المجموعة الثالثة:
س1: ماالحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟.
ذكر العلماء عدة أقوال في الإجابة عن هذا السؤال حيث ذكروا أن الدخول في الإسلام هو أصل الهدايه لكنه يحتاج هدايات كثيرة ومتنوعة ومتجددة وبيان ذلك كا يلي :
- الهدايه قائمة علي العلم والعمل وهما يتفاضلان , فيحتاج المسلم البصيرة في الدين والإعانة على عمل الطاعة .
- هناك هداية تفصيلية يحتاجها المسلم بعد الهدايه العامة للإسلام .
- يحتاج المسلم الثبات على الهدايه لان القلب يتقلب . وهذه الهدايه التي يحتاجها المسلم طلبها باستمرار.
- الحماية من الفتن التي يواجهها المسلم يوميا وكذلك البصيرة في ذلك وهذا نوعا من الهدايه .
- لكل مسلم حاجات خاصة للهدايه , فهو يحتاج ان يهديه الله لتلك الحاجات التى تثبته على الطاعات. .
س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
- المحفوظ عن السلف في معنى الصراط خمسة أقوال :
- 1- القول الأول : دين الإسلام وهو أشهر الأقوال واصلها , والإسلام إذا أطلق شمل مراتب الدين كلها , وهو قول جابر بن عبدالله ورواية الضحاك عن ابن عباس , واستدلّ بعض المفسّرين لهذا القول بحديث النوَّاس بن سمعان الكلابي رضي اللهعنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ضرب الله مثلاصراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستورمرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا، ولا تتعرجوا،وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه،فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظالله في قلب كل مسلم ) . رواه أحمد وابن نصر المروزي وابن أبي عاصم والطحاوي
- 2- القول الثاني : هو كتاب الله , وهو رواية صحيحة عن عبدالله بن مسعود . عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إن هذا الصراطمحتضَرٌ تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإنَّالصراط المستقيم كتاب الله). رواه الطبراني في الكبير، وابن نصر المروزي فيالسنة، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في شعب الإيمان، وإسناده صحيح على شرطالشيخين
- القول الثالث : وهو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهو قول ابن مسعود رضى الله عنه . عن عبد الله قال: (الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول اللهصلى الله عليه وسلم)رواه الطبراني في الكبير
- القول الرابع : هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر , وهو قول إبن عباس رضي الله عنها . عن أبي العالية، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى (الصراط المستقيم)قال: هو رسول الله صلى الله عليهوسلم وصاحباه» قال: فذكرنا ذلك للحسن فقال: (صدق واللهونصح، والله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي اللهعنهما). رواه الحاكم موقوفاً على ابن عباس وصححه، ورواه محمد بن نصر المروزيفي السنة مقطوعاً على أبي العالية.
- القول الخامس : هو الحق , وهو قول مجاهد بن جبر رواه إبن أبى حاتم .
وهذا القول حقيقته بيان وصف هذا الصراط المستقيم بأنَّه الحقّ، لأنّ كلَّ مااتّبع سواه فهو باطل
والموقف منها كما ذكر ابن كثير : (وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبعالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبعالحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن،وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا،وللّه الحمد(ا.هـ.
س3: بيّنمعاني الإنعام في القرآن.
- الإنعام يأتى في القرآن علي معنيين :
- 1- إنعام عام للمؤمنين والكافرين وهوإنعام فتنة وابتلاء كما قا قال تعالى: ﴿كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْعَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾. وغيرها من الأيات .
- 2- إنعام خاص , وهو إنعام منة وإجتباء , وهو إنعام للهدايه وإلى ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال الأفعال وما يخص الله به بعض عباده من إعمال الخير والعلم والفقه والرحمة والبركات . قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَفَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَوَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ( .. )ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾، وغيرها من الأيات .
س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى) أنعمتَ عليهم( إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوبعليهم}؟
ذكروا العلماء عدة حكم من إسناد الإنعام إلى الله منها :
- توحيد الله سبحانه , وذكر أنه وحده المنعم ولولا إنعامه لم يهتدى أحد إلى الصراط المستقيم .
- أن ابلغ في التوسل والثناء على الله سبحانه وتعالى , حيث كل مهتدى إلى الصراط إنما هو من إنعام الله عليه .
- أن هذا اللفظ أنسب للمناجاة والدعاء والتقرب إليه سبحانه وتعالى .
- من مقتضى شكر النعمة التصريح بذكر المنعم ونسبة النعمة إليه .
أما عدم إسناد الغضب إليه سبحانه وتعالى : ( غير المغضوب عليهم ) .
ذكر العلماء عدة أقوال من أرجحها أن ذلك لإفادة عظم شأن عضب الله عليهم , وان غضب الملك الجبار يغضب لغضبه جنوده في السموات والأرض ويجد آثار الغضب في كل حال من أحواله .
وذكر ابن القيم فائدة ما ملخصها : من طريقة القران أن أفعال الإحسان والرحمة والإنعام تضاف إلى الله سبحانه وتعالى , وأفعال العدل والجزاء والعقوبة يحذف فعل الفاعل تأدبا مع الله سبحانه وتعالى .
س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟.
المراد بالمغضوب عليهم : اليهود .وسبب الغضب عليهم أنهم لم يعملوا بما عملوا فهم عرفوا الحق لكنهم اهل حسد وكبر وعناد .
والمراد بالضالين : النصارىوسبب ضلالهم أنهم عبدوا الله على جهل , متبعين أهوائهم ومبتدعين في دينهم مالم يأذن به الله ..
والدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث عدى بن حاتم رضى الله عنه : ( اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضلال ) رواه أحمد والترمذى .
س6: بيّن ما استفدتهمن دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائلالتفسير؟ .
ما أستفدته من هذه الدورة من المنهجية في دراسة التفسير :
- أولا نفسر الآية من القران , أي تفسير القران بالقران .
- ثم نبحث عن تفسير الآية في الأحاديث النبوية الصحيحة , ونتأكد من صحة الحديث .
- ثم في أقوال الصحابة , وخاصة من لهم اهتمام بالتفسير كمثل عبدالله بن عباس .
- ثم بأقوال السلف الأول , ونتأكد من صحة القول , وان كثيرا من أقوالهم هو نوع من أختلاف التنوع .
- ثم باللغة العربية .
والله أعلم . والحمد لله رب العالمين .