كِتَابُ الأَيْمَانِ
جمعُ يَمِينٍ، وهو الحَلِفُ والقَسَمُ. و (اليَمِينُ التي تَجِبُ بها الكفَّارَةُ إذا حَنَثَ) فيها (هي اليمينُ) التي يَحْلِفُ فيها (بـ) اسمِ (اللَّهِ) الذي لا يُسَمَّى به غيرُه؛ كاللَّهِ والقديمِ الأَزَلِيِّ والأوَّلِ الذي ليسَ قبلَه شيءٌ، والآخِرِ الذي ليسَ بعدَه شيءٌ، وخالقِ الخَلْقِ، ورَبِّ العالمينَ والرحمنِ، والذي يُسَمَّى به غيرُه ولم يَنْوِ الغيرَ؛ كالرحيمِ والخالِقِ والرزَّاقِ والمَوْلَى، (أو) بـ (صفةٍ مِن صِفَاتِهِ) تعالَى؛ كوجهِ اللَّهِ وعَظَمَتِهِ وكِبْرِيَائِهِ وجَلاَلِهِ وعِزَّتِهِ وعَهْدِهِ وأَمَانَتِهِ وإرادتِهِ، (أو القُرْآنِ، أو بالمُصْحَفِ) أو بسورةٍ أو آيةٍ مِنه، ولَعَمْرُ اللَّهِ يَمِينٌ، وما لا يُعَدُّ مِن أسمائِهِ تعالَى كالشيءِ والموجودِ، وما لا يَنْصَرِفُ إطلاقُه إليه ويَحْتَمِلُه؛ كالحيِّ والواحدِ والكريمِ إنْ نَوَى به اللَّهَ فهو يَمِينٌ، وإلاَّ فلا.
(والحَلِفُ بغيرِ اللَّهِ) سُبْحَانَهُ وصِفَاتِهِ (مُحَرَّمٌ)؛ لقولِهِ عليه السلامُ: ((فَمَنْ كَانَ حَالِفاً فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، ويُكْرَهُ الحَلِفُ بالأمانةِ، (ولا تَجِبُ به)؛ أي: بالحَلِفِ بغيرِ اللَّهِ (كَفَّارَةٌ) إذا حَنِثَ.