دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > منتدى دراسة التفسير

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 رمضان 1435هـ/5-07-2014م, 08:08 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي شرح طريقة نافعة في تلخيص دروس التفسير

طريقة مقترحة لتلخيص دروس التفسير

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

فإن الغرض من هذا الموضوع اقتراح طريقة لدراسة التفسير واستخلاص المسائل التفسيرية وتلخيص أقوال المفسرين تفيد طالب علم التفسير كثيراً بإذن الله تعالى، وإذا تدرّب الطالب عليها تدرّبا حسناً وتمهّر فيها سهلت عليه بإذن الله ووجد فيها من الفائدة والمتعة والثروة العلمية ما يجعلها طريقة عزيزة عليه جداً، ومن جرّب هذه الطريقة أو ما يفي بغرضها في دروس عديدة عرف قدرَها وغزارة فوائدها بإذن الله.


والطريقة التي سأشرحها لكم لا يلزمكم تطبيقها كما هي بحذافيرها؛ إذ لكل طالب طريقته التي يتميّز بها، لكن المهمّ أن تستفيدوا أصل الفكرة، ثم لكل طالب طريقته في تطبيقها، وقد يطور طريقته بعد التدرب والممارسة تطويراً حسناً.
وكنا سابقاً نلخّص التفسير وغيره في دفاتر بخط اليد، وإذا وجدنا من الفوائد والتنبيهات والإضافات ما تجدر إضافته أضفناه بخط دقيق على الهامش أو بإحالات على ظهر الورقة المجاورة أو إلى صفحات أخرى، وإذا كثرت الدفاتر بقي على الطالب مؤونة حفظها ونقلها وقد يفقد بعضها فيجد لفقده ألماً شديداً.
وأنتم قد منّ الله عليكم بهذه التقنية في مستقبل أعماركم فيمكنكم اغتنامها بطريقة تلحقون بها من سبقكم بإذن الله وتفوتون بها من بعدكم إذا وفقّتم فيها توفيقاً حسناً.

وقبل أن أبدأ في عرض هذه الطريقة أحبّ أن أنبّه إلى أن الدراسة في برنامج إعداد المفسّر قد يظنها الظانّ صعبة جداً وتحتاج إلى ساعات طويلة من الدراسة؛ لكنه بعد الاستعانة بالله والتوكّل عليه والبدء بدراسة عدةّ دروس بطريقة حسنة سيجد أن الأمر سهل ميسّر ولله الحمد، وسيحسّ الطالب من نفسه أنه قد اعتاد ذكر أسماء المفسّرين ومذاهبهم في التفسير وأنواع المسائل التفسيرية في كلّ آية، وأنواع الخلاف فيها؛ حتى يصل إلى مرحلة يكاد يعرف أقوال المفسرين في بعض الآيات قبل أن يطّلع على تفاسيرهم لكثرة ما عرف من أقوالهم ولما اعتاده من طريقتهم في التفسير، ومواصلة الدراسة بهذه الطريقة تزيده رسوخاً في علم التفسير بإذن الله تعالى.

خطوات قبل البدء:
1: أنشئ مجلداً في جهازك الحاسوبي بعنوان (طلب العلم) وأنشئ فيه مجلداً فرعياً سمّه (1 دراسة التفسير ) أو أي اسم يدل على دراستك للتفسير، والرقم لغرض ترتيب المجلدات إذا كان الطالب يدرس في أكثر من علم فيكون لكل علم مجلد.
2: أنشئ ملفاً لتفسير كل سورة، وضع رقم السورة قبل اسمها حتى تظهر الملفات مرتبة في المجلد هكذا ( 1 سورة الفاتحة )


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

3: لأنني سأطبق أنموذجا على درس من الدروس لغرض التمثيل، وهو درس تفسير قول الله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين} فسأنسخ ما يتعلق بهذا الدرس من كلام ابن كثير وابن عطية والزجاج من موقع جمهرة العلوم ( هنا ) على هذا الترتيب؛ فأبدأ أولاً بتفسير ابن كثير، ثم تفسير ابن عطية، ثم تفسير الزجاج، وأجعلها في ملف وورد مؤقَّت لدي.

4: لتسهيل العرض أجعل حجم الخط 16 والهوامش 2سم من جميع الاتجاهات، وأعرض هذا الملف بجوار ملف تفسير سورة الفاتحة كما في الصورة:

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

5: أبدأ بقراءة تفسير ابن كثير لهذه الآية وأدوّن المسائل التي ذكرها ابن كثير في تفسيره.
6: بعد أن أفرغ من تدوين المسائل التي ذكرها ابن كثير أنتقل إلى تفسير ابن عطية؛ فإذا ذكر مسألة من المسائل التي سبق ذكرها وضعت أمام اسم المسألة علامة تفيد بأن ابن عطية تطرّق لها أيضاً وأجعل لابن عطية رمز (ط) ، وأما المسائل الجديدة التي ذكرها ابن عطية ولم يذكرها ابن كثير فأدونها وأجعل أمامها رمز ابن عطية.
7: بعد ذلك أنتقل لتفسير الزجاج بالطريقة نفسها وأضع له رمز (ج).
8: بتمام الخطوة السابقة أكون قد عرفت المسائل المتعلقة بهذه الآية من التفاسير المقررة التي أردت دراستها وعرفت مواضعها بالرموز التي وضعتها أمام كلّ مسألة.
وهذه الخطوات السابقة يمكن إنجازها في دقائق معدودة فيما بعد بإذن الله.

وهذه العناوين التي استخلصتها
اقتباس:

تفسير قول الله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}
● القراءات في قول الله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين} ك ط
● معنى العبادة. ك ط ج
● فائدة تقديم المفعول. ك
● أهمية العبادة والاستعانة. ك
● فائدة تحول الكلام من الغيبة إلى الخطاب. ك
● معنى قوله تعالى: {إياك نعبد}. ك ط ج
● معنى قوله تعالى: {إياك نستعين}. ك ط
● سبب تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}. ك
● معنى النون في قوله تعالى: {إياك نعبد}. ك
● شرف مقام العبودية. ك
● مقصد الآية ط
● اختلاف النحويين في {إياك} ط
● فائدة تكرر {إياك} في الآية ط ك
● الياء في "نستعين" منقلبة عن الواو ط ج
● إعراب الكاف في {إياك} ج
وهذه الخطوة الثامنة هي أهم الخطوات لأن طالب العلم يتدرّب بها على استخلاص المسائل التفسيرية من تضاعيف كلام المفسرين، وتنمية هذه المهارة مهمة جداً لطالب العلم لأنها أصل لمهارات كثيرة سنتعلمها بإذن الله تعالى؛ فلذلك ينبغي للطالب أن يعتني بها عناية فائقة ولو أخذت منه من الوقت ما أخذت في البداية ولو كان يجد فيها صعوبة، ولو كان في تطبيقها بعض النقص فإنه مع التمرّس يتقنها وتسهل عليه بإذن الله تعالى، والعبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية.
وأنبّه إلى أن الرموز لا أحتاجها إلا في العناوين لتدلني على مواضعها من التفاسير الثلاثة.

9: أعود للمسائل التي استخلصتها من الكتب الثلاثة ثمّ أرتّبها على العلوم المتعلقة بالآية فمسائل القراءات أجعلها متوالية ومسائل التفسير كذلك ثم المسائل اللغوية ثم أحكام الآية، ثم استطرادات المفسرين أجعلها في الأخير.
فتكون المسائل هكذا بعد الترتيب:

اقتباس:

تفسير قول الله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}
القراءات:
● القراءات في قول الله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين} ك ط

التفسير:

● مقصد الآية ط
● معنى العبادة. ك ط ج
● معنى قوله تعالى: {إياك نعبد}. ك ط ج
● معنى قوله تعالى: {إياك نستعين}. ك ط
● سبب تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}. ك
● معنى النون في قوله تعالى: {إياك نعبد}. ك


المسائل العقدية:

● أهمية العبادة والاستعانة. ك
● شرف مقام العبودية. ك


المسائل اللغوية:

● فائدة تقديم المفعول. ك
● فائدة تحول الكلام من الغيبة إلى الخطاب. ك

● فائدة تكرر {إياك} في الآية ط
● اختلاف النحويين في {إياك} ط
● الياء في "نستعين" منقلبة عن الواو ط ج
● إعراب الكاف في {إياك} ج
بعد هذه الخطوة أكون قد استخلصت المسائل المتعلقة بالآية من التفاسير الثلاثة التي أدرسها، وصنفتها على العلوم، علماً بأن تصنيف المسائل على العلوم يدخله الاجتهاد فبعض المسائل تكون مشتركة بين بعض العلوم، وإذا وسّع الطالب مفهوم المسائل التفسيرية قد يدخل بعض المسائل اللغوية المتعلقة بالآية في المسائل التفسيرية كمسألة: فائدة تحول الكلام من الخطاب إلى الغيبة؛ هذه مسألة بلاغية يسميها البلاغيون "الالتفات"، فلو أن الطالب جعلها في المسائل التفسيرية فلا حرج، ولو جعلها في المسائل البلاغية فهو أحسن، فلا يخطّأ الطالب في اجتهاده في التصنيف ما دام أنه قد استخلص المسألة التفسيرية وأحسن عنونتها، فتحقيق هذا القدر في هذه المرحلة فيه نفع كبير لطالب العلم، وإذا تمهّر في ذلك واستخلص مسائل كثيرة وألِفَ تصنيف المسائل سهل عليه بعد ذلك التعرف على مناهج تصنيف المسائل، واختطّ لنفسه منهجاً يسير عليه.

10: أعود إلى المسائل التي دوَّنتُ أسماءها وعرفت مواضعها مسألة مسألة، وأذكر تحت كل مسألة خلاصة القول فيها بأسلوبي بعد قرائتي لكلام المفسّرين في تفسيرها، وقد أختار من ألفاظهم ما يفي بالغرض، وإن كان في المسألة خلاف ذكرته بأدلته ولخّصت أقوال العلماء فيه، وإن كان لي تعليق أضفته، وإن وجدت ما يشكل عليّ وضعت سؤالي عنه في نهاية الملف.

وهذا أنموذج التلخيص:



تفسير قول الله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}
القراءات:

القراءات في قول الله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين} ك ط
القراءات في {إياك}:

- قراءة الجمهور {إيَّاك} بتشديد الياء.
- وفي قراءة لعمرو بن فائد بتخفيفها وهي قراءة شاذة مردودة كما ذكر ذلك ابن عطية وابن كثير؛ ووجّهها ابن عطية بأنها لغة كتخفيف الباء في (ربّ) والنون في (إن)، وردّها ابن كثير لأن "إيَا" بالتخفيف اسم ضوء الشمس؛ ولا يجوز أن يكون مراداً بالعبادة.
- وقرأ الفضل الرقاشي: (أيَّاك) بفتح الهمزة وتشديد الياء، نسبها إليه ابن عطية، وقال: وهي لغة مشهورة.
- وقرأ أبو السوار الغنوي: (هيّاك نعبد وهيّاك نستعين) بالهاء بدل الهمزة، نسبها إليه ابن عطية وقال: هي لغة.
- وهذه القراءات الثلاث شاذة.
القراءات في {نستعين}:
- قراءة السبعة والجمهور {نَستعين} بفتح النون.
- وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش بكسر النون (نِستعين) وهي لغة بني أسد وربيعة وبني تميم وقيس، ذكر ذلك ابن كثير وابن عطية، وزاد ابن عطية نسبتها لإبراهيم النخعي، وقال: وهي لغة لبعض قريش في النون والتاء والهمزة ولا يقولونها في ياء الغائب.
[تنبيه: القراءات لا يؤخذ تقريرها من كتب التفسير، فلذلك لا يطالب الطالب بتلخيصها ولا يُسأل عنها إلا ما كان له أثر على المعنى فإن المفسّر يجب عليه أن يعرف الخلاف الثابت في القراءات وأثره على المعنى].

التفسير:
مقصد الآية ط
قال ابن عطية: (نطق المؤمن به إقرار بالربوبية وتذلل وتحقيق لعبادة الله، إذ سائر الناس يعبدون سواه من أصنام وغير ذلك).
معنى العبادة. ك ج
- العبادة في اللغة هي الطاعة مع التذلل والخضوع ومنه يقال: (هذا طريق معبّد)، إذا كان مذللاً بكثرة الوطء (وبعير معبّد). وهذا خلاصة ما ذكره الزجاج وابن كثير.
- وفي الشرع: عبارةٌ عمّا يجمع كمال المحبّة والخضوع والخوف. ذكر ذلك ابن كثير.
[تنبيه: قد يكون لدى الطالب اطّلاع سابق على تعريف شامل أو عبارات أجود مما ذكر كتعريف شيخ الإسلام ابن تيمية للعبادة في الشرع، وتعريف ابن جرير للعبادة في اللغة فيحسن به أن يضيفه إذا لم يكن في تكلف إضافته تطويل عليه يعوقه عن إكمال التلخيص في الوقت الذي حدده لنفسه؛ فحينئذ يكتفي بالإشارة إليه بملحوظة، مثلا: يُراجع تعريف ابن جرير وابن تيمية للعبادة].

معنى قوله تعالى: {إياك نعبد} ك ط ج
- في رواية الضحاك عن ابن عبّاس: (إياك نوحّد ونخاف ونرجو يا ربّنا لا غيرك). كما ذكر ذلك ابن كثير.
- وقال قتادة: «{إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} يأمركم أن تخلصوا له العبادة وأن تستعينوه على أمركم». ذكره ابن كثير.
- وقال الزجاج: (فمعنى {إياك نعبد}: إياك نطيع الطاعة التي نخضع معها).
- وقال ابن عطية: ({نعبد} معناه: نقيم الشرع والأوامر مع تذلل واستكانة).
- ومن مجموع كلام المفسرين يتبيّن أن معنى قول الله تعالى: {إياك نعبد} أي نُخلص لك العبادة؛ فنطيع أوامرك محبّة وخوفاً ورجاء خاضعين مستكينين لك وحدك لا شريك لك.

معنى قوله تعالى: {إياك نستعين} ك ط
- نستعين: أي نطلب العون.
- ومتعلّق الاستعانة: الطاعة وجميع الأمور، أي نستعينك على إخلاص العبادة فإنا لا نقدر على ذلك إلا بأن تعيننا عليها، ونستعينك وحدَك على جميع أمورنا فإنّك إن لم تعنّا لم نقدر على نفع أنفسنا.
- روى الضحاك عن ابن عباس: ({وإيّاك نستعين} على طاعتك وعلى أمورنا كلّها)، وقال قتادة: (تستعينوه على أمركم) ذكرهما ابن كثير.
- قال ابن عطية: (وهذا كله تبرؤ من الأصنام).

سبب تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين} ك
- قال ابن كثير: (وقدّم المفعول وهو {إيّاك}، وكرّر؛ للاهتمام والحصر، أي: لا نعبد إلّا إيّاك، ولا نتوكّل إلّا عليك، وهذا هو كمال الطّاعة).

معنى النون في قوله تعالى: {إياك نعبد} ك
فيه أقوال ذكرها ابن كثير وهي:
- القول الأول: أن المراد الإخبار عن جنس العباد والمصلّي فرد منهم.
- القول الثاني: أنها للتعظيم الذي يشعر به شرف العبادة.
- القول الثالث: أن ذلك ألطف في التواضع من (إياك أعبد) لما في الثاني من تعظيمه نفسه.
- فكأن المعنى على القول الثالث يتضمن الإقرار بأنه عبد من جملة العباد الذين يعبدون الله وحده.

المسائل العقدية:

أهمية العبادة والاستعانة. ك
- قال ابن كثير: (والدّين يرجع كلّه إلى هذين المعنيين، وهذا كما قال بعض السّلف: الفاتحة سرّ القرآن، وسرّها هذه الكلمة: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}فالأوّل تبرّؤٌ من الشّرك، والثّاني تبرّؤٌ من الحول والقوة، والتفويض إلى اللّه عزّ وجلّ).
- قال: ( وهذا المعنى في غير آيةٍ من القرآن، كما قال تعالى: {فاعبده وتوكّل عليه وما ربّك بغافلٍ عمّا تعملون} {قل هو الرّحمن آمنّا به وعليه توكّلنا} {ربّ المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتّخذه وكيلا}).

شرف مقام العبودية. ك
- سمى الله رسوله بعبده في أشرف المقامات فقال تعالى: {الحمد لله الذي نزّل الكتاب على عبده} ، وقال: {وأنه لما قام عبد الله يدعوه} ، وقال: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا} وهي مقام إنزال القرآن، ومقام الدعوة إليه، ومقام الإسراء.
- ردّ ابن كثير على من زعم أنّ مقام العبوديّة أشرف من مقام الرسالة.
- ردّ ابن كثير على الصوفية الذين يزعمون أن أداء العبادة لتحصيل الثواب ورد العقاب يخالف مقتضى الإخلاص بأن يعبد الله لله، وخلاصة ردّه أن هدي النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الهدي وقد كان يسأل الله الجنة ويستعيذ به من النار؛ فدلّ ذلك على أن أداء العبادة لتحصيل الثواب من الله ودفع عقاب الله من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لا يناف تحقيق الإخلاص.

المسائل اللغوية:

فائدة تقديم المفعول. ك
- قال ابن كثير: (وقدّم المفعول وهو {إيّاك}، وكرّر؛ للاهتمام والحصر، أي: لا نعبد إلّا إيّاك، ولا نتوكّل إلّا عليك، وهذا هو كمال الطّاعة).

فائدة تحول الكلام من الغيبة إلى الخطاب. ك
- قال ابن كثير: (وتحوّل الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب، وهو مناسبةٌ، لأنّه لمّا أثنى على اللّه فكأنّه اقترب وحضر بين يدي اللّه تعالى؛ فلهذا قال: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}).

فائدة تكرر {إياك} في الآية ك ط
- قال ابن عطية: (وتكررت {إيّاك} بحسب اختلاف الفعلين، فاحتاج كل واحد منهما إلى تأكيد واهتمام).
- قال ابن كثير: (وكرّر للاهتمام والحصر).

اختلاف النحويين في {إياك}ط
- قال الزجاج: (" إيّا " اسم للمضمر المنصوب إلا أنه يضاف إلى سائر المضمرات، نحو: إيّاك ضربت، وإياه ضربت، وإياي حدّثت، ولو قلت: "إيا زيد" كان قبيحاً، لأنه خص به المضمر، وقد روي عن بعض العرب، رواه الخليل: "إذا بلغ الرجل الستين فإياه وإيّا الشوابّ").
- وذكر ابن عطيّة اختلاف النحويين في {إياك} على خمسة أقوال:
1: فقال الخليل: فقال الخليل: إيّا اسم مضمر أضيف إلى ما بعده للبيان لا للتعريف.
2: وقال المبرد: إيّا اسم مبهم أضيف للتخصيص لا للتعريف.
3: وحكى ابن كيسان عن بعض الكوفيين أنّ إيّاك بكماله اسم مضمر، ولا يعرف اسم مضمر يتغير آخره غيره.
4: وحكي عن بعضهم أنه قال: الكاف والهاء والياء هي الاسم المضمر، لكنها لا تقوم بأنفسها ولا تكون إلا متصلات، فإذا تقدمت الأفعال جعل «إيّا» عمادا لها. فيقال «إياك» و «إياه» و «إيّاي»، وإذا تأخرت اتصلت بالأفعال واستغني عن «إيا».
5: وحكي عن بعضهم أن إيا اسم مبهم يكنى به عن المنصوب، وزيدت الكاف والياء والهاء تفرقة بين المخاطب والغائب والمتكلم.

الياء في "نستعين" منقلبة عن الواو ط ج
- قال الزجاج: (الأصل في {نستعين}: نستعون؛ لأنه إنما معناه: من المعونة والعون، ولكن الواو قلبت ياء لثقل الكسرة فيها، ونقلت كسرتها إلى العين، وبقيت الياء ساكنة).
- وقال ابن عطية: ( أصله "نستعون" نقلت حركة الواو إلى العين وقلبت ياء لانكسار ما قبلها).

إعراب الكاف في {إياك}ج
- ذكر الزجاج أنها في محل جرّ بالإضافة، واستدل لذلك بقولهم: (فإياه وإيا الشوابّ).




بهذه الطريقة يكون الطالب قد لخّص الدرس تلخيصاً حسناً يمكنه أن يراجعه من وقت لآخر ويضيف عليه ما يستفيده من الفوائد العلمية المتعلقة بهذا الدرس ويذكر مصدرها.
وإذا واصل الطالب دراسة التفسير بهذه الطريقة الميسّرة سيجد - بعد سنوات يسيرة - أن لديه تلخيصاً تاماً لتفسير القرآن الكريم كتبه بأسلوبه وطريقته التي يعرفها، وهذا التفسير سيكون أصلاً له يكثر الرجوع إليه ومذاكرته وإضافة ما يستفيده من التنبيهات والاستدلالات والتعليلات والأوجه التفسيرية والتقريرات وما يستنبط من الفوائد وغيرها؛ ويكون عمدة له بإذن الله في تحضير دروس التفسير فلا تأخذ منه وقتاً طويلا بعد ذلك إن شاء الله.

وهذه الطريقة كما ذكرت لكم قد تكون صعوبتها في أوّلها لكن إذا اعتادها الطالب سهلت عليه، وأمكنه فيما بعد أن يختصر الوقت ؛ فإذا كان تلخيص درس من دروس التفسير بهذه الطريقة يستغرق منه ساعة كاملة؛ فبعد التدرّب واكتساب المهارات العلمية في التلخيص قد يلخّص مثل هذا الدرس في نصف ساعة أو أقل بإذن الله.
وتعاهده لهذا الملف بالمراجعة والإضافة والتحسين وإعداد دروس التفسير منه يفيدُه في تذكّر مسائله وفوائده فيرسخ علمه بالتفسير لمّا جمع بين تعاهده ونشره، ويُرجى أن يبارك الله له في علمه ويرفعه وينفعه به.


تنبيهات مهمة:
1: بدأت بتفسير ابن كثير لأنه أكثر المفسرين الثلاثة عرضاً للمسائل التفسيرية وأكثرهم عناية بالأحاديث والآثار وأقوال السلف؛ لكن عند جمع الأقوال في كل مسألة ترتب على التسلسل التاريخي.
2: أقترح الاقتصار على التفاسير الثلاثة ما أمكن إلا في المسائل التي تشكل على الطالب، لأن تكثير المراجع يطيل على الطالب وقت الدراسة وربّما يملّه فينقطع، والمقصود أن يعتاد الطالب طريقة في التلخيص تخفّ عليه ويداوم عليها؛ فلذلك لا أرى له أن يكثر على نفسه بمطالعة التفاسير الأخرى.
3: عماد التلخيص هو استخلاص المسائل المتعلّقة بالآية وعنونتها وتصنيفها على العلوم؛ فإذا أتقن الطالب هذه المهارة فما بعدها أهون منها، وهذه المهارة أصل مهمّ في اكتساب مهارات كثيرة يأتي التعريف بها بإذن الله وهي مهمّة للطالب إذ تجمع له فوائد كثيرة متفرّقة وتعينه على حسن الفهم والتحليل والعرض وتختصر عليه كثيراً من الوقت والجهد بإذن الله.
4: بناء الأصل التفسيري للطالب مهمّ جداً في بنائه العلمي؛ فيكون له أصل يرجع له ويضيف إليه، فلذلك فإن من كان يجد صعوبة في تدوين التلخيص بطريقة مقاربة لما في الأنموذج
فلا أقل من أن يدوّن المسائل المتعلّقة بكلّ آية؛ وأن يكتب تحت كل مسألة خلاصة ما فهمه بالطريقة التي تتيسّر له وتخفّ عليه المداومة عليها؛ لينتج له فيما بعد أصل في التفسير يكون هو رأس ماله في هذا العلم.
وأما التلخيص الذي ينشره الطالب في الموقع لغرض أعمال المشاركة التي خصصت لها درجات في المقرر الذي يدرسه فإنه يصحح كما تصحح الاختبارات؛ فلذلك يجب أن يكون وافياً بالمطلوب، وهو مقتصر على درسين في كلّ مرحلة، وذلك أمر يسير.
5: مسائل القراءات
التي يذكرها المفسّرون في تفاسيرهم إن كان لها أثر على المعنى فتُذكر تلك القراءة ويذكر أثرها، وأما مجرّد ذكر القراءات فلا يطالب به الطالب؛ لأن علم القراءات إنما يُتلقّى من مصادره الأصلية من كتب القراءات المعتمدة والتلقّي عن القرّاء مشافهة.
6: المسائل اللغوية التي لا أثر لها على التفسير كاختلاف النحويين في {إياك} لا يطالب بها الطالب، ولا يُسأل عنها في الاختبار، وإنما يُسأل عمّا له أثر على التفسير، وأما الطالب الذي له عناية بالمسائل اللغوية فينبغي له أن يدوّن ذلك لفائدته الخاصة، ويضيف إلى هذه التفاسير البحر المحيط لأبي حيّان.
7: في برنامج إعداد المفسّر قسّمنا تفسير كلّ جزء إلى أربعة أقسام، على كلّ ربع جزء اختبار؛ وهذا لا يقتضي أن يكون عدد الدروس في تلك الأقسام متماثلاً؛ بل التفاوت فيها ظاهر؛ فدروس الربع الأول من أرباع الجزء الأول من القرآن سبعة عشر درساً، ودروس الربع الثاني ثمانية دروس؛ فلذلك ينبغي أن نراعي ما يلي:
8: عدد الدروس في أكثر الأقسام نحو عشرة دروس أو أقل؛ فلذلك يكفي الطالب أن يدرس درسين في كل يوم ليؤدي الاختبار في أسبوع، ما عدا القسم الأول فدروسه سبعة عشر درساً.
9: كلام المفسّرين في أول تفاسيرهم فيه تفصيل وتطويل نوعاً ما؛ ثم بعد ذلك يختصرون لأن كثيراً من المسائل سبقت دراستها؛ إلا المسائل التي فيها خلاف قوي فربما توسعوا في بعضها؛ فلا يصحّ قياس ما تستغرقه الدراسة في أقسام التفسير على ما استغرقته في القسم الأول لأمرين:
أحدهما: ما سبق ذكره من طول القسم الأول بالنسبة لبقية الأقسام.
والآخر:أنّ الطالب يزداد خبرة ومعرفة ومهارة بمواصلته الدراسة في التفسير، وهذه المعارف والمهارات تفيده في اختصار الوقت والجهد بعون الله تعالى.
10: إذا أشكل على الطالب شيء فليراجع التفاسير الأخرى المدرجة في جمهرة التفاسير فإن لم يجد جواب ما أشكل عليه فليكتب سؤاله
في موضوع الأسئلة العلمية. هنا ليعرض في المجلس العلمي الأسبوعي.


كتبت هذا الموضوع في هذا الوقت لأن التدرّب على تلخيص عدد من الدروس قبل انطلاق الدراسة في البرنامج يفيد الطالب في حسن الاستعداد للدراسة في البرنامج بإذن الله تعالى؛ فلذلك أودّ من كل واحد منكم أن يجرّب هذه الطريقة على درس من الدروس، وينشره في صفحته ، وويضع لنا رابطه هنا، ويخبرنا بمقدار الوقت الذي قضاه في تلخيصه، وليختر كلّ منكم الدرس الذي يرغب التطبيق عليه.

أسأل الله تعالى أن يعينني وإياكم على حسن التعلم والعلم والتعليم، وأن يغفر لنا ذنوبنا وخطايانا، وأن يمنّ علينا بعفوه ورحمته وهدايته إنه قريب مجيب.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
شرح, طريقة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir