السؤال الأول : ذكر الشيخ : مساجد الله , وحزب الله , انها اضافة تشريف مامعنى هذا؟
الجواب : إن مايضيفه الله عز وجل إلى نفسه من مخلوقاته فهو أشرف من غيره ، لذلك تكون هذه الإضافة تشريف له ففي قول الله تعالى: (فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها) اختصت هذه الناقة بهذه الإضافة الشريفة في القرآن الكريم فكان لها مزية وشرف على غيرها من النوق ، مع أن هذه الناقة مخلوقة ، وسائر النوق مخلوقة كذلك ، لكن لأن الله أضافها إلى نفسه شرفت بهذه الإضافة , وسأضرب مثالاً يوضح معنى إضافة التشريف
لو كان لدى ملك من ملوك الدنيا عدد من الشعراء المقربين منه ثم قال لأحدهم: يا فلان أنت شاعر الملك.
ألا تكون هذه الإضافة تشريفاً له على غيره من الشعراء ، مع أنهم كلهم شعراء للملك .
السؤال الثاني (أ) : من شرح الشيخ الفوزان :
اقتباس:
وقوله تعالى : { كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً } ، هو موسى - ع ليه الصلاة والسلام - وعدم تعيينه ؛ لعدم دخوله في التشبيه أو لأنه معلوم غني عن البيان
|
الكلام واضح ، ولكن أشكل عليَّ وجه عدم دخول موسى في التشبيه ، لأن المفهوم من السياق دخوله ، كيف لم يدخل في التشبيه ؟ ولِمَ ؟
الجواب : عبارته في الكتاب الأصل وفي روح المعاني: (وعدم تعيينه لعدم دخله في التشبيه) ظنها بعض المراجعين خطأ فأراد تصحيحها فأدخل الواو
وهذا التوجيه أخذه الألوسي من أبي السعود بلفظه وزاد عليه التوجيه الثاني
ومراده أن ذكر الوصف لبيان أن الحكم معلق به فعصيانهم للرسول هو عصيان لمن أرسله ، فاستحقاقهم للعقوبة ليس لأنهم عصوا موسى لشخصه ، وإنما لوصفه ، أي لأنه رسول من الله فعصيانه عصيان لله تعالى
يوضح ذلك قول الألوسي بعدها عند قوله تعالى: {فعصى فرعون الرسول} : (وفي إعادة فرعون والرسول مظهرين تفظيع لشأن عصيانه وأن ذلك لكونه عصيان الرسول لا لكونه عصيان موسى)
فقوله: (وعدم تعيينه لعدم دخله) أي أن تعيين الاسم لا دخل له في استحقاق العقوبة ، ولذلك لو أرسل لهم غير موسى عليه السلام لوجبت طاعته واستحقوا العقوبة بمعصيته.
وهذا التعبير: (لا دخل له) أو (لعدم دخله في كذا) من التعبيرات التي شاعت في القرون المتأخرة وتداولها حتى بعض الشراح في كتب علوم اللغة ، ولا أعلم له شاهداً من كلام العرب في عصر الاحتجاج.
(ب) من الممكن أن تكون هناك أساليب عربية تستحدث في قرون متأخرة وتَدْخُل في فصيح اللغة ، أم أنها كما ذكرتم شيوع لا استحداث ؟
الجواب : ههنا ثلاثة أمور:
1- الأسلوب.
2- العبارة، وهي الجملة.
3- المفردة.
فالأساليب كأسلوب الاستفهام وأسلوب الشرط ، وأسلوب التهكم ، وأسلوب التقرير ... إلخ
هذه تسمى أساليب في اصطلاح علماء البلاغة وفي أكثر استعمالات المفسرين وشراح الحديث وعلماء اللغة والأصوليين.
والنظر في الأسلوب هو من جهة المعنى لا من جهة المفردات ولا العبارات التي هي الجمل، وإن كان لبعض الأساليب بعض المفردات المشتهرة فيها.
وأما العبارات فهي جمل مركبة من عدة مفردات وهذا التركيب قد يكون فصيحاً وقد يكون غير فصيح ،
ولفصاحته شرطان:
الأول: أن تكون المفردات المستعملة فيه فصيحة.
الثاني: أن يكون التركيب صحيحاً جارياً على سنن العرب في كلامهم.
ولذلك فإن التعبير إذا حوى مفردات غير فصيحة فهو غير فصيح.
وإذا حوى مفردات فصيحة وكان التركيب مخالفاً لقواعد اللغة أو غير مسموع سماعاً صحيحاً فالتعبير غير فصيح. وفي هذه المسألة تفصيلات تبحث في علم فقه اللغة.
لكن مما ينبغي أن أشير إليه : أن التعبير قد يكون جديداً مستحدثاً لكنه جارٍ على قواعد اللغة فيكون من التعبيرات الفصيحة
ومن أظهر الدلائل على صحة هذا الأمر ما يسمى بالنحت وهو اشتقاق مفردة من مجموع مفردات جملة فصيحة؛ كالحوقلة - مثلاً - مشتقة من (لا حول ولا قوة إلا بالله) ويتصرف منها أفعال: حوقل يحوقل حوقلة
والنحت المستساغ لا يشترط أن يكون سماعياً - أي مما قالته العرب في عصر الاحتجاج-.
السؤال الثالث : في المسألة الأولى قال المصنف ( بل أرسل إلينا رسولا فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار ) واستدل بقوله تعالى
{إنَّا أَرْسَلْنَا إلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيكُم كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرعَوْنَ رَسُولاً (15) فَعَصَى فِرْعَونُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً}[المزمل:14-15].
سؤالي لم نظر هنا بفرعون بالذات مع أن فرعون قال "أنا ربكم الأعلى " وكان كافرا من كل الوجوه
وقريش كانت تؤمن بجانب الربوبية لكن لم يؤمنوا بجانب الألوهية ؟
الجواب : الشاهد من الدليل قوله تعالى: {إنا أرسلنا إليكم رسولاً ... } ، وهذا يثبت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر عاقبة من عصى الرسول دليل آخر على أن من يعص الرسول فسيعاقب على عصيانه ، ولذلك أعاد لفظ الرسول في قوله: (فعصى فرعون الرسول) ولم يرمز له بالضمير مع تقدم ذكره، ولم يذكره باسمه مع شهرته، لبيان أن الحكم متعلق بالوصف لا بالشخص.
وكل من عصى الرسول فهو مستحق للعقاب سواء كان مقراً بالربوبية أو جاحداً لها.