دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > برنامج الإعداد العلمي العام > منتدى الإعداد العلمي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 صفر 1433هـ/21-01-2012م, 06:31 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي صفحة المذاكرة بطريقة (التلخيص) القسم الثالث (من د9 إلى د 12 ) (معالم الدين)

بسم الله الرحمن الرحيم
طلاب وطالبات العلم, هذه الصفحة مخصصة, للمذاكرة بطريقة التلخيص,
لدروس الاختبار الثالث في دورة معالم الدين (من الدرس التاسع إلى الثاني عشر)


  #2  
قديم 1 ربيع الثاني 1433هـ/23-02-2012م, 04:15 PM
أم عبدالله المنصورية أم عبدالله المنصورية غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 86
افتراضي

جدول ملخص لدرجات نواقض الإسلام من الدرس الثاني عشر
http://www.afaqattaiseer.com/vb/uplo...1330002900.doc

  #3  
قديم 12 ربيع الثاني 1433هـ/5-03-2012م, 04:49 PM
أم ميره أم ميره غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 50
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس التاسع التحذر من النفاق (3/1)
( بطريقة السؤال والجواب )

*تعريف النفاق :
-هو مخالفة الظاهر للباطن .
*أقسام النفاق :
- نفاق أكبر وهو إظهار الإسلام وإضمار الكفر وهو مخرج من ملة الإسلام .
- نفاق أصغر وهو أن يكون للعبد بعض من خصال المنافقين كالكذب في الحديث وإخلاف الوعد وخيانة الأمانة والفجور في الخصومة والغدر بالعهد لكنها لا تخرج صاحبها من ملة الإسلام .
*سبب تسمية هذهِ الخصال بالنفاق :
- لأن فيها مخادعة ومخالفة لظاهر الشخص بباطنه .
*أصناف النفاق الأكبرعلى صنفين وهم :
1) من لم يسلم على الحقيقة بل يظهر إسلامه خديعة للمسلمين والإسلام ومكراً وكيداً بهم وحتى يأمن على نفسه من القتل والتعزيز وإنكار المسلمين عليه ولكنه في الباطن لا يؤمن بالله ولا يؤمن باليوم الاخر .
*الدليل على هذا الصنف :
قول تعالى( ومن الناس من يؤمن بالله وباليوم الاخر وماهم بمؤمنين () يخادعون الله والذين آمنوا ومايخادعون إلا أنفسهم ومايشعرون )
2) من ارتد بعد إسلامه بسبب إرتكابه بعض ماينقض الإسلام ويخرجه من الملة مع إظهاره للإسلام وهم على عدة حالات :
1- منهم من يعلم بكفره وإنسلاخه من الدين .
2- منهم من يحسب أنه يحسن صنعاً .
* الصنف الثاني من النفاق الأكبر يكثر فيهم الشك والتذبذب والتردد بسبب :
- عملمهم ببعض أعمال المسلمين ووقوعهم في أعمال الكفر والتعذيب .
فكسلهم عند الصلاة والإنفاق في سبيل الله دليل على أنهم لم يصدقوا بوعد الله ولم يرجوا لقائه ، وقلة ذكرهم لله بسبب أنهم يذكرون الله بألسنتهم رياء للناس وقلوبهم غير محبة لدين الله تعالى . فهم متذبذبون ليسوا كالفكار ولا من المؤمنين لا ظاهراً ولا باطناً
*الدليل على هذا الصنف :
- قوله تعالى( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسلالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً () مذبذبيين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً )
- في الحديث ( مثل المنافق كمثل الشاه العائرة بين الغنمين تعير إلى هذهِ مرة وإلى هذهِ مرة )
*على المؤمنين الحذر من المنافقين وذلك من خلال :
- الحذر من كيدهم ومكرهم .
- الحذر من الإغترار بما يزينون من أعمال الكفر والفسوق .
- الحذر من التخلق بأخلاقهم والإتصاف بصافتهم .
* يتفاوت المنافقون في نفاقهم ومنهم الماردون في النفاق ومن أعمالهم :
- شدة العداوة والكيد للإسلام والمسلمين .
- السعي للفتنة بين المسلمين وتوهينهم .
- إثارة الشبهات وتزيين الشهوات .
- يلحقون الأذى بالمسلمين بطرق ماكرة ومكائد دنيئة .
- يصفون المسلمين بالجهل وقلة المعرفة .
- يبغضون المجاهدين في سبيل الله .
* الدليل على آية الإيمان وآية النفاق :
قول النبي صلى الله عليه وسلم ( آية الإيمان حب الأنصار و آية النفاق بغض الأنصار ) متفق عليه .
* جامع وصف أعمال المنافقين أنهم :
- يأمرون المنكر .
- ينهون عن المعروف .
- يقبضون على أيديهم .
* من علامات المنافقين :
- إذا أصاب المؤمن بلاء سرهم ذلك ، وإذا أصاب المؤمن خير ونصر ساءهم ذلك .
* من أعظم صفاتهم وألصقها بهم :
- إتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين .
- يقضون إلى الكافرين بعورات المؤمنين .
- يحرضون الكافرين على الحرب والتسلط على المؤمنين .
*مالذي يكشف حال المنافقين :
-البلاء
*ماهو عقاب المنافقين مع الدليل :
- الطبع على قلوبهم بالريبة والشكَ في أحوالهم
والدليل قوله تعالى ( ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون )
* سبب عذاب المنافقين :
1) عدم إتباعهم للحق رغم معرفتهم به .
2) عدم الإستجابة لمواعظ الله تعالى التي وعظهم بها .
3) لم يكن لديهم يقين صادق بوعد الله ووعد رسوله صلى الله عليه وسلم .
4) غلب على قلوبهم التعامي عن هدى الله تعالى .
5) فضلوا الحياة الدنيا على الآخرة وإتباع ماتهوى أنفسهم .
* من الأعمال الكفرية التي يقع بها المنافقين وهي مخرجة عن الملة :
1) مولاة الكفار في الفتن والشدائد .
2) الإستهزاء بالدين وسب الله ورسوله .
3) النفور من تحكيم الشريعة وإرادة تحكيم الطاغوت .
4) التكذيب بوعد الله .
* الدليل على أن العبد قد يكفر بكلمة يقولها :
قوله تعالى ( يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم )
وفي الحديث ( أن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات ،
وأن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم )
* كيف يتجنب العبد أن يتكلم بكلمة توجب له سخط الله :
- يعد كلامه من عمله يحترز في منطقه وتظهر عليه إمارات التقوى .
* ما هو الدليل الذي يبين كثرة التكلم بكلمات توجب سخط الله وأنه من أخر الزمان ويكثر وقوعه في الفتن :
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم ،
يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا ) .
* دليل خوف الصحابة والتابعين من الوقوع في شي من أعمال المنافقين :
- قال ابن أبي مليكه : أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل . صحيح البخاري .
- قال زيد بن وهب : مات رجل من المنافقين فلم يصلِ عليه حذيفه ، فقال له عمر : أمن القوم هو ؟
قال نعم ، فقال له عمر : بالله منهم أنا ؟ قال لا : ولن أخبر أحداً بعدك . رواه ابن أبي شيبة .
* من هو الصحابي الذي سره النبي صلى الله عليه وسلم بأسماء المنافقين :
حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وهو أعلم هذهِ الامة بالمنافقين وأحوالهم وأحكامهم وأعمالهم .


  #4  
قديم 21 جمادى الآخرة 1433هـ/12-05-2012م, 09:42 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي تلخيص الدرس التاسع: التَّحْذِيرُ من النِّفاقِ (3/1)

تلخيص الدرس التاسع: التَّحْذِيرُ من النِّفاقِ (3/1)

1- بيَّنَ اللهُ تعالى في كتابِه الكريمِ، وبيَّنَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ فِي سُنَّتِهِ المُطهَّرةِ أعمالَ المنافقينَ وخِصالَهم وعلاماتِهم وعُقوباتِهم في الدنيا والآخِرَةِ، وأحْكَامَ مُعامَلَتِهم، وما يَجِبُ على المُؤمنِ من الحَذَرِ من النِّفاقِ والمنافقين؛ فهم ألدُّ الأعداءِ وأعْظَمُهم خَطَرًا، وقدقالَ اللهُ تعالى فيهم :﴿هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ﴾
[المنافقون: ٤]
فيَجِبُ على المُؤمِنِ أن يَحْذَرَ من كَيْدِهم ومَكْرِهم، ويَحْذَرَ من الاغترارِ بما يُزَيِّنُونَ من أعمالِ الكفرِ والفُسوقِ والعِصْيانِ، ويَحْذَرَ من التَّخَلُّقِ بأخلاقِهم والاتصافِ بصِفَاتِهم.

2- النِّفاقُ هو : مُخالفةُ الظاهرِ للباطِنِ:وهو على قِسْمينِ :

النِّفاقُ الأَكْبَرُ
: فهو إِظْهَارُ الإِسْلامِ وإِضْمَارُ الكُفْرِوهذا مُخْرِجٌ عن مِلَّةِ الإسلام.

النِّفاقُ الأصْغَرُ: فهو أن يَكونُ لدَى العبدِ بعضُ خِصالِ المُنافِقِينَ التي لا تُخْرِجُ من المِلَّةِ لذاتِها كالكَذِبِ في الحديثِ وإخلافِ الوَعْدِ وخيانةِ الأمانةِ والفُجورِ في الخُصومةِ والغَدْرِ بالعَهْدِ؛ وهذه الخصالُ سُمِّيت نِفاقًا لما فيها من مُخادعةٍ ومُخالفةِ ظَاهِرِ الشَّخْصِ لباطِنِه.

3- وأصحابُ النِّفاقِ الأكبرِ المُخْرِجِ من المِلَّةِ على صِنْفَيْنِ :


الصِّنْفُ الأوَّلُ: مَن لم يُسْلِمْ على الحقيقةِ، وإنما أظْهَرَ الإسلامَ خَدِيعةً ومَكْرًا ليَكِيدَ الإسلامَ وأهْلَه، ولِيَأْمَنَ على نفسِه من القتلِ والتعزيرِ وإنكارِ المسلمين عليه، وهو في الباطنِ لا يُؤمِنُ باللهِ ولا باليومِ الآخِرِ قال اللهُ تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾[البقرة: ٨–٩].

الصِّنْفُ الثاني: مَن يَرْتَدُّ بعدَ إسلامِه بارتكابِه ما يَنْقُضُ الإسلامَ ويُخْرِجُ من المِلَّةِ مع إظهارِه للإسلامِ ويَكْثُرُ في أهلِ هذا الصِّنْفِ التَّردُّدُ والتَّذَبْذُبُ والشكُّ؛ لأنهم يَعْمَلُون ببَعْضِ أعمالِ المسلمين ويَقَعُونَ في أعمالِ الكُفْرِ والتَّكْذيبِ
قال اللهُ تعالى:﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا(142مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا﴾[النساء: ١٤٢–١٤٣].
فهم بذلك مُذَبْذَبونَ مُتَرَدِّدونَ ليسوا كالكُفَّارِ ظَاهِرًا وبَاطِنًا، ولا مِن المؤمنين ظاهرًا وباطنًا.
قال عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَرضِي الله عنهما: سَمِعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: (( مَثَلُ المُنافِقِ كمَثَلِ الشَّاةِ العَائِرَةِ بينَ الغَنَمَيْنِ تَعِيرُ إلى هذه مَرَّةً وإلى هذه مَرَّةً))رواه مسلمٌ وفي روايةٍ في مُسندِ الإمامِ أحمدَ
((تَعِيرُ إلى هذهِ مَرَّةً وإلى هذه مَرَّةً، لا تَدْرِي أهذه تَتَّبِعُ أم هذه؟!))

وقال تعالى:﴿وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِوَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ﴾[التوبة: ٥٤].
ففي هذه الآية بعض علامات المنافقين:

أ- الكفر بالله ورسوله هو الذي مَنَعَ من قَبُولِ أعمالِهم.
ب- الكَسَل عندَ القيامِ للصلاةِ وكَرَاهَةُ الإنفاقِ في سبيلِ اللهِ دَلِيلٌ على أنهم لم يُصَدِّقوا بوَعْدِ اللهِ ولم يَرْجُوا لقاءَه.
ج-
قِلَّةُ ذِكْرِهم للهِ سَبَبُه أنهم يَذْكُرونَ اللهَ بألسنتِهم رِياءً ونِفاقًا وقُلُوبُهم غَيْرُ مُحِبَّةٍ لدينِ اللهِ تعالى
.

4- والمنافقونَ من الصِّنْفِينِ مُتفاوِتونَ في نِفاقِهم فبَعْضُهم أعْظَمُ نِفاقًا وكُفْرًا من بَعْض فمنهم:

أ- المارِدُونَ على النِّفاقِ، وهم شَدِيدُو العَداوةِ والكَيْدِ للإسلامِ والمسلمين، الذين يَترَبَّصونَ بالمسلمين الدَّوائِرَ، ولهم في ذلك طرق للمكر والكيد من ذلك :
- يَجْمَعُها أنَّهم يَأْمُرونَ بالمُنْكَرِ ويَنْهَوْنَ عن المَعْروفِ ويَقْبِضُونَ أَيْدِيَهم.
- إثارة الشُّبُهاتِ، وتزيين الشَّهواتِ، وإشاعة الفَوَاحِشَ، بث الشائعاتِ والأكاذيبَ والأراجِيف.
- أذية المسلمين في أنفسِهم وأعراضِهم، والسعي للتَّضْيِيقِ عليهم في أمورِ دِينِهم ودُنْياهم بما يَسْتَطِيعون.
- التّـنْفير من الدَّعْوةِ إلى اللهِ والجهادِ في سبيلِه والأمرِ بالمعروفِ والنَّهْيِ عن المُنْكَرِويُسَمُّونَ ما يَقُومونَ به من الفَسادِ والإفسادِ إصلاحًا، ويَصِفُونَ المؤمنين بالسَّفَهِ والجَهْلِ وقِلَّةِ المَعْرفةِ - يَنْفِرونَ من تَحْكِيمِ الشَّريعةِ، ويُرِيدُونَ أن يَتحاكَمُوا إلى الطاغوتِ
- إذا أصابَ المُؤمنين بَلاءٌ ومِحْنَةٌ سَرَّهم ذلك وفَرِحوا به، وشَمِتوا بالمُؤْمِنينَ، وإذا أصابَ المؤمنين خَيْرٌ ونَصْرٌ ورِفْعَةٌ ساءَهم ذلك .
- و من أَعْظَمِ صِفاتِهم وألصقِها بهم أنهم يَتَّخِذُونَ الكافرينَ أولياءَ مِن دُونِ المؤمنين، ويُفْضُون إليهم بعَوْراتِ المُسلمين، ويُحَرِّضُونَهم على حَرْبِهم والتَّسلُّطِ عليهم، ويَسْتَنْصِرُونَ بهم على ذلك.
وهذه الأعمالُ المَذْكورةُ هي لأصنافٍ من المنافقين؛ فمنهم مَن يَقَعُ في أكثرِها، ومنهم مَن يَقَعُ في شَيْءٍ منها، وكلُّ مَن أظْهَرَ الإسلامَ وارْتَكَبَ ما يخرجُ بهِ من مِلَّةِ الإِسْلامِ فهو مُنافِقٌ كَافِرٌ.

ب- ومن المنافِقِينَ مَن هو مُتَرَدِّدٌ بينَ الإسلامِ والكُفْرِ، فتَارَةً يَعْمَلُ أعمالَ المسلمين ظاهِرًا وباطِنًا، وتَارَةً يَرْتَكِبُ ما يَخْرُجُ به من دينِ الإسلامِ، فهو مُتَذَبْذِبٌ مُتَرَدِّدٌ، لم يُخْلِصْ دينَهُ للهِ، ولم يَثْبُتْ قَدَمُه فِي الإسلامِ، ولم يُصَدِّقْ بوَعْدِ اللهِ
وهؤلاء يُبَيِّنُ الابتلاءُ حالَهُم ويَكْشِفُ عَوَارَهم ونِفَاقَهُم، ويُعاقَبُون بالطَّبْعِ على قُلوبِهم، وبالرِّيبةِ والشَّكِّ والتَّردُّدِ في أحوالِهم وأعمالِهم، وذلك لأنهم عَرَفوا الحقَّ فلم يَتَّبِعوه، ووَعَظَهم اللهُ فلم يَسْتَجِيبُوا لمَوَاعِظِه ولم يَتَّبِعوا هُداه، ولم يكن لَدَيْهم يَقِينٌ بصِدْقِ وَعْدِ اللهِ وَوَعْدِ رَسُولِه، وغَلَبَ على قُلوبِهم التَّعَامِي عن هُدَى اللهِ، وإيثارُ الحياةِ الدنيا، واتباعُ ما تَهْوَى الأَنْفُسُ.
قال الله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ[المنافقون: ٣].

وأهلُ هذا الصِّنْفِ من المنافقين يَقَعُونَ في الأعمالِ والأقوالِ والاعتقاداتِ التي تُخْرِجُ صاحبَها من مِلَّةِ الإسلامِ ؛ كمُوالاةِ الكُفَّارِ في الفِتَنِ والشدائدِ، والاستهزاءِ بالدِّينِ وسَبِّ اللهِ ورسولِه، والنُّفورِ من تَحْكيمِ الشريعةِ، وإرادةِ تَحْكيمِ الطَّاغوتِ، والتكذيبِ بوَعْدِ اللهِ.

5- من أسباب
النَّفاق:

والعبدُ قد يَكْفُرُ بكلمةٍ يَقولُها كما قال اللهُ تعالى في المنافقين ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ﴾[التوبة: ٧٤]فهؤلاء كفروا بكلمةٍ قالوها بعدما كانوا مسلمين.
قال حُذيفةُ بنُ اليَمَانِ رضِي الله عنه
:
((إن كانَ الرجُلُ لَيَتكَلَّمُ بالكلمةِ على عهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيَصِيرُ مُنافِقًا، وإنِّي لأَسْمَعُها من أَحَدِكم في المَقْعَدِ الوَاحِدِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ
لَتَأمُرُنَّ بالمعروفِ ولَتَنْهَوُنَّ عن المُنْكَرِ، ولَتَحَاضُنَّ على الخيرِ، أو لَيُسْحِتَنَّكُمُ اللهُ جميعًا بعذابٍ، أو لَيُؤَمِّرَنَّ عليكم شِرارَكم، ثم يَدْعو خِيارُكم فلا يُسْتجابُ لكم
))رواه أحمدُ وابنُ أبي شَيْبَةَ.
وعن أبي هُريرةَ رضِي اللهُ عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوَانِ اللهِ لا يُلْقِي لها بَالاً يَرْفَعُهُ اللهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العبدَ لَيَتكَلَّمُ بالكلمةِ من سَخَطِ اللهِ لا يُلْقِي لها بَالاً يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ ))رواه البخاريُّ.

فخَطَرُ اللسانِ عَظِيمٌ، وشأنُ الكَلامِ كَبِيرٌ، ومَن عدَّ كَلامَه من عَمَلِه احْتَرَزَ في مَنْطِقِهِ،وظَهَرَتْ عليه أماراتُ التَّقْوَى؛ فإن العبدَ إذا تَهاوَنَ في مَنطقِهِ مع رِقَّةِ دِيانتِه لم يَأْمَنْ أن يَتكَلَّمَ بكلمةٍ تُوجِبُ له سَخَطَ اللهِ ومَقْتَهُ، أو يَتَكَلَّمَ بكلمةٍ يَكْفُرُ بها ويَخْرُجُ بها من دينِ الإسلامِ، والعياذُ باللهِ.
وهذا الأمرُ يَكْثُرُ وُقوعُه عندَ الفِتَنِ ولا سِيَّما في آخِرِ الزمانِ كما في الصحيحين من حديثِأبي هُريرةَ رضِي الله عنه أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:(( بادِرُوا بالأعمالِ فِتَنًا كقِطَعِ الليلِ المُظْلمِ، يُصبِحُ الرَّجُلُ مُؤمِنًا ويُمْسِي كَافِرًا، ويُمْسِي مُؤْمِنًا ويُصْبِحُ كافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ من الدُّنْيَا)).نسألُ اللهَ السلامةَ والعافيةَ، وأن يُجِيرَنا من أسبابِ سَخَطِه وعقابِه.

6- وجوب الخوف من النفاق:ولذلك اشْتَدَّ خَوْفُ الصحابةِ والتابعين من الوُقوعِ في شيءٍ من أعمالِ المُنافِقينَ
قال البخاريُّ في صحيحِه قال ابنُ أبي مُلَيْكَةَ:
(( أدْرَكْتُ ثَلاثِينَ من أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم كلُّهم يَخافُ النِّفاقَ على نَفْسِه، ما منهم أَحَدٌ يَقولُ إنَّه على إيمانِ جِبْريلَ ومِيكائِيلَ)).
ويُذْكَرُ عن الحَسَنِ
(( ما خَافَهُ إلا مُؤمِنٌ، ولا أَمِنَهُ إلا مُنافِقٌ)).
قال زَيْدُ بنُ وَهْبٍ
((ماتَ رَجُلٌ من المُنافِقِينَ فلم يُصَلِّ عليه حُذَيفةُ، فقال له عُمَرُ: أَمِنَ القَوْمِ هو؟ قال: نعم. فقال له عُمَرُ: باللهِ منهم أنا؟ قال لا، ولن أُخْبِرَ به أحَدًا بَعْدَكَ))رواه ابن أبي شيبة.

وحُذيفةُ بنُ اليَمَانِ رضِي الله عنه كانَ قد أسَرَّ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأسماءِ المنافقين، وهو من أعلمِ هذه الأُمَّةِ بأحوالِ المنافقين وأحكامِهم وأعمالِ النِّفاقِ، وكان الصحابةُ يَعْرِفونَ له قَدْرَه في ذلك، ولذلك كانَ عُمَرُ يَرْقُبُه إذا قُدِّمت جِنازةٌ، فإن رأى حُذيفةَ لا يُصَلِّي عليها لم يُصَلِّ عليها، واستنابَ مُن يُصَلِّي عليها، لئلا يُفْشِيَ سِرَّ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

  #5  
قديم 25 جمادى الآخرة 1433هـ/16-05-2012م, 01:24 AM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي تلخيص الدرس العاشر: التَّحذيرُ من النِّفاقِ (3/2)

تلخيص الدرس العاشر: التَّحذيرُ من النِّفاقِ (3/2)


1- وسبيلُ السلامةِ والبَراءةِ من النفاقِ هو اتِّباعُ هُدَى اللهِ جلَّ وعلا، كما قالَ اللهُ تعالى في المنافقين: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70)[النساء: ٦٦–٧٠].

بهذا تَعْلَمُ أن المنافقين إنما خَسِروا الخُسْرانَ العَظِيمَ بسببِ إعراضِهم عن هُدَى اللهِ ؛ فاسْتَحَقُّوا العذابَ الشديدَ على إِجْرَامِهِم.
قال اللهُ تعالى:﴿وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا[الفتح: ٦].

2- وأعمالُ المنافقين على صِنْفينِ:

الصِّنْفُ الأولُ: أعمالٌ كُفْريَّةٌ مَن وَقَعَ فيها فهو كَافِرٌ باللهِ جل وعلا، خارجٌ من دينِ الإسلامِ، وإن صَلَّى وصام وزَعَم أنه مُسلِمٌ.فإن كان يُظْهِرُ الإسلامَ فهو مُنافِقٌ النِّفَاقَ الأَكْبَرَ وهذا الصِّنْفُ يُسَمِّيهِ بعضُ أهلِ العلمِ النِّفاقَ الاعتقاديَّ وليسَ مُرادُهم حَصْرَ أعمالِ النِّفاقِ الأَكْبَرِ في الأمورِ الاعتقاديَّةِ.
وذلك مِثْلُ: تَكْذيبِ اللهِ ورسولِه، والبُغْضِ والسبِّ والاستهزاءِ باللهِ وآياته ورسولِهِ، وتَوَلِّي الكافرينَ ومُناصَرَتِهم على المسلمين.

الصِّنْفُ الثاني:أعمالٌ وخِصالٌ ذَمِيمةٌ، وهي وإنْ لم تَكُنْ مُكَفِّرةً لذاتِها إلا أنَّها لا تَجْتَمِعُ إلا في المُنافِقِ الخالِصِ، وعلى المؤمن أن يَحْذَرَ منها لئلا تَكونَ فيه خَصْلةٌ من خِصالِ النفاقِ، وهي التي بَيَّنَها في الصحيحين من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاصِ رضِي اللهُ عنهما قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنافِقًا خالصًا، ومَن كانت فيه خَلَّةٌ منهنَّ كانتْ فيه خَلَّةٌ من نفاقٍ حتى يَدَعَها: إذا حدَّثَ كَذَبَ، وإذا عاهَدَ غَدَرَ، وإذا وَعَدَ أخْلَفَ، وإذا خاصَمَ فَجَرَ)).


3-فصل:في مَن يَكونُ في قلبِه إيمانٌ ونِفاقٌ:


أ- أما النفاقُ الأكبرُ فإنه لا يَجتمِعُ مع الإيمانِ، بل صاحبُه كافرٌ باللهِ جل وعلا، وإن صلَّى وصام وزَعَمَ أنه مسلمٌ؛ لأن الكُفْرَ مُحْبِطٌ لجَميعِ العملِ، والإيمانُ والكفرُ الأكبرُ لا يَجْتمعانِ، قال اللهُ تعالى: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[المائدة: ٥].

ب- وأما النفاقُ الأصغرُ الذي لا يُخرِجُ من المِلَّةِ فقد يكونُ في قَلْبِ المُسلمِ بَعْضُ خِصالِه
وفي صَحيحِ مُسلمٍ من حديثِ أَبي هُريرةَ رضِي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن ماتَ ولَم يَغْزُ، ولَمْ يُحدِّثْ نفسَهُ بالغَزْوِ ماتَ على شُعبةٍ مِنَ النفاقِ)).

ج- والمقصودُ أنَّ المسلمَ قد يكونُ لديهِ نِفاقٌ يَكْثُرُ ويَقِلُّ بحَسَبِ مَبْلَغِ إيمانِه وطاعتِه للهِ جل وعلا؛ فمنهم مَن يَكونُ فيه شَوَائِبُ من نِفاقٍ فتَقَعُ منه الكَذْبةُ والكَذْبتانِ ويَقَعُ منه إخلافُ الوَعْدِ أحيانًا ونحوُ ذلك.

ومنهم مَن يَكْثُرُ منه الوقوعُ في هذه الأعمالِ مع قِلَّةِ ذِكْرِ اللهِ وكَثْرَةِ تَجاوُزِ حُدودِ اللهِ ؛ فيكونُ في قلبِه نفاقٌ كثيرٌ وإيمانٌ قليلٌ، حتى إن من المسلمين مَن لا يَكادُ يُصلِّي إلا على عَجَلةٍ مع تأخيرِه للصلاةِ إلى وقتِ الكَراهةِ وإساءتِه في أدائِها، كما في صحيحِ مسلمٍ من حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ رضِي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول)): تلكَ صلاةُ المنافقِ، يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشمسَ حتى إذا كانتْ بينَ قَرْنَي الشيطانِ قامَ فنَقَرَهَا أَربعًا لا يذكُرُ اللهَ فيها إِلا قليلاً((.

وأهلُ هذا الصِّنفِ على خَطَرٍ عَظِيمٍ أنْ يُؤدِّيَ بهم هذا التَّهاوُنُ إلى الانسلاخِ من دِينِ اللهِ عز وجل، ومَن ماتَ منهم على هذا النِّفاقِ معَ وُجودِ إيمانٍ في قلبِه؛ فإنَّه من أهلِ الكَبائرِ المُتَوعَّدِينَ بالعَذابِ الشديدِ، لكنه لا يَخْلُدُ في النارِ لبَقاءِ إسْلامِه، وقد صَحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قالَ: ((يَدْخُلُ أهلُ الجنةِ الجنةَ، وأهلُ النَّارِ النَّارَ، ثم يقولُ اللهُ تعالى: أَخْرِجوا مَن كانَ في قلبِه مِثْقالُ حَبَّةٍ مِن خَرْدَلٍ من إيمانٍ؛ فيُخْرَجونَ منها قد اسْوَدُّوا؛ فيُلْقَونَ في نَهَرِ الحَياةِ؛ فيَنْبُتونَ كمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ في جانبِ السَّيْلِ، ألَمْ تَرَ أنَّهَا تَخْرُجُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً؟))رواه البخاريُّ من حديثِ أبي سَعِيدٍ الخُدْريِّ رضِي الله عنه.

4- فصلٌ:في تَوْبَةِ المُنافِقِ

إذا تَابَ المُنافِقُ قَبْلَ موتِه وأصْلَحَ عَمَلَهُ واعْتَصَمَ باللهِ وأخلَصَ دينَه للَّهِ عز وجل فتَوْبَتُه صحيحةٌ مَقْبولةٌ، قال اللهُ تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146) مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147)[النساء: ١٤٥– ١٤٧].
وكذلك المسلمُ الذي يكونُ فيه بعضُ خِصالِ النفاقِ إذا تابَ منها وترَكَ تلك الخَصْلَةَ تابَ اللهُ عليه، وبَرِئَ من النِّفَاقِ.

5- فصلٌ: ويَجِبُ على المُؤْمنينَ أن يَعْمَلُوا بما يُنْجِيهِم مِن خِصالِ النِّفاقِ وأعمالِ المُنافقينَ، ومن ذلك تَكْرَارُ التوبةِ والاستغفارِ، ورعايةُ حُدودِ اللهِ، وتعظيمُ أوامرِه، والبراءةُ من الشِّركِ وأهلِه، وإقامةُ الصلاةِ وإيتاءُ الزكاةِ، والنَّصِيحةُ للهِ ولرسولِه ولكتابِه ولأئِمَّةِ المسلمينَ وعامَّتِهم.
ومن ذلك: مَحبَّةُ الجهادِ في سبيلِ اللهِ، وتَحْديثُ النَّفْسِ بذلك.
ومن ذلك: الأمرُ بالمعروفِ، والنَّهْيُ عن المُنْكَرِ، والتواصي بالحقِّ، والتواصي بالصبرِ، والتحاضُّ على طَعامِ المِسْكينِ والإنفاقُ في سبيلِ اللهِ إيمانًا واحْتسابًا.
فمَن فعَلَ ذلك كان بَرِيئًا من النفاقِ.

وفي المُسندِ وغيرِه من حديثِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضِي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فهو مُؤْمِنٌ)).
فمَن وقَعَ في ذَنْبٍ وَسَاءَهُ الذَّنْبُ فهو عَلامةٌ على صِحَّةِ إيمانِه، وأَرْجَى أن يَتُوبَ ويَسْتَغْفِرَ ويَسْتَعْتِبَ، ومَن فَرِحَ بمَعْصيتِه وسَرَّتْهُ سَيِّئَتُهُ كانَ ذلك أمارةً على نفاقٍ في قلبِه.

وفي سُننِ التِّرمذيِّ من حديثِ أبي هُريرةَ رضِي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«خَصْلَتَانِ لا تَجْتمعانِ في مُنافِقٍ: حُسْنُ سَمْتٍ، وفِقْهٌ في الدِّينِ». صَحَّحَه الألبانيُّ.



  #6  
قديم 28 جمادى الآخرة 1433هـ/19-05-2012م, 04:36 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي تلخيص الدرس الحاديَ عَشَرَ: التحذيرُ من النِّفاقِ (3/3)

تلخيص الدرسُ الحاديَ عَشَرَ: التحذيرُ من النِّفاقِ (3/3)

عُقوبةُ المُنافِقِ :جعَلَ اللهُ تعالى عُقوبةَ المُنافقينَ من أشْنَعِ العُقوباتِ في الدنيا والآخرةِ جَزَاءً وِفَاقًا لأعْمَالِهِم:

• فأمَّا في الدنيا فإنهم:

1- يُعاقَبُونَ بالطَّبْعِ على قُلُوبِهم وحِرْمانِهم من الفِقْهِ والعِلْمِ والهُدَى،
قال اللهُ تعالى: ﴿فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ[المنافقون: ٣].

2
أنهم يُعذَّبُونَ بأموالِهم وأولادِهم حتى تَزْهَقَ أنفُسُهم، كما قالَ اللهُ تعالى: ﴿وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ[التوبة: ٨٥].

3– ما يَجْعَلُه اللهُ لهم مِن البَغْضَاءِ في قُلوبِ الناسِ مهما تَوَدَّدُوا إليهم؛ وذلك لأنَّهم طَلَبُوا رِضَا الناسِ بسَخَطِ اللهِ، وآثَرُوا الحياةَ الدنيا على الآخرةِ، واتَّبَعوا ما أسْخَطَ اللهَ وكَرِهوا رِضْوانَه، وأعْرَضُوا عن اتِّباعِ هُدَى اللهِ فعَرَّضوا أنفسَهم لأنواعٍ من الخوفِ والحَزَنِ والضَّلالِ والشَّقَاءِ .

4- ويُعْقِبُهم اللهُ في قُلوبِهم شَكًّا ورِيبَةً لا تُفارِقُهُم أَبَدًا، فهم من أعظمِ الناسِ حَيْرَةً وتَرَدُّدًا،قالَ اللهُ تعالى في طائفةٍ منهم: ﴿لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ[التوبة: ١١٠].
قال بعضُ المُفَسِّرِينَ: ﴿إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ هذا استثناءٌ تَهكُّميٌّ، وهو من سُخْرِيَةِ اللهِ بهم جَزَاءً وِفاقًا على مَكْرِهم بالمؤمنين وسُخْرِيَتِهم بهم، فكانَ من عُقوبتِهم أن ابْتُلوا بالرِّيبةِ التي لا تُفارِقُ قُلوبَهم أبدًا حتى يَلْقَوا اللهَ عز وجل.

5- ما يُصِيبُهم من العُقوباتِ الخَاصَّةِ ببَعْضِ أعمالِهم؛ فإنَّ اللهَ تعالى قد جَعَلَ لبعضِ الذُّنوبِ عُقوباتٍ خاصةً ليكونَ الجزاءُ من جِنْسِ العَمَلِ، كما قال اللهُ تعالى في طائفةٍ منهم: ﴿الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ[التوبة: ٧٩].فكان مِن عُقوبةِ سُخْرِيَتِهم بالمؤمنينَ أن سَخِرَ اللهُ منهم جَزَاءً وِفاقًا.

6– وكذلك خَدْعُ اللهِ إيَّاهم هو من باب مجازاتهم بجنسِ أعمالِهمقال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ[النساء: ١٤٢]، وهو عُقوبةٌ لهم على مُخادَعَتِهم للهِ وللذينَ آمَنوا، ومُحادَّتِهم للهِ ومُحارَبَتِهم لدينِه بمَكْرٍ وخَدِيعةٍ. فهم بهذه الأعمالِ إنما يَخْدَعُونَ أنفسَهم كما قال تعالى: ﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ[البقرة: ٩]؛ وهم في كلِّ ذلك لم يَضُرُّوا إلا أنفسَهم، لم يَضُرُّوا اللهَ شيئًا ولم يَضُرُّوا رسولَه ولا المُؤمنين المُتَّبعينَ لهُدَى اللهِ جل وعلا.

7-والمنافقونَ يَقَعُونَ كثيرًا في الذنوبِ التي يكونُ جَزَاؤُها من جنسِ العملِ في الدنيا قبلَ الآخرةِ، كما ورَدَ في السُّنةِ أن مَن تَتَبَّعَ عَوْرةَ مُسلمٍ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرتَه، ومَن ضَارَّ مُسلمًا ضَارَّه اللهُ، ومَن شاقَّ مُسلِمًا شَقَّ اللهُ عليه، ومَن خَذَلَ مُسلمًا خَذَلَه اللهُ، ومَن شَدَّدَ على المسلمين شَدَّدَ اللهُ عليه.
والمُنافقون أصحابُ مَكْرٍ سَيِّئٍ وقد قالَ اللهُ تعالى: ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ[فاطر: ٤٣].

• وأما في البَرْزخِ فإنهم :

1- إذا فارقوا هذه الحياةَ وأُدْخِلوا في قُبورِهم فإنهم في عذابٍ عظيمٍ وشَقاءٍ دائمٍ وحَسْرةٍ لا تَنْقطِعُ؛ فعن أنسِ بنِ مالكٍ رضِي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إنَّ العبدَ إذا وُضِعَ في قَبْرِه وتَولَّى عنه أصحابُه، وإنه لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعالِهم، أتاهُ مَلَكانِ فيُقْعدانِه فيَقولانِ: ما كُنْتَ تقولُ في الرَّجُلِ؟ لمُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
فأمَّا المُؤمنُ فيَقولُ: أشْهَدُ أنه عبدُ اللهِ ورَسولُه.
فيُقالُ له: انْظُرْ إلى مَقْعَدِكَ من النارِ قد أبْدَلَكَ اللهُ به مَقْعَدًا من الجَنَّةِ فيَرَاهما جَمِيعًا.
وأمَّا المُنافِقُ والكَافِرُ فيُقالُ له: ما كُنْتَ تَقولُ في هذا الرَّجُلِ؟ فيَقُولُ: لا أَدْرِي، كنتُ أَقولُ ما يَقولُ النَّاسُ.
فيُقالُ: لا دَرَيْتَ ولا تَلَيْتَ، ويُضْرَبُ بمَطَارِقَ من حديدٍ ضَرْبةً فيَصِيحُ صَيْحةً يَسْمَعُها مَن يليهِ غيرَ الثَّقَلينِ)) مُتَّفقٌ عليه.

2- ما يُصِيبُهم من العُقوباتِ الخاصَّةِ على بعضِ الذنوبِ، كما صحَّ في السُّنةِ أنَّ الَّذي يَقْرَأ القُرْآنَ ويَرْفُضُهُ ويَنَامُ عن الصَّلاةِ المَكْتوبةِ ، وكذلك الزُّناةُ وآكِلُو الرِّبا وأهلُ الغِيبَةِ والنَّميمةِ والكَذِبِ، ومانعو الزَّكاةِ والذين يُفْطِرونَ قبلَ تَحِلَّةِ فِطْرِهم، كلُّ أولئك وَرَدَتْ فيهم أحاديثُ صحيحةٌ بأنهم يُعذَّبُونَ في قُبورِهم، والمنافقون لهم النَّصِيبُ الأَوْفَرُ من هذهِ الأعمالِ.

• وأمَّا في الآخرةِ:

1- فقد دَلَّت الأحاديثُ الصحيحةُ على أنه إذا كانَ يومُ القيامةِ، وجَمَعَ اللهُ الناسَ في مَوْقِفٍ واحدٍ لفَصْلِ القَضاءِ، ثم أَمَرَ بالكُفَّارِ إلى نَارِ جَهَنَّم بَقِيَ المُؤمنونَ والمنافقونَ وغُبَّرُ أهلِ الكتابِ في المَوْقِفِ (( فيُكْشَفُ عن سَاقٍ فلا يَبْقَى أحَدٌ كانَ يَسْجُدُ طَائِعًا في الدنيا إلا أُذِنَ له في السُّجودِ، ولا يَبْقَى أحَدٌ كانَ يَسْجُدُ رِياءً أو نِفاقًا إلا صَارَ ظَهْرُه طَبَقَةً وَاحِدَةً كُلَّما أرادَ أن يَسْجُدَ خَرَّ لِقَفَاهُ)).


2- وفي الحسابِ يُؤْتَى بالمُنافقِ فيُعَرِّفُه اللهُ نِعَمَهُ عليه، فيَقولُ المُنافِقُ: يا رَبِّ، آمَنْتُ بكَ وبكتابِك وبرُسُلِكَ وصَلَّيْتُ وصُمْتُ وتَصَدَّقْتُ ويُثْنِي على نفسِه بخيرٍ ما استطاعَ. فيُقالُ له: الآنَ نَبْعَثُ شَاهِدًا عليك. فيَتَفَكَّرُ في نفسِه مَن ذا الذي يَشْهَدُ عَلَيَّ، فيُخْتَمُ على فِيهِ، ويُقالُ لفَخِذِهِ ولَحْمِهِ وعِظَامِه: انْطِقِي. فتَنْطِقُ فَخِذُه ولَحْمُه وعِظَامُه بعَمَلِه، وذلكَ لِيَعْذُرَ من نَفْسِه.
قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((وذَلِكَ المُنافِقُ، وذلك الذي يَسْخَطُ اللهُ عليه)).
والحديثُ في صَحِيحِ مُسلمٍ من حديثِ أبي هُرَيرةَ رضِي اللهُ عنه.

3- فإذا نُصِبَ الصِّراطُ على مَتْنِ جَهَنَّم وأُمِرَ بالعُبورِ عليه، وأُعْطِيَ مَن في المَوْقِفِ نُورًا على قَدْرِ أعمالِهم أُعْطِيَ المُنافِقُونَ نُورًا مِثْلَهم فِتْنَةً لهم؛ حتى إذا كانوا على الصِّراطِ طَفِئَ نورُ المنافقين وتَمَّ نورُ المُؤمِنِينَ.

4- وأما عَذَابُهم في نارِ جَهَنَّم فهو العَذابُ المُهِينُ الأليمُ والوبيلُ المُقِيمُ، كَتَبَ اللهُ لهم الدَّرْكَ الأسْفَلَ فيها، فهم مِن أشَدِّ أهلِ النارِ عَذابًا.
قال اللهُ تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا [النساء: ١٤٥].

5-
يَجْمَعُهم اللهُ بالكافرينَ في نارِ جَهَنَّم بسَبَبِ كُفْرِهم الباطِنِ ومُوالاتِهم للكُفَّارِ كما قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا[النساء: ١٤٠].

  #7  
قديم 1 رجب 1433هـ/21-05-2012م, 04:29 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي تلخيص الدرس الثانِيَ عشَرَ: نَواقِضُ الإسلامِ

تلخيص الدرس الثانِيَ عشَرَ: نَواقِضُ الإسلامِ

إذا عَرَفْنَا أن العَبْدَ لا يَكونُ مُسْلِمًا حتى يَشْهَدَ الشَّهادَتَيْنِ: شَهَادَةَ أن لا إلهَ إلا اللهُ، وشَهَادَةَ أن مُحَمَّدًا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فيُوَحِّدَ اللهَ ويَتَّبِعَ الرَّسولَ، وبذلك يَكونُ مُسْلِمًا.
وعَرَفْنَا أن مُقْتَضَى شهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ هو إخلاصُ العِبادةِ للهِ وَحْدَه، وأن العُبوديَّةَ مَبْناها على المَحبَّةِ والتعظيمِ والانقيادِ.

وعَرَفْنَا أن شهادةَ أن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَقْتَضِي مَحَبَّتَهُ وتَصْدِيقَهُ وطاعتَه.


فاعْلَمْ أنَّ مَن يَرْتَكِبْ ما يَنْقُضُ هاتينِ الشَّهادتينِ فهو خارجٌ عن دِينِ الإسلامِ كافرٌ باللهِ جل وعلا وبرسولِه، وإنْ صَلَّى وصامَ وزَعَم أنه مُسلمٌ.ولذلك فإنَّ مَنْ ينتَفِ عنه أحَدُ هذه الأمورِ: (إخلاصِ العبادةِ للهِ جل وعلا، ومَحَبَّةِ اللهِ، وتَعْظيمِه، والانقيادِ له، ومَحَبَّةِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم، وتَصْديقِه وطَاعتِه)؛ فقد انْتَفَى عنه إسْلامُه.ومن انتفى عنه إسلامه إما أن يكون :
كافراً أصليّا و هو الذي لم يقمْ بما تقتضيه الشهادتانِ في أصلِ أمرِهِ.
فإن كان يُظْهِرُ الإسلامَ مع ذلكَ فهو المنافقٌ.
وأما من كان مسلماً قائماً بما تقتضيه الشهادتان ثم انْتَفَى عنه أحَدُ هذِهِ الأمورِ بعدَ إسلامِه فهو كَافِرٌ مُرْتَدٌّ عن دِينِ الإسلامِ.
وتكونُ الرِّدَّةُ بكلِّ أَمْرٍ قَوْلِيٍّ أو عَمَلِيٍّ أو اعْتِقاديٍّ يَلْزَمُ منه انتفاءُ حقيقةِ شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأن مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ.

وصُوَرُ النَّواقضِ التي تُخْرِجُ من مِلَّةِ الإسلامِ كثيرةٌ غيرُ مَحْصورةٍ بعَدَدٍ، لكن لها أُصولٌ جامعةٌ هي:

1- الناقضُ الأولُ: الإلحادُ، وهو إنكارُ وُجودِ اللهِ تعالى.ومِن صُوَرِه:

نِسْبةُ الخَلْقِ إلى الطَّبيعةِ.
اعْتِقادُ قِدَمِ العَالَمِ، وهو أنَّ من المَخْلوقاتِ ما لا أَوَّلَ له في الأَزَلِ.

2- الناقضُ الثاني:الشِّركُ الأكبرُ وهو: اتخاذُ ندٍّ للهِ جل وعلا، وهو على أنواعٍ:

• النوعُ الأولُ: شِركُ العبادةِ وهو: صَرْفُ نوعٍ من أنواعِ العبادةِ لغيرِ اللهِ جل وعلا؛ ومن صُوَرِه:

1- ما يَفْعَلُه عُبَّادُ الأوثانِ والأنبياءِ والأولياءِ من دُعائِهم من دونِ اللهِ، وطَلَبِ الشفاعةِ منهم، وقَضاءِ الحوائجِ وجَلْبِ النفعِ وكَشْفِ الضُّرِّ.
2- ما يَفْعَلُه السَّحَرَةُ وبعضُ مَن يَأتيهِم من الذَّبحِ لغيرِ اللهِ عز وجل والاستغاثةِ بالشياطينِ.

• النوعُ الثاني:الشِّركُ في الرُّبوبيَّةِ، ومن صُوَرِه:

1- اعتقادُ بعضِ المُشركينَ في آلهتِهم ومُعَظَّمِيهِم أنَّ لهم تَصَرُّفًا في الكَوْنِ وأنهم يَعْلَمُونَ الغَيْبَ، ويُنَزِّلونَ الغَيْثَ، ويَمْلِكونَ الرِّزقَ، ويَشْفُونَ من الأمراضِ، ويَهَبُونَ الأولادَ والأزواجَ والأموالَ، ويَكْشِفُون الضُّرَّ، ويَرْفَعُونَ البَلاءَ، ويَقْضُونَ الحَوائِجَ، ويُجِيبونَ دُعاءَ مَن يَدْعُوهم.
2- اعتقادُ المَجوسِ أنَّ للكَوْنِ خَالِقَيْنِ: النُّورَ والظُّلْمَةَ.
3- اعتقادُ بعضِ غُلاةِ الصُّوفيَّةِ والشِّيعةِ أن بعضَ مُعَظَّميهِم يَعْلَمُونَ الغَيْبَ، وأن لهم تَصَرُّفًا في الكَوْنِ، وأنهم يُجِيبونَ الدُّعاءَ ويَقْضُونَ الحَوائِجَ.

• النوعُ الثالِثُ: شِرْكُ الطَّاعةِ وهو: اتِّباعُ المُعَظَّمينَ في تحليلِ الحرامِ وتَحْرِيمِ الحلالِ؛ومن صُوَرِه:

1- التحاكُمُ إلى الطَّواغيتِ؛ فمَن تَحاكَمَ إليهم مُرِيدًا مُختارًا فهو كافرٌ غيرُ مُؤمنٍ لقولِ اللهِ تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) [النساء: 60].

حكم من كان في بلد لايحكم فيها بغير ما أنزل الله :
مَن كانَ في بلدٍ لا يُحْكَمُ فيه بما أَنْزَلَ اللهُ واحتاجَ في رَفْعِ الظُّلمِ عنه وتمكينِه من حَقِّه إلى التَّحاكُمِ إلى بعضِ مَن يَظُنُّ فيه حِفْظَ الحَقِّ ورَفْعَ الظُّلْمِ؛ فلا يَكْفُرُ بذلك لقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لأصحابِه لَمَّا أَذِنَ لهم بالهِجْرةِ الأُولَى إلى الحَبَشةِ: ((إنَّ بأرضِ الحَبَشةِ مَلِكًا لا يُظْلَمُ أحَدٌ عندَه، فالْحَقُوا ببلادِه حتى يَجْعَلَ اللهُ لكم فَرَجًا ومَخْرَجًا مِمَّا أنتم فيه)) رواهُ البَيْهقِيُّ من حديثِ أُمِّ سَلَمَةَ بإسنادٍ حَسَنٍ.

وهذا دليلٌ على جوازِ التَّحاكُمِ إلى مَن يُعْلَمُ أن مِن شأنِه تَحَرِّيَ العَدْلِ ورَفْعَ الظُّلْمِ كما يَحْصُلُ في بعضِ البُلدانِ.

2- طاعةُ عُلماءِ السُّوءِ والحُكَّامِ الطَّواغِيتِ في تَحليلِ الحرامِ البَيِّنِ حُكْمُه في الشريعةِ، وتَحْريمِ الحلالِ البَيِّنِ حُكْمُه في الشَّريعةِ.

3- الناقضُ الثالثُ: ادِّعاءُ بعضِ خَصائصِ اللهِ في رُبُوبِيَّتِه أو أُلُوهِيَّتِه أو أسمائِه وصِفاتِه.ومن صُوَرِ ذلك:

1-دَعوةُ بعضِ الطواغيتِ إلى عِبادةِ أنفسِهم.
2- ادِّعاءُ عِلْمِ الغَيْبِ.
3- ادِّعاءُ القُدْرَةِ على إحياءِ المَوْتَى.

4- الناقضُ الرَّابِعُ: ادِّعاءُ النُّبُوَّةِ دَعْوَى النُّبُوَّةِ كُفْرٌ بإجماعِ العُلماءِ.

ومِمَّا يَلْتَحِقُ به:
مَن يَدَّعِي مُضاهاةَ القرآنِ وأنه يَقْدِرُ عَلَى أنْ يُنْزِلَ مِثلَ ما أنزَلَ اللهُ على رُسُلِه، قال اللهُ تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ[الأنعام: 93].

5- الناقضُ الخامسُ: تكذيبُ اللهِ عز وجل وتكذيبُ رسولِه صلى الله عليه وسلم، فمَن كَذَّبَ اللهَ ورسولَه فهو كافرٌ غيرُ مسلمٍ بإجماعِ العلماءِ.

ومن صُوَرِه :

1- جَحْدُ ما هو مَعلومٌ من دِينِ الإسلامِ بالضَّرورةِ؛ كجَحْدِ وُجوبِ الصلاةِ أو الزكاةِ، وجَحْدِ تحريمِ الرِّبا أو الزِّنا أو أَكْلِ لحمِ الخِنْزيرِ.
2- إنكارُ شَيْءٍ من أسماءِ اللهِ تعالى وصفاتِه، بلا شُبْهةِ جَهْلٍ يُعْذَرُ بمِثْلِه ولا تَأْويلٍ.
3- إنكارُ شَيْءٍ من القرآنِ الكَريمِ.
4- ادِّعاءُ الاختلافِ والتَّناقُضِ والتحريفِ في القُرآنِ الكريمِ.
5- إنكارُ السُّنةِ النَّبويَّةِ.
6- إنكارُ البَعْثِ والجزاءِ.
7- عَدَمُ تكفيرِ مَن لا يَدِينُ بدِينِ الإسلامِ من اليَهودِ والنَّصارَى والمَجُوسِ والمَلاحِدَةِ والوَثَنِيِّينَ.
8- اعتقادُ أنَّ المَرْءَ يَسَعُه الخُروجُ عن شَريعةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم كما وَسِعَ الخَضِرَ الخُروجُ عن شَرِيعَةِ مُوسَى عليه السلام.
9-استحلالُ المُحَرَّمِ المَعلومِ تَحْرِيمُه بالدليلِ الصحيحِ بلا شُبْهةٍ ولا تأويلٍ.
10- تَصْدِيقُ مَن يَدَّعِي النُّبوَّةَ.
11- دَعْوَى أن رِسالةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم للعَرَبِ خَاصَّةً.
12- دَعْوَى أن اللهَ تعالى يَرْضَى بأنْ يُدْعَى من دُونِه أَحَدٌ من الصالحينَ أو غَيْرِهم.
13- قَذْفُ أمِّ المؤمنينَ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها بما برَّأَها الله مِنْه، وقذفُ سائرِ أُمَّهاتِ المُؤمِنينَ كذلك.
في هذه الأحوالِ لا يُحْكَمُ بكُفْرِ المُكَذِّبِ حتى تُقامَ عليه الحُجَّةُ، ويَتَبيَّنَ ثُبوتُ الخَبَرِ وصِحَّةُ مَعْناهُ.

وكلُّ ما يَتحَقَّقُ به تَكْذيبُ اللهِ تعالى وتكذيبُ رَسولِه صلى الله عليه وسلم ممَّا عُلِمَ ثُبوتُه ومعناه فهو ناقضٌ من نَواقضِ الإسلامِ بلا خلافٍ بينَ أهلِ العلمِ ، ويخرج من ذلك :
أ- تكذيبُ الخَبَرِ المَبْنيِّ على عدمِ العلمِ بالدليلِ أو غِيابِه عنه.
ب- الشكُّ في ثُبوتِ الخَبَرِ.

ج- تأويلٌ في معنَى الخَبَرِ يُدْرَأُ عنه به حُكْمُ التكذيبِ.


6- الناقضُ السادسُ: الشَّكُّ.الشكُّ مُنافٍ للتصديقِ الواجبِ، فمَن شَكَّ في صِدْقِ خَبَرِ اللهِ عز وجل وخَبَرِ رَسُولِه صلى الله عليه وسلم فهو كَافِرٌ مرتد

ومن صُوَرِهذا الناقضِ:

1- الشَّكُّ في كُفرِ مَن لا يَدِينُ بدينِ الإسلامِ.
2- الشَّكُّ في أمرِ البَعْثِ بعدَ الموتِ.
3- الشَّكُّ في ثُبوتِ القُرآنِ الكريمِ وحِفْظِه من التَّحْرِيفِ والتَّبْديلِ.

7- الناقضُ السابعُ: بُغْضُ اللهِ ورسولِه، وبُغْضُ دينِ الإسلامِ
البُغْضُ مُنافٍ للمَحَبَّةِ الوَاجبةِ؛ فمَن أبْغَضَ اللهَ ورسولَه أو أبْغَضَ دِينَ الإسلامِ فهو كافرٌ خارجٌ من المِلَّةِ.

ومِمَّا يَلْتَحِقُ به:
1- سَبُّ اللهِ ورسولِه وسَبُّ دينِ الإسلامِ، وتَنَقُّصُ الذَّاتِ المُقَدَّسَةِ، وتَنَقُّصُ مَقامِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
2- بُغْضُ الصحابةِ رضِي الله عنهم، وسَبُّهم على وَجْهِ العُمومِ وتَكْفِيرُهم بخِلافِ مَن سَبَّ طَائِفَةً منهم لشُبْهةٍ عَرَضَتْ له فإنه يَكونُ قد ارتكَبَ مُحَرَّمًا ولكن لا يُحْكَمُ بكُفرِه.
3- بُغْضُ أَئمَّةِ الدِّينِ ورُواةِ الأحاديثِ الصحيحةِ وحَمَلةِ الشَّريعةِ على وَجْهِ العُمومِ وتَكْذيبُهم.

8-الناقضُ الثامنُ: الاستهزاءُ باللهِ وآياتِه ورسولِه، وهو كُفْرٌ لمُنافاتِه المَحَبَّةَ الواجبةَ والتعظيمَ الواجبَ.
ومِمَّا يَلْتَحِقُ به:

1- امْتِهانُ المُصْحَفِ.
2- الاسْتِخفافُ بأيِّ شَعيرةٍ من شَعائرِ الإسلامِ.

9- الناقضُ التاسعُ: اتِّخَاذُ الكُفَّارِ أولياءَ من دونِ المؤمنينَ، وهو يشملُ أمرين:

1- محبتهم في دينهم وموافقتهم عليه والرضا به.
2- مناصرة الكفار على المسلمين.

ومن صُوَرِ هذا الناقض:

1- التَّجَسُّسُ على المسلمين لصالحِ الكُفَّارِ.
2- تَهْنِئَةُ الكُفَّارِ بأعيادِهم الوَثَنِيَّةِ والكُفْريَّةِ رِضًا بما يَصْنَعُونَ من الشِّركِ والكُفْرِ باللهِ عزَّ وجلَّ، وأمَّا من شارَكَهم لِيطْعَمَ مَعهم أو يَسْتَمْتِعَ اسْتِمْتَاعًا محرَّمًا بفِسْقِهِمْ وغِنَائِهِم، وقلبُهُ منكِرٌ لِكُفْرِهِم وَشِرْكِهِم ؛ فهو على شَفَا هَلَكَةٍ ويُخْشَى عَلَيْهِ إذَا حلَّت بهم عُقُوبةٌ أن تَشْمَلَهُ مَعَهُمْ.
3- بِناءُ مَعابِدَ يُعْبَدُ فيها غيرُ اللهِ جل وعلا، أو الإعانةُ عليها كبِناءِ الكنائسِ والأَدْيرةِ والبِيَعِ وبناءِ الأَضْرِحَةِ والمَشاهِدِ التي يُدْعَى فيها غيرُ اللهِ تعالى.
4- مُحاربةُ حَمَلةِ الشريعةِ من العُلماءِ والدُّعاةِ والتَّضْيِيقُ عليهم قَصْدًا للتَّضْييقِ على دَعوةِ الإسلامِ.
5- العَمَلُ على تَوْهِينِ المُسلمينَ وإضعافِهم، وتَمْكِينِ الكُفَّارِ من التَّسلُّطِ على المُسلمينَ.

10- الناقضُ العاشرُ: التَّولِّي والإِعراضُ.

مَن تَولَّى عن طَاعةِ اللهِ ورسولِه فهو غيرُ مُسلمٍ؛ لأنه غيرُ مُنقادٍ لدينِ اللهِ تعالى؛ فهو لا يَمْتَثِلُ الوَاجباتِ ولا يَمْتَنِعُ عن المُحرَّمَاتِ إلا ما وَافَقَ هَواهُ.

ومن صُوَرِ هذا النَّاقِضِ:

1- أنْ يَرَى أنَّ طَاعَةَ اللهِ تعالى وطَاعةَ رَسُولِه لا تَلْزَمُه، وأنه لا يَجِبُ عليه امتثالُ أمرِ اللهِ تعالى وأمْرِ رَسُولِه صلى الله عليه وسلم.
2- أنْ يُعْرِضَ عن أمرِ اللهِ وأَمْرِ رَسُولِه إعراضًا كُلِّيًّا فلا يَتَفَقَّهُ في الدينِ ولا يَسْأَلُ عَمَّا يَجِبُ عليه من طاعةِ اللهِ وطَاعةِ رَسُولِه، ولا يَمْتَثِلُ الوَاجِبَاتِ، ولا يَمْتَنِعُ عن المُحَرَّمَاتِ طَاعةً للَّهِ ورسولِه.
أما مَن كانَ مُلْتَزِمًا طَاعةَ اللهِ ورسولِه ويَمْتَثِلُ مِن ذلك ما يَبْقَى به مُسْلِمًا لكنَّه يَقَعُ في بعضِ المَعاصِي فهو غيرُ كافرٍ بتلك المَعاصِي.

ومِمَّا يَلْتَحِقُ بهذا الناقضِ: تَرْكُ الصلاةِ؛ فهي عَمُودُ الدِّينِ؛ وإذا تَرَكَها العَبْدُ تَرْكًا مُطْلَقًا فهو مُعْرِضٌ عن دِينِ اللهِ جل وعلا.

حكم من ارتكب ناقضا من هذه النواقض:

وهذه النَّواقضُ تُنافِي الشَّهادَتَيْنِ مُنافاةً تَامَّةً، ومَن وَقَعَ في أَحَدِها بعدَ إسلامِه وهو عَاقِلٌ بَالِغٌ غَيْرُ مُكْرَهٍ ولا مَعْذُورٍ بشُبْهَةٍ فهو كافرٌ مُرْتَدٌّ عن دينِ الإسلامِ، فإن ماتَ على ذلك فهو خالدٌ مُخلَّدٌ في نارِ جَهنَّمَ، قال اللهُ تعالى: ﴿وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
[البقرة: 217].

ومَن وَقَعَ في أحَدِ هذه النَّوَاقِضِ أو بَعْضِها في الباطِنِ وهو يُظْهِرُ الإسلامَ فهو من المُنافقين النِّفاقَ الأكبرَ، نُعامِلُه مُعاملةَ المُسلمين في الظَّاهِرِ، ونَكِلُ سَرِيرَتَهُ إلى اللهِ تعالى ما لم يَتَبَيَّنْ لنا منه كُفْرٌ ظَاهِرٌ.


فَصْلٌ:
والنَّوَاقِضُ على دَرَجَتَيْنِ:

الدرجةُ الأُولَى: الكُفْرُ البَوَاحُ، وهو من ليس له عُذْرٌ يُعْذَرُ به من جَهْلٍ أو تَأْوِيلٍ أو إِكْرَاهٍ.
مثاله: مَن يَنْتَسِبُ إلى غَيْرِ الإسلامِ أو يَعْبُدُ غيرَ اللهِ جل وعلا، ومَن يَسُبُّ اللهَ ورسولَه،أو يَجْحَدُ مَعْلومًا من الدِّينِ بالضَّرُورةِ معَ ظُهورِ حَالِه بعِلْمِ ذلك.
وأصحابُ هذهِ الدرجةِ يُحْكَمُ بكُفْرِهم وبأنهم من أهلِ النارِ إذا تَحَقَّقْنَا أنهم مَاتُوا على ذلك، قال اللهُ تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ[التوبة: 113].

الدرجةُ الثانيةُ: ما ليسَ بكُفْرٍ بَوَاحٍ، وهو على نَوْعينِ:

النوعُ الأولُ: ما يَحْتَمِلُ أن يكونَ لصَاحِبِه ما يُعْذَرُ به من إِكْراهٍ أو ذَهَابِ عَقْلٍ أو شُبْهَةٍ من تأويلٍ أو جَهْلٍ يُعْذَرُ به.
حكمه: يحتاج إلى إقامةِ الحُجَّةِ عليه، فإنْ بَلَغَتْهُ الحُجَّةُ وعَرَفَ معناها وأصَرَّ بعدَ ما تَبَيَّنَ له الحقُّ حُكِمَ بكُفْرِه، وإن بَقِيَتِ الشُّبْهَةُ لديهِ لم يُحْكَمْ بكُفْرِه.

مثاله: امتِنَاعُ أئمَّةُ أهلِ السُّنةِ عن تَكفيرِ بعضِ أصحابِ الفِرَقِ الضالَّةِ المُنْكِرةِ لبعضِ الأسماءِ والصِّفاتِ لشُبْهةِ التأويلِ، معَ الحُكْمِ عليهم بأنهم مُبْتدِعةٌ وفُسَّاقٌ وأن الشُّبْهةَ لا تُبَرِّئُهم من المُخالفةِ لكنها تَمْنَعُ من تَكْفيرِهم. وفي هذا النوعِ يُحْكَمُ بأنَّ العَمَل كُفْرٌ، لكن لا يُكَفَّرُ المُعَيَّنُ حتى تَتَحَقَّقَ فيه الشروطُ وتَنْتَفِي المَوَانِعُ.

النوعُ الثاني: أنْ يَكونَ الناقضُ من النواقضِ المُخْتَلَفِ فيها، ويَقَعُ للناظِرِ في ذلك شيءٌ من اللبْسِ وعَدَمِ التَّرجيحِ.
وقد اختَلَفَ أهلُ العلمِ في بعضِ النواقضِ، ومنها:
1- تَرْكُ الصَّلاةِ تَهاوُنًا وكَسَلاً من غيرِ جَحْدٍ لوُجوبِها ولا استكبارٍ عن أدائِها.
والصَّحيحُ أنَّ مَن تَرَكَها مُطْلقًا فهو كافرٌ، ومَن كانَ يُصَلِّي أحيانًا ويَتْرُكُ الصَّلاةَ أحيانًا فهو فَاسِقٌ مُتَوَعَّدٌ بالعذابِ لكنْ لا يُحْكَمُ بكُفْرِه.

وهذا القولُ وَسَطٌ بينَ قَوْلينِ:
القولُ الأولُ: أنه يَكْفُرُ بتَرْكِ صَلاةٍ وَاحِدَةٍ.
والقَوْلُ الثاني: أنه لا يَكْفُرُ وإنْ تَرَكَهَا مُطْلَقًا.

2- السِّحْرُ: وقد اختلَفَ أهلُ العلمِ في كُفْرِ مَن تَعلَّمَ السِّحْرَ وعلَّمَه ومَن يَعْمَلُ السِّحْرَ، والصوابُ أنَّ السِّحْرَ لا يَتحَقَّقُ إلا بالكُفْرِ والشِّرْكِ الأكبرِ مِن الاستغاثةِ بالشياطينِ والتَّقرُّبِ لهم بالذبحِ والنذرِ، وامتهانِ ما أمَرَ اللهُ بتعظيمِه، ولا خِلافَ بينَ أهلِ العلمِ في كُفْرِ مَن يَفْعَلُ هذه الأفعالَ.

لكن من أهلِ العلمِ مَن
يَسْتفسِر فإن كان سِحْرُالسّاحربالاستغاثةِ بالشياطينِ والتَّقرُّبِ إليهم حَكَموا بكُفْرِه، وإن كان سِحْرُه بغيرِ ذلك حَكَمُوا بتعزيرِه بما يَزْجُرُه عن ذلك ولم يُكَفِّرُوه.
مثاله:من
يُسمِّي الحِيَلَ الخَفِيَّةَ والخدَعَ البَصَرِيَّةَ سِحْرًا، ومنهم مَن يَعُدُّ التَّحَيُّلَ بسَقْيِ بعضِ العقاقيرِ المُؤثِّرةِ على عقلِ الإنسانِ ونفسِه وإدراكِه سِحْرًا.

3- تَرْكُ الزَّكاةِ والصِّيامِ والحَجِّ، وقد ذَهَبَ بعضُ أهلِ العلمِ إلى كُفْرِ مَن تَرَكَ شَيْئًا من هذه الفَرَائِضِ، وإنْ كانَ غيرَ جَاحِدٍ لوُجوبِها، والصوابُ أنه لا يُحْكَمُ بكُفْرِ تَارِكِها إلا إذا كانَ جَاحِدًا لوُجوبِها، فيُحْكَمُ بكُفْرِه حِينَئذٍ لكونِه مُكَذِّبًا للَّهِ ولرسولِه.
وقد دَلَّت الأحاديثُ الصحيحةُ على أن تاركَ هذه الفرائضِ يُعَذَّبُ في الآخرةِ، ثم يُرَى سبيلُه إما إلى الجَنَّةِ وإما إلى النارِ، وهذا دليلٌ على عَدَمِ تَحَتُّمِ كُفْرِه.

فصلٌ:وبعضُ الأعمالِ المُخْرِجةِ من المِلَّةِ قد يَجْتَمِعُ فيها أكثرُ من ناقضٍ، فتكونُ كُفْرًا من أَكْثَرَ مِن وَجْهٍ.
مِثالُ ذلك: الذي يَحْكُمُ بغيرِ ما أنزَلَ اللهُ مُسْتَحِلاًّ ومُفَضِّلاً حُكْمَ الطَّواغيتِ على حُكْمِ اللهِ جل وعلا.
فهو كافرٌ مِن أَكْثرَ مِن وَجْهٍ:
كافرٌ بسببِ حُكمِه بغيرِ ما أنزلَ اللهُ وجَعْلِه نفسَه شَرِيكًا للهِ في حُكْمِه.
وكافرٌ بسببِ استحلالِه مُحرَّمًا مَعْلومَ التحريمِ بالضَّرورةِ من دِينِ الإسلامِ.
وكافرٌ بسببِ تَكْذيبِه للهِ ولرسولِه بتَفْضيلِه حُكْمَ الطاغوتِ على حُكْمِ اللهِ جل وعلا.

فصلٌ: والكُفْرُ كُفْرانِ؛ كُفْرٌ ظَاهِرٌ، وكُفْرٌ بَاطِنٌ:
فأمَّا الكفرُ الباطنُ فهو: ما يَتعلَّقُ به حالُ العبدِ فيمَا بينَه وبينَ اللهِ؛ فقد يَكونُ كافرًا في الباطِنِ بارتكابِه ما يَنْقُضُ الإسلامَ، وهو فيما يَرَى الناسُ مُظْهِرٌ للإسلامِ؛ وحينَئذٍ يكونُ مُنافِقًا يُعامَلُ مُعاملةَ المسلمين في الظاهرِ، وهو في الآخرةِ معَ الكفارِ في نارِ جَهنَّم خالدًا فيها.
وأمَّا الكفرُ الظاهرفهو: مَن يَرْتَكِبُ نَاقِضًا من النواقضِ فيما يَظْهَرُ للنَّاسِ ويَكونُ له ما يُعْذَرُ به من ذَهابِ عَقْلٍ أو جَهْلٍ يُعْذَرُ بمِثْلِه، أو يَكونُ حَدِيثَ عَهْدٍ بالإسلامِ فتَجْرِي على لسانِه بعضُ أقوالِ الكُفْرِ التي اعتادَها من غيرِ أنْ يَعْتَقِدَها؛ فرُبَّما حُكِمَ بكُفْرِه في الظاهرِ وهو في الباطِنِ له ما يُعْذَرُ به.

من له أهلية التكفير:الأَصْلُ في الحُكْمِ بالكُفْرِ أنه إلى أهلِ العلمِ وأُولِي الأَمْرِ، وقد يُخْرَجُ عن الأصلِ
لعَوَارِضَ تَقْتَضِيها الحاجةُ وتَعَلُّقِ العَمَلِ بذلك.


ومِمَّا يَنْبَغِي التَّحْذِيرُ منه التَّسَرُّعُ في تَكْفيرِ مَن لم يَتَبيَّنْ كُفْرُه؛ لقولِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلم: (( إِذَا قالَ الرَّجُلُ لأخيهِ: يَا كافرُ، فقَدْ باءَ بها أحدُهمَا، فإنْ كانَ كمَا قالَ، وإلاَّ رَجَعَتْ عليهِ )) مُتَّفقٌ عليه من حديثِ ابنِ عُمَرَ رضِي الله عنهما.

وهذا التحذيرُ هو فِيمَا يَجْرِي مَجْرَى السِّبابِ والتَّسَرُّعِ والحُكْمِ مِن غَيْرِ تَأَهُّلٍ، أما العَالِمُ المُجْتهِدُ إذا أخْطَأَ في حُكْمِه عندَ الاحتياجِ إليه وهو غَيْرُ مُفَرِّطٍ ولا مُتَّبِعٍ لِهَوى؛ فإنه مَأْجُورٌ على اجْتِهادِه وخَطَؤُه مَغْفُورٌ.

حكم المرتد:وقدْ أجْمَعَ أهلُ العِلْمِ على وُجوبِ قَتْلِ المُرْتَدِّ لقولِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَن بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ)) رواهُ البُخاريُّ من حديثِ ابنِ عَبَّاسٍ رضِي الله عنهما.
ومَن مَاتَ مُرْتَدًّا فلا يُغَسَّلُ، ولا يُكَفَّنُ، ولا يُصَلَّى عليه، ولا يُدْفَنُ في مَقابِرِ المُسلمينَ، ولا يُوَرَّثُ مالُه، ولا يُدْعَى له بعدَ موتِه.
حكم استتابة المرتد:
استتابة المرتد قبلَ قَتْلِه من اجتهادِ الإمامِ، فإن كانَ يَرْجُو رُجوعَه للإسلامِ أو كانت لديه شُبْهَةٌ عارضةٌ ارْتَدَّ بسَبَبِها فله أن يُمْهِلَه ثلاثةَ أيَّامٍ ويَعْرِضَ عليه الرُّجوعَ للإسلامِ، فإنْ تَابَ وإلا قُتِلَ مُرْتَدًّا.

وإنْ رَأَى الإمامُ أنَّ التَّعْجِيلَ بقَتْلِه فيه مَصْلَحةٌ للمُسْلمِينَ كأنْ يَكونَ شَدِيدَ الإيذاءِ للمُسْلِمينَ بعدَ رِدَّتِه أو جَاسُوسًا عليهم أو خَشِيَ أنْ يَكُونَ في إمهالِه فِتْنةٌ وضَرَرٌ على المُسْلِمِينَ عَجَّل بقَتْلِه ما لم يَتُبْ قَبْلَ القُدْرةِ عليه.

اللهُمَّ أَحْيِنَا مُسلِمِينَ وتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بالصَّالِحينَ، وأَجِرْنَا من خِزْيِ الدنيا وعَذَابِ الآخِرَةِ، ربَّنا إنَّك رَؤوفٌ رَحيمٌ.

  #8  
قديم 9 شعبان 1433هـ/28-06-2012م, 01:55 PM
الصورة الرمزية محمد بدر الدين سيفي
محمد بدر الدين سيفي محمد بدر الدين سيفي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الجزائر(صانها الله تعالى وسائر بلاد المسلمين)
المشاركات: 1,159
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسيبة مشاهدة المشاركة
جدول ملخص لدرجات نواقض الإسلام من الدرس الثاني عشر
http://www.afaqattaiseer.com/vb/uplo...1330002900.doc

بوركتِ أختي نسيبة عمل جيد ومفيد ، يحتاج للمسة تنسيق جمالية على الجدول ليكون في أبهى حلة وفقك الله.

  #9  
قديم 9 شعبان 1433هـ/28-06-2012م, 01:57 PM
الصورة الرمزية محمد بدر الدين سيفي
محمد بدر الدين سيفي محمد بدر الدين سيفي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الجزائر(صانها الله تعالى وسائر بلاد المسلمين)
المشاركات: 1,159
افتراضي

فائدة-10-

قال البخاريُّ في صحيحِه: (قال ابنُ أبي مُلَيْكَةَ: أدْرَكْتُ ثَلاثِينَ من أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم كلُّهم يَخافُ النِّفاقَ على نَفْسِه، ما منهم أَحَدٌ يَقولُ إنَّه على إيمانِ جِبْريلَ ومِيكائِيلَ.
ويُذْكَرُ عن الحَسَنِ: ما خَافَهُ إلا مُؤمِنٌ، ولا أَمِنَهُ إلا مُنافِقٌ).
قال زَيْدُ بنُ وَهْبٍ: (ماتَ رَجُلٌ من المُنافِقِينَ فلم يُصَلِّ عليه حُذَيفةُ، فقال له عُمَرُ: أَمِنَ القَوْمِ هو؟
قال: نعم.
فقال له عُمَرُ: باللهِ منهم أنا؟
قال: لا، ولن أُخْبِرَ به أحَدًا بَعْدَكَ).رواه ابن أبي شيبة.
وحُذيفةُ بنُ اليَمَانِ رضِي الله عنه كانَ قد أسَرَّ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأسماءِ المنافقين، وهو من أعلمِ هذه الأُمَّةِ بأحوالِ المنافقين وأحكامِهم وأعمالِ النِّفاقِ، وكان الصحابةُ يَعْرِفونَ له قَدْرَه في ذلك، ولذلك كانَ عُمَرُ يَرْقُبُه إذا قُدِّمت جِنازةٌ، فإن رأى حُذيفةَ لا يُصَلِّي عليها لم يُصَلِّ عليها، واستنابَ مُن يُصَلِّي عليها، لئلا يُفْشِيَ سِرَّ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

  #10  
قديم 9 شعبان 1433هـ/28-06-2012م, 01:58 PM
الصورة الرمزية محمد بدر الدين سيفي
محمد بدر الدين سيفي محمد بدر الدين سيفي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الجزائر(صانها الله تعالى وسائر بلاد المسلمين)
المشاركات: 1,159
افتراضي

فائدة-11-

سبيلُ السلامةِ والبَراءةِ من النفاقِ هو اتِّباعُ هُدَى اللهِ جلَّ وعلا، كما قالَ اللهُ تعالى في المنافقين: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70)[النساء: ٦٦–٧٠].

  #11  
قديم 9 شعبان 1433هـ/28-06-2012م, 01:59 PM
الصورة الرمزية محمد بدر الدين سيفي
محمد بدر الدين سيفي محمد بدر الدين سيفي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الجزائر(صانها الله تعالى وسائر بلاد المسلمين)
المشاركات: 1,159
افتراضي

فائدة-12-

قال حُذيفةُ بنُ اليَمَانِ رضِي الله عنه: (القُلوبُ أربعةٌ:
قَلْبٌ مُصْفَحٌ فذلك قَلْبُ المنافقِ.
وقَلْبٌ أَغْلَفُ فذاك قلبُ الكافرِ.
وقَلْبٌ أجْرَدُ كأنَّ فيه سِراجًا يُزهِرُ فذلك قَلْبُ المؤمنِ.
وقَلْبٌ فيه نِفاقٌ وإيمانٌ؛ فمَثَلُه مَثَلُ قَرْحةٍ يَمُدُّها قَيْحٌ وَدَمٌ، ومَثَلُه مَثَلُ شَجَرةٍ يَسْقِيها ماءٌ خَبِيثٌ وطَيِّبٌ؛ فأيُّهما غَلَبَ عليها غَلَبَ). رواه ابن أبي شيبة في المصنَّفِ وفي كتابِ الإيمانِ وقد صَحَّحَهُ الألبانيُّ، وأُعِلَّ بالانقطاعِ، ومعناه صحيح.
والقَلْبُ المُصْفَحُ هو القَلْبُ المَائِلُ.
وقال عَلِيُّ بنُ أبي طَالِبٍ رضِيَ اللهُ عنهُ: (الإيمانُ يَبْدَأُ لُمْظَةً بيضاءَ في القلبِ، كُلَّما ازدادَ الإيمانُ ازدادت بَياضًا حتى يَبْيَضَّ القلبُ كلُّه، وإن النِّفاقَ يَبْدَأُ لُمْظَةً سوداءَ في القلبِ فكلما ازدادَ النفاقُ ازدادت حتى يَسْوَدَّ القلبُ كلُّه). رواه ابنُ أبي شَيْبةَ في كتابِ الإيمانِ، والبيهقيُّ في شُعب الإيمانِ.
والُّلمْظَةُ هي كالنُّقْطةِ الصغيرةِ.

والمقصودُ أنَّ المسلمَ قد يكونُ لديهِ نِفاقٌ يَكْثُرُ ويَقِلُّ بحَسَبِ مَبْلَغِ إيمانِه وطاعتِه للهِ جل وعلا؛ فمنهم مَن يَكونُ فيه شَوَائِبُ من نِفاقٍ فتَقَعُ منه الكَذْبةُ والكَذْبتانِ ويَقَعُ منه إخلافُ الوَعْدِ أحيانًا ونحوُ ذلك.

  #12  
قديم 9 شعبان 1433هـ/28-06-2012م, 02:06 PM
الصورة الرمزية محمد بدر الدين سيفي
محمد بدر الدين سيفي محمد بدر الدين سيفي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الجزائر(صانها الله تعالى وسائر بلاد المسلمين)
المشاركات: 1,159
افتراضي

فائدة-13-

عُقوبةُ المُنافِقِ
جعَلَ اللهُ تعالى عُقوبةَ المُنافقينَ من أشْنَعِ العُقوباتِ في الدنيا والآخرةِ جَزَاءً وِفَاقًا لأعْمَالِهِم:
فأمَّا في الدنيا:
ـ فإنهم يُعاقَبُونَ بالطَّبْعِ على قُلُوبِهم وحِرْمانِهم من الفِقْهِ والعِلْمِ والهُدَى، ويُعْقِبُهم اللهُ في قُلوبِهم شَكًّا ورِيبَةً لا تُفارِقُهُم أَبَدًا، فهم من أعظمِ الناسِ حَيْرَةً وتَرَدُّدًا؛ قال اللهُ تعالى: ﴿فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ﴾ [المنافقون: ٣].

ومِمَّا يُعاقَبُونَ به في الدنيا: أنهم يُعذَّبُونَ بأموالِهم وأولادِهم حتى تَزْهَقَ أنفُسُهم، كما قالَ اللهُ تعالى: ﴿وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ﴾ [التوبة: ٨٥].
ومِمَّا يُعاقَبُونَ به أيضًا: ما يَجْعَلُه اللهُ لهم مِن البَغْضَاءِ في قُلوبِ الناسِ مهما تَوَدَّدُوا إليهم؛ وذلك لأنَّهم طَلَبُوا رِضَا الناسِ بسَخَطِ اللهِ، وآثَرُوا الحياةَ الدنيا على الآخرةِ، واتَّبَعوا ما أسْخَطَ اللهَ وكَرِهوا رِضْوانَه، وأعْرَضُوا عن اتِّباعِ هُدَى اللهِ فعَرَّضوا أنفسَهم لأنواعٍ من الخوفِ والحَزَنِ والضَّلالِ والشَّقَاءِ الذي كَتَبَه اللهُ على مَن أعْرَضَ عن اتِّباعِ هُداهُ.
وقالَ اللهُ تعالى في طائفةٍ منهم: ﴿لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: ١١٠].


وأما في البَرْزخِ: فإنهم إذا فارقوا هذه الحياةَ وأُدْخِلوا في قُبورِهم فإنهم في عذابٍ عظيمٍ وشَقاءٍ دائمٍ وحَسْرةٍ لا تَنْقطِعُ؛ فعن أنسِ بنِ مالكٍ رضِي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إنَّ العبدَ إذا وُضِعَ في قَبْرِه وتَولَّى عنه أصحابُه، وإنه لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعالِهم، أتاهُ مَلَكانِ فيُقْعدانِه فيَقولانِ: ما كُنْتَ تقولُ في الرَّجُلِ؟ لمُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
فأمَّا المُؤمنُ فيَقولُ: أشْهَدُ أنه عبدُ اللهِ ورَسولُه.
فيُقالُ له: انْظُرْ إلى مَقْعَدِكَ من النارِ قد أبْدَلَكَ اللهُ به مَقْعَدًا من الجَنَّةِ فيَرَاهما جَمِيعًا.
وأمَّا المُنافِقُ والكَافِرُ فيُقالُ له: ما كُنْتَ تَقولُ في هذا الرَّجُلِ؟
فيَقُولُ: لا أَدْرِي، كنتُ أَقولُ ما يَقولُ النَّاسُ.
فيُقالُ: لا دَرَيْتَ ولا تَلَيْتَ، ويُضْرَبُ بمَطَارِقَ من حديدٍ ضَرْبةً فيَصِيحُ صَيْحةً يَسْمَعُها مَن يليهِ غيرَ الثَّقَلينِ))مُتَّفقٌ عليه.
معَ ما يُصِيبُهم من العُقوباتِ الخاصَّةِ على بعضِ الذنوبِ، كما صحَّ في السُّنةِ أنَّ الَّذي يَقْرَأ القُرْآنَ ويَرْفُضُهُ ويَنَامُ عن الصَّلاةِ المَكْتوبةِ يُعَذَّبُ في قَبْرِه، وكذلك الزُّناةُ وآكِلُو الرِّبا وأهلُ الغِيبَةِ والنَّميمةِ والكَذِبِ، ومانعو الزَّكاةِ والذين يُفْطِرونَ قبلَ تَحِلَّةِ فِطْرِهم، كلُّ أولئك وَرَدَتْ فيهم أحاديثُ صحيحةٌ بأنهم يُعذَّبُونَ في قُبورِهم، والمنافقون لهم النَّصِيبُ الأَوْفَرُ من هذهِ الأعمالِ.

وأمَّا في الآخرة:فقد دَلَّت الأحاديثُ الصحيحةُ على أنه إذا كانَ يومُ القيامةِ، وجَمَعَ اللهُ الناسَ في مَوْقِفٍ واحدٍ لفَصْلِ القَضاءِ، ثم أَمَرَ بالكُفَّارِ إلى نَارِ جَهَنَّم بَقِيَ المُؤمنونَ والمنافقونَ وغُبَّرُ أهلِ الكتابِ في المَوْقِفِ ((فيُكْشَفُ عن سَاقٍ فلا يَبْقَى أحَدٌ كانَ يَسْجُدُ طَائِعًا في الدنيا إلا أُذِنَ له في السُّجودِ، ولا يَبْقَى أحَدٌ كانَ يَسْجُدُ رِياءً أو نِفاقًا إلا صَارَ ظَهْرُه طَبَقَةً وَاحِدَةً كُلَّما أرادَ أن يَسْجُدَ خَرَّ لِقَفَاهُ)).

وفي الحسابِ يُؤْتَى بالمُنافقِ فيُعَرِّفُه اللهُ نِعَمَهُ عليه، فيَقولُ المُنافِقُ: يا رَبِّ، آمَنْتُ بكَ وبكتابِك وبرُسُلِكَ وصَلَّيْتُ وصُمْتُ وتَصَدَّقْتُ ويُثْنِي على نفسِه بخيرٍ ما استطاعَ.
فيُقالُ له: الآنَ نَبْعَثُ شَاهِدًا عليك.
فيَتَفَكَّرُ في نفسِه مَن ذا الذي يَشْهَدُ عَلَيَّ، فيُخْتَمُ على فِيهِ، ويُقالُ لفَخِذِهِ ولَحْمِهِ وعِظَامِه: انْطِقِي.
فتَنْطِقُ فَخِذُه ولَحْمُه وعِظَامُه بعَمَلِه، وذلكَ لِيَعْذُرَ من نَفْسِه.
قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((وذَلِكَ المُنافِقُ، وذلك الذي يَسْخَطُ اللهُ عليه)).
والحديثُ في صَحِيحِ مُسلمٍ من حديثِ أبي هُرَيرةَ رضِي اللهُ عنه.

فإذا نُصِبَ الصِّراطُ على مَتْنِ جَهَنَّم وأُمِرَ بالعُبورِ عليه، وأُعْطِيَ مَن في المَوْقِفِ نُورًا على قَدْرِ أعمالِهم أُعْطِيَ المُنافِقُونَ نُورًا مِثْلَهم فِتْنَةً لهم؛ حتى إذا كانوا على الصِّراطِ طَفِئَ نورُ المنافقين وتَمَّ نورُ المُؤمِنِينَ، كما قال اللهُ تعالى: ﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (15)[الحديد: ٢–١٥]

وأما عَذَابُهم في نارِ جَهَنَّم فهو العَذابُ المُهِينُ الأليمُ والوبيلُ المُقِيمُ، كَتَبَ اللهُ لهم الدَّرْكَ الأسْفَلَ فيها، فهم مِن أشَدِّ أهلِ النارِ عَذابًا.
قال اللهُ تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا﴾[النساء: ١٤٥].
وهم بسَبَبِ كُفْرِهم الباطِنِ ومُوالاتِهم للكُفَّارِ جَمَعَهم اللهُ بالكافرينَ في نارِ جَهَنَّم كما قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾[النساء: ١٤٠].
وقال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ﴾ [التوبة: ٦٨].

  #13  
قديم 9 شعبان 1433هـ/28-06-2012م, 02:11 PM
الصورة الرمزية محمد بدر الدين سيفي
محمد بدر الدين سيفي محمد بدر الدين سيفي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الجزائر(صانها الله تعالى وسائر بلاد المسلمين)
المشاركات: 1,159
افتراضي

فائدة-14-

3: متى يحكم على العبد بأنه مرتد عن دين الإسلام؟
الجواب/ يحكم على العبد بأنه مرتد عن دين الإسلام إذا ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام سواء بالقول أو الفعل أو الاعتقاد بعد انتفاء الموانع وثبوت الشروط ببلوغ الحجة الرسالية.

  #14  
قديم 26 محرم 1434هـ/9-12-2012م, 08:00 AM
سليمان العماني سليمان العماني غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 76
افتراضي

- الشرك هو: عبادة غير الله تعالى.

- آيات تحذر من الشرك:
• " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ... "
• " إن الشرك لظلم عظيم ".
• " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا " .

- أحاديث في التحذير من الشرك:
• عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الذنب أعظم ؟ قال : " أن تجعل لله ندا وهو خلقك " . متفق عليه.
• عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ، ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار " رواه مسلم .

- النفاق : مخالفة الظاهر للباطن.
- النفاق نوعان:
• نفاق أكبر : إظهار الإسلام وإضمار الكفر و هو مخرج من الملة.
• نفاق أصغر : وهو يكون لدى العبد بعض خصال المنافقين التي لا تخرج من الملة كالكذب في الحديث وإخلاف الوعد وغيرها وهذا النوع غير مخرج من الملة.

- النفاق المخرج من الملة صنفين:
• من لم يسلم على الحقيقة لكنه أظهر الإسلام خديعة ومكرا ليكيد الإسلام وأهله وليأمن على نفسه من القتل والتعزير وإنكار المسلمين عليه وهو في الباطن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر.

• من يرتد بعد إسلامه بارتكابه ما ينقض الإسلام ويخرج من الملة مع إظهاره للإسلام.

- علامات المنافقين:
• اذا أصاب المؤمنين بلاء ومحنة سرهم ذلك وفرحوا به.
• يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف.
• يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين.
• ينفرون من الدعوة إلى الجهاد .

- أعلم الأمة بأحوال المنافقين هو : حذيفة بن اليمان.

- المنافقون متفاوتون في نفاقهم وهم في ذلك على درجتين :
• من هم أشد عداوة للمسلمين .
• مترددون بين الإسلام والنفاق
.
- أعمال المنافقين على صنفين:
• أعمال كفرية:
- من وقع فيها فهو كافر بالله عز وجل خارج من الإسلام وان صلى وصام .
- مثال : تكذيب الله ورسوله ، البعض والسب والاستهزاء بالله وآياته ورسوله .
- وتولي الكافرين ومناصرتهم .
• يسميه بعض أهل العلم ( النفاق الاعتقادي ) : وذلك بسبب انطواء القلب على الكفر .

• أعمال وخصال ذميمة:
- غير مكفرة لذاتها لكنها لا تجتمع إلا في المنافق الخالص.

- آية المنافق ثلاث:
1. إذا حدث كذب.
2. إذا وعد أخلف.
3. إذا اؤتمن خان .

- قال حذيفة بن اليمان:
• قلب مصفح فذلك قلب المنافق .
• قلب أغلف فذلك قلب الكافر.
• قلب أجرد كأن فيه سراجا يزهر فذلك قلب المؤمن.
• قلب فيه نفاق وإيمان فمثله مثل قرحة يمدها قيح ودم ومثله مثل شجرة يسقيها ماء خبيث وطيب فأيهما غلب عليها غلب.

- المنافق اذا تاب وأخلص العمل تاب الله عليه : ( ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار . الا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما ) .

- أسباب تخلص المؤمن من النفاق:
• التوبة والاستغفار.
• الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
• التواصي بالحق.
• التواصي بالصبر.
• إقامة الصلاة.
• إيتاء الزكاة.
• الإنفاق في سبيل الله.

- عقوبة المنافقين في الدنيا :
1. يطبع الله على قلوبهم.
2. يحرمهم الله من الفقه والعلم والهدى.
3. من أعظم الناس حيرة وترددا .
4. يعذبون بأموالهم وأنفسهم حتى تزهق أنفسهم.
5. يجعل الله لهم البغضاء في قلوب الناس.
6. عقوبات خاصة حسب أعمالهم ليكون الجزاء من جنس العمل.

- عقوبة المنافق في البرزخ:
1. عذاب عظيم .
2. شقاء.
3. حسرة لا تنقطع.
4. عقوبات خاصة حسب أعمالهم كمن ينام عن الصلاة المكتوبة وآكل الربا وصاحب الغيبة والنميمة.

- عقوبة المنافق في الاخرة:
• في الدرك الأسفل في نار جهنم.
- نواقض الاسلام:
- الالحاد: ومن صوره :
• نسبة الخلق الى الطبيعة.
• اعتقاد قدم العالم وأن من المخلوقات ما لا أول له في الأزل.

- الشرك الأكبر: وهو اتخاذ ندا لله عز وجل وأنواعه:
1. الشرك في العبادة: ومن صوره:
• دعاء الأوثان والأولياء وطلب الشفاعة منهم .
• الذبح لغير الله كما يفعله بعض السحرة ومن يأتيهم.

2. الشرك في الربوبية: من صوره :
• اعتقاد بعض المشركين في آلهتهم أن لها تصرفا في الكون وأنها تعلم الغيب .
• اعتقاد المجوس أن للكون خالقين : النور والظلمة.
• اعتقاد بعض غلاة الصوفية والشيعة أن بعض معظميهم يعلمون الغيب .
• الحكم بغير ما أنزل الله .

3. الشرك في الطاعة: ومن صورة :
• التحاكم إلى الطواغيت .
• طاعة علماء السور والحكام الطواغيت في تحليل الحرام البين حكمه في الشريعة وتحريم الحلال البين حكمه في الشريعة.

- ادعاء بعض خصائص الله في ربوبيته وأسمائه وصفاته: من صوره :
• دعوة بعض الطواغيت إلى عبادة أنفسهم.
• ادعاء علم الغيب .
• ادعاء القدرة على إحياء الموتى .


- ادعاء النبوة.

- تكذيب الله عز وجل وتكذيب رسوله ومن صوره:
• جحد ما هو معلوم من دين الاسلام بالضرورة كجحد الصلاة أو الزكاة.
• إنكار شيء من أسماء الله وصفاته .
• إنكار شيء من القرآن الكريم.
• إنكار البعث والجزاء.

- الشك: ومن صوره:
• الشك بكفر من لا يدين بدين الإسلام.
• الشك في أمر البعث بعد الموت.
• الشك في ثبوت القرآن الكريم وحفظه من التحريف والتبديل.
- بغض الله ورسوله وبغض دين الإسلام ومما يلحق به:
• سب الله ورسوله وسب دين الإسلام والانتقاص من الذات المقدسة.
• بغض الصحابة رضي الله عنهم وتكفيرهم.
• بغض أئمة الدين ورواة الأحاديث الصحيحة وحملة الشريعة على وجه العموم وتكذيبهم.

- الاستهزاء بالله وآياته ورسوله ومما يلحق به:
• امتهان المصحف.
• الاستخفاف بأي شعيرة من شعائر الإسلام.
- اتخاذ الكفار أولياء من دون المؤمنين وهو يشمل على امرين اثنين:
1. محبتهم في دينهم وموافقتهم عليه والرضا به.
2. مناصرة الكفار على المسلمين.

- ومن صور هذا الناقض:
• التجسس على المسلمين لصالح الكفار .
• تهنئة الكفار بأعيادهم الوثنية والكفرية رضا بما يصنعون من الشرك والكفر بالله .
• بناء المعابد التي يعبد فيها غير الله تعالى والكنائس والأضرحة والبيع والمشاهد التي يدعى فيها غير الله تعالى .

- التولي والإعراض ومن صور هذا الناقض:
• أن يرى أن طاعة الله وطاعة رسوله لا تلزمه ولا يجب عليه امتثال أمر الله ولا أمر رسوله .
• أن يعرض عن أمر الله تعالى وأمر رسوله فلا يتفقه في الدين ولا يسأل عما يجب عليه من طاعة الله وطاعة رسوله.
• ترك الصلاة.

- درجات نواقض الاسلام:
• الكفر البواح: وهو الذي لا يقع في كفر صاحبه لبس ولا اشتباه ولا يحتمل أن يكون له عذر يعذر به من جهل أو تأويل أو اكراه .
- من أمثلة ذلك : من ينتسب الى غير الاسلام ، من يعبد غير الله ، ومن يسب الله ورسوله.
- مصيرهم : نار جهنم خالدين فيها أبدا ودليل ذلك: ( ما كان للنبي والذين ءامنوا أن يستغفروا للمشركين لو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ) .
• ما ليس بكفر بواح وهو على نوعين:
1. ما يحتمل أن يكون لصاحبه ما يعذر به من اكراه أو ذهاب عقل أو شبهه من تأويل أو جهل يعذر به ويحتاج معه الى اقامة الحجة عليه فاذا بلغته الحجة وعرف معناها وأصر بعد ما تبين له الحق حكم بكفره واذا بقيت الشبهه لديه لم يحكم بكفره.
2. أن يكون الناقض من النواقض المختلف فيها ، ويقع للناظر في ذلك شيء من اللبس وعدم الترجيح.

- بعض النواقض التي اختلف فيها أهل العلم:
• ترك الصلاة تهاونا وكسلا من غير جحد لوجوبها ولا استكبارا عن أدائها : والصحيح أن من تركها مطلقا فهو كافر ، ومن كان يصلي أحيانا ويترك أحيانا فهو فاسق متوعد بالعذاب الشديد ان لم يتب.

- اختلف أهل العلم في تارك الصلاة الى قولين:
1. أنه يكفر بترك صلاة واحدة.
2. أنه لا يكفر وان تركها مطلقا .

• السحر والخلاف في مسألة السحر كالتالي:
1. السحر لا يتحقق الا بالكفر والشرك الأكبر من الاستغاثة بالشياطين والتقرب لهم بالذبائح والنذر وامتهان ما أمر الله بتعظيمه ولا خلاف بين أهل العلم في كفر من يفعل هذه الأشياء .
2. بعض أهل العلم لا يكفرون الساحر مطلقا حتى يستفسرون عن سحره فان كان سحره بالاستغاثة بالشياطين والتقرب إليهم حكم بكفره وان كان بغير ذلك حكموا بتعزيره بما يزجره عن ذلك ولم يكفروه لأن بعض السحرة يستخدم الحيل السحرية بتناول بعض العقاقير أو نحوها .

• ترك الزكاة والصيام والحج والخلاف كالتالي:
1. بعضهم يرى كفره وان كان غير جاحد لوجوبها .
2. الصحيح أنه يكفر اذا جحد وجوب هذه الفرائض .

- أعمال تخرج من الملة لما فيها من أكثر من ناقض:
• كافر بسبب حكمه بغير ما أنزل الله وجعل نفسه شريكا لله في حكمه.
• كافر بسبب استحلاله محرما معلوم التحريم بالضرورة من دين الإسلام.
• كافر بسبب تكذيبه لله ولرسوله بتفضيله حكم الطاغوت على حكم الله عز وجل.

- أنواع الكفر:
1. كفر ظاهر .
2. كفر باطن : وهو ما يتعلق به حال العبد فيما بينه وبين الله فقد يكون كافرا في الباطن بارتكابه ما ينقض الاسلام وهو فيما يرى الناس مظهر للاسلام فهذا يكون منافقا ويعامل معاملة المسلمين في الظاهر وهو في الآخرة في نار جهنم خالدا فيها .


- لا يجوز تكفير من لم يتبين كفره : لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما فان كان كما قال والا رجعت عليه ) متفق عليه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
- المرتد اذا مات لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين ولا يورث ماله ولا يدعى له بعد موته : وحكمه يقتل لحديث : ( من بدل دينه فاقتلوه ) . رواه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما .

  #15  
قديم 11 ربيع الأول 1434هـ/22-01-2013م, 07:17 PM
مراد أبو قتادة مراد أبو قتادة غير متواجد حالياً
دورة أنواع التلخيص
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 53
افتراضي

الدرس التاسع على شكل خرائط ذهنية في المرفقات

الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf النفاق 1.pdf‏ (82.9 كيلوبايت, المشاهدات 4)
  #16  
قديم 11 ربيع الأول 1434هـ/22-01-2013م, 07:27 PM
مراد أبو قتادة مراد أبو قتادة غير متواجد حالياً
دورة أنواع التلخيص
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 53
افتراضي

الدرس العاشر على شكل خرائط ذهنية في المرفقات

الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf النفاق 2.pdf‏ (75.4 كيلوبايت, المشاهدات 6)
  #17  
قديم 18 جمادى الأولى 1434هـ/29-03-2013م, 04:01 PM
إيمان إيمان غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 20
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الدرس التاسع:
· النفاق هو: مخالفة الظاهر للباطن
· النفاق على قسمين: نفاق أكبر مخرج عن ملة الإسلام، ونفاق أصغر لا يخرج من الملة.
النفاق الأكبر هو إظهار الإسلام وإضمار الكفر.
النفاق الأصغر فهو أن يكون لدى العبد بعض خصال المنافقين التي لا تخرج من الملة لذاتها كالكذب في الحديث وإخلاف الوعد وخيانة الأمانة والفجور في الخصومة والغدر بالعهد؛ وهذه الخصال سميت نفاقا لما فيها من مخادعة ومخالفة ظاهر الشخص لباطنه.
· أصحاب النفاق الأكبر المخرج من الملة على صنفين: الصنف الأول: من لم يسلم على الحقيقة، وإنما أظهر الإسلام خديعة ومكرا ليكيد الإسلام وأهله، وليأمن على نفسه من القتل والتعزير وإنكار المسلمين عليه، وهو في الباطن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر. الصنف الثاني: من يرتد بعد إسلامه بارتكابه ما ينقض الإسلام ويخرج من الملة مع إظهاره للإسلام، ومنهم من يعلم بكفره وانسلاخه من الدين، ومنهم من يحسب أنه يحسن صنعا.
· والمنافقون من الصنفين متفاوتون في نفاقهم فبعضهم أعظم نفاقا وكفرا من بعض فمنهم الماردون على النفاق، وهم شديدو العداوة والكيد للإسلام والمسلمين، الذين يتربصون بالمسلمين الدوائر، ومن المنافقين من هو متردد بين الإسلام والكفر، فتارة يعمل أعمال المسلمين ظاهرا وباطنا، وتارة يرتكب ما يخرج به من دين الإسلام.
الدرس العاشر:
· سبيل السلامة والبراءة من النفاق هو اتباع هدى الله جل وعلا.
· أن المنافقين إنما خسروا الخسران العظيم بسبب إعراضهم عن هدى الله، فإنهم خسروا رضوان الله عز وجل وفضله ورحمته وثوابه العظيم.
· أعمال المنافقين على صنفين: الصنف الأول أعمال كفرية من وقع فيها فهو كافر بالله جل وعلا، خارج من دين الإسلام، وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم، و الصنف الثاني أعمال وخصال ذميمة، وهي وإن لم تكن مكفرة لذاتها إلا أنها لا تجتمع إلا في المنافق الخالص، وعلى المؤمن أن يحذر منها لئلا تكون فيه خصلة من خصال النفاق.
· النفاق الأكبر لا يجتمع مع الإيمان، بل صاحبه كافر بالله جل وعلا، وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم.
· قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه :القلوب أربعة قلب مصفح فذلك قلب المنافق، وقلب أغلف فذاك قلب الكافر، وقلب أجرد كأن فيه سراجا يزهر فذلك قلب المؤمن، وقلب فيه نفاق وإيمان؛ فمثله مثل قرحة يمدها قيح ودم، ومثله مثل شجرة يسقيها ماء خبيث وطيب؛ فأيهما غلب عليها غلب.
· المسلم قد يكون لديه نفاق يكثر ويقل بحسب مبلغ إيمانه وطاعته لله جل وعلا؛ فمنهم من يكون فيه شوائب من نفاق فتقع منه الكذبة والكذبتان ويقع منه إخلاف الوعد أحيانا ونحو ذلك.
· إذا تاب المنافق قبل موته وأصلح عمله واعتصم بالله وأخلص دينه لله عز وجل فتوبته صحيحة مقبولة.
· يجب على المؤمنين أن يعملوا بما ينجيهم من خصال النفاق وأعمال المنافقين، ومن ذلك تكرار التوبة والاستغفار، ورعاية حدود الله، وتعظيم أوامره، والبراءة من الشرك وأهله، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، والنصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم.
الدرس الحادي عشر:
· جعل الله تعالى عقوبة المنافقين من أشنع العقوبات في الدنيا والآخرة جزاء وفاقا لأعمالهم: فأما في الدنيا فإنهم يعاقبون بالطبع على قلوبهم وحرمانهم من الفقه والعلم والهدى، ويعقبهم الله في قلوبهم شكا وريبة لا تفارقهم أبدا، فهم من أعظم الناس حيرة وترددا؛ وأما في البرزخ: فإنهم إذا فارقوا هذه الحياة وأدخلوا في قبورهم فإنهم في عذاب عظيم وشقاء دائم وحسرة لا تنقطع؛ وأما في الآخرة: فقد دلت الأحاديث الصحيحة على أنه إذا كان يوم القيامة، وجمع الله الناس في موقف واحد لفصل القضاء، ثم أمر بالكفار إلى نار جهنم بقي المؤمنون والمنافقون وغبر أهل الكتاب في الموقف فيكشف عن ساق فلا يبقى أحد كان يسجد طائعا في الدنيا إلا أذن له في السجود، ولا يبقى أحد كان يسجد رياء أو نفاقا إلا صار ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خر لقفاه.


الدرس الثاني عشر:
· نواقض الإسلام:
§ الناقض الأول: الإلحاد، وهو إنكار وجود الله تعالى
§ الناقض الثاني: الشرك الأكبر، وهو اتخاذ ند لله جل وعلا.
§ الناقض الثالث: ادعاء بعضخصائص الله في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه وصفاته.
§ الناقض الرابع: ادعاء النبوة ، دعوى النبوة كفر بإجماع العلماء.
§ الناقض الخامس: تكذيب الله عز وجل وتكذيب رسوله صلى الله عليه وسلم.
§ الناقض السادس: الشك، الشك مناف للتصديق الواجب، فمن شك في صدق خبر الله عز وجل وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم فهو كافر غير مؤمن، والتكذيب والشك منافيان للتصديق الواجب.
§ الناقض السابع: بغض الله ورسوله، وبغض دين الإسلام، البغض مناف للمحبة الواجبة؛ فمن أبغض الله ورسوله أو أبغض دين الإسلام فهو كافر خارج من الملة.
§ الناقض الثامن: الاستهزاء بالله وآياته ورسوله، وهو كفر لمنافاته المحبة الواجبة والتعظيم الواجب.
§ الناقض التاسع: اتخاذ الكفار أولياء من دون المؤمنين، وهو يشمل أمرين: محبتهم في دينهم وموافقتهم عليه والرضا به، مناصرة الكفار على المسلمين.
§ الناقض العاشر: التولي والإعراض، من تولى عن طاعة الله ورسوله فهو غير مسلم؛ لأنه غير منقاد لدين الله تعالى؛ فهو لا يمتثل الواجبات ولا يمتنع عن المحرمات إلا ما وافق هواه.
· النواقض على درجتين: الدرجة الأولى: الكفر البواح، وهو الذي لا يقع في كفر صاحبه لبس ولا اشتباه ولا يحتمل أن يكون له عذر يعذر به من جهل أو تأويل أو إكراه. الدرجة الثانية: ما ليس بكفر بواح، وهو على نوعين النوع الأول: ما يحتمل أن يكون لصاحبه ما يعذر به من إكراه أو ذهاب عقل أو شبهة من تأويل أو جهل يعذر به ويحتاج معه إلى إقامة الحجة عليه، النوع الثاني: أن يكون الناقض من النواقض المختلف فيها، ويقع للناظر في ذلك شيء من اللبس وعدم الترجيح.
· الكفر كفران؛ كفر ظاهر، وكفر باطن، فأما الكفر الباطن فهو ما يتعلق به حال العبد فيما بينه وبين الله؛ فقد يكون كافرا في الباطن بارتكابه ما ينقض الإسلام، وهو فيما يرى الناس مظهر للإسلام؛ وحينئذ يكون منافقا يعامل معاملة المسلمين في الظاهر، وهو في الآخرة مع الكفار في نار جهنم خالدا فيها.
· أجمع أهل العلم على وجوب قتل المرتد ، ومن مات مرتدا فلا يغسل، ولا يكفن، ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يورث ماله، ولا يدعى له بعد موته.



  #18  
قديم 19 جمادى الآخرة 1434هـ/29-04-2013م, 03:38 AM
الصورة الرمزية ابو البراء محمد امريكي
ابو البراء محمد امريكي ابو البراء محمد امريكي غير متواجد حالياً
المستوى الأول - الدورة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: usa
المشاركات: 88
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

معالم الدين
تأليف عبد العزيز بن داخل المطيري
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
المختصر و المذاكرة من ابي البراء محمد عبد الله بن الايل بن الايل آل ألِسْتِر
من الدرس التاسع الى آخر معالم الدين









الدرس التاسع - التحذير من النفاق 1-3

النفاق هو: مخالفة الظاهر للباطن, و هو على قسمين:
• نفاق الأكبر مخرج عن ملة الإسلام.
• و نفاق أصغر لا يخرج من الملة.
 اما النفاق الأكبر فهو إظهارُ الإسلام و إضمار الكفر.
 و اما النفاق الأصغر فهو أن يكون لدى العبد بعض خصال المنافقين التي لا تخرجُ من الملة الذاتها مثل:
 الكذب في الحديث
 اخلاف الوعد
 خيانة الأمانة
 الفجور في الخصومة
 الغدر بالعهد
هذه الخصال سميت نفاق لما فيها من مخادعة و مخالفة ظاهر الشخص لباطنه.

اصحاب النفاق الأكبر المخرج من الملة على صنفين:
1. الصنف الأول:
من لم يسكم على الحقيقة انما اظهر الإسلام خديعة و مكرًا ليكيد الإسلام و اهله و ليأمن لى نفسه من القتل و التعزير و انكار المسلمين عليه و هو في الباطن لا يؤمن بالله و لا باليوم الآخر.
2. الصنف الثاني:
من يرتد بعد إسلامه بارتكابه ما ينقض الإسلام و يخرج من الملة من إظهاره للإسلام و منهم من يعلم بكفرهِ و انسلاخه من الدين و منهم من يحسب أنه يحسن صنعًا.
يكثر في اهل هذا الصنف:
• التردد
• التذبذب
• الشك
لأنهم يعملون ببعض أعمال المسلمين و يقعون في أعمال الكفر و التكذيب.
الأدلة العقلية:
• و قوعهم في أعمال الكفر بالله و برسوله مانع من قبول أعمالهم فإن اللهَ تعالى لا يقبل من كافر عملاً.
• و كسلهم عند القيام للصلاة و كراهتهم للإنفاق في سبيل اللهِ دليلٌ على انهم لم يصدقوا بوعد اللهِ و لم يجوا لقاءه.
• و قلة ذكرهم لله سببه أنهم يذكرون اللهَ بأسلسنتهم رياءً و نفاقًا و قلوبهم غير محبة لدين اللهِ تعالى فهم بذلك مذبذبون مترددون ليسوا كالكفّار ظاهرًا و باطنًا و لا من المؤمن ظاهرًا و باطنًا.
• يجب على المؤمن أن يحذر من كيدهم و مكرهم و يحذر من الغترار بما يزينون من:
 اعمال الكفر
 الفسوق
 العصيان
و يحذر من :
• التخلق بأخلاقهم و الاتصاف بصفاتهم.
الأدلة النقلية:
• ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾[البقرة: 8–9].
• ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [المنافقون: 1–2].
• ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا﴾ [النساء: 142–143].
• وقال تعالى: ﴿وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ﴾ [التوبة: 54].
• قال ابنُ كثيرٍ: (ومنهم مَن يَعْتريهِ الشكُّ، فتَارَةً يَمِيلُ إلى هؤلاءِ، وتَارَةً يَمِيلُ إلى أولئكَ ﴿كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا﴾ [البقرة: 20]، الآية) ا.هـ.
قال عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رضِي الله عنهما سَمِعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: ((مَثَلُ المُنافِقِ كمَثَلِ الشَّاةِ العَائِرَةِ بينَ الغَنَمَيْنِ تَعِيرُ إلى هذه مَرَّةً وإلى هذه مَرَّةً)). رواه مسلمٌ وفي روايةٍ في مُسندِ الإمامِ أحمدَ: ((تَعِيرُ إلى هذهِ مَرَّةً وإلى هذه مَرَّةً، لا تَدْرِي أهذه تَتَّبِعُ أم هذه؟!)).
• ﴿هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ﴾ [المنافقون: 4].
و المنافقون من الصنفين متفاوتون في نفاقِهم فبعضهم أعظم نفاقًا و كفرًا من بعض:
• فمنهم الماردون على النفاق
• وهم شديد
• والعداوة
• و الكيد للإسلام
• و المسلمين
• الذين يتربصون بالمسلمين الدوائر
• و يسعون للفتنة بينهم
• و توهينهم
• و تهويل شأن الكفر
• و تمكينهم
• فلذلك يبثون الشائعات
• و الأكاذيب
• و الأراجيف
• و يثيرون الشبهات
• و يزينون الشهوات
• و يشيعون الفواحش
• و يؤذون المسلمين في انفسهم
• و اعراضهم بطرق ماكرة
• و مكائد دنيئة
• و يسعون للتضييق عليهم في أمور دينهم و دنياهم بما يستطيعون

الأدلة العقلية:
 ~ و ينفرون من الدعوة إلى الله و الجهاد في سبيله و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و يسمون ما يقومون به من الفساد و الإفساد اصلاحًا و يصفون المؤمنين بالسفه و الجثل و قلة المعرفة.
 ~ و ينفرون من تحطيم الشريعة و يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت و يبغضون المجاهدين في سبيل الله و من ينصر الإسلام و المسلمين.
 ~ مِم علامات هؤلاء أنهم إذا أصاب المؤمن بلاء و محنة سرهم ذلك و فرحوا به و شمتوا بالمؤمنين و إذا أصاب المؤمنين خير و نصرً و رفعة ساءهم ذلك. ولذلك كان من أعظم صفاتهم و ألصقها بهم أنهم يتخذون الكفرين أولياءَ من دون المؤمنين و يفضون إليهم بعورات المسلمين و يحرضونهم لى حبرهم و التسلط عليهم و يستنصرون بهم على ذلك.
 ~ من المنافقين من هو متردّد بين الإسلام و الكفر فتارة يعمل أعمال المسلمين ظاهرًا و باطنًا و تارةً يرتكب ما يخرج به من دين الإسلام فهو متذبذب متردّد لم يخلص دينه و لا يثبت قدمه في الإسلام و لم يصدّق بوعد الله.
 ~ هؤلاءيبين الابتلاء حالهم و يكشف عوارهم و نفاقهم و يعافبون بالطبع على قلوبهم و بالريبة ومع:
 الربية
 الشك
 التردد في احوالهم
 أعمالهم
 ذلك لأنهم عرفوا الحق فلم يتبعوه
 وعظمهم الله فلم يستجيبوا لمواعظه
 لا يتبعوا هداه
 لا يكن لجيهم يقينٌ بصدق وعد الله رسوله
 غلب قلوبهم التعامي عن هدى الله
 ايثار الحياة الدنيا
 اتباع ما تهوى الأنفس.
 ~ اهل هذا الصنف من المنافقين يقعون في أعمال كفرية مخرجة عن الملة كموالاة الكفار في:
 الفتن
 الشداد
 الاستهزاء بالدين
 سب الله و رسوله
 النفور من تحكيم الشريعة
 إرادة تحكيم الطاغوت
 التكذيب بوعدِالله
 نحو ذلك من الأعمال و الأقوال و الاعتقادات التي يخرج صاحبها من ملة الإسلام.
الأدلة النقلية:
• ﴿بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139) وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140) الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141)﴾ [النساء: 138–141].
• : ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ﴾ [المنافقون: 3].
• : ﴿إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا (137) بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ [النساء: 137–138].
• ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ﴾ [التوبة: 74]
• قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((آيةُ الإيمانِ حُبُّ الأنصارِ، وآيةُ النِّفاقِ بُغْضُ الأنصارِ)) متفق عليه من حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ رضِي الله عنه.
• وقال حُذيفةُ بنُ اليَمَانِ رضِي الله عنه: (إنْ كانَ الرجُلُ لَيَتكَلَّمُ بالكلمةِ على عهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيَصِيرُ مُنافِقًا، وإنِّي لأَسْمَعُها من أَحَدِكم في المَقْعَدِ الوَاحِدِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ.
لَتَأمُرُنَّ بالمعروفِ ولَتَنْهَوُنَّ عن المُنْكَرِ، ولَتَحَاضُنَّ على الخيرِ، أو لَيُسْحِتَنَّكُمُ اللهُ جميعًا بعذابٍ، أو لَيُؤَمِّرَنَّ عليكم شِرارَكم، ثم يَدْعو خِيارُكم فلا يُسْتجابُ لكم). رواه أحمدُ وابنُ أبي شَيْبَةَ.
• عن أبي هُريرةَ رضِي اللهُ عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوَانِ اللهِ لا يُلْقِي لها بَالاً يَرْفَعُهُ اللهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العبدَ لَيَتكَلَّمُ بالكلمةِ من سَخَطِ اللهِ لا يُلْقِي لها بَالاً يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ)). رواه البخاريُّ.
• وعن عَلْقمةَ بنِ وَقَّاصٍ الليثيِّ عن بِلالِ بنِ الحارِثِ المُزنِيِّ رضِي الله عنه أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ الرَّجُلَ لَيتكَلَّمُ بالكلمةِ من رِضْوانِ اللهِ ما كانَ يَظُنُّ أن تَبْلُغَ ما بَلَغَتْ، يَكْتُبُ اللهُ له بها رِضْوَانَهُ إلى يومِ يَلْقَاهُ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بالكلمةِ مِن سَخَطِ اللهِ ما كانَ يَظُنُّ أنْ تَبْلُغَ ما بَلَغَتْ، يَكْتُبُ اللهُ له بها سَخَطَهُ إلى يومِ يَلْقَاهُ)). رواه مالكٌ في المُوَطَّإِ، وأحمدُ في مُسْندِه، وزادَ: (فكانَ عَلْقَمَةُ يَقولُ: كَمْ مِن كَلامٍ مَنَعَنِيهِ حَدِيثُ بِلالِ بنِ الحَارِثِ).
• ورَوَى البَيْهقِيُّ عن مُحمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ بنِ وَقَّاصٍ أنه قال: كانَ رَجُلٌ بَطَّالٌ يدخُلُ على الأُمراءِ فيُضْحِكُهم، فقال له جَدِّي: (وَيْحَكَ يا فُلانُ، لِمَ تَدْخُلُ على هؤلاءِ فتُضْحِكُهم؟! فإني سَمِعتُ بلالَ بنَ الحارِثِ المُزنِيَّ صَاحِبَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحدِّثُ...) فذكَرَ الحديثَ.
• في الصحيحين من حديثِ أبي هُريرةَ رضِي الله عنه أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: ((بَادِرُوا بالأعمالِ فِتَنًا كقِطَعِ الليلِ المُظْلمِ، يُصبِحُ الرَّجُلُ مُؤمِنًا ويُمْسِي كَافِرًا، ويُمْسِي مُؤْمِنًا ويُصْبِحُ كافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ من الدُّنْيَا)).
• قال البخاريُّ في صحيحِه: (قال ابنُ أبي مُلَيْكَةَ: أدْرَكْتُ ثَلاثِينَ من أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم كلُّهم يَخافُ النِّفاقَ على نَفْسِه، ما منهم أَحَدٌ يَقولُ إنَّه على إيمانِ جِبْريلَ ومِيكائِيلَ.
ويُذْكَرُ عن الحَسَنِ: ما خَافَهُ إلا مُؤمِنٌ، ولا أَمِنَهُ إلا مُنافِقٌ).
قال زَيْدُ بنُ وَهْبٍ: (ماتَ رَجُلٌ من المُنافِقِينَ فلم يُصَلِّ عليه حُذَيفةُ، فقال له عُمَرُ: أَمِنَ القَوْمِ هو؟
قال: نعم.
فقال له عُمَرُ: باللهِ منهم أنا؟
قال: لا، ولن أُخْبِرَ به أحَدًا بَعْدَكَ). رواه ابن أبي شيبة.






الدرس العاشر: التَّحذيرُ من النِّفاقِ (2/3)


سبيل السلامة و البراء من النفاق هو أتّباع هدى اللهِ جلّ و علا.
بهذا تعلم أن المنافقين إنما خسروا الخسران العظيم بسبب إعراضهم عن هدى الله فأنهم خسروا رضوان اللهِ عزّ و جلّ و فضله و رحمته و ثوابه العظيم و مرافقة الأنبياء و الصديقين و الشهداء و الصاحين و وقعوا في شرِّ اعمالهم من :
• تكذيب اللهِ و رسولهِ
• و سوء ظنهم بالله
• و اتباعهم لما يسخطه الله
• و كراهيتهم لما يحبه و يرضاه
• و سعيهم في ماربة دين الله بأقوالهم و أعمالهم
• و تولّيهم للكافرين من أهل الكتاب و المشركين
وهم بسبب مخالفة ظواهرهم لبواطنهم وقعوا في أعمالٍ قبيحة ذميمة من الكذب و الغدر و الخيانة و الفجور و إخلاف الوعدِ و كانت هذه من أخلاقهم التي يعرفون بها.
الادلة النقلية:
• ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70)﴾[النساء: 66–70].
• ﴿وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [الفتح: 6].
• ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ [محمد: 28]
و اعمال المنافقين لى صنفين:

الصنف الأول: اعمالٌ كفريةُ من وقع فيها فهو كافر باللهِ جل و علا و خارج من دين الإسلام و إن صلى و صام و زعم انه مسلم.
و ذلك مِثل:
• تكذيب اللهِ و رسولِهِ
• و البغض
• و السب
• و الأستزاء بالله و آياته و رسوله
• و تولي الكافرين و مناصرتهم على المسلمين
فهذه الأعمال و نحوها هي من نواقض الإسلام فهم وقع فيها فهو غير مؤمن بالله جل و علا بل هو كافر خارج من دين الإسلام فإن كان يظهر الإسلام فه منافق النقاق الأكبرَ. وذا الصنف يسميه بعض أهل العلم النفاق الاعتقادي.



الصنف الثاني: اعمال و خصال ذميمة و هي و عن لم تكن مكفّرةً لذاتها إلا أنّنا لا تجتمع إلا في المنافق الخالصو على المؤمن أن نحذرَمنها لئلا تكون فيه خصلة من خصال النفاق. بيّنها النبي صلى الله عليه و سلم بقوله: آية المنافق ثلاث:
1. إذا حدّث كَذَبَ
2. و إذا وعد أخلف
3. و إذا اؤتمن خان"
متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
و في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:
قال رسول اللهِ صلى الله عليه و سلم:
أربعٌ من كنّ فيه كان منافقًا خالصًا و من كانت فيه خلةٌ منهن كانت فيه خلةٌ من نفاقْ حتى يدعها:
1. إذا حدّث كذب
2. و إذا عاهد غدر
3. و إذا وعد أخلف
4. و إذا خاصم فجر
الأدلة العقلية:
الذي يكون من شاْنه إنه إذا حدّث كذب و إذا وعد أخلف و إذا اؤتمن خان فهو منافق خالص و <اذا>غير الغائية تدل على التكرار و الكثرة و هذا يخرج من يقع منه شيءٌ من ذلك على وجه القلة و الندرة فيكون قد أذنب ذننبًا و أتى عملاً من أعمال المنافقين لكنه لا يصير بذلك منافقًا أو صاحب خصلة منن خصال النفاق حتى يكون ذلك من شأنه الذي يعتاده أو يعرف عنه.

في من يكون في قلبه إيمانٌ و نفاقٌ
أما النفاق الأكبر فإنه لا يجتمع مع الأيمان بل صاحبه كافر بالله جل و علا و إن صلّى و صام و زعم أنه مسلم, لأن الكفر محبط لجميع العمل.
و أما النفاق الأصغر الذي لا يخرج من الملة فقد يكون في قلب المسلم بعض خصاله كا دلّ عليه حديث عبد الله عمرو بن العاصِ المتقدم.
الأدلة النقلية الآية و الاحادث:
• ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [المائدة: 5].
• وفي صَحيحِ مُسلمٍ من حديثِ أَبي هُريرةَ رضِي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن ماتَ ولَم يَغْزُ، ولَمْ يُحدِّثْ نفسَهُ بالغَزْوِ ماتَ على شُعبةٍ مِنَ النفاقِ)) رواه مسلمٌ.
• وقال حُذيفةُ بنُ اليَمَانِ رضِي الله عنه: (القُلوبُ أربعةٌ:
– قَلْبٌ مُصْفَحٌ فذلك قَلْبُ المنافقِ.
– وقَلْبٌ أَغْلَفُ فذاك قلبُ الكافرِ.
– وقَلْبٌ أجْرَدُ كأنَّ فيه سِراجًا يُزهِرُ فذلك قَلْبُ المؤمنِ.
–وقَلْبٌ فيه نِفاقٌ وإيمانٌ؛ فمَثَلُه مَثَلُ قَرْحةٍ يَمُدُّها قَيْحٌ وَدَمٌ، ومَثَلُه مَثَلُ شَجَرةٍ يَسْقِيها ماءٌ خَبِيثٌ وطَيِّبٌ؛ فأيُّهما غَلَبَ عليها غَلَبَ). رواه ابن أبي شيبة في المصنَّفِ وفي كتابِ الإيمانِ وقد صَحَّحَهُ الألبانيُّ، وأُعِلَّ بالانقطاعِ، ومعناه صحيح.
• وقال عَلِيُّ بنُ أبي طَالِبٍ رضِيَ اللهُ عنهُ: (الإيمانُ يَبْدَأُ لُمْظَةً بيضاءَ في القلبِ، كُلَّما ازدادَ الإيمانُ ازدادت بَياضًا حتى يَبْيَضَّ القلبُ كلُّه، وإن النِّفاقَ يَبْدَأُ لُمْظَةً سوداءَ في القلبِ فكلما ازدادَ النفاقُ ازدادت حتى يَسْوَدَّ القلبُ كلُّه). رواه ابنُ أبي شَيْبةَ في كتابِ الإيمانِ، والبيهقيُّ في شُعب الإيمانِ.
والُّلمْظَةُ هي كالنُّقْطةِ الصغيرةِ.
• في صحيحِ مسلمٍ من حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ رضِي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تلكَ صلاةُ المنافقِ، يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشمسَ حتى إذا كانتْ بينَ قَرْنَي الشيطانِ قامَ فنَقَرَهَا أَربعًا لا يذكُرُ اللهَ فيها إِلا قليلاً)). رواه مسلمٌ
• قد صَحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قالَ: ((يَدْخُلُ أهلُ الجنةِ الجنةَ، وأهلُ النَّارِ النَّارَ، ثم يقولُ اللهُ تعالى: أَخْرِجوا مَن كانَ في قلبِه مِثْقالُ حَبَّةٍ مِن خَرْدَلٍ من إيمانٍ؛ فيُخْرَجونَ منها قد اسْوَدُّوا؛ فيُلْقَونَ في نَهَرِ الحَياةِ؛ فيَنْبُتونَ كمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ في جانبِ السَّيْلِ، ألَمْ تَرَ أنَّهَا تَخْرُجُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً؟)) رواه البخاريُّ من حديثِ أبي سَعِيدٍ الخُدْريِّ رضِي الله عنه.

الأدلة العقلية:
المقصود أنّ المسلم قد يكون لديه نفاق يكثر و يقلّ بحسبِ مبلغ أيمانه و طاعته لله جل و علا فمنهم من يكون فيه شوائب من نفاق فتقع منه الكذبة و الكذبتان و يقع منه إخلاف الوعد أخيانًا و نحو ذلك. و منهم من يكثر منه الوقوع في هذه الأعمال مع قلة ذكر الله و كثرة تجاوز حدود الله بانتهاك الحرمات و التفريط في الواجبات على الشهوات و الاغترار بالشبهات فيكون في قلبه نفاق كثير و إيمان قليل حتى أن من المسلمين من لا يكاد يصلّي إلا على عجلة مع تأخيره للصلاة إلى وقت الكراهة و إساءته في أدائها.
و يكثر في أهل هذا الصنف الوقوع في الرياء الأصغر و التسميع و ما يحبط بعض الأعمال كالمنّ و الإيذاء في النفقة و طلب الدنيا بعمل الآخرة و انتهاك الحرمات في الخلوات.
و اهل هذا الصنف على خطر عظيم أن يؤدي بهم هذا التهاون إلى الأنسلاخ من دين الله عز و جل و من مات منهم على هذا النفاق مع وجود إيمان ي قلبه فغنه من اهل الكبائر المتعوعدين بالعذاب الشديد لكنه لا يخلد في النار لبقاء إسلامه.

في توبة المنافق:
إذا تاب المنافق قبل موته و اصلح عمله و اعتصم بالله و أخلص دينه للهِ عز و جل فتوبته صحيحة مقبولة . و المسلم الذي يكون فيه بعض خصال النفاف إذا تاب و ترك تلك الخصلة تاب اللهُ عليه و برئ من النفاق.
الأدلة النقلية:
• ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146) مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147)﴾ [النساء: 145– 147].
• أَوْرَدَهُ حُذَيْفَةُ بنُ اليَمانِ رضِي الله عنه على طُلاَّبِ حَلْقَةِ عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رضِي الله عنه؛ فإنه وَقَفَ عليهم وعبدُ اللهِ بنُ مَسْعودٍ حاضِرٌ فسلَّم عليهم ثم قالَ: (لَقَدْ أُنْزِلَ النِّفَاقُ على قَوْمٍ خَيْرٍ مِنْكُمْ!!)
• ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ﴾ [النساء: 145]
• ابنِ مَسعودٍ: (لقد أُنزِلَ النفاقُ على قَوْمٍ كانوا خَيْرًا مِنْكم، ثم تَابوا فتابَ اللهُ عليهم).
وفي روايةٍ فقالَ: (إنَّهم لَمَّا تَابوا كانوا خَيْرًا مِنْكم).

آخر الباب: يجب على المؤمنين أن يعملوا بما ينجيهم من خصال النفااق و أعمال المنافقين و من ذلك تكرار التوبة و الاستغفار و رعاية حدود الله و تعظيم أوامره و البراءة من الشرك و أهله و إقامة الصلاة و إيتاء الزكاة و النصيحة للهِ و لرسوله و لكتابه و لأئمة المسلمين و عامّتهم.
• و من ذلك: محمة الجهاد في سبيل اللهِ و تحديث النفس بذلك.
• و ذلك: الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و التواصي بالحق و التواصي بالصبر, و التحاضّ على طعام المسكين و الإنفاق في سبيل اللهِ إيمانًا و احتسابًا.
الادلة النقلية:
• المُسندِ وغيرِه من حديثِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضِي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فهو مُؤْمِنٌ))
• في سُننِ التِّرمذيِّ من حديثِ أبي هُريرةَ رضِي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «خَصْلَتَانِ لا تَجْتمعانِ في مُنافِقٍ: حُسْنُ سَمْتٍ، وفِقْهٌ في الدِّينِ». صَحَّحَه الألبانيُّ.







الدرسُ الحاديَ عَشَرَ: التحذيرُ من النِّفاقِ (3/3)

عقوبة المنافق:
جعل الله تعالى عقوبة المنافقين من أشنع العقوبات في الدنيا و الآخرة جزاءً وفاقًا لأعمالهم:
• فأما في الدنيا
• , أما في البرزخ
• وأما في الآخرة
الأدلة العقلية امّا في الدنيا
فإنهم يعاقبون بالطبع على قلوبهم و حرمانهم من الفقه و العلم و الهدى و يعقبهم الله في قلوبهم شكًا و ريبة لا تفارقهم أبدًا فهم من أعظم الناس حيرة و ترددًا و ذلك لأهم أرادوا أن يخادعوا الله و يخدعوا المؤمنين فانقلب خداعهم عليهم و ذاقوا و بال أمرهم و عاقب مكرهم فكانوا كلما عملوا عملاً للكيد للأسلام و أهله جعل الله عقوبته عليهم أشنع من حيث لا يشعرون فهم يستزيدون من أعمال الكفر و النفاق و العقوبات تتضاعف و تترى عليهم.
و مما يعاقبون بهايضًا: ما يجعله الله لهم من البغضاء في قلوب الناس مهما نودّدوا إليهم و ذلك لأنهم طلبوا رضا الناس بسخط الله و آثروا الحياة الدنيا على الآخرة و اتبعوا ما أسخط اللهّ و كرهوا رضوانه و أعرضوا عن أتباع هدى اللهِ فعرصوا أنفسهم لأنواعٍ من :
• الخوف
• و الحزن
• و الضلال
• و الشقاء
الذي كبته اللهُ على من أعرض عن اتباع هداه.
المنافقون يقعون كثيرًا في الذنوب التي يكون جزاؤها من جنس العمل في الدنيا قبل الأخرة كما ورد في السنة أن من تتبع عورة مسلم تتبع اللهُ عورته و من ضارّ مسلمًا صاره الله و من شاق مسلمًا شق الله عليه و من خذل مسلمًا خذله الله و من شدّد على المسلمين شدّد الله عليه. و المنافقين أصحاب مكرْ سيئ .
قال بعضُ المُفَسِّرِينَ: ﴿إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ﴾ هذا استثناءٌ تَهكُّميٌّ، وهو من سُخْرِيَةِ اللهِ بهم جَزَاءً وِفاقًا على مَكْرِهم بالمؤمنين وسُخْرِيَتِهم بهم، وكَيْدِهم لهم ليُشَبِّهوا عليهم ويُضِلُّوهم عن سبيلِ الله، فكانَ من عُقوبتِهم أن ابْتُلوا بالرِّيبةِ التي لا تُفارِقُ قُلوبَهم أبدًا حتى يَلْقَوا اللهَ عز وجل.
الإدلة النقلية امّا في الدنيا:
• ﴿فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ﴾ [المنافقون: 3].
• ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)﴾ [البقرة: 16–18].
• ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ﴾ [النساء: 142]
• ﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾ [البقرة: 9]
• ﴿وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ﴾ [التوبة: 85].
• ﴿لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾
• : ﴿إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ﴾
• ﴿الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [التوبة: 79]
• ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾ [فاطر: 43].
الأدلة العقلية امّا في البرزخ:
فإنهم إذا فارقوا هذه الحياة و أدْخلوا في قبورهم فإنهم في عذابْ عظيمٍ و شقاءِ دائمٍ و حسرة لا تنقطع.
مع ما يصيبهم من العقوبات الخاصة على بعض الذنوب كما صح في السنة أنّ الذي:
• يقرأ القران و يرفضه
• و ينام عن الصلاة المكتوبة يعذب في قبره
مثلاً:
• الزناة
• آكلو الربا
• أهل الغيبة
• النميمة
• الكذب
• مانعو الزكاة
• الذين يفطرون قبل تحلة فطرهم
كل اولئك وردت فيهم أحاديث صحيحة بأنهم يعذبون في قبورهم و المنافقون لهم النصيب الأوفر من هذه الأعمال.
الأدلة النقلية أمّا في البرزخ:
• عن أنسِ بنِ مالكٍ رضِي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إنَّ العبدَ إذا وُضِعَ في قَبْرِه وتَولَّى عنه أصحابُه، وإنه لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعالِهم، أتاهُ مَلَكانِ فيُقْعدانِه فيَقولانِ: ما كُنْتَ تقولُ في الرَّجُلِ؟ لمُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
فأمَّا المُؤمنُ فيَقولُ: أشْهَدُ أنه عبدُ اللهِ ورَسولُه.
فيُقالُ له: انْظُرْ إلى مَقْعَدِكَ من النارِ قد أبْدَلَكَ اللهُ به مَقْعَدًا من الجَنَّةِ فيَرَاهما جَمِيعًا.
وأمَّا المُنافِقُ والكَافِرُ فيُقالُ له: ما كُنْتَ تَقولُ في هذا الرَّجُلِ؟
فيَقُولُ: لا أَدْرِي، كنتُ أَقولُ ما يَقولُ النَّاسُ.
فيُقالُ: لا دَرَيْتَ ولا تَلَيْتَ، ويُضْرَبُ بمَطَارِقَ من حديدٍ ضَرْبةً فيَصِيحُ صَيْحةً يَسْمَعُها مَن يليهِ غيرَ الثَّقَلينِ)) مُتَّفقٌ عليه.
الأدلة العقلية امّا في الآخرة:
و جمع الله الاناس في موقف واحدٍ لفضلِ القضاء, ثم أمر بالكفار إلى نار جهنم بقيَ المؤمنون و المنافقون و غبّر أهل الكتاب في الموفق.
و في الحساب يؤتى بالمناق يعره اللهُ بعمه عليه فيقول المنافق: يا ربّ آمنتُ بك و بكتابك و برسلك و صليتُ و صمتُ و تصدقتُ و يثني على نفسه بخيرْ ما أستطاع. فيقوله:
• الآن بعبث شاهدًا عليك.
فيتفكر في نفسه من ذا الذي يشهدث عليَّ فيختم على فيه و يقال لفخذه و لحمه و عظامه: اطقي.
الأدلة النقلية امّا في الآخرة:
• فيُكْشَفُ عن سَاقٍ فلا يَبْقَى أحَدٌ كانَ يَسْجُدُ طَائِعًا في الدنيا إلا أُذِنَ له في السُّجودِ، ولا يَبْقَى أحَدٌ كانَ يَسْجُدُ رِياءً أو نِفاقًا إلا صَارَ ظَهْرُه طَبَقَةً وَاحِدَةً كُلَّما أرادَ أن يَسْجُدَ خَرَّ لِقَفَاهُ))
• قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((وذَلِكَ المُنافِقُ، وذلك الذي يَسْخَطُ اللهُ عليه)).
والحديثُ في صَحِيحِ مُسلمٍ من حديثِ أبي هُرَيرةَ رضِي اللهُ عنه
• قال اللهُ تعالى: ﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ(14) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (15)﴾ [الحديد: 2–15]
• ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا﴾ [النساء: 145].
• ﴿إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾[النساء: 140].
• ﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ﴾ [التوبة: 68]


الدرسُ الثانِيَ عشَرَ: نَواقِضُ الإسلامِ



وأما من كان مسلماً قائماً بما تقتضيه الشهادتان ثم انْتَفَى عنه أحَدُ هذِهِ الأمورِ بعدَ إسلامِه فهو كَافِرٌ مُرْتَدٌّ عن دِينِ الإسلامِ.
وتكونُ الرِّدَّةُ بكلِّ أَمْرٍ قَوْلِيٍّ أو عَمَلِيٍّ أو اعْتِقاديٍّ يَلْزَمُ منه انتفاءُ حقيقةِ شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأن مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ.
وصُوَرُ النَّواقضِ التي تُخْرِجُ من مِلَّةِ الإسلامِ كثيرةٌ غيرُ مَحْصورةٍ بعَدَدٍ، لكن لها أُصولٌ جامعةٌ هي:
الناقضُ الأولُ: الإلحادُ، وهو إنكارُ وُجودِ اللهِ تعالى.
ومِن صُوَرِه:
• نِسْبةُ الخَلْقِ إلى الطَّبيعةِ.
• اعْتِقادُ قِدَمِ العَالَمِ، وهو أنَّ من المَخْلوقاتِ ما لا أَوَّلَ له في الأَزَلِ.

الناقضُ الثاني: الشِّركُ الأكبرُ، وهو اتخاذُ ندٍّ للهِ جل وعلا، وهو على أنواعٍ:
• النوعُ الأولُ: شِركُ العبادةِ، وهو صَرْفُ نوعٍ من أنواعِ العبادةِ لغيرِ اللهِ جل وعلا؛ كالدُّعاءِ أو الذَّبحِ أو النَّذرِ أو الاستعانةِ أو الاستغاثةِ أو الاستعاذةِ أو غيرِها؛ ومن صُوَرِه:
1: ما يَفْعَلُه عُبَّادُ الأوثانِ والأنبياءِ والأولياءِ من دُعائِهم من دونِ اللهِ، وطَلَبِ الشفاعةِ منهم، وقَضاءِ الحوائجِ وجَلْبِ النفعِ وكَشْفِ الضُّرِّ؛ فمَن فعَلَ ذلك فهو مُشركٌ كافرٌ، وإن زعَمَ أنه مُسلمٌ وأنه يَقولُ: (لا إلهَ إلا اللهُ) وأنه يُصلِّي ويَتصَدَّقُ
ويَصومُ ويَحُجُّ ويَفْعَلُ الخَيْرَ؛ فالشِّركُ الأكبرُ مُحْبِطٌ للعَمَلِ مُنافٍ لدينِ الإسلامِ.
2: ما يَفْعَلُه السَّحَرَةُ وبعضُ مَن يَأتيهِم من الذَّبحِ لغيرِ اللهِ عز وجل والاستغاثةِ بالشياطينِ.

• النوعُ الثاني:الشِّركُ في الرُّبوبيَّةِ، ومن صُوَرِه:
1: اعتقادُ بعضِ المُشركينَ في آلهتِهم ومُعَظَّمِيهِم أنَّ لهم تَصَرُّفًا في الكَوْنِ وأنهم يَعْلَمُونَ الغَيْبَ، ويُنَزِّلونَ الغَيْثَ، ويَمْلِكونَ الرِّزقَ، ويَشْفُونَ من الأمراضِ، ويَهَبُونَ الأولادَ والأزواجَ والأموالَ، ويَكْشِفُون الضُّرَّ، ويَرْفَعُونَ البَلاءَ، ويَقْضُونَ الحَوائِجَ، ويُجِيبونَ دُعاءَ مَن يَدْعُوهم.
2: اعتقادُ المَجوسِ أنَّ للكَوْنِ خَالِقَيْنِ: النُّورَ والظُّلْمَةَ.
3: اعتقادُ بعضِ غُلاةِ الصُّوفيَّةِ والشِّيعةِ أن بعضَ مُعَظَّميهِم يَعْلَمُونَ الغَيْبَ، وأن لهم تَصَرُّفًا في الكَوْنِ، وأنهم يُجِيبونَ الدُّعاءَ ويَقْضُونَ الحَوائِجَ.

ومن الشِّرْكِ في الرُّبوبيَّةِ: الحُكْمُ بغَيْرِ ما أنْزَلَ اللهُ، فمَن حَكَمَ بغَيْرِ ما أنْزَلَ اللهُ فهو طَاغوتٌ قد جَعَلَ نَفْسَهُ شَرِيكًا للهِ في حُكْمِه.
• النوعُ الثالِثُ: شِرْكُ الطَّاعةِ؛ وهو اتِّباعُ المُعَظَّمينَ في تحليلِ الحرامِ وتَحْرِيمِ الحلالِ؛ كما يَفْعَلُهُ عُبَّادُ الطواغيتِ من طاعتِهم ومُتابَعَتِهم في تَحليلِ ما حَرَّمَ اللهُ وتَحْريمِ ما أحَلَّ اللهُ.
ومن صُوَرِه:
1: التحاكُمُ إلى الطَّواغيتِ؛ فمَن تَحاكَمَ إليهم مُرِيدًا مُختارًا فهو كافرٌ غيرُ مُؤمنٍ لقولِ اللهِ تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60)﴾ [النساء: 60].
أما مَن كانَ في بلدٍ لا يُحْكَمُ فيه بما أَنْزَلَ اللهُ واحتاجَ في رَفْعِ الظُّلمِ عنه وتمكينِه من حَقِّه إلى التَّحاكُمِ إلى بعضِ مَن يَظُنُّ فيه حِفْظَ الحَقِّ ورَفْعَ الظُّلْمِ؛ فلا يَكْفُرُ بذلك لقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لأصحابِه لَمَّا أَذِنَ لهم بالهِجْرةِ الأُولَى إلى الحَبَشةِ: ((إنَّ بأرضِ الحَبَشةِ مَلِكًا لا يُظْلَمُ أحَدٌ عندَه، فالْحَقُوا ببلادِه حتى يَجْعَلَ اللهُ لكم فَرَجًا ومَخْرَجًا مِمَّا أنتم فيه)) رواهُ البَيْهقِيُّ من حديثِ أُمِّ سَلَمَةَ بإسنادٍ حَسَنٍ.
ولم يَكُنِ النَّجاشِي قد أسْلَمَ؛ ولو حَصَلَتْ عليهم مَظْلِمَةٌ واحْتاجُوا إلى التَّحاكُمِ إليه فيها لأَنْصَفَهُم، وهذا دليلٌ على جوازِ التَّحاكُمِ إلى مَن يُعْلَمُ أن مِن شأنِه تَحَرِّيَ العَدْلِ ورَفْعَ الظُّلْمِ كما يَحْصُلُ في بعضِ البُلدانِ.
والمُسلمُ في حالِ الاضْطِرارِ والحاجةِ التي يَلْحَقُ بفواتِها حَرَجٌ غَيْرُ مُرِيدٍ للتَّحَاكُمِ إلى الطواغيتِ في حَقِيقَةِ الأَمْرِ؛ فلا يَكْفُرُ بذلك.
أما التَّحاكُمُ الذي فيه تَعَبُّدٌ لغيرِ اللهِ تعالى وتقديمُ قَرَابِينَ وسُؤالٌ للكُهَّانِ كما يَفْعَلُه بعضُ الوَثَنِيِّينَ فلا يَجوزُ بحالٍ.
2: طاعةُ عُلماءِ السُّوءِ والحُكَّامِ الطَّواغِيتِ في تَحليلِ الحرامِ البَيِّنِ حُكْمُه في الشريعةِ، وتَحْريمِ الحلالِ البَيِّنِ حُكْمُه في الشَّريعةِ.
وأفرادُ الشِّركِ وصُوَرُه كثيرةٌ جِدًّا لكنَّها راجعةٌ إلى هذه الأنواعِ الثلاثةِ.

الناقضُ الثالثُ: ادِّعاءُ بعضِخَصائصِ اللهِ في رُبُوبِيَّتِه أو أُلُوهِيَّتِه أو أسمائِه وصِفاتِه.
ومن صُوَرِ ذلك:
1: دَعوةُ بعضِ الطواغيتِ إلى عِبادةِ أنفسِهم.
2: ادِّعاءُ عِلْمِ الغَيْبِ.
3: ادِّعاءُ القُدْرَةِ على إحياءِ المَوْتَى.

الناقضُ الرَّابِعُ: ادِّعاءُ النُّبُوَّةِ
دَعْوَى النُّبُوَّةِ كُفْرٌ بإجماعِ العُلماءِ.

ومِمَّا يَلْتَحِقُ به:
• مَن يَدَّعِي مُضاهاةَ القرآنِ وأنه يَقْدِرُ عَلَى أنْ يُنْزِلَ مِثلَ ما أنزَلَ اللهُ على رُسُلِه، قال اللهُ تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾ [الأنعام: 93].

الناقضُ الخامسُ: تكذيبُ اللهِ عز وجل وتكذيبُ رسولِه صلى الله عليه وسلم،
فمَن كَذَّبَ اللهَ ورسولَه فهو كافرٌ غيرُ مسلمٍ بإجماعِ العلماءِ.

ومن صُوَرِ هذا الناقضِ:
1: جَحْدُ ما هو مَعلومٌ من دِينِ الإسلامِ بالضَّرورةِ؛ كجَحْدِ وُجوبِ الصلاةِ أو الزكاةِ، وجَحْدِ تحريمِ الرِّبا أو الزِّنا أو أَكْلِ لحمِ الخِنْزيرِ.
2: إنكارُ شَيْءٍ من أسماءِ اللهِ تعالى وصفاتِه، بلا شُبْهةِ جَهْلٍ يُعْذَرُ بمِثْلِه ولا تَأْويلٍ.
3: إنكارُ شَيْءٍ من القرآنِ الكَريمِ.
4: ادِّعاءُ الاختلافِ والتَّناقُضِ والتحريفِ في القُرآنِ الكريمِ.
5: إنكارُ السُّنةِ النَّبويَّةِ.
6: إنكارُ البَعْثِ والجزاءِ.
7: عَدَمُ تكفيرِ مَن لا يَدِينُ بدِينِ الإسلامِ من اليَهودِ والنَّصارَى والمَجُوسِ والمَلاحِدَةِ والوَثَنِيِّينَ.
8: اعتقادُ أنَّ المَرْءَ يَسَعُه الخُروجُ عن شَريعةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم كما وَسِعَ الخَضِرَ الخُروجُ عن شَرِيعَةِ مُوسَى عليه السلام.
9: استحلالُ المُحَرَّمِ المَعلومِ تَحْرِيمُه بالدليلِ الصحيحِ بلا شُبْهةٍ ولا تأويلٍ.
10: تَصْدِيقُ مَن يَدَّعِي النُّبوَّةَ.
11: دَعْوَى أن رِسالةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم للعَرَبِ خَاصَّةً.
12: دَعْوَى أن اللهَ تعالى يَرْضَى بأنْ يُدْعَى من دُونِه أَحَدٌ من الصالحينَ أو غَيْرِهم.
13: قَذْفُ أمِّ المؤمنينَ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها بما برَّأَها الله مِنْه، وقذفُ سائرِ أُمَّهاتِ المُؤمِنينَ كذلك.
وكلُّ ما يَتحَقَّقُ به تَكْذيبُ اللهِ تعالى وتكذيبُ رَسولِه صلى الله عليه وسلم فهو ناقضٌ من نَواقضِ الإسلامِ، إلا أنه يَنْبَغِي التفريقُ بينَ تكذيبِ الخَبَرِ المَبْنيِّ على عدمِ العلمِ بالدليلِ أو غِيابِه عنه أو الشكِّ في ثُبوتِه أو كانَ للمُكَذِّبِ تأويلٌ في معنَى الخَبَرِ يُدْرَأُ عنه به حُكْمُ التكذيبِ، وبينَ تَكذيبِ ما عُلِمَ ثُبوتُه ومعناه، فهذا الأخيرُ ناقضٌ بلا خلافٍ بينَ أهلِ العلمِ.
وأمَّا في الأحوالِ المَذْكُورةِ قَبْلَه فلا يُحْكَمُ بكُفْرِ المُكَذِّبِ حتى تُقامَ عليه الحُجَّةُ، ويَتَبيَّنَ ثُبوتَ الخَبَرِ وصِحَّةَ مَعْناهُ.

الناقضُ السادسُ: الشَّكُّ.
الشكُّ مُنافٍ للتصديقِ الواجبِ، فمَن شَكَّ في صِدْقِ خَبَرِ اللهِ عز وجل وخَبَرِ رَسُولِه صلى الله عليه وسلم فهو كَافِرٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ.
والتَّكْذِيبُ والشكُّ مُنافِيَانِ للتصديقِ الوَاجِبِ.

ومن صُوَرِ هذا الناقضِ:
1: الشَّكُّ في كُفرِ مَن لا يَدِينُ بدينِ الإسلامِ.
2: الشَّكُّ في أمرِ البَعْثِ بعدَ الموتِ.
3: الشَّكُّ في ثُبوتِ القُرآنِ الكريمِ وحِفْظِه من التَّحْرِيفِ والتَّبْديلِ.

الناقضُ السابعُ: بُغْضُ اللهِ ورسولِه، وبُغْضُ دينِ الإسلامِ
البُغْضُ مُنافٍ للمَحَبَّةِ الوَاجبةِ؛ فمَن أبْغَضَ اللهَ ورسولَه أو أبْغَضَ دِينَ الإسلامِ فهو كافرٌ خارجٌ من المِلَّةِ.
ومِمَّا يَلْتَحِقُ به:
1: سَبُّ اللهِ ورسولِه وسَبُّ دينِ الإسلامِ، وتَنَقُّصُ الذَّاتِ المُقَدَّسَةِ، وتَنَقُّصُ مَقامِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
2: بُغْضُ الصحابةِ رضِي الله عنهم، وسَبُّهم على وَجْهِ العُمومِ وتَكْفِيرُهم بخِلافِ مَن سَبَّ طَائِفَةً منهم لشُبْهةٍ عَرَضَتْ له فإنه يَكونُ قد ارتكَبَ مُحَرَّمًا ولكن لا يُحْكَمُ بكُفرِه.
3: بُغْضُ أَئمَّةِ الدِّينِ ورُواةِ الأحاديثِ الصحيحةِ وحَمَلةِ الشَّريعةِ على وَجْهِ العُمومِ وتَكْذيبُهم.

الناقضُ الثامنُ: الاستهزاءُ باللهِ وآياتِه ورسولِه، وهو كُفْرٌ لمُنافاتِه المَحَبَّةَ الواجبةَ والتعظيمَ الواجبَ.
ومِمَّا يَلْتَحِقُ به:
1: امْتِهانُ المُصْحَفِ.
2: الاسْتِخفافُ بأيِّ شَعيرةٍ من شَعائرِ الإسلامِ.

الناقضُ التاسعُ: اتِّخَاذُ الكُفَّارِ أولياءَ من دونِ المؤمنينَ، وهو يشملُ أمرين:
1: محبتهم في دينهم وموافقتهم عليه والرضا به.
2: مناصرة الكفار على المسلمين.
ومن صُوَرِ هذا الناقض:
1: التَّجَسُّسُ على المسلمين لصالحِ الكُفَّارِ.
2: تَهْنِئَةُ الكُفَّارِ بأعيادِهم الوَثَنِيَّةِ والكُفْريَّةِ رِضًا بما يَصْنَعُونَ من الشِّركِ والكُفْرِ باللهِ عزَّ وجلَّ، وأمَّا من شارَكَهم لِيطْعَمَ مَعهم أو يَسْتَمْتِعَ اسْتِمْتَاعًا محرَّمًا بفِسْقِهِمْ وغِنَائِهِم، وقلبُهُ منكِرٌ لِكُفْرِهِم وَشِرْكِهِم ؛ فهو على شَفَا هَلَكَةٍ ويُخْشَى عَلَيْهِ إذَا حلَّت بهم عُقُوبةٌ أن تَشْمَلَهُ مَعَهُمْ.
3: بِناءُ مَعابِدَ يُعْبَدُ فيها غيرُ اللهِ جل وعلا، أو الإعانةُ عليها كبِناءِ الكنائسِ والأَدْيرةِ والبِيَعِ وبناءِ الأَضْرِحَةِ والمَشاهِدِ التي يُدْعَى فيها غيرُ اللهِ جل وعلا.
4: مُحاربةُ حَمَلةِ الشريعةِ من العُلماءِ والدُّعاةِ والتَّضْيِيقُ عليهم قَصْدًا للتَّضْييقِ على دَعوةِ الإسلامِ.
5: العَمَلُ على تَوْهِينِ المُسلمينَ وإضعافِهم، وتَمْكِينِ الكُفَّارِ من التَّسلُّطِ على المُسلمينَ.

الناقضُ العاشرُ: التَّولِّي والإِعراضُ.
مَن تَولَّى عن طَاعةِ اللهِ ورسولِه فهو غيرُ مُسلمٍ؛ لأنه غيرُ مُنقادٍ لدينِ اللهِ تعالى؛ فهو لا يَمْتَثِلُ الوَاجباتِ ولا يَمْتَنِعُ عن المُحرَّمَاتِ إلا ما وَافَقَ هَواهُ.
ومن صُوَرِ هذا النَّاقِضِ:
1: أنْ يَرَى أنَّ طَاعَةَ اللهِ تعالى وطَاعةَ رَسُولِه لا تَلْزَمُه، وأنه لا يَجِبُ عليه امتثالُ أمرِ اللهِ تعالى وأمْرِ رَسُولِه صلى الله عليه وسلم.
2: أنْ يُعْرِضَ عن أمرِ اللهِ وأَمْرِ رَسُولِه إعراضًا كُلِّيًّا فلا يَتَفَقَّهُ في الدينِ ولا يَسْأَلُ عَمَّا يَجِبُ عليه من طاعةِ اللهِ وطَاعةِ رَسُولِه، ولا يَمْتَثِلُ الوَاجِبَاتِ، ولا يَمْتَنِعُ عن المُحَرَّمَاتِ طَاعةً للَّهِ ورسولِه.
أما مَن كانَ مُلْتَزِمًا طَاعةَ اللهِ ورسولِه ويَمْتَثِلُ مِن ذلك ما يَبْقَى به مُسْلِمًا لكنَّه يَقَعُ في بعضِ المَعاصِي فهو غيرُ كافرٍ بتلك المَعاصِي.
• ومِمَّا يَلْتَحِقُ بهذا الناقضِ: تَرْكُ الصلاةِ؛ فهي عَمُودُ الدِّينِ؛ وإذا تَرَكَها العَبْدُ تَرْكًا مُطْلَقًا فهو مُعْرِضٌ عن دِينِ اللهِ جل وعلا، قال عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: (مَن ضَيَّعَها فهو لِمَا سِوَاهَا أَضْيَعُ).

فَصْلٌ: وهذه النَّواقضُ تُنافِي الشَّهادَتَيْنِ مُنافاةً تَامَّةً، ومَن وَقَعَ في أَحَدِها بعدَ إسلامِه وهو عَاقِلٌ بَالِغٌ غَيْرُ مُكْرَهٍ ولا مَعْذُورٍ بشُبْهَةٍ فهو كافرٌ مُرْتَدٌّ عن دينِ الإسلامِ، فإن ماتَ على ذلك فهو خالدٌ مُخلَّدٌ في نارِ جَهنَّمَ، قال اللهُ تعالى: ﴿وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾[البقرة: 217].
ومَن وَقَعَ في أحَدِ هذه النَّوَاقِضِ أو بَعْضِها في الباطِنِ وهو يُظْهِرُ الإسلامَ فهو من المُنافقين النِّفاقَ الأكبرَ، نُعامِلُه مُعاملةَ المُسلمين في الظَّاهِرِ، ونَكِلُ سَرِيرَتَهُ إلى اللهِ تعالى ما لم يَتَبَيَّنْ لنا منه كُفْرٌ ظَاهِرٌ.


فَصْلٌ:
والنَّوَاقِضُ على دَرَجَتَيْنِ:
الدرجةُ الأُولَى: الكُفْرُ البَوَاحُ، وهو الذي لا يَقَعُ في كُفْرِ صَاحِبِه لَبْسٌ ولا اشتباهٌ ولا يَحْتَمِلُ أنْ يَكُونَ له عُذْرٌ يُعْذَرُ به من جَهْلٍ أو تَأْوِيلٍ أو إِكْرَاهٍ.
كمَن يَنْتَسِبُ إلى غَيْرِ الإسلامِ أو يَعْبُدُ غيرَ اللهِ جل وعلا، ومَن يَسُبُّ اللهَ ورسولَه، ومَن يَسْتَهْزِئُ بالدِّينِ، ومَن يُنْكِرُ القُرْآنَ أو السُّنةَ أو يَجْحَدُ مَعْلومًا من الدِّينِ بالضَّرُورةِ معَ ظُهورِ حَالِه بعِلْمِ ذلك.
وأصحابُ هذهِ الدرجةِ يُحْكَمُ بكُفْرِهم وبأنهم من أهلِ النارِ إذا تَحَقَّقْنَا أنهم مَاتُوا على ذلك، قال اللهُ تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ [التوبة: 113].
الدرجةُ الثانيةُ: ما ليسَ بكُفْرٍ بَوَاحٍ، وهو على نَوْعينِ:
النوعُ الأولُ: ما يَحْتَمِلُ أن يكونَ لصَاحِبِه ما يُعْذَرُ به من إِكْراهٍ أو ذَهَابِ عَقْلٍ أو شُبْهَةٍ من تأويلٍ أو جَهْلٍ يُعْذَرُ به ويَحْتَاجُ مَعَه إلى إقامةِ الحُجَّةِ عليه، فإنْ بَلَغَتْهُ الحُجَّةُ وعَرَفَ معناها وأصَرَّ بعدَ ما تَبَيَّنَ له الحقُّ حُكِمَ بكُفْرِه، وإن بَقِيَتِ الشُّبْهَةُ لديهِ لم يُحْكَمْ بكُفْرِه.
ولهذا امْتَنَعَ أئمَّةُ أهلِ السُّنةِ عن تَكفيرِ بعضِ أصحابِ الفِرَقِ الضالَّةِ المُنْكِرةِ لبعضِ الأسماءِ والصِّفاتِ لشُبْهةِ التأويلِ، معَ الحُكْمِ عليهم بأنهم مُبْتدِعةٌ وفُسَّاقٌ وأن الشُّبْهةَ لا تُبَرِّئُهم من المُخالفةِ لكنها تَمْنَعُ من تَكْفيرِهم.
وفي هذا النوعِ يُحْكَمُ بأنَّ العَمَل كُفْرٌ، لكن لا يُكَفَّرُ المُعَيَّنُ حتى تَتَحَقَّقَ فيه الشروطُ وتَنْتَفِي المَوَانِعُ.

النوعُ الثاني: أنْ يَكونَ الناقضُ من النواقضِ المُخْتَلَفِ فيها، ويَقَعُ للناظِرِ في ذلك شيءٌ من اللبْسِ وعَدَمِ التَّرجيحِ.
وقد اختَلَفَ أهلُ العلمِ في بعضِ النواقضِ، ومنها:
1: تَرْكُ الصَّلاةِ تَهاوُنًا وكَسَلاً من غيرِ جَحْدٍ لوُجوبِها ولا استكبارٍ عن أدائِها.
والصَّحيحُ أنَّ مَن تَرَكَها مُطْلقًا فهو كافرٌ، ومَن كانَ يُصَلِّي أحيانًا ويَتْرُكُ الصَّلاةَ أحيانًا فهو فَاسِقٌ مُتَوَعَّدٌ بالعذابِ على ما فَــرَّطَ في الفرائضِ لكنْ لا يُحْكَمُ بكُفْرِه.
وهذا القولُ وَسَطٌ بينَ قَوْلينِ:
القولُ الأولُ: أنه يَكْفُرُ بتَرْكِ صَلاةٍ وَاحِدَةٍ.
والقَوْلُ الثاني: أنه لا يَكْفُرُ وإنْ تَرَكَهَا مُطْلَقًا.
2: السِّحْرُ، وقد اختلَفَ أهلُ العلمِ في كُفْرِ مَن تَعلَّمَ السِّحْرَ وعلَّمَه ومَن يَعْمَلُ السِّحْرَ، والصوابُ أنَّ السِّحْرَ لا يَتحَقَّقُ إلا بالكُفْرِ والشِّرْكِ الأكبرِ مِن الاستغاثةِ بالشياطينِ والتَّقرُّبِ لهم بالذبحِ والنذرِ، وامتهانِ ما أمَرَ اللهُ بتعظيمِه، ولا خِلافَ بينَ أهلِ العلمِ في كُفْرِ مَن يَفْعَلُ هذه الأفعالَ.
لكن من أهلِ العلمِ مَن يُسمِّي الحِيَلَ الخَفِيَّةَ والخدَعَ البَصَرِيَّةَ سِحْرًا، ومنهم مَن يَعُدُّ التَّحَيُّلَ بسَقْيِ بعضِ العقاقيرِ المُؤثِّرةِ على عقلِ الإنسانِ ونفسِه وإدراكِه سِحْرًا، ولأجلِ ذلك لا يُكَفِّرونَ الساحرَ مُطْلقًا حتى يَسْتفسِرونَ عن سِحْرِه، فإن كان سِحْرُه بالاستغاثةِ بالشياطينِ والتَّقرُّبِ إليهم حَكَموا بكُفْرِه، وإن كان سِحْرُه بغيرِ ذلك حَكَمُوا بتعزيرِه بما يَزْجُرُه عن ذلك ولم يُكَفِّرُوه.
3: تَرْكُ الزَّكاةِ والصِّيامِ والحَجِّ، وقد ذَهَبَ بعضُ أهلِ العلمِ إلى كُفْرِ مَن تَرَكَ شَيْئًا من هذه الفَرَائِضِ، وإنْ كانَ غيرَ جَاحِدٍ لوُجوبِها، والصوابُ أنه لا يُحْكَمُ بكُفْرِ تَارِكِها إلا إذا كانَ جَاحِدًا لوُجوبِها، فيُحْكَمُ بكُفْرِه حِينَئذٍ لكونِه مُكَذِّبًا للَّهِ ولرسولِه.
وقد دَلَّت الأحاديثُ الصحيحةُ على أن تاركَ هذه الفرائضِ يُعَذَّبُ في الآخرةِ، ثم يُرَى سبيلُه إما إلى الجَنَّةِ وإما إلى النارِ، وهذا دليلٌ على عَدَمِ تَحَتُّمِ كُفْرِه.

فصلٌ: وبعضُ الأعمالِ المُخْرِجةِ من المِلَّةِ قد يَجْتَمِعُ فيها أكثرُ من ناقضٍ، فتكونُ كُفْرًا من أَكْثَرَ مِن وَجْهٍ.
مِثالُ ذلك: الذي يَحْكُمُ بغيرِ ما أنزَلَ اللهُ مُسْتَحِلاًّ ومُفَضِّلاً حُكْمَ الطَّواغيتِ على حُكْمِ اللهِ جل وعلا.
فهو كافرٌ مِن أَكْثرَ مِن وَجْهٍ:
– كافرٌ بسببِ حُكمِه بغيرِ ما أنزلَ اللهُ وجَعْلِه نفسَه شَرِيكًا للهِ في حُكْمِه.
– وكافرٌ بسببِ استحلالِه مُحرَّمًا مَعْلومَ التحريمِ بالضَّرورةِ من دِينِ الإسلامِ.
– وكافرٌ بسببِ تَكْذيبِه للهِ ولرسولِه بتَفْضيلِه حُكْمَ الطاغوتِ على حُكْمِ اللهِ جل وعلا.

ومِمَّا يَنْبَغِي أن يُعْلَمَ أن بَعْضَ الكُفَّارِ والمُرْتَدِّينَ يَقَعُونَ في أنواعٍ من النَّواقضِ، فيَقَعُ بعضُهم في الشِّركِ الأكبرِ وتكذيبِ اللهِ ورسولِه وبُغْضِ دينِ الإسلامِ ومُوالاةِ الكُفَّارِ وغيرِها من النواقضِ، وكُلَّما كانَ العبدُ أكْثَرَ وُقوعًا في هذهِ النواقضِ كانَ أعْظَمَ كُفْرًا، وكانَ عذابُه على ذلك أشَدَّ، معَ كَوْنِهم مُشتركينَ في الخُروجِ من دِينِ الإسلامِ.


فصلٌ: والكُفْرُ كُفْرانِ؛ كُفْرٌ ظَاهِرٌ، وكُفْرٌ بَاطِنٌ:
فأما الكفر الظاهر؛ فهو ما يَظْهَر من أعمالِ العبدِ الكفريّةِ البيّنةِ؛ فيُحكَمُ بكفْرِه لِمَا ظَهَر منه.
وأمَّا الكفرُ الباطنُ فهو ما يَتعلَّقُ به حالُ العبدِ فيمَا بينَه وبينَ اللهِ؛ فقد يَكونُ كافرًا في الباطِنِ بارتكابِه ما يَنْقُضُ الإسلامَ، وهو فيما يَرَى الناسُ مُظْهِرٌ للإسلامِ؛ وحينَئذٍ يكونُ مُنافِقًا يُعامَلُ مُعاملةَ المسلمين في الظاهرِ، وهو في الآخرةِ معَ الكفارِ في نارِ جَهنَّم خالدًا فيها.
ومن الناسِ مَن يَرْتَكِبُ نَاقِضًا من النواقضِ فيما يَظْهَرُ للنَّاسِ ويَكونُ له ما يُعْذَرُ به من ذَهابِ عَقْلٍ أو جَهْلٍ يُعْذَرُ بمِثْلِه، أو يَكونُ حَدِيثَ عَهْدٍ بالإسلامِ فتَجْرِي على لسانِه بعضُ أقوالِ الكُفْرِ التي اعتادَها من غيرِ أنْ يَعْتَقِدَها؛ فرُبَّما حُكِمَ بكُفْرِه في الظاهرِ وهو في الباطِنِ له ما يُعْذَرُ به.

ويُبْعَثُ الإنسانُ يومَ القيامةِ على ما ماتَ عليه من إيمانٍ وكُفْرٍ.
والأَصْلُ في الحُكْمِ بالكُفْرِ أنه إلى أهلِ العلمِ وأُولِي الأَمْرِ، وقد يُخْرَجُ عن الأصلِ
لعَوَارِضَ تَقْتَضِيها الحاجةُ وتَعَلُّقِ العَمَلِ بذلك.

ومِمَّا يَنْبَغِي التَّحْذِيرُ منه التَّسَرُّعُ في تَكْفيرِ مَن لم يَتَبيَّنْ كُفْرُه؛ لقولِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلم: (( إِذَا قالَ الرَّجُلُ لأخيهِ: يَا كافرُ، فقَدْ باءَ بها أحدُهمَا، فإنْ كانَ كمَا قالَ، وإلاَّ رَجَعَتْ عليهِ )) مُتَّفقٌ عليه من حديثِ ابنِ عُمَرَ رضِي الله عنهما.
وعن أَبِي ذَرٍّ رضِي الله عنه أنَّه سَمِعَ رسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: (( مَنْ دَعَا رَجُلاً بالكُفْرِ، أو قالَ: عَدُوَّ اللهِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ إلاَّ حَارَ عَلَيْهِ )). مُتَّفَقٌ عليه.
وهذا التحذيرُ هو فِيمَا يَجْرِي مَجْرَى السِّبابِ والتَّسَرُّعِ والحُكْمِ مِن غَيْرِ تَأَهُّلٍ، أما العَالِمُ المُجْتهِدُ إذا أخْطَأَ في حُكْمِه عندَ الاحتياجِ إليه وهو غَيْرُ مُفَرِّطٍ ولا مُتَّبِعٍ لِهَوى؛ فإنه مَأْجُورٌ على اجْتِهادِه وخَطَؤُه مَغْفُورٌ.

فَصْلٌ: وقدْ أجْمَعَ أهلُ العِلْمِ على وُجوبِ قَتْلِ المُرْتَدِّ لقولِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَن بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ)) رواهُ البُخاريُّ من حديثِ ابنِ عَبَّاسٍ رضِي الله عنهما.
ومَن مَاتَ مُرْتَدًّا فلا يُغَسَّلُ، ولا يُكَفَّنُ، ولا يُصَلَّى عليه، ولا يُدْفَنُ في مَقابِرِ المُسلمينَ، ولا يُوَرَّثُ مالُه، ولا يُدْعَى له بعدَ موتِه.
وأمَّا استتابتُه قبلَ قَتْلِه فهي من اجتهادِ الإمامِ، فإن كانَ يَرْجُو رُجوعَه للإسلامِ أو كانت لديه شُبْهَةٌ عارضةٌ ارْتَدَّ بسَبَبِها فله أن يُمْهِلَه ثلاثةَ أيَّامٍ ويَعْرِضَ عليه الرُّجوعَ للإسلامِ، فإنْ تَابَ وإلا قُتِلَ مُرْتَدًّا.
وإنْ رَأَى الإمامُ أنَّ التَّعْجِيلَ بقَتْلِه فيه مَصْلَحةٌ للمُسْلمِينَ كأنْ يَكونَ شَدِيدَ الإيذاءِ للمُسْلِمينَ بعدَ رِدَّتِه أو جَاسُوسًا عليهم أو خَشِيَ أنْ يَكُونَ في إمهالِه فِتْنةٌ وضَرَرٌ على المُسْلِمِينَ عَجَّل بقَتْلِه ما لم يَتُبْ قَبْلَ القُدْرةِ عليه.


اللهُمَّ أَحْيِنَا مُسلِمِينَ وتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بالصَّالِحينَ، وأَجِرْنَا من خِزْيِ الدنيا وعَذَابِ الآخِرَةِ، ربَّنا إنَّك رَؤوفٌ رَحيمٌ.

  #19  
قديم 28 ذو القعدة 1434هـ/2-10-2013م, 05:15 PM
إيمان عبد الباسط إيمان عبد الباسط غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 94
افتراضي

النِّفاقُ هو: مُخالفةُ الظاهرِ للباطِنِ، وهو على قِسْمينِ:
1 - نِفاقٌ أكْبَرُ مُخْرِجٌ عن مِلَّةِ الإسلامِ.
2 - ونِفاقٌ أصْغَرُ لا يُخْرِجُ من المِلَّةِ.
النِّفاقُ الأَكْبَرُ فهو إِظْهَارُ الإِسْلامِ وإِضْمَارُ الكُفْرِ.
النِّفاقُ الأصْغَرُ فهو أن يَكونُ لدَى العبدِ بعضُ خِصالِ المُنافِقِينَ
أصحابُ النِّفاقِ الأكبرِ المُخْرِجِ من المِلَّةِ على صِنْفَيْنِ:
1 - مَن لم يُسْلِمْ على الحقيقةِ، وإنما أظْهَرَ الإسلامَ خَدِيعةً ومَكْرًا ليَكِيدَ الإسلامَ وأهْلَه، ولِيَأْمَنَ على نفسِه من القتلِ والتعزيرِ وإنكارِ المسلمين عليه
2 - مَن يَرْتَدُّ بعدَ إسلامِه بارتكابِه ما يَنْقُضُ الإسلامَ ويُخْرِجُ من المِلَّةِ مع إظهارِه للإسلامِ

سبيلُ السلامةِ والبَراءةِ من النفاقِ هو اتِّباعُ هُدَى اللهِ جلَّ وعلا
وأعمالُ المنافقين على صِنْفينِ:
1 - أعمالٌ كُفْريَّةٌ مَن وَقَعَ فيها فهو كَافِرٌ باللهِ جل وعلا، خارجٌ من دينِ الإسلامِ
2 - أعمالٌ وخِصالٌ ذَمِيمةٌ، وهي وإنْ لم تَكُنْ مُكَفِّرةً لذاتِها إلا أنَّها لا تَجْتَمِعُ إلا في المُنافِقِ الخالِصِ

النَّواقضِ التي تُخْرِجُ من مِلَّةِ الإسلامِ كثيرةٌ غيرُ مَحْصورةٍ بعَدَدٍ، لكن لها أُصولٌ جامعةٌ هي:
1 - الإلحادُ، وهو إنكارُ وُجودِ اللهِ تعالى.
2 - الشِّركُ الأكبرُ، وهو اتخاذُ ندٍّ للهِ جل وعلا
3 - ادِّعاءُ بعضِخَصائصِ اللهِ في رُبُوبِيَّتِه أو أُلُوهِيَّتِه أو أسمائِه وصِفاتِه.
4 - ادِّعاءُ النُّبُوَّةِ
5 - تكذيبُ اللهِ عز وجل وتكذيبُ رسولِه صلى الله عليه وسلم
6 - الشَّكُّ
7 - بُغْضُ اللهِ ورسولِه، وبُغْضُ دينِ الإسلامِ
8 - الاستهزاءُ باللهِ وآياتِه ورسولِه، وهو كُفْرٌ لمُنافاتِه المَحَبَّةَ الواجبةَ والتعظيمَ الواجبَ
9 - اتِّخَاذُ الكُفَّارِ أولياءَ من دونِ المؤمنينَ
10 - التَّولِّي والإِعراضُ

  #20  
قديم 23 ذو الحجة 1434هـ/27-10-2013م, 09:38 PM
ابو عبد الباري ابو عبد الباري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 145
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس التاسع: التَّحْذِيرُ من النِّفاقِ (1/3)
النِّفاقُ هو: مُخالفةُ الظاهرِ للباطِنِ، وهو على قِسْمينِ:
نِفاقٌ أكْبَرُ: هو إِظْهَارُ الإِسْلامِ وإِضْمَارُ الكُفْرِ وهو مُخْرِجٌ عن مِلَّةِ الإسلامِ.
نِفاقٌ أصْغَرُ: هو أن يَكونُ لدَى العبدِ بعضُ خِصالِ المُنافِقِينَ التي لا تُخْرِجُ من المِلَّةِ لذاتِها وهو غير يُخْرِجُ من المِلَّةِ.
أصحابُ النِّفاقِ الأكبرِ على صِنْفَيْنِ:
الصِّنْفُ الأوَّلُ: مَن لم يُسْلِمْ على الحقيقةِ، وإنما أظْهَرَ الإسلامَ خَدِيعةً ومَكْرًا ليَكِيدَ الإسلامَ وأهْلَه
الصِّنْفُ الثاني: مَن يَرْتَدُّ بعدَ إسلامِه بارتكابِه ما يَنْقُضُ الإسلامَ ويُخْرِجُ من المِلَّةِ مع إظهارِه للإسلامِ
والمنافقونَ مُتفاوِتونَ في نِفاقِهم
فمنهم المَارِدُونَ على النِّفاقِ، وهم شَدِيدُو العَداوةِ والكَيْدِ للإسلامِ والمسلمين
ومنهم مَن هو مُتَرَدِّدٌ بينَ الإسلامِ والكُفْرِ، فتَارَةً يَعْمَلُ أعمالَ المسلمين ظاهِرًا وباطِنًا، وتَارَةً يَرْتَكِبُ ما يَخْرُجُ به من دينِ الإسلامِ
الدرس العاشر: التَّحذيرُ من النِّفاقِ (2/3)
سبيلُ السلامةِ والبَراءةِ من النفاقِ هو اتِّباعُ هُدَى اللهِ جلَّ وعلا
أعمالُ المنافقين على صِنْفينِ:
الصِّنْفُ الأولُ: أعمالٌ كُفْريَّةٌ مَن وَقَعَ فيها فهو كَافِرٌ باللهِ جل وعلا، خارجٌ من دينِ الإسلامِ
الصِّنْفُ الثاني: أعمالٌ وخِصالٌ ذَمِيمةٌ، وهي وإنْ لم تَكُنْ مُكَفِّرةً لذاتِها إلا أنَّها لا تَجْتَمِعُ إلا في المُنافِقِ الخالِصِ
النفاقُ الأكبرُ لا يَجتمِعُ مع الإيمانِ بل صاحبُه كافرٌ باللهِ جل وعلا أما النفاقُ الأصغرُ فقد يكونُ في قَلْبِ المُسلمِ بَعْضُ خِصالِه
إذا تَابَ المُنافِقُ قَبْلَ موتِه وأصْلَحَ عَمَلَهُ واعْتَصَمَ باللهِ وأخلَصَ دينَه للَّهِ عز وجل فتَوْبَتُه صحيحةٌ مَقْبولةٌ وكذلك المسلمُ الذي يكونُ فيه بعضُ خِصالِ النفاقِ
مِمَّا يُنْجي من النِّفَاقِ و أعَمال المُنَافقين :
تَكْرَارُ التوبةِ والاستغفارِ، ورعايةُ حُدودِ اللهِ، وتعظيمُ أوامرِه، والبراءةُ من الشِّركِ وأهلِه، وإقامةُ الصلاةِ وإيتاءُ الزكاةِ، والنَّصِيحةُ للهِ ولرسولِه ولكتابِه ولأئِمَّةِ المسلمينَ وعامَّتِهم و مَحبَّةُ الجهادِ في سبيلِ اللهِ، وتَحْديثُ النَّفْسِ بذلك والأمرُ بالمعروفِ، والنَّهْيُ عن المُنْكَرِ، والتواصي بالحقِّ، والتواصي بالصبرِ، والتحاضُّ على طَعامِ المِسْكينِ والإنفاقُ في سبيلِ اللهِ إيمانًا واحْتسابًا.
الدرسُ الحاديَ عَشَرَ: التحذيرُ من النِّفاقِ (3/3)
جعَلَ اللهُ تعالى عُقوبةَ المُنافقينَ من أشْنَعِ العُقوباتِ في الدنيا والآخرةِ جَزَاءً وِفَاقًا لأعْمَالِهِم:
في الدنيا : فإنهم يُعاقَبُونَ بالطَّبْعِ على قُلُوبِهم وحِرْمانِهم من الفِقْهِ والعِلْمِ والهُدَى، ويُعْقِبُهم اللهُ في قُلوبِهم شَكًّا ورِيبَةً لا تُفارِقُهُم أَبَدًا كَذَلِك يُعذَّبُونَ بأموالِهم وأولادِهم حتى تَزْهَقَ أنفُسُهم،و ما يَجْعَلُه اللهُ لهم مِن البَغْضَاءِ في قُلوبِ الناسِ مهما تَوَدَّدُوا إليهم
وأما في البَرْزخِ: فإنهم إذا فارقوا هذه الحياةَ وأُدْخِلوا في قُبورِهم فإنهم في عذابٍ عظيمٍ وشَقاءٍ دائمٍ وحَسْرةٍ لا تَنْقطِعُ
أمَّا في الآخرةِ:إذا كانَ يومُ القيامةِ، وجَمَعَ اللهُ الناسَ في مَوْقِفٍ واحدٍ لفَصْلِ القَضاءِ، ثم أَمَرَ بالكُفَّارِ إلى نَارِ جَهَنَّم بَقِيَ المُؤمنونَ والمنافقونَ وغُبَّرُ أهلِ الكتابِ في المَوْقِفِ فيُكْشَفُ عن سَاقٍ فلا يَبْقَى أحَدٌ كانَ يَسْجُدُ طَائِعًا في الدنيا إلا أُذِنَ له في السُّجودِ، ولا يَبْقَى أحَدٌ كانَ يَسْجُدُ رِياءً أو نِفاقًا إلا صَارَ ظَهْرُه طَبَقَةً وَاحِدَةً كُلَّما أرادَ أن يَسْجُدَ خَرَّ لِقَفَاهُ
وفي الحسابِ يُؤْتَى بالمُنافقِ فيُعَرِّفُه اللهُ نِعَمَهُ عليه، فيَقولُ المُنافِقُ: يا رَبِّ، آمَنْتُ بكَ وبكتابِك وبرُسُلِكَ وصَلَّيْتُ وصُمْتُ وتَصَدَّقْتُ ويُثْنِي على نفسِه بخيرٍ ما استطاعَ فَيُشْهِدُ الله ُعَلَيْهِ نَفْسَهُ.
وَفيِ الصِّراطُ على مَتْنِ جَهَنَّم إذَا أُمِرَ بالعُبورِ عليه، يُعْطِى مَن في المَوْقِفِ نُورًا على قَدْرِ أعمالِهم ويُعْطِى المُنافِقُونَ نُورًا مِثْلَهم فِتْنَةً لهم؛ حتى إذا كانوا على الصِّراطِ طَفِئَ نورُ المنافقين وتَمَّ نورُ المُؤمِنِينَ
أما عَذَابُهم في نارِ جَهَنَّم فهو العَذابُ المُهِينُ الأليمُ والوبيلُ المُقِيمُ، كَتَبَ اللهُ لهم الدَّرْكَ الأسْفَلَ فيها.

  #21  
قديم 23 ذو الحجة 1434هـ/27-10-2013م, 09:54 PM
ابو عبد الباري ابو عبد الباري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 145
افتراضي

الدرسُ الثانِيَ عشَرَ: نَواقِضُ الإسلامِ
الأُصولٌ الجَامعة لِواقِضُ الإسلامِ هِي :
1. الإلحادُ، وهو إنكارُ وُجودِ اللهِ تعالى ومِن صُوَرِه:
_ نِسْبةُ الخَلْقِ إلى الطَّبيعةِ.
_ اعْتِقادُ قِدَمِ العَالَمِ، وهو أنَّ من المَخْلوقاتِ ما لا أَوَّلَ له في الأَزَلِ.
2.الشِّركُ الأكبرُ، وهو اتخاذُ ندٍّ للهِ جل وعلا، وهو على أنواعٍ:
_شِركُ العبادةِ _الشِّركُ في الرُّبوبيَّةِ_ شِرْكُ الطَّاعةِ
3.: ادِّعاءُ بعضِ خَصائصِ اللهِ في رُبُوبِيَّتِه أو أُلُوهِيَّتِه أو أسمائِه وصِفاتِه ومن صُوَرِ ذلك:
_ دَعوةُ بعضِ الطواغيتِ إلى عِبادةِ أنفسِهم.
_ ادِّعاءُ عِلْمِ الغَيْبِ.
_ ادِّعاءُ القُدْرَةِ على إحياءِ المَوْتَى.
4.ادِّعاءُ النُّبُوَّةِ ومِمَّا يَلْتَحِقُ به:
_مَن يَدَّعِي مُضاهاةَ القرآنِ وأنه يَقْدِرُ عَلَى أنْ يُنْزِلَ مِثلَ ما أنزَلَ اللهُ على رُسُلِه
5.تكذيبُ اللهِ عز وجل وتكذيبُ رسولِه صلى الله عليه وسلم ومن صُوَرِه:
_ جَحْدُ ما هو مَعلومٌ من دِينِ الإسلامِ بالضَّرورةِ
_إنكارُ شَيْءٍ من أسماءِ اللهِ تعالى وصفاتِه، بلا شُبْهةِ جَهْلٍ ولا تَأْويلٍ
_إنكارُ شَيْءٍ من القرآنِ الكَريمِ
_ادِّعاءُ الاختلافِ والتَّناقُضِ والتحريفِ في القُرآنِ الكريمِ
_إنكارُ السُّنةِ النَّبويَّةِ و _ إنكارُ البَعْثِ والجزاءِ
_عَدَمُ تكفيرِ مَن لا يَدِينُ بدِينِ الإسلامِ
_ تَصْدِيقُ مَن يَدَّعِي النُّبوَّةَ
_دَعْوَى أن رِسالةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم للعَرَبِ خَاصَّةً
_ دَعْوَى أن اللهَ تعالى يَرْضَى بأنْ يُدْعَى من دُونِه أَحَدٌ من الصالحينَ أو غَيْرِهم.
_ قَذْفُ أمِّ المؤمنينَ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها بما برَّأَها الله مِنْه، وقذفُ سائرِ أُمَّهاتِ المُؤمِنينَ كذلك.
6.الشَّكُّ
7.بُغْضُ اللهِ ورسولِه، وبُغْضُ دينِ الإسلامِ
8.الاستهزاءُ باللهِ وآياتِه ورسولِه
9.اتِّخَاذُ الكُفَّارِ أولياءَ من دونِ المؤمنينَ
10.التَّولِّي والإِعراضُ.
والنَّوَاقِضُ على دَرَجَتَيْنِ:
_ الكُفْرُ البَوَاحُ
_ما ليسَ بكُفْرٍ بَوَاحٍ، وهو على نَوْعينِ
. ما يَحْتَمِلُ أن يكونَ لصَاحِبِه ما يُعْذَرُ به من إِكْراهٍ أو ذَهَابِ عَقْلٍ أو شُبْهَةٍ من تأويلٍ أو جَهْلٍ يُعْذَرُ به
.نْ يَكونَ الناقضُ من النواقضِ المُخْتَلَفِ فيها
الكُفْرُ كُفْرانِ:
كُفْرٌ ظَاهِرٌ وكُفْرٌ بَاطِنٌ
الأَصْلُ في الحُكْمِ بالكُفْرِ أنه إلى أهلِ العلمِ وأُولِي الأَمْرِ
مِمَّا يَنْبَغِي التَّحْذِيرُ منه التَّسَرُّعُ في تَكْفيرِ مَن لم يَتَبيَّنْ كُفْرُه
أجْمَعَ أهلُ العِلْمِ على وُجوبِ قَتْلِ المُرْتَدِّ لقولِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (مَن بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ).

  #22  
قديم 8 صفر 1435هـ/11-12-2013م, 01:41 AM
خضرة محمد علي خضرة محمد علي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 147
افتراضي

الدرس التاسع: التَّحْذِيرُ من النِّفاقِ

النِّفاقُ هو: مُخالفةُ الظاهرِ للباطِنِ، وهو على قِسْمينِ :
نِفاقٌ أكْبَرُ مُخْرِجٌ عن مِلَّةِ الإسلامِ. ونِفاقٌ أصْغَرُ لا يُخْرِجُ من المِلَّةِ

- أما النِّفاقُ الأَكْبَرُ فهو إِظْهَارُ الإِسْلامِ وإِضْمَارُ الكُفْرِ.
- وأَمَّا النِّفاقُ الأصْغَرُ فهو أن يَكونُ لدَى العبدِ بعضُ خِصالِ المُنافِقِينَ التي لا تُخْرِجُ من المِلَّةِ لذاتِها كالكَذِبِ في الحديثِ وإخلافِ الوَعْدِ وخيانةِ الأمانةِ والفُجورِ في الخُصومةِ والغَدْرِ بالعَهْدِ؛ وهذه الخصالُ سُمِّيت نِفاقًا لما فيها من مُخادعةٍ ومُخالفةِ ظَاهِرِ الشَّخْصِ لباطِنِه.

وأصحابُ النِّفاقِ الأكبرِ المُخْرِجِ من المِلَّةِ على صِنْفَيْنِ:
الصِّنْفُ الأوَّلُ: مَن لم يُسْلِمْ على الحقيقةِ، وإنما أظْهَرَ الإسلامَ خَدِيعةً ومَكْرًا ليَكِيدَ الإسلامَ وأهْلَه، ولِيَأْمَنَ على نفسِه من القتلِ والتعزيرِ وإنكارِ المسلمين عليه، وهو في الباطنِ لا يُؤمِنُ باللهِ ولا باليومِ الآخِرِ.
قال تعالى: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾

صِّنْفُ الثاني: مَن يَرْتَدُّ بعدَ إسلامِه بارتكابِه ما يَنْقُضُ الإسلامَ ويُخْرِجُ من المِلَّةِ مع إظهارِه للإسلامِ، ومنهم مَن يُعْلَمُ بكُفْرِه وانْسِلاخِه من الدِّينِ، ومنهم مَن يَحْسَبُ أنه يُحْسِنُ صُنْعًا.
ويَكْثُرُ في أهلِ هذا الصِّنْفِ التَّردُّدُ والتَّذَبْذُبُ والشكُّ؛ لأنهم يَعْمَلُون ببَعْضِ أعمالِ المسلمين ويَقَعُونَ في أعمالِ الكُفْرِ والتَّكْذيبِ
قال اللهُ تعالى:﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142)
مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا﴾ [النساء: 142–143].

قال عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رضِي الله عنهما سَمِعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: ((مَثَلُ المُنافِقِ كمَثَلِ الشَّاةِ العَائِرَةِ بينَ الغَنَمَيْنِ تَعِيرُ إلى هذه مَرَّةً وإلى هذه مَرَّةً)). رواه مسلمٌ

والمنافقونَ من الصِّنْفِينِ مُتفاوِتونَ في نِفاقِهم فبَعْضُهم أعْظَمُ نِفاقًا وكُفْرًا من بَعْضٍ:

– فمنهم المَارِدُونَ على النِّفاقِ، وهم شَدِيدُو العَداوةِ والكَيْدِ للإسلامِ والمسلمين
من أَعْظَمِ صِفاتِهم وألصقِها بهم أنهم يَتَّخِذُونَ الكافرينَ أولياءَ مِن دُونِ المؤمنين، ويُفْضُون إليهم بعَوْراتِ المُسلمين، ويُحَرِّضُونَهم على حَرْبِهم والتَّسلُّطِ عليهم، ويَسْتَنْصِرُونَ بهم على ذلك.
قال اللهُ تعالى: ﴿بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139) وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140) الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141)﴾ [النساء: 138–141].

ومن المُنافِقِينَ مَن هو مُتَرَدِّدٌ بينَ الإسلامِ والكُفْرِ، فتَارَةً يَعْمَلُ أعمالَ المسلمين ظاهِرًا وباطِنًا، وتَارَةً يَرْتَكِبُ ما يَخْرُجُ به من دينِ الإسلامِ، فهو مُتَذَبْذِبٌ مُتَرَدِّدٌ، لم يُخْلِصْ دينَهُ للهِ،
وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا (137) بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ [النساء: 137–138].
وأهلُ هذا الصِّنْفِ من المنافقين يَقَعُونَ في أعمالٍ كُفْريَّةٍ مُخرِجةٍ عن المِلَّةِ؛ كمُوالاةِ الكُفَّارِ في الفِتَنِ والشدائدِ، والاستهزاءِ بالدِّينِ وسَبِّ اللهِ ورسولِه، والنُّفورِ من تَحْكيمِ الشريعةِ، وإرادةِ تَحْكيمِ الطَّاغوتِ، والتكذيبِ بوَعْدِ اللهِ، ونحوِ ذلك من الأعمالِ والأقوالِ والاعتقاداتِ التي تُخْرِجُ صاحبَها من مِلَّةِ الإسلامِ.

-العبدُ قد يَكْفُرُ بكلمةٍ يَقولُها، كما قال اللهُ تعالى في المنافقين: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ﴾
وعن أبي هُريرةَ رضِي اللهُ عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوَانِ اللهِ لا يُلْقِي لها بَالاً يَرْفَعُهُ اللهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العبدَ لَيَتكَلَّمُ بالكلمةِ من سَخَطِ اللهِ لا يُلْقِي لها بَالاً يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ)). رواه البخاريُّ.
وهذا الأمرُ يَكْثُرُ وُقوعُه عندَ الفِتَنِ ولا سِيَّما في آخِرِ الزمانِ كما في الصحيحين من حديثِ أبي هُريرةَ رضِي الله عنه أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: ((بَادِرُوا بالأعمالِ فِتَنًا كقِطَعِ الليلِ المُظْلمِ، يُصبِحُ الرَّجُلُ مُؤمِنًا ويُمْسِي كَافِرًا، ويُمْسِي مُؤْمِنًا ويُصْبِحُ كافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ من الدُّنْيَا)).

الدرس العاشر: التَّحذيرُ من النِّفاقِ (2/3)
سبيلُ السلامةِ والبَراءةِ من النفاقِ هو اتِّباعُ هُدَى اللهِ جلَّ وعلا، كما قالَ اللهُ تعالى في المنافقين: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70)﴾[النساء: 66–70].

وأعمالُ المنافقين على صِنْفينِ:
الصِّنْفُ الأولُ: أعمالٌ كُفْريَّةٌ مَن وَقَعَ فيها فهو كَافِرٌ باللهِ جل وعلا، خارجٌ من دينِ الإسلامِ، وإن صَلَّى وصام وزَعَم أنه مُسلِمٌ.
ذلك مِثْلُ: تَكْذيبِ اللهِ ورسولِه، والبُغْضِ والسبِّ والاستهزاءِ باللهِ وآياته ورسولِهِ، وتَوَلِّي الكافرينَ ومُناصَرَتِهم على المسلمين.
وهذا الصِّنْفُ يُسَمِّيهِ بعضُ أهلِ العلمِ النِّفاقَ الاعتقاديَّ، وذلك بسببِ انطواءِ القلبِ على الكفرِ

الصِّنْفُ الثاني: أعمالٌ وخِصالٌ ذَمِيمةٌ، وهي وإنْ لم تَكُنْ مُكَفِّرةً لذاتِها إلا أنَّها لا تَجْتَمِعُ إلا في المُنافِقِ الخالِصِ،وفي الصحيحين من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاصِ رضِي اللهُ عنهما قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنافِقًا خالصًا، ومَن كانت فيه خَلَّةٌ منهنَّ كانتْ فيه خَلَّةٌ من نفاقٍ حتى يَدَعَها: إذا حدَّثَ كَذَبَ، وإذا عاهَدَ غَدَرَ، وإذا وَعَدَ أخْلَفَ، وإذا خاصَمَ فَجَرَ)).

فصل: في مَن يَكونُ في قلبِه إيمانٌ ونِفاقٌ
أما النفاقُ الأكبرُ فإنه لا يَجتمِعُ مع الإيمانِ، بل صاحبُه كافرٌ باللهِ جل وعلا، وإن صلَّى وصام وزَعَمَ أنه مسلمٌ؛ لأن الكُفْرَ مُحْبِطٌ لجَميعِ العملِ، والإيمانُ والكفرُ الأكبرُ لا يَجْتمعانِ، قال اللهُ تعالى: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [المائدة: 5].
وأما النفاقُ الأصغرُ الذي لا يُخرِجُ من المِلَّةِ فقد يكونُ في قَلْبِ المُسلمِ بَعْضُ خِصالِه كما دَلَّ عليه حديثُ عبدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاصِ المُتقَدِّمُ.
وفي صَحيحِ مُسلمٍ من حديثِ أَبي هُريرةَ رضِي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن ماتَ ولَم يَغْزُ، ولَمْ يُحدِّثْ نفسَهُ بالغَزْوِ ماتَ على شُعبةٍ مِنَ النفاقِ)) رواه مسلمٌ.

-من المسلمين مَن لا يَكادُ يُصلِّي إلا على عَجَلةٍ مع تأخيرِه للصلاةِ إلى وقتِ الكَراهةِ وإساءتِه في أدائِها، كما في صحيحِ مسلمٍ من حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ رضِي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تلكَ صلاةُ المنافقِ، يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشمسَ حتى إذا كانتْ بينَ قَرْنَي الشيطانِ قامَ فنَقَرَهَا أَربعًا لا يذكُرُ اللهَ فيها إِلا قليلاً)). رواه مسلمٌ
ومَن ماتَ منهم على هذا النِّفاقِ معَ وُجودِ إيمانٍ في قلبِه؛ فإنَّه من أهلِ الكَبائرِ المُتَوعَّدِينَ بالعَذابِ الشديدِ، لكنه لا يَخْلُدُ في النارِ لبَقاءِ إسْلامِه، وقد صَحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قالَ: ((يَدْخُلُ أهلُ الجنةِ الجنةَ، وأهلُ النَّارِ النَّارَ، ثم يقولُ اللهُ تعالى: أَخْرِجوا مَن كانَ في قلبِه مِثْقالُ حَبَّةٍ مِن خَرْدَلٍ من إيمانٍ؛ فيُخْرَجونَ منها قد اسْوَدُّوا؛ فيُلْقَونَ في نَهَرِ الحَياةِ؛ فيَنْبُتونَ كمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ في جانبِ السَّيْلِ، ألَمْ تَرَ أنَّهَا تَخْرُجُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً؟))

-إذا تَابَ المُنافِقُ قَبْلَ موتِه وأصْلَحَ عَمَلَهُ واعْتَصَمَ باللهِ وأخلَصَ دينَه للَّهِ عز وجل فتَوْبَتُه صحيحةٌ مَقْبولةٌ، قال اللهُ تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146) مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147)﴾ [النساء: 145– 147].
-ويَجِبُ على المُؤْمنينَ أن يَعْمَلُوا بما يُنْجِيهِم مِن خِصالِ النِّفاقِ وأعمالِ المُنافقينَ، ومن ذلك تَكْرَارُ التوبةِ والاستغفارِ، ورعايةُ حُدودِ اللهِ، وتعظيمُ أوامرِه، والبراءةُ من الشِّركِ وأهلِه، وإقامةُ الصلاةِ وإيتاءُ الزكاةِ، والنَّصِيحةُ للهِ ولرسولِه ولكتابِه ولأئِمَّةِ المسلمينَ وعامَّتِهم.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المذاكرة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir