دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 محرم 1440هـ/2-10-2018م, 10:45 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الرابع: مجلس مذاكرة القسم الثامن عشر من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم الثامن عشر من تفسير سورة البقرة
(الآيات 246-257)


أجب على الأسئلة التالية:
1: اذكر الفوائد التي استفدتها من قصة طالوت.

2: حرّر القول في معنى قوله تعالى: {لا إكراه في الدين}.




تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 01:17 AM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

بسم الله الرحمان الرحيم
بعض الفوائد المستخرجة من قصة لوط

آيات سورة البقرة من الآية 246 إلى الآية 256


-الذي يظهر أن هذه القصة تدور على محاور:
-سبب خذلان الأمم وغلبة العدو وتسلط عليهم
- سبيل الخروج من هذا الخذلان
- السبيل والطريق لاختيار الحاكم
-سنن الله في الحروب ومقومات الانتصار والغلبة

**
الفوائد:

-رحمة الله بعابده إذ يقص عليهم قصص الأمم السابقة للاعتبار و الاتعاظ ؛ ويعرف العبد بحقيقة نفسه ف
إن الإنسان ابن الإنسان ، فمن يريك صورة للماضي مع العبرة ، فهو يريك نفسك مع العظة ، والماضي دائما نور يضيء للمستقبل ، فهو المصباح الذي يحمله من يبتغي الهداية ويرجوها .
- -الشدة تصهر النفس فتجعلها تتجه نحو المعالي فتطلبها ؛ وهذا من تمام رحمة الله بعباده أن يضطرهم للضيق والشدة .

- الاختبار والبلاء سنة الله في خلقه حتى يميز الخبيث من الطيب ويعلم الصالح والطالح ، ويضع كلا في موضعه الذي يليق به عند الناس وعنده يوم القيامة .

- يحذر العبد أن يخالف قوله فعله.. قال بنو إسرائيل الحق ، وفعلوا الباطل .

-أكبر الشؤم على الأمم المعاصي والآثام ..فبنو إسرائيل لما عصوا و عتوا وكثرت فيهم الآثام وظهرت فيهم الأحداث ؛وخالفوا ملوكهم الأنبياء ، واتبعوا الشهوات أصابهم الذل والغلبة و تسلط الأعداء عليهم فأخذوا منهم التوراة و التابوت ؛ فسبي كثيرا من ذراريهم واخرجوا من ديارهم
(وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا)
- وهذا تنبيه لهذا الأمة إذا أرادت العزة والتمكين والظهور على الأمم فلن يكون ذلك إلا بالرجوع إلى الدين والجهاد في سبيل الله ؛ وإقامة الشريعة الربانية و إتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فالدين أساس العزة .. وقد جاء في الحديث : { قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ) . رواه أحمد وأبو داوود

- عصيان الرب سبحانه وتعالى ومخالفة أمره ظلم؛ الآية وسمت تاركي الجهاد من بني إسرائيل ظالمين ؛ ظلموا أنفسهم بالرضى بالذل ؛ وبالمنزل الهون؛ وبأدنى معيشة؛ وظلموا إخوانهم حين خذلوهم ؛ وتركوا معاونتهم في الشدة ؛ وكانوا ظالمين بعصيان أوامر القيادة الحكيمة ، ثم ظالمين أكبر الظلم بعصيان الله رب العالمين .
- ديدن بني إسرائيل الجدال و المرآء و عدم السمع والطاعة إلا بعد أخذ العهود والمواثيق عليهم.


- العزائم تضعف عند الذين ألفوا الدعة والراحة وركنوا إلى الحياة مهما كان وصفها حتى ولو كانت ذليلة...حقيرة ولا تعلوا عزائمهم للشدة العزيزة (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ )وهذا هو حال بنى إسرائيل كما قال تعالى .( وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ)


- العبد لا يتمنى البلاء و لا يطلبه بل عليه أن يسأل العافية فإنه لا يدري لعل تخونه نفسه فلا يثبت وكذلك الأمم لا تطلب الحرب ابتداء إنما تدافع عن منعها من إقامة دينها..قال صلى الله عليه وسلم : " لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية ، فإذا لقيتموه . فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف " . رواه مسلم


-فضل وجود الأنبياء في الأمة..فهم الصفوة المهداة والسراج المنير الذي يضيء لأمة طريقها ويدلها على ما ينفعها و يحذرها عما يضرها ؛ فنبيهم أخبرهم إشارة أنهم لن يقدروا على الصبر في الجهاد؛ لما علمه من طول خبرته بهم؛ لكنهم هم القوم الأشقياء لم ينتبهوا – و وإن اللبيب بالإشارة يفهم-. وأصروا على طلبهم فلحقهم الذل والخذلان وصار العار وسما لهم.

-حاجة الأمة إلى قيادة رشيدة .يجتمع بها شملها وتنتظم كلمتها و يتحد أمرها ؛ ويقيم أمر دينها ، ويستقيم حالها في جهاد عدوها .... فقد طلبوا ملكا يقودهم في الجهاد..فالأمة بلا قيادة في تشت وضياع وهوان.

-وبهذا يعلم أنه لا سلطان من غير إمرة يعمل تحت سلطانها البر ، ويزجر بها الفاجر؛ وأن الفوضى لا تصلح الناس

- الجهاد و القتال لا يكون إلا تحت إمرة حازمة تسير بهم نحو الهدى والرشد ، .
- يجب أن يكون للأمير من قوة العقل وقوة الجسم وسعة العلم وكمال التجربة ما يقود به الشعب إلى صالح الأمور .
-منطق الولاية بالوراثة غير صحيح ؛ لأن الله بين أن الاعتبار للقدرة والأهلية ؛لا للمال ولا غير ذلك

-وجوب التأهب للقتال والاستعداد النفس والبدني له
..( قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا)

- الإخلاص في الجهاد وابتغاء مرضاة الله من أعظم الأسباب الغلبة و النصرة؛، فهؤلاء لم يخلص لحق الله عزمهم { وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا }..فلما لم تكن نياتهم حسنة ولم يقوَ توكلهم على ربهم ؛ فلم يتم مقصودهم وخذلوا { فلما كتب عليهم القتال تولوا }
- من أهم مقومات الانتصار السيطرة على النفس فلا يغلب خصمه من لا يغلب نفسه ، ولا يقمع عدوه من لا يقمع شهوته . ) وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي)

- ومنها الصبر والتوكل على الله عزوجل (وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ). ومنها الدعاء والافتقار والتضرع إلى الله {قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا}

- لا عبرة لكثرة العدد وقوة العدة لغلبة العدو والانتصار عليه بل هو محض فضل من الله (مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ) ؛ (فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ).
- القتال دفاعا عن الحوزة ، واستردادا للحق المسلوب ، والوطن المغضوب ، قتال في سبيل الله

- من طرق وسبل غلبة العدو والانتصار عليه قتل قائد الجيش " { وقتل داوود جالوت)

-فضل الصحبة الطيب المباركة؛ أصحاب اليقين والإيمان الراسخ ؛ فإنهم يثبتون من ضعُف إيمانه وقل صبره وبصيرته.. (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ)..ويعظم أثرهم وقت الشدة والضيق والبلاء والفتن.

- من المقومات التي ترشح العبد لكونه حاكما على الناس قوة الجسم و العلم والحكمة؛ {وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ } [ و آتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ]

-العبد لا يتكلف ما سكت عنه الشرع ؛وما لم يفرضه عليه؛خشيت أن يفرض عليه فيعجز عن الإتيان به..
وقد قال صلى الله عليه وسلم:(إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودًا فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء - رحمةً لكم غير نسيانٍ - فلا تبحثوا عنها)) وقال صلى الله عليه وسلم : ((إن أعظم المسلمين جُرْمًا مَن سأل عن شيءٍ لم يحرم، فحُرِّم لأجل مسألته))

- لا يأمن العبد من نقض عزيمته وفتور همته وتقلب قلبه ؛ وأن يحال بينه وبين ما يشتهي كما قال تعالى
:{ وحيل بينهم وبين ما يشتهون؛} فعليه دائما الافتقار إلى الله وسؤال الله الثبات والدعاء والتضرع أن يثبته فسبحان القادر المقتدر على نقض العزائم وتقليب القلوب

-آيات الله ينتفع بها أهل الإيمان فكلما زاد إيمان العبد زاد انتفاعه بالآيات
لِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
- [ سكينة من ربكم ] إشارة إلى أن السكينة والاطمئنان فيض من فيوض الله سبحانه وتعالى يرحم به الناس ، وإن اقترنت تلك السكينة بأسباب فليست تلك الأسباب العادية هي المؤثرة في وجودها ، بل الذي يوجدها هو رب العالمين .



-من أعظم الأمور التي تنال بها معية الله الصبر (وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)
- سنة الله في خلقه أن يدفع الخير والشر ، وأن تكون المدافعة بينهما مستمرة ، حتى لا تفسد الأرض ، فإنه إن غلب الشر كان الخراب والدمار . ..(ولا دفع الله الناس بعضهم ببعض)
-لا يخلى زمان من قائم بحق وداع إلى الله ومقاتل عليه..(ولا دفع الله الناس بعضهم ببعض)
-
- لابد للحق من قوة تدفع الباطل.فكن أعبد الله في صف الحق تُمد بقوة تدافع بها الباطل وتكف عن امتداده كما قال تعالى "{ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِفَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ..}

-فضل الله سبحانه وتعالى الكثير ، ووصفه سبحانه بأنه ذو فضل ، وقد دل على كثرة الفضل التنكير في قوله تعالى : [ ذو فضل ] أي ذو فضل كثير ، لا يدرك الناس قدره ، ولا يعرف كنهه ، ولا يحد بمقدار حتى يعرف ويعين بالتعريف


-دفع الناس بعضهم ببعض نعمة على الكافر والمؤمن لقوله تعالى "{
على العالمين} لأن حلول الفاسد في الأرض يتضرر به الكافر والمؤمن.لا يسلم منه أحد ؛ ودفع ورفعه ينعم به المؤمن والكافر





2: حرّر القول في معنى قوله تعالى: {لا إكراه في الدين}.


{ لا إِكْرَاهَ فِي الدّينِ }. خبر مراد به النهي أي لا تكرهوا أحداً على الدين .
أو مراد به النفي أي لا يدخل أحد دين الإسلام مكرها. .
أو أن الله لم يجعل الإيمان والخضوع والإذعان له قائما على الإكراه بل لابد أن يكون ذلك بإرادة تامة للعبد وباختيار كامل منه

فلا إيمان ولا تدين ، إذ لا إذعان قلبي ، ولا اتجاه حر مختار بالنفس والجوارح إلى الله رب العالمين .


و "ال" في الدين للعهد لكونه معلوم المراد به وهو دين الله الإسلام..المراد به في الآية المعتقد والملة بقرينة قوله : " قد تبين الرشد من الغي " .
وأما الإكراه الذي في الأحكام من الإيمان والبيوع والهبات وغيرها ليس هذا موضعه ، وإنما يجيء في تفسير قوله : " إلا من أكره " .
وقد اختلف أهل التأويل في معنى الآية:

القول الأول:
الآية خاصة في أهل الكتاب؛ والمعنى لا تكرهوا أهل الكتاب على الدخول في الإسلام إذا أعطوا الجزية.عن يد صغرة.وأما أهل الأوثان فلا تؤخذ منهم الجزية ويكرهون على الدين
فمشركو العرب الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم وأن لا يقبل منهم إلاّ الإسلام أو السيف قد كانوا مُكْرَهِين على الدِّين ،

فإن النبي صلى الله عليه وسلم أكره مشركي العرب على الدين وقتالهم على ذلك
لا يقبل منهم إلاّ الإسلام أو السيف لأنهم لم يكونوا أهل دين ؛ أما اليهود فلم يكرهم على الدين بل قبل منهم الجزية لأنهم كانوا أهل دين
وهو قول قتادة والضحاك بن مزاحم:
وعلى هذا القول تكون الآية محكمة خاصة .

عن قتادة في قوله تعالى : { لا إكراه في الدين } قال : كانت العرب ليس لها دين ، فأكرهوا على الدين بالسيف ، قال : ولا يكره اليهودي ولا النصراني ولا المجوسي إذا أعطوا الجزية . رواه
صنعانى و الطبري وابن أبي حاتم

عن الضحاك في قوله : { لا إكْرَاهَ فِي الدّينِ } قال : أُمِرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقاتل جزيرة العرب من أهل الأوثان ، فلم يقبل منهم إلا «لا إلَه إلاّ الله » ، أو السيف . ثم أُمِرَ فيمن سواهم بأن يقبل منهم الجزية فقال : { لا إكْرَاهَ فِي الدّينِ قَدْ تَبَيّنَ الرّشْدُ مِنَ الغَيّ } . رواه ابن جرير

عن عكرمة في قوله : { لا إكراه في الدين } يقول : لا تكرهوا أحدا على الإسلام ، من شاء اسلم ، ومن شاء أعطى الجزية


ومذهب مالك : أن الجزية تقبل من كل كافر سوى قريش ، فتكون الآية خاصة فيمن أعطى الجزية من الناس كلهم لا يقف ذلك على أهل الكتاب .


القول الثاني:
أن الآية خاصة فيمن ترك دينه ودخل في غيره؛ فلا يكره على الرجوع إلى دين الإسلام وهو قول ابن عباس وسعيد بن جبير. عامر الشعبي ومجاهد،والسدي

عن ابن عباس قال : كانت المرأة تكون مِقْلاتا ، فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوّده فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار ، فقالوا : لا ندع أبناءنا ! فأنزل الله تعالى ذكره : { لا إكْرَاهَ فِي الدّينِ قَدْ تَبَيّنَ الرّشْدُ مِنَ الغَيّ } .رواه ابن جرير

عن ابن عباس قوله : { لا إكْرَاهَ فِي الدّينِ قَدْ تَبَيّنَ الرّشْدُ مِنَ الغَيّ } قال : نزلت في رجل من الأنصار من بني سالم بن عوف يقال له الحصين كان له ابنان نصرانيان ، وكان هو رجلاً مسلما ، فقال للنبيّ صلى الله عليه وسلم : ألا أستكرههما فإنهما قد أبيا إلا النصرانية ؟ فأنزل الله فيه ذلك . رواه ابن جرير
عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : { لا إكْرَاهَ فِي الدّينِ } قال : كانت في اليهود يهود أرضعوا رجالاً من الأوس ، فلما أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم بإجلائهم ، قال أبناؤهم من الأوس : لنذهبنّ معهم ، ولنديننّ بدينهم ! فمنعهم أهلوهم ، وأكرهوهم على الإسلام ، ففيهم نزلت هذه الآية رواه ابن جرير


وهذا القول قد يلحق بالأول لأن الذين جاءت الأخبار عنهم في ترك دينهم قد تهودوا ؛ وتلبسوا بالسبب المانع للإكراه وهو كونهم صاروا من أهل الكتاب . ؛ فلا إكراه في حقهم إذا أعطوا الجزية
القول الثالث :
أن الآية منسوخة ؛ نزلت قبل أن يفرض القتال؛ وهي من آيات الموادعة التي نسختها آية السيف.. وهو مذهب زيد ابن أسلم

كان هذا في الابتداء قبل أن يؤمر بالقتال لا يكره النبي صلى الله عليه وسلم أحدا على الدخول في الإسلام ثم صارت منسوخة فأمر بالقتال بقوله تعالى :( يَاأَيُّهَا النَّبِيءُ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ ).....ويلزم على هذا القول أن تكون الآية مكية.

عن زيد بن أسلم عن قول الله تعالى ذكره : { لا إكْرَاهَ فِي الدّينِ } قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين لا يُكره أحدا في الدين ، فأبى المشركون إلا أن يقاتلوهم ، فاستأذن الله في قتالهم ، فأذن له .

فما كان القتال لحمل الناس على الإسلام ، بل كان القتال لدفع الاعتداء أولا ، ولكي يخلو الوجه للدعوة الإسلامية ثانيا ، ولتكون كلمة الحق هي العليا ثالثا ، والناس في كل الأحوال أحرار فيما يعتقدون وما يؤمنون به [ إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء . . . 56 ] ( القصص ) .
والله أعلم

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 10:03 PM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثامن عشر من تفسير سورة البقرة
(الآيات 246-257)


أجب على الأسئلة التالية:
1: اذكر الفوائد التي استفدتها من قصة طالوت.
- عظيم ما فضل الله به بني إسرائيل على الأمم وهو مما امتن به موسى عليهم حيث جعل الله فيهم الأنبياء وجعلهم ملوكا ( اذكروا نعمت الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين ) ... وذلك من قوله تعالى ( إذ قالوا لنبي لهم ) مما يدل على كثرة الأنبياء فيهم

- ملأ الأقوام وأشرافهم هم أصحاب القرار فيهم وإليهم يرجع أمرهم ، فالملأ هم الذين رجعوا إلى نبيهم بعدما حل بهم ما حل ( ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل )

- نصر الله وتأييده لعباده ملازم لتمسكهم بدينهم ونصرتهم له وطاعتهم نبيهم ، ومتى عصوا الله والنبيين خذلهم الله ووكلهم إلى أنفسهم ... وهو ما حل ببني إسرائيل إذ كان الله يؤيدهم بنصره فلما عصوا خذلهم فأخرجوا من ديارهم ...

- لا عزة للأمة ولا رفعة لها بغير الجهاد ، فملأ بني إسرائيل عرفوا أن لا رفعة لهم إلا أن يفاتلوا في سبيل الله فطلبوا من نبيهم ملكا يقاتلوا تحت لوائه ( ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله )

- لا قتال حقا إلا ما كان في سبيل الله ، وأما ما كان لغيره فهو ماحق ذاهب

- استيثاق النبي من بني إسرائيل فيه تنبيه لما نبه رسول الله به الأمة ، أن ( لا تتمنوا لقاء العدو ) ... فنبيهم يقول لهم ( هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا ) لما يخشى أن يطلبوا الابتلاء بالقتال فإن أمروا به نكصوا فاستحقوا العقاب

- من طلب الابتلاء ثم نكص عنه عند حلوله سماه الله ظالما ( فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين )

- ليست العبرة بالكثرة فقد تكون البركة والنصرة في القليل ( تولوا إلا قليلا منهم )
( فشربوا منه إلا قليلا منهم )

- القصص القرآني يطوي ما لا طائل من معرفته ولا تأثير له في أحداث القصة ، فقد طوت القصة اسم النبي الذي كان في بني إسرائيل لأن العبرة ليست في اسم النبي وإنما في أحداث القصة نفسها مما أراد الله لنا الاعتبار به ( إذ قالوا لنبي لهم )

- لجاجة بني إسرائيل ومراجعتهم في كل أمر سماوي سمة فيهم لا تتغير ، فنبيهم يستوثق من جديتهم في طلب الملك ليقاتلوا تحت لوائه فلما واثقوه وسمى لهم الملك اعترضوا عليه ( قالوا أنى يكون له الملك علينا )

- مقاييس العباد ومعاييرهم محدودة بأرضيتهم ونظرتهم القاصرة ... ( ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال ) فرأوا أن الملك من قبيل معين وسعة في المال

- يغير الله للعباد معاييرهم ليلفتهم إلى تعديل المقاييس ... فلا يستحق الملك بالضرورة الأكثر مالا أو وراثة ... بل إن الله اصطفى طالوت لبسطة جسمه وسعة علمه ( إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم )

- إرادة الله واختياره للعباد دائما هي الخير لهم ولو لم يبصروه ، ويكفي فيما يختاره الله أنه اختيار الواسع العليم ... ( إن الله اصطفاه عليكم ) ( والله واسع عليم)

- الملك لله يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء فلا يختال صاحب ملك ولا مال ولا ييأس من ليس له منها حظ . ( والله يؤتي ملكه من يشاء )

- بنو إسرائيل قوم لا يؤمنون ولا يصدقون إلا بدليل مادي ... لذلك جعل الله علامة ملك طالوت أن يأتيهم التابوت تحمله الملائكة ليستقر بينهم ( وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة )

- معجزات الأنبياء لبني إسرائيل لا تحصى كثرة ... فهذا التابوت يأتيهم تحمله الملائكة ، ليكون علامة وآية على ملك طالوت ... وما في التابوت وما كان مكانته فيهم معجزة لهم ... ومع كل ذلك يقول لهم نبيهم( إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين )

- السكينة ركن ركين في كل من يقاتل في سبيل الله ... لذلك امتن الله عليهم بالتابوت الذي فيه سكينة من ربهم ، ( فيه سكينة من ربكم ) ... وكذلك في المسلمين مع رسول الله ( فأنزل السكينة عليهم ) ولا تكون السكينة إلا بالطمأنينة لأمر الله .

- الابتلاء سنة الله في عباده ليميز الخبيث من الطيب وليعلم المؤمن الصادق من المنافق ، والمقدام من الناكث ... ( إن الله مبتليكم بنهر )

- يكون الابتلاء غالبا في محبوب مرغوب في وقت حاجة إليه ليعلم الله من يمتثل أمره ويكبح رغباته ممن ينكص على عقبيه ويسقط عند أول شهوة ورغبة ... ( فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني )

- الله رحيم بعباده ... فإن ابتلاهم فإنه يترك دائما فسحة للضعف البشري ( إلا من اغترف غرفة بيده )

- إن من أعظم الابتلاءات ملاقاة العدو وجها لوجه وهو أصعب أنواع الجهاد وأعلاها مرتبة عند الله ، إذ عندها تمتحن النفوس وتظهر معادنها ، وعندها حتى أهل الإيمان قد يحصل منهم الخوف والتردد لما جبلت عليه النفوس من حب الحياة وكراهية الموت ، فمن قال ( لا طاقة اليوم بجالوت وجنوده ) هم الذين آمنوا واجتازوا ابتلاء النهر مع طالوت ، لكنهم لما صاروا في مواجهة العدو ورأو عددهم نادتهم فطرة النجاة والحياة ...

- المؤمنون لا يقاتلون بعددهم ... هم مأمورون بإعداد كامل عدتهم لكن أساس سلاحهم الإيمان بالله ونصره وتأييده ...( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله )

- الإيمان والصبر عند لقاء العدو والاستعانة بالله قبل وبعد إعداد العدة سبب لنيل تأييد الله ونصره ( والله مع الصابرين ) ( قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين )

- لولا تثبيت الله لعباده لزاغت أبصارهم وضلت أقدامهم

- قد يأتيك التنبيه واليقظة من كلمات قليلة ... لكنها كلمات خرجت من قلب عامر باليقين فاشتعلت في قلب صاحبها لتشعل فتيل غيرها وتوقظ القلوب معها ، فليس كاليقين وقودا للقلوب ( قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله )

- أعظم الجهاد أن تخرج بنفسك ومالك ثم لا ترجع من ذلك بشيء ... وهكذا ظن هؤلاء مع كثرة جند جالوت أنهم مقتولون اليوم

- النصر والهزيمة بيد الله تعالى ... وعلى العباد استفراغ الوسع واستكمال الأسباب ( فهزموهم بإذن الله )

- لا تحقرن صغيرة ... فمن كان يتوقع أن جالوت بجبروته يكون مقتله على يد داود عليه السلام... لكن الله أراد له ذلك ( فقتل داود جالوت )

- إن الله إذا أنعم على العبد أتم نعمته عليه ... فداود عليه السلام آتاه الله الملك والنبوة ( وآتاه الملك والحكمة وعلمه مما يشاء )

- التدافع بين الحق والباطل سنة الله في الأرض ... ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض )

2: حرّر القول في معنى قوله تعالى: {لا إكراه في الدين}.
🔺أولا :
المراد بالدين هنا هو الملة والعقيدة ... كما بين ابن عطية أن ذلك بقرينة ( قد تبين الرشد من الغي )
وعليه فالإكراه الذي تنفيه الآية ليس الإكراه في الأحكام وإنما الإكراه في الاعتقاد والملة ...

🔺ثانيا :
وقد اختلف في معنى قوله تعالى ( لا إكراه في الدين ) على أقوال ثلاثة :
1- أنها منسوخة ...
وهو قول زيد بن أسلم ... ذكر هذا القول الزجاج وابن عطية والطبري وابن كثير
وعلى هذا القول فالآية مكية ، وهي في فترة الموادعة قبل الهجرة وقبل الإذن بالقتال إذ لم يؤمر رسول الله بإكراه المشركين على الدخول في الدين ... ثم نسخت هذه الآية بالأمر بالقتال فما عاد يقبل من مشركي العرب إلا أن يسلموا أو يقتلوا ...
وبين ابن كثير أن من قال بهذا القول جعله عاما في مشركي العرب وغيرهم فقال ( وأنّه يجب أن يدعى جميع الأمم إلى الدّخول في الدّين الحنيف دين الإسلام فإن أبى أحدٌ منهم الدّخول فيه ولم ينقد له أو يبذل الجزية، قوتل حتّى يقتل) وهذا معنى الإكراه ، قال اللّه تعالى: {ستدعون إلى قومٍ أولي بأسٍ شديدٍ تقاتلونهم أو يسلمون}[الفتح:16] )
فعليه يكون لا إكراه قبل الأمر بالقتال
وبعد الأمر بالقتال يكرهون إما الإسلام أو الجزية أو القتال

- قال الزهري: سألت زيد بن أسلم عن قوله تعالى: {لا إكراه في الدّين} فقال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين لا يكره أحدا في الدين، فأبى المشركون إلا أن يقاتلوهم، فاستأذن الله في قتالهم فأذن له»،ذكر ذلك ابن عطية وذكر قول الطبري: «والآية منسوخة في هذا القول».

2- أنها محكمة
وهو على قولين :
2.أ. محكمة خاصة
- خاصة في أهل الكتاب إن أعطوا الجزية صاغرين
... فهؤلاء يبقون على دينهم ولا يكرهون على الدخول في الدين بعد أدائهم الجزية ... ذكره الزجاج وابن كثير وذكره ابن عطية عن الضحاك وقتادة وذكر قولهما
- ( قالا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقاتل العرب أهل الأوثان لا يقبل منهم إلا لا إله إلا الله أو السيف، ثم أمر فيمن سواهم أن يقبل الجزية، ونزلت فيهم لا إكراه في الدّين ))

- خاصة بكل من يعطي الجزية من أهل الكتاب وغيرهم وهذا على مذهب مالك
ذكر ابن عطية : ( وعلى مذهب مالك في أن الجزية تقبل من كل كافر سوى قريش أي نوع كان، فتجيء الآية خاصة فيمن أعطى الجزية من الناس كلهم لا يقف ذلك على أهل الكتاب كما قال قتادة والضحاك»

2.ب. محكمة عامة
وتعني : النهي العام عن إكراه أحد على الدخول في الإسلام ، إذ دين الله بين واضح لمن بحث عن الحق والهدى ولا يحتاج أن يكره عليه المرء ... بل من شرح الله صدره له وهداه دخل فيه ، ومن ختم الله على قلبه فلن ينفعه إكراه ولا غيره . ذكره ابن كثير
وذكر ما ورد من سبب نزولها ثم قال وإن كان حكمها عامًّا.
ومما دل على ذلك ما ذكره ابن كثير عن ابن أبي حاتمٍ: عن أبي هلالٍ عن أسق قال: «كنت في دينهم مملوكًا نصرانيًّا لعمر بن الخطّاب فكان يعرض عليّ الإسلام فآبى فيقول: {لا إكراه في الدّين} ويقول: يا أسق لو أسلمت لاستعنّا بك على بعض أمور المسلمين».

▪وقد ذكر من سبب النزول ما يبين عموم الآية :
- عن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ قال: «كانت المرأة تكون مقلاتًا فتجعل على نفسها إن عاش لها ولدٌ أن تهوّده، فلمّا أجليت بنو النّضير كان فيهم من أبناء الأنصار فقالوا: لا ندع أبناءنا فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {لا إكراه في الدّين قد تبيّن الرّشد من الغيّ}» ذكره ابن كثير عن الطبري وذكر مثله ابن عطية

- عن عكرمة أو عن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ قوله: {لا إكراه في الدّين} قال: «نزلت في رجلٍ من الأنصار من بني سالم بن عوفٍ يقال له: الحصينيّ كان له ابنان نصرانيّان، وكان هو رجلًا مسلمًا فقال للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ألا أستكرههما فإنّهما قد أبيا إلّا النّصرانيّة؟ فأنزل اللّه فيه ذلك».ذكره ابن كثير عن محمد بن إسحق وذكر ابن عطية مثله

فإن السببان يدلان أن الآية عامة في عدم إكراه أحد على الدخول في الدين

3- وذكر الزجاج قولا ثالثا في معنى {لا إكراه في الدّين}أي: لا تقولوا فيه لمن دخل بعد حرب أنه دخل مكرها، لأنه إذا رضي بعد الحرب وصح إسلامه فليس بمكره. ولم ينسبه ولم يذكره غيره

🔹 والراجح والله أعلم حمل الآية على عمومها وإحكامها ... فهي محكمة غير منسوخة إذ ليس فيها ما يدل على نسخها فحكمها باق ، وقد يكون هناك حكم لفئة خاصة هم كفار قريش ، لكن الآية بعمومها ليست منسوخة ... ولأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ... فالآية عامة بالنهي عن إكراه أحد على الدخول في دين الله لوضوحه وجلائه ، ولأن الله ترك للعبد الخيار ( إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ) وسوف يلقى عاقبة خياره في الآخرة ... وتطبيق هذا يرى جليا في كل فتوحات المسلمين إذ لم يكرهوا أهل البلاد المفتوحة على الإسلام ما أعطوا الجزية وكفوا أيديهم ، أما من قاتل فليس له إلا القتال لتكون كلمة الله هي العليا ...

فائدة :
ذكر ابن كثير أمرا قد يلتبس بمعنى الإكراه وهو الحديث الّذي رواه الإمام أحمد: حدّثنا يحيى عن حميدٍ عن أنسٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لرجلٍ: «أسلم» قال: إنّي أجدني كارهًا. قال: «وإن كنت كارهًا»
قال ابن كثير : فإنّه ثلاثيٌّ صحيحٌ، ولكن ليس من هذا القبيل فإنّه لم يكرهه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم على الإسلام بل دعاه إليه فأخبر أنّ نفسه ليست قابلةً له بل هي كارهةٌ فقال له: «أسلم وإن أسلم وإن كنت كارهًا فإنّ اللّه سيرزقك حسن النّيّة والإخلاص».

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 محرم 1440هـ/7-10-2018م, 02:13 AM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثامن عشر من تفسير سورة البقرة
(الآيات 246-257)


أجب على الأسئلة التالية:
1: اذكر الفوائد التي استفدتها من قصة طالوت.
1- عندما يستجيب الله تعالى للعبد بالفتح في باب من أبواب الخير أو العلم أو الجهاد بأي صورة كانت فعلى العبد أن يصبر ويري الله من قلبه خيراً لأنه حتماً سيبتلى فيما أعلنه .

2- لا يهم على يد من يكون الفتح المهم أن يأتي ؛ فالله أعلم حيث يجعل رسالته فهو الحكيم العليم سبحانه .

3- فضل الله وملكه يؤتيه من يشاء فلنكن على ما يحب الله ويرضى ؛ لعله يؤتينا من فضله .

4- دعاء الله تعالى الدائم من أهم أسباب تحصيل الصبر والرضا والثبات والنصر ؛ فليحرص العبد على الاستمساك بهذا السلاح العظيم .

5- لله تعالى الحكمة البالغة في وجود الشر وأهله واختبار عباده المؤمنين بذلك ، وعلى العبد الرضا والتسليم بقضاء الله تعالى وقدره وإن لم تتبين له تلك الحكمة .


6- على العبد التسليم الدائم لاختيار الله تعالى واصطفاءه لعباده وإن لم يكن له ، ويرضى بموقعه إيا كان سواء أوجده الله قائدا أو في الساقة.

2: حرّر القول في معنى قوله تعالى: {لا إكراه في الدين}.


معنى الآية :
لما عرّف الله نفسه في الآية السابقة بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أتبع ذلك في آياتنا بأنه بعد هذه المعرفة التي تلازمها وجود الآيات والبراهين والدلائل الواضحة الجلية لا يكره أحد في دينه ومعتقده وملته ، بل لا بد وأن يدخل في دين الإسلام مؤمنا بالله ورسوله طائعا منقادا مستسلما ، وأنه لا يفيده الإكراه في ذلك .

والآية عامة وإن كان ورد في نزولها عدة أقوال وآثار :

القول الأول : أنها نزلت في أبناء الأنصار .. حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير عن ابن عباس وابن جبير وعامر الشعبي ومجاهد والحسن البصري
واستدل له :
  • بما رواه ابن كثير عن ابن جرير عن ابن عبّاسٍ قال: «كانت المرأة تكون مقلاتًا فتجعل على نفسها إن عاش لها ولدٌ أن تهوّده، فلمّا أجليت بنو النّضير كان فيهم من أبناء الأنصار فقالوا: لا ندع أبناءنا فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {لا إكراه في الدّين قد تبيّن الرّشد من الغيّ}».
وزاد ابن كثير عن مجاهد أن سبب كونهم في بني النضير هو الاسترضاع .

  • عن ابن عبّاسٍ أنها : «نزلت في رجلٍ من الأنصار من بني سالم بن عوفٍ يقال له: الحصينيّ كان له ابنان نصرانيّان، وكان هو رجلًا مسلمًا فقال للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ألا أستكرههما فإنّهما قد أبيا إلّا النّصرانيّة؟ فأنزل اللّه فيه ذلك».رواه ابن كثير ابن جريرٍ
  • وروى ابن كثير عن السّدّيّ نحو ذلك وزاد: «وكانا قد تنصّرا على يدي تجّارٍ قدموا من الشّام يحملون زيتًا فلمّا عزما على الذّهاب معهم أراد أبوهما أن يستكرههما، وطلب من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ يبعث في آثارهما، فنزلت هذه الآية».

القول الثاني : أن الآية مكية نزلت في كفار قريش قبل آيات القتال والسيف وعلى هذا القول فهي منسوخة بقوله جلّ وعزّ: {واقتلوهم حيث ثقفتموهم}….. ذكره الزجاج كما ذكره ابن عطية وابن كثير عن ابن جرير.
واستدل له :
  • ماأورده ابن عطية عن زيد بن أسلم عن قوله تعالى: {لا إكراه في الدّين}فقال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين لا يكره أحدا في الدين، فأبى المشركون إلا أن يقاتلوهم، فاستأذن الله في قتالهم فأذن له»

القول الثالث : أنها نزلت في كل كافر قبل آيات السيف والقتال وأنها منسوخة أيضا وهذا القول قريب مما سبقه إلا أنه يشمله ، وعليه يجب أن يدعى جميع الأمم إلى الدّخول في الدّين الحنيف دين الإسلام فإن أبى أحدٌ منهم الدّخول فيه ولم ينقد له أو يبذل الجزية، قوتل حتّى يقتل ، وأن هذا معنى الإكراه…. ذكره ابن عطية كما ذكره ابن كثير .
واستدل له :
  • قال اللّه تعالى: {ستدعون إلى قومٍ أولي بأسٍ شديدٍ تقاتلونهم أو يسلمون}[الفتح:16]
  • وقال تعالى: {يا أيّها النّبيّ جاهد الكفّار والمنافقين واغلظ عليهم}[التّحريم:9]
  • وقال تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا قاتلوا الّذين يلونكم من الكفّار وليجدوا فيكم غلظةً واعلموا أنّ اللّه مع المتّقين}[التّوبة:123]
وأورد الزجاج قولاً بأن معناها أنه من رضي بعد الحرب بالإسلام وصح إسلامه فليس بمكره.وقد أورد ابن كثير حديث في الصحيح يشهد لهذا القول :«عجب ربّك من قومٍ يقادون إلى الجنّة في السّلاسل» يعني: الأسارى الّذين يقدم بهم بلاد الإسلام في الوثائق والأغلال والقيود والأكبال ثمّ بعد ذلك يسلمون وتصلح أعمالهم وسرائرهم فيكونون من أهل الجنّة.

  • أمّا الحديث الّذي أورده ابن كثيرعن الإمام أحمد: عن أنسٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لرجلٍ: «أسلم» قال: إنّي أجدني كارهًا. قال: «وإن كنت كارهًا»
فقد أجاب ابن كثير عنه بأنه ليس من هذا القبيل فإنّه لم يكرهه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم على الإسلام بل دعاه إليه فأخبر أنّ نفسه ليست قابلةً له بل هي كارهةٌ فقال له: «أسلم وإن كنت كارهًا فإنّ اللّه سيرزقك حسن النّيّة والإخلاص».

القول الرابع :أن الآية في أهل الكتاب الذين يؤدون ما عليهم من الجزية …. ذكره الزجاج وذكره ابن عطية عن قتادة والضحاك وذكره ابن كثير عن طائفة كبيرة من العلماء لم يسمهم .

ورجح ابن عطية أنها في كل كافر ممن عليهم الجزية ولا تختص بأهل الكتاب فقط ، وذلك حسب مذهب الإمام مالك في أن كل كافر سوى قريش تقبل منه الجزية .



رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 03:34 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثامن عشر من تفسير سورة البقرة

تعليق عام:
أحسنتن جميعًا، بارك الله فيكن ونفع بكن.
س1: أثني على ما استخرجتن من فوائد، مع التأكيد على أن المطلوب في رأس السؤال فوائد عامة، وليست خاصة بالفوائد السلوكية فقط، بل كل ما يمكن استنتاجه من فوائد من الآيات، فتح الله عليكن.
س2: أثني على ما قدمتن به بين يدي تحرير المسألة، ويستفاد من ذلك أنه إن كانت " لا إكراه في الدين " بمعنى الخبر، تعني بأنه لا يتصور إكراه أحدٍ على الإسلام بعد وضوح أدلة التوحيد، وأن ما يظهر منه إكراه من صور الجهاد في سبيل الله فليس بإكراه على الحقيقة، ولكل صورة تفصيلها.
وإما أن تكون بمعنى النهي فإما أن تكون خاصة بأهل الكتاب، وكل من يجوز منه أخذ الجزية، أو تكون منسوخة، أو تبقى على عمومها.
- يستفاد من تخريج ابن كثير للآثار، ونقل الحكم على بعضها من حيث الصحة والضعف، في مرحلة قادمة بإذن الله سيكون عليكم تخريج هذه الآثار بأنفسكم.


عقيلة زيان: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ، وفتح عليكِ، زادكِ الله علمًا وسدادًا.
أحسنتِ جدًا استخراج الفوائد ويظهر تنوعها بشكل واضح، لكن لم تبيني موضع الشاهد من الآيات في بعضها، وهذا قصور في إجابتكِ.
س2:
قولك: " أن الآية خاصة فيمن ترك دينه ودخل في غيره؛ فلا يكره على الرجوع إلى دين الإسلام " اهـ
استخراج هذا القول من قول ابن عباس غير صحيح؛ فهو يوهم أن أبناء الأنصار كانوا على الإسلام، وإنما كان ذلك في الجاهلية، قبل أن يُسلم الآباء، فكان الآباء على وثنيتهم، والأبناء تهودوا فلما أسلم الآباء وحصل ما بينهم وبين اليهود من حرب وحُكم على اليهود بالإجلاء أرادوا إكراه أبنائهم على الإسلام فنزل قوله تعالى: " لا إكراه في الدين "، وهذا واضح من أثر: " كانت المرأة تكون مقلاة لا يعيش لها ولد، فكانت تجعل على نفسها إن جاءت بولد أن تهوده، فكان في بني النضير جماعة على هذا النحو ..."
وأما أثر الحصين، فما جاء من رواية السدي فمحتمل، إلا أنه جاء من طرق أخرى غير التي ذكرها الطبري أن تنصر أبناء الحصين كان قبل البعثة.
وفيها اضطراب في تحديد الصحابي بين " الحصين " و " أبو الحصين ".
وقال الطبري في تفسيره قبل أن يورد هذه الآثار:
اقتباس:
اختلف أهل التّأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: نزلت هذه الآية في قومٍ من الأنصار، أو في رجلٍ منهم كان لهم أولادٌ قد هوّدوهم أو نصّروهم فلمّا جاء اللّه بالإسلام أرادوا إكراههم عليه، فنهاهم اللّه عن ذلك، حتّى يكونوا هم يختارون الدّخول في الإسلام.
قولكِ:
اقتباس:
عن قتادة في قوله تعالى : { لا إكراه في الدين } قال : كانت العرب ليس لها دين ، فأكرهوا على الدين بالسيف ، قال : ولا يكره اليهودي ولا النصراني ولا المجوسي إذا أعطوا الجزية . رواه صنعانى و الطبري وابن أبي حاتم
لعلكِ تقصدين عبد الرزاق بن همام الصنعاني، وهو مشتهر بعبد الرزاق، فيُذكر بما اشتُهر به.
- في كتابة بعض الآيات خطأ: (ولا دفع الله الناس بعضهم ببعض)
[ ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض ]

هناء محمد علي: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ، وزادكِ علمًا وسدادًا.
- أرجو قراءة التعليق العام.
س2:
بالنسبة للقول بأن الآية منسوخة:
قلتِ: " وعلى هذا القول فالآية مكية "
نص قول ابن عطية: " ويلزم على هذا، أن الآية مكية، وأنها من آيات الموادعة التي نسختها آية السيف "
صيغة ابن عطية فيها معنى الاحتمال، بأن من لوازم هذا القول أن تكون الآية مكية، فإن لم تكن مكية وثبت أنها مدنية فهذا مما يضعف هذا القول.

حنان علي محمود: ب+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- استخلاص جيد للفوائد، نفعني الله وإياكِ بها، لكن ينقصه ذكر موضع الشاهد من الآيات، كما يُلحظ تركيزكِ على الفوائد السلوكية والمطلوب في رأس السؤال عام، غير محدد لنوع واحد من الفوائد.
- بالنسبة للسؤال الثاني:
* يختلف المعنى بحسب الخلاف في سبب النزول وأرجو أن تراجعي التعليق العام، مع تحرير الأخت هناء.
* تفسير ابن كثير ليس من المصادر الأصيلة ولا يروي بإسناده، حتى ما ينقله عن ابن جرير الطبري، فينقله بإسناد ابن جرير؛ فلا يصح قول : " رواه ابن كثير " بل نقول : " ذكره "

وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir