مجلس مذاكرة القسم التاسع من تفسير سورة النساء (من الآية 102 إلى الآية 115)
المجموعة الأولى:
س1. بيّن مقاصد قول الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا (105)}
من مقاصد الآية:
1 - بيان أن القرآن كلام الله تعالى, أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم, وأنه سبحانه في العلو.
2 - بيان أن القرآن أنزل بالحق ولا يحكم إلا بالحق؛ لأن الذي أنزله هو الحق جل وعلا.
3 - أن الحكم بين الناس لا يكون إلا بمقتضى كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
4 - عدم المجادلة والوقوف بجانب من علم ظلمه وخيانته.
5 - قال ابن عطية: في هذه الآية تشريف للنبي صلى الله عليه وسلم وتفويض إليه، وتقويم أيضا على الجادة في الحكم.
س2. بيّن معنى الاستفهام وغرضه في قوله تعالى: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (109)}.
- في قوله تعالى: (فمن يجادل الله عنهم) استفهام معناه النفي, والغرض منه التقريع والتوبيخ.
قال الواحدي: والمراد بهذا الاستفهام التقريع والتوبيخ لمن جادل عن الخائنين.
قال ابن عطية: وهو وعيدٌ محْضٌ، أي: إنَّ الله يعلَمُ حقيقةَ الأمرِ؛ فلا يُمكِن أن يُلبَّسَ عليه بجدالٍ ولا غيرِه.
- في قوله تعالى: (أم من يكون عليهم وكيلا) استفهام فيه معنى النفي, والغرض منه الإنكار.
قال الواحدي: أي: لا يكون يوم القيامة عليهم وكيل يقوم بأمرهم ويخاصم عنهم.
قال ابن عثيمين: والاستفهام إذا جاء في موضع النفي فإنه يكون أبلغ من النفي المجرد، وذلك لأنه يكون نفيًا مُشْرَبًا بالتحدي.
س3. استخرج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا (110) وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111) وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (112)} مع بيان وجه الدلالة عليها.
من الفوائد السلوكية في الآيات:
1 - أن لا أظلم نفسي بارتكاب الذنوب والمعاصي, (وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا).
2 - أني إذا وقعت في عمل السوء من المعاصي والذنوب أسارع إلى التوبة والاستغفار, (وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا).
3 - أن أعمل بمقتضى أسمي الله الغفور الرحيم, كلما وقع مني التقصير بدعاء الله تعالى دعاء مسألة أن يغفر لي, وأن يرحمني, (وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا).
4 - أن أعلم جيدا أن عاقبة الوقوع في الإثم تقع علي, ولا تتعداني , فأحاول جاهدا عدم الوقوع في الإثم لتجنب العذاب الدنيوي والأخروي, ( وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ).
5 - إذا علمت أن الله تعالى عليما حكيما يعلم خائنة الأعين, وما تخفي الصدور فإنني أنقى سريرتي, وأحفظ جوارحي عما يغضبه سبحانه وتعالى, (وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا).
6 - أن لا أشهد زورا وبهتانا على أحد من الخلق؛ لأن جزاء شهادة الزور تكون مضاعفة, (ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا).
والله أعلم