دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 جمادى الأولى 1431هـ/4-05-2010م, 12:51 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب الدعاء : الباب الأول : آداب الدعاء وجوائزه

الكتاب الأول: في الدعاء
الباب الأول: في آداب الدعاء وجوائزه
الفصل الأول: في الوقت والحالة
2096 - (خ م ط ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ينزل ربّنا كلّ ليلةٍ إلى سماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟» أخرجه البخاري، ومسلم.
وفي رواية لمسلم: «إنّ الله عزّ وجلّ يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأوّل، نزل إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من مستغفرٍ؟ هل من تائبٍ؟ هل من داعٍ؟ حتى ينفجر الفجر».
وفي أخرى: «إذا مضى شطر، أو ثلثاه، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيقول: [هل] من سائلٍ فيعطى؟ هل من داعٍ فيستجاب له؟ هل من مستغفرٍ فيغفر له؟ حتى ينفجر الصّبح».
وفي أخرى له قال: «ينزل الله تعالى إلى السماء الدّنيا كلّ ليلةٍ حين يمضي ثلث الليل الأول، فيقول: أنا الملك، أنا الملك، من ذا الذي يدعوني... الحديث» إلى آخره: وقال: «حتى يضيء الفجر».
وفي أخرى له نحوه، وفي آخره: «ثم يقول: من يقرض غير عديم ولا ظلومٍ».
وفي أخرى نحوه، وفيه: «ثم يبسط يديه تبارك وتعالى، ويقول: من يقرض... وذكر الحديث».
وأخرج الموطأ، والترمذي، وأبو داود الرواية الأولى، وأخرج الترمذي أيضا الرواية الخامسة.
[شرح الغريب]
ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا: النزول والصعود والحركة والسكون من صفات الأجسام، والله تعالى يتقدس عن ذلك، والمراد به: نزول الرحمة والألطاف الإلهية، وقربها من العباد، وتخصيصه لها بالثلث الآخر من الليل، لأن ذلك وقت التهجد وقيام الليل وغفلة الناس عمن يتعرض لنفحات رحمة الله تعالى، وعند ذلك تكون النية خالصة، والرغبة إلى الله تعالى متوفرة، فهو مظنة القبول والإجابة.
عديم: العديم: الذي لا شيء عنده، فعيل بمعنى فاعل.
ظلوم: الظلوم: المبالغ في الظلم،لأن فعولا من أبنية المبالغة.
2097 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: قال: قيل: يا رسول الله أي الدّعاء أسمع؟ قال: «جوف اللّيل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات».أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
جوف الليل: جوف كل شيء: داخله ووسطه، والمراد به: الأوقات التي يخلو الإنسان فيها بربه من أثناء الليل.
دبر الصلوات: دبر كل شيء: وراءه وعقبه، والمراد به: الفراغ من الصلوات.
2098 - (ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الدّعاء بين الأذان والإقامة لا يردّ».
زاد في رواية قال: «فماذا نقول يا رسول الله؟ قال: سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة» أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود قال: «لا يردّ الدّعاد بين الأذان والإقامة» لم يزد.
2099 - (ط د) سهل بن سعد - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ثنتان لا تردّان - أو قلّما تردّان - عند النّداء، وعند البأس، حين يلحم بعضهم بعضا».
وفي رواية قال: «وتحت المطر» هذه رواية أبي داود.
وفي رواية الموطأ قال: «ساعتان تفتح لهما أبواب السماء، وقلّ داعٍ تردّ عليه دعوته: حضرة النداء للصلاة، والصّف في سبيل الله».
[شرح الغريب]
النداء: الأذان بالصلاة.
البأس: الخوف، والمراد به: القتال.
2100 - (ت) عمرو بن عبسة - رضي الله عنه -: أنّه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أقرب ما يكون العبد من ربّه في سجوده، وإذا قام يصلّي في ثلث الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممّن يذكر الله في تلك السّاعة فكن».
وفي رواية الترمذي: «أقرب ما يكون العبد من الرّبّ في جوف الليل الآخر، فإن استطعت... الحديث».
2101 - (م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أقرب ما يكون العبد من ربّه عزّ وجلّ وهو ساجدٌ، فأكثروا الدّعاء».أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي.
2102 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من سرّه أن يستجيب الله له عند الشّدائد والكرب فليكثر الدّعاء في الرّخاء».أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
الشدائد: جمع شديدة: وهي كل ما يمر بالإنسان من مصائب الدنيا.
الرخاء: السعة في العيش وطيبه، وهو ضد الشدة.
2103 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ثلاثةٌ لا تردّ دعوتهم: الصّائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم، يرفعها الله فوق الغمام، وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الرّبّ: وعزّتي لأنصرنّك ولو بعد حينٍ».
وفي رواية: «ثلاث دعواتٍ مستجاباتٌ، لا شكّ في إجابتهنّ: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على الولد».أخرجه الترمذي، وأخرج أبو داود الثانية، وقال: «دعوة الوالد، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم».
[شرح الغريب]
الغمام: السحاب، واحده: غمامة.
2104 - (ت د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من دعوةٍ أسرع إجابة من دعوة غائبٍ لغائبٍ».أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود: «إنّ أسرع الدّعاء إجابة: دعوة غائبٍ لغائبٍ».
2105 - (خ م ت د) س عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث معاذا إلى اليمن، فقال: «اتّق دعوة المظلوم، فإنّها ليس بينها، وبين الله حجابٌ».أخرجه الترمذي.
هذا طرفٌ من حديث طويل قد أخرجه الجماعة إلا الموطأ، وهو بطوله مذكور في كتاب الغزوات من حرف الغين، وقد أخرجه الترمذي بطوله، وأخرج منه هذا الفصل.
الفصل الثاني: في هيئة الداعي
2106 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تستروا الجدر، ومن نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فإنما ينظر في النّار، سلوا الله ببطون أكفّكم ولا تسألوه بظهورها، فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم».
قال أبو داود: روي هذا الحديث من غير وجه عن محمد بن كعب، كلّها واهية، وهذا الطريق أمثلها، وهو ضعيفٌ أيضا.
وفي رواية قال: «إنّ المسألة: أن ترفع يديك حذو منكبيك أو نحوهما، والاستغفار: أن تشير بإصبعٍ واحدةٍ، والابتهال: أن تمدّ يديك جميعا».
زاد في أخرى: «أن تمدّ يديك جميعا، ورفع يديه وجعل ظهورهما مما يلي وجهه». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
لا تستروا الجدر: إنما نهى عن ستر الجدر، لأنه من زي المتكبرين والمترفهين المتنعمين في الدنيا وأرباب اللهو.
الابتهال: التضرع والمبالغة في المسألة.
2107 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رفع يديه حتّى رأيت بياض إبطيه».أخرجه البخاري.
2108 - (د) مالك بن يسار السكوني - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا سألتم الله - عزّ وجلّ - فسلوه ببطون أكفّكم، ولا تسألوه بظهورها».أخرجه أبو داود.
2109 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو هكذا، بباطن كفّيه وظاهرهما».أخرجه أبو داود.
2110 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا رفع يديه في الدّعاء لم يحطّهما حتى يمسح بهما وجهه».أخرجه الترمذي. وفي أخرى له: لم يردّهما.
2111 - (د س) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: قال: مرّ عليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا أدعو، وأشير بإصبعيّ، فقال: «أحّد أحّد، وأشار بالسّبّابة».أخرجه أبو داود، والنسائي.
[شرح الغريب]
أحّد أحد: أمر بالتحيد، أي: اجعله واحدا، وتكراره للمبالغة، فإنه إذا أشار بإصبعين، فكأنه يشير إلى اثنين.
2112 - (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أنّ رجلا كان يدعو بإصبعيه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أحّد أحّد».أخرجه الترمذي، والنسائي.
وقال الترمذي: ومعنى هذا الحديث: إذا أشار الرّجل بأصبعيه في الدّعاء عند الشهادة فلا يشير إلا بإصبع واحدة.
2113 - (د) سهل بن سعد - رضي الله عنه -: قال: «ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شاهرا يديه قطّ يدعو على منبره، ولا على غيره، ولكن رأيته يقول هكذا: وأشار بالسّبّابة، وعقد بالإبهام الوسطى».أخرجه أبو داود.
2114 - (د) السائب بن يزيد - رضي الله عنهما -: عن أبيه: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا دعا فرفع يديه مسح وجهه بيديه».أخرجه أبو داود.
2115 - (ط) عبد الله بن دينار - رحمه الله -: قال: «رآني عبد الله بن عمر، وأنا أدعو وأشير بإصبعين، إصبعٍ من كلّ يدٍ فنهاني».أخرجه الموطأ.
2116 - (ت د س): عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعقد التّسبيح».أخرجه الترمذي، وأبو داود، والنسائي.
وزاد أبو داود في روايةٍ: «بيمينه».
2117 - (ت) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يشير بإصبعه إذا دعا ولا يحرّكها».أخرجه....
2118 - (ت د) سلمان الفارسي - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّ ربّكم حييٌّ كريمٌ، يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردّهما صفرا خائبتين» أخرجه الترمذي، وأبو داود، إلا أن أبا داود لم يذكر «خائبتين».
2119 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أنّ الله لا يستجيب دعاء من قلبٍ غافلٍ لاهٍ».أخرجه الترمذي.
الفصل الثالث: في كيفية الدعاء
2120 - (ت د س) فضالة بن عبيد - رضي الله عنه -: قال: سمع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- رجلا يدعو في صلاته، فلم يصلّ على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «عجل هذا» ثمّ دعاه فقال له - أو لغيره -: «إذا صلّى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثّناء عليه، ثمّ ليصلّ على النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ثمّ ليدع بعد ما شاء».
وفي روايةٍ قال: بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاعدٌ، إذ دخل رجلٌ فصلّى فقال: اللّهمّ اغفر لي وارحمني، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «عجلت أيّها المصلّي، إذا صلّيت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله، وصلّ عليّ، ثم ادعه، قال: ثم صلّى رجلٌ آخر بعد ذلك، فحمد الله، وصلّى على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فقال له النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: أيّها المصلّي، ادع الله تجب».أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود: أنّه سمع رجلا يدعو في صلاته، لم يمجّد الله، ولم يصلّ على النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «عجل هذا، ثم دعاه، فقال له - أو لغيره -: إذا صلّى أحدكم فليبدأ بتحميد ربّه، والثّناء عليه، ويصلّي على النبيّ-صلى الله عليه وسلم- ثم يدعو بعد ما شاء».
وفي رواية النسائي مثل رواية أبي داود، وفيه: فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «عجل هذا المصلّي، ثم علّمهم رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، ثم سمع رجلا يصلّي، فمجّد الله وحمده، وصلى على النبيّ-صلى الله عليه وسلم-، فقال النبيّ-صلى الله عليه وسلم-: ادع تجب، سل تعط».
[شرح الغريب]
لم يمجد: التمجيد: التعظيم وقيل: المجد الشريف.
2121 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الدّعاء موقوفٌ بين السّماء والأرض، لا يصعد حتى يصلّى عليّ، فلا تجعلوني كغمر الرّاكب، صلوا عليّ، أوّل الدّعاء، وأوسطه، وآخره» هذه الرواية ذكرها رزين.
وأخرجه الترمذي موقوفا على عمر، وقال في آخره: «حتى تصلّي على نبيّك -صلى الله عليه وسلم-».
[شرح الغريب]
كغمر الراكب: الغمر: القدح الصغير، والمعنى: أن الراكب يحمل رحله وأزواده ويترك قعبه إلى آخر ترحاله، ثم يعلقه إما على آخرة الرحل أو نحوها، كالعلاوة،فليس عنده بمهم، فنهاهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يجعلوا الصلاة عليه كالغمر الذي لا يقدم في المهام فيجعل تبعا، والمراد به: الحث على الصلاة عليه أولا ووسطا، والاهتمام بشأنها.
2122 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: كنت أصلي والنبيّ -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكرٍ، وعمر معه، فلما جلست بدأت بالثّناء على الله، ثم الصلاة على النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ثم دعوت لنفسي، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «سل تعطه، سل تعطه».أخرجه الترمذي.
2123 - (ت) أبيّ بن كعب - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا ذكر أحدا فدعا له، بدأ بنفسه» أخرجه الترمذي.
2124 - (د) أبو مصبح المفرائي - رحمه الله -: قال: «كنّا نجلس إلى أبي زهيرٍ النّميريّ - وكان من الصحابة - فيحدّث أحسن الحديث، فإذا دعا الرجل منا بدعاءٍ قال: اختمه بآمين، فإنّ آمين مثل الطّابع على الصّحيفة، قال أبو زهير: أخبركم عن ذلك: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلةٍ، فأتينا على رجلٍ قد ألحّ في المسألة، فوقف رسول الله يستمع منه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أوجب إن ختم، فقال رجل من القوم: بأي شيءٍ يختم يا رسول الله؟ قال: بآمين، فإنّه إن ختم بآمين فقد أوجب، فانصرف الرجل الذي سأل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فأتى الرجل فقال: يا فلان، اختم بآمين وأبشر». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
الطابع: الخاتم، يريد أنه يختم عليها وترفع: تدخر كما يفعل الإنسان بما يعز عليه من ماله إذا خزنه.
أوجب الرجل: إذا فعل فعلا تجب له به الجنة أو النار.
2125 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة، ولا يقل: اللّهم إن شئت فأعطني، فإنّ الله لا مستكره له» أخرجه البخاري، ومسلم.
[شرح الغريب]
فليعزم: عزمت على الأمر: إذا عقدت قلبك عليه، وجددت في فعله، والعزم: الجد والقطع على فعل الشيء ونفي التردد عنه، المعنى: لا تكن في دعائك مترددا، بل اجزم المسألة.
2126 - (خ م ط ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت، اللّهمّ ارحمني إن شئت، ولكن ليعزم المسألة، فإنّ الله لا مكره له» أخرجه الجماعة إلا النسائي.
وفي رواية للبخاري قال: «لا يقل أحدكم: اللّهمّ اغفر لي إن شئت، ارحمني إن شئت، ارزقني إن شئت، وليعزم مسألته، إنّه يفعل ما يشاء، لا مكره له».
وفي رواية لمسلم: «لا يقولنّ أحدكم: اللّهمّ اغفر لي إن شئت، ارحمني إن شئت، ليعزم في الدعاء، فإنّ الله صانعٌ ما شاء، لا مكره له».
وفي أخرى له: «إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللّهمّ اغفر لي إن شئت، ولكن ليعزم، وليعظّم الرّغبة، فإنّ الله لا يتعاظمه شيءٌ أعطاه».
2127 - (د) ابن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: قال: سمعني أبي، وأنا أقول: اللّهمّ إني أسألك الجنّة، ونعيمها، وبهجتها، وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها، وكذا وكذا، فقال لي: يا بنيّ، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «سيكون قومٌ يعتدون في الدّعاء، فإيّاك أن تكون منهم، إنّك إن أعطيت الجنّة أعطيتها وما فيها من الخير، وإن أعذت من النّار أعذت منها، وما فيها من الشّرّ».أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
وبهجتها: البهجة: الحسن والنضارة.
يعتدون: الاعتداء: مجاوزة الحد في الأمر، والمراد: الخروج في الدعاء عن الوضع الشرعي والسنة المأثورة.
2128 - (د) ابن مغفل - رضي الله عنه -: «سمع ابنه يقول: اللّهمّ إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنّة إذا دخلتها، فقال: أي بنيّ سل اللّه الجنّة، وتعوّذ به من النار، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: سيكون في هذه الأمّة قومٌ يعتدون في الطّهور والدّعاء».
أخرجه أبو داود.
2129 - (خ م ت د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: «كنّا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفرٍ، فجعل النّاس يجهرون بالتكبير، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أيّها النّاس، إربعوا على أنفسكم، إنّكم لا تدعون أصمّا، ولا غائبا، إنكم تدعون سميعا بصيرا، وهو معكم، والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته، قال أبو موسى: وأنا خلفه أقول: لا حول ولا قوّة إلا بالله في نفسي، فقال: يا عبد الله بن قيسٍ، ألا أدلّك على كنزٍ من كنوز الجنّة؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: لا حول ولا قوّة إلا بالله».
هذه رواية البخاري، ومسلم، ولهما رواية أخرى تجيء عند ذكر «لا حول ولا قوة إلا بالله» في آخر كتاب الدّعاء.
وفي رواية الترمذي قال: «كنّا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزاةٍ، فلما قفلنا أشرفنا على المدينة، فكبّر النّاس تكبيرة ورفعوا بها أصواتهم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنّ ربّكم ليس بأصمّ، ولا غائبٍ، هو بينكم، وبين رؤوس رحالكم، ثم قال: يا عبد الله بن قيسٍ، ألا أعلّمك كنزا من كنوز الجنة؟ لا حول، ولا قوة إلا بالله».
وفي رواية أبي داود نحو من رواية الترمذي، ومن رواية البخاري، ومسلم.
[شرح الغريب]
إربعوا: يقال: أربع على نفسك، أي: تثبت، وانتظر.
راحلته: الراحلة: البعير القوي على الأسفار، والأحمال، سواء فيه الذكر والأنثى.
2130 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: قال: سمع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- رجلا يدعو يقول: «اللّهمّ إني أسألك تمام النّعمة»، فقال: أيّ شيءٍ تمام النّعمة؟، قال: «دعوةٌ دعوت بها أرجو بها الخير»، قال: فإنّ تمام النّعمة: دخول الجنة، والفوز من النار، وسمع رجلا يقول: يا ذا الجلال والإكرام، فقال: قد استجيب لك فسل، وسمع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- رجلا وهو يقول: «اللّهمّ إني أسألك الصّبر»، قال: «سألت الله البلاء، فسله العافية».أخرجه الترمذي.
2131 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستحبّ الجوامع من الدّعاء، ويدع ما سوى ذلك» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
الجوامع: الأشياء التي تجمع الأشياء، جمع جامعة، أي: خصلة جامعة، وألفاظ «جامعة» لمقاصد الحاجة، أو جامعة للثناء على الله تعالى والسؤال.
2132 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله-صلى الله عليه وسلم- كان يعجبه أن يدعو ثلاثا ويستغفر ثلاثا».أخرجه أبو داود.
الفصل الرابع: في أحاديث متفرقة
2133 - (خ م ط ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت ربي، فلم يستجب لي».أخرجه الجماعة إلا النسائي.
وفي أخرى لمسلم قال: «لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحمٍ ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت، وقد دعوت فلم أر يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك، ويدع الدعاء».
وفي رواية الترمذي قال: «ما من رجل يدعو الله بدعاءٍ إلا استجيب له، فإمّا أن يعجّل له في الدنيا، وإمّا أن يدّخر له في الآخرة، وإمّا أن يكفّر عنه من ذنوبه، بقدر ما دعا، ما لم يدع بإثمٍ، أو قطيعة رحّمٍ، أو يستعجل، قالوا: يا رسول الله، وكيف يستعجل؟ قال: يقول: دعوت ربي فما استجاب لي».
وفي أخرى له قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من عبدٍ يرفع يديه حتى يبدو إبطه يسأل الله مسألة، إلا آتاه الله إيّاها ما لم يعجل، قالوا: يا رسول الله، وكيف عجلته؟ قال: يقول: قد سألت وسألت فلم أعط شيئا».
[شرح الغريب]
قطيعة رحم: القطيعة الهجر والصد والرحم الأقارب والأهلون، والمراد: أن لا يصل أهله ويبرهم ويحسن إليهم.
فيستحسر: الاستحسار: الاستنكاف عن السؤال، وأصله من حسر الطرف. إذا كلّ وضعف نظره. يعني: أن الداعي إذا تأخرت إجابته تضجر ومل، فترك الدعاء واستنكف.
2134 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله عزّ وجل ساعة نيلٍ، فيها عطاءٌ، فيستجيب لكم» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
نيل: النيل والنوال: العطاء.
2135 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليسأل أحدكم ربّه حاجته كلّها، حتى يسأل شسع نعله، إذا انقطع».
زاد في رواية عن ثابت البناني مرسلا: «حتى يسأله الملح، وحتى يسأله شسعه إذا انقطع».أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
شسع نعله: شسع النعل: سير من سيورها التي تكون على وجهها يدخل بين الأصابع.
2136 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من لم يسأل الله يغضب عليه».أخرجه الترمذي.
2137 - (ت) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «سلوا اللّه من فضله، فإن الله يحبّ أن يسأل، وأفضل العبادة انتظار الفرج».أخرجه الترمذي.
2138 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنّ امرأة قالت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صلّ عليّ، وعلى زوجي، فقال: صلّى الله عليك، وعلى زوجك».أخرجه أبو داود.
2139 - (م د) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: أنّه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من عبدٍ مسلمٍ يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثلٍ».هذه رواية مسلم.
وفي رواية أبي داود قال: «إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة: آمين، ولك بمثلٍ».
وفي أخرى لمسلم: قال صفوان بن عبد الله بن صفوان: «قدمت الشام، فأتيت أبا الدرداء في منزله، فلم أجده، ووجدت أمّ الدّرداء، فقالت: أتريد الحجّ العام؟ فقلت: نعم، قالت: فادع لنا بخيرٍ، فإنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابةٌ، عند رأسه ملكٌ موكّلٌ، كلّما دعا لأخيه بخيرٍ قال الملك الموكّل به: [آمين] ولك بمثل.
قال: فخرجت إلى السوق فلقيت أبا الدّرداء، فقال لي مثل ذلك، يرويه عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-».
قال الحميديّ: إنّ خلفا الواسطيّ جعل هذه الرواية في مسند أمّ الدّرداء، وقال: قال البرقانيّ: هذه أمّ الدّرداء: هي الصّغرى التي روت هذا الحديث، وليس لها صحبةٌ، ولا سماعٌ من النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وإنما هو من مسند أبي الدرداء، وأمّا أمّ الدرداء الكبرى، فلها صحبة، وليس لها في كتابي البخاري، ومسلم حديث.
قال الحميديّ: وقد أخرج مسلم متّصلا بهذه الرواية التي ذكرناها إملاء عن أم الدرداء عن أبي الدرداء، ليدل بذلك على أن هذه الرواية أيضا عنها عنه عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، والله أعلم.
2140 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من دعا على من ظلمه فقد انتصر».أخرجه الترمذي.


التوقيع :

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدعاء, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir