دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 ذو القعدة 1442هـ/17-06-2021م, 04:44 PM
خليل عبد الرحمن خليل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 238
افتراضي

قتادة بن دعامة السدوسي ( أبو الخطّاب )
هو الإمام الفقيه المفسّر الحافظ أبو الخطاب قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز، يبلغ نسبه إلى سَدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة، من بني بكر بن وائل، من ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان
ولد سنة ستين للهجرة في العام الذي ولد فيه الإمام الأعمش رحمهما الله ، وكان أكمه لا يبصر.
نشأ في البصرة وكان حريصا على طلب العلم والتعلم مدة حياته كلها ، قال مطر الوراق: (ما زال قتادة متعلماً حتى مات). رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
فجالس الصحابي الجليل أنس بن مالك، وحفظ عنه حديثا كثيراً ، ثم جالس الحسن البصري مدة طويلة ولزمه قال معمر بن راشد: قال قتادة: (جالست الحسن اثنتي عشرة سنة، أصلي معه الصبح ثلاث سنين). ؛ فتفقه على يديه وانتفع بمجالسه ومواعظه ، وحفظ عنه حديثا كثيرا ووعى عنه مسائل كثيرة .ثم ارتحل إلى المدينة فلزم سعيد بن المسيب يسأله عما يُشكل عليه فيحفظ إجابته ويعيها،وقال سلام بن مسكين: حدثني عمران بن عبد الله قال: لما قدم قتادة على سعيد بن المسيب، سألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وسألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وقال فيه الحسن كذا. جعل يسائله أياماً وأكثر؛ فقال له سعيد: أكلَّ ما سألتني عنه تحفظه؟
قال: نعم
قال: حتى ردَّ عليه حديثا كثيراً.
قال: يقول سعيد: (ما كنت أظنّ أن الله خلق مثلك!!) .
وفي مكة سمع صحيفة جابر بن عبدالله رضي الله عنه مرة واحدة فحفظها وحدّث بها .
فقد كان آية في الحفظ والضبط لا يكاد ينسى ما سمعه على كثرة سماعه في علوم كثيرة ، قال معمر بن راشد: سمعت قتادة يقول: «ما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي». رواه أبو نعيم في الحلية. وقال بكر بن عبد الله المزني: (من سرَّه أن ينظر إلى أحفظ من أدركنا فلينظر إلى قتادة). رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
وبسبب هذا الحرص على طلب العلم مع هذه المَلَكة القوية في الحفظ بعد توفيق الله كان قتادة مبرزا في علوم عدة ، حافظا للأحاديث والآثار ، مفسراً فقيهاً عالماً بالعربية والأنساب والتاريخ .
ومع هذا العلم الذي جمعه لا يتكلم في العلم برأيه رحمه الله ، قال عبد الصمد بن عبد الوارث: حدثنا أبو هلال قال: سألت قتادة عن مسألة، فقال: لا أدري.
فقلت: قل برأيك!
قال: ما قلت برأيي منذ أربعين سنة.
فقلت: ابن كم هو يومئذ؟
قال: (ابن خمسين سنة). رواه ابن سعد والفسوي وأبو القاسم البغوي في الجعديات.
قال الذهبي: (فدلَّ على أنه ما قال في العلم شيئا برأيه).
- قال معمر: سمعت قتادة يقول: «ما في القرآن آية إلا قد سمعت فيها بشيء» رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وأبو القاسم البغوي في الجعديات.
- وقال سفيان بن عيينة: كان معمر يقول: « لم أر من هؤلاء أفقه من الزهري وحماد وقتادة» رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وأبو القاسم البغوي في الجعديات.
- وقال أبو حاتم الرازي: سمعت أحمد بن حنبل وذكر قتادة فأطنب في ذكره؛ فجعل ينشر من علمه وفقهه ومعرفته بالاختلاف والتفسير وغير ذلك، وجعل يقول: (عالم بتفسير القرآن، وباختلاف العلماء، ووصفه بالحفظ والفقه).
وقال: (قلما تجد من يتقدَّمه، أما المثل فلعل). رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل.
- قال الذهبي: (وقد كان قتادة أيضا رأسا في العربية، والغريب، وأيام العرب، وأنسابها،
حتى قال فيه أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة من أنسب الناس.
ورجل قامة في العلم كقتادة لا بد أن تكون لها وصايا نافعة ، ومما اشتهر من أقواله ووصاياه :
- قال أبو هلال الراسبي: سمعت قتادة يقول: «الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر». رواه ابن سعد في الطبقات.
- وقال ضرار بن عمرو، عن قتادة قال: «باب من العلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه، وصلاح من بعده أفضل من عبادةِ حول». رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
- وقال همام، عن قتادة قال: كان يقال: «قلَّ ما ساهر الليل منافق». رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
- وقال أبو عوانة، عن قتادة قال: ( كان المؤمن لا يرى إلا في ثلاث مواطن: في مسجد يعمره، أو بيت يستره، أو حاجة لا بأس بها). رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
توفي أبو الخطاب رحمه الله بالطاعون في واسط سنة سبع عشرة ومائة وهو قول أكثر العلماء ، وقيل سنة ثماني عشرة ومائة ، وهو ابن ست أو سبع وخمسين قال ابن أبي حاتم: (توفى بواسط في الطاعون، وهو ابن ست أو سبع وخمسين، بعد موت الحسن بسبع سنين).

ويستفاد من سيرته رحمه الله الكثير ، ومنها :
الإعاقة البدنية لا تعيق صاحب الهمة عن الإنجاز والتميّز .
من صبر في طلب العلم وكابد المصاعب يصبح له شأن بين أقرانه وفي مجتمعه .
الورع عن القول في العلم بالرأي المجرد .
التواضع للعلم والعلماء يرفع المنزلة .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 ذو القعدة 1442هـ/21-06-2021م, 12:14 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
قتادة بن دعامة السدوسي ( أبو الخطّاب )
هو الإمام الفقيه المفسّر الحافظ أبو الخطاب قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز، يبلغ نسبه إلى سَدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة، من بني بكر بن وائل، من ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان
ولد سنة ستين للهجرة في العام الذي ولد فيه الإمام الأعمش رحمهما الله ، وكان أكمه لا يبصر.
نشأ في البصرة وكان حريصا على طلب العلم والتعلم مدة حياته كلها ، قال مطر الوراق: (ما زال قتادة متعلماً حتى مات). رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
فجالس الصحابي الجليل أنس بن مالك، وحفظ عنه حديثا كثيراً ، ثم جالس الحسن البصري مدة طويلة ولزمه قال معمر بن راشد: قال قتادة: (جالست الحسن اثنتي عشرة سنة، أصلي معه الصبح ثلاث سنين). ؛ فتفقه على يديه وانتفع بمجالسه ومواعظه ، وحفظ عنه حديثا كثيرا ووعى عنه مسائل كثيرة .ثم ارتحل إلى المدينة فلزم سعيد بن المسيب يسأله عما يُشكل عليه فيحفظ إجابته ويعيها،وقال سلام بن مسكين: حدثني عمران بن عبد الله قال: لما قدم قتادة على سعيد بن المسيب، سألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وسألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وقال فيه الحسن كذا. جعل يسائله أياماً وأكثر؛ فقال له سعيد: أكلَّ ما سألتني عنه تحفظه؟
قال: نعم
قال: حتى ردَّ عليه حديثا كثيراً.
قال: يقول سعيد: (ما كنت أظنّ أن الله خلق مثلك!!) .
وفي مكة سمع صحيفة جابر بن عبدالله رضي الله عنه مرة واحدة فحفظها وحدّث بها .
فقد كان آية في الحفظ والضبط لا يكاد ينسى ما سمعه على كثرة سماعه في علوم كثيرة ، قال معمر بن راشد: سمعت قتادة يقول: «ما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي». رواه أبو نعيم في الحلية. وقال بكر بن عبد الله المزني: (من سرَّه أن ينظر إلى أحفظ من أدركنا فلينظر إلى قتادة). رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
وبسبب هذا الحرص على طلب العلم مع هذه المَلَكة القوية في الحفظ بعد توفيق الله كان قتادة مبرزا في علوم عدة ، حافظا للأحاديث والآثار ، مفسراً فقيهاً عالماً بالعربية والأنساب والتاريخ .
ومع هذا العلم الذي جمعه لا يتكلم في العلم برأيه رحمه الله ، قال عبد الصمد بن عبد الوارث: حدثنا أبو هلال قال: سألت قتادة عن مسألة، فقال: لا أدري.
فقلت: قل برأيك!
قال: ما قلت برأيي منذ أربعين سنة.
فقلت: ابن كم هو يومئذ؟
قال: (ابن خمسين سنة). رواه ابن سعد والفسوي وأبو القاسم البغوي في الجعديات.
قال الذهبي: (فدلَّ على أنه ما قال في العلم شيئا برأيه).
- قال معمر: سمعت قتادة يقول: «ما في القرآن آية إلا قد سمعت فيها بشيء» رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وأبو القاسم البغوي في الجعديات.
- وقال سفيان بن عيينة: كان معمر يقول: « لم أر من هؤلاء أفقه من الزهري وحماد وقتادة» رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وأبو القاسم البغوي في الجعديات.
- وقال أبو حاتم الرازي: سمعت أحمد بن حنبل وذكر قتادة فأطنب في ذكره؛ فجعل ينشر من علمه وفقهه ومعرفته بالاختلاف والتفسير وغير ذلك، وجعل يقول: (عالم بتفسير القرآن، وباختلاف العلماء، ووصفه بالحفظ والفقه).
وقال: (قلما تجد من يتقدَّمه، أما المثل فلعل). رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل.
- قال الذهبي: (وقد كان قتادة أيضا رأسا في العربية، والغريب، وأيام العرب، وأنسابها،
حتى قال فيه أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة من أنسب الناس.
ورجل قامة في العلم كقتادة لا بد أن تكون لها [له] وصايا نافعة ، ومما اشتهر من أقواله ووصاياه :
- قال أبو هلال الراسبي: سمعت قتادة يقول: «الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر». رواه ابن سعد في الطبقات.
- وقال ضرار بن عمرو، عن قتادة قال: «باب من العلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه، وصلاح من بعده أفضل من عبادةِ حول». رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
- وقال همام، عن قتادة قال: كان يقال: «قلَّ ما ساهر الليل منافق». رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
- وقال أبو عوانة، عن قتادة قال: ( كان المؤمن لا يرى إلا في ثلاث مواطن: في مسجد يعمره، أو بيت يستره، أو حاجة لا بأس بها). رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
توفي أبو الخطاب رحمه الله بالطاعون في واسط سنة سبع عشرة ومائة وهو قول أكثر العلماء ، وقيل سنة ثماني عشرة ومائة ، وهو ابن ست أو سبع وخمسين قال ابن أبي حاتم: (توفى بواسط في الطاعون، وهو ابن ست أو سبع وخمسين، بعد موت الحسن بسبع سنين).

ويستفاد من سيرته رحمه الله الكثير ، ومنها :
الإعاقة البدنية لا تعيق صاحب الهمة عن الإنجاز والتميّز .
من صبر في طلب العلم وكابد المصاعب يصبح له شأن بين أقرانه وفي مجتمعه .
الورع عن القول في العلم بالرأي المجرد .
التواضع للعلم والعلماء يرفع المنزلة .

التقويم: أ
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
خُصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir