دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 شوال 1438هـ/13-07-2017م, 02:46 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الرابع عشر: مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة مسائل الإيمان بالقرآن

*؛* مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن *؛*
( القسم الأول )

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب عن أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:

س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن.
س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .
س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.


المجموعة الثانية:

س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
س2: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟
س3: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
س4: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
س5: دلّل على إثبات صفة الكلام لله تعالى من الكتاب والسنّة .

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 شوال 1438هـ/14-07-2017م, 05:04 PM
إسراء عبد الواحد إسراء عبد الواحد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 125
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
ج- والإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان لا يصح الإيمان إلا به، ومن لم يؤمن بالقرآن فهو كافر متوعد بالعذاب الشديد؛ كما قال الله تعالى: (وكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُون * بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ)
وقال تعالى: { وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ، فسماهم الله عز وجل كافرين وتوعدهم بالوعيد الشديد وعدَّهم أعداءً له.
وقال تعالى: (بل هم في شكّ من ذكري بل لمّا يذوقوا عذاب).
فدلَّت هذه الآيات دلالة بيّنة على وجوب الإيمان بالقرآن، وأن من لم يؤمن به فهو كافر بالله، عدو لله، متوعَّد بالعذاب الشديد، وأن الشاك في القرآن غير مؤمن به، وأنه متوعد بالعذاب لكفره وإعراضه عن الإيمان بالقرآن.
س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
ج- هما نوعان مسائل عقيدية ومسائل سلوكية
المسائل العقيدية: يمكن تقسيمها إلى أحكامٍ وآداب
والمقصود بالأحكام هنا الأحكام العقدية كبيان ما يجب اعتقاده، وما يحكم ببدعته، وبيان درجة البدعة، وهل هي مكفّرة أو مفسّقة، ونحو ذلك من الأحكام العقدية.
والمراد بالآداب أن يدرس تلك المسائل على منهج أهل السنة والجماعة في التلقّي والاستدلال، وفي بحث تلك المسائل، وأن يراعي آدابهم في البحث والسؤال، والدراسة والبيان، والتعليم والتأليف، والمناظرة والردّ على المخالفين، وأن يكون على حذر من طرق أهل البدع في بحث مسائل الاعتقاد، وأن يكفّ عن المراء في القرآن، وإثارة التنازُعِ فيه وضرب بعضه ببعض، وأن لا يتكلّف ما لا يحسن، وألا يقول ما ليس له به علم.
*المسائل السلوكية: هي المسائل التي يعنى فيها بالانتفاع ببصائر القرآن وهداياته ومواعظه، وكيف يستجيب لله تعالى ، ويهتدي بما بيّنه في كتابه، ويعقل أمثال القرآن، ويعرف مقاصدها ودلالاتها، ويعرف كيف يكون التبصُّر والتذكُّر، والتدبُّر والتفكُّر، ويعرف علامات الهداية والضلال في هذا الباب.
ويعني بأمرين الأول:البصائر والبينات (قد جاءكم بصائر من ربكم) ويحصل بالتفقه في بصائر القرآن، والثاني: اتباع الهدى وهو امتثال الطاعات ويحصل بإلزام النفس بكلمة التقوى.
س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن.
ج- فالأمثال الصريحة هي التي يصرّح فيها بلفظ المثل، كقول الله تعالى: (واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون) فهذه الآية صرح فيها بلفظ المثل؛ فهو مثل صريح.
- والأمثال الكامنة هي التي تفيد معنى المثل من غير تصريح بلفظه، وعقل أمثال القرآن أصل الاهتداء بالقرآن لأنها تفيد المؤمن بأنواع من البصائر والبيّنات، والتنبيهات على العلل والنظائر، والإرشاد إلى أحسن السبل وأيسرها؛ والتبصير بالعواقب والمآلات فوائد جليلة عظيمة النفع لمن عقلها وفقه مقاصدها واتّبع الهدى.
وضرب الأمثال من أحسن من وسائل التعليم؛ لأنّ المثل يقرِب المعاني الكثيرة بألفاظ وجيزة؛
س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .
ج- ا- أنه أعظم هاد للمؤمن إلى ربّه جل وعلا، يرشده إلى سبيله، ويعرفه بأسمائه وصفاته.
٢- أنّه يهدي المؤمن إلى التي هي أقوم في جميع شؤونه.
٣- أنه يحمل المؤمن على تلاوة القرآن ويرغّبه فيه؛ فتكون تلاوته ذكراً لله عز وجل.
٤- يزداد بتدبره والتفكّر فيه يقينا بما أنزل الله فيه، وخلاصا من كيد الشيطان وحبائله، وتذكراً ينفعه ويزكيه، ويهديه إلى ربّه ويقرّبه إليه.
س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
ج- دلت آيات القرآن والأحايث النبوية على إثبات الكلام لله وأن كلامه بحرف وصوت يسمعه من يشاء من عباده والدليل من القرآن (ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين)، (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) ، (وكلم موسى تكليما) ، (وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة)؛
والأدلة من السنة: قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى » متفق عليه.
وحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: « إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيخرون سجدا، ثم يرفعون رؤوسهم فيقولون: {ماذا قال ربكم}؟ فيقال: قال {الحق وهو العلي الكبير} » وهذا الحديث علقه البخاري في صحيحه، ووصله في كتاب خلق أفعال العباد، ورواه أيضاً أبو داوود وأبو سعيد الدارمي ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم بإسناد صحيح.
فهذه البينات والدلائل تثبت كلان الله وترد على كل المنكرين والمكذبين.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 شوال 1438هـ/15-07-2017م, 03:05 AM
حليمة السلمي حليمة السلمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 321
افتراضي

المجموعة الأولى

بين وجوب الإيمان بالقرآن؟
1ـ الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان التي لا يصح الإيمان إلا بها.
قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ}.
وفي حديث جبريل الطويل المشهور أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره".
2ـ من لم يؤمن بالقرآن فهو كافر متوعد بالعذاب الشديد. قال تعالى "وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ" وقال تعالى "وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ"
3ـ الإيمان بالقرآن يكون اعتقادا وقولا وعملا.
اعتقادا: التصديق أنه كلام الله تعالى منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود، وأنه الحق المبين من رب العالمين، صدقا في أخباره وعدلا في أحكامه، يجب التصديق به والخضوع لأمره واجتناب نهيه.
قولا: التلفظ بما يدل على الإيمان به من القول، وتلاوته تصديقا وتعبدا.
عملا: اتباع ما جاء به من الهدى ودين الحق.
س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
نوعان:
1ـ مسائل اعتقادية: تعني ما يجب اعتقاده في القرآن الكريم، وأصل ذلك ما يجب اعتقاده في القرآن أنه كلام الله تعالى منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود يجب التصديق به والخضوع لأمره ونهيه، وتنقسم المسائل العقدية إلى :
ـ أحكام عقدية: وهي ما يجب على المؤمن اعتقاده، وما يحكم بأنه بدعة وبيان درجتها، وأحكام مرتكب الكبيرة ومرتكب نواقض الإسلام وغير ذلك.
ـ الآداب: وهي دراسة مسائل الاعتقاد على طريقة أهل السنة والجماعة في التلقي والبحث والاستدلال واتباع أدبهم في التأليف والتعليم ودراسة المسائل والرد على المخالفين بالأدلة والحذر من طرق أهل البدع والقول على الله بغير علم.
2ـ مسائل سلوكية: هي المسائل التي تعنى بتحقيق الإيمان بالقرآن في حياة المؤمن، في الجوانب العلمية من الحقائق والمعارف المفيدة للعلم اليقيني( البصائر والبينات)، والجوانب العملية( اتباع الهدى) مما يتصل بعمل القلب وعمل الجوارح من تدبر القرآن ولانتفاع بمواعظه وبصائره وعقل أمثاله والاعتبار والتفكر والتدبر الذي يثمر التقوى والاستقامة.
س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلَا للاهتداء بالقرآن؟
أمثال القرآن ـ كما قسمها العلماءـ قسمان:
1ـ الأمثال الصريحة: وهي ما يصرح فيها بلفظ المثل كقوله تعالى:"مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا ...."
2ـ الأمثال الكامنة: وهي التي تفيد معنى المثل من غير تصريح بلفظه. كقوله تعالى {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } فسمّى ما ذكره في صدر الآية مَثَلاً مع عدم ورود لفظ المثل فيه.
ويكون عقل الأمثال بـ :
معرفة معاني مفردات الأمثال ـ مع فقه مقاصدها ـ والعمل بما أرشد الله إليه من الاهتداء والاعتبار بها ليصلح العمل وتحسن الخاتمة.
س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن ؟
1ـ الإيمان بالقرآن أعظم هاد للمؤمن إلى ربه، يعرفه به ويهديه سبيله، ويبين له حكمته في خلقه وأمره.
قال تعالى:"تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ ، هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ"
2ـ يهدي للتي هي أقوم في جميع شؤون الحياة."﴿إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَبِيرٗا٩
3ـ الإيمان بالقرآن يرغب المؤمن في تلاوته فتكون ذكرا لله تعالى وعبادة وقربة تزيده إيمانا، وفي تدبره والتفكر والاعتبار فتزيده يقينا وهداية. ؛ فينتفع بما فيه من بركات وهدايات وشفاء ورحمة. قال تعالى "قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى .."
وقال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ..."
س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى ؟
إثبات صفة الكلام لله تعالى على الوجه الذي يليق به سبحانه تعالى إثباتا بلا ثمثيل وتنزيها بلا تعطيل.
وصفة الكلام لله تعالى صفة ذاتية وفعلية، فهي ذاتية لا تنفك عنه سبحانه وفعليه باعتبار آحادها.
والله تعالى لم يزل ولا يزال متكلما بما شاء متى شاء على ما يليق به سبحانه. فكلم موسى والأبوين ومحمد ﷺ ويكلم من شاء من خلقه بصوت مسموع له معنى وحرف.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21 شوال 1438هـ/15-07-2017م, 07:16 AM
تسنيم المختار تسنيم المختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الدولة: مصر
المشاركات: 55
Post المجموعة الأولى:

س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.

وجوب الإيمان بالقرآن جاءت الأدلة بيّنة عليه في الكثير من الآيات الكريمة مثل:

  • قول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ}.
  • قول الله تعالى: { فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8) }
  • قول الله تعالى: {وآمنوا بالنور الذي أنزلنا} والنور هو هذا القرآن الذي أنزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. ((قال به ابن جرير))
  • قول الله تعالى: { وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ}، فكان الإيمان بالقرآن من أساس الإيمان بالكتاب.
  • قول الله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137)}
  • قول الله تعالى فيما أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله}.

ومن أدلة الوجوب بالقرآن أيضًا أن من لم يؤمن به وُصف بالكفر وتُوعد بالعذاب في الكثير من الآيات الكريمة مثل:
  • قول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ (47) وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)}
  • قول الله تعالى: { وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99)}
  • قال الله تعالى: { وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5)}
  • قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47)} وهنا الخطاب من الله عز وجل إلى اليهود والنصارى أن يؤمنوا بما أنزل الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرآن الكريم، وإلا فعليهم لعنة من الله وعذاب شديد
  • قول الله تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)}
  • وقول الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28)} فسُمي من جحد بآيات الله وأنكروا القرآن الكريم بالكافرين.

وجوب الإيمان بالقرآن جاء أيضا في السُنة النبوية ما يدل عليه مثل:
حديث جبريل أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره»
فالإيمان بالقرآن أصل ثابت من أصول الإيمان بالله.



س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟

أنواع مسائل الإيمان بالقرآن:
  • اعتقادية:
    وهي التي تبحث في مسائل الإيمان بالقرآن ووجوب ذلك، وأن القرآن كلام الله تكلم به حقيقة غير مخلوق، وأنه أرسل به نبيه -صلى الله عليه وسلم- للناس ليكون لهم هدى، وأنه مهيمن على باقي الكتب السماوية، ووجوب الإيمان بكل ما جاء فيه وكل ما اخبرنا به الله من غيبيات، وغيرها من المسائل الخاصة بالاعتقاد في القرآن.
    ويمكن تقسيمها إلى:أحكام، وآداب.
    الأحكام
    : تتناول ما يجب الإيمان به واعتقاده في القرآن، وتتناول البدع وأنواعها من مكفرة وغير مكفرة، وغيرها.
    والآداب
    : هو كيفية التعامل مع هذه المسائل بمنهج أهل السنة والجماعة، وكيفية الاستدلال الصحيح عليها.
  • سلوكية:
    وهي التي تعتني بالانتفاع بالقرآن وما فيه من البينات والهدى، وكيفية التدبر، وعقل الأمثال والانتفاع بها، وغيرها من مسائل كيفية التعامل مع القرآن لتحقيق الهداية به.
    ويمكن تقسيمها إلى أصلين:البصائر والبينات، والهُدى.
    كما قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ).
    فالأول يعتني بالعلم والحقائق، والثاني يعتني بالتطبيق والعمل والامتثال.




س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن.

قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين:
-أمثال صريحة: يصرح فيها بلفظ المثل نفسه.
مثل: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ).
-أمثال كامنة: لا يصرح فيها باللفظ، ولكن يستنتج من المعنى.
مثل: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ).

ويكون عقل الأمثال بفهم المثل المضروب، ومعرفة المراد منه إن كان مدحا أو ذم، ومن ثمَّ الامتثال إن كان فعلا أو ترك واخذ العبرة من المثل، فبهذا يتحقق الاهتداء.
فمثلا: إذا قرأ الشخص قول الله تعالى: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ)
يفهم أن الآية فيها ضرب مثل لحالة الجبل حين ينزل عليه كلام الله، ومن ثم يعرف أن المراد هنا هو مقارنة حاله وحال قلبه عند قراءة القرآن بحال الجبل!
وحينها يعي تماما ما الذي ينبغي فعله، ويعرف إن كان قلبه (عبد) لله، أم ينقصه من التذلل ما يجعله يخشع ويتصدع!.



س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .

الأدلة على فضائل الإيمان بالقرآن:
-القرآن يُعرفنا بالله واسمائه وصفاته، يقول تعالى: (الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا)، وغيرها من الآيات الكثير.
-القرآن هدى للمؤمنين، يقول تعالى: (هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ).
-القرآن شفاء للقلوب السقيمة، يقول تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)، ويقول تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)، ويقول: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ).
-القرآن يرغب في تلاوته، ويجازي الله تاليه بخير الثواب، يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ).
وغيرها من الفضائل التي لا تُحصى، فصحبة القرآن خير في كل حال.



س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
  • في عقيدة أهل السنة والجماعة هي إثبات صفة الكلام لله تعالى.
  • وأن كلامه سبحانه وتعالى بحرف وصوت يسمعه من يشاء الله أن يسمعه من عبيده.
  • وأن القرآن الكريم والتوراة والأنجيل هم من كلام الله عز وجل.
  • وأن صفة الكلام لله تعالى صفة ذاتية باعتبار نوعها، وصفة فعلية باعتبار آحاد كلامه سبحانه وتعالى.
  • وأن الله عز وجل كلامه ليس كمثله شيء، فلا يشبه كلام أحد من مخلوقاته.
  • وكلمات الله عز وجل لا تنفد ولا تنقضي، ولا يحيطها أحد من مخلوقاته.
ومن الأدلة على إثبات صفة الكلام لله عز وجل من القرآن الكريم:
  • قول الله تعالى: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}.
  • قول الله تعالى: {وكلم الله موسى تكليما}.
  • قول الله تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}.
  • قول الله تعالى: {يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي}.
  • قول الله تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا}.
  • قول الله تعالى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}.
  • قول الله تعالى: {ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين}.
  • قول الله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}.

ومن الأدلة على إثبات صفة الكلام لله عز وجل من السنة النبوية:
  • عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة».
  • قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى ».



رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21 شوال 1438هـ/15-07-2017م, 07:43 AM
صالحة الفلاسي صالحة الفلاسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 242
افتراضي

المجموعةالأولى:
س1: بيّن وجوب الإيمان[font="&amp] [/font]بالقرآن[font="&amp].[/font]
الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان لا يصح الإيمان إلا بها، كما في حديث جبريل الطويل أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن القدر خيره وشره) رواه مسلم.
وقد أتت آيات كثيرة دلّت دلالة بيّنة على وجوب الإيمان بالقرآن:
قال الله تعالى{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِينَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْقَبْلُ}
و قال تعالى:{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِيأَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (8(
قال ابن جرير الطبري: يقول:{وآمنوا بالنور الذي أنزلنا}وهوهذا القرآن الذي أنزله الله على نبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.
وقال الله تعالى لنبيه: { وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ} ويدخل في ذلك الإيمان بالقرآن دخولا أوليا.
أيضا أتت من الآيات ما تبين أن من لم يؤمن بالقرآن فهو كافر بالله عدّو لله، متوعد بالعذاب الشديد،
قال تعالى:{وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَالْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِمَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ (47) وَمَاكُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًالَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَأُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)}
وقال تعالى :{وَقَالَالَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِلَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًاوَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَلِكَ جَزَاءُأَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوابِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} (28). فسماهم الله عز وجل كافرين وتوعدهم بالوعيد الشديد وعدّهم أعداء له سبحانه.
وتوعد الله اليهود والنصارى بالوعيد الشديد إذا لم يؤمنوا بالقرآن بعد معرفتهم بما أنزل الله من قبل، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوابِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًافَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَالسَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} (47(.
كما جاءت من الآيات ما تبين أن الشاك في القرآن غير مؤمن به، وأنه متوعد بالعذاب لكفره وإعراضه عن الإيمان بالقرآن. قال تعالى :{بل هم فيشكّ من ذكري بل لمّا يذوقوا عذاب}.
س2: بيّن[font="&amp] [/font]أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟[font="&amp] [/font]
مسائل الإيمان بالقرآن على نوعين:
1. مسائل اعتقادية: ويُعنى فيها العلماء بما يجب اعتقاده في القرآن ، وأصل ذلك الإيمان بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وأنه مهيمن على ما قبله من الكتب ناسخ لها، وأن القرآن بدأ من الله وإليه يعود، وأن يؤمن بما أخبر الله به عن القرآن وما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يعتقد وجوب الإيمان بالقرآن ، وأن يحل حلاله ويحرم حرامه، ويعمل بمحكمه ويرد متشابهه إلى محكمه ، ويكل ما لا يعلمه إلى عالمه.
وأهم ما يوصى به طالب العلم، هو الإعتناء بثلاثة أمور في مسائل الاعتقاد في القرآن منها:
· الأمر الأول: معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد في القرآن، بما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، وبما أجمع عليه السلف، ليكون اعتقاده مبنيا على الدليل الصحيح والحجة البينة
· الأمر الثاني:تقرير الاستدلال لهذه المسائل، فيحسن بطالب العلم أن يكون عارف بأدلة المسائل وطرق تقريرها على منهج أهل السنة والجماعة
· الأمر الثالث :معرفة أقوال المخالفين لأهل السنة في مسائل الاعتقاد في القرآن، ومعرفة مراتبهم ودرجات مخالفاتهم، ومعرفة أصول شبهاتهم ونشأة أقولهم وحجج أهل السنة في الرد عليهم ومنهجهم في معاملتهم.
2. مسائل سلوكية:
وهي المسائل التي يُعنى فيها بالانتفاع ببصائر القرآن وهداياته ومواعظه وكيف يهتدي بالقرآن ويعقل أمثاله ، ويعرف مقاصدها ودلالاتها ، ويعرف كيف يكون التبصر والتذكر، والتدبر والتفكر.
وعلم السلوك قائم على أصلين كبيرين:
· الأصل الأول: البصائر والبينات ، وهو قائم عىلى العلم، ومثمر لليقين.
· الأصل الثاني: اتباع الهدى، وهو الجانب العلمي ، وهو قائم على الإرادة والعزيمة ومثمر للاستقامة والتقوى.


س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف[font="&amp] [/font]يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن[font="&amp]. [/font]
القسم الأول: الأمثال الصريحة، وهي التي يصرح فيها بلفظ المثل، كقوله تعالى: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون}.
القسم الثاني: الأمثال الكامنة، وهي التي تفيد معنى المثل من غير تصريح بلفظه. ومن ذلك ما أتى من أخبار الأمم السابقة أو قصة من القصص المشتلمة على مقصد ووصف لعمل وبيان جزائه.
وعقل الأمثال من أعظم أسباب الاهتداء بالقرآن، لأن الله قد ضرب في القرآن من كلّ مثل، من أمور الدين التي يحتاجها المؤمن للاهتداء في حياته. وأمثال القرآن تفيد المؤمن بأنواع من البصائر والبينات والتنبيهات على العلل والنظائر ، والارشاد إلى أحسن السبل وأيسرها ، والتبصر بالعواقب والمآلات.
وبعتبر ضرب الأمثال من أحسن وسائل التعليم ؛ لأن المثل يقرب المعاني الكثيرة بألفاظ وجيزة؛ يسهل تصورها واعتبارها؛ وتظهر كثيرا من حكم الأمر والتقدير؛ ويتبصر بها المؤمن فيفقه مقاصدها؛ ويعرف إرشادها؛ فتثمر في قلبه ما تثمر من المعرفة والتصديق الحسن؛ والخشية والإنابة والرغبة والرهبة واليقين؛ وكل ذلك يورثه زكاة نفسه وطهاره قلبه وصلاح عمله وحسن عاقبته.

س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن[font="&amp] .[/font]
لفضائل الإيمان بالقرآن جانبين، جانب علمي وهو ما يفتح للمؤمن أبوابا من البصائر والبينات والمعارف والحقائق التي يصح بها علمه ويعظم بها يقينه ، وجانب عملي يهديه للتي هي أقوم، ويورثه الاستقامة والتقوى وطهارة القلب وزكاة النفس وصلاح الباطن والظاهر بإذن الله تعالى.
قال تعالى: {وإنّه لهدى ورحمة للمؤمنين}
وقال تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَىلِلْمُؤْمِنِينَ (2)}
قال تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوالَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَآمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَعَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)}
وقال تعالى:{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)}
وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْرَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌمِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}
وقال تعالى{مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْتَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةًلِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)}.
س5: بيّن عقيدة[font="&amp] [/font]أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى[font="&amp].[/font]
إن الله تعالى يتكلم بحرف وصوت يُسمعه من يشاء، وأنه هو تعالى المتكلّم بالتوارة والإنجيل والقرآن. وكلام الله صفة من صفاته؛ لم يزل الله متكلما إذا شاء، يتكلم بمشيئته وقدرته متى شاء، كيف شاء. فهي صفة ذاتية باعتبار نوعها، وصفة فعلية باعتبار آحاد كلامه جل وعلا.
وكلامه سبحانه لا يشبه كلام المخلوقين، وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه، ولا تنفذ ولا تنقضى؛ كما قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌوَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُاللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27}.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21 شوال 1438هـ/15-07-2017م, 05:40 PM
هنادي عفيفي هنادي عفيفي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 89
افتراضي

اجابة المجموعة الاولى
وجوب الايمان بالقرءان
الايمان بالقرءان اصل من اصول الايمان التى لايصح الايمان الابه
كم فى حديث جبريل عليه السلام انه قال للنبى عليه الصلاة والسلام اخبرنى عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره
ومن لم يؤمن بالقرءان فهو كافر لقوله تعالى ( ولقد انزلنا اليك ءايات بينات وما يكفر بهاالا الفاسقون) ولقد توعد الله اليهود والنصارى بالوعيد الشديد اذا لم يؤمنوا بالقرءان لقوله تعالى ( يا ايهاالذين اوتوا الكتاب ءامنوا بما انزلنا مصدقا لما معكم من قبل ان نطمس وجوها فنردها على اعقابها او نلعنهم كما لعنااصحاب السبت وكان امر الله مفعولا)
س2_ انواع مسائل الايمان
1_ مسائل اعتقادية
2_ مسائل سلوكية
المسائل الاعتقادية : هى المسائل التى تبحث فى
ا_ القرءان كلام الله تعالى منزل غير مخلوق
ب_ انزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات الى النور
ج_مهيمن على ما قبله من الكتب وناسخ لها
د_ بدء من الله عز وجل واليه يعود
ان يؤمن بما اخبر الله به عن القرءان وما اخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان يعتقد وجوب الايمان بالقرءان
ان يحل حلاله ويعمل بمحكمه ويرد متشابهه الى محكمه
المسائل السلوكية
هى المسائل التى يعنى بها بالانتفاع ببصائر الايمان وهداياته ومواعظه وكيف يهتدى بالقرءان ويعقل امثاله ويعرف مقاصدها ودلالتها ويعرف كيف يكون التبصر والتذكر والتدبر والتفكر
س3_ قسم العلماء الامثال فى الرءان الى قسمين
الامثال الصريحة
الامثال الكامنة
الامثال الصريحة
هى التى يصرح بها بلفظ المثل
مثال واضرب لهم مثلا اصحاب القرية اذ جاءها المرسلون )
الامثال الكامنة
هى التى يقصد بها معنى المثل من غير تصريح بلفظه وتشمل خبر من الاخبار او قصة من القصص المشتملة على مقصد ووصف لعمل وبيان لجزاءئه فان هذا يعد مثل
مثال( لو انزلنا هذا القرءان على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله )
وعقل الامثال يكون بفقه مقاصدها ومعرفة ما يراد منها والاعتبار بها وفعل ما ارشدت اليه
س4_ من فضائل القرءان
_هداية للمؤمن فهو يرشده الى معرفة الله واسمئه وصفاته ويعرفه وعد ووعيد الله
_ يعرفه كيف يتقرب الى الله وكيف ينجو من وعد سخط الله وغضبه

_ يهدى المؤمن للتى هى اقوم فى جميع شئوونه قال تعالى ( وانه لهدى ورحمة للمؤمنين)
_ تلاوته تكون ذكرا لله وعبادة يثاب عليها وهو هدى وشفاء للمؤمنين ( ولو جعلناه قرءانا اعجميا لقالوا لولا فصلت ءاياته ءاعجمى وعربى قل هو للذين ءامنوا هدى وشفاء والذين لايؤمنون فى ءاذانهم وقرا وهو عليهم عمى اولئك ينادون من مكان بعيد
س5_ بين عقيدة اهل السنه والجماعة فى صفة كلام الله تعالى
- القرءان كلام الله تعالى حقيقة لا كلام غيره
_نزل من عند الله واليه يعود اى سيرفعه الله اخر الزمان
_ القرءان حروفه ومعانيه من الله
_ القرءان ليس بمخلوق
_ ان جبريل سمع القرءان من الله تعالى وان النبى صلى الله عليه وسلم سمعه من جبريل عليه السلام والصحابة سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نقل الينا متواترا
_ وان هذا الذى فى المصحف هو القرءان محفوظ فى السطور وفى الصدور
_وان كل حرف منه تكلم الله به حقيقة
_انه بلسان عربى مبين
_ وانه من ادعى وجود قرءان غيره فهو كافر

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 21 شوال 1438هـ/15-07-2017م, 09:12 PM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

إجابات أسئلة المجموعة الأولى :

س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
الإيمان بالقرآن أحد أركان الإيمان الستة التي لا يصح إيمان العبد ما لم يؤمن بها كما جاء في حديث جبريل الطويل . وقد وردت آيات عديدة في القرآن في وجوب الإيمان بالقرآن وتوعد من لم يؤمن به بل وحكم بكفره
فأما الأمر بالايمان به في القران في قوله تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ}.وقوله تعالى : { فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8) } قال ابن جرير : هو القرآن الذي انزله الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
وأما الوعيد الشديد لمن لم يؤمن به في قوله تعالى : {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ (47) وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)} وغيره من الايات
وتوعَّدَ اللهُ اليهودَ والنصارى بالوعيد الشديد إذا لم يؤمنوا بالقرآن بعد معرفتهم بما أنزل الله من قبل؛ فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47)}
والشاك به فكافر كجاحده .

س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
على نوعين :
اعتقادية وسلوكية

فالاعتقادية هي ما بحثها العلماء في كتب الاعتقاد من مسائل الاصول وما يجب اعتقاده في القرآن وأنه كلام الله أنزله الله على نبيه لا يأتيه الباطل من بين يديه وأنه مهيمن على الكتب السابقة ناسخة لها ولا من خلفه ليس فيه تضاد غير محرف من الله واليه يعود وأن يؤمن بأخباره ويعمل بمحكمه ويحل حلاله ويحرم حرامه
أما المسائل السلوكية: فهي التي تعنى بالبينات والبصائر تلك التي تثبت اليقين وتقوي الايمان من جهة وباتباع الهدى والعمل به من جهة اخرى فيقوي الارادة والعزيمة للطاعة والامتثال بالمأمورات واجتناب المنهيات


س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن.
1- الامثال الصريحة وهي التي يصرح فيها بلفظ المثل
2- الأمثال الكامنة تفيد معنى المثل من غير تصريح

س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .
من فضائل القرآن أنه يهدي لما فيه الرحمة والبشرى كما قال الله تعالى: {وإنّه لهدى ورحمة للمؤمنين}، وقال تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)}

وأنه شفاء وموعظة وقال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)}
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}

س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
أن الله يتكلم حقيقة بصوت وحرف وبهذا جاءت الأدلة في الكتاب والسنة كما جاء في قوله تعالى ( وكلم الله موسى تكليما)
وكلامُ الله تعالى صفة من صفاته؛ لم يزل الله متكلماً إذا شاء، يتكلّم بمشيئته وقدرته متى شاء، وكيف يشاء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (قال أئمة السنة: لم يزلِ اللهُ متكلماً كيف شاء وبما شاء)ا.هـ.
ولذلك فإنَّ صفة الكلام لله تعالى صفة ذاتية باعتبار نوعها، وصفة فعلية باعتبار آحادِ كلامه جلّ وعلا.
وكلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين، وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه، ولا تنفد ولا تنقضي

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21 شوال 1438هـ/15-07-2017م, 11:51 PM
وردة عبد الكريم وردة عبد الكريم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 162
افتراضي

المجموعة الأولى:

س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.

--------------------------------
- الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان لا يصحّ الإيمان إلا بها ، ما في حديث جبريل الطويل أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره».
- الإيمان بالقرآن يكون بالاعتقاد والقول والعمل.
- الإيمان الاعتقادي بالقرآن: أن يصدّق بأنّه كلام الله تعالى أنزله على رسوله بالحقّ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط مستقيم.
- الإيمان القولي: أن يقول ما يدلّ على إيمانه بالقرآن، وتصديقه بما أنزل الله فيه.
- الإيمان العملي: هو اتّباع هدى القرآن؛ بامتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه.

*************************************
س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
-------------------------------------
( مسائل اعتقادية ، ومسائل سلوكيّة ) ، والسلوك بشقَّيهِ المعرفيّ والعمليّ يجب أن يكونَ قائماً على الاعتقادِ الصحيحِ
أ‌- المسائل الاعتقادية : هي المسائل التي تُبحَث في كتب الاعتقاد ، ويُعنى فيها العلماءُ بما يجب اعتقاده في القرآن.
يحتاج طالب علم التفسير في ذلك إلى ثلاث أمور :
1- معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد في القرآن، بما دلَّت عليه نصوصُ الكتاب والسنة، وما أجمع عليه سلف الأمة.
2- تقرير الاستدلال لهذه المسائل بأن يعرف أدلتها ومآخذ الاستدلال، ويعرف ما تحسن به معرفته من الأدلة والآثار؛ ويحسن تقرير تلك المسائل بأدلتها.
3- معرفةُ أقوالِ المخالفينَ لأهل السنة في مسائل الاعتقاد في القرآن، ومعرفة مراتبهم ودرجات مخالفاتهم، ومعرفة أصول شبهاتهم، ونشأة أقوالهم، وحجج أهل السنة في الردّ عليهم، ومنهجهم في معاملتهم.
ب‌- المسائل السلوكية : هي المسائل التي يُعنى فيها بالانتفاع ببصائر القرآن وهداياته ومواعظه، وكيف يستجيب لله تعالى ، ويهتدي بما بيّنه في كتابه، ويعقل أمثال القرآن، ويعرف مقاصدها ودلالاتها، ويعرف كيف يكون التبصُّر والتذكُّر، والتدبُّر والتفكُّر، ويعرف علامات الهداية والضلال في هذا الباب.
علم السلوك يُعنى بأصلين مهمين:
الأصل الأول : البصائر والبينات. ، قال الله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104)} ، وقال تعالى: {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20)}
الأصل الثاني: اتبَّاع الهدى ، قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)}
************************************
س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن.
شرط الانتفاع بالقرآن هو الإيمان ، فإذا كان الإيمان صحيحاً انتفع صاحبه بالقرآن، ثم كلما ازداد العبد إيمانا كان انتفاعه بالقرآن أعظم كما قال الله تعالى: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء}.
من أصول الاهتداء بالقرآن عقلُ أمثاله وتنقسم أمثال القرآن إلى :
- الأمثال الصريحة وهي التي يصرّح فيها بلفظ المثل.
- الأمثال الكامنة وهي التي تفيد معنى المثل من غير تصريح بلفظه.
أمثال القرآن تفيد المؤمن بأنواع من البصائر والبيّنات ، وضرب الأمثال من أحسن من وسائل التعليم ؛ لأنّ المثل يقرِّب المعانيَ الكثيرة بألفاظ وجيزة.
قال تعالى : {يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74)}
هنا نتبين دلائل توحيد الله عزّ وجلّ وبطلان الشرك ، وقد قيل: (ما كسب أحد شيئاً أفضل من عقل يهديه إلى هدى أو يردّه عن رَدَى). ، وهذا المعنى مستغنى عنه بما بيّنه الله تعالى في كتابه عن الكفار بقوله: {وقالوا لو كنّا نسمع أو نعقل ما كنّا في أصحاب السعير}.
***********************************
س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .
1- أعظم هادٍ للمؤمن إلى ربّه جلّ وعلا، يرشده إلى سبيله، ويعرّفه بأسمائه وصفاته.
2- هداية المؤمن إلى التي هي أقوم في جميع شؤونه.
3- يحمل المؤمن على تلاوة القرآن ويرغّبه فيه ، قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)}
**********************************
س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
عقيدة أهل السنة وسط بين طرفين وبالنسبة لأهل لسنة فإنهم يثبتون صفة الكلام لله تعالى ، وكلامه بحرف وصوت يسمعه من يشاء من عباده.
وكلامُ الله تعالى صفة ذاتية باعتبار نوعها ، وصفة فعلية باعتبار آحادِ كلامه جلّ وعلا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (قال أئمة السنة: لم يزلِ اللهُ متكلماً كيف شاء وبما شاء).
قال تعالى: { قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)}
وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)}
*****************************

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22 شوال 1438هـ/16-07-2017م, 12:11 AM
ملك سعادة ملك سعادة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 59
افتراضي

س1: بين وجوب الإيمان بالقرآن.

الإيمان بالقرآن أصل لا بد منه للاهتداء وكل من لا يؤمن به فهو كافر وقد توعده الله عز وجل بالعذاب الشديد، ومن يؤمن بالقرآن يصلح الله عز وجل باله ويؤتيه أجرا عظيما.

س2: بين أنواع مسائل الإيمان بالقرآن.

هما نوعان:
الأول: المسائل الاعتقادية وهذه المسائل التي تعنى بما يجب أن نعتقده في القرآن، وأصل ذلك أن نؤمن بأن القرآن هو كلام الله عز وجل أنزله إلى نبيع محمد صلى الله عليه وسلم، وأن نحل حلاله ونحرم حرامه وأن نعمل بمحكمه ونرد المتشابه إلى المحكم.

النوع الثاني: المسائل السلوكية وهذه هي المسائل التي تعنى بالانتفاع بما في القرآن من هداية ومواعظ وعبر، وبما فيه من أمثال، والعلم كيف يكون التدبر والتفكر، وهذه المسائل داخلة في مسائل الإيمان بالقرآن لأن الإيمان به قول وفعل واعتقاد.

س3: قسم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضح كيف يكون عقل الأمثال أصلا للاهتداء بالقرآن.

القسم الأول: هي الأمثال الصريحة وهي التي يصرح فيها بكلمة "المثل" في الآية.
والقسم الثاني: هي الأمثال الكامنة وهي التي تدل على أن هناك مثل لكن دون التصريح بلفظ "المثل".
وعقلها يكون بتبصير المؤمن السبيل فينمو في قلبه ما ينمو من المعرفة الحسنة والهدى والخشية والرغبة والرهبة.
وكذلك يعقلها بالتدبر والتفكر فيها حتى ينمو عنده اليقين ويزداد صلاحا والهدى.

س4: دلل ما درست على فضائل الإيمان بالقرآن.

أولا: هو أعظم ما يدل المؤمن على ربه جل جلاله وعلى صفاته وأسمائه عز وجل ويبين له كيفية التقرب له جل جلاله وكيف يفوز بجنانه وينجو من سخطه وعقابه.
ثانيا: أنه يدل المؤمن على الهدى في كل أمر من أمور حياته.
ثالثا: أنه يجعل المؤمن يتلو القرآن الكريم، فيثاب بذلك من الله عز وجل ويزداد المؤمن بذلك ثباتا واستقامة وسكينة وطمأنينة.

س5: بين عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة كلام الله تعالى.

أهل السنة والجماعة يؤمنون بأن الله عز وجل يتكلم كيف شاء ومتى شاء وبما شاء جل جلاله، وبذلك نقول بأن كلام الله عز وجل هي صفة ذاتية باعتبار نوعها وصفة فعلية باعتبار آحاد كلامه عز وجل.
وكذلك يؤمنون بأنه كلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين وكلماته لا تنفد ولا تنقضي وكذلك لا يحيط بها أحد من خلقه عز وجل.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22 شوال 1438هـ/16-07-2017م, 12:32 AM
هويدا فؤاد هويدا فؤاد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 164
افتراضي مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن- القسم الأول

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب عن أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:

س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
قال تعالى: "فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" ، قال ابن جرير الطبرى : وهذا هو القرءان الذى أنزله الله على نيبه محمد –صلى الله عليه وسلم-
وقال الله تعالى لنبيه: "وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ"، ويدخل فى ذلك الإيمان بالقرءان دخولا أوليا.
والإيمان بالقرءان أصل من أصول الإيمان التى لا يصح الإيمان إلا بها، كما فى حديث جبريل الطويل أنه قال للنبى –صلى الله عليه وسلم- : فأخبرنى عن الإيمان؟ قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره" رواه مسلم من حديث عمر بن الخطاب –رضى الله عنه-.
ومن لم يؤمن بالقرءان فهو كافر متوعد بالعذاب الشديد، كما قال الله تعالى: "وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ".
وقال تعالى: " وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ".
فدلت هذه الآيات دلالة بينة على وجوب الإيمان بالقرءان، وأنَ من لم يؤمن به فهو كافر بالله، عدو لله، متوعَد بالعذاب الشديد، وأنَ الشاك فى القرءان غير مؤمن به، متوعد بالعذاب لكفره وإعراضه عن الإيمان بالقرءان.


س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
مسائل الإيمان بالقرآن على نوعين:
النوع الأول: مسائل اعتقادية
وهى التى تُبحث فى كتب الإعتقاد، ويُعنى فيها العلماء بما يجب اعتقاده فى القرآن:
1- أنه كلام الله تعالى مُنزل غير مخلوق.
2- أنزله على نبيه محمد –صلى الله عليه وسلم- ليُخرج الناس من الظلمات إلى النور.
3- أنه مهيمن على ما قبله من الكتب وناسخ لها.
4- أنه بدأ من الله –عز وجل- وإليه يعود.
5- يؤمن بما أخبر الله به عن القرآن وما أخبر به رسول الله –صلى الله عليه وسلم- .
6- يعتقد وجوب الإيمان بالقرءان.
7- أن يحل حلاله ويحرم حرامه ويعمل بمحكمه ويرد متشابهه إلى محكمه.
8- يكل ما لا يعلمه إلى عالمه
وينبغى أن يعتنى طالب العلم بثلاثة أمور فى مسائل الإعتقاد فى القرءان:
الأمر الأول: معرفة القول الحق فى مسائل الإعتقاد فى القرآن، بما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وما أجمع عليه سلف الأمة، حتى يصحح عقيدته.
الأمر الثانى: أن يحسن تقرير تلك المسائل بأدلتها، حتى يمكنه أن يدعو إلى الحق فى تلك المسائل.
الأمر الثالث: معرفة أقوال المخالفين لأهل السنة فى هذه المسائل، ومعرفة مراتبهم ودرجات مخالفاتهم وأصول شبهاتهم، وحجج أهل السنة فى الرد عليهم.
النوع الثانى: مسائل سلوكية
وهى المسائل التى يُعنى فيها بالإنتفاع ببصائر القرآن وهداياته ومواعظه، وكيف يهتدى بالقرآن، ويعقل أمثاله، ويعرف مقاصدها ودلالاتها. وعلم السلوك قائم على أصلين لابد من الجمع بينهما، وقد جمعهما قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ"
الأصل الأول: البصائر والبينات، وهو قائم على العلم، ومثمر لليقين. ويتحصل بالتفقه فى بصائر القرآن وبيناته، وتصديق أخباره، وعقل أمثاله، وفقه مقاصد الآيات والقصص والأخبار التى بينها الله تعالى فى كتابه.
الأصل الثانى: اتباع الهدى، وهو قائم على الإرادة والعزيمة، ومثمر للإستقامة والتقوى. ويتحصل بإلزام النفس بكلمة التقوى، وصبرها على امتثال ما أمر الله به واجتناب ما نهى الله عنه وفعل ما وعظ الله به.
والأصل الأول حجة على من خالف فى الأصل الثانى، لأن من جاءته البينة ولم يتبع الهدى كان علمه بتلك البينة حجة عليه، كما قال تعالى: "فَإِن زَلَلْتُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ".
ومن فرط فى الأصل الأول قاده ذلك إلى الإنحراف فى الأصل الثانى، كما قال تعالى: "أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُم".

س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن.
أمثال صريحة: هى التى يصرح فيها بلفظ المثل، كقوله تعالى: "وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ"
أمثال كامنة: هى التى تفيد معنى المثل من غير تصريح بلفظه، كقوله تعالى: "لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ".
وعقل الأمثال أصل من أصول الإهتداء بالقرآن، لأن من وعى هذه الأمثال، وفقه مقاصدها، وعرف ما يراد منها، فاعتبر بها وفعل ما ارشدت إليه، فقد عقل تلك الأمثال واهتدى بها فصلح عمله وحسنت عاقبته.

س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .
1- أعظم هادٍ للمؤمن إلى ربه جل وعلا.
2- أنه يهدى المؤمن إلى التى هى أقوم فى جميع شؤونه. كما قال تعالى: "وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ".
3- أنه يحمل المؤمن على تلاوة القرآن ويرغبه فيه، فتكون تلاوته ذكرا لله –عز وجل-، وعبادة يثاب عليها، تزيده إيمانا وتثبيتا، وسكينة وطمأنينة، ويقينا. كما قال تعالى :" الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ".

س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
أن الله تعالى يتكلم بحرف وصوت يسمعه من يشاء، وأنه هو تعالى المتكلم بالتوراة والإنجيل والقرآن وغير ذلك من كلامه تبارك وتعالى، وكلام الله تعالى صفة من صفاته، لم يزل متكلما إذا شاء، يتكلم بمشيئته وقدرته متى شاء، وكيف يشاء، وكلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين، وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه، ولا تنفد ولا تنقضى . كما قال تعالى: "وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ".

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 22 شوال 1438هـ/16-07-2017م, 12:34 AM
لولو بنت خالد لولو بنت خالد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 102
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليمل كثيرًا

المجلس الرابع عشر
المجموعة الأولى:


س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.

الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان التي لا يصح الإيمان إلا بها، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل)
وقال تعالى في عموم الإيمان بالكتب ومنها القرآن: (وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب).
قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل عليه السلام الطويل حين سأله عن الإيمان قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره". رواه مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
والضد من ذلك الذي لا يؤمن بالكتاب فهو كافر، وقد توعده الله بالعذاب الشديد قال تعالى: (وكذلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتينهم الكتاب يؤمنون به ومن هؤلاء من يؤمن به وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون )، وقد سمى الله الذين لم يؤمنوا به كفارا فقال تعالى: (وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه).
وكذلك الشاك فيه غير مؤمنا به قال تعالى: (بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب).
وتوعد اليهود والنصارى بالوعيد الشديد إذا لم يؤمنوا به بعد معرفتهم به وبما أنزل الله من قبله من الكتب قال تعالى: (يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا).

س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟

المسائل في القرآن على نوعين:
الأول: مسائل اعتقادية.
الثاني: مسائل سلوكية.
أما النوع الأول: المسائل الاعتقادية.
- فهي المسائل التي نبحث عنها في كتب الاعتقاد، بما يجب اعتقاده في القرآن.
1. وأصل ذلك الإيمان بأن القرآن كلام الله تعالى وأنه غير مخلوق.
2. أنه أُنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.
3. وأنه ناسخ ومهيمن على ما قبله من الكتب.
4. وأنه بدأ من الله عز وجل وإليه يعود، ونكل ما لا نعلمه إلى عالمه.
5. أن يحل المؤمن حلاله ويحرم حرامه، ويعمل بمحكمه ويرد متشابهه إلى محكمه.
والمسائل الاعتقادية في القرآن تنقسم إلى: أحكام وآداب.
فالأحكام التي بينها القرآن كما يجب اعتقاده وما يجب الابتعاد عنه لبدعته.
أما الآداب فما يراعيها من آداب البحث والسؤال، والدراسة والبيان، والمناظرة وأدب الرد على المخالفين وغيرها من الآداب.
- ويُحتاج في مسائل الاعتقاد في القرآن إلى ثلاثة أمور:
الأمر الأول: معرفة القول الحق في المسألة، والأدلة عليها من القرآن والسنة.
الأمر الثاني: بعد معرفة الأدلة يعرف الاستدلال لها ومآخذ الاستدلال، فيدعو الناس إلى الحق فيها بتبيينها لهم بأدلتها.
الأمر الثالث: بعد ضبط القول الحق وأدلته ومعرفة الاستدلال بها، ينتقل لمعرفة أقوال المخالفين وأدلتها والرد عليها، ومعرفة أصول شبهاتهم، ومعرفة منهجهم وطريقة الرد عليها.
النوع الثاني: المسائل السلوكية.
هي المسائل التي ينتفع بها من بصائر القرآن وهداياته ومواعظه، وكيف تتم الاستجابة لله، وكيف يكون التبصر والتدبر والتذكر والتفكر؟..
والإيمان قول وعمل واتقاد؛ لذا كانت المسائل السلوكية داخلة في مسمى الإيمان بالقرآن، لذا اهتم علماء السلوك واعتنوا بما يحقق الإيمان فغلبت عليهم العناية بتدبر القرآن والتفقه في طرق الانتفاع بمواعظه وهداياته، وكل هذا مسائل سلوكية.
وعلم السلوك يعنى بأصلين:
الأول: البصائر والبينات، والمعارف والحقائق. قال تعالى: (لقد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ).
وتحصي هذا الأصل يكون بالتفقه في هذه البصائر والبينات الموجودة في القرآن، بتصديق الأخبار في القرآن، وعقل الأمثال، والتفكر بالقصص والأخبار بقلب منيب؛ ليزداد الإيمان واليقين.
الأصل الثاني: اتباع الهدى، وهو العمل والطاعة والامتثال بما جاء في القرآن.
ويكون تحصيله بـ: إلزام النفس كلمة التقوى، والصبر على الطاعة والصبر عن المعصية قال تعالى: (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا * وإذا لآتيناهم من لدنا أجرًا عظيمًا * ولهديناهم صراطا مستقيمًا).
ولابد من الجمع بين هذين الأصلين؛ لأن الأول حجة على من خالف الثاني قال تعالى: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم).
فمن صح عنده الأصلين جمع بين العلم والعمل، وصح سلوكه.
- ثم إن مسائل السلوك مرتبط بمسائل الاعتقاد؛ كي يصح العمل ويبتعد المؤمن عن البدعة.

س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن .
1.أمثال صريحة: يصرح فيها بلفظ "المثل" كقول الله تعالى: (واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون).
2. أمثال كامنة: تفيد معنى المثل، ولا يصرح فيها بلفظ "المثل".
كذكر الأخبار أو قصة من القصص المشتملة على مقصد ووصف لعمل وبيان لجزائه، قال تعالى: (لو أنزلنا ها القرآن على جبل لرأيته خاشعا تصدعًا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون).
وأكثر من تكلم في هذا النوع هو الزركشي في كتابه "البرهان في علوم القرآن".
ويكون عقل الأمثال أصلًا للاهتداء بالقرآن من ناحية أنها:
1. تفيد المؤمن بأنواع البصائر والبينات، والتنبيهات على العلل والنظائر، ومعرفة المآلات والتبصرة بالعواقب.
2. من أحسن وسائل التعليم، كونه يوصل المراد بطريقة وجيزة، وعبارة سهلة تساعد على التصور السريع والواضح، ولو تبصر بها المؤمن وعرف إرشادها لأثمرت في قلبه ما تثمر من المعرفة السنة والتصديق والخشية والإنابة والخوف والرجاء وغيرها من العبادات القلبية.
3. تحقق التقوى بفعل الأوامر واجتناب النواهي، فتحصل الاستقامة، والطاعة تشمل فعل المأمور وترك المنهي قال تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم).

س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .
1. يهدي المؤمن إلى ربه عز وجل، ويعرفه بأسمائه وصفاته ويرشده إلى طريق الوصول إلهي، ويعرف الحكمة من خلقه، وكيف يعبده ويوحده.
2. يقوّم المؤمن في حياته، ويرشده إلى أفضل الأحوال والقيم.
3. يدعو المؤمن إلى تلاوته ويرغبه فيها، فتكون عبادة لله تعالى وذكرا له، وتزيد المؤمن ثباتا وطمأنينة وهداية ورشدا.
4. أصل الانتفاع بتلاوة القرآن هو الإيمان، فكل فضائل وبركات وآيات وأمثال وحكم ومواعظ وبيّنات لا ينتفع بها الإنسان إلا إذا كان مؤمنًا. قال تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارًا).
5. يهدي المؤمن ويورثه الاستقامة، وزكاة النفس والقلب، ويصلح حاله الباطن والظاهر.

س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
إثبات صفة الكلام لله تعالى على ما يليق بجلاله سبحانه وعظيم سلطانه، من غير تكييف ولا تعطلي ولا تمثيل.
فالله سبحانه وتعالى يتكلم بحرف وصوتت مسموع يُسمعه من يشاء، وهو المتكلم بالكتب السماوية التوراة والإنجيل والقرآن.
والكلاة صفة ذاتية باعتبار نوعها، وفعلية باعتبار آحاد كلامه عز وجل.
وهو سبحانه ويتكلم متى شاء، بما شاء، كيف يشاء، وهو سبحانه لم يزل متكلما إذا شاء.
وكلامه سبحانه وتعالى لا يشابه كلام المخلوقين، ولا يحيط بكلامه أحد من خلقه، وكلامه لا ينفد ولا ينقضي قال تعالى: (قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا)..
والله أعلم..

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 22 شوال 1438هـ/16-07-2017م, 12:47 AM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثانية:

س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟

لما كان الإيمان بالقرآن أصل من أصول الدين فكان ذلك أدعى لمعرفة كي يكون يتحقق الإيمان بالقرآن.
و الإيمان بالقرآن يكون بالاعتقاد والقول والعمل، و التفصيل كالتالي:

أولا فالإيمان الاعتقادي بالقرآن: تصديق أنه كلام الله، و كلام الله صدق و حق، نزل لهداية الناس و إرشادهم لما فيه مصلحتهم، فهنا وجب على المؤمن أن يمتلئ قلبه بهذا المعنى، و يكرر هذا الأمر دوما كلما قرأ القرآن، فيصدق الأخبار، ويعتقد بفضل الأوامر ورذالة النواهي و شرها.

ثانيا الإيمان القولي : أن يوافق قوله اعتقاده، فإن اعتقد حقا أنه كلام الله قدره و أجله، و ظهر ذلك في أقواله و ذهب يدافع عنه ضد المشككين المتربصين من الأعداء فلا يوافقهم و لا يرافقهم بل يسعى مدافعا عن دينه و كذلك حين يقرأه فإنه يفعل ذلك عبادة لله، و تصديقا بكلامه.

ثالثا الإيمان العملي: فيكون متبعا لما جاء فيه من أوامر مجتنبا ما فيه من نواهٍ، و يتشبه برسوله صلى الله عليه و سلم الذي هو خير قدوة، و الذي كان خلقه القرآن.
و من آمن بالقرآن تصديقا و قولا و عملا فقد هُدي للإيمان، و وُعد بالفضل و المثوبة من الله عز و جل.


س2: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟

تتلخص أهمية معرفة مسائل للإيمان بالقرآن في ثلاثة أمور :
الأمر الأول : معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد.
و طالب العلم يحقق ذلك بمعرفة الأدلة الدالة على القول الحق سواء من الكتاب أو من السنة أو من الإجماع، فيكون معتقده مبنيا على أسس سليمة راسخة قوية، لا تتزعزع خاصة في أزمنة الفتن و المحن.

أما الأمر الثاني : تقرير الاستدلال لمسائل الإيمان.
و طالب العلم يحقق ذلك بمعرفة كيفية استنباط الأدلة واستخلاصها و إن كان من غير مظانها، و الاستشهاد بما يقوي الحجة، فإن لم يجد الدليل في القرآن و السنة بحث في الإجماع فإن لم يجد فأعمل القياس، و هذا لا يكون إلا من متمرس متقن.

أما الأمر الثالث : معرفة أقوال المخالفين في المعتقد .
و طالب العلم يحقق ذلك بالاهتمام بدراسة أقوالهم و القراءة في تاريخهم و معرفة كيفية نشأة بدعهم و أباطيلهم، و أهل الضلالات تتشابهه أقوالهم و قلوبهم و إن اختلف الزمان، فحري بطالب العلم قراءة سير العلماء الذين كانوا في أزمنة الفتن و التأسي بهم في إقامة الحجج على أعدائهم، و ثباتهم على الحق كأمثال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله و الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.


س3: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟

الاهتداء بالقرآن يكون بالتالي :
1. تصديق أخباره.
2. عقل أمثاله.
3. امتثال أوامره.
4. اجتناب نواهيه.

أولا تصديق أخباره: فإن القرآن كلام الله، و كلام الله حق و صدق لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، و بتصديق ما أخبر الله به يحصل للعبد الهدى و العلم، و الناس في ذلك درجات، فكلما ازداد العبد تصديقا بالقرآن كلما كان نصيبه من الهدى أفضل ممن هم دونه في التصديق، و هذا التصديق يصل به العبد لدرجة الإحسان، التي هى أعلى درجات الإسلام و بها يصل العبد لنيل محبة ربه، ذلك أن ذلك العبد عبد الله كأنما يراه، فاتقاه و خشاه و وقر في قلبه محبته و خشيته، فبلغ من اليقين أن كان من المحسنين.
و قد قال أبو بكر رضى الله عنه في خطبة بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم : سلوا الله العفو و العافية فإن الناس لم يُعطوا بعد اليقين شيئا خيرا من العافية)، فإن اليقين نعمة تصان بالشكر ككل النعم، و من وسائل حفظ هذه النعمة أن يقع في قلب العبد أثناء تلاوته للقرآن أنه كلام الله الذي قوله الصدق و حكمه العدل، فيطمئن و يزداد يقينا و يزداد من ربه قربا، فيمر على آيات الكفاية و الولاية فيطمئن قلبه أن الله كافيه و متول لأمره، و يمر بآيات الوعد فيرغب و يزداد شوقا، و يمر بآيات الوعيد فيرهب و يرجف قلبه وجلا.

ثانيا عقل الأمثال :
فالله تعالى قد ضرب الأمثال في القرآن للتفكر و الاتعاظ، و التبصر بها في الدنيا ليصل العبد بأمان إلى موعود ربه.
و قد قال تعالى عن الأمثال : ( و تلك الأمثال نضربها للناس و ما يعقلها إلا العالمون)
و عقل الأمثال أعمق من فهم الأمثال فكل من يقرأ الأمثال من القرآن يفهمها و يُلم بالمعنى، لكنه قد لا يوفق إلى إسقاط هذه الأمثال على واقعه، و يستنبط منها قواعد حياتية يسير بها في رحلة الوصول إلى دار القرار.
و هنا إشارة إلى مكانة العلماء فالذي يعقل الأمثال هم العلماء الذين هم ورثة الأنبياء الذين جعلوا شغلهم الشاغل تفهم القرآن، و هم الموفقون لعقل الكامن من الأمثال بالإضافة إلى ما كان صريحا منها، دل عليه اللفظ أنه مثل.
و أما عن ضرب الأمثال في القرآن، فللتقريب للقارئ و المستمع، و لا شك أن هذا مما يمكن العبد من استحضار صورة ذهنية تقرب له المعنى، و هذا أدعى للترغيب و الترهيب و يستلزم وقوفا لتقليب المعاني و النطر في اختيار الألفاظ و بديع السياق و دلالة الآيات و ختامها.

ثالثا امتثال الأوامر:
فما شرعه الله للعبد و أمره به لا شك أن فيه مصلحته و هو سبيل تحقيق السعادة في الدنيا و الفوز و النجاة في الآخرة، فحري بالمؤمن أن يمتثل أمر ربه الذي خلقه، فهو العالم بالذي يصلح شؤون العباد
و من أوامر الله ما هو واجب و ما هو مستحب، و التقي الذي يأتي بالواجبات و يجتهد في المستحبات و يحرص على تحصيل الثواب.

رابعا اجتناب النواهي :
و كما شرع الله للعباد ما يصلح شؤونهم فهو قد حذرهم مما يجلب لهم الشقاء في الدنيا و يكون سببا في هلاكهم و خسرانهم بالآخرة، فالمؤمن العاقل من نظر في مآلات الأمور وخلص نفسه من قيد شهواتها و خالف شيطانه و سلك طريق الهدى و انحرف عن طريق الضلال، و جعل الدنيا في يده لا في قلبه.

و بما أن القرآن الكريم مصدر للتشريع فإن الأوامر فيه و النواهي قد ذكرت غاية في الوضوح ليعمل بها الناس و يسهل عليهم تفهمها كما أنها رافقها ما يترتب عليها من ثواب و عقاب، مما لا يدع مجالا لتأويلها
إلا من أراد مخالفة الحق و ابتدع و اتبع هواه.



س4: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.

لما كان الإيمان ستة أركان و كان أحدها الإيمان بما أنزل الله ( أي بكتبه)، و لما كان القرآن أعظم ما نزل من الكتب فإن له من الفضل و الخيرية و البركة ما جعله مهيمنا على ما قد سبقه من كتب.

و من فضل الإيمان بالقرآن:
1. التعريف بالله سبحانه و تعالى و أسمائه و صفاته، و التعريف بشرعه و ما يوجب رضاه، و ما يحقق سخطه.
2. حصول الهداية للمؤمن في دنياه و آخرته، و قد قيل : من أردا الدنيا فعليه بالقرآن و من أراد الآخرة فعليه بالقرآن و من أراد الدنيا و الآخرة فعليه بالقرآن، فهو السعادة في الدنيا و النجاة في الآخرة.
3. أنه جمع من الأوصاف ما لم يُجمع في كتاب آخر فهو : لا ريب فيه، فهو كلام الله عزو جل، و هو هدى و رحمة و هذا للمؤمنين خاصة الذين يبتغون الهداية و يسألون رحمة ربهم، و هو الشفاء لما في الصدور ، و و هو النور لمن أراد التبصرة، و هو البشرى للعاملين المخلصين المخبتين، و غير ذلك مما جاء في وصفه، و هذا الفضل لا يناله إلا طالب الهدى و الحق، الذي قرأه و قد جمع في قلبه نوايا الاهتداء و الاتعاظ و الامتثال لما جاء فيه، و قد قال تعالى :( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم و شفاء لما في الصدور و هدى و رحمة للمؤمنين* قل بفضل الله و برحمته فليفرحوا هو خير مما يجمعون) و يكفي المؤمن أن ينزل إليه ربه ما فيه صلاحه و شفاؤه و رحمته.


س5: دلّل على إثبات صفة الكلام لله تعالى من الكتاب والسنّة .

الله سبحانه و تعالى قد أخبر في كتابه العزيز عن نفسه معرفا بها لخلقه، و قد أثبت لنفسه صفة الكلام، و نحن نؤمن بالقرآن و بما جاء به، فالله تعالى قال : ( و كلم الله موسى تكليما )
و ( الله ) عز و جل لفظ الجلالة، مرفوع فهو الفاعل أي أنه سبحانه و تعالى المتكلم، و قد انحرف البعض في هذه الصفة و غيرها فكان فعلهم التأويل الباطل و التحريف المتعمد بما يخدم أهواءهم، لكن الله عز و جل قال في غير آية : ( و لما جاء موسى لميقاتنا و كلمه ربه) فالآية هنا واضحة أن المتكلم هو الله عز و جل، و قال تعالى في غير آية : ( و من أحسن من الله قيلا )، و الآيات في ذلك كثيرة تدل بمنتهى الوضوح على أن الله تعالى يتكلم على وجه يليق بجلاله و بكماله، و قد جاء في السنة ما يثبت صفة الكلام كذلك فقال صلى الله عليه و سم : (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه) و غير ذلك من أحاديث.

الحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 22 شوال 1438هـ/16-07-2017م, 12:51 AM
ميمونة التيجاني ميمونة التيجاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الدولة: Makkah almokrmah
المشاركات: 385
افتراضي

المجموعة الأولى:

س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
قال تعالى " فآمنوا بالله ورسوله و النور الذي أنزلنا و الله بما تعملون خبير"
فالإيمان بالقران أصلا من أصول الإيمان كما جاء في حديث جِبْرِيل عندما قال فأخبرني عن الإيمان ؟ قال ان تؤمن بالله و ملائكته و كتبه ورسله و اليوم الاخر ......)
فمن لم يُؤْمِن بالقران فهو كافر متوعد بالعذاب الشديد قال تعالى " ولقد أنزلنا إليك ءايات بينات و ما يكفر بها الا الفاسقون "
س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
نوعان مسائل عقيدية.وهي التي تبحث في كتب العقيدة و ما الواجب اعتقاده في القران من كونه كلام الله منزل على عبده و رسوله محمد صلى الله عليه وسلم غير مخلوق ، و يجب الإيمان بما جاء فيه من تحليل الحلال و تحريم الحرام ، و يُؤْمِن المرء بالمسائل العقيدية في القران و التي منها ان لا ينزع المرء في القران و ان لا يقول المرء في القران ماليس له به علم و لا يتكلف فيه و طلاب العلم يحتاجون الى ثلاث في مسائل الاعتقاد في القران الى ثلاث أمور وهي
اولا : معرفة القول الحق في المسائل الاعتقاد في القران بماء جاء فيه و ما جاء على لسان نبيه صلى الله عليه و سلم و ماجاء في الاجماع
ثانيا تقرير الاستدلال لهذه المسائل وهي من اهم ما يميز طالب العلم عن العامي وهو كيفية الاستدلال بالأدلة الشرعية في مكانها المناسب
ثالثا :معرفة أقوال المخالفين لأهل السنة و الجماعة في مسائل الاعتقاد في القران و معرفة حججهم و معتقداتهم و بدعهم و درجة البدعة و طرق الرد عليهم من أقوال أهل السنة والجماعة
و النوع الثاني فهي المسائل السلوكية المتعلقة بالايمان بالقران
و يقصد بها المسائل التي فيها الانتفاع بصائر القران و هدايته و مواعظه و كيف يستجيب لله تعالى و يهتدي به و يعقل امثاله و يعرف مقاصده و دلالتها و يعرف علامات الهداية والضلال.
وهي داخل في الإيمان بالقران لان الإيمان قول وعمل و اعتقاد و مسائل السلوك منها عملية و اعتقادية وقولية
و علم السلوك يعني باصلين مهمين وهما البصائر و البينات و هي ما يطلق عليها احيانا المعارف و الحقائق و هي قائمة على علم ويقين
و الأصل الثاني اتباع الهدى و هو الجانب العملي وهي الطاعة و الامتثال
س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن.
قسم العلماء الأمثال الى أمثال صريحة و أمثال كامنة
فالامثال الصريحة هي التي يصرح فيها بلفظ المثل كقوله تعالى " واضرب لهم مثلا أصحاب القرية اذ جاءها المرسلون "
وهكذا ، فإذا ذكر الله قصة من القصص مشتملة على مقصد و وصف لعمل معين وبيان أجزاءه فمن فعل فعل أولئك القوم فانه ينال من جنس جزاءهم و لو لم يصرح بكلمة المثل
وضرب الأمثال من أحسن وسائل التعليم لان المثل يقرب المعاني الكثيرة بالفاظ وجيزة يسهل تبصرها وفقه مقصد الآيات فيها لتثمر في قلب المؤمن من المعرفة الحسنة و و التصديق و الإنابة و الخشية ما يجعل المؤمن اكثر تقوى و رغبة و رهبة من الله عز وجل و مما عنده سبحانه و تعالى
اما الأمثال الكامنة فهي الآيات التي تفيد معنى المثل دون ذكر كلمة المثل فيها كقوله تعالى {لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر : 21]
س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقران
القران العظيم هو اعظم هادي للمؤمن الى ربه عز وجل و يعرفه بأسمائه و صفاته و الى ماهو خير لهم في الدارين
يهدي المؤمن الى ماهو أقوم و يبشرهم برحمة منه وفضل ، و على قدر ايمان العبد بالقران يكون نصيبه من فضائله كما قال تعالى " {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} [فصلت : 44]
و قال تعالى" و ننزل من القران ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين و لا يزيد الظالمين الا خسارا "
ومن فضائل القرن
س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
ثبت بالأدلة الصحيحة بأن الله عز وجل يتكلم بحرف و صوت يسمعه من يشاء. و ان صفة الكلام عنده عز وجل صفة ذاتية باعتبار نوعها و صفة فعلية باعتبار آحاد كلامه سبحانه و تعالى
قال تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا}، وقال تعالى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}، وقال تعالى: {ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين}، وقال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}.
ففي هذه الآيات دلائل بيّنة على تكلّم الله تعالى، وأنّ كلامه بحرف وصوت يسمعه من يشاء من عباده، وفي السنة أدلّة كثيرة على تكلم الله تعالى:
- منها: حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» متفق عليه، وفي رواية في صحيح البخاري: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه».

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 22 شوال 1438هـ/16-07-2017م, 01:24 AM
سَاره كمَال سَاره كمَال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 54
Post

بسم الله الرحمن الرحيم.

- المجمُوعة الأولى:
س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
** أدلّة وجُوب الإيمان بالقُرآن:
قال تعالى: { فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8) }
قال ابن جرير الطبري: (يقول: {وآمنوا بالنور الذي أنزلنا} وهو هذا القرآن الذي أنزله الله على نبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم).
فـ الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان لا يصحّ إلا بها؛ جاء في حديث جبريل الطويل أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره» رواه مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ومن لم يؤمن بالقرآن فهو كافر, دلّ على ذلك قوله تعالى: "وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ", وقال تعالى: "َلقدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِين". وقال تعالى: "بل هم في شكّ من ذكري بل لمّا يذوقوا عذاب"
فدلَّت هذه الآيات دلالة بيّنة على وجوب الإيمان بالقرآن، وأنّ من لم يؤمن به فهو كافر بالله، وأن الشاكّ في القرآن غير مؤمن به، وأنه متوعد بالعذاب لكفره وإعراضه عن الإيمان بالقرآن.
** والإيمان بالقرآن يكون بالاعتقاد والقول والعمل:
1- الإيمان الاعتقادي بالقرآن: أن يصدّق بأنّه كلام الله تعالى أنزله على رسوله بالحقّ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وأنّ كل ما أنزل الله فيه فهو حقّ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأنّه قيّم, يهدي إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم. وأنه محفوظ بأمر الله إلى أن يأتي وعد الله، ولا يستطيع أن يأتي أحد بمثلِه.
ومن الإيمان الاعتقادي بالقرآن أن يصدّق بكلّ ما أخبر الله به في كتابه الكريم، وأن يخضع لما أمر الله به، فيعتقد وجوب ما أوجب الله فيه، ويعتقد تحريم ما حرّم الله فيه.
2- والإيمان القولي: أن يقول ما يدلّ على إيمانه بالقرآن، وتصديقه بما أنزل الله فيه، ومن ذلك تلاوة القرآن تصديقاً وتعبّداً.
3- والإيمان العملي: هو اتّباع هدى القرآن؛ بامتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه في كتابه الكريم.

* فمن جمع هذه الثلاث فهو مؤمن بالقرآن؛ قد وعده الله فضلاً كبيراً, قال تعالى: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا".

س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
مسائل الإيمان بالقرآن على نوعين:
النوع الأول: مسائل اعتقادية:
وهي المسائل التي تكون في كتب الاعتقاد، وتبحث فيما يجب اعتقاده في القرآن؛ من الإيمانُ بأنَّ القرآن كلامُ الله تعالى منزَّل غير مخلوق، أنزله على نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وأنّه مهيمنٌ على ما قبله من الكتب وناسخٌ لها، وأنَّ القرآن بدأ من الله عزَّ وجلَّ وإليهِ يعودُ، وأن يعتقد وجوبَ الإيمانِ بالقرآن، وأن يُحلَّ حلالَه ويحرِّمَ حرَامه ويعمَل بمُحْكَمِه ويؤمن بمتشابهه.
* الإيمان بالقرآن في كتب الاعتقاد ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: الأحكام العَقَدِيَّة، مثل بيان ما يجب اعتقاده، وما يحكم ببدعته، وبيان درجة البدعة، وهل هي مكفّرة أو مفسّقة.
القسم الثاني الآدابِ, وهي أن يدرس تلك المسائل على منهج أهل السنة, وأن يكون على حذر من طرق أهل البدع في بحث مسائل الاعتقاد، وأن يكفّ عن المراء في القرآن، وألا يقول ما ليس له به علم, وقد اعتنى بها السلف الصالح عناية عظيمة؛ فيجب على طالب العلم أن يراعي تلك الآداب في دراسته.
* وطلّاب العلم عموماً يحتاجون في مسائل الاعتقاد في القرآن إلى ثلاثة أمور:
الأمر الأول: معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد في القرآن، بما دلَّت عليه نصوصُ الكتاب والسنة..
والأمر الثاني: تقرير الاستدلال لهذه المسائل حتى يمكنه أن يدعو إلى الحق في تلك المسائل متى احتاج ذلك.
والأمر الثالث: معرفةُ أقوالِ المخالفينَ لأهل السنة في مسائل الاعتقاد في القرآن, وحجج أهل السنة في الردّ عليهم، ومنهجهم في معاملتهم، فيكون على طريقة السلف الصالح غيرَ غالٍ ولا مفرّط .

النوع الثاني: المسائل السلوكية:
وهذه المسائل داخلة في اسم الإيمان بالقرآن, وهي المسائل التي يُعنى فيها بالانتفاع ببصائر القرآن وهداياته ومواعظه، ويهتدي بما بيّنه في كتابه، ويعقل أمثال القرآن، ويعرف كيف يكون التبصُّر والتذكُّر, ويعرف علامات الهداية والضلال في هذا الباب.
* ومسائل السلوك منها مسائل اعتقادية، ومسائل قولية، ومسائل عملية.
واعتنى عُلماء السّلوك بما يتعلّق بتحقيق الإيمان بالقرآن في الجوانب المعرفية والعملية؛ وغلبت عليهم العناية بتدبّر القرآن والتفقّه في طرق الانتفاع بمواعظه وهداياته، وهذه مسائل سلوكية.
*وعلم السّلوك يُعنى بأصلين مهمّين:
الأصل الأول: البصائر والبينات, وهذا الأصل قائمٌ على العلمِ، ومثمِرٌ لليقين, وتحصيل هذا الأصل يكون بالتفقّه في بصائر القرآن وبيّناته، وتصديق أخباره، وعقل أمثاله، وفقه مقاصد الآيات والقصص والأخبار التي بيّنها الله تعالى في كتابه فـيزداد للمرء إيمانه ويقينه.
والأصل الثاني: اتبَّاع الهدى، وهُو الجانب العملي وهو الطاعة والامتثال. وهذا الأصل قائمٌ على الإرادة والعزيمة ومثمرٌ للاستقامة والتقوى.
* وحاجة الناس إلى التفقّه في الأصلين ماسّة, وقد جمعهما الله تعالى في قوله: "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ", فلا بد من الجمع بين الأمرين: أن يكون الإنسان على بيّنة وأن يتّبع الهدى, ومن صحَّحَ الأصلين في نفسه صحّ له سلوكه، وجمع بين العلم والعمل.


س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلَا للاهتداء بالقرآن.
* قسّم العلماء أمثال القرآن إلى قسمين:
1- الأمثال الصريحة هي التي يصرّح فيها بلفظ المثل، كقول الله تعالى "واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون"
2- الأمثال الكامنة هي التي تفيد معنى المثل من غير تصريح بلفظه, مثل ذكر الله عزّ وجلّ خبراً أو قصة واشتملت على مقصد ووصف لعمل وبيان لجزائه كقوله تعالى: "لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ", فسمّى ما ذكره في صدر الآية مَثَلاً مع عدم ورود لفظ المثل فيه, فإنَّ هذا مَثَلٌ قد اكتملت أركانُه.

** وعقل الأمثال سبيل للاهتداء بالقُرآن؛ فمن وعى هذه الأمثال، وفقه مقاصدها، وعرف ما يراد منها ، فاعتبر بها؛ وفعل ما أرشدت إليه؛ فقد عَقَل تلك الأمثال، واهتدى بها، فصلح عمله وحسنت عاقبته؛ وعليه فإنّ عقل الأمثال أوسع من مجرّد فهمها؛ فإنّ الفهم المجرّد لمعاني مفردات الأمثال لا يعدّ عقلاً للأمثال؛ بل يجب أن يكُون معه فقه للمقاصد وعملٌ بما أرشد الله إليه, أي لابُد من الجمع بين التبصّر بها واتّباع الهدى الذي بينه الله عز وجل بهذه الأمثال. ، وقد قال الله عز وجل: {وما يعقلها إلا العالمون} وفرق بين كلمة يعقلها وبين يفهمها, وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: (وقد أخبر اللّه سبحانه أنّه ضرب الأمثالَ لعبادِه في غير موضعٍ من كتابه، وأمر باستماع أمثاله، ودعا عباده إلى تعقُّلها، والتّفكُّر فيها، والاعتبار بها، وهذا هو المقصود بها)ا.هـ.
* والخُلاصة أن عقل الأمثال من أعظم أسباب الاهتداء بالقرآن؛ لأن الله قد ضرب في القرآن من كلّ مثل؛ فما من أمر من أمور الدين يحتاجها المؤمن إلا وفي القرآن من الأمثال المضروبة المبيّنة للهدى فيها ما يكفي ويشفي, وضرب الأمثال من أحسن من وسائل التعليم, وأمثال القرآن تفيد المؤمن بأنواع من البصائر والبيّنات، والإرشاد إلى أحسن السبل وأيسرها؛ والتبصير بالعواقب والمآلات, ثمّ يتبصّر بها المؤمن فيفقه مقاصدها؛ ويعرف إرشادها؛ فتثمر في قلبه المعرفة الحسنة والتصديق والخشية والإنابة والرغبة والرهبة واليقين؛ وكل ذلك يورثه زكاة نفسه وطهارة قلبه وصلاح عمله وحسن عاقبته بإذن الله تعالى.

س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .
1- أنّه يهدي المؤمن إلى التي هي أقوم في جميع شؤونه، قال تعالى: "إنّ هذا القُرآن يهدي للتي هيَ أقومُ"
2- هدايات القرآن مقترنة بالرحمة والبشرى؛ قال تعالى "تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)} وكلما ازداد المؤمن هداية بالقرآن زاد نصيبه من رحمته وبشاراته.
3-: أنه يحمل المؤمن على تلاوة القرآن ويرغّبه فيه؛ فتكون تلاوته ذكراً لله عز وجل، وعبادةً يثاب عليها؛ تزيد المؤمن إيمانا وتثبيتاً، وسكينة وطمأنينة، ويزداد بتدبّره والتفكّر فيه يقيناً بما أنزل الله فيه, قال تعالى: "كتابٌ أنزلناهُ إليك مُباركٌ ليدّبروا آياتِه".
4- من فضائل الإيمان بالقرآن وعظم خطره أنه شرط وأصل للانتفاع بتلاوة القرآن قال الله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)}
5- وكُل هذا يدلّ على أنّ الإيمان بالقرآن يفتح للمؤمن أبواباً من البصائر والبينات, يصحّ بها علمه ويعظم بها يقينه؛ فهذا في الجانب العلمي، وفي الجانب العملي يهديه للتي هي أقوم، ويورثه الاستقامة والتقوى, قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}.


س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.

في القُرآن دلائل بيّنة على تكلّم الله تعالى، والأدلة على إثبات صفة الكلام لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته كثيرة. قال الله تعالى: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}، وقال تعالى: {وكلم الله موسى تكليما وقال تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا}، وقال تعالى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}، وقال تعالى: {ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين}،
وممّا في السّنة:
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» متفق عليه.
** صفة كلام الله تعالى:
وقد دلَّت النصوصُ على أنَّ الله تعالى يتكلّم بحرف وصوت يُسمعه من يشاء، وأنّه هو تعالى المتكلّم بالتوراة والإنجيل والقرآن وغير ذلك من كلامه تبارك وتعالى, وكلامُه تعالى صفة من صفاته؛ لم يزل الله متكلماً إذا شاء، يتكلّم بمشيئته وقدرته متى شاء، وكيف يشاء, وصفة الكلام لله تعالى صفة ذاتية باعتبار نوعها، وصفة فعلية باعتبار آحادِ كلامه جلّ وعلا, وكلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين، وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه، ولا تنفد ولا تنقضي, قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (قال أئمة السنة: لم يزلِ اللهُ متكلماً كيف شاء وبما شاء)ا.هـ.
قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)}

تمّ بحمد الله.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 22 شوال 1438هـ/16-07-2017م, 04:03 AM
أمل أحمد أبو الحاج أمل أحمد أبو الحاج غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 55
افتراضي

المجموعة الأولى:

س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن

الإيمان بالقرآن الكريم المنزل من الله سبحانه على محمد صلى الله عليه وسلم واجب وهو أصل من أصول الإيمان لا يتم الإيمان إلا به ومن لم يؤمن بالقرآن أو شك فيه فهو كافر متوعد بالعذاب الشديد، دلت على ذلك الأدلة من القرآن والسنة؛ ومن تلك الأدلة ما يلي:
قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ}.
ومنها قوله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ، فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
وفي السنة كما في حديث جبريل الطويل أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره» رواه مسلم.
ومن أدلة كفر من لم يؤمن بالقرآن قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ}.
وغير ذلك كثير.

س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
مسائل الإيمان بالقرآن الكريم على نوعين: مسائل اعتقادية، ومسائل سلوكية.
فالمسائل الاعتقادية تبحث فيما يجب اعتقاده في القرآن الكريم من أنه كلام الله غير مخلوق منزل على محمد صلى الله عليه وسلم، واجب الإيمان به والإيمان بما فيه من أخبار، وواجب العمل بما جاء به من تحليل الحلال وتحريم الحرام، وغير ذلك من مسائله.
والمسائل الاعتقادية تنقسم إلى قسمين أحكام وآداب؛ فالأحكام كالحكم بما يجب اعتقاده وما يحكم ببدعته ونحو ذلك.
والآداب هي دراسة تلك الأحكام العقدية على منهج أهل السنة والجماعة في التقلي والاستدلال والبحث في المسائل.

س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلَا للاهتداء بالقرآن
إن من أصول الاهتداء بالقرآن عقل الأمثال. والأمثال في القرآن على قسمين: أمثال صريحة يصرح فيها بلفظ المثل، وأمثال كامنة تفيد معنى المثل من غير التصريح بلفظه.
فالأمثال الصريحة مثل قوله تعالى: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ، صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لايَرْجِعُونَ، أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ}.
ومن الأمثال الكامنة قوله تعالى: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَافَاح ْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِيالنَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّامَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ}.
لقد جاء الله سبحانه وتعالى بالأمثال لتقريب المعنى وإمكان تصوره وتصور أبعاده، فعقل المثل يوضح الصورة ويبين المراد بأيسر طريق يظهر حكمة الله في تقديره، فيكون لذلك أعظم الأثر على قلب الإنسان ومن ثم أثر ما تمكن من القلب بسبب الفهم والتصور على الجوارح والعمل.

س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن
إن من أعظم فضائل الإيمان بالقرآن الكريم الهداية؛ الهداية لله سبحانه وتعالى لمعرفته وحبه والقرب منه وتجنب سخطه وعقابه ودلائل ذلك موزعة في القرآن كثيرة، فمما يعرفنا بالله سبحانه سورة الإخلاص وآية الكرسي ومما يقربنا إليه النظر في الآيات التي تختم بإن الله قريب وإن الله يحب فمن الآيات الدالة على تلك الهداية لحب الله والقرب منه: {وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ}، {فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ}، {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.
والهداية للتي هي أقوم في جميع الشؤون والأمور: قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}.
وهدايات القرآن مقترنة بالرحمة والبشرى: {وإنّه لهدى ورحمة للمؤمنين}، {تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ ، هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}.
ومن فضائل الإيمان بالقرآن الإيمان بالأجر المترتب على قراءته وما في ذلك من مداومة القراءة وذكر الله والتخلص من أثر الشيطان على التالي، وما في ذلك من الأجور، والآثار النفسية وغيرها.

س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى
أهل السنة والجماعة يعتقدون أن لله صفة الكلام يتكلم سبحانه بحرف صوته يسمعه من يشاء، وقد كلم الله بعض أنبيائه، قال تعالى: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}، ويكلم الناس يوم القيامة قال تعالى: {ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» متفق عليه.
وكلام الله تعالى صفة من صفاته الذاتية، وهي كذلك صفة فعلية باعتبار كلامه مع من يشاء، وكلامه يكون كيف شاء وقتما شاء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (قال أئمة السنة: لم يزلِ اللهُ متكلماً كيف شاء وبما شاء)ا.هـ
ويعتقد أهل السنة والجماعة أن كلام الله سبحانه ليس ككلام المخلوقين لا حد له، قال تعالى: { قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 22 شوال 1438هـ/16-07-2017م, 04:34 AM
رقية بورمان رقية بورمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 65
افتراضي

المجموعة الأولى:

س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان التي لا يصحّ الإيمان إلا بها
وقد جاء تعريف الإيمان الواجب في حديث جبريل الطويل الذي رواه مسلم عن عمر ابن الخطاب بأن الإيمان "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن بالقدر خيره وشره" والأيمان بالقرآن يدخل في الإيمان بكتب الله دخولا أوليا

والآيات التي تدل على وجوب الإيمان بالقرآن كثيرة

فمنها الأمر الصريح بالإيمان بالقرآن :
1.){يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْل}
2.) {وآمنوا بالنور الذي أنزلنا}
والمراد ب{الكتاب الذي نزل على رسوله} وب{النور الذي أنزلنا} هو القرآن

ومنها الأمر بالإيمان بالكتب المنزلة ويدخل فيها القرآن دخولا أوليا:
3.){وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ}

ومنها الأمر بالقول بالإيمان بالقرآن وبالكتب السابقة
4.){قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}

ومنها وصف الرسول والمؤمنين بالإيمان بالقرآن
5.){آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله}

ومنها الحكم بالكفر وبالظلم وبالفسوق على من لا يؤمن بالقرآن
6.) { وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ }
7.) { وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ}
8.) {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ }
9.) {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ}

ومنها الأمر الموجه إلى اليهود والنصارى خاصة بالإيمان بالقرآن الذي أنزل مصدقا لما معهم من الكتاب ومهيمنا عليه وهو ما أنزل الله بغيا والوعيد الشديد إذ لم يؤمنوا به
10.) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا}
11.){بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ }

ومنها أن قد كفر من أقر أنه لن يؤمن بالقرآن
12.){وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ }

ومنها أن أخبرنا تعالى أن الشك بالقرآن يأدى إلى العذاب في الآخرة
13.) {بل هم في شكّ من ذكري بل لمّا يذوقوا عذاب}

فيستدل بهذه الآيات بتنوعها على أن
1.) الإيمان بالقرآن واجب أمرنا به
2.) من لا يؤمن بالقرآن فهو كافر متوعد بعذاب الله في الآخرة

س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟

مسائل الإيمان بالقرآن على نوعين
النوع الأول: مسائل اعتقادية
والنوع الثاني: مسائل سلوكيّة

فالمسائل الاعتقادية تناول البحث في ما يصحّ به الاعتقاد في القرآن
وأهمها الإعتقاد بأن

1.) القرآن كلامُ الله تعالى منزَّل غير مخلوق
2.) أنزله الله على نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور
3.) القرآن مهيمنٌ على ما قبله من الكتب وناسخٌ لها
4.) القرآن بدأ من الله عزَّ وجلَّ وإليهِ يعودُ
5.) الإيمانِ بالقرآن واجب
وأيضا مسائل
6.) الإيمان بما أخبر الله به عن القرآن وما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم
7.) تحليل حلالَه تحريم حرَامه والعمل بمُحْكَمِه
وأن
8.) يردَّ متشابهه إلى محكمه
9.) يكلَ ما لا يعلمه إلى عالمه

والمسائل الإعتقادية تحتوي إلى أحكامٍ وآداب
فيدخل في الأحكام بعد بيان ما يجب أعتقاده الحكم ببدعته مع بيان درجة البدعة أي هل هي مكفّرة أو مفسّقة،
ويدخل في الآدابِ مراعاة آداب أهل السنة والجماعة في البحث والسؤال والدراسة والبيان والتعليم والتأليف والمناظرة والردّ على المخالفين و حذر من طرق أهل البدع في بحث مسائل الاعتقاد والكفّ عن المراء في القرآن وإثارة التنازُعِ فيه وضرب بعضه ببعض و عن التكلّف ما لا يحسن وعن القول ما ليس له به علم

و بيان هذه المسائل يأدي إلى تصحيح العقيدة في القران
وهو جانب للإيمان بالقرآن أكثره علمي

فالمسائل السلوكية هو الجانب العملي بحيث أنها تناول
الانتفاع ببصائر القرآن وهداياته ومواعظه
فالإستجابة لله
وعقل أمثال القرآن ومعرفة مقاصدها
والتبصر والتذكر وتدبر وتفكر

ومسائل السلوك منها مسائل اعتقادية، ومسائل قولية، ومسائل عملية
وكلها تتعلّق بتحقيق الإيمان بالقرآن
وهذا التحقيق له جانب معرفي وهو كل ما يفيد اليقين
وله جانب عملي يقصد عمل القلب وعمل الجوارح

وتنقسم المسائل السلوكية إلى أصلين:
. الأصل الأول: البصائر والبينات
وهو قائمٌ على العلمِ، ومثمِرٌ لليقين
يكون بالتفقّه في بصائر القرآن وبيّناته، وتصديق أخباره، وعقل أمثاله، وفقه مقاصد الآيات والقصص والأخبار التي بيّنها الله تعالى في كتابه؛ فالتفكّر فيها بقلب منيب
فيزداد بها إيمانه ويقينه.
والأصل الثاني: اتبَّاع الهدى، ويعنى بالجانب العملي وهو الطاعة والامتثال
وهو قائمٌ على الإرادة والعزيمة ومثمرٌ للاستقامة والتقوى
يكون بإلزام النفس بكلمة التقوى، وصبرها على امتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه، وفعل ما وعظ الله به

والسلوك بشقَّيهِ المعرفيّ والعمليّ يجب أن يكونَ قائماً على الاعتقادِ الصحيحِ


س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلَا للاهتداء بالقرآن
قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين هما
1.) الأمثال الصريحة مذكور فيها لفظ المثل
منه قوله تعالى {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون}
2.) والأمثال الكامنة التي تفيد معنى المثل ولم يذكر فيها لفظ المثل
منه قوله تعالىى {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}
وفي الآية التي بعدها يبين أنه مثل: { وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}

وعقل الأمثال من أهم أصول الإهتداء بالقرآن والمقصود أوسع من فهمها لغة فقط بل المطلوب تفقه مقاصدها والعمل بما ترشد إليه
فالمؤمن ينتفع من أمثال القرآن فهي تزيده معرفة وتصديقا وعقلها يصلح عمل قلبه وجوارحه فينجى من عذاب من سيندم على عدم عقلها فيقول : { لو كنّا نسمع أو نعقل ما كنّا في أصحاب السعير} ونعوذ بالله من أن نكون منهم ونسأل الله أن يعيننا على حسن عقل الأمثال التي ضربها للناس وأن نكون من العالمين {وما يعقلها إلا العالمون}

س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن
من آمن بالقرأن فقد أتى بواجب وطاعة فيرجو رضى ربه وحسن العاقبة
{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}


ومن آمن بالقرآن فقد نجى من الضلال
ومن آمن بالقرآن انتفع به وهدي به ويحصل على الخشية والإنابة والرغبة والرهبة واليقين فيزكي نفسه ويطهر قلبه فيستقيم ويصلح عمله ويذهب همه وغمه ويطيب حياته قبل العاقبة الحسنة التي وعدت له
ومن آمن بالقرآن يجد نفسه في زيادة مستمرة من الخير لأن الله يزيد الذين آمنوا إيمانا فترفع درجته ويزيد إيمانه وعلمه وهداه ويقبنه ويبلغ بذلك درجة الإحسان وتحصل له الكفاية من الله

س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى
يعتقد أهل السنة والجماعة
1.) أنَّ الله تعالى يتكلّم بحرف وصوت يُسمعه من يشاء
2.)وأنّه هو تعالى المتكلّم بالتوراة والإنجيل والقرآن وغيرها
3.)وأنه لم يزل متكلماً إذا شاء، يتكلّم بمشيئته وقدرته متى شاء، وكيف يشاء.
4.)وأن كلامُ الله تعالى صفة من صفاته فإنَّ صفة الكلام لله تعالى صفة ذاتية باعتبار نوعها وصفة فعلية باعتبار آحادِ كلامه جلّ وعلا.
5.)وأن كلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين
6.)وأن كلماته لا يحيط بها أحد من خلقه
7.)وأنها لا تنفد ولا تنقضي

والدلائل على ذلك من القرآن هي
{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ }
{وكلم الله موسى تكليما}
{ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}
{يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي}
{ومن أصدق من الله قيلا {
{وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة {
{ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين {
{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}
{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}
{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
ومن الدلائل من السنة
- حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة" متفق عليه
وفي رواية في صحيح البخاري "ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه"

- قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك
"ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى" متفق عليه.
- حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال" إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيخرون سجدا، ثم يرفعون رؤوسهم فيقولون: {ماذا قال ربكم}؟ فيقال: قال {الحق وهو العلي الكبير} "بإسناد صحيح.
- حديث نيار بن مكرّم الأسلمي رضي الله عنه قال "لمّا نزلت {الم غلبت الرّوم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون} إلى آخر الآيتين، قال: خرج رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فجعل يقرأ: " بسم اللّه الرّحمن الرّحيم {الم غلبت الرّوم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين } فقال رؤساء مشركي مكّة: يا ابن أبي قحافة، هذا ممّا أتى به صاحبك؟
قال: لا واللّه، ولكنّه كلام اللّه وقولُه" رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (قال أئمة السنة: لم يزلِ اللهُ متكلماً كيف شاء وبما شاء)

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 22 شوال 1438هـ/16-07-2017م, 05:28 AM
نعمات الحسين نعمات الحسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 58
افتراضي

س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟*
يتحقق الإيمان بالقرآن بالقول والعمل والاعتقاد

فأما الإيمان الاعتقادي بالقرآن بأن يصدق بأنه كلام الله تعالى الذي أنزله على نبينا صلى الله عليه وسلم ليخرج به الناس من ظلمات الشك إلى نور الإسلام،وكل مافيه فهو حق وان كل ماأخبر الله به فهو صدق وأن يعتقد وجوب الإيمان بما أوجب الله فيه وتحريم ماحرم الله فيه،وأنه لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه
وقد تكفل الله بحفظه،وتحدى العرب عن الإتيان بمثله أوبسورة أو بآية منه.

س2: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟
مسائل الإيمان بالقرآن على نوعين كبيرين ينبغي أن يكون طالب العلم على معرفة حسنة بهما:
النوع الأول: مسائل اعتقادية
والنوع الثاني: مسائل سلوكيّة

فأمّا المسائل الاعتقادية*فهي المسائل التي تُبحَث في كتب الاعتقاد، ويبحث فيها العلماءُ بما يجب اعتقاده في القرآن، بأنَّه كلامُ الله تعالى منزَّل غير مخلوق، أنزله على نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وأنّه، وأن يعتقد وجوبَ الإيمانِ بالقرآن، وأن يُحلَّ حلالَه ويحرِّمَ حرَامه ويعمَل بمُحْكَمِه ويردَّ متشابهه إلى محكمه، ويكلَ ما لا يعلمه إلى عالمه.*
وتحقيق طالب العلم لهذا النوع يكون بثلاثة أمور:
**معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد في القرآن، بما دلَّت عليه نصوصُ الكتاب والسنة، وما أجمع عليه سلف الأمة رحمهم الله، وذلك حتى يصحِّحَ عقيدتَه في القرآن، فيكون معتقدُه في القرآن معتقداً صحيحا ..
**تقرير الاستدلال لهذه المسائل بأن يعرف أدلتها ومآخذ الاستدلال، ويعرف ما تحسن به معرفته من الأدلة والآثار؛ ويحسن تقرير تلك المسائل بأدلتها؛ حتى يمكنه أن يدعو إلى الله على بصيرة متى مااحتيج إليه
**معرفةُ أقوالِ المخالفينَ لأهل السنة في مسائل الاعتقاد في القرآن، ومعرفة مراتبهم ودرجات مخالفاتهم، وأصول شبهاتهم، ونشأة أقوالهم، وحجج أهل السنة في الردّ عليهم، ومنهجهم في معاملتهم،ليدحض شبهاتهم ويرد باطلهم .

وأما المسائل السلوكية فهي التي يُعنى فيها بالانتفاع ببصائر القرآن وهداياته ومواعظه، فهو يعمى بالبصائر والبينات وتحقيق العلم بها يكون بالتفقه في بصائر القرآن وعقل أمثاله وفهم مقاصده فبها يزداد إيمان العبد ويقينه
والاثل الثاني الذي يعنى به اتباع الهدى وهو الجانب العملي ،وتحصيل الأصل الثاني*يكون بإلزام النفس بكلمة التقوى، وصبرها على امتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه، وفعل ما وعظ الله به، كما قال الله تعالى:*{ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68)
*
س3: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
يكون الاهتداء بالقرآن بتصديق أخباره وعقل أمثاله وامتثال اوامره واجتناب نواهيه
ذلك أن تصديق الأخبار يورث في قلب العبد يفينا يزداد به المرء علما وهدى
وكلما كان العبد لله اكثر تصديقا كان اهتداؤه بالقرآن ارجى وأكمل وأتم
وأما عقل الأمثال فإن الله قد ضرب في القرآن أمثالا عدة فمن وعي عن الله مراده وفهم تلك المقاصد وعمل بها فقد صلح عمله وحسنت له العاقبة
ومعرفة تفسيرها ليس كافيا في تحقق الاهتداء بها بل لابد من فهم مقاصدها والعمل بما أرشد الله إليه فيها
وامتثال الأوامر واجتناب النواهي فإن الله تعالى قد أمر بكل ماهو خير ونهى عن كل مافيه شر فمن حقق الطاعة لربه فإن الله يهديه بطاعته ولايزال يزداد من الهداية حتى يكتب من المهتدين.

س4: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
انه أعظم هاد في تعريف العبد بربه وأسمائه وصفاته ووعده ووعيده وإرشاده إلى سبيله الذي من سلكه فقد فاز بالثواب ومن خالفه فقد حاز من ربه العقاب.
يهدي المؤمن إلى جميع شؤونه ذلك أنه مامن امر يمر بالمؤمن إلا وقد أرشده الله فيه إلى مايحب أن يُعمَل له به سبحانه وضمن له سبحانه البشرى كما جاءت آيات القرآن مفترنة به (وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين)
أيضا فإنه يحث المرء على تلاوة القرآن ويرغب في الإكثار من تلاوته حتى يزداد المؤمن أجورا وتثبيتا وطمأنينة وتزكية ونجاة من كيد الشيطان وحبائله.
ومن فضائله أنه شرط في الانتفاع بالقرآن وتلاوته بما جعل الله فيه من فضائل جليلة وما صرّف فيه من الآيات، وما ضرب فيه من الأمثال، وما جعل فيه من المواعظ والعبر وغيرها مما جعلها الله في كتابه لهداية خلقه.
كما قال سبحانه(وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ولايزيد الظالمين إلا خسارا)

س5: دلّل على إثبات صفة الكلام لله تعالى من الكتاب والسنّة .
قوله تعالى:*{ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}، وقال تعالى:*{وكلم الله موسى تكليما}، وقال تعالى:*{ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}، وقال تعالى:*{يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي}،*وقال تعالى:*{ومن أصدق من الله قيلا}، وقال تعالى:*{وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}، وقال تعالى:*{ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين}،*وقال تعالى:*{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}.
ففي هذه الآيات دلائل بيّنة على تكلّم الله تعالى، وأنّ كلامه بحرف وصوت يسمعه من يشاء من عباده،*وفي السنة أدلّة كثيرة على تكلم الله تعالى منها:*
الله صلى الله عليه وسلم:*« ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة»*متفق عليه، وفي رواية في صحيح البخاري:*«ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه».
- ومنها:*قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك:« ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى »*متفق عليه.*
- ومنها:*حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:*« إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيخرون سجدا، ثم يرفعون رؤوسهم فيقولون: {ماذا قال ربكم}؟ فيقال: قال {الحق وهو العلي الكبير} »*وهذا الحديث علقه البخاري في صحيحه، ووصله في كتاب خلق أفعال العباد، ورواه أيضاً أبو داوود وأبو سعيد الدارمي ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم بإسناد صحيح.*
- ومنها: حديث نيار بن مكرّم الأسلمي رضي الله عنه قال: (لمّا نزلت:*{الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون}*إلى آخر الآيتين، قال: خرج رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فجعل يقرأ: " بسم اللّه الرّحمن الرّحيم:*{الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون (3) في بضع سنين}*؛ فقال رؤساء مشركي مكّة: يا ابن أبي قحافة، هذا ممّا أتى به صاحبك؟*
قال:*(لا واللّه، ولكنّه كلام اللّه وقولُه). رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد.
والأدلة على إثبات صفة الكلام لله تعالى كثيرة والله أعلى وأعلم..

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 22 شوال 1438هـ/16-07-2017م, 05:59 AM
ناديا عبده ناديا عبده غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 540
افتراضي

س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟

الإيمان بالقرآن يكون بالاعتقاد والقول والعمل.
الإيمان الاعتقادي : أن يعتقد أن القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدأ بلا كيفية قولا وإليه يعود , منزلا على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وحيا, هداية للناس ليخرجهم به من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط العزيز الحميد. كما أنه من مقتضيات الإيمان الاعتقادي التصديق يقينا بكل ما جاء في القرآن من أخبار , و واجبات وأحكام شرعية , فهو الحق المحض الذي لا يعتريه نقص أو باطل ,وقد تكفل الله بحفظ هذا القرآن العظيم كما قال تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
الإيمان القولي :من ثمرات الإيمان بالقرآن وتصديقه, التعبد بتلاوة القرآن وسماعه بتفكر وتدبر وتفهم.
الإيمان العملي: هو اتباع هدى القرآن؛فلقد كانت سنة النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن هي العمل به، والاهتداء بهداه., لذا حري بالمؤمن أن يقتدي بالرسول وينهج نهجه , بامتثال أوامر الله واجتناب ما نهى عنه تعالى بكتابه الحكيم.



س2: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟

بالمسائل اعتقادية: معرفة ما يعتقده أهل السنة والجماعة في القرآن , أن القرآن كلام الله حقيقة بحرف وصوت ,غير مخلوق منه بدأ بلا كيفية قولا وإليه يعود , منزلا على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وحيا, مهيمنا على جميع الكتب السماوية وناسخا لها.
طلاب العلم عموماً، وطلاب علم التفسير على وجه الخصوص يحتاجون في مسائل الاعتقاد في القرآن إلى ثلاثة أمور:
- الأمر الأول: معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد في القرآن، بما دلَّت عليه نصوصُ الكتاب والسنة، وما أجمع عليه سلف الأمة رحمهم الله.
- الأمر الثاني: تقرير الاستدلال لهذه المسائل -وهذه مرتبة يمتاز بها طالب العلم عن العامّي- بأن يعرف أدلتها ومآخذ الاستدلال.
- الأمر الثالث: معرفةُ أقوالِ المخالفينَ لأهل السنة في مسائل الاعتقاد في القرآن، ومعرفة مراتبهم ودرجات مخالفاتهم.

وأما مسائل سلوكيّة, الانتفاع ببصائر القرآن وهداياته ومواعظه، وكيف يستجيب لله تعالى ، ويهتدي بما بيّنه في كتابه، ويعقل أمثال القرآن، ويعرف مقاصدها ودلالاتها، ويعرف كيف يكون التبصُّر والتذكُّر، والتدبُّر والتفكُّر، ويعرف علامات الهداية والضلال في هذا الباب.

وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟

المسائل الاعتقادية تُبحث في كتب الاعتقاد، التي قسمت إلى آداب (أن يدرس تلك المسائل على منهج أهل السنة والجماعة في التلقّي والاستدلال).وأحكام (الأحكام العقدية، كبيان ما يجب اعتقاده ).فيلزم قول أهل السنة والجاعة وما استفاض به العلماء من شرح لمسائل الاعتقاد في كتبهم .

- وفي علم السلوك :
1- لتحصيل البصائر والبينات , يكون بالتفقّه في بصائر القرآن وبيّناته، وتصديق أخباره، وعقل أمثاله، وفقه مقاصد الآيات .
2- لتحصيل اتباع الهدى , كون بإلزام النفس بكلمة التقوى، وصبرها على امتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه، وفعل ما وعظ الله به، كما قال الله تعالى{: وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتقيما }.


س3: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟

الاهتداء بالقرآن يكون بتصديق أخباره، وعَقْلِ أمثاله، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه.
- الأصل الأول :تصديق أخباره , فإنه يورث قلب المؤمن يقينا يزداد به علما وهدى, فيعقل قلبه ذلك التناسب في جميع ما تضمنه القرآن من الأخبار، من غير اختلاف ولا تعارض ولا تضاد. فلا يصاحبه ريب ولا تردد,فكلما كان العبد أحسن تصديقا قوي اهتداؤه بالقرآن,و كان أبلغ ,وأسمى درجات الاهتداء ,فارتقي بصاحبه إلى مرتبة الإحسان .
ومن بلغ أعلى مقام التصديق, صلح قلبه , فيصلح عمله تبعا لذلك ,وكان الله خير كاف له.
قال الله تعالى: {والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون لَهُمْ مَا يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ليكفر اللَّه عنهم أسوأ الَّذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون }.
- الأصل الثاني: عقل أمثاله ,الأمثال في القرآن عبر ومواعظ وزواجر عظيمةٌ جدّاً ، لا لبس في الحق معها ، إلا أنها لا يَعقل معانيها إلا أهلُ العلم كما قال تعالى :{ وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون }, ودلالة الآية على أن الأمثال شواهد للمعنى المراد وهي خاصية العقل ولبّه وثمرة من عقلها وفهمها يكون من العلماء الربانيين والأتقياء الأنقياء ,فعقل الأمثال ليس مجرد معرفتها , بل فقه لمقاصدها واتباع ما أرشد الله به, ليهتدوا إلى الحق ويتَّعظوا ,وهو أوسع من مجرّد فهمها.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: (وقد أخبر اللّه سبحانه أنه ضرب الأمثالَ لعبادِه في غير موضع من كتابه، وأمر باستماع أمثاله، ودعا عباده إلى تعقلها، والتفكر فيها، والاعتبار بها، وهذا هو المقصود بها).
- الأصل الثالث والرابع : فعل الأوامر واجتناب النواهي, يجب على كل مسلم طاعة الله تعالى بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، وهذا هو أصل لتحقيق التقوى , وحصول الاستقامة , فهو تعالى وحده أعلم بما يصلحهم وما يصلح لهم .
فينبغي العمل بها بقدر المستطاع، فيحرص المسلم أن يتصف بها ،ويكون من عباد الله المؤمنين، الذين وعدهم الله مغفرة، وأجرًا عظيمًا , فالاجتهاد بالطاعات بامتثال الأوامر واجتناب النواهي , من أعظم أسباب وقاية العذاب والسلامة من الضلال؛ كما قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ}.



س4: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.

- يهدي المؤمن إلى ربه ,بتحقيق توحيد الأسماء والصفات ,ومعرفة المؤمن لقضاء الله تعالى بين عباده بعدله , والإرشاد إلى سبيل النجاة بالفوز برضوان الله والنجاة من غضبه وعقوبته.
- قوله تعالى:{إن هذا القرآن يهدي لِلّتي هي أَقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا}, فالقرآن يهدي للطريقة التي هي أعدل وأصوب للمؤمن ,في خيري الدنيا والآخرة. وهدايات القرآن مقترنة بالرحمة والبشرى؛ كما قال الله تعالى:{وإنّه لهدى ورحمة للمؤمنين}.
- يحمل المؤمن على تلاوة القرآن, قول الرسول عليه السلام :" مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة : ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة: لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة: ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح و طعمها مر " وتلاوة كتاب الله حق تلاوته من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ويحمله هذا إلى تدبر كتاب الله وفهمه , فتزيد المؤمن إيمانا وتثبيتاً، وسكينة وطمأنينة.




س5: دلّل على إثبات صفة الكلام لله تعالى من الكتاب والسنّة .
الأدلة من الكتاب:

قال تعالى :{ تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم اللّه}.
قال تعالى: و{كلم الله موسى تكليما}.
قال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}.
قال تعالى: {يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي }.
قال تعالى:{ومن أصدق من الله قيلا}.
قال تعالى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}.
قال تعالى: {ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين}.
قال تعالى: {وإن أحد من المشركِين استجارك فأجره حتى يسمع كلام اللَّهِ}.
الأدلة من السنة:
*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة" ، وفي رواية في صحيح البخاري: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه".
*قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: "ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى "
*حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال": إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيخرون سجدا، ثم يرفعون رؤوسهم فيقولون: {ماذا قال ربكم}؟ فيقال: قال {الحق وهو العلي الكبير }.
*حديث نيار بن مكرّم الأسلمي رضي الله عنه قال:" لمّا نزلت: الم غلبت الرّوم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون ، قال: خرج رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فجعل يقرأ: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم: {الم غلبت الرّوم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين}؛ فقال رؤساء مشركي مكّة: يا ابن أبي قحافة، هذا ممّا أتى به صاحبك؟
قال لا واللّه، ولكنّه كلام اللّه وقولُه".
وجه الدلالة من هذه النصوص ,أن الله تعالى يتكلم بكلام حقيقي، متى شاء وكيف شاء، بما شاء، بحرف وصوت، لا يماثل أصوات المخلوقين, وهذا هو معتقد أهل السنة والجماعة .

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 22 شوال 1438هـ/16-07-2017م, 08:38 AM
ريم رفاعي ريم رفاعي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 21
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد ،،

المجموعة الثانية:


س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟

يتحقق الإيمان بالقرآن بالاعتقاد والقول والعمل.
- فأما الاعتقاد: التصديق بأنّه كلام الله تعالى الذي أنزله على رسوله، وأنّ ما نزل فيه حق ويهدي إلى الصراط المستقيم. وأن الله حفظه، وأنه لا يستطيع غير الله أن يأتي بسورة من مثله. ومن ذلك التصديق بكل ما فيه، والخضوع لأوامر الله فيه، فيحل حلاله ويحرم حرامه ويلزم اتباعه.
- وأما القول: فيعني أن يقول ويتلفظ بما يقرر إيمانه وتصديقه بهذا القرآن، ومن ذلك التعبد لله بتلاوة القرآن.
- وأما العمل: فيعني اتّباع هدى القرآن؛ من امتثال وتطبيق لأوامر الله فيه، واجتناب كل ما نهى الله عنه في القرآن.
فمن جمع حقق هذه الثلاث مؤمن بالقرآن؛ ينال البشرى والهدى الواردون في الكتاب كما قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2)}،وقال: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)}،وقال: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)}


س2: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟

مسائل الإيمان بالقرآن على نوعين هما: المسائل العقدية والمسائل السلوكية
فأما المسائل العقدية فهي تلك التي تبحث في كتب الاعتقاد ويعنى فيها بما يجب اعتقاده في القرآن، وهي مقسمة إلى أحكام وآداب؛ فالأحكام هي بيان ما يجب اعتقاده وما هو بدعة وغير ذلك، أما الآداب فهي منهج أهل السنة والجماعة في بحث الأحكام وتعلمها ودراستها والرد على المخالفين.
وأهمية معرفة ذلك لطالب العلم أن يكون معتقده في القرآن مبنيا على دليل من القرآن والسنة، وأن يعرف أدلة المسائل ويحسن تقريرها حتى يستطيع الدعوة إلى الحق إذا كان في مجتمع فيه مخالفات في مسائل الإيمان بالقرآن، فيقرر مسائل الاعتقاد بأدلتها على مذهب أهل السنة والجماعة حتى يدعو غيره إلى الحق، وإلا فقد تفتنه الشبهات ويقول ما ليس له به علم وينحرف هو نفسه عن الحق. وأخيرا معرفة أقوال المخالفين لأهل السنة والجماعة ومراتبهم ودرجات مخالفاتهم وحجج أهل السنة والجماعة في الرد عليهم ومنهجهم في التعامل مع هؤلاء دون غلو ولا تفريط؛ فمعرفة أصول الشبهات والحجج في الرد عليها تمكن طالب العلم من الرد على المخالفين في العصر الحديث من ردود أهل السنة المتقدمين على المخالفين لهم في زمانهم.
وأما المسائل السلوكية فهي المسائل التي يُعنى فيها بالانتفاع ببصائر القرآن والاهتداء بما بيّنه الله فيه، وعقل الأمثال مع فهم مقاصدها، ومعرفة كيفية التدبُّر، وعلامات الهداية والضلال. وهذه المسائل داخلة في الإيمان بالقرآن؛ لأن الإيمانَ قولٌ وعملٌ واعتقاد، ومسائل السلوك منها مسائل اعتقادية، ومسائل قولية، ومسائل عملية، ولكن علماءُ السلوك اعتنوا خصيصا بما يتعلّق بتحقيق الإيمان بالقرآن في الجوانب المعرفية التي تتعلق بالحقائق المفيدة لليقين، والجوانب العملية التي تتعلق بعمل القلب والجوارح، ولذلك غلبت عليهم العناية بتدبّر القرآن والتفقّه في طرق الانتفاع بمواعظه وهداياته، وهذه مسائل سلوكية.
وعلم السلوك له أصلان:
1- البصائر والبينات، أو ما يطلق عليه المعارف والحقائق، واسمها في النصوص البصائر والبيّنات، وهو الاسم الأعمّ .
قال الله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104)} كما قال: {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20)}، وقال تعالى ايضا:{أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (14)}
2- اتبَّاع الهدى، أي الطاعة والامتثال، والأخذ بالموعظة، وترك المعصية.
فالأصل الأول: البصائر والبينات؛ يقوم على العلمِ، وثمرته لليقين.
والأصل الثاني:وهو اتباع الهدى؛ يقوم على الإرادة، وثمرته التقوى.
ولا بد لطالب العلم من الجمع بين الأصلين:
وتحقيق الأصل الأول يكون بالتفقّه والتفكر والتدبر في القرآن، فيحصل العلم واليقين.
وتحقيق الأصل الثاني يكون بالتقوى، والصبر على امتثال الأمر واجتناب النهي، فيحصل العمل بهذا العلم.
ومن حققهما معا جمع بين العلم والعمل، ولذلك السلوك بشقَّيهِ يجب أن يكونَ معتتمدا على اعتقادِ صحيحِ؛ حتى لا يقع طالب العلم في البدع.


س3: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟

يكون الاهتداء بالقرآن بـ: تصديق الأخبار، وعقل الامثال، وامتثال الأوامر واجتناب النواهي.
أولا: تصديق الأخبار: وهو من أصول الاهتداء بالقرآن
1- لأن التصديق يؤدي إلى أحسن العلم بالقرآن والاهتداء به وحصول اليقين عند المؤمن، كما قال تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)}، حتى ينال المؤمن بهذا التصديق مرتبة الإحسان بأن الله سماه من المحسنين و أنه يكف عنه سيئاته فلا يجدها يوم القيامة ليكون من أهلى الإحسان الين كفرت سيئاتهم. ويتضح ذلك أيضا في قوله تعالى:{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ }، وهذا يدل على أن مجتنب الكبائر هو من أهل الأحسان الذين تكفر عنهم سيئاتهم.
2- أن الله يكفي عبده كما في الآيات: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} إلى آخر الآيتين قال الله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ (37)}. وهذه الكفاية من الله يتبيّن منها أنّ أصحاب التصديق الحسن هم المهتون بهذا القرآن.
والخلاصة أن المقصود التصديق الذي ليس معه شكّ أو تردد، ويثمر عن اليقين؛ فيحصل به يزداد به العبد علماً وبصيرة واتّباعاً لهدى؛ فيكمّل أصلي علم السلوك ( التبصّر والتبيّن، واتّباع الهدى). وبذلك يصلح القلب والعمل؛ ولذلك كانت تلاوة القرآن من أسباب صلاح القلب وتزكية النفس، وذهاب الهمّ والغم.

ثانيا: عقل الامثال:
فعقل الأمثال التي ضربها الله للناس في القرآن ومعرفة مراده سبحانه منها والاعتبار بها وفهم مقاصدها وما ترشد إليه من معان وسلوكيات يكون سببا في أن يصلح العمل وتحسن العاقبة. وينبغي الإشارة إلى ان عقل الأمثال لا يعني مجرد فهم معاني المفردات، لأنه ليس بالضرورة أنه من فهم توصل إلى المقصد من المثل واهتدى به، فعقل الأمثال أوسع من مجرد الفهم اللغوي اليابس لها، كما أخبرنا الله سبحانه:{وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}.
والأمثال في القرآن نوعان: أمثال صريحة؛ أي يصرح فيها بلفظ المثل، كما في قول الله عز وجل:﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ
وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾، وأمثال كامنة؛ أي تفيد معنى المثل دون ذكر اللفظ كما في:{لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)} ، فهي تشتمل على كل خبر أو قصة أو عمل هنالك مقصد من ذكره وبيان عاقبته، ليُرى أنه من فعل فعل القوم نال مثل جزاؤهم ونحو ذلك، ولذا يكون المثل هنا - بالرغم من عدم ذكر لفظ المثل - مكتمل الأركان.
وأمثال القرآن كثيرة كما قال الله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27)}،وضرب الأمثال من أحسن من وسائل التعليم؛ لأنّه يقرِّب المعانيَ بيسر فتثمر القلوب من التصديق الحسن واليقين ما يزكي نفس العبد ويطهر قلبهز فإذا نظرنا في قول الله قول الله تعالى: {يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74)}، هذا المثل فيه من دلائل توحيد الله عزّ وجلّ وبطلان الشرك ما يورث من اليقين والتصديق ما يصلح القلب والجوارح إذا عقله الإنسان وتدبره.
والخلاصة أن عقل الأمثال من أهم أسباب الاهتداء بالقرآن؛ والله قد ضرب في القرآن من كلّ مثل حتى يتبين للمؤمن منها الخير والرشاد في كل حاجاته، إن هو فقهها وعقلها.

ثالثا: امتثال الأوامر واجتناب النواهي:
لأن في ذلك طاعة الله التي تكون سببا في هداية العبد وحصول التقوى والاستقامة. وإن يزداد العبد طاعة يزيده الله إيمانا وهدى حتى يكتب من المهتدين كما وعد سبحانه في كتابه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)}
وامتثال الأمر واجتناب النهي يدخلان في نطاق العمل الصالح؛ وكثيرا ما اقترن العمل الصالح في الكتاب بالإيمان، ويفهم من ذلك أنه يلزم من إيمان العبد بالقرآن أن يعمل الصالحات.
وهذه الطاعة تكون سببا في الوقاية من العذاب والضلال وغضب الله على العبد، ولذلك هي مما يتحقق به الاهتداء بالقرآن.


س4: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.

الإيمان بالقرآن له فضائل عديدة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
1-هداية العبد إلى سبيل ربه والعلم عنه بأسمائه وصفاته، ووعده ووعيده، وحكمته وتشريعه، وبيان طريق الهدى والفوز بالجنة والنجاة من النار.
2- هداية المؤمن لأحسن الخير في أموره كلها، باتباع هدى الله الذي جاء في القرآن؛ مقترنا فيه بالهدى والرحمة والبشرى للمؤمنين؛ كما قال الله سبحانه: {وإنّه لهدى ورحمة للمؤمنين}، وقال: {تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)} . فكلما اهتدى بالقرآن، كان له نصيب أوفر من البشرى.
3- أنه يجعل العبد حريصا على تلاوة القرآن ليذكر ربه ويتعبد له به، ويتدبر كلامه ويتفكر في آياته، فيزداد يقيناً وثباتا، ولا يستحوذ عليه الشيطان فيشقى، بل يتزكى ويهتدي.
4- أن الإيمان بالقرآن شرط للانتفاع بتلاوته؛ والاعتبار بما جاء فيه ونيل بركته، وفهم مقاصده ومواعظه، وما جاء فيه من آيات وضرب فيه من أمثال، وكذلك ما تضمنه القرآن من العلم والحكمة والشفاء. قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)}
وتلك الفضائل كلها جعلت لمن آمن بهذا الكتاب، وعلى قدر إيمانه يكون نصيبه منها، كما قال تعالى:
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}
وقال تعالى: {مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)}.


س5: دلّل على إثبات صفة الكلام لله تعالى من الكتاب والسنّة .

الأدلة من الكتاب:
1- قال الله تعالى: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}،
2- وقال تعالى: {وكلم الله موسى تكليما}،
3- وقال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}،
4- وقال تعالى: {يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي}،
5- وقال تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا}،
6- وقال تعالى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}،
7- وقال تعالى: {ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين}،
8- وقال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}.
9- وقال تعالى: { قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)}
10- وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)}

الأدلة من السنة :
1- حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» متفق عليه، وفي رواية في صحيح البخاري: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه».
2- قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى » متفق عليه.
3- حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: « إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيخرون سجدا، ثم يرفعون رؤوسهم فيقولون: {ماذا قال ربكم}؟ فيقال: قال {الحق وهو العلي الكبير} » وهذا الحديث علقه البخاري في صحيحه، ووصله في كتاب خلق أفعال العباد، ورواه أيضاً أبو داوود وأبو سعيد الدارمي ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم بإسناد صحيح.
4- حديث نيار بن مكرّم الأسلمي رضي الله عنه قال: (لمّا نزلت: {الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون} إلى آخر الآيتين، قال: خرج رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فجعل يقرأ: " بسم اللّه الرّحمن الرّحيم: {الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون (3) في بضع سنين} ؛ فقال رؤساء مشركي مكّة: يا ابن أبي قحافة، هذا ممّا أتى به صاحبك؟
قال: (لا واللّه، ولكنّه كلام اللّه وقولُه). رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد.
والأدلة على إثبات صفة الكلام لله تعالى كثيرة.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 22 شوال 1438هـ/16-07-2017م, 07:58 PM
نور اليافعي نور اليافعي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 229
افتراضي

س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
بالدليل من الكتاب والسنة

قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ}.
وقال تعالى: { فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8) }

والإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان لا يصحّ الإيمان إلا بها؛ كما في حديث جبريل الطويل أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره» رواه مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
من لا يؤمن بالقرآن فهو كافر متوعد بالعذاب

وقال تعالى: { وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5)}


س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟

المسائل الاعتقادية فهي المسائل التي تُبحَث في كتب الاعتقاد، ويُعنى فيها العلماءُ بما يجب اعتقاده في القرآن، وأصلُ ذلك الإيمانُ بأنَّ القرآن كلامُ الله تعالى منزَّل غير مخلوق، أنزله على نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وأنّه مهيمنٌ على ما قبله من الكتب وناسخٌ لها، وأنَّ القرآن بدأ من الله عزَّ وجلَّ وإليهِ يعودُ، وأنْ يؤمنَ بما أخبر الله به عن القرآن وما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يعتقد وجوبَ الإيمانِ بالقرآن، وأن يُحلَّ حلالَه ويحرِّمَ حرَامه ويعمَل بمُحْكَمِه ويردَّ متشابهه إلى محكمه، ويكلَ ما لا يعلمه إلى عالمه.
فهذه أشهر مسائل الاعتقاد في القرآن التي تبحث في كتب الاعتقاد وتحت هذه الجمل اليسيرة مسائل كثيرة ومباحث طويلة.
وقد أفاضَ علماء أهل السنة في كتبهم المؤلفة في الاعتقاد
بحث تلك المسائل بما يشفي ويكفي، وما يذكرونه من المسائل في أبواب الإيمان بالقرآن في كتب الاعتقاد يمكن تقسيمه إلى أحكامٍ وآداب.

المسائل السلوكية المتعلقة بالإيمان بالقرآن
وهي المسائل التي يُعنى فيها بالانتفاع ببصائر القرآن وهداياته ومواعظه، وكيف يستجيب لله تعالى ، ويهتدي بما بيّنه في كتابه، ويعقل أمثال القرآن، ويعرف مقاصدها ودلالاتها، ويعرف كيف يكون التبصُّر والتذكُّر، والتدبُّر والتفكُّر، ويعرف علامات الهداية والضلال في هذا الباب.

س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن.

قد قسّم أهل العلم أمثال القرآن إلى أمثال صريحة وأمثال كامنة.
- فالأمثال الصريحة هي التي يصرّح فيها بلفظ المثل، كقول الله تعالى: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون} فهذه الآية صُرِّحَ فيها بلفظ المثل؛ فهو مثل صريح.
- والأمثال الكامنة هي التي تفيد معنى المثل من غير تصريح بلفظه.

وضرب الأمثال من أحسن من وسائل التعليم؛ لأنّ المثل يقرِّب المعانيَ الكثيرة بألفاظ وجيزة؛ يسهل تصوّرها واعتبارها؛ وتظهر كثيراً من حِكَم الأمرِ والتقدير؛ ويتبصّر بها المؤمن فيفقه مقاصدها؛ ويعرف إرشادها؛ فتثمر في قلبه ما تثمر من المعرفة الحسنة والتصديق الحسن والخشية والإنابة والرغبة والرهبة واليقين؛ وكل ذلك يورثه زكاة نفسه وطهارة قلبه وصلاح عمله وحسن عاقبته بإذن الله تعالى.

والمقصود أن عقل الأمثال من أعظم أسباب الاهتداء بالقرآن؛ وهو معنى واسع جداً؛ لأن الله قد ضرب في القرآن من كلّ مثل؛ فما من أمر من أمور الدين يحتاجها المؤمن إلا وفي القرآن من الأمثال المضروبة المبيّنة للهدى فيها ما يكفي ويشفي.

س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .

أنه أعظم هادٍ للمؤمن إلى ربّه جلّ وعلا، يرشده إلى سبيله، ويعرّفه بأسمائه وصفاته، وآثارها في أوامره ومخلوقاته، ويعرّفه بوعد الله ووعيده، وحكمته في خلقه وتشريعه، ويبيّن له كيف يتقرّب إليه، وكيف ينجو من سخطه وعقابه، وكيف يفوز بمحبّته وثوابه.
ومن ذلك: أنّه يهدي المؤمن إلى التي هي أقوم في جميع شؤونه، فما من حالة يكون فيها المؤمن إلا ولله تعالى هدى يحبُّ أن يتّبع فيه


س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.

دلَّت النصوصُ على أنَّ الله تعالى يتكلّم بحرف وصوت يُسمعه من يشاء، وأنّه هو تعالى المتكلّم بالتوراة والإنجيل والقرآن وغير ذلك من كلامه تبارك وتعالى.
وكلامُ الله تعالى صفة من صفاته؛ لم يزل الله متكلماً إذا شاء، يتكلّم بمشيئته وقدرته متى شاء، وكيف يشاء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (قال أئمة السنة: لم يزلِ اللهُ متكلماً كيف شاء وبما شاء)ا.هـ.
ولذلك فإنَّ صفة الكلام لله تعالى صفة ذاتية باعتبار نوعها، وصفة فعلية باعتبار آحادِ كلامه جلّ وعلا.
وكلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين، وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه، ولا تنفد ولا تنقضي ؛كما قال الله تعالى: { قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)}

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 23 شوال 1438هـ/17-07-2017م, 01:05 AM
أريج نجيب أريج نجيب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 341
افتراضي

السلام عليكم
إجابة المجموعة الأولى
س 1 بين وجوب الإيمان بالقران ؟
ج1 قال تعالى ( ياأيها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل )
وقال تعالى ( امن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله )
والإيمان بالقران أصل من أصول الإيمان لا يصح الإيمان إلابها
كما في حديث جبريل الطويل أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : فأخبرني عن الإيمان ؟ قال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر , وتؤمن بالقدر خيره وشره ) رواه مسلم
ومن لم يؤمن بالقران فهو كافر متوعد بالعذاب الشديد
وقال تعالى ( ولقد أنزلنا إليك ايات بينات ومايكفربها إلاالفاسقون )
س2 بين أنواع مسائل الإيمان بالقران ؟
ج2 1- المسائل الإعتقادية : فهي المسائل التي تبحث في كتب الإعتقاد ويعني فيها العلماء بما يجب أعتقاده بالقران وأصل ذلك الإيمان بأن القران كلام الله منزل غير مخلوق وأنه أنزله على نبيه لهداية الناس وأنه مهيمن على ماقبله من الكتب وناسخ لها
وأن القران بدأ من الله عزوجل وإليه يعود وان يؤمن بماأخبر به الله عن القران وبما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يحل حلاله ويحرم حرامه ويعمل بمحكمه ويرد متشابهه إلى محكمه ويكل ما لا يعلمه إلى عالمه
2- المسائل السلوكية المتعلقة بالإيمان بالقران وهي المسائل التي يعنى فيها بالإنتفاع ببصائر القران وهداياته ومواعظه وكيف يستجيب لله ويهتدي بما بينه في كتابه ويعقل الأمثال في القران ويعرف كيف يكون التبصر والتفكر
س3 قسم العلماء الأمثال في القران إلى قسمين أذكرهما ووضح كيف يكون عقل الأمثال أصلا للأهتداء بالقران ؟
ج3 1- أمثال صريحة : هي التي يصرح فيها بلفظ المثل كقوله تعالى (واضرب لهما مثلا أصحاب القرية إذجاءها المرسلون )
2- أمثال كامنة : هي التي تفبد معنى المثل من غير تصريح بلفظه كقوله تعالى (لو أنزلنا هذا القران على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون )
وضرب الأمثال من أحسن وسائل التعليم لأن المثل يقب المعاني الكثيرة بألفاظ وجيزة يسهلتصورها واعتبارها
قال تعالى ( ياأيها الناس ضرب الله مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب * ماقدرو الله حق قدره إن الله لقوي عزيز )
فهذا المثل حين تدبره تبين له من دلائل التوحيدوبطلان الشرك وأن سبب الشرك ضعف المعرفة بالله وسوء الظن به فيتمر له هذا التبين صلاحا يجد أثره في قلبه
س4دلل بما درست على فضائل الإيمان بالقران ؟
ج4 1- أنه يهدي للتي هي أقوم قال تعالى ( وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين )
2- لاينتفع تالي القران بقراءته إلا من كان مؤمنا بالقران قال تعالى (وننزل من القران ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ولايزيد الظالمين إلا خسارا )
س5 بين عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام لله ؟
ج5 دلت النصوص على أن الله تعالى يتكلم بحرف وصوت يسمعه من يشاء زكلام الله صفة من صفاته ولايشبه كلام المخلوقين
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( قال أئمة السنة : لم يزل الله متكلما كيف شاء وبما شاء )
ولاتنفذ كلمات ربي قال تعالى ( قل لوكان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا)

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 24 شوال 1438هـ/18-07-2017م, 05:06 AM
شاهناز شحبر شاهناز شحبر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 67
افتراضي الإجابة على القسم الأول من دورة الإيمان بالقرآن-مجموعة الأسئلة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم


الإجابة على المجموعة الثانية



1لمجموعة الثانية:

س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟

يتحقق الإيمان بالقرآن بالإيمان به اعتقادا وعملا وقولا، فلإيمان الاعتقادي: أن يعتقد العبد المؤمن بأن القرآن العظيم هو كلام الله المنزل وحيا على جبريل عليه السلام فقرأه على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وأنه كتاب محفوظ مطهر، حفظه الله سبحانه وتعالى بحفظه. فيه الحق والهدى يخرج من الظلمات إلى النور؛ من تمسك به نجا.
والإيمان العملي: الإيمان بأن شرع الله هو الصلاح فنحب ما يحب الله من عمل وقول ونبغض ما يبغض الله تصديقا ويقينا أنه طريقنا لتزكية النفس. وأن الإيمان اعتقاد وعمل وقول، فيزيد الإيمان وينقص تبعا للعمل. فزيادة العمل يزيد الإيمان ونقصه ينقص الإيمان.
اما الإيمان القولي: أن يكون كلام الإنسان وأقواله دالة على إيمانه وتصديقه، فالألسن مغاريف القلوب. ومنه تلاوة القرآن وتدبره.


_________________**_________________________**_________________


س2: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟

مسائل الإيمان بالقرآن تنقسم إلى مسائل عقدية ومسائل سلوكية، والمسائل العقدية هي المسائل التي تتناول عقيدتنا وتصديقنا بأن القرآن هو من عند الله قد تكلم به وفيه من الشرائع التي تحي الإنسان على الحق وهو آخر الكتب السماوية المنزلة على خاتم الأنبياء والمرسلين. ومعرفة أحكامه وآدابه، فلأحكام هي صحة الحكم وبعده عن البدع وأما الآداب فأدب طلبه وبحثه وحسن استقباله.
وطالب العلم يحقق معرفة المسائل العقدية بثلاث أمور:
الأول: معرفة وتميز المسائل العقدية الحق وذلك بمعرفة ما ذُكر في القرآن والسنة وأيضا ما ورد من أقوال السلف الصالح. فيرسخ معتقده بمعرفة مبنية على حجه وبينة.
الثاني: معرفة المسائل والاستدلال عليها، فكل مسألة مبنية على أدلة تثبت المسائل وتقررها. فإتقان معرفة الدليل ومعرفة دلائله وما يقرره، يسهل على طالب العلم اختيار الدليل الصحيح للاستدلال الصحيح.
الثالث: معرفة الشر يعين على الخوف منه والحرص على تجنبه، وكذا في المسائل العقدية معرفة المخالفين ودرجاتهم ومراتبهم وأصول شبهاتهم. فمرد الشبهات المحدثة لأصولها، لاشتباه قلوب أهلها وأهوائهم.

وأما المسائل السلوكية: فهي الانتفاع والأستهداء والبصائر التي ينتفع بها العبد من القرآن وتطبيقها والاتيان بها في مناحي الحياة. وعقل الأمثال ومقاصدها ومنه التدبر والتفكر.
ومسائل السلوك يتضمن مسائل عقدية وقولية وعملية. والعقدية منها أكثر ما أُولِي من اهتمام من علمائنا؛ بيض الله وجوههم، لأهميتها.

وعلم السلوك يرتكز على أصلين:
الأول: البصائر والبينات فمن رزقه ربنا البصيرة لرؤية الحق وتميزها وقبولها وتبين له من مجموع الدلائل والحقائق الهدى، فقد رشد إلى العلم المورث لليقين ثم يحقق الأصل الثاني فيسلك مسلك الحق ويصبغ به بعدما علمه.
قال تعالى: {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20)}
وقال تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (14)}

والأصل الثاني: هو العمل بما هدي من يقين فتأتي الطاعة والامتثال ولزوم عبودية الله، فيفعل المأمور وينتهي عن المحرمات. وهذا نتاج الإرادة والعزيمة ومورث الاستقامة والتقوى.
قال تعالى :{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)}
وبصلاح الأصلين تصلح النفس، فيجمع بين اليقين في العلم والصلاح في العمل.
والسلوك بمنحيه مبني على العقيدة الصحيحة والجمع بينهما.

_________________**_________________________**_________________

س3: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟

الايمان بالقرآن هو الاعتقاد الصحيح بصحته وبنفعه وإنزاله من رب العباد، وهذا الاعتقاد الحسن يورث الإقرار بما فيه من حق وهدى. والاستهداء بالحق يأتي ويتحقق بتصديق الأخبار التي وردت في القرآن وعقل الأمثال وامتثال الأوامر واجتناب النواهي.
أما تصديق الأخبار، فكلما عرض العبد على نفسه حقائق القرآن زاد علم وهدى. ويأتي الهدى والثبات بقدر حسن التصديق، حتى يصل إلى درجة الإحسان. وذلك، بحسب ما سمى الله من صدق بالمحسنين وأيضا ما ينالهم من غفران الذنوب. وبقدر الصدق تأتي كفاية الله. فالتصديق الحسن هو تمام اليقين؛ فلا يشوبه شك ولا ريب. ومن نتاجه ما يحقق من عبادات قلبية يحبها الله وبه يصلح القلب الذي هو صلاح لكل الجسد.
كما قال الله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)}

ومن طرق الهداية بالقرآن عقل الأمثال، ألا أنه لعظيم المن على من رُزقه؛ فقد وُصف أهلها بأولى الألباب. فأحوال العبد المختلفة، تقتصر الأمثال له أقصر السبل وأيسرها لحسن تصريفها وبعد البصيرة في قضائها للخير. فتحصيل نفع الأمثال بفهم مقاصدها ومراد ربنا بها وليس مجرد معرفة معانيها.
وأمثال القرآن وردت بصيغتين، الصريحة بكل أركانها والأمثال الكامنة التي لا يصرح فيها بلفظ المثل. وورد في القرآن الكثير من الأمثال كما قال الله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27)}

وآخر أصلان من إتيان المأمور والانتهاء عن المحظور، هو طريق التزكية التي شرعها الله. فما أمرنا به هو صلاح لنا وما نهينا عنه فيه من الضرر والفساد. وإلزام النفس بطاعة الله يحقق التقوى، والإحسان إلى النفس وبرها فتصلح وتسمو وتفوز برضا الرحمن. {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)}

_________________**_________________________**_________________

س4: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.

فضائل الإيمان بكلام الله جل وعلا؛ القرآن الكريم المنزل على خير البشر، عظيمة. وأعظم فضل الاهتداء لمعرفة الله ومعرفة أسمائه وصفاته، ومعاملته لعباده الصالحين والعاصين. ومعرفة أسباب نيل محبته والقرب منه سبحانه وأسباب بغضه وعضبه واجتنابها.

ومن الفضائل الرشد لأحسن الهدي، فيسلك المؤمن الطريق القويم في جميع مناحي الحياة. فكل حال للمؤمن إلا وأن يجد له هدايات يتبعها؛ في القرآن فيصل بها إلى ما يحبه الله ويرضاه. وزيادة الاعتصام بحبل الله يزيد التعرض لرحمات الله وبشاراته سبحانه وتعالى كما قال الله تعالى: {وإنّه لهدى ورحمة للمؤمنين}، وقال تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)}

ومنها أيضا محبة القرآن ومحبة تلاوته وتدبره ومصاحبته، فينال الأجور وينزل على القلوب السكينة والطمأنينة ويغيض الشيطان الرجيم. وبصدق الإيمان بهدي القرآن يتحصل بقدره من الفضائل والنعمات وصلاح الظاهر و الباطن.ما قال الله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)}

_________________**_________________________**_________________

س5: دلّل على إثبات صفة الكلام لله تعالى من الكتاب والسنّة.

من الأدلة الدالة على صفة الكلام لله من الكتاب:

· قال الله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}

· قال تعالى: {وكلم الله موسى تكليما}

· قال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}

· قال تعالى: {يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي}

· قال تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا}

· قال تعالى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}

· قال تعالى: {ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين}

· قال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}.

من الأدلة الدالة على صفة الكلام لله من السنة:

· حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» متفق عليه

· وفي رواية في صحيح البخاري: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه».

· قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى » متفق عليه.

· حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: « إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيخرون سجدا، ثم يرفعون رؤوسهم فيقولون: {ماذا قال ربكم}؟ فيقال: قال {الحق وهو العلي الكبير} » وهذا الحديث علقه البخاري في صحيحه، ووصله في كتاب خلق أفعال العباد، ورواه أيضاً أبو داوود وأبو سعيد الدارمي ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم بإسناد صحيح.

· حديث نيار بن مكرّم الأسلمي رضي الله عنه قال: (لمّا نزلت: {الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون} إلى آخر الآيتين، قال: خرج رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فجعل يقرأ: " بسم اللّه الرّحمن الرّحيم: {الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون (3) في بضع سنين} ؛ فقال رؤساء مشركي مكّة: يا ابن أبي قحافة، هذا ممّا أتى به صاحبك؟ قال: (لا واللّه، ولكنّه كلام اللّه وقولُه). رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 24 شوال 1438هـ/18-07-2017م, 09:16 PM
سمية بنت عبد الرحمن سمية بنت عبد الرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 46
افتراضي

بسم الله توكلت على الله

المجموعه الثانية :-

إجابة السؤال الأول :
يتحقق الإيمان بالقرآن بثلاثة أمور :
1/اعتقادياً ؛ بأن يصدق ويؤمن أن القرآن كلام الله تعالى أنزله بالحق على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ومن الضلال إلى الهدايه؛ ويصدق بجميع ماأخبر به الله في كتابه.

2/ قولياً ؛ أن يقول مايدل على إيمانه وتصديقه بالقرآن وبماأنزل فيه.

3/ عملياً؛ باتباع هدى الله بأن يطيع أوامره ويجتنب نواهيه ويمتثل لذلك

قال تعالى : {والذين ءامنوا وعملوا الصالحات وءامنوا بمانزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم}



إجابة السؤال الثاني :
معرفة مسائل الإيمان بالقرآن يكون بمعرفة المسائل الاعتقاديه والسلوكيه و معرفة أحكامها وآدابها ؛
و يحقق طالب العلم معرفة مسائل الإيمان بالقرآن ، بدراستها على منهج أهل السنة والجماعه في التلقي والاستدلال ، مع مراعاة آداب السلف في البحث والسؤال والبيان والمعرفة والدراسة والتأليف والمناظرة في الرد على المخالفين مع الحذر من طرق أهل البدع والضلال في البحث في مسائل الاعتقاد ، وأن يكف ويبتدع عن الجدال والتنازع في القرآن و ضرب بعضه ببعض ولا يتكلف مالا يحسن ولا يقول ماليس له به علم.



إجابة السؤال الثالث :
بالامتثال والطاعة لما جاء به من أوامر ومواعظ ، واجتناب ماجاء به من نواهي وزواجر ، وتصديق ماجاء به من أخبار ، وعقل ماورد فيه من أمثال ، وكل ذلك يكون بالإرادة والعزيمة والصبر والإصرار والمثابره ؛
قال تعالى : { ولو أنهم فعلوا مايوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتا* وإذاً لآتيناهم من لدنا أجراً عظيما * ولهديناهم صراطاً مستقيما}.



إجابة السؤال الرابع :
من فضائل الإيمان بالقرآن :
-أعظم هاد للمؤمن إلى ربه جلا وعلا ، بأن يرشده إلى مايرضي الله ويبعده عن مايسخط الله ، ويعرفه بأسماء الله وصفاته، ويعرفه بوعد الله لمن اتبع اوامره واتقاه ، وبوعيده لمن عصاه وخالف أمره.

-يعين المؤمن على تلاوة القرآن ويرغبه في ذلك ؛ فيزداد إيماناً وتثبيتاً وطمأنينةً وسكينةً ، ويتخلص من كيد الشيطان وحبائله.

_ يهدي إلى مافيه أقوم في جميع شؤون المؤمن به، فمهما حزب المؤمن أمر أو معظلة أو هم أو حزن ، وجد الحل والسلوى والفرج في القرآن.

-أنه أصل الانتفاع بالقرآن وماجاء فيه من فضائل وبركات ومواعظ وشفاء.

قال تعالى :{ ماكان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدىً ورحمة لقوم يؤمنون}.




إجابة السؤال الخامس :
قال تعالى :{ تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله}

وفي الحديث ؛ عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{مامنكم من أحد إلا سيكلمه الله ، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ماقدم وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ماقدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه ، فاتقوا النار ولو بشق تمره}.




هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 25 شوال 1438هـ/19-07-2017م, 03:26 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

*؛* مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن *؛*
( القسم الأول )

بارك الله فيكنّ جميعا، ووفقكنّ للخير دائما، وجعلكنّ مباركات أينما كنتنّ.
وننبه على ضرورة تجنب النقل الحرفي للأجوبة حيث لن تقبل المشاركات القائمة على النسخ أو النقل الحرفي من المادة العلمية فيما يستقبل من مجالس .

المجموعة الأولى:

1- الطالبة : إسراء عبد الواحد ب+
أحسنتِ بارك الله فيك وسددك .
س1 : ذكرتِ الأدلة على جزاء من لم يؤمن بالقرآن وفاتك ذكر الأدلة على وجوب الإيمان به.

س3 : تكون الأمثال أصلاً للاهتداء عندما يتدبرها العبد ويعقل معانيها ويتفكر فيها فيزداد بذلك إيماناً وتصديقاً ويقيناً وبصيرة في دينه .
س4 : فاتك الاستدلال على الفضائل .
س5 : اختصرتِ فيه جداً .
وينبغي صياغة الجواب بأسلوب الطالب وتجنب النقل الحرفي من المادة العلمية .

2- الطالبة : حليمة السلمي أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ .
س3 :
تكون الأمثال أصلاً للاهتداء عندما يتدبرها العبد ويعقل معانيها ويتفكر فيها فيزداد بذلك إيماناً وتصديقاً ويقيناً وبصيرة في دينه .
س5 : فاتك
أن القرآن الكريم والتوراة والإنجيل هم من كلام الله عز وجل ، كما فاتك الاستدلال من الكتاب والسنة .

3- الطالبة تسنيم المختار أ+
أحسنتِ جداً بارك الله فيكِ ونفع بكِ .
س3 :
تكون الأمثال أصلاً للاهتداء عندما يتدبرها العبد ويعقل معانيها ويتفكر فيها فيزداد بذلك إيماناً وتصديقاً ويقيناً وبصيرة في دينه .

4- الطالبة صالحة الفلاسي أ++
أحسنتِ جداً بارك الله فيكِ ونفع بكِ .

5- الطالبة هنادي عفيفي ب

أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ .
س3 :
تكون الأمثال أصلاً للاهتداء عندما يتدبرها العبد ويعقل معانيها ويتفكر فيها فيزداد بذلك إيماناً وتصديقاً ويقيناً وبصيرة في دينه .
س5 : المطلوب بيان عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام لله تعالى وليس في القرآن فراجعي جواب الطالبة تسنيم .

6- الطالبة آسية أحمد ج+
بارك الله فيكِ ونفع بكِ .
س2 : اختصرتِ فيه جداً .
س3 : لم تذكري مثالاً على كل نوع ، كما فاتك الإجابة عن الشق الثاني من السؤال .
س5 :
فاتك أن القرآن الكريم والتوراة والأنجيل هم من كلام الله عز وجل
غلب الاختصار الشديد على عامة المجلس فلينتبه لذلك .

7- الطالبة وردة عبد الكريم ب
أحسنتِ بارك الله فيكِ .
س1 : فاتكِ الإشارة إلى جزاء من لم يؤمن بالقرآن والدليل عليه .
س3 :
لم تذكري مثالاً على كل نوع ، وانظري إجابة الطالبة : تسنيم فيما يتعلق بالشق الثاني من السؤال .
س4 : اختصرتِ فيه ، كما يجب العناية بالأدلة .
س5 : اختصرتِ فيه ، فراجعي جواب الطالبة تسنيم .

وينبغي صياغة الجواب بأسلوب الطالب وتجنب النقل الحرفي من المادة العلمية .

8- الطالبة ملك سعادة ج
بارك الله فيكِ ونفع بكِ .
غلب الاختصار الشديد على جميع الأسئلة ، كما أن عليكِ العناية بالأدلة .

9- الطالبة هويدا فؤاد أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ .
ينبغي صياغة الجواب بأسلوب الطالب وتجنب النقل الحرفي من المادة العلمية .
س5 : لو استدللت كذلك بدليل من السنة .

10- الطالبة لولو بنت خالد أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ .

11- الطالبة ميمونة التيجاني أ

أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ .
س3 : ينبغي ترتيب الجواب حسب مطلوب السؤال .
س5 : اختصرت فيه جداً ويراجع جواب الطالبة تسنيم .

12- الطالبة سارة كمال أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ .
ينبغي صياغة الجواب بأسلوب الطالب وتجنب النقل الحرفي من المادة العلمية ؛ فلن تقبل المشاركات التي لا يظهر فيها أسلوب الطالب .

13- الطالبة أمل أبو الحاج أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ .
س2 : اختصرتِ فيه جداً فراجعي جواب الطالبة تسنيم .
س5 : فاتك أن القرآن الكريم والتوراة والأنجيل هم من كلام الله عز وجل.

14- الطالبة رقية بورمان أ+
أحسنتِ جداً بارك الله فيكِ ونفع بكِ .

15- الطالبة نور اليافعي ب

أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ .
س2 : اختصرتِ فيه فراجعي جواب الطالبة تسنيم .
س4 : عليكِ العناية بالدليل .
تم خصم نصف درجة على التأخير .

16- الطالبة : أريج نجيب ج

أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ .
س2 : اختصرتِ فيه فراجعي جواب الطالبة تسنيم .
س3 : تكون الأمثال أصلاً للاهتداء عندما يتدبرها العبد ويعقل معانيها ويتفكر فيها فيزداد بذلك إيماناً وتصديقاً ويقيناً وبصيرة في دينه .
س4 : اختصرتِ جدا في الفضائل .
س5 : اختصرت فيه جداً ويراجع جواب الطالبة تسنيم .
تم خصم نصف درجة على التأخير .

المجموعة الثانية :

17- الطالبة إنشاد راجح أ+

أحسنتِ جداً بارك الله فيكِ ونفع بكِ .

18- الطالبة نعمات الحسين أ

أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ .
س1 : لم تبيني
كيف يتحقق الإيمان بالقرآن بالقول والعمل.
اختصرتِ في عامة الأجوبة ، كما ينبغي صياغة الأجوبة بأسلوبك ويتجنب النقل الحرفي من المادة العلمية .

19- الطالبة ناديا عبده أ+

أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ .

20- الطالبة ريم الرفاعي
أ

أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ .
تم خصم نصف درجة على التأخير .
--وفقكنّ الله وسدد خطاكنّ --

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 29 شوال 1438هـ/23-07-2017م, 06:22 PM
سلوى عبدالله عبدالعزيز سلوى عبدالله عبدالعزيز غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 726
افتراضي

المجموعة الأولى :

س١: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟

بثلاثة أمور : 

الإيمان الاعتقادي : أن يعتقد أن القرآن كلام الله آنزله على عبده محمد صلى الله عليه وسلم يخرج الناس من الظلمات إلى النور . ويهديهم إلى صراط العزيز الحميد. لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من عزيز حكيم ، وأنه محفوظ بأمر الله إلى أن يأتي وعد الله ، وكذلك تصديق ما فيه من خبر ، واعتقاد ما أوجب الله تعالى فيه بوجوبه ، وكذلك ما نهى هنه ، قال تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
الإيمان القولي :من ثمرات الإيمان بالقرآن وتصديقه، التعبد بتلاوة القرآن وسماعه بتفكر وتدبر وتفهم.
الإيمان العملي: هو اتباع هدى القرآن ، بامتثال ما أمر الله به وأجتناب ما نهى الله عنه .

س2: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟ 
قسم العلماء مسائل الإيمان بالقران إلى قسمين :
١- مسائل اعتقادية .
٢- مسائل سلوكية . 
فالمسائل اعتقادية: معرفة ما يعتقده أهل السنة والجماعة في القرآن , أن القرآن كلام الله حقيقة بحرف وصوت ,غير مخلوق منه بدأ بلا كيفية قولا وإليه يعود , منزلا على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وحيا, مهيمنا على جميع الكتب السماوية وناسخا لها.
طلاب العلم عموماً، وطلاب علم التفسير على وجه الخصوص يحتاجون في مسائل الاعتقاد في القرآن إلى ثلاثة أمور: 
-
الأمر الأول: معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد في القرآن، بما دلَّت عليه نصوصُ الكتاب والسنة، وما أجمع عليه سلف الأمة رحمهم الله.
-
الأمر الثاني: تقرير الاستدلال لهذه المسائل -وهذه مرتبة يمتاز بها طالب العلم عن العامّي- بأن يعرف أدلتها ومآخذ الاستدلال.

الأمر الثالث: معرفةُ أقوالِ المخالفينَ لأهل السنة في مسائل الاعتقاد في القرآن، ومعرفة مراتبهم ودرجات مخالفاتهم.

وأما مسائل سلوكيّة ، الانتفاع ببصائر القرآن وهداياته ومواعظه، وكيف يستجيب لله تعالى ، ويهتدي بما بيّنه في كتابه، ويعقل أمثال القرآن، ويعرف مقاصدها ودلالاتها، ويعرف كيف يكون التبصُّر والتذكُّر، والتدبُّر والتفكُّر . 

وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟


المسائل الاعتقادية تُبحث في كتب الاعتقاد، التي قسمت إلى آداب (أن يدرس تلك المسائل على منهج أهل السنة والجماعة في التلقّي والاستدلال).وأحكام (الأحكام العقدية، كبيان ما يجب اعتقاده ).فيلزم قول أهل السنة والجاعة وما استفاض به العلماء من شرح لمسائل الاعتقاد في كتبهم .


وفي علم السلوك :

1- لتحصيل البصائر والبينات , يكون بالتفقّه في بصائر القرآن وبيّناته، وتصديق أخباره، وعقل أمثاله، وفقه مقاصد الآيات .

2- لتحصيل اتباع الهدى , كون بإلزام النفس بكلمة التقوى، وصبرها على امتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه، وفعل ما وعظ الله به، كما قال الله تعالى{: وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتقيما }.



س3: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟

الاهتداء بالقرآن يكون بالاصول التالية :

الأصل الأول :تصديق أخباره , فإنه يورث قلب المؤمن يقينا يزداد به علما وهدى, فيعقل قلبه ذلك التناسب في جميع ما تضمنه القرآن من الأخبار، من غير اختلاف ولا تعارض ولا تضاد. فلا يصاحبه ريب ولا تردد,فكلما كان العبد أحسن تصديقا قوي اهتداؤه بالقرآن,و كان أبلغ ، وأسمى درجات الاهتداء فارتقي بصاحبه إلى مرتبة الإحسان .

ومن بلغ أعلى مقام التصديصلح قلبه , فيصلح عمله تبعا لذلك ,وكان الله خير كاف له.
قال الله تعالى: {والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون لَهُمْ مَا يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ليكفر اللَّه عنهم أسوأ الَّذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون }.

الأصل الثاني: عقل أمثاله ،الأمثال في القرآن عبر ومواعظ وزواجر عظيمةٌ جدّاً ، لا لبس في الحق معها ، إلا أنها لا يَعقل معانيها إلا أهلُ العلم كما قال تعالى :{ وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون }, ودلالة الآية على أن الأمثال شواهد للمعنى المراد وهي خاصية العقل ولبّه وثمرة من عقلها وفهمها يكون من العلماء الربانيين والأتقياء الأنقياء ، فعقل الأمثال ليس مجرد معرفتها ، بل فقه لمقاصدها واتباع ما أرشد الله به, ليهتدوا إلى الحق ويتَّعظوا ، وهو أوسع من مجرّد فهمها.

الأصل الثالث والرابع : فعل الأوامر واجتناب النواهي, يجب على كل مسلم طاعة الله تعالى بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، وهذا هو أصل لتحقيق التقوى , وحصول الاستقامة على دين الله .
 فيحرص المسلم أن يتصف بها ،ويكون من عباد الله المؤمنين، الذين وعدهم الله مغفرة، وأجرًا عظيمًا , فالاجتهاد بالطاعات بامتثال الأوامر واجتناب النواهي ،
من أعظم أسباب وقاية العذاب والسلامة من الضلال؛ كما قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ}.


س4: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
الإيمان بالقرآن يهدي صاحبه إلى ربه بتحقيق توحيد الأسماء والصفات ومعرفة المؤمن لقضاء الله تعالى بين عباده بعدله ، والإرشاد إلى سبيل النجاة بالفوز برضوان الله والنجاة من غضبه وعقوبته.
قال تعالى:{إن هذا القرآن يهدي لِلّتي هي أَقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا}، فالقرآن يهدي للطريقة التي هي أعدل وأصوب للمؤمن ، في خيري الدنيا والآخرة. وهدايات القرآن مقترنة بالرحمة والبشرى؛ كما قال الله تعالى:{وإنّه لهدى ورحمة للمؤمنين}.
 يحمل المؤمن على تلاوة القرآن, قول الرسول عليه السلام :" مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة : ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة: لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة: ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح و طعمها مر " وتلاوة كتاب الله حق تلاوته من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ويحمله هذا إلى تدبر كتاب الله وفهمه , فتزيد المؤمن إيمانا وتثبيتاً، وسكينة وطمأنينة.



س5: دلّل على إثبات صفة الكلام لله تعالى من الكتاب والسنّة .
الأدلة من الكتاب:
قال تعالى :{ تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم اللّه}.
قال تعالى: و{كلم الله موسى تكليما}.
قال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}.
قال تعالى: {يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي }.
قال تعالى:{ومن أصدق من الله قيلا}.
قال تعالى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}.
قال تعالى: {ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين}.
قال تعالى: {وإن أحد من المشركِين استجارك فأجره حتى يسمع كلام اللَّهِ}.
الأدلة من السنة:
*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة" ، وفي رواية في صحيح البخاري: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه".
*قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: "ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى " 
*حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال": إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيخرون سجدا، ثم يرفعون رؤوسهم فيقولون: {ماذا قال ربكم}؟ فيقال: قال {الحق وهو العلي الكبير }.
*حديث نيار بن مكرّم الأسلمي رضي الله عنه قال:" لمّا نزلت: الم غلبت الرّوم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون ، قال: خرج رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فجعل يقرأ: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم: {الم غلبت الرّوم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين}؛ فقال رؤساء مشركي مكّة: يا ابن أبي قحافة، هذا ممّا أتى به صاحبك؟ 
قال لا واللّه، ولكنّه كلام اللّه وقولُه". 
وجه الدلالة من هذه النصوص ,أن الله تعالى يتكلم بكلام حقيقي، متى شاء وكيف شاء، بما شاء، بحرف وصوت، لا يماثل أصوات المخلوقين، وهذا هو معتقد أهل السنة والجماعة .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir