س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
هذا الدعاء أعظم دعاء وفيه دعاء ومسألة لله تعالى وهي مقصود العبد من التوسل إلى الله تعالى وإخلاص العبادة له والبراءة من الشرك وأهله، حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربّه تبارك وتعالى: (فإذا قال:*{اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب*عليهم ولا الضالين}*قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل).
وهو من أحب الأدعية إلى الله تعالى فقد فرضه على عباده خمس مرات كل يوم فمن أحسن السؤال أعطي الإجابة ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أنفع الدعاء، وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة:*{اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}؛ فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته، فلم يصبه شر، لا في الدنيا ولا في الآخرة، لكن الذنوب هي من لوازم نفس الإنسان، وهو محتاج إلى الهدى في كل لحظة، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب)ا.هـ.
وقال أيضا:*(والذين هداهم الله من هذه الأمة حتى صاروا من أولياء الله المتقين كان من أعظم أسباب ذلك دعاؤهم الله بهذا الدعاء في كل صلاة، مع علمهم بحاجتهم وفاقتهم إلى الله دائما في أن يهديهم الصراط المستقيم؛ فبدوام هذا الدعاء والافتقار صاروا من أولياء الله المتقين)ا.
وهذه الهداية يترتب عليها النصر والتوفيق والفلاح في الدنيا والآخرة .
س2: بيّن معنى الصراط لغة.
الطريق الواضح المستقيم الموصل للمطلوب .
قال ابن جرير:*( أجمعت الحجة من أهل التّأويل جميعًا على أنّ الصّراط المستقيم هو الطّريق الواضح الّذي لا اعوجاج فيه. وكذلك ذلك في لغة جميع العرب؛ فمن ذلك قول جرير بن عطيّة بن الخطفى: أمير المؤمنين على صراطٍ.......إذا اعوجّ الموارد مستقيم)ا.هـ. وتقرأ بالسين والزاي.
وقال ابن القيّم رحمه الله:*(الصراط ما جمع خمسة أوصاف: أن يكون طريقاً مستقيماً سهلاً مسلوكاً واسعاً موصلاً إلى المقصود؛ فلا تسمّي العربُ الطريقَ المعوجَّ صراطاً ولا الصعب المُشِقّ ولا المسدودَ غير الموصول).
قال:*(وبنوا "الصراط" على زِنَةِ فِعَال لأنَّه مُشْتَمِلٌ على سالكِهِ اشتمالَ الحلقِ على الشيءِ المسرُوط)ا.هـ
وسمي الطريق سراط بالسين لأنه يسترط المارة ويسعهم.
س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
الحذف في هذه الآية الكريمة للدلالة على العموم أي كل مامن شأنه حصوله الهداية ، وذلك لكثرة مايحتاجه العبد من الهدايات ،
مثل قوله تعالى:( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)؛أي أقوم في كل شيء يحتاجه العبد من العبادات وغيره من أبواب الدين الذي تحصل معه السلامة والنجاة.
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
الحكمة من التكرار في
كل موضع أن الموضع الأول كان الأهم للسائل أن يهدى إلى الصراط المستقيم وهو الطريق الصحيح المفضي العاقبة الحسنة وأل للعهد الذهني.
الثاني: معرف بالإضافة بمعنى أنه طريق آمن قد سلكه المنعم عليهم من عباد الله الذين يستأنس بالاقتداء بهم، وقد فازوا برضوان الله وجنته. قال ابن القيّم رحمه الله:*(وهذا كما إذا دللت رجلا على طريق لا يعرفها وأردت توكيد الدلالة وتحريضه على لزومها وأن لا يفارقها؛ فأنت تقول: (هذه الطريق الموصلة إلى مقصودك)، ثم تزيد ذلك عنده توكيدا وتقوية فتقول: (وهي الطريق التي سلكها الناس والمسافرون وأهل النجاة)، أفلا ترى كيف أفاد وصفك لها بأنها طريق السالكين الناجين قدرا زائدا على وصفك لها بأنها طريق موصلة وقريبة سهلة مستقيمة فإن النفوس مجبولة على التأسّي والمتابعة فإذا ذُكِرَ لها من تتأسّى به في سلوكها أَنِسْتَ واقتحمتها، فتأمّله)ا.هـ.
وقد ذكر ابن عاشور رحمه الله: أن فيه تفصيل بعد إجمال ليتمكن الوصف الأول من النفوس ثم يفصل حدود الصراط وعلاماته وأحكامه.
س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
لأن ماصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن اليهود هم المغضوب عليهم والنصارى الضالون.
س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
أن تفسير سورة الفاتحة مقسم على مسائل واضحة لكل من يقرأها ويتأمل معانيها ، فهي تحتوي على الثناء على الله تعالى وتعظيمه بذكر أسمائه الحسنى وصفاته العلى، وفيها التوحيد الخالص بذكر صرف العبادات له وحده لا شريك له من العبادة والاستعانة ، وفيه الدعاء بالهداية ولزوم الصراط المستقيم الدال على كل خير في الدنيا والآخرة والبراءة من الشرك وأهله الداعين له مثل اليهود والنصارى. فهي شاملة لمسائل العقيدة والأديان .