دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > ثلاثة الأصول وأدلتها

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 شوال 1429هـ/28-10-2008م, 11:54 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي رأس الأمر وعموده وذروة سنامه

وَفي الحَدِيثِ: ((رأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ، وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهَادُ في سَبِيلِ اللهِ))
وَاللهُ أَعْلَمُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.


  #2  
قديم 16 ذو القعدة 1429هـ/14-11-2008م, 08:58 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي شرح ثلاثة الأصول لسماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله ابن باز

(5) وفي الحديثِ : ((رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ، وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)) فعلى جميعِ المكلَّفينَ أنْ يوحِّدوا اللَّهَ،
ويعبدوهُ دونَ كلِّ ما سواهُ، وأنْ يَكْفُروا بالطاغوتِ، ويُنْكِرُوا عبادتَهُ، ويَلْتَزِمُوا بالتَّوْحِيدِ، واتباعِ شريعتهِ سبحانَهُ وتعالى، وتعظيمِ أمرِهِ ونهيِهِ.
رأسُ الأمرِ يعني: رأسُ الدينِ هوَ الإسلامُ، يعني: شهادةَ أنْ (لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ) وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، فمَنْ التزمَ بها دَخَلَ الإسلامَ.
وعمودُهُ الصلاةُ وهيَ الركنُ الثاني وهيَ أعظمُ الأركانِ بعدَ الشهادتَيْنِ، ثمَّ يَلِي ذلكَ الزكاةُ والصيامُ والحجُّ وبقيةُ أوامرِ اللَّهِ.
وذروةُ سنامهِ الجهادُ فِي سبيلِ اللَّهِ؛ لأنَّ بِهِ صيانَةَ الدينِ وحمايتَهُ، وبِهِ دعوةُ النَّاسِ إلى دينِ اللَّهِ وإِلْزَامُهُم بالحَقِّ.
فهوَ ذروةُ سنامِهِ، منْ جهةِ ما تَضَمَّنَهُ منْ حمايةِ الدينِ، والدعوةِ إلى الحقِّ .. واللَّهُ أعلمُ.


  #3  
قديم 16 ذو القعدة 1429هـ/14-11-2008م, 08:59 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي شرح ثلاثة الأصول للشيخ: محمد بن صالح العثيمين

(17) أَرَادَ المُؤَلِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى الاستدلالَ بهذا الحديثِ على أنَّ لكلِّ شيءٍ رَأْسًا، فَرَأْسُ الأمرِ الذي جاءَ بهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإسلامُ.

(18) لأنَّهُ لا يَقُومُ إلاَّ بها، ولهذا كانَ القولُ الراجحُ كُفْرَ تاركِ الصلاةِ؛ وأنَّهُ ليسَ لهُ الإسلامُ.

(19) أيْ: أَعْلاَهُ وَأَكْمَلُهُ الجهادُ في سبيلِ اللَّهِ؛ وذلكَ لأنَّ الإنسانَ إذا أَصْلَحَ نَفْسَهُ حاولَ إصلاحَ غيرِهِ بالجهادِ في سبيلِ اللَّهِ؛ ليقومَ الإسلامُ، ولتكونَ كلمةُ اللَّهِ هيَ العُلْيَا. فمَنْ قَاتَلَ لتكونَ كلمةُ اللَّهِ هيَ العُلْيَا فهوَ في سبيلِ اللَّهِ. وَصَارَ ذُرْوَةَ السَّنَامِ؛ لأنَّ بهِ عُلُوَّ الإسلامِ على غيرِهِ.

(20) خَتَمَ شيخُ الإسلامِ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الوَهَّابِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى رِسَالَتَهُ هذهِ بِرَدِّ العِلْمِ إلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، والصلاةِ والسلامِ على نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وبهذا انْتَهَت الأصولُ الثلاثةُ وما يَتَعَلَّقُ بها، فَنَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أنْ يُثِيبَ مُؤَلِّفَهَا أَحْسَنَ ثوابٍ، وأنْ يَجْعَلَ لنا نَصِيبًا منْ أَجْرِهَا وَثَوَابِهَا، وأنْ يَجْمَعَنَا وَإِيَّاهُ في دارِ كَرَامَتِهِ، إنَّهُ جَوَادٌ كريمٌ، والحمدُ للَّهِ رَبِّ العالمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.


  #4  
قديم 16 ذو القعدة 1429هـ/14-11-2008م, 09:01 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي حاشية ثلاثة الأصول للشيخ: عبد الرحمن بن محمد ابن قاسم

المتن :
وَفي الحَدِيثِ : ((رأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ(23)، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ(24)، وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهَادُ في سَبِيلِ اللهِ(25))).
وَاللهُ أَعْلَمُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ(26).


______________________

الحاشية :

(23) يَعْنِي: رَأْسَ الدِّينِ، الذِي جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو: الإِسْلاَمُ.
فمَنِ انْتَسَبَ إِلَى مَا جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وادَّعَى أنَّه مِن أُمَّةِ الإِجَابَةِ وقَدْ فُقِدَ منه رَأْسُ الأَمْرِ وحَقِيقَتُه، وهو الإِسْلاَمُ، فَلَيْسَ مِن أُمَّةِ الإِجَابَةِ.
والإِسْلاَمُ هو المِلَّةُ والدِّينُ، فَمَنْ فُقِدَ منه، فَقَدْ كَذَبَ وافْتَرَى في دَعْوَاهُ الاسْتِجَابَةَ للَّهِ ورَسُولِهِ، كَمَا أَنَّ الحَيَوانَ، إِذَا فُقِدَ منه رَأْسُهُ، فأَيُّ شَيْءٍ يَنْفَعُ سَائِرُ جَسَدِه؟‍!
فَمَنْ ادَّعَى أنَّه مِن أُمَّةِ الإِجَابَةِ، وقَدْ فُقِدَ منه الإِسْلاَمُ، رَأْسُ الأَمْرِ وأَسَاسُه، إِفْرَادُ اللَّهِ بالعِبَادَةِ، فَلاَ وُجُودَ لِمَا يَدَّعِيهِ، لِفَقْدِ حَقِيقَةِ الانْتِسَابِ.
قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ: (كُلُّ اسْمٍ عَلِقَ بأَسْمَاءِ الدِّينِ مِن إِسْلاَمٍ، أو إِيمَانٍ أو غَيْرِهِمَا، إِنَّمَا يَثْبُتُ، لِمَن اتَّصَفَ بتِلْكَ الصِّفَةِ المُوجِبَةِ لذلك) ا. هـ.
كَمَنِ ادَّعى: أنَّه مُتَّبِعٌ لرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو يَدْعُو مَعَ اللَّهِ غَيْرَه، كَأَنْ يَسْأَلَه قَضَاءَ الحَاجَاتِ، وتَفْرِيجَ الكُرُباتِ، ويَزْعُمُ أنَّ ذلك قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ، وأَنَّه مِمَّا يُحِبُّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلاَ رَيْبَ أَنَّه هو المُضَادُّ المُعَانِدُ، المُعَادِي للنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، المُنْقِصُ المُسْتَهْزِئُ بدينِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فإِذَا كَانَ يُقِرُّ أَنَّ اتِّبَاعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو الحَقُّ، ومَعَ ذَلِكَ يَعْمَلُ بِخِلاَفِه، فَقَدْ عَكَسَ الدِّينَ، والشَّرْعَ جَمِيعًا، وخَالَفَ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومَرَقَ مِن الإِسْلاَمِ، حَيْثُ جَعَلَ الشِّرْكَ تَوْحِيدًا، وزَعَمَ أنَّ هذا مِمَّا أَمَرَ به، فَعَطَّلَ الدِّينَ والشَّرْعَ جَمِيعًا.

(24) هذا فيه عِظَمُ شَأْنِ الصَّلاَةِ، وأَنَّها مِن الدِّينِ بِهَذَا المَكانِ العَظِيمِ، وهو: أَنَّ مَكَانَهَا مِن الدِّينِ مَكَانُ العَمُودِ مِن الفُسْطَاطِ، فكَمَا أَنَّ عَمُودَ الفُسْطَاطِ إِذَا سَقَطَتْ سَقَطَ الفُسْطَاطُ، فكَذَلِكَ إذا فُقِدَت الصَّلاَةُ، سَقَطَ دِينُ تَارِكِهَا، ولَمْ يَبْقَ لَهُ دِينٌ؛ لأَِنَّ مُجَرَّدَ تَرْكِ الصَّلاَةِ، كُفْرٌ مُخْرِجٌ مِن المِلَّةِ.
وهذا الحَدِيثُ: مِن أَدِلَّةِ مَا اخْتَارَه الإِمَامُ أَحْمَدُ وغيرُه، أَنَّه إِذَا تَرَكَها كَسَلاً، فهو كَافِرٌ،
فإِنَّ قولَه: (عَمُودُه الصَّلاَةُ) يَدُلُّ عَلَى أَنَّ المُرَادَ فِعْلُ الصَّلاَةِ، لَيْسَ المُرَادُ الإِقْرَارَ بِهَا.
فإِنَّ المُبْتَدَأَ والخَبَرَ، مَعْرِفَتانِ يَقْتَضِيَانِ الحَصْرَ، وأَنَّها وحْدَها عَمُودُ الدِّين.
وأَمَّا جَحْدُ وجُوبِهَا فَكُفْرٌ إِجْمَاعًا، وإنْ فَعَلَهَا، كَمَا أنَّ جَحْدَ شَيْءٍ مُجْمَعٍ عَلَيْهِ عندَ الأئِمَّةِ كُفْرٌ.

(25) ذُرْوَةُ الشَّيْءِ أَعْلاَهُ، وذُرْوَةُ البَعِيرِ سَنَامُه، وهو أَعْلاَهُ وأَرْفَعُه، وهذا يُفِيدُ: أنَّ الجِهَادَ هو أَعْلَى، وأَرْفَعُ خِصَالِ الدِّينِ؛ وذَلِكَ لأَِنَّ فيه بَذْلَ المُهَجِ، التي لَيْسَ شَيْءٌ أَنْفَسَ منها، ولاَ يُعَادِلُها شَيْءٌ البتَّةَ، فيَبْذُلُ مُهْجَتَه، ويَبْذُلُ مَالَه لظُهُورِ الدِّينِ وتَأْييدِه، وجِهَادِ الكُفَّارِ والمُنَافِقِينَ، فبِذَلِكَ اسْتَحَقَّ أَنْ يَكُونَ مِن الدِّينِ بِهَذَا المَكَانِ:
- قَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ}.
- {وجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}.
- {تُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ}.
وغيرُ ذَلِكَ مِن الآياتِ، والأحاديثِ المُسْتَفِيضَةِ، في فَضْلِ الجِهَادِ، والحَثِّ عَلَيْهِ؛ وهو رُكْنٌ مِن أَرْكَانِ الدِّينِ.

(26) خَتَمَ المُصَنِّفُ رَحِمَه اللَّهُ، هذِه النُّبْذَةَ الجَلِيلَةَ كغيرِه، بِرَدِّ العِلْمِ إلى مَن هو بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ عِلْمًا، وسَأَلَه أنْ يُثْنِيَ عَلَى نَبِيِّهِ وآلِهِ وصَحْبِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وأَصْحَابِهِ، وسَلَّمَ تَسْليمًا كَثِيرًا.


  #5  
قديم 16 ذو القعدة 1429هـ/14-11-2008م, 09:03 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي حصول المأمول لفضيلة الشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان

(15) قولُهُ: (وفي الحديثِ: ((رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ)) ) أرادَ المصنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ بهذا الحديثِ الاستدلالَ علَى أنَّ لكلِّ شيءٍ رأسًا، وأنَّ رأسَ الأمْرِ الذي جاءَ بهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ هوَ الإسلامُ.
وقدْ جاءَ تفسيرُهُ في روايَةٍ أُخرَى بالشهادتينِ، فمَنْ لم يُقِرَّ بهما باطنًا وظاهرًا فليسَ مِن الإسلامِ في شيءٍ.
وقولُهُ: ((وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ)) أيْ: قِوامُ الدِّينِ الذي لا يَقومُ الدِّينُ إلاَّ بهِ - كما يَقومُ الفُسطاطُ علَى عَمودِهِ - هوَ الصلاةُ.
وهذا دَليلٌ بَيِّنٌ علَى عِظَمِ شَأْنِ الصلاةِ، وأنَّها مِن الدِّينِ بهذا المكانِ العظيمِ، وأنَّ مَكَانَها مِن الدِّينِ مِنه مَكانُ العَمودِ مِن الفُسطاطِ، وهوَ بيتٌ مِنْ شَعَرٍ، فهوَ قائمٌ ما وُجِدَ العَمودُ، ولوْ سُحِبَ العَمودُ مِنه ما نَفَعَت الأطنابُ، وسَقَطَ البيتُ علَى الأرضِ.
وفي هذا دليلٌ علَى أنَّ الذي يَتْرُكُ الصلاةَ لم يَبْقَ لهُ دِينٌ، ولذلكَ اسْتَدَلَّ الإمامُ أحمدُ رَحِمَهُ اللهُ وغيرُهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ الذينَ يَقولُونَ: بأنَّ تارِكَ الصلاةِ كَسَلاً كافرٌ، اسْتَدَلُّوا بهذا الحديثِ.
ووَجْهُ الاستدلالِ: أنَّهُ أَخْبَرَ أنَّ الصلاةَ مِن الإسلامِ بِمَنْزِلةِ العَمودِ الذي تَقومُ عليهِ الخيمةُ، فكما تَسْقُطُ الخيمةُ بسُقوطِ عَمودِها، فكذا يَذْهَبُ الإسلامُ بذَهابِ الصلاةِ.
وليسَ في الحديثِ تعرُّضٌ لكونِهِ مُعْتَرِفًا بها أوْ جاحدًا لوُجوبِها، بلْ هوَ ظاهِرٌ في التَّرْكِ مُطْلَقًا، واللهُ أَعْلَمُ.

(16) قولُهُ: ((وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ)) الذِّروةُ: بكَسْرِ الذالِ وضَمِّها وفَتْحِها، وذِروةُ الشيءِ: أعلاهُ، وذِروةُ البعيرِ: سَنامُهُ، وهوَ أَعْلَى شيءٍ فيهِ.
وهذا الحديثُ يَدُلُّ علَى أنَّ الجهادَ هوَ أَعْلَى شيءٍ في الدِّينِ؛ لأنَّ الجهادَ فيهِ بَذْلٌ للنفْسِ التي هيَ أَغْلَى وَأَثْمَنُ شيءٍ عندَ الإنسانِ.
وما ذَكَرَهُ الْمُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ هوَ جُزءٌ مِنْ حديثِ مُعاذِ بنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، وهوَ حديثٌ طَويلٌ أَوَّلُهُ: (قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بعملٍ يُدْخِلُنِي الجنَّةَ ويُباعِدُني مِن النارِ، قالَ: ((لقدْ سأَلْتَ عنْ عظيمٍ)) ) الحديثَ.

(17) قولُهُ: (وَاللهُ أَعْلَمُ) خَتَمَ الشيخُ رَحِمَهُ اللهُ هذه الرسالةَ الْمُفِيدَةَ كغيرِهِ بِرَدِّ الْعِلْمِ إلَى اللهِ تعالَى المحيطِ بكلِّ شيءٍ عِلْمًا.

(18) قولُهُ: (وَصَلَّى اللهُ علَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ) جُملةُ (صَلَّى) خَبَرِيَّةٌ لَفْظًا، إنشائيَّةٌ معنًى؛ لأنَّ الشيخَ لا يُريدُ مُجَرَّدَ الإخبارِ بأنَّ اللهَ صَلَّى علَى مُحَمَّدٍ، وإنَّمَا يُريدُ الدعاءَ، فالمعنَى: اللَّهمَّ صَلِّ...
والصلاةُ مِن اللهِ تعالَى علَى نَبِيِّهِ ثَناؤُهُ عليهِ في الْمَلأَِ الأَعْلَى؛ أيْ: عندَ الملائكةِ الْمُقَرَّبِينَ، كما قالَ ذلكَ أبو العاليَةِ، ورواهُ البخاريُّ في (صحيحِه).
وهذا أَحْسَنُ ما قيلَ في معنَى ذلكَ.
وقولُهُ: (وآلِهِ) فيهم خِلافٌ، والأَظْهَرُ أنَّ الآلَ إذا ذُكِرُوا وَحْدَهم، فالْمُرَادُ: جَمِيعُ أَتباعِهِ علَى دِينِهِ كما هنا، أمَّا إذا قُرِنَتْ بالأتباعِ فقيلَ: آلُهُ وأَتباعُهُ، فالآلُ: هم المؤمِنونَ مِنْ آلِ بيتِهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ.
وقولُهُ: (وصَحْبِهِ) اسمُ جَمْعِ صَاحِبٍ، ويُجْمَعُ علَى أَصحابٍ، والْمُرَادُ: أصحابُهُ، وهم كلُّ مَن اجْتَمَعَ بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ مؤمِنًا وماتَ علَى ذلكَ.
وعَطْفُهُ مِنْ بابِ عَطْفِ الخاصِّ علَى العامِّ.
قولُهُ: (وسَلَّمَ) معطوفٌ علَى قولِهِ: (وصَلَّى اللهُ)، وهيَ خَبريَّةٌ لَفْظًا إِنشائيَّةٌ معنًى؛ أي: اللَّهمَّ سَلِّمْهُ؛ أيْ: مِن النقائصِ والرذائلِ والآفاتِ، وفي الجمْعِ بينَهما سِرٌّ بَديعٌ، ففي الصلاةِ حُصولُ المطلوبِ وهوَ الثناءُ عليهِ، وفي السلامِ زَوالُ المرهوبِ.
وإلَى هنا انتهَى ما أَرَدْنا كِتابتَهُ علَى هذه النُّبْذَةِ المفيدةِ، نَسألُ اللهَ تعالَى أن يَكْتُبَ الأَجْرَ لِمُؤَلِّفِها ومَنْ شَرَحَها، وقَرَأَها عامِلاً بِمَا فيها مِنْ كتابِ اللهِ تعالَى وسُنَّةِ رسولِهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ.
والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصَلَّى اللهُ علَى عَبْدِهِ ورَسولِهِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أَجمعينَ.


  #6  
قديم 16 ذو القعدة 1429هـ/14-11-2008م, 09:04 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي شرح معالي الشيخ :صالح بن عبدالعزيزبن محمد آل الشيخ (مفرغ)


[شرح حديث: (رأس الأمر الإسلام...) الحديث]
قال: بعد ذلك: (وفي الحديث: ((رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله)) والله أعلم. تمت هذه الرسالة) .
وأسأل الله - جل وعلا - أن ينفعني وإياكم بما سمعنا، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشداً، وأن يجعلنا من المتعلمين حق التعلم، العاملين بما نعلم، نسأله اللهم أن يجعلنا من أهل التوحيد، الذين يُعلون رايته، وينافحون عنه، ويدافعون عنه، وعن أهله.
وأسأله لي ولكم العفو والغفران من جميع الزلل والسيئات، وأستغفر الله لذنبي ولذنوب جميع المسلمين.
وأسأله أن يعفو عني ما حصل مني في هذا الشرح الموجز من غلط لسان، أو سهو جنان، أو انتقالٍ للذهن، وقد اختصرنا في آخر هذا اليوم في الأخير، اختصرنا، وكان حقها أن تبسط أكثر من ذلك بكثير لكن لأجل انتهاء هذه الدروس.

وهذا هو يوم الأربعاء الثامن من ربيع الأول لعام أربعة عشر وأربعمائة وألف.
اللهم اجعل بقية أعمارنا خيراً مما سلف منها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


  #7  
قديم 16 ذو القعدة 1429هـ/14-11-2008م, 09:05 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي العناصر

بيان رأس الأمر وعموده وذروة سنامه
شرح حديث (رأس الأمر الإسلام...) الحديث
ختم المؤلف رسالته برد العلم إلى عالمه والصلاة والسلام على رسول الله
- شرح قوله : صلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين


  #8  
قديم 16 ذو القعدة 1429هـ/14-11-2008م, 09:05 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي الأسئله

الأسئلة
س1: لِمَ أرسل الله الرسل؟ مع ذكر الدليل.
س2: من أول الرسل؟ ومن هو خاتمهم؟ مع ذكر الدليل.
س3: ما الدليل على أن الله بعث في كل أمة رسولاً ؟
س4: عرف الطاغوت لغةً وشرعاً، مع التوضيح.
س5: عدد رؤوس الطواغيت.
س6: ما حكم التحاكم إلى الطاغوت ؟
س7: ما حكم من حكم بغير ما أنزل الله ؟
س8: بين دلالة قول الله تعالى : {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى} على معنى لا إله إلا الله ؟
س9: فسر باختصار الآيات التالية، مع بيان وجه استدلال المؤلف بها:
‌أ) قوله تعالى: {رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} .
‌ب) قوله تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده} .
‌ج) قوله تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} .
س10: اشرح حديث: ((رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله)) باختصار.
س11: ترجم بإيجاز لابن القيم رحمه الله تعالى.
س12: ختم المؤلف رحمه الله تعالى ورفع درجته رسالته القيمة بقوله: (والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلَّم)، اذكر الفوائد العلمية لهذه الخاتمة.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأمر, رأس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir