دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > أسباب النزول > الصحيح المسند للوادعي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 رجب 1432هـ/17-06-2011م, 11:02 PM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي

قوله تعالى:
{وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} الآيات 169 و170 و171.
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى ج1 ص265 ثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد عن أبي الزبير المكي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله عز وجل أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتهوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش فلما وجدوا طيب شربهم ومأكلهم وحسن منقلبهم قالوا يا ليت إخواننا يعلمون بما صنع الله لنا لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب فقال الله عز وجل: أنا أبلغهم عنكم)) فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات على رسوله {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 61]
فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ} حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نحوه.
قال الحافظ ابن كثير: وهذا أثبت يعني الذي فيه واسطة بين أبي الزبير وابن عباس.
الحديث أخرجه أبو داود ج2 ص322 وابن هشام في السيرة ج2 ص119 وابن جرير ج4 ص170 والحاكم في المستدرك ج2 ص88 وص297 وابن المبارك في الجهاد ص60 وقال الحاكم في الموضعين: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وسكت عليه الذهبي ولا يخفي ما فيه، فإن مسلما لم يخرج لابن إسحاق إلا خمسة أحاديث في المتابعات كما في الميزان ولكنه صحيح لغيره لشواهده فقد أخرج الحاكم ج2 ص387 عن ابن عباس أنها نزلت في حمزة وأصحابه وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وسكت عليه الذهبي.
فائدة في سماع أبي الزبير من ابن عباس:
قال الذهبي في الميزان (4/37) روايته عن عائشة وابن عباس في الكتب إلا البخاري.
وأخرج له البخاري معلقا (3/663) باب الزيارة يوم النحر.
وفي العلل الكبير (1/388) قال الترمذي سألت محمدا وقلت له أبو الزبير سمع عائشة وابن عباس، قال أما ابن عباس فنعم وإن في سماعه من عائشة نظرا.
وفي تعليق التعليق (3/98) بعد ذكر حديث أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخر الطواف يوم النحر إلى الليل رواه الإمام أحمد في مسنده (1/218) من طريق عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن أبي الزبير عن ابن عباس وعائشة فذكره. ورواه أبو داود (2/207) والترمذي (3/253) عن بندار وعن ابن مهدي به، ورواه ابن ماجه من حديث يحيى القطان عن الثوري كذلك. قال
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 62]
البخاري في موضع آخر في سماع أبي الزبير عن عائشة نظر وقد تقدم. (قلت) أي الحافظ وحديثه عنها في صحيح مسلم والسنن الأربعة. وأما سماعه من ابن عباس فثابت، والله أعلم نعم ربما روى عنه بواسطة كما روى مسلم حديث التشهد من طريقه عن سعيد بن جبير وغيره عن ابن عباس. اهـ.
جامع التحصيل (ص 330) قال رحمه الله (قلت) أي العلائي حديثه عن ابن عمر وابن عباس وعائشة في صحيح مسلم. وفي المراسيل لابن أبي حاتم (154) قال: سمعت أبي يقول أبو الزبير رأى ابن عباس رواية ولم يسمع من عائشة.
قال الإمام الترمذي رحمه الله ج4 ص84: حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي نا موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري قال: سمعت طلحة بن خراش قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: لقيني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال لي: ((يا جابر ما لي أراك منكسرا؟)) قلت: يا رسول الله أستشهد أبي وترك عيالا ودينا قال: ((ألا أبشرك بما لقي الله به أباك؟)) قال: بلى يا رسول الله قال: ((ما كلم الله أحد قط إلا من وراء حجابه وأحي أباك فكلمه كفاحا فقال: تمن على أعطيك؟ قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية قال الرب تبارك وتعالى: إنه قد سبق مني أنهم لا يرجعون)) قال: وأنزلت هذه الآية: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا} الآية.
هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ولا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم، ورواه علي بن عبد الله بن المديني وغير واحد من كبار أهل الحديث هكذا عن موسى بن إبراهيم، وقد روى عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر شيئا من هذا.
الحديث أخرجه ابن ماجه رقم 190 رقم 2800 وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية ص74.
وهو يدور على موسى بن إبراهيم بن كثير وهو مستور الحال لكن الحديث له شواهد فيحسن كما قال الترمذي.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 63]
قال الإمام الطبري رحمه الله ج4 ص173: حدثنا محمد بن مرزوق قال: ثنا عمر بن يونس قال: ثنا إسحاق بن أبي طلحة قال: ثنا أنس بن مالك في أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذين أرسلهم نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أهل بئر معونة قال: لا أدري أربعين أو سبعين قال: وعلى ذلك الماء عامر بن الطفيل الجعفري فخرج أولئك النفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى أتوا غارا مشرفا على الماء قعدوا فيه ثم قال بعضهم لبعض: أيكم يبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أهل هذا الماء؟ فقال: أراه أبو ملحان الأنصاري: أنا أبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فخرج حتى أتى حيا منهم فاحتبى أمام البيوت ثم قال: يا أهل بئر معونة إني رسول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فآمنوا بالله ورسوله، فخرج إليه رجل من كسر البيت برمح فضرب به في جنبه حتى خرج من الشق الآخر فقال: الله أكبر فزت ورب الكعبة فاتبعوا أثره حتى أتوا أصحابه فقتلهم أجمعين عامر بن الطفيل قال: قال إسحاق: حدثني أنس بن مالك أن الله تعالى أنزل فيهم قرآنا رفع بعد ما قرأناه زمانا وأنزل الله: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} الحديث أخرجه ابن جرير أيضا في التاريخ ج3 ص36 وفيه أن سبب نزول الآية قتلى بئر معونة قال العلامة الشوكاني في تفسيره: وعلى كل حال فالآية باعتبار عمومها تعم كل شهيد.
قوله تعالى:
{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} إلى قوله: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} الآيات 172 و 173 و174.
قال الإمام الطبراني رحمه الله ج11 ص274 حدثنا علي بن عبد الله ثنا محمد بن منصور الجواز ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس.
وقال سفيان مرة أخرى: أخبرني عكرمة قال لما انصرف أبو سفيان
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 64]
والمشركون عن أحد وبلغوا الروحاء قالوا لا محمدا قتلتم ولا الكواعب أردفتم شر ما صنعتم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فندب الناس فانتدبوا حتى بلغوا حمراء الأسد أو بئر أبي عيينة فأنزل الله عز وجل: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} وقد كان أبو سفيان قال للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: موعدك موسم بدر حيث قتلتم أصحابنا فأما الجبان فرجع وأما الشجاع فأخذ أهبة القتال والتجارة فأتوه فلم يجدوا به أحدا وتسوقوا فأنزل الله عز وجل: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} الحديث قال الحافظ الهيثمي في المجمع ج6 ص121 رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الجواز وهو ثقة.
وقال السيوطي في لباب النقول: إن سنده صحيح.
وقال الحافظ في الفتح ج9 ص269: أخرجه النسائي وابن مردويه ورجاله رجال الصحيح إلا أن المحفوظ إرساله عن عكرمة ليس فيه عن ابن عباس ومن الطريق المرسلة أخرجه ابن أبي حاتم وغيره. اهـ.
قلت: فعلى قول الحافظ ابن حجر رحمه الله يكون الوصل شاذا والذي أرسله هو محمد بن عبد الله بن يزيد المقرني كما في تفسير ابن كثير.
وتابعه عبد الرزاق فرواه مرسلا في تفسيره ج1 ص140 فقال رحمه الله: ثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة قال: كانت بدرا متجرا في الجاهلية فذكر الحديث، وفيه الشطر الأخير الذي هو (فأما الجبان فرجع، وأما الشجاع فأهبة القتال والتجارة فأتوه فلم يجدوا به أحدا وتسوقوا) فأنزل الله عز وجل: {فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء}. اهـ.
وأما محمد بن منصور الطوسي فقد رواه متصلا ومرسلا كما تراه في أسباب النزول.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 65]
ومحمد بن عبد الله المقرئ ومحمد بن المنصور كلاهما.
قال الحافظ في التقريب: إنه ثقة.
وأما عبد الرزاق فقال فيه: ثقة حافظ مصنف شهير عمي في آخر عمره فتغير وكان يتشيع، فعلى هذا يترجح الإرسال.
قوله تعالى:
{وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} الآية 186.
قال الإمام أبو دواد رحمه الله ج3 ص114: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس أن الحكم بن نافع حدثهم أن شعيب عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه وكان أحد الثلاثة الذين تيب عليهم وكان كعب بن الأشرف يهجو النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويحرض عليه كفار قريش وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين قدم المدينة وأهلها أخلاط منهم المسلمون والمشركون يعبدون الأوثان واليهود وكانوا يؤذون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه فأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالصبر والعفو ففيهم أنزل الله تعالى: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} الآية.
فلما أبى كعب بن الأشرف أن ينزع عن أذى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سعد بن معاذ أن يبعث رهطا يقتلونه فبعث محمد بن مسلمة وذكر قصة قتله فلما قتلوه فزعت يهود والمشركون فغدوا على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالوا طرق صاحبنا فقتل فذكر لهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي كان يقول، ودعاهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يكتب بينه وبينهم كتابا ينتهون إلى ما فيه فكتب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بينه وبينهم وبين المسلمون عامة صحيفة.
الحديث قال المنذري قوله عن أبيه فيه نظر فإن أباه عبد الله بن كعب ليست له صحبة ولا هو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم ويكون الحديث على هذا مرسلا ويحتمل أن يكون أراد بأبيه جده وهو كعب بن مالك فيكون الحديث على هذا مسندا إذ قد سمع عبد الرحمن من جده كعب بن مالك
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 66]
وكعب هو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم وقد وقع مثل هذا في الأسانيد في غير موضع ا.هـ. من عون المعبود بتصرف وذكره الواحدي في أسباب النزول بهذا السند وبهذا اللفظ.
هذا وقد ذكر لها سبب آخر، قال الحافظ في الفتح ج9 ص298 وروى ابن أبي حاتم وابن المنذر بإسناد حسن أنها نزلت فيما بين أبي بكر وبين فنحاص اليهودي في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} - تعالى الله عن قوله – فغضب أبو بكر فنزلت.
وذكره السيوطي في اللباب وقال: إن سنده حسن. ولا تنافي بينهما إذ يحتمل أن الآية نزلت في هذا وهذا. ثم ظهر أن الحديث من طريق محمد بن أبي محمد وهو مجهول فعلى هذا فهذا السبب ضعيف.
قوله تعالى:
{لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} – الآية 188.
قال الإمام البخاري رحمه الله ج8 ص233 طبعة سلفية مع الفتح حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجالا من المنافقين على عهد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى الغزو تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإذا قدم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم اعتذروا إليه وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا فنزلت {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا}.
الحديث أخرجه مسلم ج17 ص123 وابن جرير ج4 ص205.
سبب آخر: قال الإمام البخاري رحمه الله ج9 ص301 حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام أن ابن جريج أخبرهم عن ابن أبي مليكة أن علقمة بن وقاص أخبره أن مروان قال لبوابه: اذهب يا رافع إلى ابن عباس فقل له: لئن كان كل امرئ فرح بما أوتي وأحب أن يحمد بما لم يفعل
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 67]
معذبا لنعذبن أجمعون فقال ابن عباس: ما لكم ولهذه الآية إنما دعا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يهودا وسألهم عن شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره فأروه أن قد استحمدوا إليه بما أخبروه عنه فيما سألهم وفرحوا بما أتوا من كتمانهم. ثم قرأ ابن عباس {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} كذلك حتى قوله: {يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} تابعه عبد الرزاق عن ابن جريج.
حدثنا ابن مقاتل أخبرنا الحجاج عن ابن جريج أخبرني ابن أبي مليكة عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنه أخبره مروان بهذا.
الحديث أخرجه مسلم ج17 ص123 والترمذي وقال هذا حديث حسن غريب صحيح والإمام أحمد في المسند ج1 ص298 وابن جرير ج4 ص207.
هذا ويمكن الجمع بين الحديثين بأن تكون الآية نزلت في الفريقين معا، قاله الحافظ في الفتح ج9 ص31 وأقول: ولو رجح حديث أبي سعيد لكان أولى لأن حديث ابن عباس مما انتقد على الشيخين كما في مقدمة الفتح ج2 ص132.
وكما في الفتح ج9 ص302 ولا معنى لقصرها على أهل الكتاب، قال الحافظ في الفتح: وعمومها يشمل كل من أتى بحسنة ففرح بها فرح إعجاب وأحب أن يحمده الناس ويثنوا عليه بما ليس فيه. هذا ومما يؤيد ما قلته في الترجيح أن الحافظ رحمه الله قال في الفتح في أبي رافع الرسول إلى ابن عباس الذي يدور عليه: لم أر له ذكرا في كتب الرواة إلا بما أتى في الحديث والذي يظهر لي من سياق الحديث أنه توجه إلى مروان فبلغه الرسالة ورجع مروان بالجواب فلولا أنه معتمد عند مروان ما قنع برسالته إلى آخر ما قال رحمه الله فعلى هذا فأبو رافع مجهول.
قوله تعالى:
{وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ} الآية 199.
قال الإمام أبو بكر البزار رحمه الله ج1 ص392 حدثنا محمد بن
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 68]
عبد الرحمن بن المفضل الحراني ثنا عثمان بن عبد الرحمن ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
"ح" حدثنا أحمد بن بكار الباهلي ثنا المعتمر بن سليمان ثنا حميد الطويل عن أنس أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى على النجاشي حين نعي فقيل يا رسول الله تصلي على عبد حبشي؟ فأنزل عز وجل: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ... } الآية الحديث بالسند الأول ينظر في بعض رجاله ورجال الإسناد الثاني صالحون للحجية إلا أن حميد مدلس ولم يصرح بالتحديث. ولكن للحديث طريق أخرى إلى حميد قال النسائي رحمه الله في التفسير ج1 ص41: أنا عمرو بن منصور أنا يزيد بن مهران أنا أبو بكر بن عياش عن حميد عن أنس قال: لما جاء نعي النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((صلوا عليه)). قالوا يا رسول الله نصلي على عبد حبشي. فأنزل الله عز وجل: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ}.
أنا عمرو بن منصور أنا يزيد بن هارون أبو خالد الخباز أنا أبو بكر بن عياش عن حميد عن الحسن مثله.
وهذا أيضا حميد مدلس ولم يصرح بالتحديث والظاهر أنه رواه على الوجهين عن الحسن مرسلا وعن أنس والله أعلم.
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله ج1 ص443 وروى ابن أبي حاتم وأبو بكر بن مردويه من حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك وذكره نحوه ثم قال: ورواه عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق أخرى عن حماد بن سلمة عن ثابت عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ا.هـ المراد منه.
وحديث أنس أخرجه أيضا البزار (1/392) رقم (832) والطبراني في الأوسط (3/323) رقم (2188) من طريق مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: لما مات النجاشي قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {{استغفروا لأخيكم)) فقال بعض الناس: يأمرنا أن نستغفر له وقد مات بأرض الحبشة
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 69]
فنزلت الآية ومؤمل بن إسماعيل صدوق سيء الحفظ.
وأخرجه الطبراني من حديث أبي سعيد (5/326) و(6/68) وقال الهيثمي: في إسناده عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو خطأ. صوابه: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف كما في الأوسط (5/326) والكافي الشافي في تخريج أحاديث الكشاف (4/37) رقم (308).
وعن وحشي قال: لما مات النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ثم قال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير وفيه سليمان بن أبي دواد الحراني وهو ضعيف وهذا خطأ. صوابه محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني: وهو صدوق.. وفيه أيضا حرب بن وحشي بن حرب وأبوه وحشي وقد ذكرهما ابن حبان في الثقات. وقال البزار عن (حرب) مجهول الرواية معروف النسب، أما (وحشي) فقال العجلي لا بأس به، وقال صالح بن محمد لا يشتغل به ولا بأبيه، وقال الحافظ في حرب (مقبول) وفي وحشي (مستور).
ورواه الحاكم (2/300) وفي سبب النزول قصة أخرى وهي أنه نزل بالنجاشي عدو من أرضهم فجاء المهاجرون فقالوا: إنا نحب أن نخرج إليهم حتى نقاتل معك وترى جرأتنا ونجزيك بما صنعت معنا فقال: لا دواء بنصرة الله خير من دواء بنصرة الناس قال فيه نزلت الآية.
قلت في تحقيقي لتفسير ابن كثير (2/226) الحديث له طرق يرتقي بمجموعها إلى الصحة. على أن الحديث له أصل في الصحيحين. البخاري مناقب الأنصار (5/64-65) وباب الجنائز (2/108-109) ومسلم كتاب الجنائز (3/54-55).
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 70]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لم, سورة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir