دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 جمادى الأولى 1431هـ/4-05-2010م, 10:41 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب الدعاء: الباب الثاني: القسم الأول: في الأدعية المؤقتة والمضافة إلى أسبابها

الباب الثاني: في أقسام الدعاء
القسم الأول: في الأدعية المؤقتة والمضافة إلى أسبابها وفيه عشرون فصلا
الفصل الأول: في ذكر اسم الله الأعظم وأسمائه الحسنى
2141 - (ت د) بريدة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «سمع رجلا يقول: اللّهمّ إني أسألك بأني أشهد أنّك أنت الله، لا إله إلا أنت، الأحد الصّمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحدٌ، فقال: والذي نفسي بيده، لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى».هذه رواية الترمذي.
وفي رواية أبي داود: «باسمه الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب».
وذكر رزين رواية قال: «دخلت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسجد عشاء، فإذا رجلٌ يقرأٌ ويرفع صوته، فقلت: يا رسول الله، أتقول: هذا مراءٍ؟ [قال]: بل مؤمنٌ منيبٌ، قال: وأبو موسى الأشعري يقرأ، ويرفع صوته، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتسمّع لقراءته، ثم جلس أبو موسى يدعو، فقال: اللّهمّ إني أشهدك أنّك أنت الله، لا إله إلا أنت، أحدا صمدا، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحدٌ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لقد سأل الله باسمه الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب، قلت: يا رسول الله، أخبره بما سمعت منك؟ قال: نعم، فأخبرته بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال لي: أنت اليوم لي أخ صديقٌ، حدّثتني بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-».

[شرح الغريب]
منيب: أناب الرجل: إذا رجع إلى الله تعالى تائبا.

2142 - (د س) محجن بن الأدرع الثقفي - رضي الله عنه -: قال: «دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسجد، فإذا هو برجلٍ قد قضى صلاته، وهو يتشهّد، ويقول: اللهمّ إني أسألك باسمك الأحد الصّمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحدٌ: أن تغفر لي ذنوبي، إنّك أنت الغفور الرحيم، قال: فقال: قد غفر له، قد غفر له، قد غفر له».
أخرجه أبو داود، والنسائي.

2143 - (ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أنّه كان مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالسا، ورجلٌ يصلّي، ثمّ دعا الرّجل فقال: اللّهمّ إني أسألك بأنّ لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنّان، بديع السّموات والأرض، ذو الجلال والإكرام، يا حيّ يا قيّوم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: أتدرون بم دعا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده، لقد دعا الله باسمه الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى».أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي.
وهذا لفظ الترمذي، قال: «دخل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- المسجد، ورجلٌ قد صلّى، وهو يدعو، ويقول في دعائه: اللّهمّ إني أسألك، لا إله إلا أنت، المنّان، بديع السّموات والأرض، ذو الجلال والإكرام، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: أتدرون بم دعا؟ دعا الله باسمه الأعظم... الحديث».

[شرح الغريب]
المنان: فعال من المنة، وهو المبالغ فيها.
بديع: البديع: المبدع، وهو الخالق المخترع لا عن مثال سابق.
قيوم: القيوم: القائم الدائم، ووزنه فيعول من القيام، وهو من أبنية المبالغة.

2144 - (ت د) أسماء بنت يزيد - رضي الله عنها -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين»: {وإلهكم إلهٌ واحدٌ لا إله إلا هو الرّحمن الرّحيم} [البقرة 163] وفاتحة سورة آل عمران: {آلم. الله لا إله إلا هو الحيّ القيّوم} [آل عمران: 1، 2]. أخرجه أبو داود، والترمذي.
2145 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّ للّه تسعة، وتسعين اسما، من حفظها دخل الجنّة، والله وترٌ يحبّ الوتر».وفي رواية: «من أحصاها».
وفي أخرى: «للّه تسعةٌ وتسعون اسما، مائة إلا واحدا، لا يحفظها أحدٌ إلا دخل الجنّة، وهو وترٌ يحبّ الوتر».
قال البخاري: «أحصاها: حفظها»، وفي روايةٍ لمسلم نحوه، وليس فيه ذكر الوتر، هذه رواية البخاري، ومسلم.
وفي رواية الترمذي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّ للّه تسعة وتسعين اسما، من أحصاها دخل الجنّة، هو الله الّذي لا إله إلا هو: الرّحمن، الرّحيم، الملك، القدّوس، السّلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبّار، المتكبّر، الخالق، البارئ،المصوّر، الغفّار، القهّار، الوهّاب، الرّزّاق، الفتّاح، العليم، القابض، الباسط، الخافض، الرّافع، المعزّ، المذلّ، السّميع، البصير، الحكم، العدل، اللّطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشّكور، العليّ، الكبير، الحفيظ، المقيت، الحسيب، الجليل، الكريم، الرّقيب، المجيب، الواسع، الحكيم، الودود، المجيد، الباعث، الشّهيد، الحقّ، الوكيل، القويّ، المتين، الوليّ، الحميد، المحصي، المبدىء، المعيد، المحيي، المميت، الحيّ، القيّوم، الواجد، الماجد، الواحد، الأحد، الصّمد، القادر، المقتدر، المقدّم، المؤخّر، الأوّل، الآخر، الظّاهر، الباطن، الوالي، المتعال، البرّ، التّوّاب، المنتقم، العفوّ، الرّؤوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، الغنيّ المغني، المانع، الضّار، النّافع، النّور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرّشيد، الصّبور».
هذه رواية الترمذي بتفصيل الأسماء، ولم يفصّلها غيره، وقال: حدّثنا به غير واحدٍ عن صفوان بن صالح، ولا نعرفه إلا من حديث صفوان بن صالح، وهو ثقة عند أهل الحديث، قال: وقد روي هذا الحديث من غير وجهٍ عن أبي هريرة عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، لا نعلم في كثير شيء من الروايات ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث.
وفي رواية ذكرها رزين: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلا قوله تعالى: {وللّه الأسماء الحسنى فادعوه بها، وذروا الّذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون} [الأعراف: 180] فقال: «إنّ للّه تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسما...» الحديث.

[شرح الغريب]
من أحصاها: الإحصاء: العدد والحفظ، والمراد: من حفظها على قلبه، وقيل: المراد: من استخرجها من كتاب الله تعالى، وأحاديث رسوله -صلى الله عليه وسلم-، لأن النبي لم يعدها لهم، ولهذا لم ترد مسرودة معدودة من هذه الكتب الستة إلا في «كتاب الترمذي».وقيل: المراد: من أخطر بباله عند ذكر معناها، وتفكر في مدلولها: معتبرا، متدبرا، ذاكرا، راغبا، راهبا، معظما لمسماها، مقدسا لذات الله تعالى، وبالجملة: ففي كل اسم يخطر بباله الوصف الدال عليه.
القدوس: الطاهر من العيوب المنزه عنها، وهو مضموم الأول، وقد روي بفتحه، وليس بالكثير، ولم يجئ مضموم الأول من هذا البناء إلا قدوس وسبوح وذروح، وقال سيبويه: ليس في الكلام فعّول بالضم.
السلام: ذو السلام، أي: الذي سلم من كل عيب وبرئ من كل آفة.
المؤمن: الذي يصدق عباده [وعده]، فهو من الإيمان، التصديق، أو يؤمنهم في القيامة من عذابه، فهو من الأمان، ضد الخوف.
المهيمن: الشهيد، وقيل: الأمين، فأصله مؤتمن، فقلبت الهمزة هاء، وقيل: الرقيب والحافظ.
العزيز: الغالب القاهر، والعزة: الغلبة.
الجبار: هو الذي أجبر الخلق وقهرهم على ما أراد من أمر أو نهي.وقيل: هو العالي فوق خلقه.
المتكبر: المتعالي عن صفات الخلق،وقيل: الذي يتكبر على عتاة خلقه إذا نازعوه العظمة فيقصمهم، والتاء في «المتكبر» تاء المتفرد والمتخصص، لا تاء المتعاطي المتكلف، وقيل: إن المتكبر من الكبرياء الذي هو عظمة الله تعالى، لا من الكبر الذي هو مذموم.
البارئ: هو الذي خلق الخلق لا عن مثال، إلا أن لهذه اللفظة من الاختصاص بالحيوان ما ليس لها بغيره من المخلوقات، وقلما تستعمل في غير الحيوان، فيقال: برأ الله النسمة، وخلق السموات والأرض.
المصور: هو الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة، ومعنى التصوير: التخطيط والتشكيل.
الغفار: هو الذي يغفر ذنوب عباده مرة بعد مرة، وأصل الغفر: الستر والتغطية، فالله غافر لذنوب عباده ساتر لها بترك العقوبة عليها.
الفتاح: هو الحاكم بين عباده، يقال: فتح الحاكم بين الخصمين: إذا فصل بينهما، ويقال للحاكم: الفاتح، وقيل: هو الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده، والمنغلق عليهم من أرزاقه.
الباسط: الذي يبسط الرزق لعباده ويوسعه عليهم بجوده، ورحمته.
والقابض: الذي يمسكه عنهم بلطفه، فهو الجامع بين العطاء والمنع.
والخافض: الذي يخفض الجبارين والفراعنة، أي: يضعهم ويهينهم.
والرافع: هو الذي يرفع أولياءه ويعزهم،فهو الجامع بين الإعزاز والإذلال.
الحكم: الحاكم وحقيقته: الذي سلّم له الحكم ورد إليه.
العدل: هو الذي لا يميل به الهوى فيجور في الحكم، وهو من المصادر التي يسمى بها، كرجل ضيف وزور.
اللطيف: الذي يوصل إليك أربك في رفق، وقيل: هو الذي لطف عن أن يدرك بالكيفية.
الخبير: العالم العارف بما كان وما يكون.
الغفور: من أبنية المبالغة في الغفران.
الشكور: الذي يجازي عباده ويثيبهم على أفعالهم الصالحة، فشكر الله لعباده إنما هو مغفرته لهم وقبوله لعبادتهم.
الكبير: هو الموصوف بالجلال وكبر الشأن.
المقيت: هو المقتدر، وقيل: هو الذي يعطي أقوات الخلائق.
الحسيب: الكافي، هو فعيل بمعنى: مفعل، كأليم بمعنى: مؤلم، وقيل: هو المحاسب.
الرقيب: هو الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء.
المجيب: الذي يقبل دعاء عباده ويستجيب لهم.
الواسع: هو الذي وسع غناه كل فقر، و[وسعت] رحمته كل شيء.
الودود: فعول بمعنى: مفعول من الود، فالله تعالى مودود، أي: محبوب في قلوب أوليائه، أو هو فعول بمعنى: فاعل، أي: إن الله تعالى يود عباده الصالحين، بمعنى يرضى عنهم.
المجيد: هو الواسع الكرم، وقيل: هو الشريف.
الباعث: هو الذي يبعث الخلق بعد الموت يوم القيامة.
الشهيد: هو الذي لا يغيب عنه شيء، يقال: شاهد وشهيد، كعالم وعليم، أي أنه حاضر يشاهد الأشياء ويراها.
الحق: هو المتحقق كونه ووجوده.
الوكيل: هو الكفيل بأرزاق العباد، وحقيقته: أنه الذي يستقل بأمر الموكول إليه. ومنه قوله تعالى: {وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} [آل عمران: 173].
القوي: القادر، وقيل: التام القدرة والقوة، الذي لا يعجزه شيء.
المتين: هو الشديد القوي الذي لا تلحقه في أفعاله مشقة.
الولي: الناصر، وقيل: المتولي للأمور القائم بها كولي اليتيم.
الحميد: المحمود الذي استحق الحمد بفعله، وهو فعيل بمعنى مفعول.
المحصي: هو الذي أحصى كل شيء بعلمه، فلا يفوته شيء من الأشياء دق أو جل.
المبدئ: الذي أنشأ الأشياء واخترعها ابتداء.
والمعيد: هو الذي يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات، وبعد الممات إلى الحياة.
الواجد: هو الغني الذي لا يفتقر، وهو من الجدة: الغنى.
الواحد: هو الفرد الذي لم يزل وحده، ولم يكن معه آخر، وقيل: هو منقطع القرين والشريك.
الأحد: الفرد، والفرق بينه وبين الواحد، أن «أحدا» بني لنفي ما يذكر معه من العدد، فهو يقع على المذكر والمؤنث، يقال: ما جاءني أحد، أي: ذكر ولا أنثى، وأما «الواحد» فإنه وضع لمفتتح العدد، تقول: جاءني واحد من الناس، ولا تقول فيه: جاءني أحد من الناس، والواحد: بني على انقطاع النظير والمثل، والأحد: بني على الانفراد والوحدة عن الأصحاب، فالواحد منفرد بالذات، والأحد منفرد بالمعنى.
الصمد: هو السيد الذي يصمد إليه الخلق في حوائجهم، أي: يقصدونه.
المقتدر: مفتعل من القدرة، وهو أبلغ من قادر.
المقدم: الذي يقدم الأشياء فيضعها في مواضعها.
المؤخر: الذي يؤخرها إلى أماكنها، فمن استحق التقديم قدّمه، ومن استحق التأخير أخره.
الأول: هو السابق للأشياء كلها. والآخر الباقي بعد الأشياء كلها.
الظاهر: هو الذي ظهر فوق كل شيء وعلاه.
والباطن: هو المحتجب عن أبصار الخلائق.
الوالي: مالك الأشياء، المتصرف فيها.
المتعالي: هو المتنزه عن صفات المخلوقين، تعالى أن يوصف بها عز وجل.
البر: هو العطوف على عباده ببره ولطفه.
المنتقم: هو المبالغ في العقوبة لمن يشاء، مفتعل، من نقم ينقم: إذا بلغت به الكراهية حد السخط.
العفو: فعول من العفو، ببناء مبالغة، وهو الصفوح عن الذنوب.
الرؤوف: هو الرحيم العاطف برأفته على عباده، والفرق بين الرأفة والرحمة: أن الرحمة قد تقع في الكراهة للمصلحة، والرأفة لا تكاد تكون في الكراهة.
ذو الجلال: الجلال: مصدر الجليل، تقول: جليل بين الجلالة والجلال.
المقسط: العادل في حكمه، أقسط الرجل: إذا عدل، فهو مقسط، وقسط: إذا جار، فهو قاسط.
الجامع: هو الذي يجمع الخلائق ليوم الحساب.
المانع: هو الناصر الذي يمنع أولياءه أن يؤذيهم أحد.
النور: هو الذي يبصر بنوره ذو العماية، ويرشد بهداه ذو الغواية.
البديع: قد تقدم ذكره.
الوارث: هو الباقي بعد فناء الخلائق.
الرشيد: هو الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم، فعيل بمعنى مفعل.
الصبور: هو الذي لا يعاجل العصاة بالانتقام منهم بل يؤخر ذلك إلى أجل مسمى، فمعنى الصبور في صفة الله تعالى قريب من معنى الحليم، إلا أن الفرق بين الأمرين أنهم لا يأمنون العقوبة في صفة الصبور، كما يأمنون منها في صفة الحليم.

الفصل الثاني: في أدعية الصلاة مجملا ومفصلا
الاستفتاح
2146 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كبّر في الصلاة سكت هنيّة قبل أن يقرأ، فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمّي، أرأيت سكوتك بين التّكبير والقراءة، ما تقول؟ قال: أقول: اللّهمّ نقّني من خطاياي، كما ينقّى الثّوب الأبيض من الدّنس، اللّهمّ اغسلني من خطاياي بالثّلج والماء والبرد».هذه رواية البخاري، ومسلم.
وزاد أبو داود، والنسائي في أوّل الدّعاء، قال: «أقول: اللهمّ باعد بيني وبين خطاياي، كما باعدت بين المشرق والمغرب... والباقي مثله».

2147 - (م ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «بينما نحن نصلّي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذ قال رجلٌ من القوم: الله أكبر كبيرا، والحمد للّه كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من القائل كلمة كذا وكذا؟ قال رجلٌ من القوم: أنا يا رسول الله، قال: عجبت لها، فتحت لها أبواب السماء، قال ابن عمر: فما تركتهنّ منذ سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ذلك».أخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي، إلا أن النسائي قال في رواية أخرى له: «لقد رأيت ابتدرها اثنا عشر ملكا».
2148 - (م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلّي، إذ جاء رجلٌ وقد حفزه النّفس، فقال: الله أكبر، الحمد لله [حمدا] كثيرا طيّبا مباركا [فيه]، فلمّا قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاته قال: أيّكم المتكلم بالكلمات؟ فأرمّ القوم، فقال: إنّه لم يقل بأسا، فقال رجلٌ: أنا يا يا رسول الله قلتها، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها، أيّهم يرفعها».أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي.
وزاد أبو داود في بعض رواياته: «وإذا جاء أحدكم فليمش نحوه، ما كان يمشي فليصلّ ما أدرك، وليقض ما سبقه».

[شرح الغريب]
حفزه: النفس أي: تتابع بشدة، كأنه يحفز صاحبه، أي: يدفعه.
فأرم: أرم الرجل، إذا أطرق ساكتا.

2149 - (د) جبير بن مطعم - رضي الله عنه -: «أنّه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلّي صلاة، قال عمرو [بن مرّة]: لا أدري أيّ صلاةٍ هي؟ قال: الله أكبر كبيرا، الله أكبر كبيرا، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، والحمد لله كثيرا، والحمد لله كثيرا ثلاثا، وسبحان الله بكرة وأصيلا - ثلاثا - أعوذ بالله من الشّيطان: من نفخه، ونفثه، وهمزه، قال: نفثه: الشّعر، ونفخه: الكبر، وهمزه: الموتة».أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
نفخه: قد جاء في متن الحديث تفسير هذه الأشياء، فقال: نفخه الكبر، وذلك لأن المتكبر ينتفخ ويتعاظم ويجمع نفسه ونفسه، فيحتاج إلى أن ينفخ.
ونفثه: وقال: نفثه الشعر، لأن الشعر مما يخرج من الفم، ويلفظ به اللسان، وينفثه كما ينفث الريق.
وهمزه: وقال: وهمزه الموتة والموتة: الجنون، لأن المجنون ينخسه الشيطان، والهمز والنخس أخوان.

2150 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا استفتح الصلاة كبّر، ثم قال: «إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا أوّل المسلمين، اللّهمّ اهدني لأحسن الأعمال، وأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وقني سيئ الأعمال، وسيئ الأخلاق، لا يقي سيّئها إلا أنت» أخرجه النسائي.
[شرح الغريب]
ونسكي: النسك: العبادة.

2151 - (س) محمد بن مسلمة - رضي الله عنه -: قال: «إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قام يصلّي تطوّعا قال: الله أكبر، وجّهت وجهي للذي فطر السّموات والأرض حنيفا، وما أنا من المشركين... وذكر الحديث مثل جابر، إلا أنه قال: وأنا من المسلمين - ثم قال: اللّهمّ أنت الملك، لا إله إلا أنت، سبحانك وبحمدك، ثم يقرأ».أخرجه النسائي.
[شرح الغريب]
حنيفا: الحنيف: المخلص في عبادته، المائل عن الأديان كلها إلى الإسلام.

2152 - (ت د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا افتتح الصّلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك» أخرجه الترمذي، وأبو داود.
[شرح الغريب]
تباركت: (تبارك الله) أي: ثبت الخير عنده وأقام، وقيل: تباركت أي: تعاليت وتعاظمت تعالى جدك: الجد: الحظ والسعادة وهو في حق الله تعالى عظمته وجلاله أي صار جدك عاليا.

2153 - (م ت د س) أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف - رحمه الله-: قال: «سألت عائشة أمّ المؤمنين. بأي شيءٍ كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفتتح صلاته إذا قام من اللّيل؟ قالت: كان إذا قام من اللّيل افتتح صلاته قال: اللّهمّ ربّ جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السّموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك، إنّك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ».أخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود، والنسائي.
2154 - (م د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «كشف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السّتارة، والناس صفوفٌ خلف أبي بكرٍ، فقال: أيّها النّاس، إنّه لم يبق من مبشّرات النّبوّة إلا الرّؤيا الصّالحة، يراها المسلم، أو ترى له، ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا، فأمّا الركوع: فعظّموا فيه الرّبّ، وأمّا السجود فاجتهدوا في الدّعاء، فقمنٌ أن يستجاب لكم».
وفي روايةٍ: «كشف السّتر، ورأسه معصوبٌ في مرضه الذي مات فيه، فقال: اللّهمّ هل بلّغت؟ - ثلاث مرّاتٍ - إنّه لم يبق من مبشّرات النّبوة إلا الرؤيا، يراها العبد الصّالح، أو ترى له... ثم ذكر مثله».
أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي.

[شرح الغريب]
فقمن: قمن: مثل جدير وخليق.

2155 - (م د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «نهاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أقرأ القرآن وأنا راكعٌ أو ساجدٌ، ولا أقول: نهاكم».
أخرجه أبو داود، والنسائي، ومسلم.
وللنسائي أيضا: «نهاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أقرأ راكعا أو ساجدا».
وقد جاء هذا الفصل في جملة حديث أخرجه مسلم، وهو مذكورٌ في «كتاب الزينة» من حرف الزاي.
ولمسلم أيضا قال: «نهاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أقرأ راكعا، أو ساجدا».
وفي أخرى: «نهاني حبّي أن أقرأ راكعا أو ساجدا».
وفي أخرى: «نهاني عن قراءة القرآن، وأنا راكعٌ - ولم يذكر السّجود».
وفي أخرى عن ابن عباس - ولم يذكر عليّا في إسناده - قال: «نهيت أن أقرأ القرآن وأنا راكعٌ».

2156 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في سجوده: «اللّهمّ اغفر لي ذنبي كلّه، دقّه، وجلّه، أوّله وآخره، سرّه وعلانيته».أخرجه مسلم، وأبو داود.
[شرح الغريب]
دقّه وجلّه: الدقيق من الأمور: الصغير منها، والجليل: العظيم الكبير منها.

2157 - (خ م د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللّهمّ ربّنا وبحمدك، اللّهمّ اغفر لي، يتأوّل القرآن».
أخرجه الجماعة إلا الموطأ، والترمذي.

[شرح الغريب]
يتأول القرآن: معنى قولها: «يتأول القرآن» أن قوله -صلى الله عليه وسلم- سبحان ربي وبحمده، من قوله تعالى: فسبح بحمد ربك.

2158 - (م د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في ركوعه وسجوده: سبّوحٌ قدّوسٌ، ربّ الملائكة والرّوح».أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي.
[شرح الغريب]
سبوح: فعول من التسبيح، مضموم الأول، وقد فتح، وليس بالكثير، والقدوس: قد تقدم ذكره.
رب الملائكة والروح: قيل: هو اسم ملك من الملائكة عظيم الشأن والخلق، وقيل: هو اسم جبريل، وقيل: هو روح الخلائق التي بها حياتهم وبقاؤهم.

2159 - (م ط ت د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «فقدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الفراش، فالتمسته، فوقعت يدي في بطن قدميه، وهو في المسجد، وهما منصوبتان، وهو يقول: اللّهمّ إنّي أعوذ بك برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك».
وفي رواية [قالت]: «افتقدت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلةٍ، فظننت أنّه ذهب إلى بعض نسائه، فتحسّست، ثمّ رجعت، فإذا هو راكعٌ - أو ساجدٌ- يقول: سبحانك اللّهمّ وبحمدك، لا إله إلا أنت، فقلت: بأبي أنت وأمّي، إني لفي شأنٍ، وإنك لفي آخر».أخرجه مسلم، والنسائي.
وأخرج الرواية الأولى الموطأ، والترمذي، وأبو داود.
وفي أخرى للنسائي: قالت: «فقدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مضجعه، فجعلت ألتمسه، فظننت أنّه أتى بعض جواريه، فوقعت يدي عليه وهو ساجدٌ يقول: اللّهمّ اغفر لي ما أسررت وما أعلنت».

2160 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أنّ النبيّ-صلى الله عليه وسلم- كان إذا ركع قال: اللّهمّ لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، وعليك توكلت، أنت ربّي، خشع سمعي، وبصري، ولحمي، ودمي، وعظامي للّه ربّ العالمين».أخرجه النسائي.
2161 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -: أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في سجوده: «اللّهمّ لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، وأنت ربّي، سجد وجهي للّذي خلقه وصوّره، وشقّ سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين».أخرجه النسائي.
[شرح الغريب]
أسلمت: أسلم الرجل: إذا انقاد وأذعن وأطاع.

2162 - (س) محمد بن مسلمة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «كان إذا قام يصلي تطوّعا يقول إذا ركع: اللّهمّ لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، وعليك توكلت، أنت ربّي، خشع سمعي، وبصري، ولحمي، ودمي، ومخّي، وعصبي لله ربّ العالمين». أخرجه النسائي.
[شرح الغريب]
خشع: الخشوع: الخضوع والذل.

2163 - (س) محمد بن مسلمة - رضي الله عنه -: قال: «كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل يصلي تطوّعا، قال: إذا سجد: اللّهمّ لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، اللهم أنت ربي، سجد وجهي للذي خلقه وصوّره، وشقّ سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين».أخرجه النسائي.
2164 - (د) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: قال: لمّا نزلت: {فسبّح باسم ربّك العظيم} [الواقعة: 74، 96] قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اجعلوها في ركوعكم، ولمّا نزلت: سبّح اسم ربّك الأعلى [الأعلى: 1] قال: اجعلوها في سجودكم».
زاد في رواية قال: «وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ركع قال: سبحان ربّي العظيم وبحمده -ثلاثا - وإذا سجد قال: سبحان ربّي الأعلى، وبحمده ثلاثا».أخرجه أبو داود، وقال: هذه الزيادة نخاف أن لا تكون محفوظة.

[شرح الغريب]
سبحان ربي وبحمده: سبحان: مصدر سبح يسبح تسبيحا وسبحانا، أي نزه وبرأ، ومعناه: براءة الله وتنزيهه، وهو منصوب أبدا، والباء في «وبحمده» متعلقة بمحذوف، تقديره: وبحمده سبحت، وقيل: الواو زائدة، تقديره: سبحان ربي بحمده، أي: سبحته بحمده.

2165 - (ت د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا ركع أحدكم فليقل ثلاث مرات: سبحان ربي العظيم، وذلك أدناه، وإذا سجد فليقل: سبحان ربي الأعلى ثلاثا، وذلك أدناه».هذه رواية أبي داود.
وفي رواية الترمذي: «إذا قال أحدكم في ركوعه: سبحان ربي العظيم ثلاثا، فقد تمّ ركوعه، وذلك أدناه، وإذا قال في سجوده: سبحان ربي الأعلى ثلاثا، فقد تمّ سجوده، وذلك أدناه».

2166 - (ت د س) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: «أنّه صلّى مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فكان يقول في ركوعه: سبحان ربّي العظيم، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى، وما أتى على آية رحمةٍ إلا وقف وسأل، وما أتى على آية عذابٍ إلا وقف وتعوّذ».
هذه رواية الترمذي. وعند أبي داود مثلها، إلا قوله: «وسأل»، فليست عنده، وفي رواية النسائي: قال: «صلّى مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في رمضان فركع، فقال في ركوعه: سبحان ربّي العظيم، مثلما كان قائما، ثم جلس يقول: ربّ اغفر لي، مثلما كان قائما، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى مثلما كان قائما، فما صلّى [إلا] أربع ركعاتٍ، حتى جاء بلالٌ إلى الغداة».
وفي أخرى مثل رواية الترمذي إلى قوله: «الأعلى».
وفي أخرى: أنه صلى مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة، فسمعه يقول حين كبّر قال: «الله أكبر [ثلاثا] ذو الجبروت، والملكوت، والكبرياء، والعظمة»، وكان يقول في ركوعه: «سبحان ربي العظيم». وإذا رفع رأسه من الركوع قال: «ربي لك الحمد»، وفي سجوده: «سبحان ربي الأعلى»، وبين السجدتين: «ربّ اغفر لي، ربّ اغفر لي»، [وكان قيامه وركوعه] وإذا رفع رأسه من الرّكوع وسجوده وما بين السجدتين قريبٌ من السّواء.

2167 - (س) عوف بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «قمت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما ركع مكث قدر سورة البقرة، ويقول في ركوعه: سبحان ذي الجبروت، والملكوت، والكبرياء والعظمة».أخرجه النسائي.
[شرح الغريب]
الجبروت: يقال فيه: جبروة وجبرية وجبروت، أي: كبر.
الملكوت: من الملك، كالرهبوت من الرهبة، والجبروت من الجبر.
الكبرياء: العظمة والجلال، ولا يوصف به إلا الله تعالى دون غيره.

2168 - (م ت د) ابن أبي أوفى - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا رفع ظهره من الرّكوع قال: سمع الله لمن حمده، اللّهمّ ربّنا لك الحمد، ملء السّموات، وملء الأرض، وملء ما شئت من شىءٍ بعد».
زاد في رواية: «اللّهمّ طهّرني بالثّلج، والبرد، والماء البارد، اللهمّ طهّرني من الذّنوب والخطايا، كما ينقّى الثّوب الأبيض من الدّنس».أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود مثله، إلى قوله: «من شيءٍ بعد».
وفي رواية الترمذي قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: اللهمّ برّد قلبي بالثلج، والبرد... الحديث» ولم يذكر أول حديث مسلم.

2169 - (م د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا رفع رأسه من الركوع قال: اللهمّ ربّنا لك الحمد، ملء السموات، وملء الأرض، وملء ما شئت من شيءٍ بعد، أهل الثّناء والمجد، أحقّ ما قال العبد - وكلّنا لك عبدٌ - اللهمّ لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ».أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي.
[شرح الغريب]
لا ينفع ذا الجد منك الجد: الجد: البخت، وقيل: الغنى، أي: لا ينفع المحبوب المسعود، أو الغني حظه وغناه اللذان هما منك إنما ينفعه العمل والطاعة والإخلاص.

2170 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا رفع رأسه من الركوع قال: سمع الله لمن حمده، ربّنا ولك الحمد، ملء السّموات، وملء الأرض، [وملء ما بينهما] وملء ما شئت من شيءٍ بعد».أخرجه الترمذي.
2171 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا رفع رأسه من الركوع قال: اللهمّ ربّنا لك الحمد» أخرجه النسائي.
2172 - (م س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- «كان إذا رفع رأسه من الركوع قال: اللهمّ ربّنا لك الحمد، ملء السموات، وملء الأرض، وملء ما شئت من شيءٍ بعد، أهل الثّناء والمجد، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ» أخرجه مسلم، وأخرجه النسائي إلى قوله: «من شيءٍ بعد».
2173 - (خ ط ت د س) رفاعة بن رافع - رضي الله عنه -: قال: «كنّا نصلي وراء النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فلمّا رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده، وقال رجلٌ وراءه: ربنا لك الحمد حمدا كثيرا طيّبا مباركا فيه. فلمّا انصرف قال: من المتكلّم آنفا؟ قال: أنا، قال: رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيّهم يكتبها أوّل». هذه رواية البخاري، والموطأ.
وفي رواية الترمذي قال: «صلّيت خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعطست فقلت: الحمد لله حمدا كثيرا طيّبا مباركا فيه، مباركا عليه، كما يحبّ ربّنا ويرضى، فلما صلّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: انصرف فقال: من المتكلّم في الصلاة؟ فلم يتكلّم أحدٌ، ثم قالها الثانية: من المتكلم في الصلاة؟ فلم يتكلّم أحدٌ، ثمّ قالها الثالثة: من المتكلّم في الصلاة؟ فقال رفاعة: أنا يا رسول الله. فقال: كيف قلت؟ قال: قلت: الحمد لله حمدا كثيرا طيّبا مباركا فيه، مباركا عليه، كما يحبّ ربّنا ويرضى، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده، لقد ابتدرها بضعةٌ وثلاثون ملكا أيهّم يصعد بها؟».وأخرج أبو داود، والنسائي [نفس] الروايتين معا.

[شرح الغريب]
آنفا: فعلت كذا آنفا: أي الآن.
بضعة: البضع: ما بين الثلاثة من العدد إلى التسعة، والهاء فيها لتأنيث اللفظة.

2174 - (ت د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «إنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يقول بين السجدتين: اللهمّ اغفر لي وارحمني، واجبرني، واهدني، وارزقني» أخرجه الترمذي، وقال: هكذا روي عن علي.
وفي رواية أبي داود قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا رفع رأسه من الركوع قال: «اللّهمّ اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني».

2175 - أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قلت: ما نقول في سجودنا؟ قال: «ما اصطفى الله لملائكته: سبحان الله وبحمده». أخرجه....
بعد التشهد
2176 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا تشهّد أحدكم فليستعذ بالله من أربعٍ، يقول: اللّهمّ إني أعوذ بك من عذاب جهنّم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شرّ فتنة المسيح الدّجّال».
هذا لفظ مسلم، ووافقه البخاري على الاستعاذة، ولم يذكر التشهد.
وفي رواية أبي داود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا فرغ أحدكم من التشهد فليتعوّذ بالله من أربع... وذكرها».
وزاد النسائي: «ثم ليدع لنفسه بما بدا له».

[شرح الغريب]
المسيح الدجال: سمي الدجال مسيحا، لأن عينه الواحدة ممسوحة، والمسيح: الذي أحد شقي وجهه ممسوح، لا عين له ولا حاجب، فهو فعيل بمعنى مفعول، بخلاف المسيح عيسى عليه السلام، فإنه فعيل بمعنى فاعل، سمي به، لأنه كان يمسح المريض فيبرأ بإذن الله تعالى، والدجال: الكذاب.

2177 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول، بعد التشهد: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنّم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة الدّجال الأعور، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات».أخرجه أبو داود.
2178 - (د) أبو صالح - رحمه الله -: عن بعض أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لرجلٍ: كيف تقول في الصلاة؟ قال: أتشهّد، ثم أقول: اللهم إني أسألك الجنّة، وأعوذ بك من النار، أما إني لا أحسن دندنتك ودندنة معاذٍ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: حول ذلك ندندن أنا ومعاذٌ» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
دندنتك: الدندنة هو أن يتكلم الإنسان بكلام تسمع نغمته ولا يفهم لخفائه.

2179 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في صلاته بعد التشهد: أحسن الكلام كلام الله، وأحسن الهدي هدي محمدٍ».أخرجه النسائي.
2180 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلّمهم من الدّعاء بعد التشهد: ألّف اللهمّ على الخير قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السّلام، ونجّنا من الظلمات إلى النّور، وجنّبنا الفواحش والفتن، ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا [وذرّيّاتنا]، وتب علينا إنّك أنت التّواب الرّحيم، واجعلنا شاكرين لنعمتك [مثنين بها] قابليها، وأتمّها علينا».أخرجه.
في الصلاة مطلقا ومشتركا
2181 - (م ت د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا قام إلى الصلاة قال: وجّهت وجهي للذي فطر السّموات والأرض حنيفا، وما أنا من المشركين، إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك، لا إله إلا أنت، أنت ربي، وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا، لا يغفر الذّنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيّئها، لا يصرف عني سيّئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كلّه بيديك، والشّرّ ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك، وإذا ركع قال: اللّهمّ لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي، وبصري ومخّي، وعظمي، وعصبي، وإذا رفع رأسه قال: اللهم ربّنا لك الحمد ملء السموات، [وملء] الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيءٍ بعد، وإذا سجد قال: اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوّره، وشقّ سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين، ثم يكون من آخر ما يقول بين التّشهّد والتّسليم: اللّهمّ اغفر لي ما قدّمت، وما أخّرت، وما أسررت، وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدّم، وأنت المؤخّر، لا إله إلا أنت» هذه رواية مسلم، والترمذي.
وللترمذي في رواية أخرى: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قام إلى الصّلاة المكتوبة رفع يديه حذو منكبيه، ويصنع ذلك إذا قضى قراءته، وأراد أن يركع، ويصنعه إذا رفع رأسه من الرّكوع، ولا يرفع يديه في شيء من صلاته وهو قاعدٌ، فإذا قام من سجدتين رفع يديه كذلك، فكبّر، ويقول حين يفتتح الصّلاة بعد التّكبير: وجهّت وجهي... وذكر الحديث«.
وله في أخرى مثل الأولى، إلا أنّه أسقط منها: «الخير كلّه في يديك، والشّرّ ليس إليك، أنا بك وإليك» وجعل بدل هذا كلّه: «آمنت بك، تباركت وتعاليت.. وذكر الحديث».
وفي رواية أبي داود مثل رواية مسلم، إلا أنّ أوّلها: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام إلى الصّلاة كبّر، ثم قال: ... وذكر الحديث»، وليس عنده: «الشرّ ليس إليك»، ولا لفظة: «اللهم» في قوله: «اللّهمّ ربّنا ولك الحمد»، وعنده زيادةٌ بعد قوله: «صوّره»: «فأحسن صوره»، وعنده بعد الخالقين»: «وإذا سلّم من الصلاة قال: اللهم اغفر لي ما قدّمت...» الحديث.
وله في أخرى نحو رواية الترمذي التي أولها: كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة». وفيه زيادة لفظٍ ونقصٌ، مع اتّفاق المعنى.
وأخرج النسائي منه من أوله إلى قوله: «تباركت وتعاليت، أستغفرك، وأتوب إليك».
وأخرج منه أيضا مفردا دعاء الركوع، وأخرج منه مفردا أيضا دعاء السجود، وزاد فيه: «فأحسن صوره».

[شرح الغريب]
لبيك وسعديك: تعظيم لإجابة الداعي، وقد سبق شرحهما فيما سبق من الكتاب.
والشر ليس إليك: معنى هذا الكلام الإرشاد إلى استعمال الأدب في الثناء على الله تعالى، ومدحه بأن تضاف محاسن الأشياء إليه دون مساوئها، وليس المقصود نفي شيء عن قدرته وإثباته لها، فإن محاسن الأمور تضاف إلى الله عز وجل عند الثناء عليه دون مساوئها، كما قال تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} [الأعراف: 185] فيقال: يا رب السموات والأرض، ولا يقال: يا رب الكلاب والخنازير، وسئل الخليل بن أحمد عن ذلك؟ فقال: معناه: ليس ذلك مما يتقرب به إليك، كقولهم: أنا منك وإليك، أي معدود من جملتك ومنتم إليك.

2182 - (د س) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذ بيده، وقال: يا معاذ، والله إني لأحبّك، فقال: أوصيك يا معاذ، لا تدعنّ في كلّ صلاةٍ أن تقول: اللهمّ أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».أخرجه أبو داود، والنسائي.
وفي رواية النسائي: قال معاذٌ: «وأنا أحبّك».

2183 - (س) شداد بن أوس - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في صلاته: اللّهمّ إني أسألك الثّبات في الأمر، والعزيمة على الرّشد، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شرّ ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم».أخرجه النسائي.
2184 - (س) عطاء بن السائب - رحمه الله-: عن أبيه قال: صلّى بنا عمّار بن ياسرٍ صلاة، فأوجز فيها، فقال له بعض القوم: «لقد خفّفت وأوجزت الصلاة، فقال: أما عليّ ذلك، لقد دعوت فيها بدعواتٍ سمعتهنّ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلمّا قام تبعه رجلٌ من القوم - هو أبي، غير أنه كنى عن نفسه - فسأله عن الدّعاء؟ ثم جاء، فأخبر به القوم: اللهمّ بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفّني إذا علمت الوفاة خيرا لي، اللهمّ وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحقّ في الرضى والغضب، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيما لا ينفد، وأسألك قرّة عينٍ لا تنقطع، وأسألك الرّضى بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذّة النظر إلى وجهك، والشّوق إلى لقائك، في غير ضرّاء مضرّةٍ، ولا فتنةٍ مضلّة، اللهمّ زيّنّا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهديّين».
وفي رواية عن قيس بن عباد قال: صلّى عمّار بن ياسرٍ بالقوم صلاة أخفّها، فكأنّهم أنكروها، فقال: ألم أتمّ الركوع والسجود؟ قالوا: بلى، قال: أما إني دعوت فيها بدعاءٍ كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يدعو به: اللهمّ... وذكر الحديث، وفيه كلمة: الإخلاص بدل: الحق أخرجه النسائي.

2185 - (خ م د س) عائشة - رضي الله عنها -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «كان يدعو في الصلاة يقول: اللهمّ إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدّجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات، اللهمّ إني أعوذ بك من المأثم والمغرم، فقال له قائلٌ: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؟ فقال: إنّ الرّجل إذا غرم حدّث [فكذب]، ووعد فأخلف».
وفي روايةٍ قالت: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ في صلاته من فتنة الدّجال». أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.

2186 - (خ م ت س) أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: قال: قلت: «يا رسول الله، علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: قل: اللهمّ إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذّنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرّحيم».
وقد جعله بعض الرّواة من مسند عبد الله بن عمرو بن العاص؛ لأنه قال فيه: عن عبد الله «أنّ أبا بكرٍ قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-...» أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.
وهذا الحديث هو أول حديثٍ في كتاب «الجمع بين الصحيحين» للحميديّ.

2187 - (خ م) عائشة - رضي الله عنه -: قالت: «ما صلّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة، بعد إذ أنزلت: {إذا جاء نصر الله والفتح} إلا قال: سبحانك اللهم وبحمدك، [اللهم] اغفر لي».أخرجه البخاري، ومسلم.
2188 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنّ عمر بن الخطاب كان يجهر بهؤلاء الكلمات يقول: «سبحانك اللهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك».أخرجه مسلم.
2189 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ليلة حين فرغ من صلاته: «اللّهمّ إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها أمري، وتلمّ بها شعثي، وتردّ بها غائبي، وترفع بها شاهدي، وتزكّي بها عملي، وتلهمني بها رشدي، وتردّ بها ألفتي، وتعصمني بها من كلّ سوءٍ، اللهمّ أعطني إيمانا، ويقينا ليس بعده كفرٌ، ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدّنيا والآخرة، اللهمّ إني أسألك الفوز في القضاء، ونزل الشّهداء، وعيش السّعداء، والنّصر على الأعداء، اللهمّ إني أنزل بك حاجتي، وإن قصّر رأيي، وضعف عملي، وافتقرت إلى رحمتك، فأسألك يا قاضي الأمور، ويا شافي الصّدور، كما تجير بين البحور: أن تجيرني من عذاب السعير، ومن دعوة الثّبور، ومن فتنة القبور، اللهم وما قصّر عنه رأيي، ولم تبلغه مسألتي، ولم تبلغه نيّتي من خيرٍ وعدته أحدا من خلقك، أو خيرٍ أنت معطيه أحدا من عبادك، فإني أرغب إليك فيه، وأسألكه برحمتك يا ربّ العالمين، اللهم يا ذا الحبل الشّديد، والأمر الرّشيد أسألك الأمن يوم الوعيد والجنّة يوم الخلود، مع المقرّبين الشّهود، الرّكّع السجود، الموفين بالعهود، إنّك رحيمٌ ودودٌ، وإنك تفعل ما تريد، اللهم اجعلنا هادين مهتدين، غير ضالّين، ولا مضلّين، سلما لأوليائك، وحربا لأعدائك، نحبّ بحبّك من أحبّك، ونعادي بعداوتك من خالفك اللهم هذا الدّعاء وعليك الإجابة، اللهم هذا الجهد، وعليك التّكلان، اللهم اجعل لي نورا في قلبي، ونورا في قبري، ونورا من بين يديّ، ونورا من خلفي، ونورا عن يميني، ونورا عن شمالي، ونورا من فوقي، ونورا من تحتي، ونورا في سمعي، ونورا في بصري، ونورا في شعري، ونورا في بشري، ونورا في لحمي، ونورا في دمي، ونورا في مخّي، ونورا في عظامي، اللهمّ أعظم لي نورا، وأعطني نورا، واجعل لي نورا، سبحان الذي تعطّف بالعزّ وقال به، سبحان الذي لبس المجد وتكرّم به، سبحان الذي لا ينبغي التّسبيح إلا له، سبحان ذي الفضل والنّعم، سبحان ذي المجد والكرم، سبحان ذي الجلال والإكرام».أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
تلم بها شعثى اللم: الجمع. والشعث: التفرق والمراد: تجمع بها من أمري ما تفرق.
تزكى التزكية: التطهير.
تلهمني الإلهام: أن يلقي الله في النفس أمراً يبعث [العبد] على الفعل أو الترك.
نزل الشهداء الشهداء: القتلى في سبيل الله، ونزلهم: ما لهم عند الله من الأجر والثواب، والنزل: قرى الضيف.
تجير بين البحور أي: تفصل بينها، وتمنع أحدها من الإختلاط بالآخر.
الثبور: الهلاك.
الحبل الشديد الحبل: السبب، أو القرآن، أو الدين، ومنه قوله
تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) [آل عمران: 103] ووصفه بالشدة لأنها من صفات الحبال. والشدة في الدين: الثبات والاستقامة، قال الأزهري: والمحدثون يروونه بالباء، والصواب بالياء،من القوة.
سلما السلم: المسالم المصالح.
حربا الحرب: المعادي المخاصم، تسمية بالمصدر.
الجهد بضم الجيم: الطاقة والقدرة، وبفتحها: المشقة.
اجعل في قلبي نورا هذه الكلمة وما بعدها في الحدث، أراد بالنور
فيهن: ضياء الحق وبيانه، كأنه يقول: اللهم استعمل هذه الأعضاء مني في الحق، واجعل تصرفي وتقلبي في هذه الجهات على سبيل الحق.
تعطف بالعز وقال به تعطف: مأخوذ من العطاف وهو الرداء وذلك على سبيل التمثيل، ومعناه: الإختصاص بالعز والاتصاف به، ومعنى قوله: " وقال به" أي: حكم به فلا يرد حكمه، يقال منه: قال الرجل واقتال: إذا حكم فمضى حكمه، ومنه سمي الملك قيلا.

2190 - (م ت د س) ثوبان - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سلّم يستغفر الله ثلاثا، ويقول: اللّهم أنت السّلام، ومنك السّلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام»، قيل للأوزاعي: كيف الاستغفار؟ قال يقول: «أستغفر الله، أستغفر الله».هذه رواية مسلم والترمذي، والنسائي، إلا أن النسائي قال: «إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا انصرف من صلاته... وذكر الحديث».
وفي رواية أبي داود: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد أن ينصرف من صلاته استغفر الله ثلاث مرّاتٍ، ثم قال: اللهم... وذكر معنى حديث عائشة» هكذا قال أبو داود، وهذا حديث عائشة.

2191 - (د س) عائشة - رضي الله عنها -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا سلّم قال: اللهم أنت السّلام، ومنك السّلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام».أخرجه أبو داود، والنسائي.
2192 - (خ م د س) ورّاد - مولى المغيرة بن شعبة: قال: أملى عليّ المغيرة بن شعبة في كتابٍ إلى معاوية: أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في دبر كلّ صلاةٍ مكتوبةٍ: «لاإله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ».زاد في رواية: «وكتب إليه: أنّه كان ينهى عن قيل، وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال، وكان ينهى عن عقوق الأمّهات، ووأد البنات، ومنعٍ وهات».
وفي روايةٍ قال ورّاد: «ثم وفدت بعد على معاوية، فسمعته يأمر النّاس بذلك». أخرجه البخاري.
ولم يخرّج مسلم إلا ذكر ما يقال في دبر الصلوات، وأخرج في موضعٍ آخر الزيادة التي ذكرها البخاري، وأخرجه أبو داود مثل البخاري، وأخرجه النسائي بترك الزيادة، وقال في آخر إحدى رواياته: «كم مرّة يقول ذلك؟» وله في أخرى إلى قوله: «على كل شيء قدير - ثم زاد: ثلاث مرّاتٍ».
[شرح الغريب]
قيل وقال أراد: النهي عن قول مالا يصح، وما لا تعلم حقيقته، وأن يقول المرء في حديثه: قيل كذا، وقال كذا، وقيل: معناه: أنه نهي عن القول والقيل الذي هو مصدر قال قولا وقيلا وقالا، فجعل [القتال] مصدراً.
عقوق الأمهات معروف، وهو منع ما يجب إتيانه من صلة الرحم،وخص الأمهات زيادة تأكيد وتعظيم، وإن كان عقوق الآباء وغيرهم من ذوي الحقوق عظيما، فلعقوق الأمهات مزية في القبح.
وأد البنات هو أن يدفن الإنسان بنته حية، كما كانوا يعملون في الجاهلية.
منع المنع منع ما عليه.
وهات: طلب ماليس له.
إضاعة المال: تضييعه وإنفاقه في غير بر، وإخراجه في غير منفعة.
كثرة السؤال: الإلحاح فيما لا حاجة له إليه، فأما ما تدعو الضرورة إليه فله حكم إباحة المضطر.

2193 - (م د س) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما -: كان يقول في دبر كلّ صلاةٍ حين يسلم: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ، لا حول ولا قوّة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيّاه، له النّعمة، وله الفضل، وله الثّناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدّين، ولو كره الكافرون، وقال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يهلّل بهنّ دبر كلّ صلاة».
وفي رواية قال أبو الزبير: «سمعت عبد الله بن الزبير يخطب على هذا المنبر، وهو يقول: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول - إذا سلّم في دبر الصلاة، أو [قال]: الصلوات... ثم ذكر مثله».أخرجه مسلم، والنسائي، وأخرج أبو داود الرواية الثانية.

2194 - (م ت س) كعب بن عجرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «معقّباتٌ لا يخيب قائلهنّ - أو فاعلهنّ - دبر كلّ صلاة: ثلاثٌ وثلاثون تسبيحة، وثلاثٌ وثلاثون تحميدة، وأربعٌ وثلاثون تكبيرة» أخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي.
2195 - (س) زيد بن ثابت - رضي الله عنه -: قال: «أمروا أن يسبّحوا دبر كلّ صلاةٍ ثلاثا وثلاثين، ويحمدوا ثلاثا وثلاثين، ويكبروا أربعا وثلاثين، فأري رجلٌ من الأنصار في منامه، قيل: أمركم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تسبّحوا دبر كلّ صلاةٍ ثلاثا وثلاثين، وتحمدوا ثلاثا وثلاثين، وتكبروا أربعا وثلاثين؟ قال: نعم، قال: فاجعلوها خمسا وعشرين، واجعلوا فيها التّهليل، فلمّا أصبح أتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فذكر ذلك له، قال: فاجعلوها كذلك».أخرجه النسائي.
2196 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من سبّح في دبر صلاة الغداة مائة تسبيحةٍ، وهلّل مائة تهليلةٍ، غفرت له ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر».أخرجه النسائي.
2197 - (خ م ط د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أنّ فقراء المهاجرين أتوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: قد ذهب أهل الدّثور بالدّرجات العلى، والنعيم المقيم، فقال: وما ذاك؟ قالوا: يصلّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدّقون ولا نتصدّق، ويعتقون ولا نعتق، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أفلا أعلّمكم شيئا تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحدٌ أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: تسبحون وتكبّرون وتحمدون دبر كلّ صلاةٍ ثلاثا وثلاثين مرّة، قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا، ففعلوا مثله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء».
قال سميٌّ: فحدّثت بعض أهلي بهذا الحديث، فقال: وهمت، إنما قال لك: «تسبّح الله ثلاثا وثلاثين، وتحمد الله ثلاثا وثلاثين، وتكبّر الله أربعا وثلاثين، فرجعت إلى أبي صالح، فقلت له [ذلك]، فأخذ بيدي، وقال: الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، الله أكبر، وسبحان الله والحمد لله، حتى تبلغ من جميعهنّ ثلاثا وثلاثين».
هذا لفظ مسلم، وليس عند البخاري قول أبي صالح: «فرجع فقراء المهاجرين»، وما قالوا، وقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وعنده بعد قوله: «تسبّحون وتحمدون وتكبرون خلف كلّ صلاةٍ ثلاثا وثلاثين» فاختلفنا بيننا، فقال بعضنا: نسبح ثلاثا وثلاثين، ونكبر أربعا وثلاثين، ونحمد ثلاثا وثلاثين، فرجعت إليه، فقال: تقول: «سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر حتى يكون منهنّ كلّهنّ ثلاثا وثلاثين».
وفي رواية البخاري مثل أوله من قول فقراء المهاجرين، وقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وقال فيه: «تسبّحون في دبر كلّ صلاةٍ عشرا وتحمدون عشرا، وتكبرون عشرا».
وفي رواية لمسلم نحوه.
وفي أخرى يقول سهيل: «إحدى عشرة، إحدى عشرة، إحدى عشرة».
وفي أخرى لمسلم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من سبّح في دبر كلّ صلاةٍ ثلاثا وثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين، وكبّر الله ثلاثا وثلاثين، فتلك تسعةٌ وتسعون، ثم قال: تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قديرٌ، غفرت له خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر».
وفي رواية الموطأ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من سبّح دبر كلّ صلاةٍ ثلاثا وثلاثين، وكبّر ثلاثا وثلاثين، وحمد ثلاثا وثلاثين، وختم المائة بـ: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ، غفرت له ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر».
وفي رواية أبي داود: قال أبو هريرة: قال أبو ذرّ: «يا رسول الله، ذهب أصحاب الدّثور بالأجور، يصلّون كما نصلّي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل أموالٍ يتصدّقون بها، وليس لنا مالٌ نتصدّق به، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا أبا ذرٍ، ألا أعلمك كلماتٍ تدرك بهنّ من سبقك، ولا يلحقك من خلفك، إلا من أخذ بمثل عملك؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: تكبر الله دبر كلّ صلاةٍ ثلاثا وثلاثين، وتحمده ثلاثا وثلاثين، وتسبحه ثلاثا وثلاثين، وتختمها بـ: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ: غفرت له ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر».
[شرح الغريب]
الدثور: جمع الدثر، وهو المال الكثير.
وهمت: وهم - بكسر الهاء -بوهم -بفتحها -: إذا غلط ووهم بفتح الهاء -: إذا ذهب وهمه إليه.

2198 - (ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «جاء الفقراء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: يا رسول الله، إنّ الأغنياء يصلّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم أموالٌ يعتقون ويتصدّقون، قال: فإذا صلّيتم، فقولوا: سبحان الله ثلاثا وثلاثين مرّة، والحمد لله ثلاثا وثلاثين مرة، والله أكبر أربعا وثلاثين مرة، ولا إله إلا الله عشر مرّاتٍ، فإنكم تدركون به من سبقكم، ولا يسبقكم من بعدكم».أخرجه الترمذي، والنسائي.
وقال الترمذي: وقد روي عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «خصلتان لا يحصيهما رجلٌ مسلمٌ إلا دخل الجنّة: يسبّح الله في دبر كلّ صلاةٍ ثلاثا وثلاثين، ويحمده ثلاثا وثلاثين، ويكبره أربعا وثلاثين، ويسبح الله عند منامه عشرا، ويحمده عشرا، ويكبره عشرا».

2199 - أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «[من قال] في دبر كلّ صلاةٍ: عشر تسبيحاتٍ، وعشر تحميداتٍ، وعشر تكبيراتٍ في خمس صلواتٍ، فتلك خمسون ومائةٌ باللّسان، وألفٌ وخمسمائةٍ في الميزان، وإذا أوى إلى فراشه سبّح ثلاثا وثلاثين، وحمد ثلاثا وثلاثين، وكبّر أربعا وثلاثين، فذلك مائةٌ باللّسان، وألفٌ في الميزان». أخرجه....
2200 - زاذان - رحمه الله -: قال: قال رجلٌ من الأنصار: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في دبر الصلاة: «اللّهمّ اغفر لي وتب عليّ، إنّك أنت الغفور الرّحيم، مائة مرّةٍ».أخرجه....
2201 - (د) زيد بن أرقم - رضي الله عنه -: قال: «سمعت نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم- - وفي رواية: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: - في دبر كلّ صلاةٍ: اللّهم ربّنا وربّ كلّ شيءٍ، أنا شهيدٌ أنّك أنت الرّبّ وحدك لا شريك لك، اللهمّ ربّنا وربّ كلّ شيء، أنا شهيدٌ أنّ محمدا عبدك ورسولك، اللّهمّ ربّنا وربّ كلّ شيء أنا شهيدٌ أنّ العباد كلّهم إخوةٌ، اللهمّ ربّنا وربّ كلّ شيء، اجعلني مخلصا لك وأهلي في كل ساعةٍ من الدنيا والآخرة، يا ذا الجلال والإكرام، اسمع واستجب، الله أكبر الأكبر، اللهمّ نور السموات والأرض - وفي روايةٍ: ربّ السموات والأرض - الله أكبر الأكبر، حسبي الله ونعم الوكيل، الله أكبر الأكبر» أخرجه أبو داود.
2202 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سلّم من الصلاة قال: اللهمّ اغفر لي ما قدّمت وما أخّرت، وما أسررت، وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدّم، وأنت المؤخر، لاإله إلا أنت».أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
أسرفت: الإسراف: مجاوزة الحد في الأمور.

2203 - (د) الفضل بن حسن الضمري - رحمه الله - أنّ ابن أمّ الحكم أو ضباعة بنتي الزّبير - حدّثه عن إحديهما - قالت: أصاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبيا، فذهبت أنا وأختي فاطمة بنت رسول الله، فشكونا إليه ما نحن فيه، وسألناه أن يأمر لنا بشيء من السّبي؟ فقال لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «سبقكنّ يتامى بدرٍ، ولكن سأدلّكنّ على ما هو خيرٌ لكنّ من ذلك: تكبّرن الله عزّ وجلّ على أثر كلّ صلاةٍ ثلاثا وثلاثين تكبيرة، وثلاثا وثلاثين تسبيحة، وثلاثا وثلاثين تحميدة، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ». أخرجه أبو داود.
2204 - (د س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: قال: «أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أقرأ بالمعوّذات دبر كلّ صلاةٍ».أخرجه أبو داود، والنسائي.
2205 - (م) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: قال: «كنّا إذا صلّينا خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحببنا أن نكون عن يمينه، يقبل علينا بوجهه، قال: فسمعته يقول: ربّ قني عذابك يوم تبعث عبادك - أو تجمع عبادك».أخرجه مسلم.
2206 - (س) عطاء بن أبي مروان - رحمه الله- عن أبيه: أنّ كعب بن ماتعٍ حلف له بالله الذي فلق البحر لموسى: إنّا نجد في التّوراة: أنّ داود نبيّ الله كان إذا انصرف من صلاته قال: اللّهمّ أصلح [لي] ديني الذي جعلته لي عصمة أمري، وأصلح [لي] دنياي التي جعلت فيها معاشي، اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بعفوك من نقمتك، وأعوذ بك منك، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ، وحدّثني كعبٌ: أن صهيبا حدّثه أن: «محمّدا -صلى الله عليه وسلم- كان يقولهنّ عند انصرافه من صلاته».أخرجه النسائي.
2207 - (ت س) مسلم بن أبي بكرة - رحمه الله -: قال: «كان أبي يقول في دبر الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر، فكنت أقولهنّ، فقال: أي بنيّ،عمّن أخذت هذا؟ قلت: عنك،قال: إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقولهنّ في دبر الصلاة».
وفي أخرى قال: «فالزمهنّ يا بنيّ».أخرجه الترمذي، والنسائي، ولم يذكر الترمذيّ «في دبر الصلاة».

2208 - (ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثانٍ رجليه قبل أن يتكلّم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي، ويميت وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ، عشر مراتٍ: كتب الله له عشر حسناتٍ، ومحا عنه عشر سيّئاتٍ، ورفع له عشر درجاتٍ، وكان يومه ذلك كلّه في حرزٍ من كلّ مكروهٍ، وحرس من الشيطان، ولم ينبغ لذنبٍ أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشّرك بالله». أخرجه الترمذي.
2209 - أم سلمة - رضي الله عنها -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في دبر الفجر إذا صلّى: «اللهم إني أسألك علما نافعا، وعملا متقبّلا، ورزقا طيّبا».أخرجه....
2210 - (د) الحارث بن مسلم بن الحارث - رحمه الله -: عن أبيه أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسرّ إليه فقال: «إذا انصرفت من صلاة المغرب فقل: اللّهمّ أجرني من النّار سبع مراتٍ - زاد في روايةٍ: قبل أن تكلّم أحدا - فإنّك إذا قلت ذلك ثم متّ في ليلتك كتب لك جوارٌ منها، وإذا صلّيت الصّبح فقل كذلك، فإنّك إذا متّ من يومك كتب لك جوارٌ منها، قال الحارث: أسرّها [إلينا] رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونحن نخصّ بها إخواننا».أخرجه أبو داود.
2211 - (ت) عمارة بن شبيب السبئيّ - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيءٍ قديرٌ - عشر مرّات - على أثر المغرب: بعث الله له مسلحة يحفظونه من الشيطان حتى يصبح، وكتب له بها عشر حسناتٍ موجباتٍ، ومحا عنه عشر سيئاتٍ موبقاتٍ، وكانت له بعدل عشر رقباتٍ مؤمناتٍ» أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
مسلحة: المسلحة: القوم يحفظون الثغور، سموا مسلحة لأنهم يكونون ذوي أسلحة يردون بها العدو.
موبقات: الموبقات: المهلكات، وبق يبق، ووبق يوبق: إذا هلك.

عند التهجد
2212 - (خ م ط ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من اللّيل يتهجّد قال: «اللّهمّ ربّنا لك الحمد، أنت قيّم السموات والأرض ومن فيهنّ، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت ملك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت الحقّ، ووعدك الحقّ، ولقاؤك حقٌّ، وقولك حقٌّ، والجنّة [حقٌّ]، والنّار حقٌّ، والنّبيّون حقٌّ، ومحمدٌ حقٌّ، والساعة حقٌّ، اللّهمّ لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدّمت، وما أخّرت، وما أسررت، وما أعلنت».
وفي رواية: «وما أنت أعلم به مني، أنت المقدّم، وأنت المؤخّر، لا إله إلا أنت، ولا إله غيرك».
وفي رواية: «اللّهمّ لك الحمد، ربّ السموات، والأرض، ومن فيهنّ».هذه رواية البخاري، ومسلم.
وفي رواية الموطأ مثله، ولم يذكر: «والنّبيّون حقٌّ».
وفي رواية الترمذي مثله: ولم يذكر: «ومن فيهنّ»، ولا «والنّبيّون حقٌّ، وقولك حقٌّ»، ولا «أنت المقدّم، وأنت المؤخّر، ولا إله غيرك» والباقي مثله.
وفي رواية أبي داود مثل الترمذي، وأبدل: «ملك» بـ «ربّ».
وفي رواية النسائي: «اللّهم لك الحمد، أنت نور السموات، والأرض ومن فيهنّ، وثنّى بالقيّام، وثلّث بالملك، ثم قال: ولك الحمد أنت حقٌّ، ووعدك حقٌّ، والنّار حقٌّ، والسّاعة حقٌّ، والنّبيّون حقٌّ، ومحمدٌ حقٌّ، لك أسلمت، وعليك توكلت، وبك آمنت،ثم ذكر قتيبة كلمة معناها: وبك خاصمت - وإليك حاكمت، اغفر لي ما قدّمت، وما أخّرت، وما أعلنت، وما أسررت، أنت المقدّم، وأنت المؤخّر، لا إله إلا أنت، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم».

[شرح الغريب]
بالقيام: القيم والقيوم والقيام والقائم: بمعنى واحد، أي: حافظ السموات والأرض.
أنبت: الإنابة: الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة.

2213 - (م ت د س) أبو سلمة بن عبد الرحمن - رحمه الله -: قال: سألت عائشة رضي الله عنها -: «بأي شيءٍ كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفتتح الصّلاة إذا قام من الليل؟ قالت: كان إذا قام من الليل افتتح صلاته: اللهمّ ربّ جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السّموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك، إنّك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ».أخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود، والنسائي.
2214 - (د) شريق الهوزني: قال: دخلت على عائشة - رضي الله عنها - فسألتها: «بم كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفتتح إذا هبّ من الليل؟ فقالت: لقد سألتني عن شيءٍ ما سألني عنه أحدٌ قبلك، [كان] إذا هبّ من الليل كبّر الله عشرا، وحمد الله عشرا، وقال: سبحان الله وبحمده عشرا، وقال: سبحان الملك القدّوس عشرا، واستغفر عشرا، وهلّل الله عشرا، ثم قال: اللّهمّ إني أعوذ بك من ضيق الدّنيا، وضيق يوم القيامة عشرا، ثم يفتتح الصّلاة».أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
هب: من النوم يهب: إذا انتبه.

2215 - (د س) عاصم بن حميد - رحمه الله -: قال: سألت عائشة أمّ المؤمنين: «بأيّ شيءٍ كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفتتح قيام الليل؟. فقالت: سألتني عن شيءٍ ما سألني عنه أحدٌ قبلك، كان إذا قام كبّر عشرا، وحمد الله عشرا، وسبّح الله عشرا، وهلّل عشرا، واستغفر عشرا، وقال: اللّهمّ اغفر لي واهدني، وارزقني وعافني، وكان يتعوّذ من ضيق المقام يوم القيامة».أخرجه أبو داود، والنسائي.
2216 - (ت س) ربيعة بن كعب الأسلمي - رضي الله عنه -: قال: «كنت أبيت عند حجرة النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فكنت أسمعه إذا قام من الليل يقول: سبحان ربّ العالمين، الهويّ، ثم يقول: سبحان الله وبحمده، الهويّ» أخرجه النسائي.
وفي رواية الترمذي: «كنت أبيت عند باب النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فأعطيه وضوءه فأسمعه يقول الهويّ من الليل: سمع الله لمن حمده، وأسمعه الهويّ من الليل، يقول: الحمد لله رب العالمين».

[شرح الغريب]
الهوي: مضى هوي من الليل، بوزن فعيل، أي: طائفة منه، كقولك: مضى هزيع من الليل.

2217 - (ت د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل كبّر، ثم يقول: سبحانك اللهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك، ثم يقول: الله أكبر كبيرا، ثم يقول: أعوذ بالله السّميع العليم من الشّيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه».هذه رواية الترمذي.
وزاد أبو داود بعد قوله: «غيرك» ثم يقول: «لا إله إلا الله» ثلاثا. وفي آخر الحديث: «ثمّ يقرأ».وفي رواية النسائي: مثل رواية الترمذي، وله في أخرى مثله، ولم يذكر «من اللّيل».
وقال الترمذي: قال أكثر أهل العلم: إنما روي عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول: «سبحانك اللّهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك» هكذا روي عن عمر [بن الخطاب]، و[عبد الله بن مسعود].

الفصل الثالث: في أدعية الصباح والمساء
2218 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ أبا بكرٍ الصّدّيق قال: «يا رسول الله، مرني بكلماتٍ أقولهنّ إذا أمسيت وإذا أصبحت. قال: قل: اللّهمّ فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشّهادةٍ، ربّ كلّ شيءٍ ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرّ نفسي، وشرّ الشيطان وشركه، قال: قلها إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك».أخرجه الترمذي، وأبو داود.

2219 - (د) أبو عياش الزرقي - رضي الله عنه -: وفي رواية: ابن أبي عائش وفي أخرى: ابن عائش: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال إذا أصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قديرٌ، كان له عدل عتق رقبةٍ من ولد إسماعيل عليه السلام، وكتب له عشر حسناتٍ، وحطّ عنه عشر سيئاتٍ، ورفع له عشر درجاتٍ، وكان في حرزٍ من الشّيطان حتى يمسي، فإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح. قال حمّاد: فرأى رجلٌ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في النوم، فقال: يا رسول الله، إن أبا عيّاشٍ يحدّثنا عنك بكذا وكذا؟ قال: صدق أبو عيّاش» أخرجه أبو داود.
[قال أيمن صالح شعبان]
1- أخرجه أحمد (4/60) وابن ماجة (3867) قال: حدثنا أبو بكر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (27) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب.
ثلاثتهم (أحمد، وأبو بكر، وإبراهيم) قالوا: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا حماد بن سلمة.
2- وأخرجه أبو داود (5077) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، ووهيب.
كلاهما (حماد، ووهيب) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.
* رواية وهيب، قال: (عن ابن أبي عائش). كذا في المطبوع من سنن أبي داود، وفي تحفة الأشراف (12076) (عن ابن أبي عياش).
قلت: صححه الحافظ في تخريج الأذكار وعزاه للفريابي.
2220 - (ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال حين يصبح أو يمسي: اللهمّ إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنّك أنت الله لا إله إلا أنت، وأنّ محمّدا عبدك ورسولك، أعتق الله ربعه من النار، فمن قالها مرّتين: أعتق الله نصفه من النّار، فمن قالها ثلاثا: أعتق الله ثلاثة أرباعه من النّار، ومن قالها أربعا: أعتقه الله من النّار».أخرجه أبو داود.
وفي روايةٍ: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال حين يصبح: اللهمّ أصبحنا نشهدك، ونشهد حملة عرشك، وملائكتك وجميع خلقك بأنك أنت الله، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأنّ محمدا عبدك ورسولك، إلا غفر الله له ما أصاب في يومه ذلك، وإن قالها حين يمسي، غفر الله له ما أصاب في تلك اللّيلة من ذنبٍ».أخرجه الترمذي، وأبو داود.

2221 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يعلّم أصحابه، يقول: إذا أصبح أحدكم فليقل: اللهمّ بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير، وإذا أمسى فليقل: بك أمسينا، وبك نموت، وبك نحيا، وإليك المصير» أخرجه الترمذي، وأبو داود، إلا أنّ أبا داود قال: «وإليك النّشور»، بدل: «المصير» في الموضعين.
[شرح الغريب]
المصير: المرجع والمكان الذي يصار إليه.
النشور: إحياء الله الموتى يوم القيامة.

2222 - (م ت د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول إذا أمسى: أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ، ربّ أسألك خير ما في هذه اللّيلة، وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شرّ ما في هذه الليّلة، وشرّ ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل، وسوء الكبر، ربّ أعوذ بك من عذابٍ في النار، وعذابٍ في القبر، وإذا أصبح قال ذلك أيضا: أصبحنا، وأصبح الملك لله، والحمد [لله] - وفي روايةٍ -: من الكسل، والهرم، وسوء الكبر، وفتنة الدّنيا، وعذاب القبر».هذه رواية مسلم، والترمذي.
وفي رواية أبي داود: «سوء الكبر، والكفر».
وفي أخرى له: «سوء الكبر والكبر» ولم يذكر: «الكفر».

2223 - (د) عبد الحميد - مولى بني هاشم - رحمه الله -: عن أمّه وكانت تخدم بعض بنات رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أخبرتها: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لها: قولي حين تصبحين: سبحان الله وبحمده، ولا قوّة إلا بالله، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، أعلم أنّ الله على كل شيءٍ قديرٌ، وأنّ الله قد أحاط بكلّ شيءٍ علما، فإنّهنّ من قالهنّ حين يصبح حفظ حتى يمسي، ومن قالهنّ حين يمسي حفظ حتى يصبح» أخرجه أبو داود.
2224 - (ت د) أبان بن عثمان - رحمه الله -: عن أبيه أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال حين يصبح: بسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السّماء، وهو السّميع العليم - ثلاث مراتٍ - لم تصبه في يومه فجاءة بلاءٍ، ومن قالها حين يمسي لم تصبه فجاءة بلاءٍ في ليلته، ثم ابتلي أبان بالفالج، فرأى رجلا حدثه بهذا الحديث ينظر إليه، فقال له: ما لك تنظر إليّ؟ فوالله ما كذبت على عثمان، ولا كذب عثمان على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لكن نسيت اليوم [الذي] أصابني هذا، فلم أقله ليمضي الله قدره».
أخرجه الترمذي، وأبو داود. إلا أنّ في آخر حديث أبي داود: «ولكنّ اليوم الذي أصابني فيه [ما أصابني] غضبت، فنسيت أن أقولها»، وقدّم فيه ذكر المساء على الصّباح، وأخرجه في رواية أخرى، ولم يذكر «الفالج».

2225 - (د) أبو إسلام [ممطور الحبشي] - رحمه الله-: قال: قلت لأنسٍ: حدّثني حديثا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: سمعته يقول: «من قال إذا أصبح وإذا أمسى: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمّدٍ رسولا، كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة».
وفي روايةٍ: «أنّه كان بحمص، فمرّ به رجلٌ، فقالوا: هذا خادم النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقام إليه، فقال: حدّثني بحديث سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لم تتداوله بينك وبينه رجال، فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول... وذكر الحديث - ولم يذكر: يوم القيامة».
أخرج الرواية الثانية أبو داو د، والأولى رزين.

[شرح الغريب]
لم تتداوله: التداول: الاستعمال والمباشرة، والمراد: لم تأخذه عن أحد، وإنما ترويه أنت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

2226 - (ت) ثوبان - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قال حين يمسي: رضيت بالله ربّا، وبالإسلام دينا، وبمحمدٍ نبيّا، كان حقّا على الله أن يرضيه» أخرجه الترمذي.
2227 - (د) بريدة - رضي الله عنه -: أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال حين يصبح، أو حين يمسي: اللّهمّ أنت ربّي، لا إله إلا أنت، خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرّ ما صنعت، أبوء لك بنعمتك، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي إنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فمات من يومه، أو [من] ليلته، دخل الجنّة».
أخرجه أبو داود.

[شرح الغريب]
أبوء بنعمتك: أي: أعترف بها وأقربها، وكذلك أبوء بذنوبي، والمعني: التزام المنة بحق النعمة، والاعتراف بالتقصير في الشكر.
وفي قوله: «أبوء بذنوبي» معنى ليس في «أبوء بنعمتك» وهو كأن فيه معنى احتماله ذنوبه احتمالا كرها لا يستطيع دفعه.

2228 - (د) عبد الله بن غنام البياضي - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال حين يصبح: اللّهمّ ما أصبح بي من نعمةٍ، أو بأحدٍ من خلقك، فإنّها منك وحدك، لا شريك لك، لك الحمد، ولك الشّكر، فقد أدّى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي، فقد أدّى شكر ليلته».أخرجه أبو داود.
2229 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يدع هؤلاء الكلمات حين يمسي وحين يصبح: اللّهمّ إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللّهمّ إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي، اللّهمّ استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللّهمّ احفظني من بين يديّ ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي» قال وكيعٌ: يعني الخسف. أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
روعاتي: الروعات، جمع روعة: وهي الفزعة.
أغتال: الاغتيال: الاحتيال، وحقيقته: أن يدهى الإنسان من حيث لا يشعر، ولهذا قال في الحديث: «احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي ومن تحتي» يعني: من جميع جهاتي حتى لا أغتال.

2230 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال حين يصبح: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون، وله الحمد في السّموات والأرض وعشيا وحين تظهرون، يخرج الحيّ من الميّت، ويخرج الميت من الحيّ، ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون} [الروم: 17 - 19]، أدرك ما فاته في يومه ذلك، ومن قالهنّ حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته» أخرجه أبو داود.
2231 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قال حين يصبح: سبحان الله العظيم وبحمده، مائة مرّةٍ، وإذا أمسى كذلك، لم يواف أحدٌ من الخلائق مثل ما وافى».
وفي روايةٍ: «لم يأت أحدٌ يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحدٌ قال مثل ما قال، أو زاد عليه».أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود.

2232 - (ت د) عبد الله بن خبيب - رضي الله عنه -: قال: «خرجنا في ليلة مطرٍ وظلمةٍ شديدةٍ نطلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليصلّي بنا، فأدركناه، فقال لي: قل، قلت: ما أقول يا رسول الله؟ قال: اقرأ: {قل هو الله أحدٌ} والمعوّذتين، حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء» هذه رواية الترمذي.
وفي رواية أبي داود: «قال: قل، فلم أقل شيئا، ثم قال: قل، فلم أقل شيئا، ثم قال: قل، فلم أقل شيئا، ثم قال: قل، فقلت: يا رسول الله، فما أقول؟... وذكر الحديث».

2233 - (د) أبو مالك الأشعري - رضي الله عنه -: قال: «قالوا: يا رسول الله، حدّثنا بكلمةٍ نقولها إذا أصبحنا وأمسينا واضطجعنا، قال: قولوا: اللّهمّ فاطر السّموات والأرض، عالم الغيب والشّهادة، أنت ربّ كل شيءٍ، والملائكة يشهدون أنّك لا إله إلا أنت، فإنّا نعوذ بك من شرّ أنفسنا، ومن شرّ الشّيطان الرّجيم، وشركه، وأن نقترف سوءا، أو نجرّه إلى مسلم».أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
نقترف: الاقتراف: الاكتساب.
شر الشيطان وشركه: شرك الشيطان ما يدعو إليه ويوسوس به من الإشراك بالله تعالى، ومن رواه بفتح الشين والراء عنى: حبائله ومصائده.

2234 - (د) وقال أبو داود: وبهذا الإسناد: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أصبح أحدكم فليقل: أصبحنا وأصبح الملك لله ربّ العالمين، اللهمّ إني أسألك خير هذا اليوم: فتحه، ونصره، ونوره، وبركته، وهداه، وأعوذ بك من شرّ ما فيه، وشرّ ما بعده، ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك».
[شرح الغريب]
فتحه: الفتح: النصر والظفر.

2235 - (ت) أبو راشد الحبراني - رحمه الله -: قال: أتيت عبد الله بن عمرو بن العاص، فقلت له: حدّثنا حديثا ممّا سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فألقى إليّ صحيفة، فقال: «هذا ما كتب لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: فنظرت فيها [فإذا فيها]: أنّ أبا بكرٍ الصّديق قال: يا رسول الله، علّمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال: يا أبا بكرٍ قل: اللّهمّ فاطر السّموات والأرض، عالم الغيب والشّهادة، لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرّ نفسي، وشرّ الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءا، أو أجرّه إلى مسلمٍ».أخرجه الترمذي.
2236 - (ت د) أم سلمة - رضي الله عنها -: قالت: «علّمني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أقول إذا أمسيت: اللّهمّ عند استقبال ليلك، وإدبار نهارك، وأصوات دعاتك، وحضور صلواتك: أسألك أن تغفر لي».
وفي روايةٍ قالت: «علّمني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أقول عند أذان المغرب: اللّهمّ هذا إقبال ليلك، وإدبار نهارك، وأصوات دعاتك: فاغفر لي».أخرج الرواية الأولى الترمذي، والثانية أبو داود.

2237 - (د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: كان يقول: «من قال حين يصبح: اللّهمّ ما حلفت من حلفٍ، أو نذرت من نذرٍ، أو قلت من قولٍ، فمشيئتك بين يدي ذلك كلّه، ما شئت كان، وما لم تشأ لم يكن، اللّهمّ اغفر لي، وتجاوز لي عنه، اللّهمّ من صلّيت عليه فعليه صلاتي، ومن لعنته فعليه لعنتي - كان في استثناءٍ يومه ذلك» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
فمشيئتك: من روى «فمشيئتك» بالنصب، نصبها بإضمار فعل، كأنه قال: فإني أقدم مشيئتك في ذلك، وأنوي الاستثناء فيه طرحا للحنث ومن رفعها فمعناه: الاعتذار بسابق الأقدار العائقة عن الوفاء بما ألزم نفسه منها، والأول أحسن.

2238 - عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال حين يصبح: اللّهمّ ما أصبح بي من نعمةٍ، أو بأحدٍ من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك، فقد أدّى شكر ذلك اليوم» أخرجه....
2239 - (س) عبد الرحمن بن أبزي - رحمه الله -: عن أبيه: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول إذا أصبح: أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، وعلى دين نبيّنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وعلى ملّة أبينا إبراهيم، حنيفا مسلما، وما كان من المشركين» أخرجه....
[شرح الغريب]
فطرة الإسلام: الفطرة: ابتداء الخلقة، وهي إشارة إلى كلمة التوحيد حين أخذ الله العهد بها على ذرية آدم، {فقال: ألست بربكم؟ قالوا: بلى} [الأعراف: 172] وقيل: الفطرة هاهنا: السنة.
كلمة الإخلاص: قول: لا إله إلا الله.

الفصل الرابع: في أدعية النوم والانتباه
2240 - (خ م ت د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال أبو الورد بن ثمامة: «قال عليٌّ لابن أغيد: ألا أحدثك عني وعن فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- - وكانت من أحبّ أهله إليه، وكانت عندي -؟ قلت: بلى. قال: إنها جرّت بالرّحى حتى أثّرت في يدها، واستقت بالقربة حتى أثّرت في نحرها، وكنست البيت حتى اغبرّت ثيابها، فأتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- خدمٌ، فقلت: لو أتيت أباك فسألتيه خادما؟ فأتته فوجدت عنده حدّاثا، فرجعت، فأتاها من الغد، فقال: ما [كان] حاجتك؟ فسكتت، فقلت: أنّا أحدّثك يا رسول الله: جرّت بالرّحى حتى أثّرت في يدها، وحملت بالقربة حتى أثّرت في نحرها، فلمّا أن جاء الخدم، أمرتها أن تأتيك، فتستخدمك خادما، يقيها حرّ ما هي فيه، قال: اتّقي الله يا فاطمة، وأدّي فريضة ربّك، واعملي عمل أهلك، وإذا أخذت مضجعك فسبّحي ثلاثا وثلاثين، واحمدي ثلاثا وثلاثين، وكبّري أربعا وثلاثين، فتلك مائة، فهي خيرٌ لك من خادم، قلت: رضيت عن الله وعن رسوله».
زاد في روايةٍ: «ولم يخدمها».هذه رواية أبي داود.
وله في أخرى نحوه، وفيها: «وقمّت البيت حتى اغبرّت ثيابها، وأوقدت القدر حتى دكنت ثيابها، وأصابها من ذلك ضر، فسمعنا أن رقيقا أتي بهم النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وفيها: فغدا علينا ونحن في لفاعنا، فجلس عند رأسها، فأدخلت رأسها في اللفّاع حياء من أبيها، قال: ما كانت حاجتك أمس إلى آل محمدٍ؟ فسكتت، مرتين، فقلت: أنا والله أحدثك... وذكر نحوه».
وله في أخرى عن ابن أبي ليلى عن عليٍّ - رضي الله عنه - قال: «شكت فاطمة إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- ما تلقى في يدها من الرّحى، فأتي بسبيٍ، فأتته تسأله؟ فلم تره، فأخبرت بذلك عائشة، فلما جاء النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أخبرته، فأتانا وقد أخذنا مضاجعنا، [فجاء] فقعد بيننا، حتى وجدت برد قدميه على صدري، فقال: ألا أدلّكما على خيرٍ ممّا سألتما؟ إذا أخذتما مضاجعكما فسبّحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبّرا أربعا وثلاثين، فهو خيرٌ لكما من خادم».
وفي أخرى له نحوه، وفيه: «قال عليٌّ: فما تركتهنّ منذ سمعتهنّ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا ليلة صفّين، فإني ذكرتها من آخر الليل، فقلتها».
وأخرج البخاري، ومسلم رواية ابن أبي ليلى، وفيها: قال [سفيان]: «إحداهنّ: أربعٌ وثلاثون».
وفي رواية ابن سيرين: «التّسبيح أربعٌ وثلاثون، وقال عليٌّ: فما تركته منذ سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قيل له: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين».
وفي أخرى لهما عن ابن أبي ليلى عن علي: «أن فاطمة أتت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- تسأله خادما؟ وأنه قال: ألا أخبرك بما هو خيرٌ لك منه؟ تسبّحين الله ثلاثا وثلاثين، وتحمدين الله ثلاثا وثلاثين، وتكبّرين الله أربعا وثلاثين».
وفي رواية الترمذي عن علي، قال: «شكت إليّ فاطمة مجل يديها من الطّحن، فقلت لها: لو أتيت أباك، فسألتيه خادما؟ فقال: ألا أدّلكما على ما هو خيرٌ لكما؟ إذا أخذتما مضجعكما، تقولان ثلاثا وثلاثين، وثلاثا وثلاثين، وأربعا وثلاثين، من تحميدٍ وتسبيحٍ، وتكبيرٍ».
قال الترمذي: وفي الحديث قصة، ولم يذكرها.
وفي أخرى له قال: «جاءت فاطمة إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- تشكو مجل يديها، فأمرها بالتّسبيح، والتّكبير، والتّحميد».

[شرح الغريب]
حداثا: القوم يتحدثون، وهو جمع لا واحد له من لفظه.
لم يخدمها: أي: لم يعطها خادما، والخادم: يقع على الغلام والجارية.
قمت: القمامة: الكناسة،[يقال]: قمت المرأة البيت: إذا كنست ما فيه من الكناسة.
دكنت: دكن الثوب: إذا اتسخ واغبر لونه.
رقيقا: الرقيق: اسم للعبيد والإماء، فعيل بمعنى مفعول، أي: أنه في الرق: الملكة.
لفاعنا: اللفاع: ثوب يتغطى به، ويتلفف [فيه].
مجل يديها: مجلت اليد تمجل مجلا: ومجلت تمجل مجلا: إذا خرج فيها شبه البثر من العمل بالفأس ونحوه من الآلات التي تؤثر في اليد.

2241 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أنّ فاطمة أتت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- تسأله خادما؟ وشكت العمل، فقال: ما ألفيتيه عندنا؟ وقال: ألا أدلك على ما هوخيرٌ لك من خادمٍ؟ تسبّحين الله ثلاثا وثلاثين، وتحمدين ثلاثا وثلاثين، وتكبّرين أربعا وثلاثين حين تأخذين مضجعك» أخرجه مسلم.
2242 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: إذا أخذ مضجعه: الحمد لله الذي كفاني وآواني، وأطعمني، وسقاني، والحمد لله الذي منّ عليّ فأفضل، والذي أعطاني فأجزل، والحمد لله على كل حالٍ، اللهم ربّ كلّ شيء ومليكه، أعوذ بالله من النار» أخرجه أبو داود.
2243 - (م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أنه أمر رجلا قال: إذا أخذت مضجعك، قل: اللّهمّ أنت خلقت نفسي، وأنت تتوفّاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتّها فاغفر لها، اللّهمّ إني أسألك العفو والعافية، فقيل له: سمعت هذا من عمر؟ قال: سمعته من خيرٍ من عمر، من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» أخرجه مسلم.
2244 - (م د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أوى إلى فراشه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا، وآوانا، فكم ممّن لا كافي له ولا مؤوي» أخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود.
[شرح الغريب]
وآوانا: أي: جمعنا وضمنا إليه، وأويت إلى المنزل: إذا رجعت إليه ودخلته.

2245 - (ت) رجل من بني حنظلة - رحمه الله -: قال: «صحبت شدّاد بن أوس، فقال: ألا أعلّمك ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلّمنا أن نقول؟: اللهم إني أسألك الثّبات في الأمر، وأسألك عزيمة الرّشد، وأسألك شكر نعمتك، وأسألك لسانا صادقا، وقلبا سليما، وأعوذ بك من شرّ ما تعلم، وأسألك من خير ما تعلم، وأستغفرك مما تعلم، إنك أنت علام الغيوب. قال: وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما من مسلم يأخذ مضجعه فيقرأ سورة من كتاب الله، إلا وكّل الله به ملكا، فلا يقربه شيءٌ يؤذيه حتى يهبّ متى هبّ» أخرجه الترمذي.
2246 - (خ م ط ت د) عائشة - رضي الله عنها -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه، وقرأ المعوّذات، و{قل هو الله أحدٌ} ومسح بهما وجهه وجسده، فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به».
وفي روايةٍ: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أوى إلى فراشه كلّ ليلةٍ جمع كفّيه، ثم نفث فيهما، فقرأ: {قل هو الله أحدٌ} و{قل أعوذ بربّ الفلق} و{قل أعوذ بربّ النّاس} ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مراتٍ. أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، وأبو داود.
وفي رواية الموطأ: «كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوّذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عنه بيده، رجاء بركتها».

2247 - (خ ت د) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما -: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أوى إلى فراشه، قال: باسمك اللّهمّ أحيا وأموت، وإذا أصبح - وفي رواية: وإذا استيقظ - قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النّشور».أخرجه البخاري، والترمذي، وأبو داود.
2248 - (خ) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: مثل حديث حذيفة أخرجه البخاري.
2249 - (م) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: مثل حديث حذيفة. أخرجه مسلم.
2250 - (خ م ت د) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا فلان، إذا أويت إلى فراشك، فقل: اللّهمّ أسلمت نفسي إليك، ووجّهت وجهي إليك، وفوّضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ، ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيّك الذي أرسلت، فإنك إن متّ في ليلتك متّ على الفطرة، وإن أصبحت أصبت خيرا».
وفي روايةٍ قال: قال [لي] رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أتيت مضجعك فتوضّأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقّك الأيمن وقل - وذكره نحوه - وفيه: واجعلهنّ آخر ما تقول، فقلت: أستذكرهنّ: وبرسولك الذي أرسلت، فقال: لا، وبنبيّك الذي أرسلت».هذه رواية البخاري، ومسلم.
وللبخاري نحوه، [وفيه]: وقال في آخره: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قالهنّ، ثم مات، مات على الفطرة».
وأخرجه الترمذي بنحو من ذلك. وفيه تقديم وتأخير. وفيه: «فطعن بيده في صدري، ثم قال: ونبيّك الذي أرسلت».
وأخرجه أبو داود، ولم يذكر: «وإن أصبحت أصبت خيرا».

[شرح الغريب]
فوضت: فوض فلان أمره إلى فلان: إذا رده إليه.
رغبة: الرغبة: طلب الشيء وإرادته.
ورهبة: الرهبة: الفزع. وقد عطف الرهبة على الرغبة، ثم أعمل لفظ الرغبة وحدها، ولو أعمل الكلمتين لقال: رغبة إليك ورهبة منك.
ولكن هذا سائغ في العربية: أن يجمع بين الكلمتين، ويحمل إحداهما على الأخرى، كقول الشاعر [إذا ما الغانيات برزن يوما] وزججن الحواجب والعيونا والعيون لا تزجج، وإنما تكحل.
ونبيك الذي أرسلت: قال: في رد النبي -صلى الله عليه وسلم- على البراء في هذا الحديث قوله: «ورسولك الذي أرسلت» حجة لمن ذهب إلى أنه لا يجوز رواية الحديث بالمعنى.
قال الخطابي: والفرق بين «النبي» و«الرسول«: أن الرسول: هو المأمور بتبليغ ما أنبىء وأخبر به والنبي: هو المخبر، ولم يؤمر بالتبليغ، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا. قال: ومعنى رده على البراء من «رسولك» إلى «نبيك»: أن الرسول من باب المضاف، فهو ينبىء عن المرسل والمرسل إليه، فلو قال: ورسولك» ثم قال: «الذي أرسلت» لصار البيان مكررا معادا، فقال: «ونبيك الذي أرسلت» إذا قد كان نبيا قبل أن يكون رسولا، ليجمع له الثناء بالاسمين معا، ويكون تعديدا للنعمة في الحالين، وتعظيما للمنة على الوجهين.

2251 - (ت) حذيفة بن اليمان، والبراء بن عازب - رضي الله عنهم -: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد أن ينام وضع يده تحت رأسه، ثم قال: اللّهمّ قني عذابك يوم تجمع - أو تبعث - عبادك».
وفي حديث البراء: «كان يتوسّد يمينه».أخرجه الترمذي.

[شرح الغريب]
يتوسد يمينه: التوسد: أن يتخذ النائم تحت رأسه وسادة، وهي المخدة، والمراد: أنه كان يجعل يده تحت رأسه.

2252 - (ت د) فروة بن نوفل - رضي الله عنه -: أنه أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فقال: يا رسول الله، علّمني شيئا، أقوله إذا أويت إلى فراشي؟ فقال له: «اقرأ: {قل يا أيّها الكافرون} ثم نم، فإنها براءة من الشرك»، قال شعبة: أحيانا يقول: مرة، وأحيانا لا يقولها.
وفي روايةٍ عن فروة عن أبيه، قال الترمذي: وهو أصح.
أخرجه الترمذي. وأخرجه أبو داود عن فروة عن أبيه.

2253 - (ت د) عرباض بن سارية - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ المسبّحات قبل أن ينام، إذا اضطجع، وقال: «إن فيهنّ آية أفضل من ألف آية».أخرجه الترمذي، وأبو داود.
[شرح الغريب]
المسبحات: هي السور التي في أولها سبح لله أو يسبح لله أو سبح اسم ربك.

2254 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان لا ينام حتى يقرأ الزّمر، وبني إسرائيل».أخرجه الترمذي.
2255 - (ت) رافع بن خديج - رضي الله عنه -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا اضطجع أحدكم على جنبه الأيمن، ثم قال: اللّهمّ أسلمت نفسي إليك، ووجّهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، وفوّضت أمري إليك، لا ملجأ، ولا منجا منك إلا إليك، أومن بكتابك وبرسولك، فإن مات من ليلته دخل الجنة».أخرجه الترمذي.
2256 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين».
وفي روايةٍ نحوه، وفيه: «فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقّه الأيمن، وليقل: سبحانك ربي، لك وضعت جنبي، وبك أرفعه... وذكر نحوه».أخرجه البخاري، ومسلم.
وأخرجه أبو داود، وزاد بعد قوله: «خلفه عليه» ثم «ليضطجع على شقّه الأيمن».
وفي رواية للترمذي: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا قام أحدكم عن فراشه، ثم رجع [إليه] فلينفضه بصنفة ثوبه، ثلاث مرات، وليقل: باسمك ربي وضعت جنبي، وباسمك أرفعه... الحديث - وزاد في آخره: فإذا استيقظ فليقل: الحمد لله الذي عافاني في جسدي وردّ عليّ روحي، وأذن لي بذكره».

[شرح الغريب]
داخلة: الإزار: طرفه. وصنفته: طرفه أيضا من جانب هدبه. وقيل: من جانب حاشيته.
خلفه عليه: خلف فلان فلانا: إذا قام مقامه. والمراد: ما يكون قد دب على فراشه بعد مفارقته له.

2257 - (م ت د) سهيل بن صالح - رحمه الله -: قال: كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام: أن يضطجع على شقّه الأيمن ثم يقول: «اللّهمّ ربّ السماوات وربّ الأرض، وربّ العرش العظيم، وربّ كلّ شيء، فالق الحبّ والنّوى، منزل التّوراة، والإنجيل، والقرآن، أعوذ بك من شرّ كلّ دابّةٍ أنت آخذٌ بناصيتها، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظّاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء»،«اقض عنا الدين وأغننا من الفقر».
قال سهيل: وكان أبو صالح يروي ذلك عن أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وفي رواية قال: «أتت فاطمة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- تسأله خادما، فقال لها: قولي: اللهمّ ربّ السموات السبع... وذكر الحديث».أخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود.

[شرح الغريب]
فالق الحب والنوى: فالق الحب: هو الله الذي يشق الحبة من الطعام في الأرض للنبات، والنوى: عجم التمر ونحوه.

2258 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا استيقظ من الليل، قال: لا إله إلا أنت، سبحانك اللّهمّ وبحمدك، أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمتك، اللّهمّ زدني علما، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة، إنّك أنت الوّهاب».أخرجه أبو داود.
2259 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحيّ القيوم وأتوب إليه، ثلاث مرات، غفرت له ذنوبه، وإن كانت عدد ورق الشجر، وإن كانت عدد رمل عالجٍ، وإن كانت عدد أيام الدنيا».أخرجه الترمذي.
2260 - (خ ت د) عبادة بن الصامت: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من تعارّ من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ، والحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللّهمّ اغفر لي - أو قال: ثم دعا - استجيب له، فإن عزم فتوضأ وصلّى، قبلت صلاته».أخرجه البخاري، والترمذي، وأبو داود.
[شرح الغريب]
تعار: الرجل من نومه: إذا انتبه وله صوت.

2261 - (د) أبو الأزهر الأنماري - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول إذا أخذ مضجعه من الليل: «بسم الله، وضعت جنبي لله، اللهم اغفر لي ذنبي، وأخسىء شيطاني، وفكّ رهاني، واجعلني في النّديّ الأعلى».أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
أخسىء: خسأت الكلب: إذا طردته.
فك رهاني: الفك: التخليص. والرهان: جمع رهن. وأراد به: تخليصه مما نفسه مرتهنة به من حقوق الله تعالى.
الندي الأعلى: الندي: النادي، المجلس يجتمع فيه القوم، فإذا تفرقوا عنه فليس بناد ولا ندي. والمراد بالندي الأعلى: مجتمع الملائكة المقربين. ولهذا وصفه بالعلو.

2262 - (د) حفصة - رضي الله عنها -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خدّه، ثم يقول: اللّهمّ قني عذابك يوم تبعث عبادك، ثلاث مرّات» أخرجه أبو داود.
2263 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول عند مضجعه: «اللّهمّ إني أعوذ بوجهك الكريم، وبكلماتك التّامّات من شرّ كل دابّة أنت آخذٌ بناصيتها، اللّهمّ أنت تكشف المغرم والمأثم، اللّهم لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ، سبحانك اللّهمّ وبحمدك» أخرجه أبو داود.
2264 - (ت) بريدة - رضي الله عنه -: قال: «شكا خالد بن الوليد إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، ما أنام الليل من الأرق، فقال نبي الله: إذا أويت إلى فراشك، فقل: اللّهمّ ربّ السموات السبع وما أظلّت، وربّ الأرضين وما أقلّت، وربّ الشياطين وما أضلّت، كن لي جارا من شرّ خلقك كلّهم جميعا: أن يفرط عليّ أحدٌ، أو أن يبغي عليّ، عزّ جارك، وجلّ ثناؤك، ولا إله غيرك، لا إله إلا أنت».أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
الأرق: السهر في الليل لامتناع النوم.
أظلت: السماء الأرض، أي: ارتفعت عليها، فهي لها كالمظلة.
أقلت: الأرض ما عليها: أي حملته.
أضلت: الإضلال: الحمل على الضلال، وهو ضد الهدى.
يفرط: فرط مني كذا، أي: بدر وعجل.
يبغي: البغي: الفساد والظلم.

2265 - (ط) مالك بن أنس: قال: «بلغني: أن خالد بن الوليد - رضي الله عنه - قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إني أروّع في منامي، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قل أعوذ بكلمات الله التامّة من غضبه وعقابه وشرّ عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون» أخرجه الموطأ.
2266 - (ت د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا فزع أحدكم في النوم فليقل: أعوذ بكلمات الله التّامّة من غضبه وعذابه وشرّ عباده، ومن همزات الشّياطين وأن يحضرون، فإنها لن تضرّه، وكان عبد الله يلقّنها من بلغ من أولاده، ومن لم يبلغ منهم، كتبها في صكٍّ، وعلّقها في عنقه».
أخرجه الترمذي و[أخرجه] أبو داود، ولم يذكر «النوم» إنما قال: «إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يعلّمهم من الفزع كلماتٍ...» وذكر الحديث.

[شرح الغريب]
صك: الصك: الكتاب يكتب به وثيقة بشيء.

الفصل الخامس: في أدعية الخروج من البيت والدخول إليه
2267 - (ت د س) أم سلمة - رضي الله عنها -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا خرج من بيته قال: «بسم الله، توكلت على الله، اللهم إنا نعوذ بك من أن نزلّ أو نضلّ، أو نظلم أو نظلم، أو نجهل أو يجهل علينا».هذه رواية الترمذي.
وفي رواية أبي داود قالت: «ما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بيته قطّ إلا رفع طرفه إلى السماء، فقال: اللّهمّ إني أعوذ بك أن أضلّ أو أضلّ، أو أزلّ أو أزلّ، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل عليّ».
وفي رواية النسائي: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا خرج من بيته، قال: «بسم الله، ربّ أعوذ بك من أن أزلّ، أو أضلّ، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل عليّ».

2268 - (ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا خرج الرّجل من بيته، فقال: بسم الله، توكلت على الله، لا حول، ولا قوة إلا بالله، يقال له: حسبك، هديت، وكفيت، ووقيت، وتنحّى عنه الشيطان» أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود قال: «إذا خرج الرّجل من بيته، فقال: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له حينئذ: هديت، وكفيت، ووقيت، فيتنحّى له الشيطان، فيقول شيطانٌ آخر: كيف لك برجلٍ قد هدي، وكفي، ووقي؟».

2269 - (د) أبو مالك الأشجعي: ويقال له - الأشعري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا ولج الرجل بيته فليقل: اللّهمّ إني أسألك خير المولج، وخير المخرج، بسم الله ولجنا، وباسم الله خرجنا، وعلى الله ربّنا توكلنا، ثم ليسلّم على أهله».أخرجه أبو داود.
الفصل السادس: في أدعية المجلس والقيام عنه
2270 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من جلس مجلسا كثر فيه لغطه، فقال - قبل أن يقوم من مجلسه ذلك -: سبحانك اللّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك».أخرجه الترمذي.

[شرح الغريب]
لغطه: الردئ من الكلام والقبيح.

2271 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: «كلماتٌ لا يتكلّم بهنّ أحدٌ في مجلسه، عند قيامه ثلاث مرّاتٍ إلا كفر بهنّ عنه، ولا يقولهنّ في مجلس خيرٍ، ومجلس ذكرٍ إلا ختم له بهنّ عليه، كما يختم بالخاتم على الصحيفة: سبحانك اللّهمّ وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك».أخرجه أبو داود.
2272 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: بنحو ذلك، أخرجه أبو داود.
2273 - (د) أبو برزة الأسلمي - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول بأخرةٍ، إذا أراد أن يقوم من المجلس: سبحانك اللّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، فقال رجلٌ: يا رسول الله، إنك لتقول قولا ما كنت تقوله فيما مضى؟ فقال: كفّارةٌ لما يكون في المجلس».أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
كفارة: الكفارة: الخصلة التي تمحو الذنوب، وهي المرة الواحدة من التكفير: التغطية للشيء.

2274 - (س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا جلس مجلسا، أو صلّى، تكلم بكلماتٍ، فسألته عائشة عن الكلمات؟ فقال: إن تكلم بخيرٍ كان طابعا عليهن إلى يوم القيامة، وإن تكلم بشرٍّ كان كفّارة له: سبحانك اللّهمّ وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك» أخرجه النسائي.
[شرح الغريب]
طابعا: الطابع: الخاتم، وقد تقدم ذكره في الباب.

2275 - (ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «كان يعدّ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المجلس الواحد - قبل أن يقوم - مائة مرّةٍ: ربّ اغفر لي وتب عليّ، إنك أنت التّوّاب الغفور».أخرجه الترمذي.
وعند أبي داود: «التّواب الرّحيم».

2276 - (ت) نافع - مولى ابن عمر -: قال: «كان ابن عمر - رضي الله عنهما - إذا جلس مجلسا لم يقم حتى يدعو [بهنّ] لجلسائه، وزعم أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو بهنّ لجلسائه: اللّهمّ اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنّتك، ومن اليقين ما تهوّن به علينا مصائب الدنيا، اللّهمّ أمتعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقوّتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همّنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلّط علينا من لا يرحمنا».هذه الرواية ذكرها رزين هكذا.
والذي رأيته في الترمذي: أنّ ابن عمر قال: «ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوم من مجلسٍ حتى يدعو بهؤلاء الدّعوات لأصحابه... وذكر الحديث».

2277 - أبو واقد الليثي - رضي الله عنه -: كان كثيرا ما يقول إذا أراد القيام من مجلسه: «يا ذا الملكوت والجبروت، والعزّة والكبرياء والعظمة، والسّلطان والقدرة: أصلح لي قلبي وعملي ونيّتي، وسرّي وعلانيتي، وبارك [لي] فيما رزقتني، ومنّ عليّ بالعافية من بلاء الدنيا والآخرة» أخرجه....
الفصل السابع: في أدعية السفر والقفول
2278 - (خ م ط ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قفل من غزوٍ أو حجّ أو عمرةٍ يكبّر على كلّ شرفٍ من الأرض، ثلاث تكبيرات، ثم يقول: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ، آيبون، تائبون، عابدون، ساجدون، لربّنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده».أخرجه البخاري، ومسلم.
ولمسلم أيضا قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قفل من الجيوش أو السّرايا أو الحج أو العمرة، إذا أوفى على ثنيّةٍ أو فدفدٍ، كبّر ثلاثا. وفي رواية: «مرّتين»، وأخرجه الموطأ، وأبو داود.
وفي رواية الترمذي عوض: «ساجدون»: «سائحون»، وفي حديثه ذكر الفدفد.

[شرح الغريب]
قفل القوم من سفرهم: إذا رجعوا.
شرف: الشرف: ما ارتفع من الأرض.
آيبون: آب يؤوب: إذا رجع.
السرايا: جمع سرية، وهي طائفة من العسكر تنفذ في الغزو.
أوفى على الموضع: إذا أشرف واطلع.
ثنية: الثنية: المرتفع من الأرض، كالنشز والرابية، وقيل: هو العقبة في الجبل، وقيل: طريق بين الجبلين.
فرق: فرق الأرض المستوية.
سائحون: السائحون هاهنا: الصائمون. وكذا جاء في القرآن في قوله: {الحامدون السائحون} [التوبة: 112] وإنما قيل للصائم: سائح، لأن الذي يسبح في الأرض متعبدا يذهب ولا زاد له، فحين يجد الزاد يطعم، والصائم يمضي نهاره ولا يطعم شيئا، فشبه به.

2279 - (م ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفرٍ، حمد الله تعالى وسبّح، وكبّر ثلاثا، ثم قال: {سبحان الذي سخّر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربّنا لمنقلبون} [الزخرف: 13] اللّهمّ إنا نسألك في سفرنا هذا البرّ والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللّهمّ هوّن علينا في سفرنا هذا، واطو عنّا بعد الأرض، اللّهمّ أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللّهمّ إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في الأهل والمال، وإذا رجع قالهنّ - وزاد فيهنّ -: آيبون تائبون عابدون، لربّنا ساجدون».هذه رواية مسلم.
وفي رواية الترمذي - بعد قوله: «في الأهل» -: «اللّهمّ اصحبنا في سفرنا، واخلفنا في أهلنا، وكان يقول: إذا رجع إلى أهله: آيبون إن شاء الله، تائبون عابدون، لربنا ساجدون».
وفي رواية أبي داود نحوه بزيادة ونقصان يسير: ولم يذكر في أوله «سبّح» وفي آخره: «وكان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وجيوشه إذا علوا الثّنايا كبّروا، وإذا هبطوا سبّحوا، فوضعت الصلاة على ذلك».

[شرح الغريب]
مقرنين: يعني: مقتدرين عليه.
وعثاء السفر: تعبه ومشقته وشدته.
كآبة المنظر وسوء المنقلب: الكآبة: الحزن، والمنقلب: المرجع، وذلك أن يعود من سفره حزينا كئيبا، أو يصادف ما يحزنه في أهل ومال ونحو ذلك. والمنظر: هو ما ينظر إليه من أهله وماله وحاله.

2280 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله-: بلغه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «كان إذا وضع رجله في الغرز - وهو يريد السفر - يقول: بسم الله، اللّهمّ أنت الصّاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللّهمّ ازو لنا الأرض، وهوّن علينا السفر، اللّهمّ [إني] أعوذ بك من وعثاء السفر، ومن كآبة المنقلب، و[من] سوء المنظر في الأهل، والمال» أخرجه الموطأ.
[شرح الغريب]
الغرز: ركاب الرحل إذا كان من جلد، وقيل: هو للرحل مثل الركاب للسرج.
ازو لنا: الزي: الطي والجمع، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام «زويت لي الأرض مشارقها ومغاربها».

2281 - (م ت س) عبد الله بن سرجس - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سافر يتعوّذ من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، ومن الحور بعد الكور، ودعوة المظلوم، وسوء المنظر في الأهل، والمال».
ومن الرّواة من قال في أوله: «اللّهمّ إني أعوذ بك من وعثاء السفر» هذه رواية مسلم، والنسائي.
وفي رواية الترمذي قال: «كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا سافر يقول: اللّهمّ أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللّهمّ اصحبنا في سفرنا، واخلفنا في أهلنا، اللّهمّ إني أعوذ بك من وعثاء السفر...» الحديث.

[شرح الغريب]
الحور بعد الكور: الحور: النقصان والرجوع، و«الكون» من رواه بالنون: فهو مصدر كان يكون كونا، من كان التامة، دون الناقصة، يعني: من النقصان، والتغيير بعد الثبات والاستقرار، ومن رواه بالراء، فهو الزيادة، من تكوير العمامة، يعني: من الانتقاص بعد الزيادة والاستكمال.

2282 - (ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سافر، فركب راحلته، قال بإصبعه - ومدّ شعبة إصبعه - قال: اللّهمّ أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللّهمّ اصحبنا بنصحك، واقلبنا بذمّةٍ، اللّهمّ ازو لنا الأرض، وهوّن علينا السفر، اللّهمّ إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب».هذه رواية الترمذي.
وأخرجه أبو داود بتقديم وتأخير، ولم يذكر ركوب الراحلة ومدّ الإصبع، وقال: «اطو لنا الأرض».
وأخرجه النسائي مثل الترمذي، وأسقط منه من قوله: «اللّهمّ اصحبنا»، إلى قوله: «علينا السفر».

[شرح الغريب]
اقلبنا بذمة: الذمة والذمام: العهد والأمان، أي: ارددنا إلى أهلنا آمنين.

2283 - (ت د) علي بن ربيعة - رحمه الله -: قال: «شهدت عليّا، وقد أتي بدابّته ليركبها، فلما وضع رجله في الرّكاب، قال: بسم الله، فلما استوى على ظهرها قال: الحمد لله سبحان الذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين، وإنا إلى ربّنا لمنقلبون ثم قال: الحمد لله - ثلاث مراتٍ - ثم قال: الله أكبر - ثلاث مراتٍ - ثم [قال]: سبحانك، إني ظلمت نفسي فاغفر لي، إنه لا يغفر الذّنوب إلا أنت، ثم ضحك، فقلت: يا أمير المؤمنين، ممّ ضحكك؟ قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعل كما فعلت، فقلت: يا رسول الله، من أيّ شيءٍ ضحكت؟ قال: إن ربّك يعجب من عبده إذا قال: اغفر لي ذنوبي: إنّه لا يغفر الذّنوب غيرك» أخرجه الترمذي، وعند أبي داود: «يعلم أنه لا يغفر الذّنوب غيري».
2284 - (ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «كان إذا قدم من سفرٍ، قال: آيبون تائبون، عابدون، لربنا حامدون».أخرجه الترمذي.
2285 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كان في سفرٍ وأسحر، يقول: سمع سامعٌ بحمد الله وحسن بلائه علينا، ربّنا صاحبنا وأفضل علينا، عائذا بالله من النار».هذه رواية مسلم. وزاد أبو داود بعد قوله: «بحمد الله»: «ونعمته».
[شرح الغريب]
سمع سامع: قوله: «سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه» معناه: شهد شاهد، وحقيقته: ليسمع السامع، وليشهد الشاهد على حمد الله سبحانه وتعالى على نعمه وحسن بلائه، وقيل: معناه: انتشر ذلك وظهر، وسمعه السامعون. وحسن البلاء: النعمة. والبلاء: الاختبار والامتحان فالاختبار بالخير: ليتبين الشكر، والابتلاء بالشر: ليظهر الصبر، وقوله: «عائذا بالله» يحتمل وجهين، أحدهما: أن يريد: أنا عائذ بالله من النار.
والآخر: أن يريد: متعوذ بالله، كما يقال مستجار بالله، فوضع الفاعل مكان المفعول، كقولهم: ماء دافق، أي: مدفوق، وقوله: «ربنا صاحبنا» أي: احفظنا، ومن صحبه الله لم يضره شيء.

2286 - (خ) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «كنّا إذا صعدنا كبّرنا، وإذا نزلنا سبّحنا».أخرجه البخاري.
2287 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «جاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إني أريد السفر، فزوّدني، قال: زوّدك الله التّقوى، قال: زدني، قال: وغفر ذنبك، قال: زدني، - بأبي أنت وأمّي - قال: ويسّر لك الخير حيثما كنت».أخرجه الترمذي.
2288 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رجلا قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إني أريد السفر فأوصني، قال: عليك بتقوى الله والتكبير على كلّ شرفٍ، فلما أن ولّى الرجل، قال: اللّهمّ اطو له البعد، وهوّن عليه السفر».أخرجه الترمذي.
2289 - (ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال لرجلٍ أراد سفرا: هلمّ أودّعك، كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يودّعنا: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك، قل: قبلت ورضيت، فقال الرجل: قبلت ورضيت، ثم قال: قل لي مثل ما قلت لك، ففعل.
وفي رواية قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ودّع رجلا أخذ بيده، فلا يدعها حتى يكون الرجل هو الذي يدع يد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ويقول: أستودع الله دينك وأمانتك وآخر عملك» أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود عن قزعة قال: قال ابن عمر: «هلمّ أودّعك كما ودّعني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك».

[شرح الغريب]
هلم: بمعنى: تعال وأقبل.
دينك وأمانتك: جعل دينه مع الودائع، لأن السفر تصيب [المسافر] فيه المشقة والتعب والخوف،فيكون ذلك سببا لإهمال بعض الأمور المتعلقة بالدين، فدعا له بالمعونة والتوفيق فيها، وأما «الأمانة» هاهنا: فهي أهل الرجل وماله، ومن يخلفه.
خواتيم عملك: خواتيم العمل: أواخره، جمع خاتمة.

2290 - (د) عبد الله بن [يزيد] الخطمي - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن يستودع الجيش، قال: أستودع الله دينكم وأمانتكم، وخواتيم أعمالكم».أخرجه أبو داود.
2291 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سافر، فأقبل عليه الليل، قال: يا أرض ربّي وربّك الله، أعوذ بالله من شرّك، ومن شرّ ما خلق فيك، ومن شرّ ما يدبّ عليك، أعوذ بالله من أسدٍ وأسود، ومن الحيّة والعقرب، ومن ساكني البلد، ووالدٍ وما ولد» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
ساكني البلد: هم الجن، لأنهم سكان الأرض، والعرب تسمي الأرض المستوية: البلد، وإن لم تكن مسكونة ولا ذات أبنية.
ووالد وما ولد: الوالد هاهنا: إبليس، وما ولد: نسله وذريته.

2292 - (م ط ت) خولة بنت حكيم - رضي الله عنها -: قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من نزل منزلا، ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شرّ ما خلق، لم يضرّه شيءٌ حتى يرتحل من منزله ذلك».أخرجه مسلم، والموطأ، والترمذي.
[شرح الغريب]
كلمات الله التامات: وصف كلماته بالتمام، إذ لا يجوز أن يكون شيء من كلامه ناقصا، ولا فيه عيب، كما يكون في كلام الآدميين، وقيل: معنى التمام هاهنا: أن ينتفع بها المتعوذ، وتحفظه من الآفات.

الفصل الثامن: في أدعية الكرب والهم
2293 - (خ م ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول عند الكرب: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله ربّ العرش العظيم، لا إله إلا الله ربّ السموات وربّ الأرض، لا إله إلا الله ربّ العرش الكريم».هذه رواية البخاري، ومسلم، وأخرجه الترمذي، وليس عنده بعد «الأرض» «لا إله إلا الله».

2294 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أهمّه أمرٌ رفع رأسه إلى السماء، وقال: سبحان الله العظيم، وإذا اجتهد في الدّعاء، قال: يا حيّ يا قيّوم» أخرجه الترمذي.
وفي روايةٍ ذكرها رزين: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا دهمه أمر رفع رأسه، وقال: سبحان الله العظيم، اللهمّ إليك المشتكى، وبك المستعان، وعليك التكلان، يا حيّ يا قيّوم».

2295 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا حزبه أمر يدعو: يتعوّذ من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء» أخرجه....
2296 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم المسجد، فإذا هو برجلٍ من الأنصار - يقال له: أبو أمامة - جالسا فيه، فقال: يا أبا أمامة، مالي أراك جالسا في المسجد في غير وقت صلاة؟ قال: همومٌ لزمتني وديونٌ يا رسول الله، قال: ألا أعلّمك كلاما إذا قلته أذهب الله عز وجل همّك، وقضى عنك دينك؟ فقال: بلى يا رسول الله، قال: قل - إذا أصبحت وإذا أمسيت -: اللّهمّ إني أعوذ بك من الهمّ والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من البخل والجبن، وأعوذ بك من غلبة الدّين وقهر الرجال، فقلت ذلك، فأذهب الله همّي، وقضى عني ديني» أخرجه أبو داود.
2297 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كربه أمر، يقول: يا حيّ يا قيّوم، برحمتك أستغيث».
وبإسناده قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ألظّوا بياذا الجلال والإكرام» أخرجه الترمذي.

[شرح الغريب]
ألظوا: ألظ بالشيء: إذا لازمه، يقول: لازموه، وثابروا عليه، وأكثروا من التلفظ بـ «ياذا الجلال والإكرام».

2298 - (د) أسماء بنت عميس - رضي الله عنها -: قالت: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ألا أعلّمك كلماتٍ تقولينهنّ عند الكرب - أو في الكرب -؟: الله، الله ربّي لا أشرك به شيئا».أخرجه أبو داود.
2299 - (د) عبد الرحمن بن أبي بكرة - رحمه الله -: قال: «قلت لأبي: يا أبت، أسمعك تقول كلّ غداة: اللّهمّ عافني في سمعى، اللّهمّ عافني في بصري، لا إله إلا أنت، تكرّرها ثلاثا حين تصبح، وثلاثا حين تمسي، فقال: يا بنيّ، إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو بهنّ، فأنا أحبّ أن أستنّ بسنّته».
وفي رواية: أنه يقول: «اللّهمّ إني أعوذ بك من الكفر والفقر، اللّهمّ إني أعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت - يعيدها ثلاثا حين يصبح، وثلاثا حين يمسي - فيدعو بهنّ، فأحبّ أن أستنّ بسنّته، قال: وقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعوات المكروب: اللّهمّ رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كلّه، لا إله إلا أنت».أخرجه أبو داود.

2300 - عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من كثر همّه فليقل: اللّهمّ إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، وفي قبضتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدلٌ فيّ قضاؤك، أسألك بكلّ اسمٍ هو لك، سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في مكنون الغيب عندك: أن تجعل القرآن ربيع قلبي، وجلاء همّي وغمّي، ما قالها عبدٌ قطّ إلا أذهب الله غمّه، وأبدله به فرحا».أخرجه....
[شرح الغريب]
استأثرت: الاستئثار بالشيء: التخصيص به والانفراد.
ربيع قلبي: جعل القرآن ربيع قلبه، لأن الإنسان يرتاح قلبه في الربيع من الأزمان، ويميل إليه.

الفصل التاسع: في دعاء الحفظ
2301 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «بينا نحن عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاءه عليّ بن أبي طالب، فقال: بأبي أنت وأمّي، يا رسول الله يتفلّت، هذا القرآن من صدري، فما أجدني أقدر عليه؟ فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا أبا الحسن، أفلا أعلّمك كلماتٍ ينفعك الله بهنّ، ويثبت بهنّ ما تعلّمت في صدرك؟ قلت: أجل يا رسول الله، فعلّمني، قال: إذا كان ليلة الجمعة، فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر، فإنها ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب، وقد قال أخي يعقوب لبنيه: {سوف أستغفر لكم ربّي} [يوسف: 97]، يقول: حتى تأتي ليلة الجمعة، فإن لم تستطع فقم في وسطها، فإن لم تستطع فقم في أوّلها، فصلّ أربع ركعات، تقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب، ويس، وفي الثانية بفاتحة الكتاب، وحم الدّخان، وفي الثالثة بفاتحة الكتاب، وألم تنزيل السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب، وتبارك المفصّل، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله، وأحسن الثّناء عليه، وصلّ عليّ وأحسن، وصلّ على سائر النبييّن، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان، ثم قل في آخر ذلك: اللّهمّ ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلّف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النّظر فيما يرضيك عني، اللّهمّ بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزّة التي لا ترام، أسألك يا الله، يا رحمن، بجلالك ونور وجهك: أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علّمتني، وارزقني أن أتلوه على النّحو الذي يرضيك عنّي، اللّهمّ بديع السموات والأرض، ذا الجلال، والإكرام والعزّة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن، بجلالك، ونور وجهك: أن تنوّر بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرّج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تغسل به بدني، فإنه لا يعينني على الحق غيرك، ولا يؤتنيه إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. [يا أبا الحسن]، تفعل ذلك ثلاث جمعٍ، أو خمسا، أو سبعا، تجاب بإذن الله، والذي بعثني، ما أخطأ مؤمنا قطّ، قال ابن عباسٍ: والله ما لبث عليٌّ إلا خمسا، أو سبعا، حتى جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك المجلس، فقال: يا رسول الله، كنت فيما خلا، لا آخذ إلا أربع آيات [أ] ونحوها، فإذا قرأتهن على نفسي تفلّتن مني، وإني أتعلّم اليوم أربعين آية، أو نحوها، فإذا قرأتها على نفسي، فكأنما كتاب الله بين عينيّ، ولقد كنت أسمع الحديث، فإذا رددته على نفسي تفلّت، وأنا أسمع اليوم الأحاديث، فإذا تحدّثت بها لم أخرم منها حرفا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند ذلك: مؤمنٌ وربّ الكعبة أبا الحسن» أخرجه الترمذي.

[شرح الغريب]
لم أخرم: أي: لم أترك ولم أدع.

2302 - أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: قال: «علّمني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا الدعاء، قال: قل: اللّهمّ إني أسألك بمحمد نبيّك، وبإبراهيم خليلك وبموسى نجيّك، وبعيسى روحك وكلمتك، وبتوراة موسى، وإنجيل عيسى، وزبور داود، وفرقان محمدٍ، وكلّ وحيٍّ أوحيته، وقضاءٍ قضيته، وأسألك بكلّ اسمٍ هو لك، أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في غيبك، وأسألك باسمك المطهّر الطّاهر، بالأحد الصّمد الوتر، وبعظمتك وكبريائك، وبنور وجهك: أن ترزقني القرآن، والعلم، وأن تخلطه بلحمي، ودمي، وسمعي، وبصري، وتستعمل به جسدي، بحولك وقوتك، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك» أخرجه....
[شرح الغريب]
نجيك: النجي: المناجي، وهو المخاطب للإنسان المحدث له.

الفصل العاشر: في دعاء الاستخارة والتروي
الدعاء المشهور في الاستخارة وقد جاء مقرونا بصلاة الاستخارة في حديث واحد،
2303 - (ت) أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: «أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد أمرا قال: اللّهمّ خر لي واختر لي».أخرجه الترمذي، وقال: راوي هذا الحديث تفرّد به، ولا يتابع عليه، وهو ضعيف عند أهل الحديث.

[شرح الغريب]
خر لي: أي: اخترلي، واجعل الخيرة من أمري.

2304 - (ت) رجل من بني حنظلة - رحمه الله-: قال: «صحبت شدّاد بن أوس، فقال: ألا أعلّمك ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلّمنا نقول، إذا روّينا أمرا؟ قل: اللّهمّ إني أسألك الثّبات في الأمر، وعزيمة الرّشد، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك لسانا صادقا، وقلبا سليما، وأعوذ بك من شرّ ما تعلم، وأسألك من خير ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب» أخرجه الترمذي، وأردفه بحديث آخر في معنى: إذا أوى إلى فراشه ولم يذكر فيه: «إذا روّينا أمرا».
الفصل الحادي عشر: في أدعية اللباس
2305 - (ت د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا استجدّ ثوبا، قال: «اللّهمّ لك الحمد، أنت كسوتني هذا - ويسمّيه باسمه، إما قميصا، وإما عمامة، أو رداء - نسألك خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شرّه، وشرّ ما صنع له» أخرجه الترمذي، وأبو داود.

2306 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: قال: «لبس عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ثوبا جديدا، فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمّل به في حياتي، ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من لبس ثوبا جديدا، فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمّل به في حياتي، ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق فتصدّق به، كان في كنف الله، وفي حفظ الله، وفي ستر الله حيّا وميتا» أخرجه الترمذي.
الفصل الثاني عشر: في أدعية الطعام والشراب
2307 - (ت د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أكل أو شرب، قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وجعلنا مسلمين». هذه رواية الترمذي.
وفي رواية أبي داود: «كان إذا فرغ من طعامه قال... وذكر الحديث».

2308 - (د) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أكل أو شرب، قال: الحمد لله الذي أطعم وسقى، وسوّغه وجعل له مخرجا» أخرجه أبو داود.
2309 - (خ ت د) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رفع مائدته، قال: «الحمد لله كثيرا طيّبا مباركا فيه، غير مكفيّ، ولا مودّعٍ، ولا مستغنى عنه ربّنا».
وفي رواية: «كان إذا فرغ من طعامه» وقال مرّة: إذا رفع مائدته قال: «الحمد لله الذي كفانا وآوانا، غير مكفيٍّ ولا مكفورٍ» وقال مرّة: «لك الحمد ربّنا غير مكفيٍّ ولا مودّعٍ، ولا مستغنى عنه ربّنا» أخرجه البخاري، والترمذي، وأبو داود.

[شرح الغريب]
مكفي: المكفي: المقلوب، من قولك: كفأت القدر: إذا قلبتها، والضمير راجع إلى الطعام، كذا قال ابن السكيت، وقال غيره: أكفأت القدر - بألف - وقال الخطابي: «غير مكفي، ولا مودع، ولا مستغنى عنه» معناه: أن الله سبحانه هو المطعم والكافي، وهو غير مطعم ولا مكفى.
قال الله تعالى: {وهو يطعم ولا يطعم} [الأنعام: 14]،
وقوله: «ولا مودع» أي: غير متروك الطلب إليه والرغبة فيما عنده، ومنه قوله تعالى: {ما ودعك ربك} [الضحى: 3] أي: ما تركك، ومعنى المتروك. المستغنى عنه
ولا مكفور: أي: لا نكفر نعمتك علينا بهذا الطعام، فعلى هذا: التفسير الثاني يحتاج أن يكون قوله: «ربنا» مرفوعا، أي: ربنا غير مكفي ولا مودع، ولا مستغنى عنه، وعلى التفسير الأول: يكون «ربنا» منصوبا على النداء المضاف، وحرف النداء محذوف، أي: يا ربنا، ويجوز أن يكون الكلام راجعا إلى الحمد، كأنه قال: حمدا كثيرا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع، ولا مستغنى عنه، أي: عن الحمد، ويكون «ربنا» منصوبا أيضا كما سبق.

2310 - (ت د) معاذ بن أنس - رضي الله عنه -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أكل طعاما، ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام، ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة، غفر له ما تقدّم من ذنبه» هذه رواية الترمذي.
وزاد فيه أبو داود: «ومن لبس ثوبا، فقال: الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة، غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر».

2311 - (ط) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يؤتى أبدا بطعام أو بشرابٍ - حتى الدّواء - فيطعمه ويشربه، حتى يقول: الحمد لله الذي هدانا وأطعمنا وسقانا ونعّمنا، الله أكبر، اللّهمّ ألفتنا نعمتك بكلّ شرٍّ، فأصبحنا منها وأمسينا بكلّ خيرٍ، فنسألك تمامها وشكرها، لا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك، إله الصالحين، وربّ العالمين، الحمد لله، ولا إله إلا الله، ما شاء الله، ولا قوّة إلا بالله، اللّهمّ بارك لنا فيما رزقتنا، وقنا عذاب النّار».
أخرجه الموطأ عن هشام عن عروة، فجعله موقوفا على عروة، ولم يذكر عائشة، ولا النبيّ -صلى الله عليه وسلم-.
ورأيته في كتاب رزين: عن عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

2312 - (ت د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «دخلت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنا وخالد بن الوليد على ميمونة، فجاءتنا بإناءٍ من لبن، فشرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا عن يمينه، وخالدٌ عن شماله، فقال لي: الشّربة لك، فإن شئت آثرت بها خالدا، فقلت: ما كنت أوثر على سؤرك أحدا، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من أطعمه الله طعاما فليقل: اللّهمّ بارك لنا فيه، وأطعمنا خيرا منه، ومن سقاه الله لبنا، فليقل: اللّهمّ بارك لنا فيه وزدنا منه، فإنه ليس شيءٌ يجزىء من الطعام والشراب إلا اللبن»، هذه رواية الترمذي، وأخرجه أبو داود، في جملة حديث يتضمن ذكر الضّبّ وأكله، وهو مذكور في كتاب الطعام من حرف الطاء.
[شرح الغريب]
آثرت: الإيثار: إعطاء نصيبك غيرك تبرعا من نفسك.
سؤرك: السؤر: بقية الماء في الإناء بعد الشرب، وبقية الطعام بعد الأكل يسمى أيضا سؤرا.

2313 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاء إلى سعد بن عبادة، فجاء بخبزٍ وزيتٍ، فأكل، ثم قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلّت عليكم الملائكة».أخرجه أبو داود.
2314 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «صنع أبو الهيثم بن التّيهان طعاما، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، فلما فرغوا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أثيبوا أخاكم، قالوا: يا رسول الله، وما إثابته؟ قال: إن الرجل إذا دخل بيته فأكل طعامه وشرب شرابه، فدعوا له، فذلك إثابته» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
أثيبوا: أي: جازوا، والإثابة: الجزاء.

2315 - (م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشّربة فيحمده عليها». أخرجه مسلم، والترمذي.
الفصل الثالث عشر: في دعاء قضاء الحاجة
2316 - (خ م ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل الخلاء يقول: اللّهمّ إني أعوذ بك من الخبث والخبائث».
وفي رواية: «إذا أراد أن يدخل الخلاء»، وفي أخرى: «كان إذا دخل الكنيف» أخرجه الجماعة، إلا الموطأ.

[شرح الغريب]
الخبث: بسكون الباء: خلاف طيب الفعل من فجور وغيره، وبضمها: جمع خبيث، والخبائث: جمع خبيثة، والمراد بهما: شياطين الجن والإنس، ذكرانهم وإناثهم، قال الخطابي: عامة أصحاب الحديث يقولون: الخبث ساكنة الباء، وهو خطأ، والصواب: ضمها.

2317 - (ت د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج من الخلاء، قال: غفرانك» أخرجه الترمذي، وأبو داود.
[شرح الغريب]
غفرانك: الغفران: مصدر، وإنما نصبه بإضمار: أطلب، وقيل: في اختصاص هذا الدعاء قولان، أحدهما: التوبة من تقصيره في شكر النعمة التي أنعم بها عليه: من إطعامه، وهضمه، وتسهيل مخرجه، فرأى أن شكره قاصر عن بلوغ حق هذه النعمة، ففزع إلى الاستغفار منه، والثاني: أنه استغفر من تركه ذكر الله سبحانه مدة لبثه على الخلاء، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لا يترك ذكر الله إلا عند قضاء الحاجة، فكأنه رأى ذلك تقصيرا فتداركه بالاستغفار.

2318 - (د) زيد بن أرقم - رضي الله عنه -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن هذه الحشوش محتضرةٌ، فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
الحشوش: جمع حش، والمراد به: مواضع قضاء الحاجة، وأصل الحش: جماعة النخل الكثيفة، وكانوا كثيرا ما يقضون حوائجهم فيها قبل اتخاذ الكنف في البيوت. وفيه لغتان: ضم الحاء وفتحها.
ومعنى قوله: «محتضرة»: يحضرها الجن والشياطين، ومنه قوله تعالى {وأعوذ بك رب أن يحضرون} [المؤمنون: 98].

2319 - (س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - «كان يقول إذا خرج من الخلاء: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني».وفي رواية: «الحمد لله الذي أخرج عني أذاه، وأبقى فيّ منفعته». أخرجه.....
2320 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ستر ما بين أعين الجنّ وعورات بني آدم - إذا دخل أحدهم الخلاء - أن يقول: بسم الله».أخرجه الترمذي.
الفصل الرابع عشر: في دعاء الخروج إلى المسجد والدخول إليه
2321 - (د) حيوة بن شريح - رحمه الله -: قال: لقيت عقبة بن مسلم فقلت له: «بلغني أنك حدّثت عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول إذا دخل المسجد: «أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم» قال: قد قلت؟ [قال: ] نعم، قال: فإذا قال ذلك قال الشيطان: حفظ مني سائر اليوم».أخرجه أبو داود.

2322 - (م س د) أبو أسيد، وأبو قتادة - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا دخل أحدكم المسجد، فليقل: اللّهمّ افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللّهمّ إني أسألك من فضلك» أخرجه مسلم، والنسائي.
وزاد أبو داود في الدخول: «فليسلّم على النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ثم ليقل: اللّهمّ افتح لي... وذكره».

2323 - (ت) فاطمة بنت الحسين - رحمها الله- عن جدّتها فاطمة الكبرى قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل المسجد صلّى على محمدٍ وسلّم، وقال: ربّ اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج صلّى على محمدٍ وسلّم، وقال: ربّ اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك».
قال إسماعيل بن إبراهيم: فلقيت عبد الله بن الحسن بمكة، فسألته عن هذا الحديث؟ فحدّثني به، قال: «كان إذا دخل قال: ربّ افتح لي باب رحمتك، وإذا خرج قال: ربّ افتح لي باب فضلك» أخرجه الترمذي.

2324 - أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من خرج من بيته إلى الصلاة، فقال: اللّهمّ إني أسألك بحق السائلين عليك، وبحق خروجي إليك، إنك تعلم أنه لم يخرجني أشرٌ ولا بطرٌ، ولا سمعةٌ، ولا رياءٌ، خرجت هربا وفرارا من ذنوبي إليك، خرجت رجاء رحمتك، وشفقا من عذابك، خرجت اتّقاء سخطك، وابتغاء مرضاتك، أسألك أن تنقذني من النار برحمتك، وكّل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون الله له، وأقبل الله عليه بوجهه حتى يفرغ من صلاته» أخرجه.
2325 - أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من خرج من بيته إلى المسجد، فقال: أعوذ بالله العظيم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم، ربّي الله، توكلت على الله، وفوّضت أمري إلى الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، قال له الملك: كفيت، وهديت، ووقيت» أخرجه.
الفصل الخامس عشر: في الدعاء عند رؤية الهلال
2326 - (ت) طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى الهلال، قال: «اللّهمّ أهلّه علينا باليمن والسلامة، والإسلام، ربّي وربّك الله» أخرجه الترمذي.

2327 - (د) قتادة - رحمه الله-: بلغه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى الهلال، قال: «هلال خيرٍ ورشدٍ، هلال خيرٍ ورشدٍ، هلال خيرٍ ورشدٍ، آمنت بالله الذي خلقك، ثلاث مرات، ثم يقول: الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا، وجاء بشهر كذا».
ثم قال أبو داود: وحدّثنا محمد بن العلاء: أن زيد بن حباب أخبرهم عن أبي هلال عن قتادة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «كان إذا رأى الهلال صرف وجهه عنه» أخرجه أبو داود.

الفصل السادس عشر: في دعاء الرعد والسحاب
2328 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا سمع صوت الرّعد والصواعق، قال: اللّهمّ لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك» أخرجه الترمذي.

2329 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى ناشئا في أفق السماء ترك العمل، وإن كان في صلاةٍ خفّف، ثم يقول: اللّهمّ إني أعوذ بك من شرّها، فإن مطر، قال: اللّهمّ صيّبا هنيئا» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
ناشئا: الناشئ: السحاب المرتفع.
صيبا: الصيب: المطر المدرار.

الفصل السابع عشر: في الدعاء عند الريح
2330 - (خ م ت) عائشة - رضي الله عنها -: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا عصفت الرّيح، قال: اللّهمّ إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرّها وشرّ ما فيها، وشرّ ما أرسلت به».أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.
إلا أن الترمذي قال: «كان إذا رأى الريح».

[شرح الغريب]
عصفت الريح: إذا اشتد هبوبها.

2331 - (ت) أبي بن كعب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تسبّوا الرّيح، فإذا رأيتم ما تكرهون، فقولوا: اللّهمّ إنّا نسألك من خير هذه الرّيح، وخير ما فيها، وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شرّ هذه الرّيح، وشرّ ما فيها، وشرّ ما أمرت به» أخرجه الترمذي.
2332 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الرّيح من روح الله، وروح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبّوها، وسلوا الله من خيرها، واستعيذوا بالله من شرّها» أخرجه أبو داود.
الفصل الثامن عشر: في الدعاء يوم عرفة وليلة القدر
2333 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «أكثر ما دعا النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة في الموقف: اللهم لك الحمد كالذي نقول، وخيرا مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي، ومحياي ومماتي، وإليك مآبي، ولك ربّ تراثي، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ووسوسة الصّدر، وشتات الأمر، اللهم [إني] أعوذ بك من شرّ ما تجيء به الرّيح».أخرجه الترمذي.
وفي رواية ذكرها رزين، قال: «أكثر دعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة - بعد قوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له -: اللهم لك الحمد كالذي نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي، ومحياي ومماتي، وإليك مآبي، وعليك يا ربّ ثوابي، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن وسوسة الصّدر، ومن شتات الأمر، ومن شرّ كلّ ذي شرٍّ».

[شرح الغريب]
تراثي: التراث: ما يخلفه الرجل لورثته، وقد جاء في رواية أخرى ثوابي فإن صحت الروايتان، وإلا فما أقربها من التصحيف.
شتات: الشتات: التفرق والتباعد.

2334 - (ط ت) عمرو بن شعيب، وطلحة بن عبيد الله بن كريز - عن أبيه عن جده - رضي الله عنه: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الدعاء [دعاء] يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنّبيّون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قديرٌ».أخرجه الموطأ عن طلحة إلى قوله: «لا شريك له»، و[أخرجه] الترمذي عن عمرو بن شعيب بتمامه.
2335 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «قلت: يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر، ما أدعو به؟ قال: قولي: اللهم إنك عفوٌّ كريمٌ تحب العفو فاعف عنّي» أخرجه الترمذي.
الفصل التاسع عشر: في الدعاء عند العطاس
2336 - (د) عامر بن ربيعة - رضي الله عنه -: قال: «عطس شابٌ [من الأنصار] خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في الصّلاة، فقال: الحمد لله [حمدا] كثيرا طيّبا مباركا حتى يرضى ربّنا، وبعد ما يرضى من أمر الدنيا والآخرة، فلما انصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من القائل الكلمة؟ قال: فسكت الشابّ، ثم قال: من القائل الكلمة؟ فإنه لم يقل بأسا، فقال: يا رسول الله أنا قلتها، ولم أرد بها إلا خيرا، قال: ما تناهت دون عرش الرحمن - عز وجل -». أخرجه أبو داود.

2337 - (خ د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كلّ حال، وليقل له أخوه، أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله، ويصلح بالكم».أخرجه البخاري، وأبو داود.
[شرح الغريب]
بالكم: البال: الحال، والبال: القلب.

2338 - (ت) أبو أيوب الأنصاري، وعلي بن أبي طالب - رضي الله عنهما-: مثل حديث أبي هريرة، أو نحوه، وفيه: «فليقل الذي يردّ عليه».أخرجه الترمذي.
2339 - (ت د) هلال بن يساف - رحمه الله -: عن سالم بن عبيد الأشجعي «أنه كان مع القوم في سفر، فعطس رجلٌ من القوم، فقال: السلام عليكم، فقال له سالم: وعليك، وعلى أمّك، فكأنّ الرجل، وجد في نفسه، فقال: أما إني لم أقل إلا ما قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-» هكذا عند الترمذي.
وعند أبي داود: «فقال له سالم: وعليك وعلى أمّك، ثم قال: له [بعد]: لعلّك وجدت مما قلت لك؟ فقال: وددت لم تذكر أمّي بخيرٍ، ولا شرٍّ، قال سالم: إنما قلت لك كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، [إنّا] بينا نحن عنده - ثم اتفقا - إذ عطس رجلٌ عند النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: السلام عليكم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: وعليك وعلى أمّك، ثم قال: إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله ربّ العالمين، وليقل [له] من يردّ عليه: يرحمك الله، وليردّ عليه: يغفر الله لنا ولكم».

[شرح الغريب]
وجد في نفسه: وجد فلان في نفسه من كذا: إذا غضب، من الموجدة: الغضب.

2340 - (ت) نافع مولى ابن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «عطس رجلٌ إلى جنب ابن عمر، فقال: الحمد لله، والسلام على رسول الله، فقال ابن عمر: وأنا أقول: الحمد لله، والسلام على رسول الله، ما هكذا علّمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نقول إذا عطسنا، وإنما علّمنا أن نقول: الحمد لله على كلّ حالٍ».أخرجه الترمذي.
2341 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - - رضي الله عنهما -: «أن ابن عمر كان إذا عطس، فقيل له: يرحمك الله، قال: يرحمنا الله وإياكم، ويغفر لنا ولكم».أخرجه الموطأ.
الفصل العشرون: في أدعية مفردة
دعاء ذي النون
2342 - (ت) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «دعوة ذي النّون، إذ دعا في بطن الحوت، قال: لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين: ما دعا بها أحدٌ قطّ إلا استجيب له».أخرجه الترمذي.

دعاء داود
2343 - (ت) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «كان من دعاء داود، يقول: اللّهمّ إني أسألك حبّك، وحبّ من يحبّك، والعمل الذي يبلّغني حبّك، اللّهمّ اجعل حبّك أحبّ إليّ من نفسي، ومالي، وأهلي، ومن الماء البارد، قال: وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ذكر داود يحدّث عنه، يقول: كان أعبد البشر».أخرجه الترمذي.

دعاء قوم يونس
2344 - أبو هريرة - رضي الله عنه -: يرفعه: «أن دعاء قوم يونس: يا حيّ يا قيوم، يا حيّ حين لا حيّ، يا محيي، يا مميت، يا ذا الجلال والإكرام».أخرجه....

الدعاء عند رؤية المبتلى
2345 - (ت) عمر [بن الخطاب]، وأبو هريرة - رضي الله عنهما -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «من رأى صاحب بلاءٍ، فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضّلني على كثير ممن خلق تفضيلا، عوفي من ذلك البلاء، كائنا ما كان، ما عاش».انتهت رواية أبي هريرة عند قوله: «ذلك البلاء».أخرجه الترمذي.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدعاء, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:41 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir