دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 جمادى الأولى 1431هـ/4-05-2010م, 12:40 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب الخلافة والإمارة : الباب الأول: في أحكامها

الكتاب الرابع: في الخلافة والإمارة
الباب الأول: في أحكامها
الفصل الأول: في الأئمة من قريش
2016 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: «النّاس تبعٌ لقريشٍ في الخير والشّرّ» أخرجه مسلم.

2017 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: «النّاس تبعٌ لقريشٍ في هذا الشّأن، مسلمهم تبعٌ لمسلمهم، وكافرهم تبعٌ لكافرهم، الناس معادن، خيارهم في الجاهليّة خيارهم في الإسلام، إذا فقهوا، تجدون من خير النّاس، أشدّ النّاس كراهية لهذا الشّأن حتى يقع فيه» أخرجه البخاري، ومسلم.
2018 - (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «لا يزال هذا الأمر في قريشٍ ما بقي منهم اثنان».أخرجه البخاري، ومسلم.
2019 - (خ) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله -: قال: كان محمد بن جبير بن مطعم يحدّث: أنّه بلغ معاوية وهو عنده في وفدٍ من قريشٍ أنّ عبد الله بن عمرو بن العاص يحدّث: «أنّه سيكون ملكٌ من قحطان» فغصب معاوية، فقام، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أمّا بعد، فإنّه بلغني: أنّ رجالا منكم يتحدّثون أحاديث ليست في كتاب الله، ولا تؤثر عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فأولئك جهّالكم، فإيّاكم والأمانيّ التي تضلّ أهلها، فإني سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنّ هذا الأمر في قريشٍ، لا يعاديهم أحدٌ إلا كبّه الله على وجهه ما أقاموا الدّين»أخرجه البخاري.

2020 - (ت) حبيب بن الزبير - رحمه الله -: قال: سمعت عبد الله بن أبي الهذيل يقول: كان ناسٌ من ربيعة عند عمرو بن العاص، فقال رجلٌ من بكر بن وائلٍ: لتنتهينّ قريشٌ، أو ليجعلنّ اللّه هذا الأمر في جمهورٍ من العرب غيرهم، فقال عمرو بن العاص: كذبت، سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقول: «قريشٌ ولاة النّاس في الخير والشّرّ إلى يوم القيامة».أخرجه الترمذي.
2021 - (ت د) سفينة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الخلافة في أمّتي ثلاثون سنة، ثمّ ملك بعد ذلك» - قال سعيد بن جمهان - ثمّ قال: أمسك: خلافة أبي بكرٍ، وخلافة عمر، وخلافة عثمان، ثم قال: أمسك خلافة علي، فوجدناها ثلاثين سنة، قال سعيدٌ: فقلت له: إنّ بني أميّة يزعمون: أنّ الخلافة فيهم؟ قال: كذبوا بنو الزّرقاء، بل هم ملوكٌ من شرّ الملوك. هذه رواية الترمذي.
وفي رواية أبي داود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «خلافة النبوّة ثلاثون سنة، ثمّ يؤتي الله الملك من يشاء». قال سعيدٌ: قال لي سفينة: أمسك: أبو بكر سنتين، وعمر عشرا، وعثمان اثنتي عشرة، وعليّ ستّا، كذا قال سعيد: قلت لسفينة: إنّ هؤلاء يزعمون أنّ عليّا لم يكن بخليفةٍ؟ قال: كذبت أستاه بني الزّرقاء. يعني: بني مروان.

2022 - (خ م ت د) جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: قال: سمعت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: «يكون بعدي اثنا عشر أميرا، فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنّه قال: كلّهم من قريشٍ».
وفي رواية قال: «لا يزال أمر النّاس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا، ثمّ تكلّم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بكلمةٍ خفيت عليّ، فسألت أبي: ماذا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: قال: كلّهم من قريش» هذا رواية البخاري، ومسلم.
وفي أخرى لمسلم قال: انطلقت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعي أبي، فسمعته يقول: «لا يزال هذا الدّين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة».فقال كلمة أصمّنيها النّاس، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: «كلّهم من قريشٍ».
وفي أخرى له قال: دخلت مع أبي على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فسمعته يقول: «إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيه اثنا عشر خليفة» قال: ثمّ تكلّم بكلامٍ خفي عليّ، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: «كلّهم من قريش».
وفي أخرى: «لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة - ثم ذكر مثله».
وفي رواية الترمذي قال: قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: «يكون من بعدي اثنا عشر أميرا» قال: ثم تكلم بشيءٍ لم أفهمه، فسألت الذي يليني، فقال: «كلّهم من قريشٍ».
وفي رواية أبي داود قال: سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يزال هذا الدّين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة، كلّهم تجتمع عليه الأمّة» فسمعت كلاما من النبي-صلى الله عليه وسلم- لم أفهمه، فقلت لأبي: ما يقول؟ قال: «كلّهم من قريش».
وفي أخرى قال: «لا يزال هذا الدّين عزيزا إلى اثني عشر خليفة» قال: فكبّر الناس وضجّوا، ثمّ قال كلمة خفيفة... وذكر الحديث».
وفي أخرى بهذا الحديث: وزاد: «فلمّا رجع إلى منزله أتته قريشٌ فقالوا: ثمّ يكون ماذا؟ قال: «ثم يكون الهرج».

الفصل الثاني: فيمن تصح إمامته وإمارته
2023 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما» أخرجه مسلم.

2024 - (م) عرفجة بن شريح - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من أتاكم وأمركم جميعٌ على رجل واحدٍ يريد أن يشقّ عصاكم، أو يفرّق جماعتكم، فاقتلوه». أخرجه مسلم.
2025 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبيٌّ خلفه نبيٌّ، وإنّه لا نبيّ بعدي، وسيكون بعدي خلفاء فيكثرون، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: أوفوا ببيعة الأول، ثم أعطوهم حقّهم، واسألوا الله الذي لكم، فإنّ الله سائلهم عمّا استرعاهم».أخرجه البخاري، ومسلم.
2026 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استخلف ابن أمّ مكتوم على المدينة مرتين» أخرجه أبو داود.
2027 - (خ ت س) أبو بكرة - رضي الله عنه -: قال: لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أيام الجمل، بعدما كدت أن ألحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم، قال: لمّا بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ أهل فارس ملّكوا عليهم بنت كسرى، قال: «لن يفلح قومٌ ولّوا أمرهم امرأة».هذه رواية البخاري.
وفي رواية الترمذي قال: «عصمني الله - عز وجل - بشيء سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لمّا هلك كسرى قال: «من استخلفوا؟» قالوا: ابنته، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «لن يفلح قومٌ ولّوا أمرهم امرأة» فلمّا قدمت عائشة - يعني البصرة - ذكرت قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعصمني الله به».
وفي رواية النسائي مثل الترمذي إلى قوله: «ولّوا أمرهم امرأة».

الفصل الثالث: فيما يجب على الإمام والأمير
2028 - (خ م ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «كلّكم راعٍ، ومسؤولٌ عن رعيّته، فالإمام راعٍ، ومسؤولٌ عن رعيّته، والرجل راعٍ في أهله، وهو مسؤولٌ عن رعيّته، والمرأة في بيت زوجها راعيةٌ، وهي مسؤولةٌ عن رعيّتها، والخادم في مال سيده راع، وهو مسؤول عن رعيّته» قال: فسمعت هؤلاء من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأحسب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «والرجل في مال أبيه راعٍ، ومسؤولٌ عن رعيّته، فكلّكم راعٍ، وكلّكم مسؤولٌ عن رعيّته».
وفي رواية مثله إلا قوله: «والرجل في مال أبيه».
وفي أخرى: «والعبد راعٍ في مال سيّده، وهو مسؤولٌ».هذا رواية البخاري، ومسلم.
وفي أخرى للبخاري قال: «ألا كلّكم راعٍ، وكلّكم مسؤولٌ عن رعيّته، الأمير الذي على النّاس، والرجل على أهل بيته، وهو مسؤولٌ عن رعيّته، والمرأة راعيةٌ على أهل بيت زوجها، وولده، وهي مسؤولةٌ عنهم، وعبد الرّجل راعٍ على مال سيّده، وهو مسؤولٌ عنه، ألا كلّكم راعٍ، وكلّكم مسؤولٌ عن رعيّته».وأخرج الترمذي، وأبو داود الرواية الأخيرة التي للبخاري.

2029 - (ت د) أبو مريم الأذري - رحمه الله -: قال: دخلت على معاوية فقال: ما أنعمنا بك أبا فلانٍ؟ - هي كلمةٌ تقولها العرب - فقلت: حديثٌ سمعته أخبرك به، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من ولاه الله شيئا من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلّتهم وفقرهم احتجب الله دون حاجته وخلّته، وفقره يوم القيامة» قال: «فجعل معاوية رجلا على حوائج النّاس».أخرجه أبو داود.
وفي رواية الترمذي: عن عمرو بن مرّة الجهني: أنّه قال لمعاوية: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من إمامٍ يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلّة والمسكنة، إلا أغلق الله أبواب السّماء دون خلّته وحاجته، ومسكنته» فجعل معاوية رجلا على حوائج الناس.
وله في أخرى: عن أبي مريم صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وذكر نحوه.

[شرح الغريب]
ما أنعمنا بك: يريد ما أعملك إلينا، وما جاء بك؟ قال الخطابي: أحسبه مأخوذا من قولهم: «ونعمة عين» أي: قرة عين،وإنما يقال ذلك لمن يعتد بزيارته، وفرح بلقائه، كأنه يقول: ما الذي أطلعك علينا، أو حيّانا بلقائك؟ وفي ذلك قوله: «أنعم صباحا» في التحية.
خلتهم: الخلة بفتح الخاء: الحاجة.

2030 - (م س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّ المقسطين عند الله على منابر من نورٍ عن يمين الرّحمن - وكلتا يديه يمينٌ - الّذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا».أخرجه مسلم، والنسائي.
2031 - (خ م) الحسن البصري - رحمه الله -: قال: عاد عبيد الله بن زياد معقل بن يسار المزنيّ في مرضه الذي مات فيه، فقال معقل: إني محدّثك حديثا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- - لو علمت أنّ لي حياة ما حدّثتك - إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من عبدٍ يسترعيه الله رعيّة، يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيّته إلا حرّم الله عليه الجنّة».
وفي رواية: «فلم يحطها بنصيحةٍ، [إلا] لم يجد رائحة الجنّة».
هذه رواية البخاري، ومسلم.
وفي أخرى لمسلم: «ما من أمير يلي أمور المسلمين، ثم لا يجهد لهم، وينصح لهم، إلا لم يدخل معهم الجنّة».

2032 - (م) الحسن البصري - رحمه الله-: أنّ عائذ بن عمرو - وكان من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- - دخل على عبيد الله بن زيادٍ فقال: أي بنيّ، إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنّ شرّ الرّعاء الحطمة»، فإيّاك أن تكون منهم، فقال له: اجلس، فإنما أنت من نخالة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «وهل كان لهم نخالةٌ؟ إنما النخالة بعدهم، وفي غيرهم». أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
الحطمة: بوزن الهمزة: الظلوم الشديد الوطأة.

2033 - (م) عدي بن عميرة الكندي - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من استعملناه منكم على عملٍ، فكتمنا مخيطا فما فوقه، كان غلولا يأتي به يوم القيامة» قال: فقام رجلٌ من الأنصار أسود، كأنّي أنظر إليه، فقال: يا رسول الله اقبل عني عملك، قال: ومالك؟ قال: سمعتك تقول كذا، وكذا، [قال]: وأنا أقوله الآن: «من استعملناه منكم على عملٍ فليجئ بقليله وكثيره، فما أوتي منه أخذ، وما نهي عنه انتهى».أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
مخيطا: المخيط - بكسر الميم وسكون الخاء -: الإبرة.
غلولا: الغلول: السرقة من الغنيمة والفيء.

2034 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أحبّ النّاس إلى الله يوم القيامة وأدناهم منه مجلسا: إمامٌ عادلٌ، وأبغض النّاس إلى الله تعالى، وأبعدهم منه مجلسا: إمامٌ جائرٌ».أخرجه الترمذي.
الفصل الرابع: في كراهية الإمارة، ومنع من سألها
2035 - (د) المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضرب على منكبيه، ثم قال له: «أفلحت يا قديم إن متّ، ولم تكن أميرا، ولا كاتبا، ولا عريفا» أخرجه أبو داود.

2036 - (م د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: قلت: يا رسول الله، ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي ثم قال: «يا أبا ذرٍّ، إنّك ضعيفٌ، وإنّها أمانةٌ، وإنها يوم القيامة خزيٌ وندامةٌ، إلا من أخذها بحقّها، وأدّى الّذي عليه فيها».
وفي رواية قال له: «يا أبا ذرٍّ، إني أراك ضعيفا، وإني أحبّ لك ما أحبّ لنفسي، لا تأمّرنّ على اثنين، ولا تولّينّ مال يتيمٍ».أخرجه مسلم. وأخرج أبو داود الثانية.

2037 - (د) غالب القطان - رحمه الله -: عن رجلٍ من الأنصار عن أبيه عن جدّه: أنّ قوما كانوا على منهلٍ من المناهل، فلمّا بلغهم الإسلام جعل صاحب الماء لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا، فأسلموا، وقسم الإبل بينهم، وبدا له أن يرتجعها، فأرسل ابنه إلى النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ائت النبيّ، فقل [له]: إنّ أبي يقرئك السلام، وإنّه جعل لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا، فأسلموا، وقسم الإبل بينهم، وبدا له أن يرتجعها منهم، أفهو أحقّ بها، أم هم؟ فإن قال لك: لا، أو نعم فقل له: إنّ أبي شيخٌ كبير، وهو عريف الماء، وإنه يسألك أن تجعل لي العرافة بعده، فأتاه، وقال له: إنّ أبي يقرئك السلام، فقال: «عليك، وعلى أبيك السلام»، فقال: إن أبي جعل لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا، فأسلموا وحسن إسلامهم، ثم بدا له أن يرتجعها منهم، أفهو أحقّ بها، أم هم؟ قال: «إن بدا له أن يسلّمها لهم فليسلّمها، وإن بدا له أن يرتجعها فهو أحقّ بها منهم، فإن أسلموا فلهم إسلامهم، وإن لم يسلموا قوتلوا على الإسلام»، وقال: إنّ أبي شيخٌ كبيرٌ، وهو عريف الماء، فإنه يسألك أن تجعل لي العرافة بعده، فقال: «إنّ العرافة حقٌّ، ولابدّ للنّاس من عرافةٍ، ولكنّ العرفاء في النّار».أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
منهل: المنهل: الماء الذي يرده الناس.

2038 - (خ م ت د س) عبد الرحمن بن سمرة - رضي الله عنه -: قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا عبد الرّحمن، لا تسأل الإمارة، فإنّك إن أوتيتها عن مسألةٍ وكلت إليها، وإن أعطيتها من غير مسألةٍ أعنت عليها، وإذا حلفت على يمينٍ فرأيت غيرها خيرا منها فائت الّذي هو خيرٌ، وكفّر عن يمينك» أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.
وأخرج أبو داود، والنسائي [منه] إلى قوله: «أعنت عليها».

2039 - (خ س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّكم ستحرصون على الإمارة، وستكون ندامة يوم القيامة، فنعمت المرضعة، وبئست الفاطمة».
وفي رواية أنه موقوف على أبي هريرة. أخرجه البخاري، والنسائي.

[شرح الغريب]
مرضعة: ضرب المرضعة مثلا للإمارة،وماتوصله إلى صاحبها من المنافع، وضرب الفاطمة مثلا للموت الذي يهدم عليه لذاته، ويقطع تلك المنافع.

2040 - (خ م د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: دخلت على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنا ورجلان من بني عمي، فقال أحدهما: يا رسول الله، أمّرنا على بعض ما ولاك الله - عزّ وجلّ -، وقال الآخر مثل ذلك، فقال: «إنّا والله لا نولّي هذا العمل أحدا سأله، أو أحدا حرص عليه» هذه رواية البخاري، ومسلم.
وقد جاء أطول من هذا بزيادة فيه أوجبت ذكره في موضع آخر من الكتاب.
وفي رواية أبي داود قال: انطلقت مع رجلين إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فتشهّد أحدهما، ثم قال: جئنا لتستعين بنا على عملك، وقال الآخر مثل قول صاحبه، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «إنّ أخونكم عندنا من طلبه».فاعتذر أبو موسى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: لم أعلم لما جاءا له، فلم يستعن بهما على شيءٍ حتى مات.
وفي رواية النسائي قال: أتاني ناسٌ من الأشعريّين، فقالوا: اذهب معنا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإنّ لنا حاجة، فذهبت معهم، فقالوا: يا رسول الله، استعن بنا في عملك، قال أبو موسى: فاعتذرت ممّا قالوا، وأخبرت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّي لا أدري ما حاجتهم، فصدّقني وعذرني، وقال: «إنّا لا نستعين في عملنا بمن سألنا».
وللنسائي في رواية أخرى أطول من هذه، وستجيء مع روايات البخاري، ومسلم في موضعها.

الفصل الخامس: في وجوب طاعة الإمام والأمير
2041 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبدٌ حبشيٌّ، كأنّ رأسه زبيبةٌ، ما أقام فيكم كتاب الله».
وفي رواية: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأبي ذرٍّ: «اسمع، وأطع، ولو لحبشيٍّ، كأنّ رأسه زبيبةٌ» أخرجه البخاري.

[شرح الغريب]
زبيبة: جعل الزبيبة مثلا في سواد الرأس الأسود وجعودة شعره

2042 - (م ت س) أم الحصين الأحمسية - رضي الله عنها - قالت: حججت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حجّة الوداع، فرأيته حين رمى جمرة العقبة وانصرف، وهو على راحلته، ومعه بلالٌ وأسامة: أحدهما يقود به راحلته، والآخر رافعٌ ثوبه على رأس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يظلّه من الشمس، قالت: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قولا كثيرا لم أفهمه، ثمّ سمعته يقول: «إن أمّر عليكم عبدٌ مجدّعٌ - حسبتها قالت: أسود - يقودكم بكتاب الله فاسمعوا [له] وأطيعوا».
وفي رواية: نحوه في الإمارة فقط، وقال: «عبدا حبشيا مجدّعا».وقال: إنّها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمنى، أو بعرفاتٍ. هذه رواية مسلم.
وفي رواية الترمذي قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب في حجّة الوداع، وعليه بردٌ قد التفع به من تحت إبطه، قالت: فأنا أنظر إلى عضلة عضده ترتجّ، سمعته يقول: «يا أيّها النّاس اتّقوا الله، وإن أمّر عليكم عبدٌ حبشيٌّ مجدّعٌ، فاسمعوا وأطيعوا ما أقام فيكم كتاب الله».
وفي رواية النسائي نحو من رواية الترمذي، إلا أنه لم يذكر البرد والتّلفع به.

[شرح الغريب]
مجدع: المجدع: المقطوع الأطراف، وأكثر ما يستعمل في الأنف والأذن.
التفع به: التفع بالثوب: إذا تغطى به، ولفع رأسه بثوبه إذا غطاه به.

2043 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني».
وفي رواية مثله، وفيه: «وإنّما الإمام جنّةٌ يقاتل من ورائه، ويتّقى به، فإن أمر بتقوى الله وعدل، فإنّ له بذلك أجرا، وإن قال بغيره، كان عليه منه وزرا».
أخرجه البخاري، ومسلم، وأخرج النسائي الرواية الأولى.
وفي أخرى للبخاري مثله، وفي أوله: «نحن الآخرون السّابقون...» ثم ذكره.

[شرح الغريب]
جنة: الجنة ما يتقى به الأذى، ويستدفع به الشر.

2044 - (م ت) وائل بن حجر - رضي الله عنه -: قال: سأل سلمة بن يزيدٍ الجعفيّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: يا نبيّ الله، أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقّهم، ويمنعونا حقّنا، فما تأمرنا؟ فأعرض عنه، ثم سأله، فأعرض عنه، ثم سأله في الثانية - أو في الثّالثة - فجذبه الأشعث بن قيسٍ، فقال: «اسمعوا وأطيعوا، فإنّما عليهم ما حمّلوا، وعليكم ما حمّلتم».هذه رواية مسلم.
واختصره الترمذي قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورجلٌ يسأله - فقال: أرأيت إن كان علينا أمراء يمنعونا حقّنا ويسألونا حقّهم؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اسمعوا وأطيعوا، فإنّما عليهم ما حمّلوا، وعليكم ما حمّلتم».

2045 - (خ م [ت]) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّها ستكون بعدي أثرةٌ، وأمورٌ تنكرونها» قالوا: يا رسول الله، كيف تأمر من أدرك ذلك منّا؟ قال: «تؤدّون الحقّ الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم». أخرجه البخاري، ومسلم [والترمذي].
[شرح الغريب]
أثرة: الأثرة اسم من آثر به يؤثر إيثارا: إذا سمح به لغيره وفضله على نفسه، والمراد: إنكم ستجدون بعدي قوما يفضلون أنفسهم عليكم في الفيء ونحوه.

2046 - (خ م ت د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «على المرء المسلم السّمع والطاعة فيما أحبّ أو كره، إلا أن يؤمر بمعصيةٍ، فإن أمر بمعصيةٍ، فلا سمع، ولا طاعة» أخرجه الجماعة إلا الموطأ.
2047 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك وأثرةٍ عليك» أخرجه مسلم، والنسائي.
[شرح الغريب]
منشطك: المنشط مفعل من النشاط، أي في حالة نشاطك، وكذلك قوله: ومكرهك، أي في حالة كراهتك، والمراد: في حالتي الرضى والسخط، والعسر واليسر، والخير والشر.

2048 - (م) عوف بن مالك - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «خيار أئمّتكم: الذين تحبّونهم ويحبونكم، وتصلّون عليهم، ويصلّون عليكم، وشرار أئمّتكم: الّذين تبغضونهم، ويبغضونكم، وتلعنونهم، ويلعنونكم» قال: قلنا: يا رسول الله، أفلا ننابذهم [عند ذلك؟]، قال: «لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا من ولي عليه والٍ، فرآه يأتي شيئا من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعنّ يدا من طاعةٍ» أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
ننابذهم: المنابذة المدافعة والمخاصمة والمقاتلة.

2049 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ألا أخبركم بخيار أمرائكم، وشرارهم؟ خيارهم: الذين تحبّونهم، ويحبّونكم، وتدعون لهم ويدعون لكم، وشرار أمرائكم: الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم، ويلعنونكم».أخرجه الترمذي.
2050 - (م د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «من بايع إماما فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه ما استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا رقبة الآخر».قلت: أنت سمعت هذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟. قال: سمعته أذناي، ووعاه قلبي، قلت: هذا ابن عمّك معاوية يأمرنا أن نفعل، ونفعل؟ قال: «أطعه في طاعة الله، واعصه في معصية الله».
هذه رواية أبي داود، وهو طرف من حديث طويل قد أخرجه مسلم بطوله، وهو مذكور في كتاب الفتن، من «حرف الفاء».

[شرح الغريب]
صفقة يده: كناية عن البيعة والعهد، وذلك أن العادة في التبايع والبيعة: أن يطرح المشتري يده في يد البائع، وكذلك عند البيعة، ويصفق أحدهما يده على الآخر، هذا هو الأصل.
ثمرة قلبه: كناية عن الإخلاص فيما عاهده عليه والتزمه له.

2051 - (م ت د) أم سلمة - رضي الله عنها - أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّه يستعمل عليكم أمراء، فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع»، قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: «لا، ما صلّوا».
أي: من كره بقلبه، وأنكر بقلبه، كذا عند مسلم.
وفي حديث أبي داود: «سيكون عليكم أئمّةٌ تعرفون منهم وتنكرون... الحديث» وأخرجه الترمذي أيضا.

2052 - (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من كره من أميره شيئا فليصبر، فإنّه من خرج من السّلطان شبرا مات ميتة جاهليّة».
وفي رواية: «فليصبر عليه، فإنّه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتته جاهليّةٌ». أخرجه البخاري، ومسلم.

[شرح الغريب]
من فارق الجماعة فميتته جاهلية: معناه كل جماعة عقدت عقدا يوافق الكتاب والسنة، فلا يجوز لأحد أن يفارقهم في ذلك العقد، فإن خالفهم فيه استحق الوعيد.
ومعنى قوله: «فميتته جاهلية» أي على ما مات عليه أهل الجاهلية قبل مبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- من الجهالة والضلالة.

2053 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من خرج من الطّاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت رايةٍ عمّيّةٍ، يغضب لعصبةٍ، أو يدعو إلى عصبةٍ، أو ينصر عصبة، فقتل فقتلةٌ جاهليّةٌ، ومن خرج على أمّتي يضرب برّها وفاجرها، لا يتحاشى من مؤمنها، ولا يفي بعهد ذي عهدها، فليس مني، ولست منه».أخرجه مسلم، والنسائي.
[شرح الغريب]
عمّيّة: العمية الجهالة والضلالة، وهي فعّيلة من العمى.

2054 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ثلاثةٌ لا يكلّمهم اللّه يوم القيامة، ولا يزكّيهم، ولهم عذابٌ أليم: رجلٌ بايع إماما، فإن أعطاه وفى له، وإن لم يعطه، لم يف له».
هذا لفظ الترمذي، وهو طرف من حديث قد أخرجه البخاري، ومسلم عن أبي هريرة، وهو مذكور في فصل «آفات النفس» من كتاب «اللواحق»، وهو في آخر الكتاب.

2055 - (د) بشر بن عاصم: عن عقبة بن مالك - رضي الله عنه - من رهطه قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سريّة، فسلّحت رجلا منهم سيفا، فلما رجع قال: لو رأيت ما لامنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: «أعجزتم إذ بعثت رجلا فلم يمض لأمري: أن تجعلوا مكانه من يمضي لأمري؟». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
فسلحت: سلحت فلانا سيفا، أي جعلته له سلاحا.

2056 - (خ ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: : كتب إلى عبد الملك بن مروان يبايعه، ويقول: «أقرّ لك بالسّمع، والطّاعة على سنّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما استطعت».
وفي رواية: كتب: «إنّي أقرّ بالسّمع، والطّاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين على سنّة الله، وسنّة رسوله، وإنّ بنيّ قد أقرّوا بمثل ذلك».هذه رواية البخاري.
وفي رواية الموطأ: كتب إليه: «بسم الله الرحمن الرحيم، أمّا بعد، لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين، سلامٌ عليك، فإنّي أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، وأقرّ لك بالسّمع، والطّاعة على سنّة اللّه، وسنّة رسوله فيما استطعت».

2057 - (ت) زياد بن كسيب العدوي - رحمه الله -: قال: كنت مع أبي بكرة تحت منبر ابن عامرٍ، وهو يخطب، وعليه ثيابٌ رقاقٌ، فقال أبو بلالٍ: انظروا إلى أميرنا يلبس ثياب الفسّاق ويعظ، فقال أبو بكرة: اسكت، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من أهان السّلطان أهانه الله».
وروي: «سلطان الله في الأرض» أخرجه الترمذي.

الفصل السادس: في أعوان الأئمة والأمراء
2058 - (د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدقٍ، إن نسي ذكّره، وإن ذكر أعانه، وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوءٍ، إن نسي لم يذكّره، وإن ذكر لم يعنه» هذه رواية أبي داود.
وفي رواية النسائي: قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من ولي منكم عملا فأراد الله به خيرا، جعل له وزيرا صالحا، إن نسي ذكّره، وإن ذكر أعانه».

2059 - (خ س) أبو سعيد الخدري، وأبو هريرة - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما بعث الله من نبيٍّ، ولا استخلف من خليفةٍ، إلا كانت له بطانتان: بطانةٌ تأمره بالمعروف، وتحضّه عليه، وبطانةٌ تأمره بالشّرّ، وتحضّه عليه، والمعصوم من عصم الله» أخرجه البخاري.
وأخرجه النسائي عن أبي هريرة وحده، وهذا لفظه: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من والٍ إلا وله بطانتان: بطانةٌ تأمره بالمعروف، وتنهاه عن المنكر، وبطانةٌ لا تألوه خبالا، فمن وقي شرّها فقد وقي وهو من التي تغلب عليه منهما».
وأخرجه النسائي عن أبي سعيد أيضا مثل حديث البخاري.

[شرح الغريب]
بطانتان: بطانة الرجل: صاحب سره، وداخلة أمره الذي يشاوره في أحواله.
لا تألوه خبالا: أي لا تقصر في إفساد أمره، والخبال والخبل الفساد يكون ذلك في الأفعال والأقوال والأجسام.

2060 - (خ) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما بعث اللّه من نبيٍ، ولا كان بعده من خليفةٍ إلا له بطانتان»، وذكر مثل رواية النسائي عن أبي هريرة إلى قوله: «فقد وقي» أخرجه البخاري.
2061 - (ت س) كعب بن عجرة - رضي الله عنه -: قال: خرج [إلينا] رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن خمسةٌ، وأربعةٌ - أحد العددين من العرب، والآخر من العجم- فقال: «اسمعوا، إنه سيكون بعدي أمراء، فمن دخل عليهم فصدّقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم فليس مني، ولست منه، وليس بواردٍ عليّ [الحوض]، ومن دخل عليهم، ولم يعنهم على ظلمهم، ولم يصدّقهم بكذبهم، فهو مني، وأنا منه، واردٌ عليّ الحوض».
وروي: «ومن لم يدخل».في الثاني.
وفي أخرى قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من بعدي، فمن غشي أبوابهم فصدّقهم في كذبهم، وأعانهم على ظلمهم فليس مني، ولست منه، ولا يرد عليّ الحوض، ومن غشي أبوابهم، أو لم يغش، فلم يصدّقهم في كذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم، فهو مني، وأنا منه، وسيرد عليّ الحوض، يا كعب بن عجرة، الصّلاة برهانٌ، والصّوم جنّةٌ حصينةٌ، والصّدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النّار، يا كعب بن عجرة، لا يربو لحمٌ نبت من سحتٍ إلا كانت النّار أولى به».أخرجه الترمذي.
وأخرج النسائي الأولى، وقال فيها: «ونحن تسعةٌ»، ولم يذكر: «من العرب والعجم»، وعيّنهم في رواية أخرى مثلها.

[شرح الغريب]
يربو: ربا الشيء يربو: إذا زاد ونما.
سحت: السحت الحرام الخبيث من المكسب والمطعم والمشرب.

2062 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «السّجلّ كاتبٌ، كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-».أخرجه أبو داود.
الفصل السابع: في أحاديث متفرقة
2063 - (خ م) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهما -: قال: لمّا خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده، وقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ينصب لكلّ غادرٍ لواءٌ يوم القيامة، وإنّا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإنّي لا أعلم غدرا أعظم من أن يبايع رجلٌ على بيع الله ورسوله، ثم ينصب له القتال، وإني لا أعلم أحدا منكم خلعه، ولا بايع في هذا الأمر، إلا كانت الفيصل بيني وبينه».أخرجه البخاري، ومسلم.

[شرح الغريب]
الفيصل: الأمر القاطع بين الشيئين قطعا تاما.

2064 - (م) نافع - رحمه الله -: قال: لما خلعوا يزيد، واجتمعوا على ابن مطيع، أتاه ابن عمر، فقال عبد الله بن مطيع: اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة، فقال له عبد الله بن عمر: إني لم آتك لأجلس، أتيتك لأحدّثك حديثا، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من خلع يدا من طاعةٍ، لقي الله يوم القيامة، ولا حجّة له، ومن مات وليس في عنقه بيعةٌ: مات ميتة جاهليّة».أخرجه مسلم.
2065 - (خ) - أبو وائل عبد الله بن بحير الصنعاني - رحمه الله -: قال: قال عبد الله بن مسعود: لقد أتاني اليوم رجل، فسألني عن أمر؟ فما دريت ما أردّ عليه، قال: «أرأيت رجلا خرج مؤديا نشيطا، يخرج مع أمرائنا في المغازي، فيعزم عليه في أشياء لا نحصيها؟ فقلت له: والله ما أدري ما أقول لك، إلا كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعسى أن لا يعزم علينا في أمر إلا مرّة، حتى يفعله، وإن أحدكم لن يزال بخير ما اتّقى الله، وإذا شك في نفسه شيء سأل عنه رجلا فشفاه منه، فأوشك أن لا تجدوه، والذي لا إله غيره ما أذكر ما غبر من الدّنيا إلا كالثّغب شرب صفوه، وبقي كدره».أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
مؤديا: يقال: رجل مؤد - بالهمز - إذا كان كامل الأداة، ذا قوة على ما يستعان به عليه. والأداة: الآلة، وقد رواه بعضهم «مؤذنا» بالنون، من حسن القيام على الأمر.
الغابر: الذاهب والباقي، فهو من الأضداد.
الثغب: الموضع المطمئن في أعلى الجبل، يستنقع فيه الماء كالغدير.

2066 - (خ) جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه -: قال: «كنت باليمن، فلقيت رجلين من أهل اليمن ذا كلاع، وذا عمرو، فجعلت أحدّثهم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال ذو عمرو: لئن كان الذي يذكر من أمر صاحبك لقد مرّ على أجله منذ ثلاثٍ، فأقبلت، وأقبلا معي، حتى إذا كنا في بعض الطّريق رفع لنا ركبٌ من قبل المدينة، فسألتهم؟ فقالوا: قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واستخلف أبو بكر، والناس صالحون، فقالا: أخبر صاحبك أنّا قد جئنا، ولعلّنا سنعود إن شاء اللّه ورجعا إلى اليمن، فأخبرت أبا بكرٍ بحديثهم، قال: أفلا جئت بهم؟ فلما كان بعد قال لي ذو عمرو: يا جرير، إنّ بك عليّ كرامة، وإنّي مخبرك خبرا، إنّكم معشر العرب لن تزالوا بخيرٍ ما كنتم إذا هلك أميرٌ تأمّرتم آخر، فإذا كانت بالسيف كانوا ملوكا، يغضبون غضب الملوك، ويرضون رضى الملوك».أخرجه البخاري.
2067 - (خ) قيس بن أبي حازم - رحمه الله -: قال: دخل أبو بكر على امرأةٍ من أحمس، يقال لها: زينب، فرآها لا تكلّم، فسأل عنها؟. فقالوا: حجّت مصمتة، فقال لها: تكلّمي، فإنّ هذا لا يحلّ، هذا من عمل الجاهلية، فتكلّمت، فقالت: من أنت؟ قال: أنا امرؤٌ من المهاجرين، قالت: من أيّ المهاجرين؟ قال: من قريش، قالت: من أيّ قريشٍ؟ قال: إنّك لسؤولٌ، أنا أبو بكر، قالت: ما بقاؤنا على هذا الأمر الصّالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية؟ قال: بقاؤكم عليه ما استقامت لكم أئمّتكم، قالت: وما الأئمّة؟ قال: أو ما كان لقومك رؤوسٌ وأشرافٌ يأمرونهم فيطيعونهم؟ قالت: بلى، قال: فهم أولئك على الناس. أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
مصمتة: المصمت: الصامت، يقال: صمت وأصمت: إذا سكت.

2068 - (م) عبد الرحمن بن شماسة المهدي - رحمه الله -: قال: أتيت عائشة أسألها عن شيءٍ؟ فقالت: من أنت؟ فقلت: رجلٌ من أهل مصر، فقالت: كيف كان صاحبكم لكم في غزاتكم هذه؟ فقلت: ما نقمنا [منه] شيئا، إن كان ليموت للرّجل منّا البعير فيعطيه البعير، والعبد فيعطيه العبد، ويحتاج إلى النّفقة فيعطيه النّفقة، فقالت: أما إنّه لا يمنعني الّذي فعل في محمد [بن أبي بكر] أخي أن أخبرك ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سمعته يقول في بيتي هذا: «اللّهمّ من ولي من أمر أمّتي شيئا، فشقّ عليهم، فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمّتي شيئا فرفق بهم، فارفق به».أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
نقمنا: نقمت على فلان كذا: إذا أنكرته منه.

2069 - (د) أبو فراس [الربيع بن زياد] رحمه الله: قال: خطبنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، فقال في خطبته: «إني لم أبعث عمّالي ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، فمن فعل به ذلك فليرفعه إليّ، أقصّه منه»، فقال عمرو بن العاص: «لو أنّ رجلا أدّب بعض رعيتّه، أتقصّه منه؟» قال: «إي والّذي نفسي بيده، إلا أقصّه، وقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقصّ من نفسه».أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
أبشاركم: جمع بشرة، وهي ظاهر جلد الإنسان.
أقصة: آخذ منه القصاص بما فعل به.

2070 - (د) جبير بن نفير، وكثير بن مرة، وعمرو بن الأسود، والمقدام بن معدي كرب، [وأبي أمامة] - رضي الله عنهم -: قالوا: إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا ابتغى الأمير الرّيبة في النّاس أفسدهم».أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
الريبة: التهمة، والمراد: أن الأمير إذا اتهم رعيته، وخامرهم بسوء الظن فيهم، أداهم ذلك إلى ارتكاب ما ظن فيهم ففسدوا.

2071 - يحيى بن سعيد - رحمه الله -: أنّ عثمان بن عفّان - رضي الله عنه - كان يقول: «ما يزع النّاس السلطان أكثر ممّا يزعهم القرآن» أخرجه.
[شرح الغريب]
يزع: وزع يزع: إذا كف وردع.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الخلافة, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir