: [فإنا] نصبر، لا نسأل شيئا». أخرجه مسلم.
2776 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا».أخرجه الترمذي.
2777 - (دت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «جلست في عصابةٍ من ضعفاء المهاجرين، وإنّ بعضهم ليستتر ببعضٍ من العري، وقارئ يقرأ علينا، إذ جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقام علينا، فلما قام علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سكت القارئ، فسلّم، ثم قال: ما كنتم تصنعون؟ قلنا: يا رسول الله، كان قارئ لنا يقرأ علينا، وكنا نستمع إلى كتاب الله عز وجل، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الحمد لله الذي جعل من أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم، وجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسطنا، ليعدل بنفسه فينا، ثم قال بيده: هكذا، فتحلّقوا، وبرزت وجوههم، قال: فما رأيت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- عرف منهم أحدا غيري، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أبشروا صعاليك المهاجرين بالنّور التام يوم القيامة، تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يوم، وذلك خمسمائة سنة».أخرجه أبو داود.
وأخرج الترمذي منه آخره، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة سنة».

[شرح الغريب]
عصابة: العصابة: الجماعة من الناس، وكذلك من الخيل والطير.
فتحلقوا: تحلّقوا: أي صاروا حلقة مستديرة.

2778 - (خ م ت) عبد الله بن عباس، وعمران بن حصين - رضي الله عنهم -: قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اطّلعت في الجنة، فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطّلعت في النار، فرأيت أكثر أهلها النساء».أخرجه البخاري، والترمذي عنهما، ومسلم عن ابن عباس وحده.
2779 - (خ م) أسامة بن زيد - رضي الله عنه -: قال: قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «قمت على باب الجنة، فكان عامّة من دخلها المساكين، وأصحاب الجدّ محبوسون، غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار، وقمت على باب النار، فإذا عامّة من دخلها النساء».أخرجه البخاري، ومسلم.
[شرح الغريب]
الجد: الحظ والسعادة.

2780 - (د ت س) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أبغوني ضعفاءكم، فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم».أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي.
[شرح الغريب]
أبغوني: يقال: أبغني كذا، أي: أعطني، وأجدني، وأصله من الابتغاء: الطلب، يقال: بغني فلان كذا: إذا طلبه، وأبغيته كذا: إذا أزلت ابتغاءه، مثل أشكيته، إذا أزلت شكواه ببلوغ غرضه، وتقول: أغني - بهمزة موصولة - أي: اطلب لي، وابغني - بهمزة مقطوعة - أي: أعني على الطلب.

2781 - (خ س) مصعب بن سعد: قال: «رأى سعد - رضي الله عنه - أن له فضلا على من دونه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟». أخرجه البخاري.
وفي رواية النسائي: «أنه ظنّ أن له فضلا على من دونه من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها: بدعوتهم، وصلاتهم، وإخلاصهم».

2782 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «ربّ أشعث مدفوعٍ بالأبواب لو أقسم على الله لأبرّه».أخرجه مسلم.
2783 - (خ ط) وعنه - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما بعث الله نبيّا إلا راعي غنمٍ، فقال أصحابه: وأنت؟ فقال: نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة». أخرجه البخاري، وأخرجه الموطأ، ولم يذكر القراريط.
2784 - (ت) عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه -: قال: «جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، والله إني لأحبّك، فقال: انظر ما تقول، قال: والله إني لأحبّك - ثلاث مرات - قال: إن كنت تحبّني فأعدّ للفقر تجفافا، فإن الفقر أسرع إلى من يحبّني من السّيل إلى منتهاه».أخرجه الترمذي.
2785 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «إنّا لجلوسٌ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ طلع علينا مصعب بن عمير، ما عليه إلا بردةٌ، مرقّعةٌ بفروٍ، فلما رآه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكى للذي كان فيه من النّعمة، والذي هو فيه اليوم، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلّةٍ، وراح في حلة أخرى، ووضعت بين يديه صحفةٌ ورفعت أخرى، وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة؟ قالوا: يا رسول الله، نحن يومئذ خيرٌ منّا اليوم، نكفى المؤنة، ونتفرّغ للعبادة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: بل أنتم اليوم خيرٌ منكم [يومئذ]».أخرجه الترمذي.
2786 - (د س) عبد الله بن بريدة - رحمه الله -: أن رجلا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رحل إلى فضالة بن عبيد، وهو بمصر، فقدم عليه، فقال: إني لم آتك زائرا، ولكني سمعت أنا وأنت حديثا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فرجوت أن يكون منه عندك علمٌ، قال: ما هو؟ قال: كذا وكذا، قال: فمالي أراك شعثا وأنت أمير الأرض؟ قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهانا عن كثير من الإرفاه، قال: فمالي لا أرى عليك حذاء؟ قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمرنا أن نحتفي أحيانا».هذه رواية أبي داود.
وفي رواية النسائي عن عبد الله بن شقيق، قال: كان رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- عاملا بمصر، فأتاه رجل من أصحابه، فإذا هو شعث الرأس، مشعانٌ، قلت: مالي أراك مشعانّا، وأنت أمير؟ قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ينهانا عن الإرفاه، قلنا: وما الإرفاه؟ قال: التّرجيل كل يوم.

[شرح الغريب]
مشعان: رجل مشعان: منتفض الشعر، ثائر الرأس، بعيد العهد بالتسريح.
شعثا: الشعث: البعيد العهد بالغسل والنظافة.
حذاء: الحذاء: النعل.
الإرفاه: الاستكثار من الزينة والتنعم، وأصله من الرفه، وهو أن ترد الإبل كل يوم، ومنه أخذت الرفاهية.
الترجيل: [و] الترجل تسريح الشعر.

2787 - (د) أبو أمامة [إياس] بن ثعلبة الأنصاري - رضي الله عنه -: قال: «ذكر أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما عنده الدّنيا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألا تسمعون، ألا تسمعون؟ إن البذاذة من الإيمان، إن البذاذة من الإيمان - يعني التّقحّل».أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
البذاذة: رثاثة الهيئة،وترك الزينة، والمراد به: التواضع في اللباس، وترك التبجح به.

2788 - زيد بن أسلم: قال: «استقى يوما عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- فجييء بماءٍ قد شيب بعسلٍ، فقال: إنه لطيّبٌ، لكني أسمع الله عز وجل نعى على قومٍ شهواتهم، فقال: {أذهبتم طيّباتكم في حياتكم الدّنيا واستمتعتم بها} [الأحقاف: 20]، فأخاف أن تكون حسناتنا عجّلت لنا، فلم يشربه».أخرجه....
2789 - (ت) رجل كان يخدم [عبد الرحمن] بن عوف: قال: «حضرته أتي بطعامٍ ليلا، وكان ظلّ يومه صائما، فبكى، وقال: ذهب الأوّلون، لم تكلمهم الدنيا من حسناتهم شيئا، وإنا ابتلينا بالضّرّاء فصبرنا ثم ابتلينا بالسّرّاء فلم نصبر، وكفى لامرىءٍ من الشرّ أن يشار إليه بالأصابع في أمر».أخرجه....

[شرح الغريب]
لم تكلمهم: الكلم: الجرح، والمراد: لم تؤثر الدنيا فيهم، ولم تقدح في أديانهم.
ابتلينا: الابتلاء: الاختبار.
بالضراء: الضراء: الحالة التي تضر، والسراء: الحالة التي تسر.

2790 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «ذكر رجلٌ عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعبادةٍ واجتهادٍ، وذكر آخر بورعٍ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا يعدل الورع بشيءٍ».أخرجه....
2791 - (ت) عطية السعدي - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين».- وفي رواية -: «لا يبلغ العبد حقيقة التّقوى - حتى يدع ما لا بأس به، حذرا مما به البأس».أخرجه الترمذي.
الفصل الثاني: فيما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه عليه من الفقر
2792 - (خ م ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان يأتي علينا الشّهر ما نوقد فيه نارا، إنما هو التّمر والماء، إلا أن يؤتى باللّحيم».
وفي رواية قالت: «ما شبع آل محمد من خبز البرّ ثلاثا، حتى مضى لسبيله».
وفي أخرى، قالت: «ما شبع آل محمد منذ قدم المدينة من طعامٍ ثلاث ليالٍ تباعا حتى قبض».
وفي أخرى: «ما شبع آل محمد من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم-».
وفي أخرى، قالت: «ما أكل آل محمد أكلتين في يومٍ واحدٍ إلا وإحداهما تمرٌ».
وفي أخرى: كانت تقول لعروة: «والله يا ابن أختي، إن كنا لننظر إلى الهلال، ثم الهلال، ثم الهلال - ثلاثة أهلةٍ في شهرين - وما أوقد في أبيات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نارٌ، قال: قلت: يا خالة، فما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر، والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- جيران من الأنصار، وكانت لهم منائح، فكانوا يرسلون إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ألبانها، فيسقيناه».
وفي أخرى قالت: «توفّي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين شبع الناس من الأسودين: التمر والماء».
وفي رواية: «ما شبعنا من الأسودين» هذه روايات البخاري، ومسلم.
ولمسلم أيضا قالت: «لقد مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما شبع من خبزٍ وزيتٍ في يوم واحد مرتين».
وأخرج الترمذي، الرواية الأولى، إلى قوله: «الماء» والرابعة.
وله في أخرى عن مسروق، قال: «دخلت على عائشة، فدعت لي بطعام فقالت: ما أشبع فأشاء أن أبكي إلا بكيت، قلت: لم؟ قالت: أذكر الحال التي فارق عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الدنيا، والله ما شبع من خبزٍ ولحمٍ مرتين في يوم».

[شرح الغريب]
منائح: المنائح: جمع منيحة، وهي الناقة يعيرها صاحبها إنسانا ليشرب لبنها ويعيدها.
الأسودين: السواد: من صفات التمر، لأن الغالب على أنواع تمر المدينة السواد، فأما الماء فليس بأسود، وإنما جعل أسود حيث قرن بالتمر، فغلب أحدهما على الآخر فسم به، وهذا من عادة العرب، يفعلونه بالشيئين يصطحبان، فيغلبون اسم الأشهر،كقولهم: القمران، للشمس والقمر.

2793 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «ما شبع آل محمد -صلى الله عليه وسلم- من طعامٍ ثلاثة أيام تباعا، حتى قبض».
وفي رواية، قال أبو حازم: «رأيت أبا هريرة يشير بإصبعه مرارا، يقول: والذي نفس أبي هريرة بيده، ما شبع نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أيام تباعا من خبز حنطةٍ، حتى فارق الدنيا».أخرجه البخاري، ومسلم.
وللبخاري: «أن أبا هريرة مرّ بقوم بين أيديهم شاةٌ مصليّةٌ، فدعوه، فأبى أن يأكل، وقال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير».وأخرج الترمذي الرواية الثانية.

[شرح الغريب]
مصلية: شاة مصلية، أي: مشوية.

2794 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: سمع يقول: «ما كان يفضل عن أهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- خبز الشعير».أخرجه الترمذي.
2795 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: عنه قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبيت الليالي المتتابعة وأهله طاويا، لا يجدون عشاء، وإنما كان أكثر خبزهم خبز الشعير».أخرجه الترمذي.
2796 - (م ت) سماك بن حرب: سمع النعمان بن بشير - رضي الله عنه - يقول: «ألستم في طعامٍ وشرابٍ ما شئتم؟ لقد رأيت نبيّكم وما يجد [من] الدّقل ما يملأ به بطنه».أخرجه مسلم، والترمذي.
2797 - (م) النعمان بن بشير - رضي الله عنه -: قال: «ذكر عمر ما أصاب الناس من الدنيا، فقال: لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يظلّ اليوم يلتوي، ما يجد من الدّقل ما يملأ به بطنه».أخرجه مسلم، وقال فيه بعض الرواة: عن النعمان بن بشير عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فجعله من مسنده.
2798 - (خ) قتادة: قال: «كنا نأتي أنس بن مالك - رضي الله عنه - وخبّازه قائم، فيقدّم إلينا الطعام، ويقول أنس: كلوا، فما أعلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى رغيفا مرقّقا حتى لحق بالله، ولا رأى شاة سميطا بعينيه حتى لحق بالله».أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
سميطا: شاة سميط: مشوية، وإذا علقت في التنور فقد سمطت.

2799 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لقد أخفت في الله ما لم يخف أحدٌ، وأوذيت في الله ما لم يؤذ أحد، ولقد أتى عليّ ثلاثون من يوم وليلة، ومالي ولبلال طعامٌ إلا شيء يواريه إبط بلال».أخرجه الترمذي، وقال: ومعنى هذا الحديث: «حين خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- هاربا من مكة، ومعه بلال، إنما كان مع بلال من الطعام ما يحمل تحت إبطه».
2800 - (خ) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «لمّا فتحت خيبر، قلنا: الآن نشبع من التمر».أخرجه البخاري.
2801 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «ما شبعنا من تمرٍ حتى فتحنا خيبر».أخرجه البخاري.
2802 - (خ م ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «توفّي رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، وليس عندي شيء ذو كبد، إلا شطر شعيرٍ في رفّ لي، فأكلت منه، حتى طال عليّ فكلته، فقني».هذه رواية البخاري، ومسلم.
وفي رواية الترمذي، قالت: «توفّي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعندنا شطرٌ من شعيرٍ في رفٍّ، فأكلنا منه ما شاء الله، ثم قلت للجارية: كيليه، فلم نلبث أن فني، فلو كنا تركناه لأكلنا منه أكثر من ذلك».

[شرح الغريب]
شطر شعير: شطر الشيء، نصفه، إلا أن الحديث ليس فيه مقدار يكون ما أشارت إليه نصفه، فكأنها أشارت إلى جزء مبهم، أي: شىء من شعير وجزء من شعير.

2803 - (خ م س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «توفّي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودرعه مرهونةٌ عند يهوديٍّ في ثلاثين صاعا من شعير».أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي.
2804 - (خ ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «رهن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- درعه بشعير، ومشيت إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بخبز شعيرٍ وإهالةٍ سنخةٍ، ولقد سمعته يقول: ما أصبح لآل محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- إلا صاعٌ، ولا أمسي، وإنهم لتسعة أبيات».أخرجه البخاري، والترمذي.
وفي رواية النسائي عن أنس: «أنه مشى إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخبز شعير وإهالةٍ سنخة، قال: ولقد رهن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- درعا له عند يهودي بالمدينة، فأخذ منه شعيرا لأهله».

[شرح الغريب]
إهالة سنخة: الإهالة: ما أذيب من الشحم، والنسخ: المتغير الريح.

2805 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «لقد خرجت في يومٍ شاتٍ من بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد أخذت إهابا معطونا، فجوّبت وسطه فأدخلته عنقي، وشددت وسطي، فحزمته بخوص النخل، وإني لشديد الجوع، ولو كان في بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طعامٌ لطعمت منه، فخرجت ألتمس شيئا، فمررت بيهودي في مال له، وهو يسقي ببكرة له: فاطلعت عليه من ثلمة الحائط، فقال: مالك يا أعرابي؟ هل لك في دلوٍ بتمرة؟ فقلت: نعم، فافتح الباب حتى أدخل، ففتح فدخلت، فأعطاني دلوه، فكلما نزعت دلوا أعطاني تمرة، حتى إذا امتلأت كفّي أرسلت دلوه، وقلت: حسبي، فأكلتها، ثم جرعت من الماء فشربت، ثم جئت المسجد فوجدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيه».أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
إهابا معطونا: الإهاب: الجلد قبل أن يدبغ، والمعطون: هو الذي يلقي في الدباغ حتى يتغير ريحه، ويتمرق شعره.

2806 - (م ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يومٍ - أو ليلة - فإذا هو بأبي بكر، وعمر، فقال: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ قالا: الجوع يا رسول الله، قال: وأنا، والذي نفسي بيده، لأخرجني الذي أخرجكما، قوموا، فقاموا معه، فأتى رجلا من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة، قالت: مرحبا وأهلا، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أين فلان؟ قالت: ذهب يستعذب لنا الماء، إذ جاء الأنصاريّ، فنظر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه، ثم قال: الحمد لله، ما أحدٌ اليوم أكرم أضيافا مني، قال: فانطلق فجاءهم بعذقٍ فيه بسرٌ، وتمرٌ، ورطبٌ، فقال: كلوا، وأخذ المدية، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إيّاك والحلوب، فذبح لهم، فأكلوا من الشاة، ومن ذلك العذق، وشربوا، فلما أن شبعوا ورووا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر، وعمر: والذي نفسي بيده، لتسألنّ عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم».هذه رواية مسلم.
وفي رواية الموطأ، قال: «بلغني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل المسجد، فوجد أبا بكر وعمر، فسألهما عن خروجهما؟ فقالا له: أخرجنا الجوع، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: وما أخرجني إلا الجوع، فذهبوا إلى أبي الهيثم بن التّيهان، فأمر لهم بشعيرٍ عندهم، فعمل، وقام يذبح شاة، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: نكّب عن ذات الدّرّ، فذبح شاة، واستعذب لهم ماء معلقا في نخلة، ثم أتوا بذلك الطّعام، فأكلوا منه، وشربوا من ذلك الماء، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لتسألنّ عن نعيم هذا اليوم».
وفي رواية الترمذي، قال: «خرج النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في ساعة لا يخرج فيها، ولا يلقاه فيها أحدٌ، فأتاه أبو بكر، فقال: ما جاء بك يا أبا بكر؟ قال: خرجت ألقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنظر في وجهه، والتسليم عليه، فلم يلبث أن جاء عمر، فقال: ما جاء بك يا عمر؟ قال: الجوع يا رسول الله، قال: وأنا قد وجدت بعض ذلك، فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التّيهان الأنصاريّ، وكان رجلا كثير النخل والشاء، ولم يكن له خدم، فلم يجدوه، فقالوا لامرأته: أين صاحبك؟ فقالت: انطلق يستعذب لنا الماء، ولم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقربة يزعبها فوضعها، ثم جاء يلتزم النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ويفديه بأبيه وأمّه، ثم انطلق بهم إلى حديقته، فبسط لهم بساطا، ثم انطلق إلى نخلة فجاء بقنوٍ، فوضعه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: أفلا تنقّيت لنا من رطبه؟ فقال: يا رسول الله، إني أردت أن [تختاروا - أو قال: ] تخيّروا - من رطبه وبسره، فأكلوا وشربوا من ذلك الماء، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هذا - والذي نفسي بيده - من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة: ظلٌّ باردٌ، ورطبٌ طيّبٌ، وماءٌ باردٌ،فانطلق أبو الهيثم ليصنع [لهم] طعاما، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: لا تذبحنّ ذات درٍّ فذبح لهم عناقا، أو جديا، فأتاهم بها، فأكلوا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: هل لك خادم؟ قال: لا، قال: فإذا أتانا سبيٌ فائتنا، فأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- برأسين ليس معهما ثالث، فأتاه أبو الهيثم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: اختر منهما، فقال: يا نبي الله، اختر لي، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن المستشار مؤتمنٌ، خذ هذا، فإني رأيته يصلي، واستوص به معروفا، فانطلق أبو الهيثم إلى امرأته، فأخبرها بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالت امرأته: ما أنت ببالغٍ فيه ما قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلا أن تعتقه، قال: فهو عتيق، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن الله لم يبعث نبيّا ولا خليفة إلا وله بطانتان: بطانةٌ تأمره بالمعروف، وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالا، ومن يوق بطانة الشّرّ فقد وقي».

[شرح الغريب]
يستعذب: يقال: استعذب القوم ماءهم: إذا استقوه عذبا، واستعذبه: عده عذبا، ويستعذب لفلان من بئر كذا، أي: يستقى له.
المدية: السكين.
الحلوب: الشاة التي هي معدة للحلب، يقال: شاة حلوب، وناقة حلوب، بغير هنا.
نكب: نكب عن الشيء - مشددا ومخففا -: عدلت عنه، تركته إلى غيره.
ذات الدر: ذات اللبن، وهي الحلوب أيضا.
يزعبها: أي: يحملها، ويقال: جاءنا سيل يزعب زعبا، أى: يتدافع في الوادي.
حديقته: الحديقة: البستان المحوط عليه، ويقال للجماعة من النخل: حديقة.
بقنو: القنو: العذق من الرطب.
العناق: الأنثى من ولد المعز.
البطانة: داخلة الرجل، وأهل مشورته.
لا تألوه خبالا أى: لا تقصر في إفساد حاله، والمشورة عليه بما يضره.

2807 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه -: كان يقول: «الله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشدّ الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه، فمرّ أبو بكر، فسألته عن آية من كتاب الله تعالى، ما سألته إلا ليستتبعني، فمرّ، فلم يفعل، ثم مرّ عمر، فسألته عن آيةٍ من كتاب الله، ما سألته إلا ليستتبعني، فمرّ، فلم يفعل»، ثم مرّ بي أبو القاسم -صلى الله عليه وسلم-، فتبسّم حين رآني، وعرف ما في وجهي، وما في نفسي، ثم قال: «يا أبا هرّ»، قلت: لبّيك يا رسول الله، قال: «الحق، ومضى، فاتّبعته»، فدخل، فاستأذن، فأذن لي، فدخل، فوجد لبنا في قدحٍ، فقال: من أين هذا اللبن؟ قالوا: أهداه لك فلانٌ، أو فلانة، قال: يا أبا هرّ، قلت: يا رسول الله، قال: الحق إلى أهل الصّفّة، فادعهم لي... وذكر الحديث بطوله، وسيجيء في المعجزات من «كتاب النبوة» من حرف النون.
وفي رواية أخرى مختصرا، قال: «أصابني جهدٌ شديد، فلقيت عمر بن الخطاب، فاستقرأته آية من كتاب الله، فدخل داره وفتحها عليّ، فمشيت غير بعيد، فخررت لوجهي من الجوع، فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائمٌ على رأسي، فقال: يا أبا هرٍّ، قلت: لبيك يا رسول الله، وسعديك، فأخذ بيدي فأقامني، وعرف الذي بي، فانطلق بي إلى رحله، فأمر لى بعسٍّ من لبنٍ، فشربت منه، ثم قال لي: عد يا أبا هرٍّ، فعدت فشربت، ثم قال: عد فعدت فشربت، حتى استوى بطني، فصار كالقدح، قال: فلقيت عمر بعد ذلك، وذكرت له الذي كان من أمري، وقلت له: فولّى الله ذلك من كان أحقّ به منك يا عمر، والله لقد استقرأتك الآية ولأنا أقرأ لها منك، قال: عمر: والله، لأن أكون أدخلتك أحبّ إليّ من أن يكون لي مثل حمر النّعم».أخرجه البخاري.
وأخرج الترمذي تمام الرواية الأولى التي تجيء في المعجزات؛ ولذلك لم أعلم [له] ها هنا علامة.

[شرح الغريب]
جهد: الجهد المشقة، والمراد به: الجوع.
بعس: قدح ضخم، وجمع: عساس.
القدح: السهم قبل أن يبرى ويراش، يريد أن جوفه انتصبت، بعد أن كانت قد لصقت بظهره من الخلو.

2808 - (خ ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «إن الناس كانوا يقولون: أكثر أبو هريرة، وإني كنت ألزم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لشبع بطني، حين لا آكل الخمير، ولا ألبس الحرير، ولا يخدمني فلانٌ وفلان، وكنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع، وإن كنت لأستقرىء الرجل الآية هي معي، كي ينقلب بي فيطعمني، وكان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما في بيته، حتى إن كان ليخرج إلينا العكّة التي ليس فيها شيء، فيشقّها فنلعق ما فيها».هذه رواية البخاري.
وفي رواية الترمذي، قال: «إن كنت لأسأل الرجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الآيات من القرآن، أنا أعلم بها منه، ما أسأله إلا ليطعمني شيئا، وكنت إذا سألت جعفر بن أبي طالب لم يجبني حتى يذهب بي إلى منزله، فيقول لامرأته: يا أسماء أطعمينا، فإذا أطعمتنا أجابني، وكان جعفر يحبّ المساكين، ويجلس إليهم، ويحدّثهم، ويحدّثونه، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكنّيه بأبي المساكين».
هذا الحديث قد أخرجه الحميديّ في كتابه مفردا في أفراد البخاري، والذي قبله أيضا مفردا في أفراد البخاري، وكلاهما يشتركان في معنى واحد، وقد كان الأولى به أن لا يفرقهما في موضعين، اللّهمّ إلا أن يكون قد أدرك فيهما ما أوجب تفريقهما، وما أظنه إلا ذكر جعفر ابن أبي طالب، والله أعلم.

[شرح الغريب]
الخمير: خبز خمير، أي مختمر.
الحرير: الإبريسم، وقد جاء في بعض الروايات الحبير وهو من الثياب: ما كان موشيا من البرود مخططا.
العكة: الظرف الذي يكون فيه السمن.

2809 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «إنّهم أصابهم جوعٌ، فأعطاهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تمرة تمرة» أخرجه الترمذي.
2810 - (م) عتبة بن غزوان - رضي الله عنه -: قال: «لقد رأيتني سابع سبعةٍ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ما طعامنا إلا ورق الحبلة، حتى قرحت أشداقنا».أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
الحبلة: شجر السمر، وقيل: هو ثمرة، تشبه اللوبيا.
قرحت أشداقنا: أي طلعت فيها القروح كالجراح ونحوها.

2811 - (ت) أبو طلحة - رضي الله عنه -: قال: «شكونا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الجوع، ورفعنا ثيابنا عن حجرٍ حجرٍ إلى بطوننا، فرفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن حجرين».أخرجه الترمذي.
2812 - (خ م ت د س) خباب بن الأرت - رضي الله عنه -: قال: «هاجرنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نلتمس وجه الله، فوقع أجرنا على الله، فمنّا من مات لم يأكل من أجره شيئا، منهم مصعب بن عميرٍ، قتل يوم أحدٍ، فلم نجد ما نكفّنه به، إلا بردة إذا غطّينا بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطّينا رجليه خرج رأسه، فأمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نغطّي رأسه، وأن نجعل على رجليه من الإذخر، ومنّا من أينعت له ثمرته، فهو يهدبها».أخرجه [البخاري] ومسلم والترمذي.
وعند أبي داود قال: «مصعب بن عمير قتل يوم أحدٍ، ولم يكن له إلا نمرةٌ، كنا إذا غطّينا بها رأسه... وذكر الحديث، إلى قوله: من الإذخر».وأخرجه النسائي أيضا.

[شرح الغريب]
أينعت: أينع الثمر: إذا نضج وأدرك.
يهدبها: هدب الثمرة يهدبها: إذا اجتناها.

2813 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «لقد رأيت سبعين من أصحاب الصّفّة، ما منهم رجلٌ عليه رداءٌ، إما إزارٌ، وإما كساءٌ، قد ربطوا في أعناقهم، منها ما يبلغ نصف الساقين، ومنها ما يبلغ الكعبين، فيجمعه بيده، كراهية أن ترى عورته».أخرجه البخاري.
2814 - (ط) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «رأيت عمر وهو يومئذ أمير المؤمنين، وقد رقع بين كتفيه برقاعٍ، لبّد بعضها على بعض».أخرجه الموطأ.
2815 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «أخبرني عمر بن الخطاب، قال: دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإذا هو متّكىءٌ على رمل حصيرٍ، فرأيت أثره في جنبه».وفي الحديث قصة.
هذا لفظ الترمذي، والقصة: هي حديث إيلاء النبي -صلى الله عليه وسلم- من أزواجه، وهو مذكور في كتاب تفسير القرآن، في سورة التحريم من حرف التاء، وقد أخرجه بطوله البخاري، ومسلم، ولم يخرّج الترمذي [منه] إلا هذا الفصل.

[شرح الغريب]
رمل حصير: حصير مرمول، منسوج، ورمله ورماله: نسجه.

2816 - (ت) عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: قال: «ابتلينا مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بالضّرّاء، فصبرنا، ثم ابتلينا بعده بالسّرّاء فلم نصبر».أخرجه الترمذي.
2817 - (خ ت) محمد بن سيرين: قال: «كنّا عند أبي هريرة - رضي الله عنه -، وعليه ثوبان ممشّقان من كتّانٍ، فتمخّط، فقال: بخٍ بخٍ، أبو هريرة يتمخط في الكتان، لقد رأيتني وإني لأخرّ فيما بين منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى حجرة عائشة مغشيا عليّ، فيجيء الجائي، فيضع رجله على عنقي، ويرى أني مجنون، وما بي من جنون، ما بي إلا الجوع».أخرجه البخاري، والترمذي.
[شرح الغريب]
ممشقان: المشق - بالكسر - المغرة، وثوب ممشق: مصبوغ بالمشق.
بخ بخ: كلمة تقال عند المدح والرضى بالشيء، وتكرر للمبالغة فيقال: بخ بخ، فإن وصلت خفضت ونونت، فقلت: بخ بخ، وربما شددت كالاسم، وبخبخت الرجل: إذا قلت له ذلك.

2818 - (ت) فضالة بن عبيد - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا صلّى يخرّ رجالٌ من قامتهم في الصلاة من الخصاصة، وهم أصحاب الصّفّة، حتى يقول الأعراب: مجانين - أو مجانون - فإذا صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انصرف إليهم، فقال: لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة. قال فضالة: وأنا يومئذ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-». أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
الخصاصة: الحاجة والفقر إلى الشيء.
مجانون: المجنون: جمعه جمع الصحة: مجنونون، وجمع التكسير: مجانين، فأما مجانون فشاذ، وقد جاء في بعض القراءات: {واتبعوا ما تتلوا الشياطون} [البقرة: 102].


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الزهد, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir