دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الآخرة 1436هـ/14-04-2015م, 06:58 AM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

المقصد العام :
بيان معاني القرآن وإتفاقها مع اللسان العربي وبيان الأحرف واللغة التي نزل بها القرآن والحض عل تعلم تفسير القرآن وذكر وجوهه والمسائل المتعلقة به .

المقاصد الفرعية :

1/بيان فضل القرآن على سائر الكلام ,والإتفاق على معاني آياته مع اللسان العربي .
2/القولفيالبيانعنالأحرفالتياتفقتفيهاألفاظالعربوألفاظغيرهامنبعضأجناسالأمم
3/القول في اللغة التي نزل بها القرآن من لغات العرب
4/القول في البيان عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن من سبعة أبواب الجنة))، وذكر الأخبار المروية بذلك
5/القول في الوجوه التي من قِبَلها يوصل إلى معرفة تأويل القرآن
6/ذكربعضالأخبارالتيرويتبالنهيعنالقولفيتأويلالقرآنبالرأي
7/ذكر بعض الأخبار التي رويت في الحض على العلم بتفسير القرآن، ومن كان يفسره من الصحابة
8/ذكر الأخبار التي غلط في تأويلها منكرو القول في تأويل القرآن
9/ذكر الأخبار عن بعض السلف فيمن كان من قدماء المفسرين محمودا علمه بالتفسير ومن كان منهم مذموما علمه به
10/القول في تأويل أسماء القرآن وسوره وآيه
11/القول في تأويل أسماء فاتحة الكتاب

أولاً _بيان فضل القرآن على سائر الكلام ,والإتفاق على معاني آياته مع اللسان العربي .

*فضلاهلالبيانومنزلتهم :
_قالأبوجعفر:
إنمنأعظمنعماللهعلىعباده،وجسيممنتهعلىخلقه،مامنحهممنفضلالبيانالذيبهعنضمائرصدورهميبينون،وبهعلىعزائمنفوسهميدلون،فذللبهمنهمالألسنوسهلبهعليهمالمستصعب.
_ثمجعلهم،جلذكره -فيمامنحهممنذلك- طبقات،ورفعبعضهمفوقبعضدرجات: فبينخطيبمسهب،وذلقاللسانمهذب،ومفحمعننفسهلايبين،وعيعنضميرقلبهلايعبر. وجعلأعلاهمفيهرتبة،وأرفعهمفيهدرجة،أبلغهمفيماأرادبهبلاغا،وأبينهمعننفسهبهبيانا.
_قالتعالى :( {أومنينشأفيالحليةوهوفيالخصامغيرمبين} [ الزخرف: 18]
بهذهالآيةعرفهمفيتنزيلهومحكمآيكتابهبفضلماحباهمبهمنالبيان،علىمنفضلهمبهعليهمنذىالبكموالمستعجماللسان .
*حجةالرسولالكريمودلالةصدقرسالته :
_بأنأخبرهمأندلالتهعلىصدقمقالته،وحجتهعلىحقيقةنبوته- ماأتاهمبهمنالبيان،والحكمةوالفرقان،بلسانمثلألسنتهم،ومنطقموافقةمعانيهمعانيمنطقهم. ثمأنبأجميعهمأنهمعنأنيأتوابمثلبعضهعجزة،ومنالقدرةعليهنقصة. فأقرجميعهمبالعجز،وأذعنوالهبالتصديق،وشهدواعلىأنفسهمبالنقص. إلامنتجاهلمنهموتعامى،واستكبروتعاشى،فحاولتكلفماقدعلمأنهعنهعاجز،ورامماقدتيقنأنهعليهغيرقادر. فأبدىمنضعفعقلهماكانمستترا،ومنعيلسانهماكانمصونا،فأتىبمالايعجزعنهالضعيفالأخرق،والجاهلالأحمق .
*وضوحالرسالةوالإعجازفيها :
_أنكلرسولللهجلثناؤهأرسلهإلىقوم،فإنماأرسلهبلسانمنأرسلهإليه،وكلكتابأنزلهعلىنبي،ورسالةأرسلهاإلىأمة،فإنماأنزلهبلسانمنأنزلهأوأرسلهإليه. فبذلكيتضحأنكتاباللهالذيأنزلهإلىنبينامحمدصلىاللهعليهوسلم،بلسانمحمدصلىاللهعليهوسلم. وإذكانلسانمحمدصلىاللهعليهوسلمعربيا،فبينأنالقرآنعربي. وبذلكأيضانطقمحكمتنزيلربنا،فقالجلذكره: {إناأنزلناهقرآناعربيالعلكمتعقلون} [ يوسف: 2].
*الواجبفيتفسيرمعانيكتابالله :
_فالواجبأنتكونمعانيكتاباللهالمنزلعلىنبينامحمدصلىاللهعليهوسلم،لمعانيكلامالعربموافقة،وظاهرهلظاهركلامهاملائما،وإنباينهكتاباللهبالفضيلةالتيفضلبهاسائرالكلاموالبيان .
_فإذكانذلككذلك،فبين -إذكانموجودافيكلامالعربالإيجازوالاختصار،والاجتزاءبالإخفاءمنالإظهار،وبالقلةمنالإكثارفيبعضالأحوال،واستعمالالإطالةوالإكثار،والتردادوالتكرار،وإظهارالمعانيبالأسماءدونالكنايةعنها،والإسرارفيبعضالأوقات،والخبرعنالخاصفيالمرادبالعامالظاهر،وعنالعامفيالمرادبالخاصالظاهر،وعنالكنايةوالمرادمنهالمصرح،وعنالصفةوالمرادالموصوف،وعنالموصوفوالمرادالصفة،وتقديمماهوفيالمعنىمؤخر،وتأخيرماهوفيالمعنىمقدم،والاكتفاءببعضمنبعض،وبمايظهرعمايحذف،وإظهارماحظهالحذف- أنيكونمافيكتاباللهالمنزلعلىنبيهمحمدصلىاللهعليهوسلممنذلك،فيكلذلكلهنظيرا،ولهمثلاوشبيها.
ثانياً_القول في البيان عن الأحرف التي اتفقت فيها ألفاظ العرب وألفاظ غيرها من بعض أجناس الأمم :
*الأقوال في هذه المسألة :
_قالأبوجعفر:
_حدثناعبدالرحمنبنمهدي،قال: حدثناإسرائيل،عنأبيإسحاق،عنأبيميسرة،قال: فيالقرآنمنكللسان.
_وقيل أن الأحرف وهذه الألفاظ وما أشبهها، إنما هي كلام أجناس من الأمم سوى العرب، وقعت إلى العرب فعربته-
_وقيل أن فيه من كل لسان اتفق فيه لفظ العرب ولفظ غيرها من الأمم التي تنطق به، نظير ماوصفنا من القول فيما مضى.

*رأي ابن جرير ودلالة قوله :
_قول ابن جرير ورده عليهم :أن هذه الأحرف وما أشبهها لم تكن للعرب كلاما، ولا كان ذاك لها منطقا قبل نزول القرآن،ولا كانت بها العرب عارفة قبل مجيء الفرقان-فيكون ذلك قولا لقولنا خلافا.
_ولم نستنكر أن يكون من الكلام ما يتفق فيه ألفاظ جميع أجناس الأمم المختلفة الألسنبمعنى واحد، فكيف بجنسين منها؟ كما وجدنا اتفاق كثير منه فيما قد علمناه من الألسنالمختلفة، وذلك كالدرهم والدينار والدواة والقلم والقرطاس، وغير ذلك .
_واستطرد بقوله : بل الصواب في ذلك عندنا: أن يسمى: عربيا أعجميا، أو حبشيا عربيا، إذ كانت الأمتان له مستعملتين -في بيانها ومنطقها- استعمال سائر منطقها وبيانها. فليس غير ذلك من كلام كل أمة منهما، بأولى أن يكونإليها منسوبا- منه.
_وهذا المعنى الذي قلناه في ذلك، هومعنى قول من قال: في القرآن من كل لسان- عندنا بمعنى، والله أعلم: أن فيه من كللسان اتفق فيه لفظ العرب ولفظ غيرها من الأمم التي تنطق به .
ثالثاَ_القول في اللغة التي نزل بها القرآن من لغات العرب
*بعض الأحاديث عن نزول القرآن على سبعة أحرف :
_قال أبو جعفر: أن الله جل ثناؤه أنزل جميع القرآن بلسانالعرب دون غيرها من ألسن سائر أجناس الأمم، وعلى فساد قول من زعم أن منه ما ليسبلسان العرب ولغاتها.
سناده :( عن أبي هريرة-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف،فالمراء في القرآن كفر -ثلاث مرات- فما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردوهإلى عالمه)).
_- حدثني عبيد بن أسباط بن محمد، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلىالله عليه وسلم: أنزل القرآن على سبعة أحرف، عليم حكيم، غفوررحيم.
_وحدثنا محمد بن حميد الرازي، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل حرف منها ظهر وبطن، ولكل حرف حد، ولكلحد مطلع)).
_حدثنا عبيد الله -يعني ابن عمر- عن نافع، عن ابن عمر، قال: سمع عمر بن الخطاب رجلايقرأ القرآن، فسمع آية على غير ما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى به عمرإلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن هذا قرأ آية كذا وكذا. فقالرسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، كلها شافكاف)).

رابعاً_معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (نزل القرآن على سبعة أحرف ) .
*معنى السبعة أحرف :
_والسبعة الأحرف: هو ما قلنا من أنهالألسن السبعة. والأبواب السبعة من الجنة: هي المعاني التي فيها، من الأمر والنهيوالترغيب والترهيب والقصص والمثل، التي إذا عمل بها العامل، وانتهى إلى حدودهاالمنتهي، استوجب به الجنة. وليس والحمد لله في قول من قال ذلك من المتقدمين، خلافلشيء مما قلناه.
*دلالة الأحرف السبعة وتماري بعض السلف فيها:
_قال ابو جعفر :والدلالة على صحة ما قلناه - من أنمعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((نزل القرآن على سبعة أحرف))، إنما هو أنه نزلبسبع لغات، كما تقدم ذكرنا من الروايات الثابتة عن عمر بن الخطاب، وعبد الله بنمسعود، وأبي بن كعب، وسائر من قد قدمنا الرواية عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلمفي أول هذا الباب- أنهم تماروا في القرآن، فخالف بعضهم بعضا في نفس التلاوة، دون مافي ذلك من المعاني، وأنهم احتكموا فيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستقرأ كل رجلمنهم، ثم صوب جميعهم في قراءتهم على اختلافها، حتى ارتاب بعضهم لتصويبه إياهم، فقالصلى الله عليه وسلم للذي ارتاب منهم عند تصويبه جميعهم: ((إن الله أمرني أن أقرأالقرآن على سبعة أحرف)).
_أن اختلاف الأحرف السبعة، إنما هو اختلاف ألفاظ، كقولك "هلم وتعال" باتفاق المعاني،لا باختلاف معان موجبة اختلاف أحكام.
*بيان السن العرب التي نزل بها القرآن :
_ أما الألسن السبعة التي قد نزلت القراءة بها، وقد قيل إن خمسة منها لعجز هوازن، واثنين منها لقريش وخزاعة.سناده :( عن قتادة، عن ابن عباس، قال: نزل القرآن بلسان قريش ولسان خزاعة، وذلك أن الدارواحدة.
_ قال أبو جعفر: والعجز من هوازن: سعدبن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف

خامساً/القول في البيان عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن من سبعة أبواب الجنة))، وذكر الأخبار المروية بذلك

*الأخبار المرويه بذلك :
قال أبو جعفر: اختلفت النقلة فيألفاظ الخبر بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
_- فروي عن ابن مسعود عن النبي صلىالله عليه وسلم أنه قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزلالقرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه،وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه،واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عندربنا)).
- وروي عن أبي، عن رسول الله صلىالله عليه وسلم في ذلك، عنأبي بن كعب، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله أمرني أن أقرأالقرآن على حرف واحد، فقلت: رب خفف عن أمتي. قال: اقرأه على حرفين. فقلت: رب خفف عنأمتي. فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب من الجنة، كلها شافكاف)).

*لماذا خص الله هذه الأمه بهذه الأوجه السبعة :
_وخص الله جل وعز نبينا محمدا صلىالله عليه وسلم وأمته،لكي ينالون بها رضوان الله، ويدركون بها الفوز بالجنة، إذا أقاموها فكل وجه من أوجههالسبعة باب من أبواب الجنة الذي نزل منه القرآن. لأن العامل بكل وجه من أوجههالسبعة، عامل على باب من أبواب الجنة .
سادساً_القول في الوجوه التي من قِبَلها يوصل إلى معرفة تأويل القرآن
*أوجه تأويل القرىن الكريم :
*مالايعلم تأويله الا الله سبحانه وتعالى :
_ وذلك ما فيه من الخبر عن آجال حادثة، وأوقات آتية، كوقت قيام الساعة، والنفخ فيالصور، ونزول عيسى بن مريم، وما أشبه ذلك: فإن تلك أوقات لا يعلم أحد حدودها، ولايعرف أحد من تأويلها إلا بالخبر عن أشراطها، لاستئثار الله بعلم ذلك على خلقه.
*ماخص الله بعلم تأويله نبيه الكريم :
_ أن مما أنزل الله من القرآن, ما لا يوصل إلى علم تأويله إلا ببيان الرسول صلى الله عليهوسلم. وذلك تأويل جميع ما فيه: من وجوه أمره -واجبه وندبه وإرشاده-، وصنوف نهيه،ووظائف حقوقه وحدوده، ومبالغ فرائضه، ومقادير اللازم بعض خلقه لبعض، وما أشبه ذلكمن أحكام ,وهذا وجه لا يجوز لأحد القول فيه، إلا ببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم لهتأويله بنص منه عليه، أو بدلالة قد نصبها، دالة أمته على تأويله.
*ماكان علمه عند أهل اللسان الذي نزل به القرآن :
_ويكونذلك: إقامة إعرابه، ومعرفة المسميات بأسمائها اللازمة غير المشترك فيها،والموصوفات بصفاتها الخاصة دون ما سواها، فإن ذلك لا يجهله أحد منهم.
_ وايضاً معرفة أعيان المسميات بأسمائها اللازمة غير المشترك فيها، والموصوفات بصفاتهاالخاصة، دون الواجب من أحكامها وصفاتها وهيئاتها التي خص الله بعلمها نبيه صلى اللهعليه وسلم، فلا يدرك علمه إلا ببيانه، دون ما استأثر الله بعلمه دونخلقه.
*تفسير مالايعذر أحد بجهالته:
_ قال أبو جعفر: وهذا وجه من وجوه التفسير: من أن أحدا لا يعذر بجهالته، معنى غير الإبانة عن وجوه مطالبتأويله. وإنما هو خبر عن أن من تأويله ما لا يجوز لأحد الجهل به.
*مالايعلمه الا الراسخون بالعلم :
_هم العلماء المستنبطون ,والمستخرجون الأحكام الدقيقة التي تخفى على بعض الناس ,وهم الفقهاء والعلماء الذين يعلمون الناس معالم دينهم .
_سناده : عن عبد الله بن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أنزل القرآن علىأربعة أحرف: حلال وحرام لا يعذر أحد بالجهالة به، وتفسير تفسره العرب، وتفسير تفسرهالعلماء، ومتشابه لا يعلمه إلا الله، ومن ادعى علمه سوى الله فهوكاذب)).
سابعاً :باب النهي عن تأويل القرآن بالرأي :
* قال أبو جعفر: فالقائل في تأويل كتاب الله، الذي لا يدرك علمه إلا ببيان رسول الله صلى الله عليهوسلم، الذي جعل الله إليه بيانه -قائل ما لا يعلم وإن وافق قيله ذلك في تأويله، ماأراد الله به من معناه. لأن القائل فيه بغير علم، قائل على الله ما لا علم له به ,سناده : حدثنا أبو عمران الجوني عن جندب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال فيالقرآن برأيه فأصاب، فقد أخطأ)).
_ وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال فيالقرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار)).
_تحرز الصحابة عن تفسير مالا يعلموه من القرآن .سناده :( عن أبي معمر، قال: قال أبو بكر الصديق: أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إذا قلت فيالقرآن ما لا أعلم! .
ثامناً: باب في الحض على العلم بتفسير القرآن، ومن كان يفسره من الصحابة :
_ قال أبو جعفر: وفي حث الله عز وجلعباده على الاعتبار بما في آي القرآن من المواعظ والبينات - بقوله جل ذكره لنبيهصلى الله عليه وسلم: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} [ص: 29] وقوله: {ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون * قرآناعربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون} [الزمر: 27، 28] وما أشبه ذلك من آي القرآن، التيأمر الله عباده وحثهم فيها على الاعتبار بأمثال آي القرآن، والاتعاظ بمواعظه- مايدل على أن عليهم معرفة تأويل ما لم يحجب عنهم تأويله من آيه.
_ فكذلك ما في آي كتاب الله من العبروالحكم والأمثال والمواعظ، لا يجوز أن يقال: "اعتبر بها" إلا لمن كان بمعاني بيانهعالما، ثم يتدبره بعد، ويتعظ بحكمه وصنوف عبره.
*حرص الصحابه على التفسير ومن كان يفسره منهم
_ عن ابن مسعود، قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن،والعمل بهن.
_ حدثنا الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، قال: قال عبد الله: والذي لا إله غيره، ما نزلتآية في كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم نزلت؟ وأين نزلت؟ ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتابالله منى تناله المطايا لأتيته.
_ عن الأعمش، عن شقيق، قال: استعمل علي ابن عباس على الحج، قال: فخطب الناس خطبة لوسمعها الترك والروم لأسلموا، ثم قرأ عليهم سورة النور، فجعليفسرها.

تاسعاً:ذكرالأخبار التي غلط في تأويلها منكرو القول في تأويل القرآن

*الأخبار التي غلط في تأويلها منكري القول :
_حديث عائشه رضي الله عنها (قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يفسر شيئا من القرآن، إلا آيا بعدد، علمهنإياه جبريل عليه السلام.
_قال ابو جعفرفي الرد على ذلك: أما الخبر الذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن يفسر من القرآنشيئا إلا آيا بعدد، ولايدرك علم تأويله إلا ببيان من عند الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بتعليم الله ذلك إياه بوحيه إليه، إمامع جبريل، أو مع من شاء من رسله إليه. فذلك هو الآي التي كان رسول الله صلى اللهعليه وسلم يفسرها لأصحابه بتعليم جبريل إياه، وهن لا شك آي ذواتعدد.
* معنى إحجام من أحجم عن القيل في تأويل القرآن وتفسيره من السلف :
-قال ابو جعفر : فلم يكن إحجامه عن القول في ذلك إحجام جاحد أن يكون لله فيه حكم موجود بين أظهرعباده، ولكن إحجام خائف حذر أن لا يبلغ باجتهاده ما كلف الله العلماء من عبادهفيه.
-سناده : عن سعيد بن المسيب: أنه كان إذا سئل عن تفسير آية من القرآن، قال: إنا لا نقول فيالقرآن شيئا.
_وعن أيوب عن ابن أبي مليكة: أن ابن عباس سئل عن آية لو سئل عنها بعضكم لقال فيها، فأبى أنيقول فيها.
عاشراً: ذكرقدماء المفسرين محمودا علمه بالتفسير ومن كان منهم مذموما علمه به :
*من كان محموداً :سناده (حدثنا سفيان، عن سليمان، عن مسلم، قال: قال عبد الله: نعم ترجمان القرآن ابنعباس.
_ حدثنا إسحاق الأزرق،عن مسروق، عن عبد الله بنمسعود، قال: نعم ترجمان القرآن ابن عباس.
_ عن أبي بكر الحنفي، قال: سمعت سفيان الثوري يقول: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبكبه.
*من كان مذموماً : حدثنا أبو كريب،قال: كان الشعبي يمر بأبيصالح باذان، فيأخذ بأذنه فيعركها ويقول: تفسر القرآن وأنت لا تقرأ القرآن! .
_ حدثنا عبد الله بن بكير، عن صالح بن مسلم، قال: مر الشعبي على السدي وهو يفسر،فقال: لأن يضرب على استك بالطبل، خير لك من مجلسك هذا.
_ولذلكفأحق المفسرين بإصابة الحق -في تأويل القرآن الذي إلى علم تأويله للعباد السبيل- أوضحهم حجة فيما تأول وفسر ,مما كان تأويله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دونسائر أمته من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه:
*إما من جهة النقلالمستفيض
*وإما من جهة نقل العدولالأثبات
*أو من جهة الدلالة المنصوبة على صحته؛ مما كان مدركا علمه من جهة اللسان: إما بالشواهد من أشعارهم السائرة، وإما منمنطقهم ولغاتهم

عاشراً: القول في تأويل أسماء القرآن وسوره وآيه

*أسماء القرآن :
_-سمى الله تعالى القرآن بأسماء أربعة:"
_القرآن, فقال في تسميته إياه بذلك في تنزيله: )إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون} [النمل: 76].
_ الفرقان"، قال جل ثناؤه في وحيه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم مسميه بذلك: {تباركالذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا} [الفرقان:1].
__ الكتاب": قال تبارك اسمه في تسميته إياه به: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتابولم يجعل له عوجا } [الكهف: 1
_. "الذكر"، فقال تعالى ذكره في تسميته إياه به: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا لهلحافظون} [الحجر: 9].

*تأويل اسماء القرآن في كلام العرب :
_ القرآن"، فإن المفسرين اختلفوا في تأويله. والواجب أن يكون تأويله على قول ابنعباس: من التلاوة والقراءة , ورأى قتادة أن تأويل "القرآن": التأليف.
_ الفرقان"، فإن تفسير أهل التفسير جاء في ذلك بألفاظ مختلفة، فقال عكرمة: أنه كان يقول: هو النجاة, وابن عباس يقول: "الفرقان": المخرج, وكان مجاهد يقول في قول الله جل ثناؤه: {يومالفرقان} [الأنفال: 41] يوم فرق الله فيه بين الحق والباطل.
_ والكتاب: هو خط الكاتب حروف الكتاب المعجم مجموعة ومفترقة. وسمي "كتابا"، وإنما هومكتوب .
_"الذكر"، فإنه محتمل معنيين: أحدهما: أنه ذكر من الله جل ذكره، ذكر به عباده، فعرفهمفيه حدوده وفرائضه، وسائر ما أودعه من حكمه. والآخر: أنه ذكر وشرف وفخر لمن آمن بهوصدق بما فيه، كما قال جل ثناؤه: {وإنه لذكر لك ولقومك} [الزخرف: 44]، يعني به أنهشرف له ولقومه.
*معنى السورة :
_ والسورة، بغير همز: المنزلة من منازل الارتفاع. ومن ذلك سور المدينة، سمي بذلك الحائط الذي يحويها، لارتفاعه على ما يحويه.
_ وقد همز بعضهم السورة من القرآن. وتأويلها، في لغةمن همزها، القطعة التي قد أفضلت من القرآن عما سواها وأبقيت. وذلك أن سؤر كل شيء: البقية منه تبقى بعد الذي يؤخذ منه .
*أسماء السور بلسان رسول الله صلى الله عليه وسلم :
_- حدثنا محمد بن بشار، عن قتادة، عن أبي المليح، عن واثلة بن الأسقع: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطيت مكان التوراة السبع الطول، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيلالمثاني، وفضلت بالمفصل)).
_قال ابو جعفر :
_ و سميت هذه السور السبع الطول، لطولها علىسائر سور القرآن.
_وأما "المئون: فهي ماكان من سور القرآن عدد آيه مائة آية، أو تزيد عليها شيئا أو تنقص منها شيئايسيرا.
_ وأما "المثاني:فسميت مثاني، لتثنية الله جل ذكره فيها الأمثال والخبر والعبر، وهو قول ابنعباس, وروي عن سعيد بن جبير: إنما سميتمثاني لأنها ثنيت فيها الفرائض والحدود.
_ وقال جماعة أخر: بل المثاني فاتحة الكتاب، لأنهاتثنى قراءتها في كل صلاة.
_ وأما "المفصل": فإنما سميت مفصلا لكثرة الفصولالتي بين سورها بـ "بسم الله الرحمن الرحيم".
*معنى الآية في كلام العرب :
_ الآية من آي القرآن، فإنها تحتمل وجهين في كلام العرب:
_ أن تكون سميت آية، لأنها علامة يعرف بها تمام ما قبلها وابتداؤها، كالآية التي تكوندلالة على الشيء يستدل بها عليه .
_ والآخر منهما: القصة , فيكون معنى الآيات: القصص، قصة تتلو قصة، بفصولووصول .
أحد عشر: القول في تأويل أسماء فاتحة الكتاب
*القول في تأويل أسماء فاتحة الكتاب :
_ هي فاتحة الكتاب، والسبع المثاني,وأم القرآن سناده (عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((هي أم القرآن، وهي فاتحةالكتاب، وهي السبع المثاني)).
*معاني اسماء فاتحة الكتاب
_ قال أبو جعفر: وسميت "فاتحة الكتاب"، لأنها يفتتح بكتابتهاالمصاحف، وبقراءتها في الصلوات، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتابوالقراءة.
_ وسميت "أم القرآن" لتقدمها على سائر سور القرآنغيرها، وتأخر ما سواها خلفها في القراءة والكتابة.
_ وأما تأويل اسمها أنها "السبع"، فإنها سبع آيات،لا خلاف بين الجميع من القراء والعلماء في ذلك.
_وسميت المثانيلأنهاتثنى قراءتها في كل صلاةفي كل صلاة تطوع ومكتوبة.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 شوال 1437هـ/19-07-2016م, 12:46 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدرية صالح مشاهدة المشاركة
المقصد العام :
بيان معاني القرآن وإتفاقها مع اللسان العربي وبيان الأحرف واللغة التي نزل بها القرآن والحض عل تعلم تفسير القرآن وذكر وجوهه والمسائل المتعلقة به .

المقاصد الفرعية :

1/بيان فضل القرآن على سائر الكلام ,والإتفاق على معاني آياته مع اللسان العربي .
2/القولفيالبيانعنالأحرفالتياتفقتفيهاألفاظالعربوألفاظغيرهامنبعضأجناسالأمم
3/القول في اللغة التي نزل بها القرآن من لغات العرب
4/القول في البيان عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن من سبعة أبواب الجنة))، وذكر الأخبار المروية بذلك
5/القول في الوجوه التي من قِبَلها يوصل إلى معرفة تأويل القرآن
6/ذكربعضالأخبارالتيرويتبالنهيعنالقولفيتأويلالقرآنبالرأي
7/ذكر بعض الأخبار التي رويت في الحض على العلم بتفسير القرآن، ومن كان يفسره من الصحابة
8/ذكر الأخبار التي غلط في تأويلها منكرو القول في تأويل القرآن
9/ذكر الأخبار عن بعض السلف فيمن كان من قدماء المفسرين محمودا علمه بالتفسير ومن كان منهم مذموما علمه به
10/القول في تأويل أسماء القرآن وسوره وآيه
11/القول في تأويل أسماء فاتحة الكتاب

أولاً _بيان فضل القرآن على سائر الكلام ,والإتفاق على معاني آياته مع اللسان العربي .

*فضلاهلالبيانومنزلتهم :
_قالأبوجعفر:
إنمنأعظمنعماللهعلىعباده،وجسيممنتهعلىخلقه،مامنحهممنفضلالبيانالذيبهعنضمائرصدورهميبينون،وبهعلىعزائمنفوسهميدلون،فذللبهمنهمالألسنوسهلبهعليهمالمستصعب.
_ثمجعلهم،جلذكره -فيمامنحهممنذلك- طبقات،ورفعبعضهمفوقبعضدرجات: فبينخطيبمسهب،وذلقاللسانمهذب،ومفحمعننفسهلايبين،وعيعنضميرقلبهلايعبر. وجعلأعلاهمفيهرتبة،وأرفعهمفيهدرجة،أبلغهمفيماأرادبهبلاغا،وأبينهمعننفسهبهبيانا.
_قالتعالى :( {أومنينشأفيالحليةوهوفيالخصامغيرمبين} [ الزخرف: 18]
بهذهالآيةعرفهمفيتنزيلهومحكمآيكتابهبفضلماحباهمبهمنالبيان،علىمنفضلهمبهعليهمنذىالبكموالمستعجماللسان .
*حجةالرسولالكريمودلالةصدقرسالته :
_بأنأخبرهمأندلالتهعلىصدقمقالته،وحجتهعلىحقيقةنبوته- ماأتاهمبهمنالبيان،والحكمةوالفرقان،بلسانمثلألسنتهم،ومنطقموافقةمعانيهمعانيمنطقهم. ثمأنبأجميعهمأنهمعنأنيأتوابمثلبعضهعجزة،ومنالقدرةعليهنقصة. فأقرجميعهمبالعجز،وأذعنوالهبالتصديق،وشهدواعلىأنفسهمبالنقص. إلامنتجاهلمنهموتعامى،واستكبروتعاشى،فحاولتكلفماقدعلمأنهعنهعاجز،ورامماقدتيقنأنهعليهغيرقادر. فأبدىمنضعفعقلهماكانمستترا،ومنعيلسانهماكانمصونا،فأتىبمالايعجزعنهالضعيفالأخرق،والجاهلالأحمق .
*وضوحالرسالةوالإعجازفيها :
_أنكلرسولللهجلثناؤهأرسلهإلىقوم،فإنماأرسلهبلسانمنأرسلهإليه،وكلكتابأنزلهعلىنبي،ورسالةأرسلهاإلىأمة،فإنماأنزلهبلسانمنأنزلهأوأرسلهإليه. فبذلكيتضحأنكتاباللهالذيأنزلهإلىنبينامحمدصلىاللهعليهوسلم،بلسانمحمدصلىاللهعليهوسلم. وإذكانلسانمحمدصلىاللهعليهوسلمعربيا،فبينأنالقرآنعربي. وبذلكأيضانطقمحكمتنزيلربنا،فقالجلذكره: {إناأنزلناهقرآناعربيالعلكمتعقلون} [ يوسف: 2].
*الواجبفيتفسيرمعانيكتابالله :
_فالواجبأنتكونمعانيكتاباللهالمنزلعلىنبينامحمدصلىاللهعليهوسلم،لمعانيكلامالعربموافقة،وظاهرهلظاهركلامهاملائما،وإنباينهكتاباللهبالفضيلةالتيفضلبهاسائرالكلاموالبيان .
_فإذكانذلككذلك،فبين -إذكانموجودافيكلامالعربالإيجازوالاختصار،والاجتزاءبالإخفاءمنالإظهار،وبالقلةمنالإكثارفيبعضالأحوال،واستعمالالإطالةوالإكثار،والتردادوالتكرار،وإظهارالمعانيبالأسماءدونالكنايةعنها،والإسرارفيبعضالأوقات،والخبرعنالخاصفيالمرادبالعامالظاهر،وعنالعامفيالمرادبالخاصالظاهر،وعنالكنايةوالمرادمنهالمصرح،وعنالصفةوالمرادالموصوف،وعنالموصوفوالمرادالصفة،وتقديمماهوفيالمعنىمؤخر،وتأخيرماهوفيالمعنىمقدم،والاكتفاءببعضمنبعض،وبمايظهرعمايحذف،وإظهارماحظهالحذف- أنيكونمافيكتاباللهالمنزلعلىنبيهمحمدصلىاللهعليهوسلممنذلك،فيكلذلكلهنظيرا،ولهمثلاوشبيها.
ثانياً_القول في البيان عن الأحرف التي اتفقت فيها ألفاظ العرب وألفاظ غيرها من بعض أجناس الأمم :
*الأقوال في هذه المسألة :
_قالأبوجعفر:
_حدثناعبدالرحمنبنمهدي،قال: حدثناإسرائيل،عنأبيإسحاق،عنأبيميسرة،قال: فيالقرآنمنكللسان.
_وقيل أن الأحرف وهذه الألفاظ وما أشبهها، إنما هي كلام أجناس من الأمم سوى العرب، وقعت إلى العرب فعربته-
_وقيل أن فيه من كل لسان اتفق فيه لفظ العرب ولفظ غيرها من الأمم التي تنطق به، نظير ماوصفنا من القول فيما مضى.

*رأي ابن جرير ودلالة قوله :
_قول ابن جرير ورده عليهم :أن هذه الأحرف وما أشبهها لم تكن للعرب كلاما، ولا كان ذاك لها منطقا قبل نزول القرآن،ولا كانت بها العرب عارفة قبل مجيء الفرقان-فيكون ذلك قولا لقولنا خلافا.
_ولم نستنكر أن يكون من الكلام ما يتفق فيه ألفاظ جميع أجناس الأمم المختلفة الألسنبمعنى واحد، فكيف بجنسين منها؟ كما وجدنا اتفاق كثير منه فيما قد علمناه من الألسنالمختلفة، وذلك كالدرهم والدينار والدواة والقلم والقرطاس، وغير ذلك .
_واستطرد بقوله : بل الصواب في ذلك عندنا: أن يسمى: عربيا أعجميا، أو حبشيا عربيا، إذ كانت الأمتان له مستعملتين -في بيانها ومنطقها- استعمال سائر منطقها وبيانها. فليس غير ذلك من كلام كل أمة منهما، بأولى أن يكونإليها منسوبا- منه.
_وهذا المعنى الذي قلناه في ذلك، هومعنى قول من قال: في القرآن من كل لسان- عندنا بمعنى، والله أعلم: أن فيه من كللسان اتفق فيه لفظ العرب ولفظ غيرها من الأمم التي تنطق به .
ثالثاَ_القول في اللغة التي نزل بها القرآن من لغات العرب
*بعض الأحاديث عن نزول القرآن على سبعة أحرف :
_قال أبو جعفر: أن الله جل ثناؤه أنزل جميع القرآن بلسانالعرب دون غيرها من ألسن سائر أجناس الأمم، وعلى فساد قول من زعم أن منه ما ليسبلسان العرب ولغاتها.
سناده :( عن أبي هريرة-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف،فالمراء في القرآن كفر -ثلاث مرات- فما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردوهإلى عالمه)).
_- حدثني عبيد بن أسباط بن محمد، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلىالله عليه وسلم: أنزل القرآن على سبعة أحرف، عليم حكيم، غفوررحيم.
_وحدثنا محمد بن حميد الرازي، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل حرف منها ظهر وبطن، ولكل حرف حد، ولكلحد مطلع)).
_حدثنا عبيد الله -يعني ابن عمر- عن نافع، عن ابن عمر، قال: سمع عمر بن الخطاب رجلايقرأ القرآن، فسمع آية على غير ما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى به عمرإلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن هذا قرأ آية كذا وكذا. فقالرسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، كلها شافكاف)).

رابعاً_معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (نزل القرآن على سبعة أحرف ) .
*معنى السبعة أحرف :
_والسبعة الأحرف: هو ما قلنا من أنهالألسن السبعة. والأبواب السبعة من الجنة: هي المعاني التي فيها، من الأمر والنهيوالترغيب والترهيب والقصص والمثل، التي إذا عمل بها العامل، وانتهى إلى حدودهاالمنتهي، استوجب به الجنة. وليس والحمد لله في قول من قال ذلك من المتقدمين، خلافلشيء مما قلناه.
*دلالة الأحرف السبعة وتماري بعض السلف فيها:
_قال ابو جعفر :والدلالة على صحة ما قلناه - من أنمعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((نزل القرآن على سبعة أحرف))، إنما هو أنه نزلبسبع لغات، كما تقدم ذكرنا من الروايات الثابتة عن عمر بن الخطاب، وعبد الله بنمسعود، وأبي بن كعب، وسائر من قد قدمنا الرواية عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلمفي أول هذا الباب- أنهم تماروا في القرآن، فخالف بعضهم بعضا في نفس التلاوة، دون مافي ذلك من المعاني، وأنهم احتكموا فيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستقرأ كل رجلمنهم، ثم صوب جميعهم في قراءتهم على اختلافها، حتى ارتاب بعضهم لتصويبه إياهم، فقالصلى الله عليه وسلم للذي ارتاب منهم عند تصويبه جميعهم: ((إن الله أمرني أن أقرأالقرآن على سبعة أحرف)).
_أن اختلاف الأحرف السبعة، إنما هو اختلاف ألفاظ، كقولك "هلم وتعال" باتفاق المعاني،لا باختلاف معان موجبة اختلاف أحكام.
*بيان السن العرب التي نزل بها القرآن :
_ أما الألسن السبعة التي قد نزلت القراءة بها، وقد قيل إن خمسة منها لعجز هوازن، واثنين منها لقريش وخزاعة.سناده :( عن قتادة، عن ابن عباس، قال: نزل القرآن بلسان قريش ولسان خزاعة، وذلك أن الدارواحدة.
_ قال أبو جعفر: والعجز من هوازن: سعدبن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف

خامساً/القول في البيان عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن من سبعة أبواب الجنة))، وذكر الأخبار المروية بذلك

*الأخبار المرويه بذلك :
قال أبو جعفر: اختلفت النقلة فيألفاظ الخبر بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
_- فروي عن ابن مسعود عن النبي صلىالله عليه وسلم أنه قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزلالقرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه،وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه،واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عندربنا)).
- وروي عن أبي، عن رسول الله صلىالله عليه وسلم في ذلك، عنأبي بن كعب، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله أمرني أن أقرأالقرآن على حرف واحد، فقلت: رب خفف عن أمتي. قال: اقرأه على حرفين. فقلت: رب خفف عنأمتي. فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب من الجنة، كلها شافكاف)).

*لماذا خص الله هذه الأمه بهذه الأوجه السبعة :
_وخص الله جل وعز نبينا محمدا صلىالله عليه وسلم وأمته،لكي ينالون بها رضوان الله، ويدركون بها الفوز بالجنة، إذا أقاموها فكل وجه من أوجههالسبعة باب من أبواب الجنة الذي نزل منه القرآن. لأن العامل بكل وجه من أوجههالسبعة، عامل على باب من أبواب الجنة .
سادساً_القول في الوجوه التي من قِبَلها يوصل إلى معرفة تأويل القرآن
*أوجه تأويل القرىن الكريم :
*مالايعلم تأويله الا الله سبحانه وتعالى :
_ وذلك ما فيه من الخبر عن آجال حادثة، وأوقات آتية، كوقت قيام الساعة، والنفخ فيالصور، ونزول عيسى بن مريم، وما أشبه ذلك: فإن تلك أوقات لا يعلم أحد حدودها، ولايعرف أحد من تأويلها إلا بالخبر عن أشراطها، لاستئثار الله بعلم ذلك على خلقه.
*ماخص الله بعلم تأويله نبيه الكريم :
_ أن مما أنزل الله من القرآن, ما لا يوصل إلى علم تأويله إلا ببيان الرسول صلى الله عليهوسلم. وذلك تأويل جميع ما فيه: من وجوه أمره -واجبه وندبه وإرشاده-، وصنوف نهيه،ووظائف حقوقه وحدوده، ومبالغ فرائضه، ومقادير اللازم بعض خلقه لبعض، وما أشبه ذلكمن أحكام ,وهذا وجه لا يجوز لأحد القول فيه، إلا ببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم لهتأويله بنص منه عليه، أو بدلالة قد نصبها، دالة أمته على تأويله.
*ماكان علمه عند أهل اللسان الذي نزل به القرآن :
_ويكونذلك: إقامة إعرابه، ومعرفة المسميات بأسمائها اللازمة غير المشترك فيها،والموصوفات بصفاتها الخاصة دون ما سواها، فإن ذلك لا يجهله أحد منهم.
_ وايضاً معرفة أعيان المسميات بأسمائها اللازمة غير المشترك فيها، والموصوفات بصفاتهاالخاصة، دون الواجب من أحكامها وصفاتها وهيئاتها التي خص الله بعلمها نبيه صلى اللهعليه وسلم، فلا يدرك علمه إلا ببيانه، دون ما استأثر الله بعلمه دونخلقه.
*تفسير مالايعذر أحد بجهالته:
_ قال أبو جعفر: وهذا وجه من وجوه التفسير: من أن أحدا لا يعذر بجهالته، معنى غير الإبانة عن وجوه مطالبتأويله. وإنما هو خبر عن أن من تأويله ما لا يجوز لأحد الجهل به.
*مالايعلمه الا الراسخون بالعلم :
_هم العلماء المستنبطون ,والمستخرجون الأحكام الدقيقة التي تخفى على بعض الناس ,وهم الفقهاء والعلماء الذين يعلمون الناس معالم دينهم .
_سناده : عن عبد الله بن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أنزل القرآن علىأربعة أحرف: حلال وحرام لا يعذر أحد بالجهالة به، وتفسير تفسره العرب، وتفسير تفسرهالعلماء، ومتشابه لا يعلمه إلا الله، ومن ادعى علمه سوى الله فهوكاذب)).
سابعاً :باب النهي عن تأويل القرآن بالرأي :
* قال أبو جعفر: فالقائل في تأويل كتاب الله، الذي لا يدرك علمه إلا ببيان رسول الله صلى الله عليهوسلم، الذي جعل الله إليه بيانه -قائل ما لا يعلم وإن وافق قيله ذلك في تأويله، ماأراد الله به من معناه. لأن القائل فيه بغير علم، قائل على الله ما لا علم له به ,سناده : حدثنا أبو عمران الجوني عن جندب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال فيالقرآن برأيه فأصاب، فقد أخطأ)).
_ وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال فيالقرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار)).
_تحرز الصحابة عن تفسير مالا يعلموه من القرآن .سناده :( عن أبي معمر، قال: قال أبو بكر الصديق: أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إذا قلت فيالقرآن ما لا أعلم! .
ثامناً: باب في الحض على العلم بتفسير القرآن، ومن كان يفسره من الصحابة :
_ قال أبو جعفر: وفي حث الله عز وجلعباده على الاعتبار بما في آي القرآن من المواعظ والبينات - بقوله جل ذكره لنبيهصلى الله عليه وسلم: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} [ص: 29] وقوله: {ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون * قرآناعربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون} [الزمر: 27، 28] وما أشبه ذلك من آي القرآن، التيأمر الله عباده وحثهم فيها على الاعتبار بأمثال آي القرآن، والاتعاظ بمواعظه- مايدل على أن عليهم معرفة تأويل ما لم يحجب عنهم تأويله من آيه.
_ فكذلك ما في آي كتاب الله من العبروالحكم والأمثال والمواعظ، لا يجوز أن يقال: "اعتبر بها" إلا لمن كان بمعاني بيانهعالما، ثم يتدبره بعد، ويتعظ بحكمه وصنوف عبره.
*حرص الصحابه على التفسير ومن كان يفسره منهم
_ عن ابن مسعود، قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن،والعمل بهن.
_ حدثنا الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، قال: قال عبد الله: والذي لا إله غيره، ما نزلتآية في كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم نزلت؟ وأين نزلت؟ ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتابالله منى تناله المطايا لأتيته.
_ عن الأعمش، عن شقيق، قال: استعمل علي ابن عباس على الحج، قال: فخطب الناس خطبة لوسمعها الترك والروم لأسلموا، ثم قرأ عليهم سورة النور، فجعليفسرها.

تاسعاً:ذكرالأخبار التي غلط في تأويلها منكرو القول في تأويل القرآن

*الأخبار التي غلط في تأويلها منكري القول :
_حديث عائشه رضي الله عنها (قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يفسر شيئا من القرآن، إلا آيا بعدد، علمهنإياه جبريل عليه السلام.
_قال ابو جعفرفي الرد على ذلك: أما الخبر الذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن يفسر من القرآنشيئا إلا آيا بعدد، ولايدرك علم تأويله إلا ببيان من عند الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بتعليم الله ذلك إياه بوحيه إليه، إمامع جبريل، أو مع من شاء من رسله إليه. فذلك هو الآي التي كان رسول الله صلى اللهعليه وسلم يفسرها لأصحابه بتعليم جبريل إياه، وهن لا شك آي ذواتعدد.
* معنى إحجام من أحجم عن القيل في تأويل القرآن وتفسيره من السلف :
-قال ابو جعفر : فلم يكن إحجامه عن القول في ذلك إحجام جاحد أن يكون لله فيه حكم موجود بين أظهرعباده، ولكن إحجام خائف حذر أن لا يبلغ باجتهاده ما كلف الله العلماء من عبادهفيه.
-سناده : عن سعيد بن المسيب: أنه كان إذا سئل عن تفسير آية من القرآن، قال: إنا لا نقول فيالقرآن شيئا.
_وعن أيوب عن ابن أبي مليكة: أن ابن عباس سئل عن آية لو سئل عنها بعضكم لقال فيها، فأبى أنيقول فيها.
عاشراً: ذكرقدماء المفسرين محمودا علمه بالتفسير ومن كان منهم مذموما علمه به :
*من كان محموداً :سناده (حدثنا سفيان، عن سليمان، عن مسلم، قال: قال عبد الله: نعم ترجمان القرآن ابنعباس.
_ حدثنا إسحاق الأزرق،عن مسروق، عن عبد الله بنمسعود، قال: نعم ترجمان القرآن ابن عباس.
_ عن أبي بكر الحنفي، قال: سمعت سفيان الثوري يقول: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبكبه.
*من كان مذموماً : حدثنا أبو كريب،قال: كان الشعبي يمر بأبيصالح باذان، فيأخذ بأذنه فيعركها ويقول: تفسر القرآن وأنت لا تقرأ القرآن! .
_ حدثنا عبد الله بن بكير، عن صالح بن مسلم، قال: مر الشعبي على السدي وهو يفسر،فقال: لأن يضرب على استك بالطبل، خير لك من مجلسك هذا.
_ولذلكفأحق المفسرين بإصابة الحق -في تأويل القرآن الذي إلى علم تأويله للعباد السبيل- أوضحهم حجة فيما تأول وفسر ,مما كان تأويله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دونسائر أمته من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه:
*إما من جهة النقلالمستفيض
*وإما من جهة نقل العدولالأثبات
*أو من جهة الدلالة المنصوبة على صحته؛ مما كان مدركا علمه من جهة اللسان: إما بالشواهد من أشعارهم السائرة، وإما منمنطقهم ولغاتهم

عاشراً: القول في تأويل أسماء القرآن وسوره وآيه

*أسماء القرآن :
_-سمى الله تعالى القرآن بأسماء أربعة:"
_القرآن, فقال في تسميته إياه بذلك في تنزيله: )إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون} [النمل: 76].
_ الفرقان"، قال جل ثناؤه في وحيه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم مسميه بذلك: {تباركالذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا} [الفرقان:1].
__ الكتاب": قال تبارك اسمه في تسميته إياه به: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتابولم يجعل له عوجا } [الكهف: 1
_. "الذكر"، فقال تعالى ذكره في تسميته إياه به: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا لهلحافظون} [الحجر: 9].

*تأويل اسماء القرآن في كلام العرب :
_ القرآن"، فإن المفسرين اختلفوا في تأويله. والواجب أن يكون تأويله على قول ابنعباس: من التلاوة والقراءة , ورأى قتادة أن تأويل "القرآن": التأليف.
_ الفرقان"، فإن تفسير أهل التفسير جاء في ذلك بألفاظ مختلفة، فقال عكرمة: أنه كان يقول: هو النجاة, وابن عباس يقول: "الفرقان": المخرج, وكان مجاهد يقول في قول الله جل ثناؤه: {يومالفرقان} [الأنفال: 41] يوم فرق الله فيه بين الحق والباطل.
_ والكتاب: هو خط الكاتب حروف الكتاب المعجم مجموعة ومفترقة. وسمي "كتابا"، وإنما هومكتوب .
_"الذكر"، فإنه محتمل معنيين: أحدهما: أنه ذكر من الله جل ذكره، ذكر به عباده، فعرفهمفيه حدوده وفرائضه، وسائر ما أودعه من حكمه. والآخر: أنه ذكر وشرف وفخر لمن آمن بهوصدق بما فيه، كما قال جل ثناؤه: {وإنه لذكر لك ولقومك} [الزخرف: 44]، يعني به أنهشرف له ولقومه.
*معنى السورة :
_ والسورة، بغير همز: المنزلة من منازل الارتفاع. ومن ذلك سور المدينة، سمي بذلك الحائط الذي يحويها، لارتفاعه على ما يحويه.
_ وقد همز بعضهم السورة من القرآن. وتأويلها، في لغةمن همزها، القطعة التي قد أفضلت من القرآن عما سواها وأبقيت. وذلك أن سؤر كل شيء: البقية منه تبقى بعد الذي يؤخذ منه .
*أسماء السور بلسان رسول الله صلى الله عليه وسلم :
_- حدثنا محمد بن بشار، عن قتادة، عن أبي المليح، عن واثلة بن الأسقع: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطيت مكان التوراة السبع الطول، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيلالمثاني، وفضلت بالمفصل)).
_قال ابو جعفر :
_ و سميت هذه السور السبع الطول، لطولها علىسائر سور القرآن.
_وأما "المئون: فهي ماكان من سور القرآن عدد آيه مائة آية، أو تزيد عليها شيئا أو تنقص منها شيئايسيرا.
_ وأما "المثاني:فسميت مثاني، لتثنية الله جل ذكره فيها الأمثال والخبر والعبر، وهو قول ابنعباس, وروي عن سعيد بن جبير: إنما سميتمثاني لأنها ثنيت فيها الفرائض والحدود.
_ وقال جماعة أخر: بل المثاني فاتحة الكتاب، لأنهاتثنى قراءتها في كل صلاة.
_ وأما "المفصل": فإنما سميت مفصلا لكثرة الفصولالتي بين سورها بـ "بسم الله الرحمن الرحيم".
*معنى الآية في كلام العرب :
_ الآية من آي القرآن، فإنها تحتمل وجهين في كلام العرب:
_ أن تكون سميت آية، لأنها علامة يعرف بها تمام ما قبلها وابتداؤها، كالآية التي تكوندلالة على الشيء يستدل بها عليه .
_ والآخر منهما: القصة , فيكون معنى الآيات: القصص، قصة تتلو قصة، بفصولووصول .
أحد عشر: القول في تأويل أسماء فاتحة الكتاب
*القول في تأويل أسماء فاتحة الكتاب :
_ هي فاتحة الكتاب، والسبع المثاني,وأم القرآن سناده (عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((هي أم القرآن، وهي فاتحةالكتاب، وهي السبع المثاني)).
*معاني اسماء فاتحة الكتاب
_ قال أبو جعفر: وسميت "فاتحة الكتاب"، لأنها يفتتح بكتابتهاالمصاحف، وبقراءتها في الصلوات، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتابوالقراءة.
_ وسميت "أم القرآن" لتقدمها على سائر سور القرآنغيرها، وتأخر ما سواها خلفها في القراءة والكتابة.
_ وأما تأويل اسمها أنها "السبع"، فإنها سبع آيات،لا خلاف بين الجميع من القراء والعلماء في ذلك.
_وسميت المثانيلأنهاتثنى قراءتها في كل صلاةفي كل صلاة تطوع ومكتوبة.

أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
الملحوظات :
1: المقصد العام :
الأولى أن نقول : بيان إعجاز القرآن .... ثم بقية ما قلتِ ، لأن بيان معاني القرآن هو مقصد التفسير ككل وليس مقصد المقدمة.
2: التحرير العلمي :
تحرير المسائل الخلافية يكون على الطريقة التي تعلمناها :
مثلا : مسألة هل في القرآن ألفاظ أعجمية :
ورد في المسألة ثلاثة أقوال :
الأول :
الثاني :
الثالث :
ورجح بن جرير القول ... واستدل بــ ... ورد على أصحاب القول كذا بـ .... وأصحاب القول بكذا بـ ...


- معنى نزول القرآن على سبعة أحرف :
هذه أيضًا مسألة خلافية ورد فيها أقوال عدة لم يستوعبها ابن جرير ؛ فيمكن القول : ذكر ابن جرير عدة أقوال في هذه المسألة منها :
الأول :
الثاني :
...
ثم رجح القول بـــ ..... ، لـــ ... ورد على القائلين بـالقول كذا بــ ...
ويُفعل مثل ذلك في جميع المسائل الخلافية.

- الأحاديث التي تذكرينها في تلخيصكِ ، يُختصر إسنادها ؛ فتذكرين مخرج الحديث ، ثم نص الحديث ، ثم من روى هذا الحديث من الأئمة ، وأغلب ما ذُكر في تفسير ابن جرير من رواية ابن جرير نفسه ؛ فنقول : رواه ابن جرير في مقدمة تفسيره.

- يتفرع على الملحوظة السابقة ملحوظة أخرى وهي قولك : حدثنا فلان عن فلان ...، التلخيص يُنسب إليكِ ، لا إلى ابن جرير ؛ فلا يصح قول حدثنا فلان إلا إذا قلنا قبلها قال ابن جرير - وقد فعلتِ ذلك في بعض المواضع - ، والأولى اختصار السند كما ذُكر سابقًا.

3: الصياغة :
- لاحظتُ في اختياركِ للمقاصد الفرعية اعتمادك على توزيع ابن جرير لأبواب المقدمة ، وهذا جائز إن كنا سنقتصر على تلخيص باب واحد ، لكن إن أردنا تلخيص الكتاب ككل فلابد أن نتبع مجهودكِ الذي قمتِ به بخطوة أخرى تتم العمل وتجعله أكثر وضوحًا وفائدة ، وهو إعادة النظر في مسائل كل باب ومحاولة تحديد المقاصد الفرعية للكتاب ككل - وهذه المقاصد ليست عناوين الأبواب بالضرورة - ، وبهذا قد تتقدم مسألة في آخر الكتاب على مسألة في أوله ، لأنها ضمن المقصد الفرعي الأول للكتاب.
مثلا :
- المقاصد الثالث والرابع والخامس ، يصلح ضمها تحت مقصد واحد وهو : " نزول القرآن على سبعة أحرف " ، ثم نبين تحته الأدلة على نزول القرآن على سبعة أحرف ، والخلاف في بيان معنى نزول القرآن على سبعة أحرف .... وهكذا.
- مقصد الحض على تعلم التفسير ، الأولى أن يكون قبل بيان أوجه التفسير وحكم التفسير بالرأي ، ويمكن ضمهم في مقصد واحد وهو " بيان تأويل القرآن " ، وهكذا.

- وجدتُ صعوبة في فهم كثير من الكلمات نتيجة التصاق الحروف ، وأحسب أنها مشكلة تقنية ، وأرجو فيما يُستقبل محاولة تجنب ذلك.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 17 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 15 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 13 / 15
___________________
= 85 %


بارك الله فيكِ ونفع بكِ وزادكِ توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبه, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir