دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 جمادى الأولى 1431هـ/4-05-2010م, 12:31 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب خلق العالم

الكتاب الثالث: في خلق العالم
الفصل الأول: في بدء لخلق
1988 - (خ ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: قال: «دخلت على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وعقلت ناقتي بالباب، فأتى ناسٌ من بني تميمٍ، فقال: اقبلوا البشرى يا بني تميمٍ، قالوا: بشّرتنا فأعطنا، مرّتين، فتغيّر وجهه، ثم دخل عليه ناسٌ من أهل اليمن، فقال: اقبلوا البشرى يا أهل اليمن، إذ لم يقبلها بنو تميمٍ، قالوا: قبلنا يا رسول اللّه، ثم قالوا: جئنا لنتفقّه في الدّين، ولنسألك عن أوّل هذا الأمر: ما كان؟ قال: كان اللّه ولم يكن شيءٌ قبله، وكان عرشه على الماء، ثمّ خلق السّموات والأرض، وكتب في الذّكر كلّ شيء، ثمّ أتى رجلٌ، فقال: يا عمران، أدرك ناقتك فقد ذهبت، فانطلقت أطلبها، فإذا السّراب ينقطع دونها، وأيم اللّه لوددت أنّها قد ذهبت ولم أقم».
وفي رواية: «لوددت أني كنت تركتها» أخرجه البخاري.
وأخرج الترمذي منه إلى قوله: «قبلنا يا رسول الله».

1989 - (ت) أبو رزين العقيلي - رضي الله عنه -: قال: «قلت: يا رسول الله، أين كان ربّنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: كان في عماءٍ ما تحته هواءٌ، وما فوقه هواءٌ، وخلق عرشه على الماء».
أخرجه الترمذي، وقال: قال أحمد: قال يزيد: «العماء: أي ليس معه شيء».

[شرح الغريب]
في عماء: العماء في اللغة: السحاب الرقيق،و قيل: الكثيف وقيل الضباب، ولابد في الحديث من حذف، تقديره: أين كان عرش ربنا، فحذف كقوله تعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة} [البقرة: 21] أي: أمر الله، ويدلك على هذا المحذوف قوله تعالى: {وكان عرشه على الماء} [هود: 7] وحكي عن بعضهم«في عمى» مقصور، وهو كل أمر لا تدركه الفطن.
قال الأزهري: قال أبو عبيد: إنما تأولنا هذا الحديث على كلام المعقول عنهم، وإلا فلا ندري كيف كان ذلك العماء، قال الأزهري: فنحن نؤمن به ولانكيفه بصفة.

1990 - (خ) طارق بن شهاب: قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: «قام فينا رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- مقاما، فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم، وأهل النّار منازلهم، حفظ ذلك من حفظه، ونسيه من نسيه» أخرجه البخاري.
1991 - أبي بن كعب - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقول: «أوّل ما خلق اللّه القلم، فقال له: اكتب، فجرى بما هو كائن إلى الأبد» أخرجه....
1992 - عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لمّا خلق اللّه العقل قال له: أقبل فأقبل، وأدبر فأدبر، فقال له: ما خلقت خلقا أحبّ إليّ منك، ولا أركّبك إلا في أحبّ الخلق إليّ» أخرجه....
1993 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «أذن لى أن أحدّث عن ملكٍ من ملائكة اللّه من حملة العرش: أنّ ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه: مسيرة سبعمائة عامٍ».أخرجه أبو داود.
الفصل الثاني: في خلق السماء والأرض وما فيها من النجوم والآثار العلوية
1994 - (د ت) العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه -: قال: «كنت جالسا في البطحاء في عصابةٍ، ورسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- فيهم، إذ مرّت سحابةٌ، فنظروا إليها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هل تدرون ما اسم هذه؟ قالوا: نعم، هذه السّحاب، قال: والمزن، قالوا: والمزن، قال رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-: والعنان، قالوا: والعنان، ثم قال لهم رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-: تدرون كم بعد ما بين السماء والأرض؟ قالوا: لا والله، ما ندري، قال: فإنّ بعد ما بينهما، إمّا قال: واحدةٌ، وإمّا اثنتان، وإمّا ثلاث وسبعون سنة، وبعد السّماء التي فوقها كذلك، وكذلك، حتى عدّدهنّ سبع سمواتٍ كذلك، ثم فوق السماء السابعة بحرٌ بين أعلاه وأسفله كما بين سماءٍ إلى سماءٍ، وفوق ذلك ثمانية أوعالٍ، بين أظلافهنّ وركبهنّ ما بين سماءٍ إلى سماءٍ، ثم فوق ظهورهنّ العرش، بين أسفله وأعلاه مثل ما بين السّماء إلى السّماء، والله - عزّ وجلّ- فوق ذلك».أخرجه الترمذي، وأبو داود.

[شرح الغريب]
العنان والمزن: السحاب، الواحدة: عنانة ومزنة.

1995 - قتادة، وعبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما -: قال: «بينما رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- جالسٌ مع أصحابه يوما، إذ مرّ سحابٌ، فقال: أتدرون ما هذا؟ هذا العنان، هذه روايا الأرض يسوقها الله إلى قومٍ لا يعبدونه، ثم قال: أتدرون ما هذه السّماء؟ موجٌ مكفوف، وسقفٌ محفوظٌ، وفوق ذلك سماءٌ أخرى، حتّى عدّ سبع سمواتٍ، وهو يقول: أتدرون ما بينهما؟ ثم يقول: خمسمائة عامٍ، ثم قال: أتدرون ما فوق ذلك؟ فوق ذلك العرش».
وفي حديث ابن مسعود: «وفوق ذلك الماء، وفوق الماء العرش، واللّه فوق العرش، لا يخفى عليه شيءٌ من أعمال بني آدم، ثم قال: أتدرون ما هذه الأرض؟ قال: تحتها أخرى، بينهما خمسمائة عام،حتّى عدّ سبع أرضين...» وذكر الحديث.
وعن عبد الله قال: «خلق اللّه سبع سمواتٍ، غلظ كلّ واحدة مسيرة خمسمائة [عام]...» وذكر نحو ما تقدم. أخرجه.

[شرح الغريب]
روايا الأرض: الروايا (من الإبل): الحوامل للماء. واحدتها: راوية، والعامة تجعلها المزادة نفسها.
1996 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «بينما نبيّ اللّه -صلى الله عليه وسلم- جالسٌ وأصحابه، إذ أتى عليهم سحابٌ، فقال نبيّ اللّه -صلى الله عليه وسلم-: أتدرون ما هذه؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: هذه العنان، هذه روايا الأرض، يسوقها اللّه إلى قومٍ لا يشكرونه، ولا يدعونه، ثم قال: هل تدرون ما فوقكم؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: فإنها الرّقيع: سقفٌ محفوظٌ، وموجٌ مكفوفٌ، ثم قال: هل تدرون ما بينكم وبينها؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: بينكم وبينها خمسمائة عامٍ، ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: [فإنّ فوق ذلك] سماءين، [بعد] ما بينهما خمسمائة سنةٍ، ثم قال كذلك، حتى عدّ سبع سمواتٍ، ما بين كلّ سماءين ما بين السّماء والأرض، ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: إنّ فوق ذلك العرش، وبينه وبين السماء بعد ما بين السّماءين، ثم قال: هل تدرون ما الذي تحتكم؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: إنّها الأرض، ثم قال: هل تدرون ما تحت ذلك؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: إن تحتها أرضا أخرى، بينهما مسيرة خمسمائة سنةٍ، حتى عدّ سبع أرضين، بين كلّ أرضين مسيرة خمسمائة سنة، ثم قال: والذي نفس محمدٍ بيده، لو أنّكم دلّيتم بحبل إلى الأرض السّفلى، لهبط على الله، ثم قرأ: {هو الأوّل والآخر والظّاهر والباطن وهو بكلّ شيءٍ عليمٌ} [الحديد: 3]».
قال أبو عيسى: قراءة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- الآية تدل على أنه أراد: لهبط على علم الله وقدرته وسلطانه، وعلم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان، وهو على العرش، كما وصف نفسه في كتابه. أخرجه الترمذي.

[شرح الغريب]
الرقيع: السماء، وقيل: هو اسم سماء الدنيا.

1997 - (د) جبير بن مطعم - رضي الله عنه -: قال: «أتى رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- أعرابيٌّ فقال: يا رسول اللّه، جهدت الأنفس، وضاعت العيال، ونهكت الأموال، وهلكت الأنعام، فاستسق اللّه لنا، فإنّا نستشفع بك على اللّه، ونستشفع بالله عليك، قال رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-: ويحك، أتدري ما تقول؟ وسبّح رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- فما زال يسبّح، حتى عرف ذلك في وجه أصحابه، ثم قال: إنه لا يستشفع بالله على أحدٍ من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك، ويحك، أتدري ما اللّه؟ إن عرشه على سماواته لهكذا، وقال بأصبعه - مثل القبة عليه - وإنّه ليئطّ أطيط الرّحل بالرّاكب».
وفي رواية: «إنّ الله فوق عرشه، وعرشه فوق سماواته... الحديث».أخرجه أبو داود.

[شرح الغريب]
جهدت: الجهد - بفتح الجيم -: المشقة، وبضمها: الطاقة.
نهكت: النهك: المرض، والمراد به ها هنا: التلف.
أطيط: الرحل الأطيط: قد ذكر في «كتاب الخوف» والرحل: كور الناقة، قال الخطابي: وهذا الكلام إذا أجري على ظاهره كان فيه نوع من الكيفية، والكيفية عن الله عز وجل وعن صفاته منفية، فعقل أنه ليس المراد منه تحقيق هذه الصفة، ولا تحديده على هذه الهيأة إنما هو كلام تقريب أريد به: تقريب عظمة الله تعالى في النفوس، وإفهام السائل من حيث يدركه فهمه، إذا كان أعرابيا جافيا لا علم له بمعاني ما دق من الكلام، وفي الكلام حذف وإضمار، فمعنى قوله: «أتدري ما الله؟»: ما عظمة الله وجلاله؟ ومعنى قوله: «إنه ليئط به» ليعجز عن عظمته إذا كان معلوما أن أطيط الرحل بالراكب إنما يكون لقوة ما فوقه، ولعجزه عن احتماله فقرر بهذا التمثيل والتشيبه معنى عظمة الله وجلاله في نفس السائل، وأن من يكون كذلك لا يجعل شفيعا إلى من دونه، والله أعلم.

1998 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «أخذ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- بيدي، فقال: خلق الله التّربة يوم السّبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشّجر يوم الإثنين، وخلق المكروه يوم الثّلاثاء، وخلق النّور يوم الأربعاء، وبثّ فيها الدّوابّ يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة في آخر الخلق، وآخر ساعةٍ من النّهار، فيما بين العصر إلى اللّيل».أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
المكروه: ضد المحبوب،كأن المراد به ها هنا: الشر، لقوله في الحديث: «وخلق النور يوم الأربعاء» والنور خير.

1999 - (خ م ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: كنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المسجد عند غروب الشّمس، فقال: «يا أبا ذرٍّ، أتدري أين تذهب هذه الشّمس؟» فقلت: الله ورسوله أعلم، قال: «تذهب لتسجد تحت العرش، فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها، فيقال لها: ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها، فذلك قوله عز وجل: {والشّمس تجري لمستقرٍ لها ذلك تقدير العزيز العليم} [يس: 38]».
وفي رواية: ثم قرأ: «{ذلك مستقرٌّ لها}» في قراءة عبد الله».
وفي رواية: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تدرون متى ذاكم؟ ذاكم حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيرا».
وفي أخرى مختصرا قال: «سألت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن قوله: {والشمس تجري لمستقرٍ لها}؟ قال: «مستقرّها تحت العرش».
هذا روايات البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي مثل الأولى.

2000 - (د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: كنت رديف رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- وهو على حمارٍ، والشمس عند غروبها، فقال: «هل تدري أين تذهب هذه؟» قلت: الله ورسوله أعلم،قال: «فإنها تغرب في عينٍ حاميةٍ» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
حامية: حارة.

2001 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «الشّمس والقمر مكوّران يوم القيامة» أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
مكوران: التكوير: لف العمامة، والمراد: أن السماء والأرض تجمعان وتلفان كما تلف العمامة.

2002 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: أقبلت يهود إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فقالوا: أخبرنا عن الرّعد ما هو؟ قال: «ملكٌ من الملائكة موكّلٌ بالسّحاب، معه مخاريق من نارٍ يسوقها بها حيث شاء الله» قالوا: فما هذا الصّوت الذي نسمع؟ قال: «زجره للسحاب حتى تنتهي حيث أمرت» قالوا: صدقت، فأخبرنا عمّا حرّم إسرائيل على نفسه؟. قال: «اشتكى عرق النّسا، فلم يجد شيئا يلائمه - يعني: العرق - إلا لحوم الإبل، وألبانها، فلذلك حرّمها».قالوا: صدقت. أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
مخاريق: جمع مخراق، وهو في الأصل منديل يفتل ويلوي ويجعل كالجبل يتضارب به الصّبيان.
عرق النّسا: اللغة الفصحى: النّسا بغير عرق، فلا يقال: عرق النّسا.
2003 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اشتكت النّار إلى ربها، فقالت: ربّ أكل بعضي بعضا، فأذن لها بنفسين: نفسٍ في الشّتاء، ونفسٍ في الصيف، فهو أشدّ ما تجدون من الحرّ، وأشدّ ما تجدون من الزّمهرير» أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.

2004 - (خ) قتادة - رحمه الله -: قال: «{ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح} [الملك: 5] خلق هذه النّجوم لثلاثٍ: جعلها زينة للسّماء، ورجوما للشّياطين، وعلاماتٍ يهتدى بها، فمن تأوّل فيها غير هذا فقد أخطأ حظّه، وأضاع نصيبه، وتكلّف ما لا يعنيه، وما لا علم له به، وما عجز عن علمه الأنبياء والملائكة صلوات الله عليهم أجمعين».
وعن الربيع مثله، وزاد: «واللّه ما جعل اللّه في نجمٍ حياة أحدٍ ولا رزقه، ولا موته، وإنما يفترون على اللّه الكذب، ويتعلّلون بالنجوم».
أخرجه [البخاري استشهادا إلى قوله: «لا علم له به»].

الفصل الثالث: في خلق آدم، ومن جاء صفته من الأنبياء عليهم السلام
2005 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «خلق اللّه آدم عليه السلام، وطوله: ستّون ذراعا، ثم قال: اذهب فسلّم على أولئك - نفرٍ من الملائكة - فاستمع ما يحيّونك، فإنّها تحيّتك وتحيّة ذرّيّتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله، فكلّ من يدخل الجنّة على صورة آدم، قال: فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن».وفي رواية: «خلق آدم على صورته». أخرجه البخاري ومسلم.

2006 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «لمّا صوّر اللّه -عزّ وجلّ - آدم في الجنة تركه ما شاء أن يتركه، فجعل إبليس يطيف به، وينظر إليه، فلما رآه أجوف عرف أنّه خلقٌ لا يتمالك» أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
يطيف به: أطاف بالشيء: إذا دار به وأحاط بجوانب.
أجوف لا يتمالك: شيء أجوف: خال وإذا وصف الإنسان بالخفة والطيش قيل: لا يتمالك ولا يتماسك.

2007 - (ت د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنّ الله تبارك وتعالى خلق آدم من قبضةٍ قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، منهم الأحمر، والأبيض، والأسود، وبين ذلك، والسّهل والحزن، والخبيث، والطّيّب».أخرجه الترمذي، وأبو داود.
2008 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «لمّا خلق الله آدم، ونفخ فيه الرّوح عطس، فقال: الحمد للّه، فحمد اللّه بإذنه، فقال له ربّه: يرحمك الله يا آدم اذهب إلى أولئك الملائكة - إلى ملإٍ منهم جلوس- فقل: السلام عليكم، فقال: السلام عليكم، قالوا: عليك السلام ورحمة الله، ثم رجع إلى ربّه، فقال: إنّ هذه تحيّتك، وتحيّة بنيك بينهم، فقال له: الله، ويداه مقبوضتان: اختر أيّهما شئت، قال: اخترت يمين ربي، وكلتا يدي ربي يمينٌ مباركة، ثم بسطها، فإذا فيها آدم وذريّته، فقال: أي ربّ، ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذرّيّتك، فإذا كلّ إنسانٍ مكتوبٌ عمره بين عينيه، فإذا فيهم رجلٌ أضوأهم - أو من أضوئهم - قال: يا ربّ، من هذا؟ قال: هذا ابنك داود، كتبت له عمر أربعين سنة، قال: يا ربّ زد في عمره، قال: ذلك الّذي كتبت له، قال: أي ربّ، فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة، قال: أنت وذاك، قال: ثم سكن الجنّة ما شاء الله، ثم أهبط منها، وكان آدم يعدّ لنفسه، فأتاه ملك الموت، فقال له آدم: قد عجلت، قد كتب لي ألف سنةٍ، قال: بلى، ولكنّك جعلت لابنك داود ستين سنة، فجحد، فجحدت ذرّيّته، ونسي فنسيت ذرّيّته. قال: فمن يومئذٍ أمر بالكتاب والشّهود» أخرجه الترمذي.
2009 - (م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «خلقت الملائكة من نورٍ،وخلق الجانّ من مارجٍ من نارٍ،وخلق آدم ممّا وصف لكم» أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
مارج: المارج: لهب النار المختلط بسوادها.

2010 - (خ م ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: لا والله ما قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لعيسى: أحمر، ولكن قال: «بينما أنا نائمٌ أطوف بالبيت، فإذا رجلٌ آدم سبط الشّعر، يهادى بين رجلين، ينطف رأسه ماء - أو يهراق رأسه ماء - فقلت: من هذا؟ قالوا: ابن مريم، فذهبت ألتفت، فإذا رجلٌ أحمر جسيمٌ جعد الرّأس، أعور عينه اليمنى، كأنّ عينه اليمنى عنبةٌ طافيةٌ، قلت: من هذا؟ قالوا: [هذا] الدّجال، وأقرب النّاس به شبها ابن قطنٍ».قال الزهري: رجلٌ من خزاعة هلك في الجاهليّة، ليس عند مسلم قول الزهري.
وفي رواية قال: ذكر رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يوما بين ظهراني النّاس: المسيح الدّجال، [فقال: «إنّ الله تبارك وتعالى ليس بأعور، ألا إنّ المسيح الدّجّال أعور عين اليمنى، كأنّ عينه عنبةٌ طافيةٌ، قال: وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أراني اللّيلة في المنام عند الكعبة، فإذا رجلٌ آدم، كأحسن ما ترى من أدم الرّجال، تضرب لمّته بين منكبيه، رجل الشّعر، يقطر رأسه ماء، واضعا بيديه على منكبي رجلين، هو بينهما، يطوف بالبيت. فقلت: من هذا؟ فقالوا: المسيح ابن مريم، ورأيت وراءه رجلا جعدا قططا، أعور عين اليمنى، كأشبه من رأيت من النّاس بابن قطنٍ، واضعا يديه على منكبي رجلين، يطوف بالبيت، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا المسيح الدّجّال».
وفي رواية قال: قال النبيّ-صلى الله عليه وسلم-: «رأيت عيسى، وموسى، وإبراهيم - عليهم السلام -، فأمّا عيسى: فأحمر جعدٌ، عريض الصّدر، وأمّا موسى: فآدم جسيمٌ سبطٌ، كأنّه من رجال الزّطّ».هكذا في كتاب البخاري، وليس فيه ذكر إبراهيم.
وقد ذكره البرقانيّ فيما حكاه الحميديّ، فقيل له: فإبراهيم؟ قال: «شبيه صاحبكم».
قال الحميديّ: قال أبو مسعود [الدمشقي]: كذا في البخاري في سائر النسخ، عن مجاهد عن ابن عمر، وإنما رواه الناس عن محمد بن كثير، فقالوا: مجاهد عن ابن عباس، وعلى روايتهم اعتمد أبو بكر البرقاني، فأخرجه في مسند ابن عباس، أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ.

[شرح الغريب]
آدم: رجل آدم: شديد السمرة.
يهاديك: تهادى الرجل في مشيته: إذا تمايل، ورأيت فلانا يهادى بين رجلين: إذا كان يمشى متكئا (عليهما): من ضعف وتمايل.
ينطف: أي يقطر.
عنبة طافية: إذا كانت خارجة القد والسمت عن أخواتها في العنقود.
لمته: اللمة: شعر الرأس.
رجل الشعر: شعر رجل،أي مسرّح غير شعث.
قططا: شعر قطط: متناهي الجعودة.

2011 - (خ م ت): أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «ليلة أسري بي لقيت موسى عليه السلام، قال: فنعته النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فإذا رجلٌ حسبته قال: مضطربٌ - [رجل] الرّأس، كأنّه من رجال شنوءة، قال: ولقيت عيسى، فنعته النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال: ربعةٌ أحمر، كأنّما خرج من ديماسٍ - يعني: الحمّام - ورأيت إبراهيم، وأنا أشبه ولده به، قال: وأتيت بإناءين أحدهما لبنٌ، والآخر فيه خمرٌ، فقيل لي: خذ أيّهما شئت، فأخذت اللّبن فشربته، فقال: هديت الفطرة - أو أصبت الفطرة - أما إنّك لو أخذت الخمر غوت أمّتك».
وفي رواية نحوه، وفيه: «رأيت موسى، وإذا رجلٌ ضربٌ رجلٌ، كأنّه من رجال شنوءة».هذه رواية البخاري، ومسلم، والترمذي.
وفي رواية لمسلم قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «لقد رأيتني في الحجر، وقريشٌ تسألني عن مسراي؟ فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها، فكربت كربة ما كرب مثلها قطّ، قال: فرفعه الله لي، أنظر إليه، ما يسألوني عن شيءٍ إلا أنبأتهم به، ولقد رأيتني في جماعةٍ من الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضربٌ جعدٌ كأنّه من رجال شنوءة، وإذا عيسى بن مريم قائم يصلّي، أقرب الناس به شبها عروة بن مسعودٍ الثقفيّ، وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلّي، أشبه النّاس به: صاحبكم - يعني نفسه - فحانت الصلاة فأممتهم، فلمّا فرغت من الصلاة قال قائلٌ: يا محمّد هذا مالكٌ خازن النّار، فسلّم عليه، فالتفتّ إليه، فبدأني بالسلام».
رأيت الحميديّ قد جعل هذه الرواية الآخرة في أفراد مسلم، والتي قبلها في المتفق عليه، ومعناهما واحد، وإن كان في الآخرة زيادة ليست في الأولى، لكن عادته أن يجمع الروايات في موضع واحد، ولذلك قد أضفناها نحن إلى الرواية الأولى.

[شرح الغريب]
مضطرب: رجل مضطرب الخلقة، يجوز أن يريد به: أنه غير متناسب الخلقة. وأن أعضاءه متباينة، لكنه قال في حديث آخر في صفة موسى عليه السلام: «إنه ضرب من الرجال» والضرب: الرقيق، فيجوز على هذا أن يكون قوله: «مضطرب» أنه مفتعل من الضرب، أي: أنه مستدق، والله أعلم.
ديماسك: الديماس في اللغة: الظلمة، ويسمى الكن ديماسا، والسرب ديماسا، وقد جاء في بعض طرق الحديث مفسرا بالحمام،ولم أره في اللغة، وقال الجوهري في كتاب «الصحاح» في تفسير الحديث إنه أراد به: الكن، وكذلك قال الهروي: أراد به الكن أو السرب.
الفطرة: الخلقة: والفطرة: الإسلام.
غوت: الغي: الضلال، وهو ضد الرشاد.

2012 - (م ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «عرض عليّ الأنبياء، فإذا موسى ضربٌ من الرجال كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى بن مريم، فإذا أقرب من رأيت به شبها: عروة بن مسعودٍ، ورأيت إبراهيم عليه السلام، فإذا أقرب من رأيت به شبها صاحبكم - يعني نفسه - ورأيت جبريل عليه السلام، فإذا أقرب من رأيت به شبها: دحية بن خليفة» أخرجه مسلم، والترمذي.
2013 - (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال مجاهدٌ: سمعت ابن عبّاسٍ - وذكروا له الدّجّال: بين عينيه كافرٌ، أو كفر - قال: لم أسمعه قال ذلك، ولكنه قال: «أمّا إبراهيم: فانظروا إلى صاحبكم، وأمّا موسى: فجعدٌ آدم، على جملٍ مخطومٍ بخلبةٍ، كأني أنظر إليه انحدر من الوادي».
وفي رواية قال: ذكر رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ليلة أسري به فقال: «موسى آدم طوالٌ، كأنّه من رجال شنوءة، وقال: عيسى جعدٌ مربوعٌ، وذكر مالكا خازن النّار، وذكر الدّجّال».
زاد في رواية: «ورأيت عيسى بن مريم مربوع الخلق، إلى الحمرة والبياض، سبط الرّأس، ورأيت مالكا خازن النّار، والدّجّال في آياتٍ أراهنّ الله إيّاه: {فلا تكن في مريةٍ من لقائه} [السجدة: 23]».أخرجه البخاري، ومسلم.

[شرح الغريب]
خلبة: الخلب: الليف: واحدته خلبة
طوال: رجل طوال: مثل طويل.

2014 - (ت) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: «سامٌ: أبو العرب، ويافث: أبو الرّوم، وحامٌ: أبو الحبش».أخرجه الترمذي.
2015 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: «كان زكريّا نجّارا» أخرجه مسلم.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
خلق, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
برء العليل بفوائد وتعليقات العالم الجليل عبد الله بن عقيل جميلة عبد العزيز المنتدى العام 0 10 صفر 1431هـ/25-01-2010م 11:02 AM
خطر البال توك على العالم العربي أبو صهيب المنتدى العام 0 21 رمضان 1430هـ/10-09-2009م 12:29 PM
بركة مجالسة الشيخ العالم ... فيصل بن المبارك المنتدى العام 0 1 صفر 1430هـ/27-01-2009م 12:22 AM


الساعة الآن 08:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir