دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 رجب 1436هـ/20-04-2015م, 07:40 AM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي إعادة تلخيص آية الكرسي

تلخيص رسالة التفسير " تفسير آية الكرسي للشيخ محمد بنصالح العثيمين"
عناصر التلخيص :
المسائلالتفسيرية
تفسيرقوله تعالى: {الله لا إله إلا هو الحيّ القيّوم}
- فضل آيةالكرسيّ
-نوع {لا} ودلالتها فيقوله تعالى: {الله لا إله إلا هو}
- معنى " إله "
- معنى آية " الله لا إله إلا هو"
- دلالة ارتباطاسمي تعالى " الحي القيوم " مع بعضهما

تفسير قوله تعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم له ما فيالسموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}
-
معنى الشفاعة لغةواصطلاحا.

- تفسير قوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولايحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء}
-
معنى "العلم" عند الأصوليين.
-
تفسير قوله تعالى: {يعلم ما بينأيديهم وما خلفهم}.
-
المقصود بــ {علمه}.
- تفسير قوله تعالى: {إلا بماشاء}.


- تفسير قوله تعالى: {وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤودهحفظهما وهو العليّ العظيم}.


ü المقصود بالكرسيّ
ü - معنى "وسع"
ü معنى" يؤوده–"
ü معنى" العليّ" –
ü معنى "العظيم".

المسائل اللغوية:


ü معنى اسمه تعالى "القيوم"
ü فائدة تقديم الخبر {له} علىالمبتدأ
ü أفراد لفظ {الأرض} في الآية وجمعت {السماوات}
ü معنى الاستفهام الوارد فيالآية
ü ما يفيده التعريف في قوله تعالى: {العليّالعظيم}


المسائل العقدية:
1-
إثبات انفراد الله تعالى بالألوهية
2-
إثبات صفة الحياة لله عز وجل
3-
إثبات القيومية لله عز وجل؛
4-
إثباتالصفات المنفية
5-
عموم ملك الله
6-
كمال سلطان الله
7-
إثبات الشفاعة بإذن الله
8-
شروط إذن الله في الشفاعة
9-
إثبات علم الله،
10-
إثبات مشيئة الله
11- :
عظمة خالق الكرسي
12-
إثبات قوة الله وماتضمنته قوله تعالى: " ولا يؤودهحفظهما"
13-
إثبات العلو والعظمة اللهسبحانه وتعالى،

الفوائد المستنبطةمن الآيات :
**الفوائدالتي اشتملت عليها هذه الجملة القرآنية.قوله تعالى: {الله لا إله إلا هو الحيّالقيّوم}
**
الفوائد التي اشتملت عليها هذهالجملةقولهتعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عندهإلا بإذنه}
**
الفوائد التي اشتملت عليها هذهالجملة القرآنية. قوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطونبشيء من علمه إلا بما شاء}
**
الفوائد التي اشتملت عليها هذهالجملة القرآنية: قوله تعالى: {وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهماوهو العليّ العظيم}.

شرح المسائل التفسيرية
تفسير قوله تعالى: {الله لا إله إلاهو الحيّ القيّوم}
-
فضل آية الكرسيّ :
ü هذه الآية أعظم آية فيكتاب الله كما سأل النبي صلى الله عليه وسلم أبيّ بن كعب،وقال: «أي آية أعظمفي كتاب الله؟ قال: آية الكرسي؛ فضرب على صدره، وقال: ليهنك العلم يا أبا المنذر؛ولهذا من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتىيصبح؛
ü - نوع {لا} ودلالتها في قوله تعالى: {الله لا إله إلا هو}
لا: نافيةللجنس وهي نص في العموم . فهي تدل على النفي المطلق .العام لجميعأفراده
إله : اسم لا . إلا هو : بدل من خبر ( لا ) المحذوف . لان التقدير : لا إله حقإلا هو،
فهي تدل على نفي الألوهية الحق نفياًقاطعاً الا لله تعالى وحده
ü - معنى " إله "بمعنى مألوه؛ و«المألوه» بمعنى المعبود حباً،وتعظيماً؛
ü معنى آية " الله لا إله إلا هو": تدل على نفي الألوهية الحق نفياً عاماً قاطعاً إلا لله تعالى وحده
ü - دلالة ارتباط اسميهتعالى " الحيالقيوم " مع بعضهما: هما جامعان لكمال الأوصاف، والأفعال؛ فكمال الأوصاففي"الحي" وكمال الأفعال في"القيوم"


تفسير قوله تعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم له ما فيالسموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}
-
معنىالشفاعة لغة واصطلاحا.
"
الشفاعة" في اللغة: جعلالوتر شفعاً؛
وفي الاصطلاح: التوسط للغير لجلب منفعة، أو دفع مضرة؛
ومنها :شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في أهل الموقف أن يقضي الله بينهم بعدما يلحقهم من الهمّ، والغمّ ما لا يطيقون: شفاعة لدفع مضرة؛ وشفاعته في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة: شفاعة في جلب منفعة

تفسير قوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولايحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء}
-
معنى "العلم" عند الأصوليين: هو : إدراك الشيء إدراكاًجازماً مطابقاً.
-
فعدم الإدراك جهل .مثال: سُئل متى غزوة بدر ؟ قال: لاأدري . هذا جهل.
-
والإدراك غير الجازم ، شك. مثال: سُئل متى غزوة بدر ؟قال : في السنة الثانية أو الثالثة . هذا شك.
-
والإدراكالجازم غير المطابق، جهل مركب. مثال : سُئل متى غزوة بدر ؟ قال : في السنة الخامسة . هذا جهل مركب .
وعلم الله تاماً شاملاً لها جملةوتفصيلا


-
تفسير قولهتعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم}.


ü معنى " أيديهم" و" ماخلفهم "
قد ورد في معناهاقولان:
الأول: أن{ما بين أيديهم} هو مستقبلهم، وأن{ما خلفهم} هو ماضيهم.
والقولالثاني عكس السابق، والأول أصح.

ü دلالة " ما " لغوياً :
و"ما" من صيغ العموم؛ فهي شاملة لكل شيء سواء كان دقيقاً أم جليلاً؛ وسواءكان من أفعال الله أم من أفعال العباد.

ü المقصود بــ "علمه:
".لها معنيان:
-- المعنى الأول: لا يحيطون بشيء من علم نفسه؛أي لا يعلمون عن الله سبحانه وتعالى من أسمائه، وصفاته، وأفعاله، إلا بما شاء أنيعلمهم إياه، فيعلمونه؛
--
المعنى الثاني: ولا يحيطون بشيء من معلومه - أي ممايعلمه في السموات، والأرض - إلا بما شاء أن يعلمهم إياه،فيعلمونه؛

-
تفسير قوله تعالى: {إلا بما شاء}.
"إلا بماشاء"استثناء بدل من قوله تعالى: {شيء}؛
- "ما" يحتمل أن تكون مصدرية؛ أي: إلا بمشيئته؛
- ويحتملأن تكون موصولة؛ أي: إلا بالذي شاء؛ وعلى هذا يكون العائد محذوفاً؛ والتقدير: إلابما شاءه.

تفسير قوله تعالى: {وسع كرسيهالسموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العليّ العظيم}.
-
المقصودبالكرسيّ:
الكرسي» هو موضع قدميالله عز وجل؛ وهو بين يدي العرش كالمقدمة له؛ وقد جاء الحديث عن النبي صلى اللهعليه وسلم أنه قال: «ما السموات السبع والأرضون بالنسبة للكرسي إلا كحلقةألقيت في فلاة من الأرض وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلكالحلقة»(
-
الأقوال فيالكرسي :
- «
الكرسي» هو موضع قدمي الله عز وجل؛ وهو بين يدي العرشكالمقدمة له؛ وقد صح ذلك عن ابن عباس موقوفاً ، ومثل هذا له حكم الرفع؛ لأنه لامجال للاجتهاد فيه؛ وعلى هذا أهل السنّة والجماعة –عامتهم- على أن الكرسي موضع قدميالله عز وجل؛ وبهذا جزم شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وغيرهما من أهل العلم،وأئمة التحقيق؛
-
قد قيل: إن «الكرسي» هو العرش؛ ولكن ليس بصحيح؛ فإن «العرش» أعظم، وأوسع، وأبلغ إحاطة من الكرسي؛
-
روي عن ابنعباس أن"كرسيه": علمه؛ ولكنهذه الرواية لا تصح عن ابن عباس؛لأن اللفظة بهذا المعنى غير معروفة لغة ولاشرعاً



- معنى "وسع": أي شمل،وأحاط،
- معنى "يؤوده": أي لا يثقله، ويشق عليه.
- معنى "العلي": أيذو العلو المطلق، وهو الارتفاع فوق كل شيء.
- معنى "العظيم": أيذو العظمة في ذاته، وسلطانه، وصفاته.


المسائل اللغوية:


ü معنى اسمه تعالى {القيوم}:أصلها منالقيام؛ ووزن «قيوم» فيعول؛ وهي صيغة مبالغة؛ فهو القائم على نفسه فلا يحتاج إلىأحد من خلقه؛ والقائم على غيره فكل أحد محتاج إليه
ü - فائدة تقديم الخبر {له} على المبتدأ :أفادتالحصر وأن الملك له سبحانه وتعالى
ü - أفراد لفظ {الأرض} في الآية وجمعت {السماوات}:أفردت الأرض ولكنها بمعنى الجمع لأن المراد به الجنس ، أما السماواتجمعت والقصد فيها الجمع
ü - معنى الاستفهام الوارد في الآية: المراد بالاستفهام هناالنفي بدليل الإثبات بعده " إلا بإذنه"
ü - ما يفيدهالتعريف في قوله تعالى: {العليّ العظيم}:التعريف يفيدالحصر فهو وحده العلي العظيم .


المسائلالعقدية:
1-
إثبات انفراد اللهتعالى بالألوهية في قوله تعالى: {لا إله إلا هو}.
2-
إثباتصفة الحياة لله عز وجل؛ وهي حياة كاملة: لم تسبق بعدم، ولا يلحقها زوال، ولا توصفبنقص،
3-
إثبات القيومية لله عزوجل؛
4-
إثبات الصفات المنفية؛ لقوله تعالى: {لا تأخذه سنةولا نوم}، وقوله تعالى: {ولا يؤوده حفظهما}؛ و«الصفاتالمنفية» ما نفاه الله عن نفسه؛ وهي متضمنة لثبوت كمال ضدها.
5-
عمومملك الله
6-
كمال سلطانالله
7-
إثبات الشفاعة بإذن اللهوشروطها: رضى الله عن الشافع؛ وعنالمشفوع له ، حتى أعظم الناس جاهاً عند الله وهو النبي صلى الله عليه وسلم - يومالقيامة لا يشفع إلا بإذن الله لكمال سلطانه جلّ وعلا، وهيبته
9-
إثبات علم الله، وأنه عام في الماضي، والحاضر،والمستقبل
10-
أن الله عز وجل لا يحاطبه علماً كما لا يحاط به سمعاً، ولا بصراً
11-
إثبات مشيئة الله
12- :
عظمة خالق الكرسي؛ لأن عظم المخلوق وهو الكرسي يدلعلى عظمة الخالق
13-
إثبات قوة اللهوماتضمنته قوله تعالى: {ولا يؤوده حفظهما}. من العلموالقدرة والحياة، والرحمة، والحكمة، والقوة.
14-
إثباتعلو الله سبحانه وتعالى أزلاً، وأبداً
15 -
إثبات العظمة لله

الفوائد المستنبطة من الآيات :
-
الفوائدالتي اشتملت عليها هذه الجملة القرآنية. قوله تعالى: {الله لا إله إلا هو الحيّ القيّوم}
-
إبطال طريق المشركين الذين أشركوا بالله، وجعلوا معهآلهة.
-
أن الله تعالى غني عما سواه؛ وأن كل شيءمفتقر إليه تعالى

-
الفوائد التي اشتملت عليها هذه الجملة قوله تعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلابإذنه}
- الرد على الخوارج والمعتزلة في إثباتالشفاعة؛ لأن الخوارج، والمعتزلة ينكرون الشفاعة في أهل الكبائر؛ لأن مذهبهما أنفاعل الكبيرة مخلد في النار لا تنفع فيه الشفاعة
-الحكم الشرعي بين الناس، والفصل بينهم يجبأن يكون مستنداً على حكم الله؛ وأن اعتماد الإنسان على حكم المخلوقين، والقوانينالوضعية نوع من الإشراك بالله عز وجل؛ لأن الملك لله عز وجل.
- تسلية الإنسان على المصائب، ورضاه بقضاء الله عز وجل،وقدره؛ لأنه متى علم أن الملك لله وحده رضي بقضائه، وسلّم

الفوائد التي اشتملت عليها هذه الجملة القرآنية.قوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء}
- الرد على القدرية الغلاة؛ لقوله تعالى: {يعلم ما بينأيديهم وما خلفهم}؛ فإثبات عموم العلم يرد عليهم؛ لأن القدرية الغلاةأنكروا علم الله بأفعال خلقه إلا إذا وقعت
- أننا لا نعلم شيئاً عن معلوماته إلا ماأعلمنا به
- تحريم تكييف صفات الله؛ لأن الله ما أعلمنا بكيفيةصفاته؛ فإذا ادعينا علمه فقد قلنا على الله بلا علم.وفيه الرد علىالممثلة

الفوائد التي اشتملت عليها هذه الجملةالقرآنية: قوله تعالى: {وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤودهحفظهما وهو العليّ العظيم}.
- كفر من أنكر السموات، والأرض؛ وهو لا شك كفر باللهالعظيم سواء اعتقده الإنسان بنفسه، ووهمه؛ أو صدَّق من قال به ممن يعظمهم إذا كانعالماً بما دل عليه الكتاب والسنّة.
- الاستفادة من معنى علوّ الله عند أهلالسنة، والجماعة في الرد على الحلولية وعلى المعطلة النفاة
- علوّ الله عندأهل السنة، والجماعة ينقسم إلى قسمين:
ü الأول: علو الذات؛ بمعنى أنه سبحانه نفسه فوق كلشيء؛ ؛ وخالفهم في ذلك طائفتان:
- الأولى: من قالوا: إنه نفسه في كل مكان في السماء،والأرض؛ وهؤلاء حلولية الجهمية، ومن وافقهم؛ وقولهم باطل بالكتاب، والسنّة، وإجماعالسلف، والعقل، والفطرة؛
- الطائفةالثانيةوهم المعطلة النفاة: قالوا: إنه لا يوصف بعلوّ، ولا غيره؛ فهو ليس فوقالعالم، ولا تحته، ولا عن يمين، ولا عن شمال، ولا متصل، ولا منفصل؛ وهذا قول يكفيتصوره في رده؛ لأنه يَؤول إلى القول بالعدم المحض؛


ü القسم الثاني: علو الصفة: وهو أنه كامل الصفات من كل وجهلا يساميه أحد في ذلك؛ وهذا متفق عليه بين فرق الأمة، وإن اختلفوا في تفسيرالكمال.
- التحذير منالطغيان على الغير
- إثبات صفة كمال حصلت باجتماع الوصفين؛ وهما العلوّ، والعظمة

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 رجب 1436هـ/20-04-2015م, 07:52 AM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي تلخيص رسالة في تفسير قول الله تعالى: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}

تلخيص رسالة في تفسير قول الله تعالى: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}
للحافظ ابن رجب الحنبلي
عناصر الرسالة :
- بيان دلالة الآية :" إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء"
- اثبات الخشية للعلماء ودلالتها لغوياً:
- نفي الخشية عن غيرهم ودلالتها اللغوية :
ü الاختلاف على دلالة {ما} في نفي الخشية عن غير العلماء هل هي بطريق المفهوم أم المنطوق
ü الاختلاف في الدلالة {ما} على النفي بطريق المفهوم هل هي بالنص أم الظاهر
ü الأقوال في " إنما" واثبات القول الراجح بالأدلة والرد على المرجوح
- - نفي العلم عن غير أهل الخشية ودلالتها اللغوية:
ü هل يقتضي ثبوت الخشية للعلماء للرهط أم لجنس العلماء
- أقوال السلف في الخشية من منظور هذه الآية :
- العلم يوجب الخشية وأنّ فقده يستلزم فقد الخشية وهذا من وجوه
- الجمع بين هذه الوجوه والدلالة على أكمل حالات الخشية
- أنّ صلاح العباد ومنافعهم ولذاتهم في امتثال ما أمرهم الله به، واجتناب ما نهاهم اللّه عنه
مسائل استطرادية في رسالة ابن رجب:
- اختلاف الناس في التائب، هل يمكن عوده إلى ما كان عليه قبل المعصية:
- الفرق بين أهل المعصية وأهل الطاعة
- أنواع العلماء:
- بيان أنّ انتفاء الخشية ينتفي مع العلم:
شرح عناصر الرسالة :
- بيان دلالة الآية :" إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء" :

- على أنّ من خشي اللّه وأطاعه وامتثل أوامره واجتنب نواهيه فهو عالم لأنه لا يخشاه إلا عالمٌ، وعلى نفي الخشية عن غير العلماء، ونفي العلم عن غير أولي الخشية أيضًا، وأنّ من لم يخش اللّه فليس بعالم
- العلم باللّه وأسمائه وصفاته وأفعاله من قدره، وخلقه، والتفكير في عجائب آياته المسموعة المتلوة، وآياته المشاهدة المرئية من عجائب مصنوعاته، وحكم مبتدعاته ونحو ذلك مما يوجب خشيته وإجلاله، ويمنع من ارتكاب نهيه، والتفريط في أوامره؛ هو أصل العلم النافع،
- الخشية ملازمةٌ للعلم بأوامر الله ونواهيه وأحكامه وشرائعه وأسرار دينه وشرعه وخلقه وقدره،
- صلاح العباد ومنافعهم ولذاتهم في امتثال ما أمرهم الله به، واجتناب ما نهاهم اللّه عنه وأن من طلب حصول اللذة والراحة من فعل المحظور أو ترك المأمور، فهو في غاية الجهل والحمق، وأنّ كلّ من عصى اللّه هو جاهل
******1- اثبات الخشية للعلماء باتفاق:
- دلالة اثبات الخشية للعلماء لغوياً:
- صيغة "إنما" تقتضي تأكد ثبوت الخشية للعلماء باتفاق:
- "إن" إفادة التأكيد
- "ما" فالجمهور على أنها كافة
- ذهب طائفة من الأصوليين إلى أن {ما} هنا نافية وتفيد الحصر ، و{إن} تفيد الإثبات و{ما} تفيد النفي ، ومن هؤلاء أبي علي الفارسي .
وهذا القول باطل باتفاق أهل المعرفة باللسان لأن {إن} تفيد توكيد الكلام نفيا أو كان إثباتا ، وما زائدة كافة لا نافية .
ومما سبق نرى اتفاق الجميع على أن ( إنما ) تفيد تأكيد ثبوت الخشية للعلماء باتفاق ، وإن اختلفوا في معنى ( ما) إلا أن اثبات الخشية للعلماء باتفاق لا خلاف فيه لأن ( إن ) تفيد التأكيد

******2- نفي الخشية عن غيرهم ودلالتها اللغوية :
n الاختلاف على دلالة {ما} في نفي الخشية عن غير العلماء هل هي بطريق المفهوم أم المنطوق
- إنّ دلالتها على النفي بالمنطوق كالاستثناء سواء - وهو قول أبي حامد، وأبي الطيب من الشافعية، والجرجاني من الحنفية.-
- أنّ دلالتها على النفي بطريق المفهوم وهو قول كثيرٍ من الحنفية، والمتكلمين و كالقاضي في قوله الآخر وابن عقيلٍ والحلواني. وقالوا : إنّ الاستثناء ليس لإثبات النقيض بل لرفع الحكم إما مطلقًا أو في الاستثناء من الإثبات وحده كما يذكر عن الحنفية وجعلوه من باب المفهوم الذي ينفونه


n الاختلاف في الدلالة {ما} على النفي بطريق المفهوم هل هي بالنص أم الظاهر
- "إنّما " تدلّ على الحصر ظاهرًا، أو يحتمل التأكيد، وأكثر دلالات المفهوم بطريق الظاهر لا النّص، وهذا الذي حكاه الآمديّ عن القاضي أبي بكرٍ، والغزاليّ، والهرّاسيّ....
- " إنما" دلالتها على النّفي والإثبات كليهما بطريق النّص لأنّهم جعلوا "إنّما" كالمستثنى والمستثنى منه سواء وعندهم أن الاستثناء من الإثبات نفيٌ ومن النفي إثباتٌ، نصًّا لا محلاً.
- فظهر بهذا : أنّ المخالف في إفادتها الحصر هو من القائلين بأنّ دلالتها على النفيّ بالمفهوم وهم قسمان:
أحدهما: من لا يرى كون المفهوم حجّةً بالكلية كالحنفية، ومن وافقهم من المتكلمين.
والثاني: من يراه حجةً من الجملة، ولكن ينفيه هاهنا لقيام الدليل عنده على أنّه لا مفهوم لها،

n الأقوال في " إنما" واثبات القول الراجح بالأدلة والرد على المرجوح
- الجمهور على أن {ما} هي الكافة ، وإذا دخلت على {إن} تفيد الحصر ، مثل ابن عقيل والقاضي ،
- ذهب البعض أن ما لغير الحصر ، والدليل على ذلك قوله تعالى : {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون} ، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : إنما الربا في النسيئة
- ذهب آخرون أن أغلب مواردها لا تكون للحصر ، مثل قوله تعالى : {إنما الله إله واحد} ، و{إنما أنت منذر} و {إنما أنا بشر مثلكم} .
- ومنهم جعلها موصولةً فتفيد الحصر من جهةٍ أخرى وهو أنّها إذا كانت موصولةً فتقدير الكلام "إن الذين يخشون الله هم العلماء" وهذا أيضًا يفيد الحصر" فإنّ الموصول يقتضي العموم لتعريفه،
- الراجح : أنها تدل على الحصر ودلالتها عليه معلوم بالاضطرار من لغة العرب
- وذلك للأسباب الأتية :
1- أن {ما} الكافة تثبت معنى زائدا إذا دخلت على الحرف ، كما قال ابن مالك أنها إذا دخلت على الباء تفيد التقليل ، كقول الشاعر : فالآن صرت لا تحيد جوابًا ....... بما قد يرى وأنت حطيب
أو التعليل إذا دخلت على الكاف مثل قوله تعالى : {واذكروه كما هداكم}
2- .{إن} تفيد التوكيد و{ما} زائدة تقوي التوكيد ولكن هذا لا يمنع من أنها تفيد الحصر الذي يخرج عن إفادة قوة معنى التوكيد وليس ذلك بمنكر .
3- أن استعمال {إن} المكفوفة بما في الحصر صار حقيقة عرفية في اللغة ، فدلالة {إنما} على الحصر هو بطريق العرف والاستعمال لا بأصل وضع اللغة ، وهذا قول ابن تيمية .


***** 3- نفي العلم عن غير أهل الخشية ودلالتها اللغوية:
فتقتضي أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالم، وتقتضي أيضًا أنّ العالم من يخشى اللّه، ونظيره قوله تعالى: {إنّما تنذر من اتّبع الذكر وخشي الرّحمن بالغيب} فيه الحصر من الطرفين، فإن اقتضى أن إنذاره مختصٌّ بمن اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فإن هذا هو المختصّ بقبول الإنذار، والانتفاع به فلذلك نفى الإنذار عن غيره،
وكذلك قوله: {إنّما أنت منذر من يخشاها}.
وقوله: {إنّما يؤمن بآياتنا الّذين إذا ذكّروا بها خرّوا سجّدًا} الآية.
فإن انحصار الإنذار في أهل الخشية، كانحصار أهل الخشية في أهل الإنذار، والذين خرّوا سجدًا في أهل الإيمان

n هل يقتضي ثبوت الخشية للعلماء للرهط أم لجنس العلماء ،
الثاني هو الصّحيح أي لجنس العلماء وتقريره من جهتين:
الجهة الأولى: أن الحصر هاهنا من الطرفين، حصر الأول في الثاني وحصر الثاني في الأول، ، فحصر الخشية في العلماء يفيد أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالمٌ وإن لم يفد لمجرده أنّ كلّ عالم فهو يخشى اللّه وتفيد أنّ من لا يخشى فليس بعالم،
والجهة الثانية: العلم إذا كان سببًا مقتضيًا للخشية كان ثبوت الخشية عامًا لجميع أفراد العلماء لا يتخلف إلا لوجود مانع ونحوه

n بعض أقوال السلف في الخشية من منظور هذه الآية :
ü عن ابن عباس قال:"يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ".
ü وعن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه ".
ü وعن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا وكفى بالاغترار باللّه جهلاً".
ü وذكر ابن أبي الدنيا عن عطاءٍ الخراسانيّ في هذه الآية: "العلماء باللّه الذين يخافونه ".
ü وعن الربيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ.
ü وعن الربيع عن أبي العالية قال: "الحكمة الخشية فإنّ خشية اللّه رأس كلّ حكمةٍ"مستشهداًبقوله تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء}
ü عن ابن عباسٍ: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}قال: "من خشي اللّه فهو عالمٌ ".
ü وعن مسروقٍ قال: " كفى بالمرء علمًا أن يخشى اللّه عزّ وجل وكفى بالمرء جهلاً أن يعجب بعلم
ü وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "لا يكون الرجل عالما حتّى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه، ولا يبتغي بعلمه ثمنًا".
ü وعن قتادة قال: "أجمع أصحاب رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - على أنّ كلّ من عصى ربّه فهو جاهلٌ جهالةً، عمدًا كان أو لم يكن، وكلّ من عصى ربّه فهو جاهلٌ ".
العلم يوجب الخشية وأنّ فقده يستلزم فقد الخشية وهذا من وجوه :
إحداها:أن العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية
والمقصود أنّ العلم باللّه وأسمائه وصفاته وأفعاله من قدره، وخلقه، والتفكير في عجائب آياته المسموعة المتلوة، وآياته المشاهدة المرئية من عجائب مصنوعاته، وحكم مبتدعاته ونحو ذلك مما يوجب خشيته وإجلاله، ويمنع من ارتكاب نهيه، والتفريط في أوامره؛ هو أصل العلم النافع، وقال بشر بن الحارث: "لو يفكر الناس في عظمة اللّه لما عصوا اللّه "
الثاني:أنّ العلم بتفاصيل أمر اللّه ونهيه، والتصديق الجازم بذلك:
- يترتب عليه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب، مع تيقن مراقبة اللّه واطّلاعه، ومشاهدته، ومقته لعاصيه وحضور الكرام الكاتبين، كلّ هذا يوجب الخشية، وفعل المأمور وترك المحظور، وإنّما يمنع الخشية ويوجب الوقوع في المحظورات الغفلة عن استحضار هذه الأمور، والغفلة من أضداد العلم، والغفلة والشهوة أصل الشرّ، قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطًا (28)}.
- أنّ ما في القلب من التصديق والمعرفة يقبل الزيادة والنقصان، فالمؤمن يحتاج دائمًا كلّ وقتٍ إلى تحديد إيمانه وتقوية يقينه، وطلب الزيادة في معارفه، والحذر من أسباب الشكّ والريب والشبهة،
ودليله :
عن عمير بن حبيبٍ وكان من الصحابة، قال: "الإيمان يزيد وينقصقيل: وما زيادته ونقصانه؟قال: إذا ذكرنا اللّه ووحّدناه وسبّحناه، فتلك زيادته وإذا غفلنا ونسينا، فذلك نقصانه ".
عن أبي هريرة أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "جدّدوا إيمانكم "قالوا: وكيف نجدد إيماننا يا رسول اللّه؟قال: "قولوا: لا إله إلا اللّه ".
الوجه الثالث:أنّ تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دلّ على أنًّ تصوره لذلك ليس تامًّا
الوجه الرابع: أنّ كثيرًا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بحقيقة قبحه وبغض اللّه له وتفاصيل الوعيد عليه وإن كان عالمًا بأصل تحريمه وقبحه لكنّه يكون جاهلاً بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح ، فجهله بذلك هو الذي جرّأه عليه وأوقعه فيه.
الخامس:أنّ كل ما علم علمًا تامًّا جازمًا بانّ فعل شيئًا يضرّه ضررًا راجحًا لم يفعله، فالفاعل للذنب لو جزم بأنه يحصل له به الضرر الراجح لم يفعله، لكنه يزين له ما فيه من اللذة التي يظنّ أنها مصلحة، ولا يجزم بوقوع عقوبته، بل يرجو العفو بحسناتٍ أو توبةٍ أو بعفو الله ونحو ذلك، وهذا كله من اتباع الظن وما تهوى الأنفس، ولو كان له علم كامل لعرف به رجحان ضرر السيئة، فأوجب له ذلك الخشية المانعة له من مواقعتها
الوجه السادس:وهو أن لذّات الذنوب لا نسبة لها إلى ما فيها من الآلام والمفاسد ألبتة فإنّ لذاتها سريعة الانقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك، ومن هاهنا يعلم أنه لا يؤثر لذات الذنوب إلا من هو جاهل بحقيقة عواقبها،
الوجه السابع: وهو أن المقدم على مواقعة المحظور إنما أوجب إقدامه عليه ما فيه من اللذة الحاصلة له به، فظنّ أنّه يحصل له لذته العاجلة، ورجى أن يتخلص من تبعته بسببٍ من الأسباب ولو بالعفو المجرد فينال به لذةً ولا يلحقه به مضرةٌ، وهذا من أعظم الجهل،
الذنوب تتبعها ولابدّ من الهموم والآلام وضيق الصدر والنكد، وظلمة القلب، وقسوته أضعاف أضعاف ما فيها من اللذة، ويفوت بها من حلاوة الطاعات، وأنوار الإيمان، وسرور القلب ببهجة الحقائق والمعارف، فيحصل لصاحب المعصية العيشة الضنك قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا
- الجمع بين هذه الوجوه والدلالة على أكمل حالات الخشية
لكن على الوجه الأول يستلزم الخشية العلم باللّه بجلاله وعظمته، وهو الذي فسر الآية به جماعةٌ من السلف، كما تقدّم، وعلى الوجوه الأخر تكون الخشية ملازمةٌ للعلم بأوامر الله ونواهيه وأحكامه وشرائعه وأسرار دينه وشرعه وخلقه وقدره، ولا تنافي بين هذا العلم والعلم باللّه؛ فإنّهما قد يجتمعان وقد ينفرد أحدهما عن الآخر، وأكمل الأحوال اجتماعهما جميعًا وهي حالة الأنبياء - عليهم السلام - وخواصّ الصديقين ومتى اجتمعا كانت الخشية حاصلةٌ من تلك الوجوه كلها، وإن انفرد أحدهما حصل من الخشية بحسب ما حصّل من ذلك العلم، والعلماء الكمّل أولو العلم في الحقيقة الذين جمعوا الأمرين.


المقصد الأخير : أنّ صلاح العباد ومنافعهم ولذاتهم في امتثال ما أمرهم الله به، واجتناب ما نهاهم اللّه عنه
ü أنّ ما أمر اللّه به عباده فهو عين صلاحهم وفلاحهم في دنياهم وآخرتهم، فإنّ نفس الإيمان باللّه ومعرفته وتوحيده وعبادته ومحبته وإجلاله وخشيته وذكره وشكره؛ هو غذاء القلوب وقوتها وصلاحها وقوامها، فلا صلاح للنفوس، ولا قرة للعيون ولا طمأنينة، ولا نعيم للأرواح ولا لذة لها في الدنيا على الحقيقة، إلا بذلك،
ü ما حرّمه اللّه على عباده وهو عين فسادهم وضررهم في دينهم ودنياهم، ولهذا حرّم عليهم ما يصدّهم عن ذكره وعبادته كما حرم الخمر والميسر،
ودليله :
قال تعالى:"كتب عليكم القتال وهو كرهٌ لكم وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئًا وهو شرٌّ لكم واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون"

مسائل استطرادية في رسالة ابن رجب:
- اختلاف الناس في التائب، هل يمكن عوده إلى ما كان عليه قبل المعصية:على قولين
- فالقاضي أبو بكر وغيره من المتكلمين على أنّه لا يجزم بذلك،
- ولكنّ أكثر أهل السنة والمعتزلة وغيرهم على أنه يقطع بقبولها،
- وإن قدّر أنه عفي عنه من غير توبةٍ فإن كان ذلك بسبب أمرٍ مكفرٍ عنه كالمصائب الدنيوية، وفتنة القبر، وأهوال البرزخ، وأهوال الموقف، ونحو ذلك، فلا يستريب عاقلٌ أن ما في هذه الأمور من الآلام والشدائد أضعاف أضعاف ما حصل في المعصية من اللذة.
وإن عفي عنه بغير سببٍ من هذه الأسباب المكفرة ونحوها، فإنه لابّد أن يلحقه عقوبات كثيرة منها: ما فاته من ثواب المحسنين، فإن اللّه تعالى وإن عفا عن المذنب فلا يجعله كالذين آمنوا وعملوا الصالحات، كما قال تعالى: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون (21).
ولهذا قال بعض السلف: عدّ أن المسيء قد عفي عنه.أليس قد فاته ثواب المحسنين؟
ومنها: ما يلحقه من الخجل والحياء من اللّه عز وجلّ عند عرضه عليه.وتقريره بأعماله، وربما كان ذلك أصعب عليه من دخول النار ابتداءً، عن عبد اللّه بن عمر أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان يوم القيامة دعا اللّه بعبده فيضع عليه كنفه فيقول: ألم تعمل يوم كذا وكذا ذنب كذا وكذا؟فيقول: بلى يا ربّ، فيقول: فإني قد سترتها عليك في الدنيا وغفرت ذلك لك .

- الفرق بين أهل المعصية وأهل الطاعة
يحصل لصاحب المعصية العيشة الضنك، وتفوته الحياة الطيبة، فينعكس قصده بارتكاب المعصية،
فإنّ اللّه ضمن لأهل الطاعة الحياة الطيبة، ولأهل المعصية العيشة الضنك،
قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا}.
وقال: {وإنّ للّذين ظلموا عذابًا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون}.
وقال: {ولنذيقنّهم مّن العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلّهم يرجعون}.
وقال في أهل الطاعة: {من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينّه حياةً طيّبةً}.
قال الحسن وغيره من السلف: "لنرزقنّه عبادةً يجد حلاوتها في قلبه ".
ومن أنواع الحياة الطيبة الرضى ، فما في الطاعة من اللذة والسرور والابتهاج والطمأنينة وقرة العين
وقال: {فآتاهم اللّه ثواب الدّنيا وحسن ثواب الآخرة واللّه يحبّ المحسنين (148)}.
كما قال عن إبراهيم عليه السلام:{وآتيناه في الدّنيا حسنةً وإنّه في الآخرة لمن الصّالحين (122)}...
أمر ثابتٌ بالنصوص المستفيضة وهو مشهودٌ محسوسٌ يدركه بالذوق والوجد من حصل له ولا يمكن التعبير بالكلام عن حقيقته، والآثار عن السلف والمشايخ العارفين في هذا الباب كثيرةٌ موجودةٌ حتّى كان بعض السلف يقول: "لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف ".
وقال آخر: "لو علموا ما نحن فيه لقتلونا ودخلوا فيه ".
وقال: "إنه ليمرّ على القلب أوقاتٌ يضحك فيها ضحكًا".
وقال ابن المبارك وغيره: "مساكين أهل الدنيا خرجوا منها ولم يذوقوا أطيب ما فيها، قيل: ما أطيب ما فيها؟ قال: معرفة اللّه ".
وقال آخر: "أوجدني اللّه قلبًا طيبًا حتى قلت: إن كان أهل الجنة في مثل هذا فإنّهم في عيشٍ طيب ".
وقال مالك بن دينار: "ما تنعم المتنعمون بمثل ذكر اللّه ".
والمعاصي تقطع هذه الموادّ، وتغلق أبواب هذه الجنة المعجلة، وتفتح أبواب الجحيم العاجلة من الهمّ والغمّ، والضيق والحزن والتكدر وقسوة القلب وظلمته وبعده عن الربّ - عزّ وجلّ - وعن مواهبه السّنيّة الخاصة بأهل التقوى.
كما ذكر ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي - رضي الله عنه - قال: "جزاء المعصية الوهن في العبادة، والضيق في المعيشة، والتعس في اللذة. قيل: وما التعس في اللذة؟ قال:لا ينال شهوةً حلالاً، إلا جاءه ما يبغّضه إيّاها".
وعن الحسن قال: "العمل بالحسنة نورٌ في القلب وقوةٌ في البدن، والعمل بالسيئة ظلمةٌ في القلب ووهن في البدن ".
وروى ابن المنادي وغيره عن الحسن، قال: "إن للحسنة ثوابًا في الدنيا وثوابًا في الآخرة، وإنّ للسيئة ثوابًا في الدنيا، وثوابًا في الآخرة، فثواب الحسنة في الدنيا البصر في الدّين، والنور في القلب، والقوة في البدن مع صحبةٍ حسنةٍ جميلةٍ، وثوابها في الآخرة رضوان اللّه عزّ وجلّ وثواب السيئة في الدنيا العمى في الدنيا، والظلمة في القلب، والوهن في البدن مع عقوباتٍ ونقماتٍ، وثوابها في الآخرة سخط اللّه عزّ وجلّ والنار".
وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن مالك بن دينارٍ، قال: "إن للّه عقوبات فتعاهدوهنّ من أنفسكم في القلوب والأبدان: ضنكٌ في المعيشة، ووهن فى العبادة، وسخطٌ في الرزق ".
وعنه أنه قال: "ما ضرب عبدٌ بعقوبةٍ أعظم من قسوة القلب ".

- أنواع العلماء:
كان يقال: العلماء ثلاثةٌ: "فعالمٌ باللّه ليس عالمًا بأمر اللّه، وعالمٌ بأمر اللّه ليس عالمًا باللّه، وعالمٌ باللّه عالمٌ بأمر اللّه ".
فالعالم باللّه وبأوامر اللّه: الذي يخشى اللّه ويعلم الحدود والفرائض.
والعالم باللّه ليس بعالم بأمر اللّه: الذي يخشى اللّه ولا يعلم الحدود والفرائض.
والعالم بأمر اللّه ليس بعالم باللّه: الذي يعلم الحدود والفرائض، ولا يخشى اللّه عزّ وجلًّ

- بيان أنّ انتفاء الخشية ينتفي مع العلم:
- فإنّ العلم له موجب ومقتضى.:وهو اتباعه والاهتداء به وصدّه الجهل،
- فإذا انتفت فائدته ومقتضاه، صار حاله كحاله عند عدمه وهو الجهل،
- فيلزم حينئذٍ أن ينتفي العلم ويثبت الجهل عند انتفاء فائدة العلم ومقتضاه وهو اتباعه،
- وهو من سلب اسم الشيء أو مسمّاه لانتفاء مقصوده وفائدته وإن كان موجودًا،
- وهذا كما يوصف من لا ينتفع بسمعه وبصره وعقله في معرفة الحقّ والانقياد له بأنه أصم أبكم أعمى قال تعالى: {صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون}.
- كما قال تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنّم كثيرًا من الجنّ والإنس لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ولهم أعينٌ لا يبصرون بها ولهم آذانٌ لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضلّ أولئك هم الغافلون (179)}.
- فسلب العلم والعقل والسمع والبصر وإثبات الجهل والبكم والصمم والعمى في حقّ من فقد حقائق هذه الصفات وفوائدها ، من الكفّار والمنافقين أو من شركهم في بعض ذلك كلّه؛

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 رجب 1436هـ/20-04-2015م, 07:58 AM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

السلام عليكم أختي أمل
حاولت جهدي في تلخيص هذه الرسالة ، فأكثر من ثلاث أيام وأنا أعمل بها
استفدت منها كثيراً وخاصة بعد أن ابتعدت قليلاً عن الجزء اللغوي
ولكنها أتعبتني وذلك لكثرة تشعب الكاتب لأمور مختلفة في هذه الرسالة فتشتت تفكيري
فأرجو عدم الطلب مني أعادتها
وإذا كان هناك نموذج لتلخيص مثل هذه الرسائل أرجو أن تفيدوني به
وجزاكم الله خيراً

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 رجب 1436هـ/18-05-2015م, 03:11 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيلة الصفدي مشاهدة المشاركة
تلخيص رسالة التفسير " تفسير آية الكرسي للشيخ محمد بنصالح العثيمين"
عناصر التلخيص :
المسائلالتفسيرية
تفسيرقوله تعالى: {الله لا إله إلا هو الحيّ القيّوم}
- فضل آيةالكرسيّ
-نوع {لا} ودلالتها فيقوله تعالى: {الله لا إله إلا هو}
- معنى " إله "
- معنى آية " الله لا إله إلا هو"
- دلالة ارتباطاسمي تعالى " الحي القيوم " مع بعضهما

تفسير قوله تعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم له ما فيالسموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}
-
معنى الشفاعة لغةواصطلاحا.

- تفسير قوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولايحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء}
-
معنى "العلم" عند الأصوليين.
-
تفسير قوله تعالى: {يعلم ما بينأيديهم وما خلفهم}.
-
المقصود بــ {علمه}.
- تفسير قوله تعالى: {إلا بماشاء}.


- تفسير قوله تعالى: {وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤودهحفظهما وهو العليّ العظيم}.


ü المقصود بالكرسيّ
ü - معنى "وسع"
ü معنى" يؤوده–"
ü معنى" العليّ" –
ü معنى "العظيم".

المسائل اللغوية:


ü معنى اسمه تعالى "القيوم"
ü فائدة تقديم الخبر {له} علىالمبتدأ
ü أفراد لفظ {الأرض} في الآية وجمعت {السماوات}
ü معنى الاستفهام الوارد فيالآية
ü ما يفيده التعريف في قوله تعالى: {العليّالعظيم}


المسائل العقدية:
1-
إثبات انفراد الله تعالى بالألوهية
2-
إثبات صفة الحياة لله عز وجل
3-
إثبات القيومية لله عز وجل؛
4-
إثباتالصفات المنفية
5-
عموم ملك الله
6-
كمال سلطان الله
7-
إثبات الشفاعة بإذن الله
8-
شروط إذن الله في الشفاعة
9-
إثبات علم الله،
10-
إثبات مشيئة الله
11- :
عظمة خالق الكرسي
12-
إثبات قوة الله وماتضمنته قوله تعالى: " ولا يؤودهحفظهما"
13-
إثبات العلو والعظمة اللهسبحانه وتعالى،

الفوائد المستنبطةمن الآيات :
**الفوائدالتي اشتملت عليها هذه الجملة القرآنية.قوله تعالى: {الله لا إله إلا هو الحيّالقيّوم}
**
الفوائد التي اشتملت عليها هذهالجملةقولهتعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عندهإلا بإذنه}
**
الفوائد التي اشتملت عليها هذهالجملة القرآنية. قوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطونبشيء من علمه إلا بما شاء}
**
الفوائد التي اشتملت عليها هذهالجملة القرآنية: قوله تعالى: {وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهماوهو العليّ العظيم}.

شرح المسائل التفسيرية
تفسير قوله تعالى: {الله لا إله إلاهو الحيّ القيّوم}
-
فضل آية الكرسيّ :
ü هذه الآية أعظم آية فيكتاب الله كما سأل النبي صلى الله عليه وسلم أبيّ بن كعب،وقال: «أي آية أعظمفي كتاب الله؟ قال: آية الكرسي؛ فضرب على صدره، وقال: ليهنك العلم يا أبا المنذر؛ولهذا من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتىيصبح؛
ü - نوع {لا} ودلالتها في قوله تعالى: {الله لا إله إلا هو}
لا: نافيةللجنس وهي نص في العموم . فهي تدل على النفي المطلق .العام لجميعأفراده
إله : اسم لا . إلا هو : بدل من خبر ( لا ) المحذوف . لان التقدير : لا إله حقإلا هو،
فهي تدل على نفي الألوهية الحق نفياًقاطعاً الا لله تعالى وحده
ü - معنى " إله "بمعنى مألوه؛ و«المألوه» بمعنى المعبود حباً،وتعظيماً؛
ü معنى آية " الله لا إله إلا هو": تدل على نفي الألوهية الحق نفياً عاماً قاطعاً إلا لله تعالى وحده هذا ليس معنى الآية إنما دلالة "لا" النافية للجنس، أما المعنى فنقول: لا معبود بحق إلا الله.
ولابد من التعرض لمسألة تسمية غيره تعالى بالآلهة فنقول أن غيره وإن عبدوا وسموا آلهة إلا أن ألوهيتهم باطلة أما ألوهيته تعالى فهي الألوهية الحق لأنه رب العالمين ومالكهم لا ينازعه في ملكه ولا في ربوبيته أحد، فهو المستحق وحده لأن تصرف له العبادة.
ü - دلالة ارتباط اسميهتعالى " الحيالقيوم " مع بعضهما: هما جامعان لكمال الأوصاف، والأفعال؛ فكمال الأوصاففي"الحي" وكمال الأفعال في"القيوم"
الكلام على هذه المسألة مختصر جدا، فلابد من بيان معنى كل اسم على حدة ، وفائدة مجيء "أل" التعريف، ثم بيان فائدة الاقتران بينهما.

تفسير قوله تعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم له ما فيالسموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}
-
معنى {سنة}
- ما يفيده تقديم الجار والمجرور {له}
- لماذا أفردت الأرض وجمعت السموات؟
-
الغرض من الاستفهام {من ذا الذي ..}
- المراد بالإذن
- ما يفيده نفي الشفاعة في الآية إلا بعد الإذن
-
معنىالشفاعة لغة واصطلاحا.
"
الشفاعة" في اللغة: جعلالوتر شفعاً؛
وفي الاصطلاح: التوسط للغير لجلب منفعة، أو دفع مضرة؛
ومنها :شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في أهل الموقف أن يقضي الله بينهم بعدما يلحقهم من الهمّ، والغمّ ما لا يطيقون: شفاعة لدفع مضرة؛ وشفاعته في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة: شفاعة في جلب منفعة

تفسير قوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولايحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء}
-
معنى "العلم" عند الأصوليين: هو : إدراك الشيء إدراكاًجازماً مطابقاً.
-
فعدم الإدراك جهل .مثال: سُئل متى غزوة بدر ؟ قال: لاأدري . هذا جهل.
-
والإدراك غير الجازم ، شك. مثال: سُئل متى غزوة بدر ؟قال : في السنة الثانية أو الثالثة . هذا شك.
-
والإدراكالجازم غير المطابق، جهل مركب. مثال : سُئل متى غزوة بدر ؟ قال : في السنة الخامسة . هذا جهل مركب .
وعلم الله تاماً شاملاً لها جملةوتفصيلا


-
تفسير قولهتعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم}.


ü معنى " ما بين أيديهم" و" ماخلفهم "
قد ورد في معناهاقولان:
الأول: أن{ما بين أيديهم} هو مستقبلهم، وأن{ما خلفهم} هو ماضيهم.
والقولالثاني عكس السابق، والأول أصح.

ü دلالة " ما " لغوياً :
و"ما" من صيغ العموم؛ فهي شاملة لكل شيء سواء كان دقيقاً أم جليلاً؛ وسواءكان من أفعال الله أم من أفعال العباد.

ü المقصود بــ "علمه:
".لها معنيان:
-- المعنى الأول: لا يحيطون بشيء من علم نفسه؛أي لا يعلمون عن الله سبحانه وتعالى من أسمائه، وصفاته، وأفعاله، إلا بما شاء أنيعلمهم إياه، فيعلمونه؛
--
المعنى الثاني: ولا يحيطون بشيء من معلومه - أي ممايعلمه في السموات، والأرض - إلا بما شاء أن يعلمهم إياه،فيعلمونه؛

-
تفسير قوله تعالى: {إلا بما شاء}.
"إلا بماشاء"استثناء بدل من قوله تعالى: {شيء}؛
- "ما" يحتمل أن تكون مصدرية؛ أي: إلا بمشيئته؛
- ويحتملأن تكون موصولة؛ أي: إلا بالذي شاء؛ وعلى هذا يكون العائد محذوفاً؛ والتقدير: إلابما شاءه.

تفسير قوله تعالى: {وسع كرسيهالسموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العليّ العظيم}.
- معنى {وسع}
-
المقصودبالكرسيّ:
الكرسي» هو موضع قدميالله عز وجل؛ وهو بين يدي العرش كالمقدمة له؛ وقد جاء الحديث عن النبي صلى اللهعليه وسلم أنه قال: «ما السموات السبع والأرضون بالنسبة للكرسي إلا كحلقةألقيت في فلاة من الأرض وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلكالحلقة»(
-
الأقوال فيالكرسي :
- «
الكرسي» هو موضع قدمي الله عز وجل؛ وهو بين يدي العرشكالمقدمة له؛ وقد صح ذلك عن ابن عباس موقوفاً ، ومثل هذا له حكم الرفع؛ لأنه لامجال للاجتهاد فيه؛ وعلى هذا أهل السنّة والجماعة –عامتهم- على أن الكرسي موضع قدميالله عز وجل؛ وبهذا جزم شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وغيرهما من أهل العلم،وأئمة التحقيق؛
-
قد قيل: إن «الكرسي» هو العرش؛ ولكن ليس بصحيح؛ فإن «العرش» أعظم، وأوسع، وأبلغ إحاطة من الكرسي؛
-
روي عن ابنعباس أن"كرسيه": علمه؛ ولكنهذه الرواية لا تصح عن ابن عباس؛لأن اللفظة بهذا المعنى غير معروفة لغة ولاشرعاً



- معنى "وسع": أي شمل،وأحاط، يجب أن تأتي على ترتيبها في الآية، ولا تؤخر للغوية لأنها تفسير الآية لا يتم بتأجيلها ولا يستقيم.
- معنى "يؤوده": أي لا يثقله، ويشق عليه.
- معنى "العلي": أيذو (أي ذو) العلو المطلق، وهو الارتفاع فوق كل شيء.
- معنى "العظيم": أيذو (أي ذو) العظمة في ذاته، وسلطانه، وصفاته.


المسائل اللغوية:


ü معنى اسمه تعالى {القيوم}:أصلها منالقيام؛ ووزن «قيوم» فيعول؛ وهي صيغة مبالغة؛ فهو القائم على نفسه فلا يحتاج إلىأحد من خلقه؛ والقائم على غيره فكل أحد محتاج إليه
ü - فائدة تقديم الخبر {له} على المبتدأ :أفادتالحصر وأن الملك له سبحانه وتعالى
ü - أفراد لفظ {الأرض} في الآية وجمعت {السماوات}:أفردت الأرض ولكنها بمعنى الجمع لأن المراد به الجنس ، أما السماواتجمعت والقصد فيها الجمع
ü - معنى الاستفهام الوارد في الآية: المراد بالاستفهام هناالنفي بدليل الإثبات بعده " إلا بإذنه"
ü - ما يفيدهالتعريف في قوله تعالى: {العليّ العظيم}:التعريف يفيدالحصر فهو وحده العلي العظيم .
لا داعي لفصل هذه المسائل لأنها أساسية في بيان معنى الآية وليست استطرادية يمكننا الاستغناء عنها، وهذا هو معيار الحكم على أي مسألة إن كانت من صلب التفسير أو لا.

المسائلالعقدية:
1-
إثبات انفراد اللهتعالى بالألوهية في قوله تعالى: {لا إله إلا هو}.
2-
إثباتصفة الحياة لله عز وجل؛ وهي حياة كاملة: لم تسبق بعدم، ولا يلحقها زوال، ولا توصفبنقص،
3-
إثبات القيومية لله عزوجل؛
4-
إثبات الصفات المنفية؛ لقوله تعالى: {لا تأخذه سنةولا نوم}، وقوله تعالى: {ولا يؤوده حفظهما}؛ و«الصفاتالمنفية» ما نفاه الله عن نفسه؛ وهي متضمنة لثبوت كمال ضدها.
5-
عمومملك الله
6-
كمال سلطانالله
7-
إثبات الشفاعة بإذن اللهوشروطها: رضى الله عن الشافع؛ وعنالمشفوع له ، حتى أعظم الناس جاهاً عند الله وهو النبي صلى الله عليه وسلم - يومالقيامة لا يشفع إلا بإذن الله لكمال سلطانه جلّ وعلا، وهيبته
9-
إثبات علم الله، وأنه عام في الماضي، والحاضر،والمستقبل
10-
أن الله عز وجل لا يحاطبه علماً كما لا يحاط به سمعاً، ولا بصراً
11-
إثبات مشيئة الله
12- :
عظمة خالق الكرسي؛ لأن عظم المخلوق وهو الكرسي يدلعلى عظمة الخالق
13-
إثبات قوة اللهوماتضمنته قوله تعالى: {ولا يؤوده حفظهما}. من العلموالقدرة والحياة، والرحمة، والحكمة، والقوة.
14-
إثباتعلو الله سبحانه وتعالى أزلاً، وأبداً
15 -
إثبات العظمة لله

الفوائد المستنبطة من الآيات :
-
الفوائدالتي اشتملت عليها هذه الجملة القرآنية. قوله تعالى: {الله لا إله إلا هو الحيّ القيّوم}
-
إبطال طريق المشركين الذين أشركوا بالله، وجعلوا معهآلهة.
-
أن الله تعالى غني عما سواه؛ وأن كل شيءمفتقر إليه تعالى

-
الفوائد التي اشتملت عليها هذه الجملة قوله تعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلابإذنه}
- الرد على الخوارج والمعتزلة في إثباتالشفاعة؛ لأن الخوارج، والمعتزلة ينكرون الشفاعة في أهل الكبائر؛ لأن مذهبهما أنفاعل الكبيرة مخلد في النار لا تنفع فيه الشفاعة
-الحكم الشرعي بين الناس، والفصل بينهم يجبأن يكون مستنداً على حكم الله؛ وأن اعتماد الإنسان على حكم المخلوقين، والقوانينالوضعية نوع من الإشراك بالله عز وجل؛ لأن الملك لله عز وجل.
- تسلية الإنسان على المصائب، ورضاه بقضاء الله عز وجل،وقدره؛ لأنه متى علم أن الملك لله وحده رضي بقضائه، وسلّم

الفوائد التي اشتملت عليها هذه الجملة القرآنية.قوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء}
- الرد على القدرية الغلاة؛ لقوله تعالى: {يعلم ما بينأيديهم وما خلفهم}؛ فإثبات عموم العلم يرد عليهم؛ لأن القدرية الغلاةأنكروا علم الله بأفعال خلقه إلا إذا وقعت
- أننا لا نعلم شيئاً عن معلوماته إلا ماأعلمنا به
- تحريم تكييف صفات الله؛ لأن الله ما أعلمنا بكيفيةصفاته؛ فإذا ادعينا علمه فقد قلنا على الله بلا علم.وفيه الرد علىالممثلة

الفوائد التي اشتملت عليها هذه الجملةالقرآنية: قوله تعالى: {وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤودهحفظهما وهو العليّ العظيم}.
- كفر من أنكر السموات، والأرض؛ وهو لا شك كفر باللهالعظيم سواء اعتقده الإنسان بنفسه، ووهمه؛ أو صدَّق من قال به ممن يعظمهم إذا كانعالماً بما دل عليه الكتاب والسنّة.
- الاستفادة من معنى علوّ الله عند أهلالسنة، والجماعة في الرد على الحلولية وعلى المعطلة النفاة
- علوّ الله عندأهل السنة، والجماعة ينقسم إلى قسمين:
ü الأول: علو الذات؛ بمعنى أنه سبحانه نفسه فوق كلشيء؛ ؛ وخالفهم في ذلك طائفتان:
- الأولى: من قالوا: إنه نفسه في كل مكان في السماء،والأرض؛ وهؤلاء حلولية الجهمية، ومن وافقهم؛ وقولهم باطل بالكتاب، والسنّة، وإجماعالسلف، والعقل، والفطرة؛
- الطائفةالثانيةوهم المعطلة النفاة: قالوا: إنه لا يوصف بعلوّ، ولا غيره؛ فهو ليس فوقالعالم، ولا تحته، ولا عن يمين، ولا عن شمال، ولا متصل، ولا منفصل؛ وهذا قول يكفيتصوره في رده؛ لأنه يَؤول إلى القول بالعدم المحض؛


ü القسم الثاني: علو الصفة: وهو أنه كامل الصفات من كل وجهلا يساميه أحد في ذلك؛ وهذا متفق عليه بين فرق الأمة، وإن اختلفوا في تفسيرالكمال.
- التحذير منالطغيان على الغير
- إثبات صفة كمال حصلت باجتماع الوصفين؛ وهما العلوّ، والعظمة
بارك الله فيك وأحسن إليك
أرجو أن ندقق أكثر مستقبلا إن شاء الله في تحديد مسائل التفسير من غيرها، وهذه هي الملاحظة على تلخيصك، لأن غياب المسائل الأساسية عن ترتيبها الصحيح أثناء تفسير الآية يخل ببيان المعنى بيانا وافيا.
هذه إجابة إحدى الزميلات مع تصحيحها، وهي تعتبر من أوفى تلخيصات هذه الرسالة أرجو أن تفيدك:

اقتباس:
بسم الله الرحمن الرحيم
آية الكرسي

المسائل:
●فضل الآية:
قوله تعالى: {الله لا إله إلا هو}
● بيان معنى إله.
●عدم استحقاق العبودية لغير الله.
● دلالة (لا) في الآية.
● دلالة " لا إله إلا هو".

وقوله تعالى: {الحي القيوم}
● بيان نوع اللفظين :"الحي القيوم".
● دلالة لفظ "الحي".
●دلالة لفظ "القيوم".
● بيان معنى "الحي":
●دلالة دخول ( أل التعريف):
● بيان معنى القيوم.


قوله تعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم}
●المراد بقوله تعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم}.

قوله تعالى: {له ما في السموات وما في الأرض}
●دلالة تقديم الخبر على المبتدأ.
●سبب إفراد لفظة "الأرض" مقابل جمع لفظة "السماء".


قوله تعالى : {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}
بيان استعمال العرب ل"ذا".
●معنى الشفاعة لغة واصطلاحا.
●بيان شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته.
● المراد بالإذن في الآية.
●ما يفيده نفي الشفاعة إلا بعد الإذن.

قوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم}
●بيان العلم عند الأصوليين.
● بيان المراد من قوله :"ما بين أيديهم".
●بيان المراد من قوله تعالى :"من خلفهم".
● دلالة "ما".


قوله تعالى: {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء}
● معنى الآية :
● دلالة قوله تعالى "إلا بما شاء".


قوله تعالى: {وسع كرسيه السماوات والأرض}
● معنى "وسع".
● المراد بالكرسي.


قوله تعالى :"ولا يؤوده حفظهما ":
● معنى قوله تعالى :"ولا يؤوده":
● مرجع الضمير في قوله تعالى :"حفظهما".


قوله تعالى:"وهو العلي العظيم":
● فائدة التعريف في كل من {العلي} و{العظيم}.
●معنى {العلي}.
● معنى {العظيم}.


المسائل اللغوية:
( الله لا إله إلا هو)
●بيان موقع الجملة من الإعراب.
● نوع ( لا ) في الآية .
●بيان اسمها.
●بيان خبرها.

قوله تعالى : {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}
●بيان إعراب "من":

الفوائد العقدية:
● إثبات أسماء لله تعالى:
●انفراد الله تعالى بالألوهية.
●إثبات صفة الحياة لله تعالى.
●إثبات صفة القيومية لله تعالى:
● إثبات صفة الغنى لله تعالى وإثبات الفقر للمخلوقين.
●ذكر اسم الله الأعظم في الآية.
● امتناع السنة عن الله تعالى:
●إثبات الصفات المنفية عن الله تعالى:
●عموم ملك الله تعالى:
● إثبات أن السماوات عدد.
●كمال سلطان الله تعالى:
●إثبات الشفاعة بإذن الله.
●إثبات إذن الله وشروطه:
●إثبات علم الله تعالى:
●الرد على القدرية:
● الرد على الخوارج والمعتزلة.
●أن الله عز وجل لا يحاط به علماً كما لا يحاط به سمعاً، ولا بصراً.
●أننا لا نعلم شيئاً عن معلوماته إلا ما أعلمنا به.
●تحريم تكييف صفات الله.
●الرد على الممثلة.
●إثبات مشيئة الله.
●عظم الكرسي.
●عظمة خالق الكرسي.
●كفر من أنكر السموات، والأرض.
●إثبات قوة الله.
●أنه سبحانه وتعالى لا يثقل عليه حفظ السموات، والأرض.
●إثبات ما تتضمنه هذه الجملة: {ولا يؤوده حفظهما}.
●إثبات علو الله سبحانه وتعالى أزلاً، وأبداً.
●الرد على الحلوليه والمعطلة.
● التحذير من الطغيان على الغير
●إثبات العظمة لله.
●إثبات صفة كمال حصلت باجتماع الوصفين.

●الفوائد السلوكية:


التلخيص:

●فضل الآية:
هذه الآية أعظم آية في كتاب الله كما سأل النبي صلى الله عليه وسلم أبيّ بن كعب، وقال: «أي آية أعظم في كتاب الله؟ قال: آية الكرسي؛ فضرب على صدره، وقال: ليهنك العلم يا أبا المنذر»(1)؛ ولهذا من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح.

قوله تعالى: {الله لا إله إلا هو}
● بيان معنى إله.
بمعنى مألوه؛ و«المألوه» بمعنى المعبود حباً، وتعظيماً.

●عدم استحقاق العبودية لغير الله.
و)) لا أحد يستحق هذا الوصف إلا الله سبحانه وتعالى؛ والآلهة المعبودة في الأرض، أو المعبودة وهي في السماء - كالملائكة - كلها لا تستحق العبادة؛ وهي تسمى آلهة؛ لكنها لا تستحق ذلك؛ الذي يستحقه رب العالمين، كما قال تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم} ، وقال تعالى: {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل}.

● دلالة (لا) في الآية.
تدل على النفي المطلق العام لجميع أفراده؛ وهي نص في العموم؛ فـ{لا إله} نفي عام محض شامل لجميع أفراده.

● دلالة "لا إله إلا هو".
نفي الألوهية الحق نفياً عاماً قاطعاً إلا لله تعالى وحده.

وقوله تعالى: {الحي القيوم}
● بيان نوع اللفظين :"الحي القيوم".
هذان اسمان من أسمائه تعالى؛ وهما جامعان لكمال الأوصاف، والأفعال.

● دلالة لفظ "الحي". دلالة (اسم) ...
تدل على كمال الأوصاف لله تعالى.

●دلالة لفظ "القيوم". دلالة (اسم) ...
تدل على كمال الأفعال لله تعالى.

● بيان معنى "الحي":
أي :ذو الحياة الكاملة.

●دلالة دخول ( أل التعريف) على الاسم:
ال المفيدة للاستغراق؛ تدل على كمال حياته تعالى: من حيث الوجود، والعدم؛ ومن حيث الكمال، والنقص؛ فحياته من حيث الوجود، والعدم؛ أزلية أبدية - لم يزل، ولا يزال حياً؛ ومن حيث الكمال، والنقص: كاملة من جميع أوصاف الكمال - فعلمه كامل؛ وقدرته كاملة؛ وسمعه، وبصره، وسائر صفاته كاملة.

● بيان معنى القيوم.
أصلها من القيام؛ ووزن «قيوم» فيعول؛ وهي صيغة مبالغة؛ فهو القائم على نفسه فلا يحتاج إلى أحد من خلقه؛ والقائم على غيره فكل أحد محتاج إليه.

المراد بقوله تعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم}
أي لا يعتريه نعاس، ولا نوم؛ فالنوم معروف؛ والنعاس مقدمته.

قوله تعالى: {له ما في السموات وما في الأرض}
●دلالة تقديم الخبر على المبتدأ.
تفيد الحصر ، أي له وحده.

●سبب إفراد لفظة "الأرض" مقابل جمع لفظة "السماء".
أفردت لفظة الأرض؛ لكنها بمعنى الجمع؛ لأن المراد بها الجنس.

قوله تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}
- معنى الاستفهام
● بيان استعمال العرب ل"ذا".
يأتي بها العرب في مثل هذا لتحسين اللفظ.

●معنى الشفاعة لغة واصطلاحا.
في اللغة: جعل الوتر شفعاً.
وفي الاصطلاح: التوسط للغير لجلب منفعة، أو دفع مضرة.

●بيان شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته.
1-شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في أهل الموقف أن يقضي الله بينهم بعدما يلحقهم من الهمّ، والغمّ ما لا يطيقون: شفاعة لدفع مضرة.
2-شفاعته في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة: شفاعة في جلب منفعة.

● المراد بالإذن في الآية.
أي الكوني؛ يعني: إلا إذا أذن في هذه الشفاعة -
●ما يفيده نفي الشفاعة إلا بعد الإذن.
حتى أعظم الناس جاهاً عند الله لا يشفع إلا بإذن الله؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة - وهو أعظم الناس جاهاً عند الله؛ ومع ذلك لا يشفع إلا بإذن الله لكمال سلطانه جلّ وعلا، وهيبته؛ وكلما كمل السلطان صار أهيب للملِك، وأعظم؛ حتى إن الناس لا يتكلمون في مجلسه إلا إذا تكلم؛ وانظر وصف رسولِ قريشٍ النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، حيث وصفهم بأنه إذا تكلم سكتوا؛ كل ذلك من باب التعظيم. لو لخصت هذه العبارة بأسلوبك لكان أخف عليك وأيسر.

قوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم}
●بيان العلم عند الأصوليين.
العلم عند الأصوليين:
إدراك الشيء إدراكاً جازماً مطابقاً؛ والإدراك أنواع:
1-فعدم الإدراك: جهل
2-والإدراك على وجه لا جزم فيه: شك
3- والإدراك على وجه جازم غير مطابق: جهل مركب.
مثال:لو سئلت: متى كانت غزوة بدر؟ فقلت: «لا أدري» فهذا جهل؛ ولو سئلت: متى كانت غزوة بدر؟ فقلت: «إما في الثانية؛ أو في الثالثة» فهذا شك؛ ولو سئلت: متى كانت غزوة بدر؟ فقلت: «في السنة الخامسة» فهذا جهل مركب؛ والله عز وجل يعلم الأشياء علماً تاماً شاملاً لها جملة، وتفصيلاً؛ وعلمه ليس كعلم العباد.

● بيان المراد من قوله :"ما بين أيديهم".
قيل المستقبل وهو الراجح لدلالة اللفظ.
وقيل الماضي ،وهو بعيد.
●بيان المراد من قوله تعالى :"ما خلفهم".
قيل :الماضي، وهو الراجح لدلالة اللفظ.
وقيل المستقبل ،وهو بعيد

● دلالة "ما".
من صيغ العموم؛ فهي شاملة لكل شيء سواء كان دقيقاً أم جليلاً؛ وسواء كان من أفعال الله أم من أفعال العباد.

قوله تعالى: {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء}
● معنى الآية :
لها معنيان:
1- المعنى الأول: لا يحيطون بشيء من علم نفسه؛ أي لا يعلمون عن الله سبحانه وتعالى من أسمائه، وصفاته، وأفعاله، إلا بما شاء أن يعلمهم إياه، فيعلمونه.
2-المعنى الثاني: ولا يحيطون بشيء من معلومه - أي مما يعلمه في السموات، والأرض - إلا بما شاء أن يعلمهم إياه، فيعلمونه.

● دلالة قوله تعالى "إلا بما شاء".
استثناء بدل من قوله تعالى: {شيء}؛ لكنه بإعادة العامل؛ وهي الباء؛ و «ما» يحتمل أن تكون مصدرية؛ أي: إلا بمشيئته؛ ويحتمل أن تكون موصولة؛ أي: إلا بالذي شاء؛ وعلى التقدير الثاني يكون العائد محذوفاً؛ والتقدير: إلا بما شاءه.

قوله تعالى: {وسع كرسيه السماوات والأرض}
● معنى "وسع".
أي شمل، وأحاط، كما يقول القائل: وسعني المكان؛ أي شملني، وأحاط بي.

● المراد بالكرسي.
-الأقوال:
1-القول الأول:
موضع قدمي الله عزوجل،وهو بين يدي العرش كالمقدمة له.
- القائلين به:
صح ذلك عن ابن عباس موقوفاً، وبهذا جزم شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وغيرهما من أهل العلم، وأئمة التحقيق.
2-القول الثاني:
قيل هو العرش.
3-القول الثالث:
هو علم الله تعالى.
-القائلين به:
روي عن ابن عباس ، وأغلب الظن أنها لا تصح عنه.

-الترجيح بين الأقوال:
الذين قالوا بأن المراد بالكرسي هو العرش ،فليس بصحيح؛ فإن «العرش» أعظم، وأوسع، وأبلغ إحاطة من الكرسي.
ومن قال بأن المراد هو علم الله تعالى ، فلا تصح هذه الرواية عن ابن عباس؛ لأنه لا يعرف هذا المعنى لهذه الكلمة في اللغة العربية، ولا في الحقيقة الشرعية،فقد جاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما السموات السبع والأرضون بالنسبة للكرسي إلا كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة»؛ وهذا يدل على سعة هذه المخلوقات العظيمة التي هي بالنسبة لنا من عالم الغيب.
والراجح :
هو أن الكرسي موضع قدمي الله عزوجل ،وهو بين يدي الله كالمقدمة له ،لأنه موقوف عن ابن عباس وله حكم الرفع؛ لأنه لا مجال للاجتهاد فيه؛ وما قيل من أن ابن عباس رضي الله عنهما يأخذ عن بني إسرائيل فلا صحة له؛ بل الذي صح عنه في البخاري أنه كان ينهى عن الأخذ عن بني إسرائيل؛ فأهل السنّة والجماعة عامتهم على أن الكرسي موضع قدمي الله عز وجل

قوله تعالى :"ولا يؤوده حفظهما ":
● معنى قوله تعالى :"ولا يؤوده":
أي لا يثقله، ويشق عليه.

● مرجع الضمير في قوله تعالى :"حفظهما".
أي حفظ السموات، والأرض؛ وهذه الصفة صفة منفية.

قوله تعالى:"وهو العلي العظيم":
● فائدة الجملة التي طرفاها معرفان: فائدة التعريف في كل من {العلي} و{العظيم}
هذه الجملة التي طرفاها معرفتان تفيد الحصر.

●معنى {العلي}.
أي وحده العلي؛ أي ذو العلو المطلق، وهو الارتفاع فوق كل شيء.

●معنى {العظيم}
أي ذو العظمة في ذاته، وسلطانه، وصفاته.

المسائل اللغوية:
قوله تعالى :{الله لا إله إلا هو }
●بيان موقع الجملة من الإعراب.
لفظ الجلالة مبتدأ؛ وجملة: {لا إله إلا هو} خبر؛ وما بعده: إما أخبار ثانية؛ وإما معطوفة.
● نوع ( لا ) في الآية.
نافية للجنس.
●بيان اسمها.
{إله} اسم لا.
●بيان خبرها.
قوله تعالى: {إلا هو} بدل من خبر {لا} المحذوف؛ لأن التقدير: لا إله حق إلا هو؛ والبدل في الحقيقة هو المقصود بالحكم، كما قال ابن مالك: (التابع المقصود بالحكم بلا واسطة هو المسمى بدلاً) .

قوله تعالى:"{من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}
●بيان إعراب "من":
اسم استفهام مبتدأ.


الفوائد العقدية
● إثبات أسماء لله تعالى:
إثبات هذه الأسماء الخمسة؛ وهي {الله}؛ {الحي}؛ {القيوم}؛ {العلي}؛ {العظيم}؛ وما تضمنته من الصفات.

●انفراد الله تعالى بالألوهية.
في قوله تعالى: {لا إله إلا هو}.

●إثبات صفة الحياة لله تعالى.
إثبات صفة الحياة الكاملة: لم تسبق بعدم، ولا يلحقها زوال، ولا توصف بنقص، كما قال تعالى: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم} ، وقال تعالى: {وتوكل على الحي الذي لا يموت} ، وقال تعالى: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} .

●إثبات صفة القيومية لله تعالى:
لقوله تعالى: {القيوم}؛ وهذا الوصف لا يكون لمخلوق؛ لأنه ما من مخلوق إلا وهو محتاج إلى غيره: فنحن محتاجون إلى العمال، والعمال محتاجون إلينا؛ ونحن محتاجون إلى النساء، والنساء محتاجة إلينا؛ ونحن محتاجون إلى الأولاد، والأولاد يحتاجون إلينا؛ ونحن محتاجون إلى المال، والمال محتاج إلينا من جهة حفظه، وتنميته؛ والكل محتاج إلى الله عز وجل؛ لقوله تعالى: {يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد} ؛ وما من أحد يكون قائماً على غيره في جميع الأحوال؛ بل في دائرة ضيقة؛ ولهذا قال الله تعالى: {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت}؛ يعني الله؛ فلا أحد سواه قائم على كل نفس بما كسبت.

● إثبات صفة الغنى لله تعالى وإثبات الفقر للمخلوقين.
لله تعالى غني عما سواه؛ وأن كل شيء مفتقر إليه تعالى؛ فإن قلت: كيف تجمع بين هذا، وبين قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم} [محمد: 7] ، وقوله تعالى: {ولينصرن الله من ينصره} [الحج: 40] ؛ فأثبت أنه يُنصر؟
فالجواب: أن المراد بنصره تعالى نصر دينه.

●ذكر اسم الله الأعظم في الآية.
قوله تعالى: {الحي القيوم} اسم الله الأعظم؛ وقد ذكر هذان الاسمان الكريمان في ثلاثة مواضع من القرآن: في «البقرة»؛ و«آل عمران»؛ و«طه»؛ في «البقرة»: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [البقرة: 255] ؛ وفي «آل عمران»: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}؛ وفي «طه»: {وعنت الوجوه للحي القيوم} [طه: 111] ؛ قال أهل العلم: وإنما كان الاسم الأعظم في اجتماع هذين الاسمين؛ لأنهما تضمنا جميع الأسماء الحسنى؛ فصفة الكمال في {الحي}؛ وصفة الإحسان، والسلطان في {القيوم}.

● امتناع السنة عن الله تعالى:
وذلك لكمال حياته، وقيوميته، بحيث لا يعتريهما أدنى نقص؛ لقوله تعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم}؛ وهذه من الصفات المنفية؛ والإيمان بالصفات المنفية يتضمن شيئين؛ أحدهما: الإيمان بانتفاء الصفة المذكورة؛ والثاني: إثبات كمال ضدها؛ لأن الكمال قد يطلق باعتبار الأغلب الأكثر، وإن كان يرد عليه النقص من بعض الوجوه؛ لكن إذا نفي النقص فمعناه أن الكمال كمال مطلق لا يرد عليه نقصٌ أبداً بوجه من الوجوه؛ مثال ذلك: إذا قيل: «فلان كريم» فقد يراد به أنه كريم في الأغلب الأكثر؛ فإذا قيل: «فلان كريم لا يبخل» عُلم أن المراد كمال كرمه، بحيث لا يحصل منه بخل؛ وهنا النفي حصل بقوله تعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم}؛ فدل على كمال حياته، وقيوميته.

●إثبات الصفات المنفية عن الله تعالى:
في قوله تعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم}، وقوله تعالى: {ولا يؤوده حفظهما}؛ و«الصفات المنفية» ما نفاه الله عن نفسه؛ وهي متضمنة لثبوت كمال ضدها.

●عموم ملك الله تعالى:
لقوله تعالى: {له ما في السموات وما في الأرض}، ويتفرع على كون الملك لله ألا نتصرف في ملكه إلا بما يرضاه.

● إثبات أن السماوات عدد.
لقوله تعالى: {السموات}؛ وأما كونها سبعاً، أو أقل، أو أكثر، فمن دليل آخر.

●كمال سلطان الله تعالى:
لقوله تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}؛ وهذا غير عموم الملك؛ لكن إذا انضمت قوة السلطان إلى عموم الملك صار ذلك أكمل، وأعلى.

●إثبات الشفاعة بإذن الله.
لقوله تعالى: {إلا بإذنه}؛ وإلا لما صح الاستثناء.

●إثبات إذن الله وشروطه:
لقوله تعالى: {إلا بإذنه}.
وشروط إذن الله في الشفاعة:
1-رضى الله عن الشافع.
2- الرضى عن المشفوع له؛ لقوله تعالى: {وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى} [النجم: 26] ، وقوله تعالى: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} [الأنبياء: 28] .

●إثبات علم الله تعالى:
إثبات علم الله، وأنه عام في الماضي، والحاضر، والمستقبل؛ لقوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم}.

●الرد على القدرية:
لقوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم}؛ فإثبات عموم العلم يرد عليهم؛ لأن القدرية الغلاة أنكروا علم الله بأفعال خلقه إلا إذا وقعت.

● الرد على الخوارج والمعتزلة.
لأن الخوارج، والمعتزلة ينكرون الشفاعة في أهل الكبائر؛ لأن مذهبهما أن فاعل الكبيرة مخلد في النار لا تنفع فيه الشفاعة.

●أن الله عز وجل لا يحاط به علماً كما لا يحاط به سمعاً، ولا بصراً.
قال تعالى: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} [الأنعام: 103] ، وقال تعالى: {ولا يحيطون به علماً}.

●أننا لا نعلم شيئاً عن معلوماته إلا ما أعلمنا به.
لقوله تعالى: {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء} على أحد الوجهين في تفسيرها.

●تحريم تكييف صفات الله.
لأن الله ما أعلمنا بكيفية صفاته؛ فإذا ادعينا علمه فقد قلنا على الله بلا علم.

●الرد على الممثلة.
لأن ذلك قول على الله بلا علم؛ بل بما يعلم خلافه؛ لقوله تعالى: {ليس كمثله شيء}

●إثبات مشيئة الله.
لقوله: {إلا بما شاء}.

●عظم الكرسي.
لقوله تعالى: {وسع كرسيه السموات والأرض}.

●عظمة خالق الكرسي.
لأن عظم المخلوق يدل على عظمة الخالق.

●كفر من أنكر السموات، والأرض.
لأنه يستلزم تكذيب خبر الله؛ أما الأرض فلا أظن أحداً ينكرها؛ لكن السماء أنكرها من أنكرها، وقالوا: ما فوقنا فضاء لا نهاية له، ولا حدود؛ وإنما هي سدوم، ونجوم، وما أشبه ذلك؛ وهذا لا شك أنه كفر بالله العظيم سواء اعتقده الإنسان بنفسه، ووهمه؛ أو صدَّق من قال به ممن يعظمهم إذا كان عالماً بما دل عليه الكتاب والسنّة.

●إثبات قوة الله.
لقوله تعالى: {ولا يؤوده حفظهما}.

●أنه سبحانه وتعالى لا يثقل عليه حفظ السموات، والأرض.
لقوله تعالى: {ولا يؤوده حفظهما}؛ وهذه من الصفات المنفية؛ فهي كقوله تعالى: {وما مسنا من لغوب}.

●إثبات ما تتضمنه هذه الجملة: {ولا يؤوده حفظهما}.
وهي العلم، والقدرة، والحياة، والرحمة، والحكمة، والقوة،وأن السموات، والأرض تحتاج إلى حفظ؛ لقوله تعالى: {ولا يؤوده حفظهما}؛ ولولا حفظ الله لفسدتا؛ لقوله تعالى: {إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليماً غفوراً}.

●إثبات علو الله سبحانه وتعالى أزلاً، وأبداً.
لقوله تعالى: {وهو العلي}؛ و{العلي} صفة مشبهة تدل على الثبوت، والاستمرار؛ وعلوّ الله عند أهل السنة، والجماعة ينقسم إلى قسمين:
1- الأول: علو الذات؛ بمعنى أنه سبحانه نفسه فوق كل شيء؛ وقد دل على ذلك الكتاب، والسنة، وإجماع السلف، والعقل، والفطرة؛ وتفصيل هذه الأدلة في كتب العقائد؛ وخالفهم في ذلك طائفتان؛
أ) الأولى: من قالوا: إنه نفسه في كل مكان في السماء، والأرض؛ وهؤلاء حلولية الجهمية، ومن وافقهم؛ وقولهم باطل بالكتاب، والسنّة، وإجماع السلف، والعقل، والفطرة.
ب) الطائفة الثانية: قالوا: إنه لا يوصف بعلوّ، ولا غيره؛ فهو ليس فوق العالم، ولا تحته، ولا عن يمين، ولا عن شمال، ولا متصل، ولا منفصل؛ وهذا قول يكفي تصوره في رده؛ لأنه يَؤول إلى القول بالعدم المحض؛ إذ ما من موجود إلا وهو فوق، أو تحت، أو عن يمين، أو شمال، أو متصل، أو منفصل؛ فالحمد لله الذي هدانا للحق؛ ونسأل الله أن يثبتنا عليه.
2- والقسم الثاني: علو الصفة: وهو أنه كامل الصفات من كل وجه لا يساميه أحد في ذلك؛ وهذا متفق عليه بين فرق الأمة، وإن اختلفوا في تفسير الكمال.

●الرد على الحلوليه والمعطلة.
فالحلولية قالوا: إنه ليس بعالٍ؛ بل هو في كل مكان؛ والمعطلة النفاة قالوا: لا يوصف بعلو، ولا سفل، ولا يمين، ولا شمال، ولا اتصال، ولا انفصال.

●إثبات العظمة لله.
لقوله تعالى: {العظيم}.

●إثبات صفة كمال حصلت باجتماع الوصفين.
وهما العلوّ، والعظمة

●الفوائد السلوكية:
1-أن الحكم الشرعي بين الناس، والفصل بينهم يجب أن يكون مستنداً على حكم الله؛ وأن اعتماد الإنسان على حكم المخلوقين، والقوانين الوضعية نوع من الإشراك بالله عز وجل؛ لأن الملك لله عز وجل.
2- تسلية الإنسان على المصائب، ورضاه بقضاء الله عز وجل، وقدره؛ لأنه متى علم أن الملك لله وحده رضي بقضائه، وسلّم؛ ولهذا كان في تعزية النبي صلى الله عليه وسلم لابنته أنه قال: «إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى»(6).
3- عدم إعجاب الإنسان بما حصل بفعله؛ لأن هذا من الله؛ والملك له.
4-التحذير من الطغيان على الغير،لقوله تعالى: {وهو العلي العظيم}؛ ولهذا قال الله في سورة النساء: {فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً} [النساء: 34] ؛ فإذا كنت متعالياً في نفسك فاذكر علو الله عز وجل؛ وإذا كنت عظيماً في نفسك فاذكر عظمة الله؛ وإذا كنت كبيراً في نفسك فاذكر كبرياء الله.

والله تعالى أعلم.


التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 28/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 15/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 19/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 92/100
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 30 رجب 1436هـ/18-05-2015م, 08:30 PM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

بارك الله فيك أختي أمل وجزاك الله كل خير

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
صفحة, نبيلة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:08 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir