دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 جمادى الأولى 1431هـ/3-05-2010م, 06:03 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب الحج والعمرة : الباب الرابع : في الطواف والسعي ودخول البيت

الباب الرابع: في الطواف والسعي ودخول البيت
الفصل الأول: في كيفية الطواف والسعي
الفرع الأول: في الطواف
النوع الأول: في هيئته
1428 - (خ م ت د س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «قدم رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه مكّة،وقد وهنتهم حمّى يثرب، فقال المشركون: إنّه يقدم عليكم غدا قومٌ قد وهنتهم الحمى، ولقوا منها شدّة، فجلسوا ممّا يلي الحجر، وأمرهم النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: أن يرملوا ثلاثة أشواط، ويمشوا بين الرّكنين، ليرى المشركون جلدهم فقال، المشركون: هؤلاء الذين زعمتم أن الحمّى قد وهنتهم؟ هؤلاء أجلد من كذا وكذا. قال ابن عبّاسٍ: ولم يمنعه [أن يأمرهم] أن يرملوا الأشواط كلّها: إلا الإبقاء عليهم».
وفي رواية: قال البخاري: وزاد حمّاد بن سلمة عن أيّوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: «لما قدم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لعامه الّذي استأمن فيه، قال: ارملوا، ليري المشركين قوّتهم، والمشركون من قبل قعيقعان».
وفي رواية مختصرا: قال ابن عباسٍ «إنما سعى رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- بالبيت وبين الصفا والمروة ليري المشركين قوّته». هذه رواية البخاري ومسلم.
وأخرج الترمذي الرواية المختصرة الأخيرة.
وأخرج أبو داود والنسائي الرواية الأولى.
إلا أن أبا داود قال في حديثه: «إنّ هؤلاء أجلد منّا».
وفي أخرى لأبي داود «أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- أضطبع، فاستلم وكبّر، ثمّ رمل ثلاثة أطوافٍ، فكانوا إذا بلغوا الرّكن اليمانيّ، وتغيّبوا عن قريشٍ، مشوا، ثم يطلعون عليهم يرملون، فتقول قريشٌ: كأنهم الغزلان، قال ابن عباس: فكانت سنّة».
[شرح الغريب]
وهنتهم: أي أضعفتهم ووعكتهم.
أن يرملوا: الرمل: سرعة المشي والهرولة.
أشواط: جمع شوط، والمراد به: المرة الواحدة من الطواف بالبيت.
جلدهم: الجلد: القوة والصبر.
أطواف: جمع طوف. والطوف: مصدر طفت بالبيت أطوف به طوفا وطوافا.
استأمن الرجل: طلب الأمان.
اضطبع: الاضطباع المأمور به في الطواف: هو أن تدخل الرّداء من تحت إبطك الأيمن وتجمع طرفيه على عاتقك الأيسر فيبدو منكبك الأيمن ويتغطى الأيسر. وسمي بذلك لإبداء الضبعين. وهما العضدان ما تحت الإبط.
1429 - (م د) أبو الطفيل - رضي الله عنه - قال: قلت لابن عبّاس: «أرأيت هذا الرّمل بالبيت ثلاثة أطواف، ومشي أربعة أطوافٍ: أسنّة هو؟ فإنّ قومك يزعمون أنه سنّةٌ، قال: فقال: صدفوا وكذبوا، قال: قلت: ماقولك: صدقوا وكذبوا؟ قال: إنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قدم مكّة، فقال المشركون: إنّ محمّدا وأصحابه لا يستطيعون أن يطوفوا بالبيت من الهزال، وكانوا يحسدونه، قال: فأمرهم رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-: أن يرملوا ثلاثا، ويمشوا أربعا، قال: قلت له: أخبرني عن الطّواف بين الصّفا والمروة راكبا: أسنّةٌ هو؟ فإنّ قومك يزعمون أنه سنّةٌ، قال: صدقوا وكذبوا، قال: قلت: وما قولك: صدقوا وكذبوا؟ قال: إنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- كثر عليه النّاس، يقولون: هذا محمّدٌ، هذا محمدٌ، حتّى خرج العواتق من البيوت، قال: وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يضرب النّاس بين يديه، فلمّا كثر عليه ركب، والمشي والسعي أفضل». هذه رواية مسلم.
وفي رواية أبي داود قال: قلت لابن عباس: «يزعم قومك: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قد رمل بالبيت، وأنّ ذلك سنّةٌ؟ قال: صدقوا وكذبوا، قلت: ما صدقوا، وما كذبوا؟ قال: صدقوا: قد رمل رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، وكذبوا: ليس بسنّةٍ، إنّ قريشا قالت - زمن الحديبية -: دعوا محمدا وأصحابه، حتى يموتوا موت النّغف، فلمّا صالحوه على أن يجيؤوا من العام المقبل، فيقيموا بمكة ثلاثة أيامٍ ققدم رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، والمشركون من قبل قعيقعان: فقال رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: ارملوا بالبيت ثلاثا، وليس بسنّةٍ، قلت: يزعم قومك: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- طاف بين الصّفا والمروة على بعيرٍ، وأنّ ذلك سنّةٌ:؟ قال: صدقوا وكذبوا، قلت: ما صدقوا، وما كذبوا؟ قال: صدقوا، [قد] طاف رسول اللّه بين الصّفا والمروة على بعير، وكذبوا، ليست بسنّة: كان النّاس لا يدفعون عن رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، ولا يضربون عنه، فطاف على بعيرٍ ليسمعوا كلامه، وليروا مكانه، ولا تناله أيديهم.».
[شرح الغريب]
النغف: جمع نغفة، وهي الدودة البيضاء التي تكون في أنف الغنم والإبل.
1430 - (خ م ط د س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: «رأيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- حين يقدم مكة: إذا استلم الرّكن الأسود، أوّل ما يطوف: يخبّ ثلاثة أطواف من السّبع».
وفي رواية: «أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- كان إذا طاف بالبيت الطّواف الأوّل: خبّ ثلاثا، ومشى أربعا، وكان يسعى ببطن المسيل، إذا طاف بين الصّفا والمروة، وكان ابن عمر يفعل ذلك».
وفي أخرى قال: «رمل رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- من الحجر إلى الحجر ثلاثا ومشى أربعا».
وفي أخرى بنحوه، وزاد «ثم يصلّي سجدتين - يعني: بعد الطواف بالبيت - ثم يطوف بين الصفا والمروة».
وفي أخرى «أن رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- سعى ثلاثة أشواطٍ، ومشى أربعة في الحج والعمرة». هذه رواية البخاري ومسلم.
وأخرجه الموطأ قال: «كان عبد الله بن عمر يرمل من الحجر الأسود إلى الحجر الأسود ثلاثة أطوافٍ، ويمشي أربعة أطوافٍ». فجعله موقوفا عليه.
وفي رواية أبي داود: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «كان إذا طاف في الحج أو العمرة - أوّل ما يقدم - فإنّه يسعى ثلاثة أطوافٍ، ويمشي أربعا، ثم يصلّي سجدتين».
وفي أخرى له ولمسلم قال: «إنّ ابن عمر رمل من الحجر إلى الحجر وذكر: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- فعل ذلك».
وفي رواية النسائي مثل روايتي أبي داود، وزاد في الأولى «ثم يطوف بين الصّفا والمروة».
[شرح الغريب]
الاستلام: افتعال من السلام، وهو التحية، كما يقال: اقترأت، من القراءة، ولذلك أهل اليمن يسمون الركن الأسود: المحيّا، ومعناه: أن الناس يحيونه، وقيل: هو افتعال من السلام - بكسر السين - جمع سلمة. وهي الحجر، تقول: استلمت الحجر: إذا لمسته، كما تقول: اكتحلت من الكحل.
1431 - (م ط ت س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: «لما قدم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- مكّة: دخل المسجد. فاستلم الحجر، ثمّ مضى على يمينه، فرمل ثلاثا، ومشى أربعا، ثم أتى المقام. فقال: {واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلّى} [البقرة: 125] وصلّى ركعتين، والمقام بينه وبين البيت، ثم أتى الحجر بعد الرّكعتين، فاستلمه، ثم خرج إلى الصّفا، أظنّه قال: {إنّ الصفا والمروة من شعائر اللّه} [البقرة: 159]. أخرجه الترمذي والنسائي.
وفي أخرى للترمذي: «أنّ النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- رمل من الحجر إلى الحجر ثلاثا،ومشى أربعا». وفي أخرى للنسائي قال: رأيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- رمل من الحجر الأسود حتّى انتهى إليه، ثلاثة أطوافٍ». وأخرج الموطأ هذه الرواية الآخرة التي للنسائي.
وفي رواية مسلم: «أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- لمّا قدم مكّة أتى الحجر، فاستلّمه، ثم مشى على يمينه، فرمل ثلاثا، ومشى أربعا».
وفي أخرى: «أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- رمل الثّلاثة أطواف من الحجر إلى الحجر».
وفي أخرى: «رمل من الحجر الأسود، حتى انتهى إليه، ثلاثة أطوافٍ».
1432 - (د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- «أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه اعتمروا من الجعرانة، فرملوا بالبيت، وجعلوا أرديتهم تحت آباطهم، قد قذفوها على عواتقهم اليسرى».
وفي أخرى: «فرملوا بالبيت ثلاثا،ومشوا أربعا».لم يزد على هذا.أخرجه أبو داود.
1433 - (ط) عروة بن الزبير -رضي الله عنهما- قال: «إنه رأى عبد اللّه بن الزّبير أحرم بعمرةٍ من التنعيم، قال: ثم رأيته يسعى حول البيت الأشواط الثلاثة». أخرجه الموطأ.
1434 - (ط) نافع مولى ابن عمر: «أنّ ابن عمر -رضي الله عنهما- عنهما كان إذا أحرم من مكة لم يطف بالبيت، ولا بين الصّفا والمروة، حتى يرجع من منى، وكان لا يرمل إذا طاف حول البيت إذا أحرم من مكة». أخرجه الموطأ.
1435 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما-: «أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- لم يرمل في السّبع الذي أفاض فيه». أخرجه أبو داود.
1436 - (د) أسلم مولى عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: «فيم الرّملان والكشف عن المناكب، وقد أطّأ اللّه الإسلام، ونفى الكفر وأهله، ولكن مع ذلك لا ندع شيئا كنا نفعله مع رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
أطأ: مهد وثبت، وإلا فهو وطا، والهمزة فيه مبدلة من الواو مثل وقتت واقتت.
1437 - (ت د) يعلى بن أمية - رضي الله عنه - قال: «طاف رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- مضطبعا ببرد أخضر». هذه رواية أبي داود.
وفي رواية الترمذي: «طاف رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- مضطبعا عليه بردٌ».
1438 - (د) عبد الرحمن بن صفوان - رضي الله عنه - قال: «لما فتح رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- مكة. قلت: لألبسنّ ثيابي - وكانت داري على الطريق - فلأنظرنّ كيف يصنع رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-؟ فانطلقت، فرأيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قد خرج من الكعبة هو وأصحابه، وقد استلموا البيت من الباب إلى الحطيم، ووضعوا خدودهم عليه، ورسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- وسطهم». أخرجه أبو داود.
النوع الثاني: في الإستسلام
1439 - (خ م ط ت د س) عابس بن ربيعة -رحمه الله- قال: «رأيت عمر يقبّل الحجر، ويقول: إنّي لأعلم أنّك حجر ما تنفع ولا تضرّ، ولولا أنّي رأيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يقبّلك ما قبّلتك». أخرجه الجماعة.
إلا أنّ الموطأ أخرجه عن عروة «أنّه رأى عمر».
وقد أخرجه البخاري أيضا عن أسلم عن عمر.
وأخرجه مسلم عن سالم [ابن عبد الله بن عمر] عن أبيه عن عمر، ونافع عن ابن عمر. ومن رواية غيرهما عنه.
وزاد مسلم والنسائي في إحداهما: ولكن رأيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- بك حفيا، ولم يقل: «رأيت رسول اللّه يقبّلك».
وفي أخرى لمسلم عن عبد اللّه بن سرجس -رضي الله عنه- قال: «رأيت الأصلع - يعني: عمر - يقبّل الحجر ويقول: واللّه، إنّي لأقبّلك، وإنّي أعلم أنّك حجرٌ، وأنّك لا تضرّ ولا تنفع، ولولا أنّي رأيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يقبّلك ما قبّلتك».
وفي رواية: «رأيت الأصيلع».
[شرح الغريب]
حفيّا: يقال: حفيت بالشيء حفاوة، وتحفيت به، فأنا به حفي: أي بالغت في إكرامه والعناية به.
1440 - (خ م د س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: «لم أر رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يستلم من البيت إلاّ الرّكنين اليمانيّين».
وفي رواية «يمسح» مكان «يستلم»
وفي رواية لمسلم: «لم يكن يستلم من أركان البيت إلا الرّكن الأسود، والّذي يليه، من نحو دور الجمحيّين».
وفي أخرى للبخاري ومسلم قال: «ما تركنا استلام هذين الرّكنين: اليمانّي والحجر في شدّةٍ ولا رخاء، منذ رأيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يستلمهما».
وفي أخرى لهما: قال نافع: «رأيت ابن عمر يستلم الحجر بيده، ثمّ قبّل يده، وقال: ما تركته منذ رأيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يفعله».
وفي أخرى: قال: «قلت لنافع: أكان ابن عمر يمشي بين الركنين؟ قال: إنما كان يمشي ليكون أيسر لاستلامه».
وأخرج أبو داود الرواية الأولى.
وله في أخرى: قال: «كان رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- لا يدع أن يستلم الرّكن اليمانيّ والحجر في كلّ طوافه، قال: وكان عبد الله بن عمر يفعله».
وأخرج النسائي الرواية الأولى، والثانية، والثالثة.
وله في أخرى «أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يستلم الركن اليمانيّ والحجر في كلّ طوافه».
وفي أخرى «كان لا يستلم إلا الحجر والركن اليمانيّ».
وفي رواية للبخاري والنسائي: قال «سأل رجلٌ ابن عمر عن استلام الحجر؟ فقال: رأيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يستلمه ويقبّله، قال: أرأيت: إن زحمت؟ أرأيت: إن غلبت؟ قال: اجعل «أرأيت» باليمن، رأيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يستلمه ويقبّله».
ورأيت الحميديّ قد أخرج هذه الرواية في كتابه في أفراد البخاري، ولم يضفها إلى الروايات التي أخرجها للبخاري ومسلم، المقدّم ذكرها، وحيث رأيت المعنى فيها واحدا، أضفت هذه الرواية إلى باقي الرويات، ونبّهت على ما فعله الحميدىّ.
[شرح الغريب]
اجعل «أرأيت» باليمن أي: اجعل سؤالك هذا واعتراضك بعيدا عنك حتى كأنه باليمن، وأنت بموضعك هذا.
1441 - (د) عمرو بن شعيب عن أبيه -رضي الله عنهم- قال: «طفت مع عبد الله - يعني أباه - فلما جئنا دبر الكعبة قلت: ألا تتعوّذ؟ قال: نعوذ باللّه من النّار، ثم مضى حتّى استلم الحجر، فأقام بين الركن والباب. فوضع صدره ووجهه وذراعيه وكفّيه هكذا - وبسطهما بسطا - ثم قال: هكذا رأيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يفعله». أخرجه أبو داود.
1442 - (خ م ت) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: أبو الطّفيل: «كنت مع ابن عباس، ومعاوية لا يمرّ بركنٍ إلا استلمه، فقال له ابن عباس: إنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يستلم إلا الحجر الأسود والرّكن اليمانيّ، فقال معاوية: ليس شيءٌ من البيت مهجورا». هذه رواية الترمذي.
وفي رواية مسلم: أنّه سمع ابن عبّاسٍ يقول «لم أر رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يستلم غير الرّكنين اليمانيّين».
وفي رواية البخاري عن أبي الشّغثاء - جابر بن زيدٍ - قال: «ومن يتّقي شيئا من البيت؟ وكان معاوية يستلم الأركان، فقال له ابن عباس: إنّه لا يستلم هذان الركنان، فقال: ليس شيءٌ من البيت مهجورا، وكان ابن الزبير يستلمهنّ كلّهنّ».
هذا الحديث أخرجه الحميدىّ في أفراد البخاري، فذكر رواية البخاري، ثم قال عقيبه: وأخرج مسلم من حديث قتادة عن أبي الطفيل، وذكر رواية مسلم، وكان من حقه: أن يجعل الحديث في المتفق، لا في الأفراد، ثم لم يذكر رواية مسلم في أفراده، وهذا بخلاف عادته، والله أعلم.
1443 - (س) حنظلة -رحمه الله- قال: «رأيت طاوسا يمرّ بالرّكن، فإن وجد عليه زحاما مر ولم يزاحم،و إذا رآه خاليا، قبّله ثلاثا، ثم قال: رأيت ابن عباس فعل ذلك، وقال ابن عباس: رأيت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فعل مثل ذلك، ثم قال: إنك حجرٌ لا تنفعٌ ولا تضرٌ، ولولا أنّي رأيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قبّلك ما قبّلتك، ثم قال عمر: رأيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- فعل ذلك». أخرجه النسائي.
1444 - (ط) عروة بن الزبير -رضي الله عنهما-: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال لابن عوفٍ: «كيف صنعت يا أبا محمد في استلام الركن الأسود؟ قال استلمت، وتركت، فقال رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-: أصبت». أخرجه الموطأ.
1445 - (د) عبد الله بن الخطاب -رضي الله عنهما- «أنّه أخبر بقول عائشة: إنّ الحجر بعضه ليس من البيت، قال ابن عمر: واللّه، إني لأظنّ عائشة - إن كانت سمعت هذا من رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- - إنّي لأظنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- لم يترك استلامهما إلا لأنّهما ليسا على قواعد البيت، ولا طاف الناس من وراء الحجر إلا لذلك». أخرجه أبو داود.
1446 - (ت س) عبيد بن عمير -رحمه الله- «أن ابن عمر كان يزاحم على الركنين، فقلت: يا أبا عبد الرحمن، إنك تزاحم على الركنين زحاما ما رأيت أحدا من أصحاب رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يزاحمه؟ فقال: إن أفعل، فإني سمعت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يقول: إنّ مسحهما كفّارةٌ للّخطايا، وسمعته يقول من طاف بهذا البيت أسبوعا فأحصاه: كان كعتق رقبة يقول: لا يرفع قدما، ولا يضع قدما، إلا حطّ اللّه عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة». هذه رواية الترمذي.
وقال الترمذي: وروي أيضا عن ابن عبيد بن عميرٍ، ولم يذكر: عن أبيه.
وفي رواية النسائي أنه قال له: «يا أبا عبد الرحمن، ما أراك تستلم إلا هذين الركنين؟ قال: إني سمعت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يقول: إنّ مسحهما يحطّان الخطيئة، وسمعته يقول: من طاف سبعا، فهو كعتق رقبةٍ».
1447 - (ط) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- كان يقول: «ما بين الركن والباب: الملتزم». أخرجه الموطأ.
1448 - (ط) مالك بن أنس -رحمه الله- قال بلغني: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- «كان إذا قضى طوافه، وركع الرّكعتين وأراد، أن يخرج إلى السّعي: استلم الرّكن الأسود قبل أن يخرج». أخرجه الموطأ.
1449 - عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - قال: سمعت رجلا يقول: قال رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- لعمر بن الخطّاب: «يا أبا حفصٍ، إنّك فيك فضل قوّةٍ، فلا تؤذ الضّعيف، إذا رأيت الرّكن خلوآ فاستلم، وإلا كبّر وامض، قال: ثم سمعت عمر يقول لرجلٍ: لا تؤذ النّاس بفضل قوّتك». أخرجه.
النوع الثالث: في ركعتي الطواف
1450 - (خ) نافع مولى عبد اللّه بن عمر -رضي الله عنهما- قال: «كان ابن عمر يصلي لكل أسبوع ركعتين». أخرجه البخاري تعليقا.
[شرح الغريب]
أسبوع: الأسبوع: سبع مرات، ومنه أسبوع الأيام لاشتماله على سبعة أيام.
1451 - عروة بن الزبير قال: «كان عبد اللّه بن الزبير يقرن بين الأسابيع، ويسرع المشي، ويذكر أنّ عائشة كانت تفعله، ثمّ تصلّي لكلّ أسبوع ركعتين».
وفي رواية: «أنّه كان يطوف بعد الفجر، ويصلّي ركعتين، وكان إذا طاف، يسرع في المشي». أخرجه.
1452 - امرأةٌ كانت تخدم عائشة -رضي الله عنها- أنها طافت معها أربعة أسابيع مقرونة، ثم ركعت لكلّ أسبوع ركعتين، قالت: «ويستحبّ لكلّ أسبوعٍ ركعتان، ويستحبّ استلام الركن في كل وتر». أخرجه.
1453 - (ط) عبد الرحمن بن عبد القاريّ «أنّه طاف بالبيت مع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، بعد صلاة الصبح، فلما قضى عمر طوافه نظر، فلم ير الشّمس، فركب حتّى أناخ بذي طوي، فصلّى ركعتين». أخرجه الموطأ.
1454 - (خ) إسماعيل بن أمية -رحمه الله- قال: «قلت للزهريّ: إنّ عطاء يقول تجزئه المكتوبة من ركعتي الطّواف، فقال: اتباع السّنة أفضل، لم يطف رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قطّ أسبوعا إلا صلّى له ركعتين». أخرجه البخاري تعليقا.
1455 - (ت) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- «قرأ في ركعتي الطّواف: سورتي الإخلاص: {قل: يا أيها الكافرون}، و{قل: هو اللّه أحدٌ}». أخرجه الترمذي.
الفرع الثاني: في كيفية السعي
1456 - (ت د س) كثير بن جمهان -رحمه الله- قال: «رأيت عبد اللّه بن عمر -رضي اللّه عنهما- يمشي في السعي، فقلت له أتمشي في المسعى؟ قال: لئن سعيت لقد رأيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يسعى، ولئن مشيت لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمشي، وأنا شيخٌ كبير». هذه رواية الترمذي والنسائي.
وفي رواية أبي داود عن كثيرٍ: أنّ رجلا قال لعبد اللّه بن عمر -رضي اللهّ عنهما- بين الصفا والمروة - «يا أبا عبد الرحمن، أراك تمشي والنّاس يسعون - وذكر الحديث - إلا أنّه قدّم ذكر المشي على السعي».
1457 - (ط س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-،: «كان إذا نزل من الصّفا مشى، حتى إذا انصبّت قدماه في بطن الوادي: سعى، حتى يخرج منه». أخرجه الموطأ والنسائي.
[شرح الغريب]
انصبت: قدماه، أي: انحدرت في المسعى.
1458 - (ط ت س) جابر بن عبد اللّه -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يقول -حين خرج من السجد وهو يريد الصّفا - وهو يقول: «نبدأ بما بدأ اللّه به، فبدأ بالصّفا». أخرجه الموطأ والنسائي.
وفي رواية الترمذي والنسائي: «أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- حين قدم مكة - وطاف بالبيت سبعا، فقرأ: {واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلّى} [البقرة: 126] فصلّى خلف المقام، ثم أتى الحجر فاستلمه، ثم قال: نبدأ بما بدأ اللّه به، فبدأ بالصّفا: وقرأ: {إنّ الصّفا والمروة من شعائر اللّه} [البقرة: 158]».
1459 - أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «لمّا خرج رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- إلى السّعي تلا: {إنّ الصّفا والمروة من شعائر اللّه} ثم قال: نبدأ بما بدأ اللّه به، فلمّ علا على الصفا - حيث ينظر إلى البيت- رفع يديه فجعل يذكر اللّه بما شاء». أخرجه.
1460 - عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: «السعي من دار بني عبّاد إلى زقاق بني أبي حسينٍ. قال: وكان رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- إذا طاف الطواف الأول خبّ ثلاثا، ومشى أربعا». أخرجه.
1461 - (خ) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «ليس السعي في بطن الوادي بين الصّفا والمروة سنّة، إنما كان أهل الجاهليّة يسعونها، ويقولون: لا نجيز البطحاء إلا شدّا». أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
شدّا: الشد: العدو.
بالبطحاء: المراد بالبطحاء هاهنا: بطن المسعى.
1462 - (س) صفية بنت شيبة -رضي الله عنها- عن امرأة قالت: «رأيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يسعى في بطن المسيل، يقول: لا يقطع الوادي إلا شدّآ». أخرجه النسائي.
1463 - (س) الزهري قال: سألوا ابن عمر -رضي اللّه عنهما-: «هل رأيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- رمل بين الصفا والمروة؟ قال: كان في جماعة النّاس، فرملوا، فما أراهم رملوا إلا برمله». أخرجه النسائي.
1464 - (س) عبد اللّه بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «إنما سعى رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- بين الصفا والمروة: ليري المشركين قوّته». أخرجه النسائي.
الفصل الثاني: في أحكام الطواف والسعي
الحكم الأول: الكلام في الطواف
1465 - (ت س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «الطّواف حول البيت مثل الصلاة، إلا أنكم تتكلّمون فيه، فمن تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخير». هذه رواية الترمذي، وقال: وقد روي موقوفا عليه.
وفي رواية النسائي عن طاوس عن رجلٍ أدرك النبي- صلى الله عليه وسلم -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «الطواف بالبيت صلاة، فأقلّوا الكلام».
هكذا ذكره النسائي، ولم يسم الرجل، فيجوز أن يكون الرجل ابن عباس، ويجوز أن يكون ابن عمر، كما سيأتي حديثه، وهو الأظهر واللّه أعلم.
1466 - (س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: «أقلّوا من الكلام في الطواف، فإنما أنتم في صلاة». أخرجه النسائي.
الحكم الثاني: الركوب في الطواف والسعي
1467 - (خ م ت د س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «طاف النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في حجّة الوداع على بعير، يستلم الركن بمحجن».
هذه رواية البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي.
وفي أخرى للبخاري والنسائي والترمذي قال: «طاف النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بالبيت على بعير، كلّما أتى على الرّكن أشار إليه».
زاد البخاري في رواية أخرى «بشيءٍ كان في يده وكبّر».
ورأيت الحميدي -رحمه الله- قد أخرج هذا الحديث في موضعين من كتابه، فجعل الرواية الأولى في المتفق بين البخاري ومسلم، وجعل الثانية في أفراد البخاري، والحديث واحد، ولعله أدرك ما لم ندركه. فلذلك قد نبهت عليه.
وفي أخرى لأبي داود: أنّ رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - «قدم مكّة - وهو يشتكي - فطاف على راحلته، كلّما أتى على الرّكن استلمه بمحجن، فلمّا فرغ من طوافه أناخ، وصلّى ركعتين».
[شرح الغريب]
بمحجن: المحجن: عصا كالصولجان.
1468 - (م س) عائشة --رضي الله عنها- طاف النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في حجّة الوداع حول الكعبة على بعيرٍ، يستلم الرّكن، كراهية أن يصرف عنه الناس. هذه رواية مسلم.
وفي رواية النسائي قالت: «طاف رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- حول الكعبة، على بعيره ويستلم الرّكن بمحجنه».
1469 - (د) صفية بنت شيبة -رضي الله عنها- قالت: «لمّا طاف رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- بمكّة عام الفتح، طاف على بعيرٍ، يستلم الرّكن بمحجن في يده، قالت: وأنا أنظر إليه». أخرجه أبو داود.
1470 - (م د س) جابر بن عبد اللّه -رضي الله عنهما- قال: «طاف رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- في حجّة الوداع على راحلته بالبيت يستلم الحجر بمحجنه، وبين الصّفا والمروة، ليراه النّاس، وليشرف، وليسألوه، فإن النّاس غشوه». أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي.
إلا أنّ أبا داود ليس عنده «ويستلم الرّكن بمحجنه».
[شرح الغريب]
غشوه: أي كثروا عليه وازدحموا.
1471 - (م د) أبو الطفيل قال: «قلت لابن عباسٍ -رضي الله عنهما-: أراني قد رأيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، قال: فصفه لي، قلت: رأيته عند المروة على ناقةٍ، وقد كثر النّاس عليه، قال ابن عباسٍ: ذلك رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، إنّهم كانوا لا يدعون عنه، ولا يكرهون».
وفي رواية قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يطوف بالبيت، ويستلم الرّكن بمحجنٍ معه، ويقبّل المحجن». أخرجه مسلم. وأخرج أبو داود الرواية الثانية، وزاد في بعض طرقه «ثم خرج إلى الصّفا والمروة، فطاف سبعا على راحلته».
[شرح الغريب]
يدعون: يدفعون ويطردون.
يكرهون، يكهرون: الذي جاء في متن الحديث «يكرهون» بتقديم الراء على الهاء، ومعناه ظاهر من الإكراه، والذي رأيته في كتب الغريب: بتقديم الهاء على الراء، ومعناه: ينهرون ويزجرون، وهو أشبه بقوله: «يدعون» من الإكراه، وكذا رأيته في كتاب رزين بتقديم الهاء على الراء، وأما رواية مسلم التي أخرجها الحميدي - وهي التي قرأتها ونقلت منها - فإنها من الإكراه، ويدل على صحة النقل: أن هذه اللفظة لم يذكرها الحميدي في كتاب غريبه عند ذكره شرح «يدعون» فإنه شرح «يدعون» ولو كانت «يكرهون»لذكرها عقيب ذكره «يدعون»؛ لأنها لفظة تحتاج إلى شرح وبيان، فكونه لم يذكرها يدل على أنها يكرهون» لا «يكهرون» والله أعلم.
1472 - (خ م ط د س) أم سلمة -رضي الله عنهما- قالت: «شكوت إلى رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-: أنّي أشتكي، فقال: طوفي من وراء النّاس وأنت راكبةٌ، فطفت، ورسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يصلّي إلى جنب البيت يقرأ ب {الطور وكتاب مسطورٍ}». أخرجه الجماعة إلا الترمذي.
الحكم الثالث: في وقت الطواف
1473 - (م س) وبرة بن عبد الرحمن -رحمه الله- قال: «كنت جالسا عند ابن عمر، فجاءه رجل، فقال: أيصلح لي أن أطوف بالبيت قبل أن آتي الموقف؟ قال: نعم، قال فإن ابن عباس يقول: لا تطف بالبيت حتى تأتي الموقف؟ فقال ابن عمر: فقد حجّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، فطاف بالبيت قبل أن يأتي الموقف، فبقول رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- أحقٌ أن تأخذ، أو بقول ابن عباسٍ إن كنت صادقا؟».
وفي رواية قال: «سأل رجلٌ ابن عمر: أطوف بالبيت وقد أحرمت بالحجّ؟ فقال: وما يمنعك؟ قال: إنّي رأيت ابن فلانٍ يكرهه، وأنت أحبّ إلينا منه، رأيناه قد فتنته الدنيا، قال: وأيّنا - أو قال: وأيّكم - لم تفتنه الدنيا؟ ثم قال: رأينا رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- أحرم بالحجّ، وطاف بالبيت، وسعى بين الصفا والمروة، فسنّة اللّه ورسوله أحقّ أن تتّبع من سنّة فلان إن كنت صادقا». أخرجه مسلم.
وأخرج النسائي نحو الرواية الثانية، إلا أنه سمّى ابن فلانٍ، فقال: «ابن عبّاسٍ».
1474 - (خ) عبد اللّه بن عباس -رضي الله عنهما- «أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قدم مكّة فطاف وسعى بين الصفا والمروة، ولم يقرب الكعبة بعد طوافه بها حتى رجع من عرفة». أخرجه البخاري.
1475 - (د) عائشة -رضي الله عنها- «أن أصحاب رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- الذين كانوا معه لم يطوفوا حتى رموا الجمرة». أخرجه أبو داود.
1476 - (ت د س) جبير بن مطعم - رضي الله عنه - أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «يا بني عبد منافٍ، لا تمنعوا أحدا بهذا البيت، وصلّى أيّة ساعة شاء من ليلٍ أو نهارٍ». أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي.
1477 - (ط) أبو الزبير قال: «رأيت ابن عباس -رضي الله عنهما- يطوف بعد العصر أسبوعا، ثم يدخل حجرته، فلا ندري ما يصنع؟ قال: ولقد رأيت البيت يخلو بعد صلاة الصبح، حتى تطلع الشمس، وبعد صلاة العصر، ما يطوف به أحدٌ حتى عند الغروب». أخرجه الموطأ.
1478 - (ط) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: «إنّ الكعبة كانت تخلو بعد الصّبح من الطائفين حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب». أخرجه.
الحكم الرابع: في طواف الزيارة
1479 - (ت د) عبد اللّه بن عباس وعائشة -رضي اللّه عنهم- «أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أخّر طواف الزيارة إلى الليل». هذه رواية الترمذي.
وفي رواية أبي داود «أخّر الطّواف يوم النحر إلى الليل». وأخرجه البخاري تعليقا.
1480 - (خ م د) نافع مولى ابن عمر -رضي الله عنهما- عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: «إنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- أفاض يوم النّحر ثمّ رجع، فصلّى الظّهر بمنى- قال نافع: وكان ابن عمر يقي يوم النحر، ثم يرجع، فيصلي الظهر بمنى، ويذكر: أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فعله». أخرجه البخاري ومسلم وأخرجه البخاري أيضا موقوفا.
وأخرجه أبو داود إلى قوله: «بمنى - وزاد- راجعا».
1481 - عائشة -رضي الله عنها- قالت: «إنّ صفيّة زارت مع رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يوم النّحر». أخرجه.
الحكم الخامس: في طواف الوداع
1482 - (م د) عبد اللّه بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «كان الناس يتصرفون في كلّ وجهٍ، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: لا ينفر أحدٌ حتى يكون آخر عهده بالبيت». أخرجه مسلم وأبو داود.
1483 - (ط) عبد اللّه بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- أنّ عمر ابن الخطاب قال: «لا يصدون أحد من الحاج حتى يطوف بالبيت،فإن آخذ النسك: الطواف بالبيت». أخرجه الموطأ.
1484 - (ط) يحيى بن سعيد- أن عمر بن الخطاب قال: «ردّ رجلا من مرّ الظهران، لم يكن ودّع البيت، حتّى ودّع». أخرجه الموطأ.
1485 - (خ م) أم سلمة -رضي الله عنهما-: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال وهو بمكة، وأراد الخروج، ولم تكن أمّ سلمة طافت بالبيت، وأرادت الخروج، فقال لها رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أقمت صلاة الصّبح فطوفي على بعيرك والناس يصلّون، ففعلت ذلك، فلم تصلّ حتى خرجت». أخرجه البخاري ومسلم.
1486 - (د) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «أحرمت من التّنعيم بعمرةٍ، فدخلت، فقضيت عمرتي،و انتظرني رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- بالأبطح حتى فرغت، وأمر الناس بالرحيل، قالت: وأتى رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- البيت، فطاف به ثم خرج».
وفي رواية قالت: فخرجت معه - تعني النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- - في النّفر الآخر، ونزل المحصّب. أخرجه أبو داود.
1487 - (خ م) عبد اللّه بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «رخّص للحائض أن تنقر إذا حاضت، وكان ابن عمر يقول في أوّل أمره: إنّها لا تنفر، ثم سمعته يقول: تنفر، إنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- رخّص لهنّ».وفي رواية قال: «أمر النّاس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خفّف عن المرأة الحائض». أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم أيضا: قال طاووس: «كنت مع ابن عباسٍ، إذا قال له زيد بن ثابتٍ: تفتي أن تصدر الحائض قبل أن يكون آخر عهدها بالبيت؟ فقال له ابن عباسٍ: إمّا لا، فسل فلانة الأنصاريّة: هل أمرها بذلك رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-؟ فرجع زيد إلى ابن عبّاسٍ يضحك،وهو يقول: ما أراك إلا وقد صدقت».
وللبخاري أيضا: «أنّ أهل المدينة سألوا ابن عبّاسٍ عن امرأةٍ طافت، ثم حاضت، قال لهم: تنفر، قالوا: لا نأخذ بقولك وندع قول زيد، قال: إذا قدمتم المدينة فسلوا، فقدموا المدينة فسألوا، فكان فيمن سألوا أمّ سليمٍ، فذكرت حديث صفيّة - تعني: في الإذن لها بأن تنفر».
[شرح الغريب]
إما لا: أصل هذه الكلمة يدل أن تقول: إما لا فافعل كذا، بالإمالة. و«ما» زائدة. ومعناه: إن لا يكن ذلك الأمر فافعل كذا.
1488 - (خ م ط ت د س) عائشة -رضي الله عنها- «أنّ صفيّة بنت حييّ - زوج النبيّ -صلى الله عليه وسلم- - حاضت، فذكر ذلك لرسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- فقال: أحابستنا هي؟ قالوا: إنها قد أفاضت، قال: فلا إذا».
وفي رواية قالت: «حاضت صفيّة بعد ما أفاضت، قالت عائشة: فذكرت حيضتها لرسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-: أحابستنا هي؟ قلت: يا رسول اللّه، إنّا قد كانت أفاضت وطافت بالبيت، ثم حاضت بعد الإفاضة، فقال رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-: فلتنفر».
وفي أخرى «طمثت صفيّة بنت حييّ في حجّة الوداع بعد ما أفاضت طاهرا».
وفي أخرى قالت: ?«لمّا أراد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أن ينفر، رأى صفيّة على باب خبائها كئيبة حزينة، لأنّها حاضت، فقال: عقرى أو حلقى - لغة قريشٍ- إنّك لحابستنا؟ ثم قال: أكنت أفضت يوم النّحر؟ يعني الطّواف؟ قالت: نعم. قال: فأنقدي إذا».
وفي أخرى قالت: «خرجنا مع رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- لا نذكر إلا الحجه، فلّما قدمنا أمرنا أن نحلّ، فلمّا كانت ليلة النّفر. حاضت صفيّة، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: حلقى عقرى، ما أراها إلا حابستنا، ثم قال: كنت طفت يوم النحر؟ قالت: نعم، قال: فانفري. قلت: يارسول اللّه، لم أكن أحللت.
قال: فأعتمري من التّنعيم، فخرج معها أخوها، فلقيناه مدّلجا، فقال: موعدنا مكان كذا وكذا».
وفي أخرى نحوه: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لعلّها تحبسنا، ألم تكن طافت معكنّ بالبيت؟ قالوا: بلى: قال: فاخرجن». هذه روايات البخاري ومسلم.
وللبخاري أيضا: قالت: «حججنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأفضنا يوم النّحر، فحاضت صفيّة، فأراد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- منها ما يريد الرجل من أهله، فقلت: يا رسول اللّه، إنها حائضٌ، قال: حابستنا هي؟ قالوا: يا رسول اللّه، أفاضت يوم النحر،قال: أخرجوا».
ولمسلم بنحوٍ من هذه الرواية أيضا، لكنّها من ترجمةٍ أخرى.
وأخرج الموطأ الرواية الأولى والثانية والسادسة.
وله في أخرى «أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- ذكر صفيّة بنت حييّ،فقيل له: إنّها قد حاضت، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لعلها حابستنا؟قالوا يا رسول الله، إنها قد طافت، فقال رسول اللّه: فلا إذا، قال عروة: قالت عائشة: فلم يقدّم النّاس نساءهم،إن كان ذلك لا ينفعهم؟ ولو كان الذي يقولون لأصبح بمنى أكثر من ستّة آلاف امرأةٍ حائضٍ،كلّهنّ قد أفضن».وأخرج النسائي الرواية الآخرة من روايات البخاري ومسلم.
[شرح الغريب]
مدلجا: أدلج الساري: إذا سرى من أول الليل. وأدلج: إذا سرى من آخره.
1489 - (ط) أبو سلمة بن عبد الرحمن - رضي الله عنه - «أنّ أم سليمٍ بنت ملحان استفتت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، وحاضت - أو ولدت- بعد ما أفاضت يوم النّحر، فأذن لها رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، فخرجت». أخرجه الموطأ.
1490 - (ت د) الحارث بن عبد اللّه بن أوسٍ قال: «أتيت عمر -رضي الله عنه-، فسألته: عن المرأة تطوف بالبيت يوم النحر، ثم تحيض؟ قال: يكون آخر عهدها بالبيت، قال الحارث: كذلك أفتاني رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، فقال عمر: أربت عن يديك، تسألني عن شيء سألت عنه رسول اللّه لكيما أخالف؟». هذه رزواية أبي داود.
وفي رواية الترمذي: قال الحارث بن عبد الله: «سمعت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يقول: من حج هذا البيت أو اعتمر، فليكن آخر عهده بالبيت، فقال له عمر: خررت من يديك، سمعت هذا من رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، ولم تخبرنا به؟».
[شرح الغريب]
أربت عن يديك: دعاء عليه، كأنه يقول: سقطت آرابك، وهي جمع إرب. والإرب العضو. وكذلك خررت عن يديك، أي: سقطت. يقال: خرّ الرجل يخر: إذا سقط لوجهه.
1491 - (ت) نافع مولى ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال ابن عمر -رضي الله عنهما-،«لا تنفر الحائض حتى تودّع، ثمّ سمعته بعد يقول: إنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- أرخص لهنّ».
وفي رواية قال: إنّ ابن عمر - رضي الله عنه - قال: «من حجّ البيت فليكن آخر عهده بالبيت، إلا الحيّض، رخّص لهنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-». أخرجه الترمذي.
1492 - (ط) عمرة بنت عبد الرحمن: «أنّ عائشة أمّ المؤمنين كانت إذا حجّت، ومعها نساءٌ تخاف أن يحضن، قدّمتهنّ يوم النّحر فأفضن، فإن حضن بعد ذلك لم تنتظرهنّ تنّفر بهنّ وهنّ حيّضٌ، إذا كنّ قد أفضن». أخرجه الموطأ.
1493 - أنس بن مالك وعبد اللّه بن عمر بن الخطاب -رضي اللّه عنهم- «أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- صلّى بعد ثالثةٍ في المحصّب ورقد رقدة، ثم ركب إلى البيت، فطاف به يودعه». أخرجه.
1494 - عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - «ودّع البيت بعد صلاة الصّبح، فلمّا رأى قد أسفر جدا، لم يركع حتّى أتى ذا طوى أناخ وركع، وفعلته أم سلمة، وركعت في الحلّ». أخرجه.
الحكم السادس: في طواف الرجال مع النساء
1495 - (خ) ابن جريج -رحمه الله- قال: «أخبرني عطاء إذ منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال، قال: كيف تمنعهنّ وقد طاف نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الرجال؟ قال: قلت: أبعد الحجاب، أو قبله؟ قال: [إي لعمري]، لقد أدركته بعد الحجاب. قلت: كيف يخالطن الرجال؟ قال: لم يكنّ يخالطن، كانت عائشة تطوف حجرة من الرجال لا تخالطهم، فقالت امرأةٌ: انطلقي نستلم يا أمّ المؤمنين، قالت: انطلقي عنك، وأبت وكنّ يخرجن متنكّراتٍ بالليل، فيطفن مع الرجال، ولكنّهنّ كنّ إذا دخلن البيت فمن حتّى يدخلن،، وأخرج الرّجال، كنت آتي عائشة أنا وعبيد بن عميرٍ، وهي مجاورةٌ في جوف ثبيرٍ، قلت: وما حجابها؟ قال: هي في قبّةٍ تركيّةٍ لها غشاءٌ، وما بيننا وبينها غير ذلك، ورأيت عليها درعا مورّدا». أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
حجرة: قعد فلان حجرة من الناس: أي منفردا.
الحكم السابع: في الطواف وراء الحجر
1496 - (خ) أبو السفر سعيد بن محمد -رحمه الله- قال: «سمعت ابن عباس يقول: يا أيها الناس، اسمعوا مني ما أقول لكم، أسمعوني ما تقولون، ولا تذهبوا فتقولوا: قال ابن عباسٍ، قال ابن عباسٍ، من طاف بالبيت فليطف من وراء الحجر، ولا تقولوا: الحطيم، فإنّ الرجل في الجاهلية كان يحلف، فيلقي سوطه أو نعله أو قوسه». أخرجه البخاري
الحكم الثامن: في السعي بين الصفا والمروة
1497 - (خ م ط ت د س) عروة بن الزبير قال: «قلت لعائشة -رضي الله عنها- وأنا يومئذٍ حديث السّنّ - أرأيت قول اللّه تعالى: {إنّ الصّفا والمروة من شعائر اللّه، فمن حجّ البيت أو اعتمر،، فلا جناح عليه أن يطّوّف بهما} [البقرة: 158] ما أرى على أحدٍ شيئا أن لا يطوّف بهما؟ فقالت عائشة: كلاّ، لو كانت كما تقول كانت: فلا جناح عليه أن لا يطّوّف بهما، إنها إنما أنزلت هذه الآية في الأنصار، كانوا يهلّون لمناة، وكانت مناة حذو قديدٍ، وكانوا يتحرّجون أن يطّوّفوا بين الصّفا والمروةٍ، فلما جاء الإسلام، سألوا رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك؟ فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {إنّ الصّفا والمروة من شعائر اللّه، فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطّوّف بهما} [البقرة: 158]». أخرجه الجماعة.
وقد تقدّم في كتاب تفسير القران من حرف التاء روايات أخرى لهذا الحديث أطول من هذا.
[شرح الغريب]
الأنصار: قال الخطابي: قد جاء في بعض روايات هذا الحديث «الأنصاب» فإن كانت محفوظة: فهي جمع نصب، وهي الأصنام التي كانوا ينصبونها ويعبدونها، قال: المشهور في الروايات، الأنصار، والله أعلم.
فيهلّون لمناة: مناة صنم كان يعبد في الجاهلية، والإهلال: رفع الصوت بالتلبية، أي: كانوا يحجون لها.
يتحرجون: التحرج: التأثم. وهو الخروج من الإثم أو الضيق.
1498 - (د س) جابر بن عبد اللّه -رضي الله عنهما- قال: «لم يطف النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه بين الصّفا والمروة إلا طوافا واحدا، طوافه الأول». أخرجه أبو داود والنسائي.
1499 - (د) عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال لها: «طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة: يكفيك لحجّتك وعمرتك». أخرجه أبو داود.
وهو طرف من حديثٍ قد أخرجه البخاري ومسلم، وهو مذكور في الباب الثالث من هذا الكتاب.
الحكم التاسع: في أحاديث متفرقة تتضمن أحكاما
1500 - (خ د س) عبد اللّه بن عباس -رضي الله عنهما- أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- «رأى رجلا يطوف بالكعبة بزمامٍ أو غيره، فقطعه».
وفي رواية «يقود إنسانا بخزامةٍ في أنفه، فقطعها النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ثم أمره أن يقود بيده». هذه رواية البخاري.
وأخرج أبو داود والنسائي الثانية.
وللنسائي أيضا قال: «مرّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- برجلٍ يقود رجلا بشيءٍ ذكر في يده، فتناوله النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فقطعه فقال: إنّه نذر».
وفي أخرى للنسائي: «مرّ بإنسانٍ ربط يده إلى إنسان بسيرٍ - أو بخطٍ،أو بشيء غير ذلك، فقطعه، ثم قال: قده بيدك».
[شرح الغريب]
بخزامة: الخزامة: ما يجعل في أنف البعير من شعر، كالحلقة ليقاد به، والزمام للناقة كالرسن للدابة، يجعل على أنفها لتنقاد.
1501 - (ط) [عبد اللّه بن عبيد اللّه] بن أبي مليكة: «أنّ عمر مرّ بامرأةٍ مجذومةٍ - وهي تطوف بالبيت - فقال لها: يا أمة اللّه لا تؤذي النّاس، لو جلست في بيتك لكان خيرا لك، فجلست في بيتها، فمرّ بها رجلٌ بعد ما مات عمر، فقال لها: إنّ الّذي نهاك قد مات فاخرجي، فقالت: واللّه، ما كنت لأطيعه حيّا، وأعصيه ميّتا». أخرجه الموطأ.
1502 - (خ) عروة بن الزبير أنّ عائشة -رضي الله عنها- «رأت أناسا طافوا بالبيت بعد صلاة الصّبح، ثم جلسوا عند المذكّر، حتى بدا حاجب الشّمس قاموا يصلّون، فقالت عائشة: قعدوا حتى إذا كانت الساعة التي تكره فيها الصلاة قاموا يصلّون؟». أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
المذكّر: موضع الذّكر.
1503 - (د س) عبد اللّه بن السائب: «أنّه كان يقود ابن عباسٍ -رضي اللّه عنهما- فيقيمه عند الشّفة الثالثة، ممّا يلي الرّكن الذي يلي الحجر مما يلي الباب، فيقول له ابن عباسٍ: أثبت أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- كان يصلّي ها هنا؟ فيقول: نعم، فيقوم فيصلّي». أخرجه زبو داود والنسائي.
1504 - (ط) مالك بن أنس قال: «بلغني أنّ سعد بن أبي وقّاصٍ -رضي اللّه عنه- كان إذا دخل مكّة مراهقا خرج إلى عرفة قبل أن يطوف بالبيت وبين الصفا والمروة، ثم يطوف بعد أن يرجع».
قال مالك: وذلك أوسع لمن فعله مراهقا. أخرجه الموطأ.
[شرح الغريب]
مراهقا: يقال: أرهقت الصلاة: إذا أخّرتها إلى وقت الأخرى.والمراد به في الحديث: إذا ضاق عليه الوقت حتى يخاف فوت الوقوف بعرفه.
1505 - (ت د) عائشة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يقول «إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة، ورمي الجمار: لإقامة ذكر اللّه». هذه رواية أبي داود.
وفي رواية الترمذي «إنما جعل رمي الجمار، والسّعي بين الصفا والمروة، لإقامة ذكر اللّه».
الحكم العاشر: الدعاء في الطواف والسعي
1506 - (د) عبد الله بن السائب - رضي الله عنه - قال: «سمعت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يقول في الطواف ما بين الركنين: {ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النّار} [البقرة: 102]». أخرجه أبو داود.
1507 - (ط) نافع مولى ابن عمر بن الخطاب أنه سمع ابن عمر -رضي الله عنهما- يدعو على الصفا يقول: «اللهم إنّك قلت: {ادعوني أستجب لكم} [غافر: 60] وإنك لا تخلف الميعاد، وإني أسألك كما هديتني للإسلام: أن لا تنزعه مني، حتى تتوفّاني وأنا مسلمٌ». أخرجه الموطأ.
وزاد رزين - ولم أجده في الموطأ - «وكان يكبر ثلاث تكبيراتٍ ويقول: لا إله إلاّ اللّه، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد،وهو على كل شيءٍ قدير». يصنع ذلك سبع مراتٍ، يصتع في المروة كذلك في كل شوطٍ.
وأخرج رزين أيضا عن نافع: «أنّ ابن عمر كان إذا طاف بين الصفا والمروة فرقي عليه، حتّى يبد له البيت، فيكبّر ثلاث تكبيراتٍ، ويقول: لا إلا إلا اللّه، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير - يصنع ذلك سبع مرّاتٍ، وذلك: إحدى وعشرون من التكبير، وسبع من التّهليل، ويدعو فميا بين ذلك، يسأل اللّه عزّ وجلّ، ويهبط حتّى إذا كان ببطن المسيل سعى حتى يظهر منه، ثم يمشي حتى يأتي المروة فيرقى عليها، فيصنع عليها مثل ما صنع على الصّفا، يصنع ذلك سبع مراتٍ، حتّى يفرغ من سعيه».
1508 - (ط) جابر بن عبد اللّه -رضي الله عنهما- أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، «كان إذا وقف على الصّفا يكبّر ثلاثا، ويقول: لا إله إلا اللّه، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، يصع ذلك ثلاث مرّاتٍ، ويدعو، ويصنع على المروة مثل ذلك». أخرجه الموطأ.
1509 - (د س) عبد الرحمن بن طارق -رحمه الله- عن أمّه «أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- كان إذا جاز مكانا من دار يعلى - نسيه عبيد اللّه بن أبي يزيد - استقبل البيت فدعا». أخرجه أبو داود والنسائي.
1510 - (ط) [محمد] بن شهاب كان يقول: «كان عبد اللّه بن عمر -رضي الله عنهما- لا يلبّي وهو يطوف بالبيت». أخرجه الموطأ.
الفصل الثالث: في دخول البيت
1511 - (ت د) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «إنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- خرج من عندها وهو مسرورٌ، ثمّ رجع إلىّ وهو كثيب، فقال: إنّي دخلت الكعبة، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما دخلتها، إني أخاف أن أكون قد شققت على أمّتي». هذه رواية أبي داود.
وفي رواية الترمذي قالت: «خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- من عندي، وهو قرير العين، طيّب النفس، فرجع وهو حزين، فقلت له، فقال: إني دخلت الكعبة، ووددت أني لم أكن فعلت، إني أخاف أن أكون أتعبت أمّتي من بعدي».
1512 - (خ م د) عبد اللّه بن أبي أوفى - رضي الله عنه - قال: «اعتمر رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، واعتمرنا معه، فلما دخل مكّة طاف، فطفنا معه، وأتى الصفا والمروة، وأتيناها معه، وكنّا نستره من أهل مكّة: أن يرميه أحد، فقال له صاحب لي: أكان دخل الكعبة؟ قال: لا». هذه رواية البخاري.
وأخرج مسلم السؤال عن دخول الكعبة فقط.
وفي رواية قال: «اعتمر رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، فطاف بالبيت، وصلّى خلف المقام ركعتين، ومعه من يستره من الناس».
أخرج أبو داود: الرواية الثانية، وزاد فيها «سؤال الرجل عن دخول الكعبة».
وفي أخرى له قال: «اعتمرنا مع نبيّ اللّه -صلى الله عليه وسلم-، فطاف بالبيت سبعا، وصلّى ركعتين عند المقام، ثم أتى الصفا والمروة فسعى بينهما سبعا، ثم حلق رأسه».
1513 - (خ م س) أسامة بن زيد وابن عباس -رضي اللّه عنهم- قال ابن جريج: «قلت لعطاء: أسمعت ابن عبّاس يقول: إنّما أمرتم بالطّواف، ولم تومروا بدخوله؟ قال: لم يكن ينهى عن دخوله، ولكن سمعته يقول: أخبرني أسامة بن زيد: أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لمّا دخل البيت دعا في نواحيه كلّها، ولم يصلّ فيه حتى خرج، فلما خرج ركع في قبل البيت ركعتين، وقال: هذه القبلة، قلت: ما نواحيها؟ أي: زواياها؟ قال: بل في كلّ قبلةٍ من البيت». هذا لفظ مسلم.
وأخرجه البخاري بنحوها عن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يذكر أسامة.
وأخرج أخرى «أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- دخل الكعبة وفيها ست سوارٍ. فقام عند كل سارية. فدعا، ولم يصلّ».
وفي رواية النسائي عن ابن عباس عن أسامة -رضي الله عنهم- قال: «دخل رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- الكعبة، فسبّح في نواحيها، ولم يصل، ثم خرج. فصلّى خلف المقام ركعتين».
وفي أخرى له عن أسامة أيضا قال: «دخل هو ورسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، فأمر بلالا، فأجاف الباب، والبيت إذ ذاك على ستة أعمدة، فمضى حتى إذا كان بين الأسطوانتين اللّتين تليان الباب -باب الكعبة- جلس، فحمد اللّه، وأثنى عليه، وسأله، واستغغره، ثم قام حتّى أتى ما استقبل من دبر الكعبة، فوضع وجهه وحدّه عليه، وحمد اللّه، وأثنى عليه، وسأله، واستغفره، ثم انصرف إلى كل ركن من أركان الكعبة، فاستقبله بالتّكبير والتّهليل والتّسبيح، والثناء على اللّه تعالى، والمسألة والاستغفار، ثم خرج فصلى ركعتين مستقبل وجّه الكعبة، ثم انصرف، فقال: هذه القبلة، هذه القبلة».
[شرح الغريب]
فأجاف: أجفت الباب: إذا رددته.
1514 - (خ م ط د ت س) عبد اللّه بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: دخل رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- البيت هو وأسامة بن زيدٍ، وبلالٌ، وعثمان ابن طلحة، فأغلقوا عليهم، فلما فتحوا، كنت أوّل من ولج، فلقيت بلالا، فسألته: هل صلّى فيه رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم، يين العمدين اليمانيّين».
زاد في رواية: قال ابن عمر: «فذهب عني أن أسأله: كم صلّى؟».
وفي رواية: «فسألت بلالا: أين صلّى؟ قال: بين العمودين المقدّمين».
وفي أخرى: «فسألت بلالا - حين خرج -: ما صنع النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: جعل عمودا عن يمينه، وعمودا عن يساره، وثلاثة أعمدةٍ وراءه - وكان البيت يومئذٍ على ستة أعمدةٍ - ثم صلّى».
وفي أخرى: «جعل عمودين عن يمينه».
وفي أخرى: «فسألته، فقلت: هل صلّى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في الكعبة؟ قال: نعم، ركعتين بين الساريتين عن يسارك إذا دخلت، ثم خرج فصلّى في وجه الكعبة وكعتين».
وفي أخرى قال: «أقبل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عام الفتح، وهو مردفٌ أسامة على القصواء، ومعه بلالٌ وعثمان، حتى أناخ عند البيت، ثم قال لعثمان: إيتنا بالمفتاح، فجاءه بالمفتاح، ففتح له الباب، فدخل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وأسامة وبلالٌ وعثمان، ثم أغلقوا عليهم الباب، فمكث نهارا طويلا، ثم خرج، فأبتدر الناس الدخول، فسبقتهم، فوجدت بلالا قائما من وراء الباب، فقلت له: أين صلّى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: صلّى بين ذينك العمودين المقدّمين، وكان البيت على ستةٍ أعمدة سطرين - صلّى بين العمودين من السّطر المقدّم، وجعل باب البيت خلف ظهرّه، واستقبل بوتجهه الذي يستقبلك حين تلح البيت بينه وبين الجدار. قال: ونسيت أن أسأله: كم صلّى؟ وعند المكان الذي صلى فيه مرمرةٌ حمراء».
وفي أخرى قال: «فأخبرني بلال - أو عثمان بن طلحة - «أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- صلّى في جوف الكعبة بين العمودين اليمانيين».
وفي أخرى لمسلم: «أقبل رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- عام الفتح على ناقة لأسامة، حتّى أناخ بفناء الكعبة، ثم دعا عثمان بن طلحة، فقال: إيتني بالمفتاح، فذهب إلى أمّه، فأبت أن تعطيه. فقال: واللّه لتعطينيه أو ليخرجنّ هذا السيف من صلبي، قال: فأعطته إيّاه، فجاء به إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- [فدفعه إليه] ففتح الباب - ثم ذكر نحوه». هذه روايات البخاري ومسلم.
وأخرج الموطأ الرواية الثالثة، التي يذكر فيها «أنه جعل ثلاثة أعمدة وراءه».
وأخرج الترمذي نحوا من إحدى هذه الروايات الثلاث.
وله في أخرى عن بلالٍ: «أن رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- صلّى في جوف الكعبة. قال ابن عباس: لم يصلّ، ولكنه كبّر».
وأخرج أبو داود الرواية التي أخرجها الموطأ.
وفي أخرى له بنحوها، ولم يذكر السّواري، قال: «ثم صلى وبينه وبين القبلة ثلاثة أذرعٍ».
زاد في رواية: «ونسيت أن أسأله: كم صلى؟».
وأخرج النسائي الرواية التي ذكر فيها «المرمرة الحمراء». إلى قوله «وبينه وبين الجدار». ثم زاد نحو من ثلاثة أذرعٍ.
وأخرج الرواية الأولى، وأخرج الرواية التي ذكر في آخرها «فصلّى ركعتين في وجه الكعبة».
وفي أخرى له قال: «دخل رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- البيت، ومعه الفضل ابن العباس، وأسامة بن زيد، وعثمان بن طلحة، وبلالٌ، فأجافوا عليهم الباب، فمكث فيه ما شاء اللّه، ثم خرج، قال: فكان أول من لقيت بلالا، فقلت: أين صلّى النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: بين الأسطوانتين».
[شرح الغريب]
القصواء: التي قطع طرف أذنها، ولم تكن ناقة النبي -صلى الله عليه وسلم- مقطوعة الأذن، وإنما كان هذا لقبا لها.
1515 - (خ) عبد اللّه بن عباس -رضي الله عنهما- «أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- لما قدم أبي أن يدخل البيت وفيه الآلهة، فأمر بها فأخرجت، فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل، وفي أيديهما الأزلام، فقال رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-: قاتلهم اللّه، أما واللّه،، لقد علموا: أنهما لم يستقسما بها قطٌ، فدخل البيت، فكبّر في نواحيه، ولم يصلّ فيه». أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
الأزلام: القداح التي كانوا يستقسمون بها.
1516 - (د) الأسلمية -رضي اللّه عنها- قالت: «لعثمان: ما قال لك رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- حين دعاك؟ قال: قال لي: إنّي نسيت أن آمرك: أن تخمّر القرنين، فإنه ليس ينبغي أن يكون في البيت شيءٌ يشغل المصلّي». أخرجه أبو داود.
1517 - (د) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال له عبد الرحمن بن صفوان: «كيف صنع رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، حين دخل الكعبة؟» قال: «صلّى فيه ركعتين». أخرجه أبو داود.
1518 - (ط ت د س) عائشة -رضي اللّه عنها- قالت: «كنت أحتّ أن أدخل البيت فأصلّي فيه، فأخذ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- بيدي فأدخلني في الحجر، فقال لي: صلّي فيه إن أردت دخول البيت، فإنما هو قطعةٌ من البيت، وإنّ قومك اقتصروا حين بنوا الكعبة، فأخرجوه عن البيت». أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي.
وفي أخرى للنسائي قالت: «قلت: يا رسول اللّه، ألا أدخل البيت؟ قال: أدخلي الحجر، فإنه من البيت».
وأخرج الموطأ عنها: هذا المعنى، أو قربيا منه، قالت: «ما أبالي: أصليت في الحجر، أم في البيت».
1519 - (خ) نافع مولى عبد اللّه بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم- قال: «كان ابن عمر إذا دخل الكعبة مشى قبل وجهه، حين يدخل، ويجعل الباب قبل ظهره، ويمشي حتى يكون بينه وبين الجدار الذي قبل وجهه قريب من ثلاث أذرع، فيصلّي، يتوخّى المكان الذي أخبره بلالٌ: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- صلّى فيه، قال: وليس على أحد بأسٌ: أن يصلّي في أي نواحي البيت شاء». أخرجه البخاري، ولم يذكره الحميدي.
[شرح الغريب]
يتوخّى: توخّيت الشيء، إذا قصدته واعتمدت فعله.


التوقيع :

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحج, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir