دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 جمادى الأولى 1431هـ/6-05-2010م, 03:33 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب النكاح: الباب الأول: المقدمات

الكتاب الثاني: في النكاح
الباب الأول: في المقدمات
الفصل الأول: في زواج رسول الله - صلى الله علسه وسلم - وأزواجه رضي الله عنهن
عائشة
8941 - (خ م ت) عروة عن عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أريتك في المنام ثلاث ليال. جاءني بك الملك في سرقة من حرير. فيقول: هذه امرأتك. فأكشف عن وجهك. فإذا أنت هي. فأقول: إن يك من عند الله يمضه». وفي رواية: «أريتك في المنام مرتين». وذكر نحوه. أخرجه البخاري. ومسلم.
وفي رواية الترمذي: «أن جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. فقال: هذه زوجتك في الدنيا والآخرة».

[شرح الغريب]
السرقة: واحدة السرق. وهي الشقق البيض من الحرير خاصة.

8942 - (خ) عائشة - رضي الله عنها -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «خطب عائشة إلى أبي بكر. فقال أبو بكر: إنما أنا أخوك. فقال: أنت أخي في الله. وكتابه. وهي حلال». أخرجه البخاري هكذا مرسلا.
8943 - (خ) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «قلت: يا رسول الله. أرأيت لو نزلت واديا فيه شجر قد أكل منها. ووجدت شجرا لم يؤكل منها. في أيّها كنت ترتع بعيرك؟ قال: في التي لم يرتع منها». يعني: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يتزوج بكرا غيرها. أخرجه البخاري.
وقد أخرج الحميدي هذه الأحاديث الثلاثة حديثا واحدا في المتفق عليه بين البخاري. ومسلم. وكل واحد منهما منفرد برأسه مستقبل بمعناه. ثم الثاني. والثالث من أفراد البخاري.

[شرح الغريب]
الرتع: الاتساع في الخصب. ورتع البعير. وأرتعه صاحبه: أرسله في المرعى. واختاره له.

8944 - (خ م د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «تزوّجني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا بنت ست سنين. فقدمنا المدينة. فنزلنا في بني الحرث بن الخزرج. فوعكت فتمرّق شعري. فوفّى جميمة. فأتتني أمّي - أم رومان - وإني لفي أرجوحة. ومعي صواحب لي. فأتيتها لا أدري ما تريد مني؟ فأخذت بيدي حتى وقّفتني على باب الدار. وإني لأنهج. حتى سكن بعض نفسي.
ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي. ثم أدخلتني الدار. فإذا نسوة من الأنصار في البيت. فقلن: على الخير والبركة. وعلى خير طائر. فأسلمتني إليهن. فأصلحن من شأني. فلم يرعني إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فأسلمنني إليه. وأنا يومئذ بنت تسع سنين».
وفي رواية نحوه. إلا أن فيه: «فأخذت بيدي. فأوقفتني على الباب. فقلت: هه. هه. حتى ذهب نفسي». وفيه: «فغسلن رأسي. وأصلحنني. فلم يرعني إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فأسلمنني إليه».
وفي أخرى: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- تزوجها وهي بنت ست سنين. وأدخلت عليه وهي بنت تسع. ومكثت عنده تسعا».
وفي أخرى: «عن عروة». ولم يقل: «عن عائشة». مثله.
وفي أخرى عن عروة قال: «توفيت خديجة قبل مخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة بثلاث سنين. فلبث سنتين - أو قريبا من ذلك - ونكح عائشة وهي بنت ست سنين. وبنى بها وهي بنت تسع سنين».
وهذا أيضا موقوف على عروة. أخرجه البخاري. ومسلم.
ولمسلم عن عائشة: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- تزوجها وهي بنت سبع سنين. وزفّت إليه وهي بنت تسع سنين. ولعبها معها. ومات عنها وهي بنت ثماني عشرة». وفي أخرى: «تزوجها وهي بنت ست سنين. وبنى بها وهي بنت تسع. ومات عنها. وهي بنت ثماني عشرة».
وفي رواية أبي داود قالت: «تزوجني وأنا ابنة سبع - زاد في رواية: أو ست - ودخل بي. وأنا ابنة تسع».
وفي أخرى له قالت: «لما قدمنا المدينة جاءني نسوة. وأنا ألعب على أرجوحة. وأنا مجمّمة. فذهبن بي. وهيّأنني وصنّعنني. ثم أتين بي رسول اله -صلى الله عليه وسلم- وأنا بنت تسع سنين».
وفي رواية بهذا الحديث. قالت: «وأنا على أرجوحة. ومعي صواحبي. فأدخلنني بيتا. فإذا نسوة من الأنصار. فقلن: على الخير والبركة».
وفي أخرى قالت: «فقدمنا المدينة. فنزلنا في بني الحرث بن الخزرج. فوالله إني لعلى أرجوحة بين عذقين. فجاءتني أمي. فأنزلتني ولي جميمة». وساق الحديث.
وفي رواية النسائي قالت: «تزوّج بي النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنا بنت ست. وبنى بي وأنا بنت تسع».
وفي أخرى: «تزوجني لتسع سنين. وصحبته تسعا».
وفي أخرى: «تزوجها وهي بنت تسع ومات عنها وهي بنت ثماني عشرة».
وفي أخرى: «تزوجني وأنا ابنة تسع سنين. وأنا ألعب بالبنات».
وفي رواية ذكرها رزين نحوا من ذلك. وفيه: «لم أنشب أن جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودخل. وذلك ضحى. ثم أهدي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لبن. فقال للنسوة: اشربن منه. واسقين صاحبتكم - يعنيني - فقلن: ما نريده. واستحين. فقال: لا تجمعن جوعا وكذبا. اشربن. فشربن».

[شرح الغريب]
تمرق الشعر: وامرق. سقط. وانتشر من مرض أوعلة تعرض له.
جميمة: تصغير الجمة. وجمة الإنسان: مجمع شعر ناصيته.
وفى: إذا كثر.
هه هه: حكاية تتابع النفس من التهيج. وقيل: أرادت حكاية صوت البكاء.
العذق: بفتح العين: النخلة نفسها.
مجممة: لها جمة. كما يكون شعر الصغار.

حفصة
8945 - (خ س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «إنّ عمر حين تأيّمت حفصة من خنيس بن حذافة السّهميّ - وكان من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد شهد بدرا. توفي بالمدينة - قال عمر: فلقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة. فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنة عمر. فقال: سأنظر في أمري. فلبثت ليالي. ثم لقيني. فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا.
قال عمر: فلقيت أبا بكر الصديق. فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة ابنة عمر. فصمت أبو بكر. فلم يرجع إليّ شيئا. فكنت أوجد عليه مني على عثمان.
فلبثت ليالي. ثم خطبها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فأنكحتها إياه. فلقيني أبو بكر. فقال: لعلّك وجدت عليّ حين عرضت عليّ حفصة. فلم أرجع إليك شيئا. قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت عليّ. إلا أنني كنت علمت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد ذكرها. فلم أكن لأفشي سرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ولو تركها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقبلتها». يقال: انفرد معمر بقوله فيه: «إلا أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكرها». وسائر الرواة يقول: «علمت».
قال فيه الراوي عن معمر حبيش - بالحاء المهملة. والشين المعجمة. والباء - وهو تصحيف. وإنما هو بالخاء المعجمة. والنون. والسين المهملة.
واختصر البخاري رواية معمر. احترازا مما وقع للراوي فيه. فقال: «إنّ عمر حين تأيّمت حفصة من ابن حذافة السهمي». ولم يسمّه. وقطعه عند قوله: «قال عمر: فلقيت أبا بكر. فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة». لم يزد. أخرجه البخاري. والنسائي.

[شرح الغريب]
تأيمت المرأة: مات زوجها أو فارقها. وقيل: الأيم: التي لا زوج لها تزوجت أو لم تتزوج. والرجل أيضا: أيم.
الموجدة: الغضب والغيظ.

8946 - (د س) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- طلّق حفصة. ثم راجعها». أخرجه أبو داود. والنسائي.
أم سلمة
8947 - (س) عمر بن أبي سلمة: عن أم سلمة «لما انقضت عدّتها بعث إليها أبو بكر يخطبها عليه. فلم تزوّجه. فبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمر بن الخطاب يخطبها عليه. فقالت: أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أني امرأة غيرى. وأني امرأة مصبية. وليس أحد من أوليائي شاهد. فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له. فقال: ارجع إليها. وقل لها: أما قولك: إني امرأة غيرى. فأدعو الله عز وجل فيذهب غيرتك. وأما قولك: إني امرأة مصبية. فستكفين صبيانك. وأما قولك: ليس أحد من أوليائي شاهد. فليس أحد من أوليائك شاهد ولا غائب يكره. فقالت لابنها: يا عمر. قم فزوّج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فزوّجه». أخرجه النسائي.

[شرح الغريب]
امرأة غيري: كثيرة الغيرة.
امرأة مصبية: ذات صبيان وأولاد صغار.

زينب بنت جحش
8948 - (م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «لما انقضت عدة زينب قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لزيد: اذهب. فاذكرها عليّ. قال: فانطلق زيد حتى أتاها. وهي تخمّر عجينها. قال: فلما رأيتها عظمت في صدري. حتى ما أستطيع أن أنظر إليها: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكرها. فولّيتها ظهري. ونكصت على عقبي. فقلت: يا زينب. أرسلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكرك. قالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربّي. فقامت إلى مسجدها. ونزل القرآن.
وجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فدخل عليها بغير إذن. قال: وقال: ولقد رأيتنا أطعمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الخبز واللحم. حين امتدّ النهار. فخرج الناس. وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام. فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واتّبعته. فجعل يتّبع حجر نسائه. ويسلّم عليهن ويقلن: يا رسول الله. كيف وجدت أهلك؟ قال: فما أدري. أنا أخبرته: أن القوم قد خرجوا. أو غيري. قال: فانطلق حتى دخل البيت. فذهبت أدخل معه. فألقى الستر بيني وبينه. ونزل الحجاب. قال: ووعظ القوم بما وعظوا به».
زاد في رواية: «ذكر الآية: {لا تدخلوا بيوت النبي...... - إلى قوله - لا يستحي من الحق} 33: 53».
وفي رواية أبي كامل. قال: سمعت أنسا يقول: «ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أولم على امرأة ما أولم على زينب. فإنه ذبح شاة». أخرجه مسلم.
وقد أخرج هذا المعنى في ذكر الوليمة. وتحدّث القوم. ونزول الآية البخاري. والترمذي. والنسائي. وقد تقدم ذكر ذلك في تفسير سورة الأحزاب من كتاب تفسير القرآن. من حرف التاء. ولم نثبت ههنا إلا علامة مسلم. حيث انفرد بالزيادة التي في أول الحديث. وأضفنا إليه علامة النسائي. فإنه أخرج الزيادة التي في أول الحديث.
وهذا لفظه. قال: «لما انقضت عدّة زينب قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لزيد: اذكرها عليّ. قال زيد: فانطلقت. فقلت: يا زينب. أبشري. أرسلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكرك. فقالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربّي. فقامت إلى مسجدها. ونزل القرآن. وجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فدخل بغير إذن».

أم حبيبة بنت أبي سفيان
8949 - (د س) حبيبة بنت أبي سفيان - رضي الله عنها -: من حديثها: «أنها كانت تحت عبد الله بن جحش. فمات بأرض الحبشة. فزوجها النجاشيّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-. وأمهرها عنه أربعة آلاف. وبعث بها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع شرحبيل بن حسنة».
وفي رواية: «أنّ النجاشي زوّج أم حبيبة بنت أبي سفيان من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على صداق أربعة آلاف درهم. وكتب بذلك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقبل». أخرجه أبو داود.
وفي رواية له: «أنها كانت تحت عبد الله بن جحش. فهلك عنها - وكان فيمن خرج إلى أرض الحبشة - فزوجها النجاشي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي عندهم».
وفي رواية النسائي: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تزوجها وهي بأرض الحبشة. زوّجها النجاشي. وأمهرها أربعة آلاف. وجهّزها من عنده. وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة. ولم يبعث إليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشيء. وكان مهور نسائه أربعمائة درهم».

[شرح الغريب]
مهرت. المرأة وأمهرتها: إذا جعلت لها مهرا وسقت إليها مهرها.

صفية رضي الله عنها
8950 - (خ م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خيبر. فلمّا فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حييّ بن أخطب. وقد قتل زوجها. وكانت عروسا. فاصطفاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لنفسه. فخرج بها حتى بلغنا سدّ الرّوحاء. فبنى بها. ثم صنع حيسا في نطع صغير. ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: آذن من حولك. فكانت تلك وليمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على صفية. ثم خرجنا إلى المدينة. قال: فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحوّي لها وراءه بعباءة. ثم يجلس عند بعيره. فيضع ركبته. فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب».
وفي رواية: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلّى الصبح قريبا من خيبر بغلس. ثم ركب. فقال: الله أكبر. خربت خيبر. إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين. فخرجوا يسعون في السكك. ويقولون: محمد والخميس - قال: والخميس: الجيش - فظهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقتل المقاتلة. وسبى الذراريّ. فصارت صفية لدحية الكلبي. وصارت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ثم تزوجها. وجعل عتقها صداقها. فقال عبد العزيز لثابت: يا أبا محمد. أنت سألت أنسا ما مهرها؟ قال: أمهرها نفسها. فتبسم». زاد في رواية: «فحرك ثابت رأسه. تصديقا له». أخرجه البخاري. ومسلم.
وللبخاري قال: «سبى النبي -صلى الله عليه وسلم- صفية. فأعتقها وتزوجها. فقال ثابت لأنس: ما أصدقها؟ قال: نفسها فأعتقها».
وفي أخرى له: «أنّ صفية كانت في السبي. فصارت إلى دحية. ثم صارت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-».
وفي أخرى له: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أقام على صفية بنت حييّ بطريق خيبر ثلاثة أيام. حتى أعرس بها. وكانت فيمن ضرب عليها الحجاب».
زاد في رواية: «فأصبنا من لحوم الحمر. فنادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنّ الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر. فإنها رجس». ومنهم من قال عنه: «فإنه رجس. أو نجس». وأن المنادي «كان أبو طلحة».
وفي رواية لمسلم عن أنس: «كنت ردف أبي طلحة يوم خيبر. وقدمي تمسّ قدم النبي -صلى الله عليه وسلم-. قال: فأتينا حين بزغت الشمس. وقد أخرجوا مواشيهم. وخرجوا بفئوسهم. ومكاتلهم. ومرورهم. فقالوا: هذا محمد. والخميس. قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خربت خيبر. إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين. قال: وهزمهم الله. ووقعت في سهم دحية جارية جميلة. فاشترها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسبعة أرؤس. ثم دفعها إلى أم سليم تصنّعها وتهيئها. قال: وأحسبه قال: وتعتدّ في بيتها. وهي صفية بنت حيي. قال: فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليمتها التمر. والأقط. والسمن. فحصت الأرض أفاحيص. وجيء بالأنطاع. فوضعت فيها. وجيء بالأقط والسمن. فشبع الناس. قال: وقال الناس: لا ندري: أتزوجها. أم اتخذها أم ولد؟ فقالوا: إن حجبها فهي امرأته. وإن لم يحجبها فهي أم ولد. فلما أراد أن يركب حجبها. فقعدت على عجز البعير. فعرفوا أنه قد تزوجها. فلما دنوا من المدينة دفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودفعنا. قال: فعثرت الناقة العضباء. وندر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وندرت. فقام فسترها. وقد أشرفت النساء. فقلن: أبعد الله اليهودية. قال: قلت: يا أبا حمزة. أوقع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: إي والله لقد وقع. قال أنس: وشهدت وليمة زينب. فأشبع الناس خبزا ولحما. وكان يبعثني فأدعو الناس. فلما فرغ قام وتبعته. وتخلف رجلان استأنس بهما الحديث لم يخرجا. قال: فجعل يمر على نسائه. فيسلّم على كل واحدة منهم: سلام عليكم. كيف أنتم يا أهل البيت؟ فيقولون: بخير يا رسول الله. كيف وجدت أهلك؟ فيقول: بخير.فلما فرغ رجع. ورجعت معه. فلما بلغ الباب إذا هو بالرجلين قد استأنس بهما الحديث. فلما رأياه قد رجع قاما فخرجا. فوالله ما أدري: أنا أخبرته. أم أنزل عليه الوحي بأنهما قد خرجا؟ فرجع ورجعت معه. فلما وضع رجله في أسكفّة الباب أرخى الحجاب بيني وبينه. وأنزل الله عز وجل: 33: 53 {لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم الآية}».
وفي أخرى له قال: «صارت صفية لدحية في مقسمه. وجعلوا يمدحونها عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ويقولون: ما رأينا في السبي مثلها. قال: فبعث إلى دحية. فأعطاه بها ما أراد. ثم دفعها إلى أمي. فقال: أصلحيها. ثم خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من خيبر. حتى إذا جعلها في ظهره نزل. ثم ضرب عليها القبة. فلما أصبح قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من كان عنده فضل زاد فليأتنا به. قال: فجعل الرجل يجيء بفضل التمر وفضل السّويق. حتى جعلوا من ذلك سوادا حيسا. فجعلوا يأكلون من ذلك الحيس. ويشربون من حياض إلى جنبهم من ماء السماء.
قال: فقال أنس: فكانت تلك وليمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليها. قال: فانطلقنا حتى إذا رأينا جدر المدينة هششنا إليها. ورفّعنا مطيّنا. ورفّع رسول الله مطيّته. قال: وصفية خلفه قد أردفها. قال: فعثرت مطية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فصرع وصرعت. قال: فليس أحد من الناس ينظر إليه ولا إليها. حتى قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسترها.
قال: فأتيناه. فقال: لم نضرّ. قال: فدخلنا المدينة. فخرج جواري نسائه يتراءينها ويشمتن بصرعتها».
وأخرج أبو داود طرفا من ذلك. قال: «صارت صفية لدحية الكلبي. ثم صارت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-». وفي رواية قال: «وقع في سهم دحية جارية جميلة. فاشتراها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسبعة أرؤس. ثم دفعها إلى أم سليم تصنّعها وتهيئها - قال حماد: وأحسبه قال: وتعتدّ في بيتها - وهي صفية بنت حييّ». وأخرج النسائي الرواية الثانية من أفراد البخاري. وله في أخرى قال: «أقام النبي -صلى الله عليه وسلم- بين خيبر والمدينة ثلاثا يبني بصفية بنت حييّ. فدعوت المسلمين إلى وليمته. فما كان فيها من خبز ولا لحم. أمر بالأنطاع فألقى عليها من التمر والأقط والسّمن. فكانت وليمته. فقال المسلمون: إحدى أمهات المؤمنين. أو ما ملكت يمينه؟ فقالوا: إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين. وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه. فلما ارتحل وطّأ لها خلفه. ومدّ الحجاب بينها وبين الناس». وهذه الرواية قد أخرجها البخاري أيضا. وقد ذكرت في كتاب الطعام من حرف الطاء.

[شرح الغريب]
الحوية: كساء يعمل حول سنام البعير ليركب عليه. وكذلك إن عمل على كفله ليردف الراكب وراده أحدا يركب عليه ليتمكن من الركوب.
بزغت الشمس: طلعت.
مكاتلهم. جمع مكتل. وهو الزنبيل.
فحصت. الأرض: كشفت. وجعل فيها موضع. ومنه مفحص القطاة.
العضباء: اسم ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ولم تكن عضباء. فإن العضب شق أذن الناقة. ولم تكن مشقوقة الأذن.
ندر. من ظهر الدابة: إذا سقط عنها بغتة.
هششنا للأمر: فرحنا به وسررنا برؤيته.
فصرع: صرع الرجل عن ظهر الدابة: إذا سقط عنها.

جويرية رضي الله عنها
8951 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «وقعت جويرية بنت الحرث من بني المصطلق في سهم ثابت بن قيس بن شمّاس - أو ابن عم لها - فكاتبت على نفسها. وكانت امرأة ملاحة. لها في العين حظّ. فجاءت تسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في كتابتها. فلما قامت على الباب كرهت مكانها. وعرفت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيرى منها مثل الذي رأيت.
فقالت: يا رسول الله. أنا جويرية بنت الحرث. وإنه كان من أمري ما لا يخفى عليك. وإني وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس. وإني كاتبت على نفسي وجئتك تعينني. فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فهل لك إلى ما هو خير منه؟. قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: أؤدي عنك كتابتك وأتزوّجك.
قالت: قد فعلت. فلما تسامع الناس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد تزوج جويرية أرسلوا ما في أيديهم من السّبي فأعتقوهم. وقالوا: أصهار رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قالت: فما رأينا امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها. أعتق في سبيها أكثر من مائة أهل بيت من بني المصطلق». أخرجه أبو داود.

[شرح الغريب]
ملاحة. الملاحة: بمعنى المليحة. وهذا البناء للمبالغة في الملاحة.
كتابتها. المكاتبة: أن يشتري العبد نفسه من مولاه ليؤدي ثمنه إليه من كسبه.

ابنة الجون
8952 - (خ س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «إن ابنة الجون لما أدخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ودنا منها. قالت: أعوذ بالله منك. فقال: لقد عذت بعظيم. الحقي بأهلك». أخرجه البخاري.
وفي رواية النسائي: «أنّ الكلابية لما دخلت على النبي -صلى الله عليه وسلم-...» الحديث.

8953 - (خ) أبو أسيد - رضي الله عنه -: قال: «خرجنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم-. حتى انطلقنا إلى حائط يقال له: الشوط. حتى انتهينا إلى حائطين جلسنا بينهما. فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: اجلسوا ههنا. ودخل. وقد أتي بالجونيّة. فأنزلت في نخل في بيت أميمة بنت النعمان بن شراحيل. ومعها دايتها حاضنة لها. فلما دخل عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: هبي نفسك لي. قالت: وهل تهب الملكة نفسها للسّوقة؟ فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن. فقالت: أعوذ بالله منك. قال: لقد عذت بمعاذ. ثم خرج علينا. وقال: يا أبا أسيد اكسها رازقيّين. وألحقها بأهلها».
وفي رواية عن أبي أسيد. وعن سهل بن سعد قالا: «تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أميمة بنت شراحيل. فلما أدخلت عليه بسط يده إليها. فكأنها كرهت ذلك. فأمر أبا أسيد أن يجهزها. ويكسوها ثوبين رازقيين». أخرجه البخاري.

[شرح الغريب]
السوقة من الناس: العامة والرعاع.
رازقيين. الثياب الرازقية: ثياب من كتان.

8954 - (خ م) سهل بن سعد - رضي الله عنهما -: قال: «ذكر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- امرأة من العرب. فأمر أبا أسيد الساعدي أن يرسل إليها. فأرسل إليها فقدمت فنزلت في أجم بني ساعدة. فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى جاءها. فدخل عليها. فإذا امرأة منكّسة رأسها. فلما كلمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالت: أعوذ بالله منك. فقال لها: قد أعذتك مني. فقالوا لها: أتدرين من هذا؟ قالت: لا. قالوا: هذا رسول الله، جاءك ليخطبك. قالت: أنا كنت أشقى من ذلك. قال سهل: فأقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومئذ حتى جلس في سقيفة بني ساعدة هو وأصحابه. ثم قال: اسقنا - لسهل- قال: فأخرجت لهم هذا القدح. فأسقيتهم فيه. قال أبو حازم: فأخرج لنا سهل ذلك القدح: فشربنا فيه، ثم استوهبه بعد ذلك عمر بن عبد العزيز. فوهبه له». أخرجه البخاري، ومسلم.
أحاديث متفرقة

[شرح الغريب]
الأجم: واحد الآجام، وهي الحصون.

أحاديث متفرقة
8955 - (س) أم شريك - رضي الله عنه -: «أنها كانت ممن وهبت نفسها للنبي -صلى الله عليه وسلم-». أخرجه النسائي.

8956 - (خ س) ثابت البناني - رحمه الله -: قال: كنت عند أنس وعنده بنت له. فقال أنس: «جاءت امرأة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- تعرض عليه نفسها. فقالت: يا رسول الله، ألك بي حاجة؟ فقالت بنت أنس: ما أقلّ حياءها، واسوأتاه، واسوأتاه. فقال أنس: هي خير منك. رغبت في النبي -صلى الله عليه وسلم-. فعرضت نفسها عليه». أخرجه البخاري، ومسلم.
8957 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «إن أبا بكر جاء يستأذن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فوجد الناس ببابه جلوسا، لم يؤذن لهم. فأذن له فدخل. ثم أقبل عمر، فاستأذن فأذن له. فوجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالسا حوله نساؤه، واجما ساكتا.
فقال أبو بكر: لأقولنّ شيئا أضحك به رسول الله. فقال: يا رسول الله، لو رأيت بنت خارجة تسألني النفقة، فقمت إليها فوجأت عنقها؟ فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وقال: كلّ من حولي كما ترى يسألني النفقة. فقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها، وقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها، كلاهما يقول: تسألن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما ليس عنده؟ فقلن: والله لا نسأل رسول الله أبدا شيئا ليس عنده.
قال: ثم اعتزلهم شهرا، أو تسعا وعشرين. ثم نزلت عليه هذه الآية: {يا أيها النبي قل لأزواجك.... - حتى بلغ - للمحسنات منكن أجرا عظيما} 33:،28 29 قال: فبدأ بعائشة. فقال: يا عائشة، إني أريد أن أعرض عليك أمرا أحبّ أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك. قالت: وما هو يا رسول الله؟ فتلا عليها الآية. قالت: أفيك يا رسول الله أستشير أبوي؟ بل أختار الله ورسوله، والدار الآخرة. وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت. قال: لا تسألني امرأة منهنّ إلا أخبرتها، إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنّتا. ولكن بعثني معلّما ميسّرا». أخرجه مسلم.

[شرح الغريب]
الواجم: المطرق الساكت، كأنه مفكر.
وجأت، عنق فلان: إذا دستها برجلك ونحو ذلك.

8958 - (خ م ت س) أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن عائشة - رضي الله عنها - أخبرته: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «جاءها حين أمره الله أن يخيّر أزواجه. قالت: فبدأ بي، فقال: إني ذاكر لك أمرا، فلا عليك أن تستعجلي حتى تستأمري أبويك. وقد علم أن أبويّ لم يكونا يأمراني بفراقه. قالت: ثم قال: إن الله قال: {يا أيها النبي قل لأزواجك... - إلى تمام الآيتين -} فقلت له: ففي هذا أستأمر أبوي؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة».
زاد في رواية: «ثم فعل أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل ما فعلت».
أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي. وزاد النسائي: «ولم يكن ذلك - حين قاله لهن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واخترنه - طلاقا. من أجل أنهن اخترنه».

الفصل الثاني: في الحث على النكاح والترغيب فيه
8959 - (خ م د ت س) علقمة بن قيس: قال: «كنت أمشي مع عبد الله بن مسعود بمنى. فلقيه عثمان. فقام معه يحدثه. فقال له عثمان: يا أبا عبد الله، ألا نزوجك جارية شابة، لعلها تذكّرك بعض ما مضى من زمانك؟ قال: فقال عبد الله: لئن قلت ذلك لقد قال لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج. فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج. ومن لم يستطع فعليه بالصوم. فإنه له وجاء».
وفي رواية نحوه. وأوله: «يا معشر الشباب». أخرجه البخاري، ومسلم.
وفي رواية الترمذي قال: «كنا مع رسول الله شبابا لا نجد شيئا. فقال لنا النبي -صلى الله عليه وسلم-: يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج -» الحديث.
وفي رواية أبي داود، قال: قال: «إني لأمشي مع عبد الله بن مسعود بمنى؛ إذ لقيه عثمان. فاستخلاه. فلما رأى عبد الله أن ليست له حاجة. قال لي: تعال يا علقمة. فجئت. فقال له عثمان: ألا نزوجك يا أبا عبد الرحمن جارية بكرا لعله يرجع إليك من نفسك بعض ما كنت تعهد؟ فقال: لئن قلت ذلك -» وذكر الحديث. وأخرج النسائي الرواية الأولى إلى قوله: «فليتزوج».
وله في أخرى قال: «خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن شباب. فقال: يا معشر الشباب، عليكم بالباءة. فإنه أغض للبصر. ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء».
وله في أخرى قال: «إن ابن مسعود لقي عثمان بعرفات فخلا به». وذكر الحديث كما سبق أولا. وفي أخرى نحوه، وفيه: «من كان منكم ذو طول فليتزوج. فإنه أغض للطرف وأحصن للفرج، ومن لا فالصوم له وجاء».

[شرح الغريب]
الباءة، مهموزا ممدودا: الجماع، وأصله: الموضع الذي يأوي إليه الإنسان، وهو المباءة أيضا.
غض البصر: كفه عما لا يحل، وحصانة الفرج: منعه عن الزنى.
الوجاء: نوع من الخصاء، وهو أن ترض عروق الأنثيين، والمراد: أنه يقطع شهوة الجماع.

8960 - (د س) معقل بن يسار - رضي الله عنه -: قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال، وإنها لا تلد أفأتزوجها؟ قال: لا. ثم أتاه الثانية فنهاه، ثم أتاه الثالثة. فقال: تزوجوا الودود الولود. فإني مكاثر بكم». أخرجه أبو داود، والنسائي.
[شرح الغريب]
الودود: المرأة الموادة. والولود: التي تكثر ولادتها، وهذا البناء من أبنية المبالغة.

8961 - (خ) عبد الله بن جبير: قال: قال لي ابن عباس - رضي الله عنهما-: «هل تزوجت؟ قلت: لا. قال: تزوج. فإن خير هذه الأمة كان أكثرهم نساء». يعني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه البخاري.
8962 - (م س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الدنيا متاع. وخير متاعها المرأة الصالحة». أخرجه مسلم، والنسائي.
وفي رواية ذكرها رزين قال: «إن الدنيا متاع، ومن خير متاعها: امرأة تعين زوجها على الآخرة. مسكين مسكين رجل لا امرأة له، مسكينة مسكينة امرأة لا زوج لها».

8963 - ابن أبي نجيح - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مسكين مسكين مسكين رجل ليست له امرأة. قالوا: فإن كان كثير المال؟ قال: وإن كان كثير المال. مسكينة، مسكينة، مسكينة امرأة ليس لها زوج. قالوا: وإن كانت كثيرة المال؟ قال: وإن كانت كثيرة المال». أخرجه رزين.
8964 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها. فاظفر بذات الدين تربت يداك». أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.
[شرح الغريب]
حسب، الإنسان: ما يعده من مفاخر آبائه، وقيل: هو شرف النفس وفضلها.
تربت يداك: التصقت بالتراب من الدعاء، وهذا الدعاء وأمثاله كان يرد من العرب ولا يريدون به الدعاء على الإنسان، إنما يقولونه في معرض المبالغة في التحريض على الشيء، والتعجب منه ونحو ذلك.

8965 - (خ م د ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «تزوجت. فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما تزوجت؟ قلت: ثيّبا. فقال: مالك وللعذارى ولعابها؟». وفي حديث مسلم: «فأين أنت من العذارى ولعابها؟».
قال شعبة: فذكرته لعمرو بن دينار. فقال: سمعته من جابر، وإنما قال: «فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك؟».
وفي رواية قال: «هلك أبي. وترك سبع - أو تسع - بنات. فتزوجت امرأة. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: تزوجت يا جابر؟ قلت: نعم - وذكر الحديث. واعتذاره من نكاحه الثيب - قال: فبارك الله عليك».
وعند مسلم قال: «أصبت» ولم يذكر الدعاء.
ولمسلم قال: «تزوجت امرأة في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فلقيت النبيّ -صلى الله عليه وسلم-. فقال: يا جابر، تزوجت؟ قلت: نعم. قال: بكرا أم ثيبا؟ قلت: ثيبا. قال: هلا بكرا تلاعبها؟ قال: قلت: يا رسول الله، إن لي أخوات. فخشيت أن تدخل بيني وبينهن. فقال: ذاك إذا. إن المرأة تنكح على دينها، ومالها، وجمالها. فعليك بذات الدين تربت يداك».
وفي رواية للبخاري: «فهلا جارية تلاعبك؟ قلت: يا رسول الله، إن أبي قتل يوم أحد، وترك تسع بنات، كنّ لي تسع أخوات. فكرهت أن أجمع إليهن جارية خرقاء مثلهن. ولكن امرأة تمشطهن، وتقوم عليهن. قال: أصبت».
وفي رواية الترمذي: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال له: «تزوجت يا جابر؟ فقلت: نعم. قال: بكرا أم ثيبا؟ فقلت: لا بل ثيبا. فقال: هلا جارية تلاعبها وتلاعبك؟ فقلت: يا رسول الله، إن عبد الله مات، وترك سبع بنات، أو تسعا. فجئت بمن تقوم عليهن. فدعا لي».
وله في أخرى مختصرا: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «تنكح المرأة على دينها، ومالها، وجمالها. فعليك بذات الدين تربت يداك».
وأخرج أبو داود، والنسائي عن جابر قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما تزوجت: بكرا، أم ثيبا؟ قلت: ثيب. قال: فهلا جارية تلاعبك وتلاعبها؟».
وفي أخرى للنسائي قال: «لقيني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقال: يا جابر، هل أصبت امرأة بعدي؟ قلت: نعم يا رسول الله. قال: بكر أم أيّم؟ قلت: أيم. قال: فهلا بكرا تلاعبك؟». وله في أخرى بنحو رواية مسلم.

[شرح الغريب]
العذارى: جمع عذراء، وهي البكر من النساء.
اللعاب: بكسر اللام: اللعب.

8966 - (م د ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى امرأة. فأتى امرأته زينب، وهي تمعس منيئة له. فقضى حاجته منها. ثم خرج إلى أصحابه، فقال: إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان. فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله. فإن ذلك يردّ ما في نفسه».
أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي:«فليأت أهله.فإن معها مثل الذي معها».
وفي رواية أبي داود: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى امرأة. فدخل على زينب بنت جحش. فقضى حاجته منها. ثم خرج إلى أصحابه، فقال لهم: إن المرأة تقبل في صورة شيطان. فمن وجد ذلك فليأت أهله. فإنه يضمر ما في نفسه».
وفي رواية لمسلم: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أحدكم أعجبته المرأة، فوقعت في قلبه، فليعمد إلى امرأته فليواقعها، فإن ذلك يرد ما في نفسه».
هكذا في كتاب الحميدي، والذي في كتاب مسلم: «فإن ذلك يردّ نفسه».
وفي أخرى مثل الأولى. ولم يذكر: «وتدبر في صورة شيطان».

[شرح الغريب]
تمعس، معست الجلد أمعسه: إذا دلكته، والمراد به: الدباغة والإصلاح.
المنيئة: بوزن فعيلة مهموزا، الجلد أول ما يدبغ، ثم يكون أفيقا، ثم أديما.
يرد ما في نفسه: الذي في رواية الحميدي فإن ذلك يرد ما في نفسه ومعناه: ظاهر، فإنه إذا رأى امرأة فنازعته نفسه إلى النكاح، فأتى زوجته، فإن إتيانها يرد ما في نفسه، وروي بالباء من البرد، وله معنى، فإن إتيانه زوجته يبرد ما تحركت به نفسه من شهوة الجماع، وفي رواية أبي داود يضمر ما في نفسه يضعفه ويقلله.

الفصل الثالث: في الخطبة والخطبة والنظر
8967 - (ط د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يخطب الرجل على خطبة أخيه، حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له». أخرجه الموطأ.
وفي رواية أبي داود: «لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه، ولا يبيع على بيع أخيه إلا بإذنه».
وفي رواية النسائي: «لا يخطب بعضكم على خطبة بعض».
وأخرج الرواية الأولى. وزاد في أولها: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يبيع بعضكم على بيع بعض -» الحديث. وأخرج هذا المعنى البخاري، ومسلم، والترمذي في جملة حديث يتضمن ذكر البيع. وهو مذكور في كتاب البيع من حرف الباء.

[شرح الغريب]
يخطب الرجل على خطبة أخيه: قال مالك: هو أن يخطب الرجل المرأة فتركن إليه، ويتفقان على صداق واحد معلوم، وقد تراضيا، فذلك الذي نهى عنه، ولم يرد بذلك الرجل إذا خطب المرأة فلم يوافقها أمره ولم تركن إليه: أن لا يخطبها أحد، فهذا باب فساد يدخل على الناس.

8968 - (ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يخطب الرجل على خطبة أخيه». أخرجه أبو داود، والنسائي.
وزاد النسائي في رواية أخرى: «حتى ينكح الأول أو يترك».
وفي رواية الموطأ عن ابن عمر، وأبي هريرة: «لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه».
وفي رواية الترمذي عن أبي هريرة: «لا يبيع الرجل على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه».
وأخرج البخاري، ومسلم هذا الفصل مضافا إلى ذكر البيع مثل الترمذي. وقد ذكرت طرقه في كتاب البيع.

8969 - (د ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «علّمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطبة الحاجة: إنّ الحمد لله. نستعينه. ونستغفره. ونعوذ به من شرور أنفسنا. من يهد الله فلا مضلّ له. ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون} 3: 102 {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله، وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم أعمالكم. ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما} 33:،70 71». لم يقل في رواية: «إن».
وفي رواية: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا تشهد ذكر نحوه. قال - بعد قوله: ورسوله -: أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة. من يطع الله ورسوله فقد رشد. ومن يعصهما فإنه لا يضرّ إلا نفسه، ولا يضر الله شيئا». أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي قال: «علّمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التشهد في الصلاة، والتشهد في الحاجة: إن الحمد لله، نستعينه، ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا. من يهد الله فلا مضلّ له. ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا لاله. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله - ويقرأ ثلاث آيات».
وفي رواية الترمذي قال: «علّمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التشهد في الصلاة: التحيّات لله، والصلوات، والطيبات. السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا، وعلى عباد الله الصالحين. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. والتشهد في الحاجة: إن الحمد لله - وذكر الحديث».

8970 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء». أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
اليد الجذماء: المقطوعة، أو التي بها جذام.

8971 - (د) رجل من بني سليم: قال: «خطبت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أمامة بنت عبد المطلب. فأنكحني من غير أن يتشهد». أخرجه أبو داود.
8972 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا خطب أحدكم المرأة. فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل. قال: فخطبت امرأة، فكنت أتخبّأ لها حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها. فتزوجتها». أخرجه أبو داود.
8973 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «كنت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فأتاه رجل، فأخبره: أنه تزوج امرأة من الأنصار. فقال له -صلى الله عليه وسلم-: أنظرت إليها؟ قال: لا. قال: فاذهب فانظر إليها؟ فإن في أعين الأنصار شيئا». أخرجه مسلم، والنسائي.
وللنسائي قال: «خطب رجل امرأة من الأنصار. فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هل نظرت إليها؟ -» الحديث.

8974 - (ت س) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -: «أنه خطب امرأة. فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: انظر إليها. فإنه أحرى أن يؤدم بينكما». أخرجه الترمذي، والنسائي. وعند النسائي: «فإنه أجدر».
[شرح الغريب]
أحرى أن يؤدم بينكما: أولى وأجدر أن يجمع بينهما ويتفقا على ما فيه صلاحهما، وأكثر ألفة تنسج بينهما.

الفصل الرابع: في آداب النكاح
8975 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أعلنوا هذا النكاح، واجعلوه في المساجد. واضربوا عليه بالدفوف».
أخرجه الترمذي، وزاد رزين: «فإن فصل ما بين الحلال والحرام: الإعلان».

8976 - (خ) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «زففنا امرأة إلى رجل من الأنصار. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا عائشة، أما يكون معكم لهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو». أخرجه البخاري.
8977 - (ت س) محمد بن حاطب الجمحي - رضي الله عنه -: قال: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فصل ما بين الحلال والحرام: الدّفّ والصوت». أخرجه الترمذي. وزاد النسائي: «في النكاح» وله في أخرى بإسقط «الدف».
8978 - (س) عامر بن سعد - رضي الله عنهما -: قال: «دخلت على قرظة بن كعب، وأبي مسعود الأنصاري في عرس، وإذا جوار يغنّين. فقلت: أي صاحبي رسول الله وأهل بدر، يفعل هذا عندكم؟ فقالا: اجلس إن شئت فاسمع معنا. وإن شئت فاذهب. فإنه قد رخّص لنا في اللهو عند العروس». أخرجه النسائي.
8979 - (ط) زيد بن أسلم - رحمه الله -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا تزوج أحدكم المرأة، أو اشترى الجارية، فليأخذ بناصيتها، وليدع بالبركة. وإذا اشترى البعير فليأخذ بذروة سنامه، وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم». أخرجه الموطأ.
8980 - (ت د)عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا تزوج أحدكم امرأة، أو اشترى خادما، فليقل: اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما جبلتها عليه. وأعوذ بك من شرها، وشر ما جبلتها عليه. وإن اشترى بعيرا، فليأخذ بذروة سنامه، وليقل مثل ذلك». أخرجه أبو داود.
وزاد في رواية: «فليأخذ بناصيتها، وليدع بالبركة في المرأة، والخادم».

8981 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رفّأ الإنسان إذا تزوج، قال: بارك الله لك، وبارك عليك. وجمع بينكما في خير». أخرجه أبو داود، والترمذي.
8982 - (س) الحسن البصري - رحمه الله -: قال: تزوج عقيل بن أبي طالب امرأة من بني جشم، فقالوا: بالرفاء والبنين. فقال: قولوا كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «بارك الله فيكم. وبارك لكم». أخرجه النسائي.
[شرح الغريب]
بالرفاء، الرفاء: الموافقة وحسن المعاشرة، وهو من رفو الثوب. وقيل: هو من رفوت الرجل: إذا سكنت مابه من روع، وقوله: «بالرفاء والبنين» يعنون أن هذا النكاح يكون متلبسا بالرفاء والبنين، وإنما نهي عنه لأنه كان من شعار الجاهلية، فكره لذلك.

8983 - (خ م ط د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى على عبد الرحمن بن عوف أثر صفرة. فقال: مهيم؟ ما هذا؟ قال: تزوجت. قال: بارك الله لك. أولم ولو بشاة». أخرجه الجماعة.
[شرح الغريب]
مهيم: كلمة تقال للمستفهم المستريب بالشيء، ومعناها: ما أمرك وما شأنك؟.
أولوم ولو بشاة: اعمل وليمة، وهي طعام العرس.

8984 - (م ت س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «تزوجني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شوال. ودخل بي في شوال، فأيّ نسائه كان أحظى عنده منّي؟. قال: وكانت عائشة تستحبّ أن تدخل نساءها في شوال». أخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي.
8985 - (د ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أما لو أن أحدكم قال - إذا أراد أن يأتي أهله. أو قال: حين يأتي أهله - بسم الله، اللهم جنّبنا الشيطان. وجنب الشيطان ما رزقتنا، ثم قدّر بينهما في ذلك ولد. لم يضره شيطان أبدا». أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
النكاح, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir