دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الآخرة 1438هـ/1-03-2017م, 03:39 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الرابع: مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة الفاتحة

مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير الفاتحة

اختر مجموعة من المجموعات التالية ، وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
س2: بيّن معنى الصراط لغة.
س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

المجموعة الثانية:
س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.
س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم
س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

المجموعة الثالثة:
س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟
س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.
س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى ضمير الجمع في قوله: {اهدنا}
س2: بيّن معنى التعريف في "الصراط".
س3: ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم.
س4: بيّن مراتب الهداية ودرجات المهتدين، وبيّن أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية.
س5: إذا كان كل من اليهود والنصاري مغضوب عليهم وضالّون فما الحكمة من تخصيص كلّ طائفة بوصف؟

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم}
س2: ما فائدة وصف الصراط بأنّه مستقيم؛ إذا كان الصراط في اللغة لا يسمّى صراط حتى يكون مستقيماً؟
س3: ما المراد بالإنعام في قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم}
س4: هل يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم؟ وضّح إجابتك.
س5: ما معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}؟

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 4 جمادى الآخرة 1438هـ/2-03-2017م, 09:47 PM
محمد انجاي محمد انجاي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 108
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟
ج: قد تناول المفسّرون هذه المسألة بالشرح والبيان، وحاولوا ذكر الحكمة من سؤال المسلم الهداية، فذهب ابن جرير وجماعة من اللغويين إلى أن المعنى: ثبتنا على الهدى .
وقد اعتنى ابن تيمية - رحمه الله - بهذه المسألة وأطال فيها البحث للرد على الذين زاغوا عن الجادة في فهم هذه المسألة.
وجملة القول: أن الهداية إلى الإسلام لا تستلزم إدراك الدين كله، فالدين بأوامره ونواهيه وفرائضه وسننه يحتاج المسلم -بعد أن اهتدى إلى الإسلام- إلى من يهديه إلى هذه التفاصيل الدقيقة، فقد يأتي في القرآن مجمل أو عام ومبينه أو مخصصه في السنة، ومعرفة العبد لهذه الأمور الدقيقة هداية زائدة على هدايته إلى الإسلام، وبهذا يتجلّى حكمة سؤال المسلم الهداية.

س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
ج: تنوعت عبارات السلف في معنى الصراط المستقيم على خمسة أقوال:
القول الأول: دين الإسلام، وهو قول جابر بن عبد الله، وراية عن أبي العالية الرياحي وابن عباس، وهو قول جمهور المفسّرين.
وهذا القول هو أشهر الأقوال .
واستدلّ بعض المفسّرين لهذا القول بما روى الحسن بن صالح، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: « {الصراط المستقيم} هو الإسلام، وهو أوسع ما بين السماء والأرض» رواه الحاكم وصححه.
وبروايات أخرى يطول المقام بذكرها.
والقول الثاني: هو كتاب الله تعالى، وهو رواية صحيحة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
واستدلّ بعض المفسّرين لهذا القول بما رواه الحارث الأعور عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حديث وصف القرآن المشهور وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم). رواه ابن أبي شيبة والدارمي والترمذي وغيرهم.
والقول الثالث: هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا القول رواية عن ابن مسعود.
والقول الرابع: هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما، ورواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري.
وهذا التفسير له سبب وهو لما ظهرت الفرق بعد مقتل عثمان وتفرق الناس، أوصى ابن عباس وأبو العالية بالرجوع إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر في خلافتهما.
القول الخامس: الحقّ، وقد قال به مجاهد.
والموقف تجاه هذه الأقوال هو حمل الآية على جميعها لأن الآية تحتملها جميعاً.
قال ابن كثير: (وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد)ا.هـ.

س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.
ج: يأتي الإنعام في القرآن على معنيين:
المعنى الأول: إنعام عام، وهو الإنعام الذي يستوي فيه المسلم والكافر، وهو إنعام امتحان وابتلاء كما قوله تعالى: {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾.
والمعنى الثاني: إنعام خاص: وهو الإنعام الذي يخصه الله سبحانه وتعالى للمسلم بحيث يهديه ويرشده إلى الصراط المستقيم كما قوله تعالى { اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم}

س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
ج: قد تكلم أهل العلم في حكمة إسناد الإنعام إلى الله وتوسعوا فيها، وملخصها في يلي:
أولها: توحيد الربّ جلّ وعلا، ونفي الشريك معه في إغداق النعم.
والثاني: أنَّ ذلك أبلغ في التوسّل والثناء على الله تعالى.
والثالث: أن إسناد الخطاب إلى الله أبلغ في التضرع والمناجاة.
والرابع: أنَّ ذكر المنعم عليه المنعِمَ يقتضي كمال الشكر والحمد له.
وأما عدم إسناد الغضب إلى الله يعد تأدّباً مع الله عزّ وجلّ، ونظائره في القرآن كثيرة، ومنها قول الجن : {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا}.


س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟
ج: ذكر المفسرون ثلاثة أحاديث في المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين، وعمدتها وأصلها حديث عديّ بن حاتم الطائي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال)). رواه أحمد والترمذي.

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير؟
ج: استفدت من دراستي لدورة تفسير الفاتحة ما يلي:
1 - تفسير القرآن بالقرآن.
2 - تفسير القرآن بالسنة.
3 - الاعتناء بأقوال السلف في التفسير.
4 - تفاسير السلف لآية واحدة قد تختلف اختلاف تضاد لاختلاف تنوع.
5 - توثيق أقوال السلف وعدم الاعتماد على النقول.
6 - الرجوع إلى اللغة يساعد في فهم القرآن.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 جمادى الآخرة 1438هـ/3-03-2017م, 08:44 AM
محمد شحاته محمد شحاته غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 140
افتراضي

المجموعة الأولي:
1-الدعاء ب(اهدنا الصراط المستقيم) دعاء ومسألة الى الهداية فى كل الأحوال وهذا أنفع الدعاء كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية
ويشمل الثناء على الله والتوسل اليه بإخلاص العبادة له وحده، وهو الدعاء الذى اصطفاه الله لهذه الأمة
مراتب الهداية: 1- هداية دلالة وارشاد وهو دلالة علمية
2- هداية توفيق والهام وهو دلالة عملية
ولا تتحقق الهداية الابالجمع بينهما فيتحقق العلم والعمل معا
فإذا حصلت تحقق للعبد كل خير فى الدنيا والآخرة.

2- معنى الصراط لغة: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب
والصاد فيها منقلبة عن سين وقد قرأها ابن كثير بالسين وأبو عمرو بالزاى وهناك قراءة باشمام الزاى بالصاد.
وكلها متفقة فى المعنى ولكنها اختلاف للغات العرب، وكتبت فى المصحف العثمانى بالصاد ليحتمل الرسم ذلك كله.

3- الحكمة من حذف تعلق الابهام فى (أنعمت عليهم) للدلالة على كل مصدر من مصادر الهداية فدلالته على العموم في كل ما من شأنه حصول تمام الهداية للعبد لتحقيق نعم الله

4-الحكمة من تكرار ذكر الصراط:
للتوكيد والتفصيل بأن هذا الصراط هو طريق أهل النجاة.
وفيه تفصيل بعد إجمال وبيان بعد تشويق فبعد تمكن اللفظ الاول من النفوس دل عليه مبينا علاماته وأحوال السالكين فيه.

5- سبب توافق السلف فى تفسير المغضوب عليهم والضالين ما صح من وصف النبي صلي الله عليه وسلم اليهود بالمغضوب عليه والنصارى بالضالين. وقد روى الترمذى أن النبي صلي الله عليه وسلم قال :(اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون) وقال حديث صحيح.

6- الاستفادة من تفسير الفاتحة فى دراسة مسائل التفسير:
تقديم الحديث النبوي الصحيح فى تفسير المبهمات ثم النظر فى أقوال السلف.
مراعاة المعنى اللغوى للفظة القرآنية والدلالة فى موضعها ( اهدنا).
الربط بين الآيات ومناسبة الآية لما قبلها وبعدها.
الاستدلال بعلم النحو واللغة لتفسير المراد باللفظ.
معرفة فهم السلف وتفسيرهم لما أشكل.
تفسير الأسلوب القرآنى بمثل ما له من نظائر فى موضع آخر.
النظر فى بيان معانى الالفاظ والتكرار والتقديم والتأخير بينها والوجه الحسن فى دلالة اللفظ القرآنى واعجازه فى العربية.
النظر فى علوم القراءات وتفسير اللفظ باختلاف القراءات فيه.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 جمادى الآخرة 1438هـ/3-03-2017م, 05:50 PM
محمد زكريا محمد محمد زكريا محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 45
افتراضي

المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم}؟
اعلم - رحمني الله وإياك - أن كلمة الهداية قد تأتي متعدية بنفسها كما في آية الفاتحة ( اهدنا الصراط المستقيم (وكما في قوله حكاية عن الامتنان على النبيين الأخوين
( وهديناهما الصراط المستقيم) وتأتي متعدية بحرفين من حروف الجر وهما إلى واللام مثال الأول: وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم وقوله وهديناهم إلى صراط مستقيم ..) ومثال الثاني: قل الله يهدي للحق ..) وقوله وقالوا الحمدلله الذي هدانا لهذا..) وقوله يهدي للتي هي أقوم..) لذا نجد العلماء قد اختلفوا في دلائل هذا التنويع في تعدية الفعل وعدمه وهي من دقائق علم التفسير البياني وغاية المفسر تقريب المعنى وأساس ذلك البيان أن يكون مراعيا لمعاني الحروف وما يحتمله السياق الحالي والمقصد للكلمة فتعديتها بنفسها في قوله تعالى ( اهدنا الصراط المستقيم ..) لمعنى جامع لكل ما تقدّم من البيان والدلالة والإلهام والتوفيق والتهيئة.
وما أحسن قول ابن القيّم رحمه الله::{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }هو طالبٌ من الله أن يُعرِّفَه إيَّاه ويبّينه له ويلهمه إياه ويقدره عليه؛ فيجعل في قلبه علمَه وإرادتَه والقدرةَ عليه؛ فجَرَّدَ الفعلَ من الحرف، وأتى به مجرَّدا معدىً بنفسه ليتضمَّن هذه المراتب كلَّها، ولو عُدِّيَ بحرفٍ تعيَّن معناه وتخصَّص بحسب معنى الحرف؛ فتأمَّله فإنه من دقائق اللغة وأسرارها ا.ه.
س2: ما فائدة وصف الصراط بأنّه مستقيم؛ إذا كان الصراط في اللغة لا يسمّى صراط حتى يكون مستقيماً؟
الجواب: قال ابن جرير رحمه الله:(وإنّما وصفه اللّه بالاستقامة، لأنّه صوابٌ لا خطأ فيه.) وعليه يكون الوصف بذلك للتأكيد على استقامته، وقد جاء في التنزيل قوله (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا . قيّما) فأكدت الاستقامة بانتفاء العوج .
س3: ما المراد بالإنعام في قوله تعالى: (الذين أنعمت عليهم)
الجواب : المراد بالإنعام في هذه الآية الإنعام بالهداية والتوفيق واصطفاء الله تعالى المنعم عليه وإعانته وصرف المعوقات عنه وحفظه من آلشيطان والشرور .فيشمل كلَّ ما ذُكِر وغيره مما لا يحيط به العبد علماً.
س4: هل يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم؟ وضّح إجابتك.
الجواب: لا يقتضي ذلك لأن وصفهم بهذين الوصفات متعلق بسبب معين والقاعدة: أن الوصف إذا تعلق بسبب فإنه يعم كل من توفر فيه ذاك السبب. والتنصيص والتفسير على معين يكون من باب الدخول من باب أولى.
س5: ما معنى "لا" في قوله تعالى: (ولا الضالين)؟
الجواب:لو قيل: (غير المغضوب عليهم والضالين) لأوهم ذلك أن الوصفين لطائفة واحدة؛ فأتي بحرف "لا" للتأكيد على أنه المراد بالضالين طائفة غير الطائفة المعطوفة عليها، وهذا أحسن ما قيل في هذه المسألة، وهو أحد الأوجه التي ذكرها ابن القيّم رحمه الله في بدائع الفوائد.
اختلف اللغويون في معنى (لا) في مثل هذا السياق:
فقيل هي زائدة ، ويروى ذلك عن معمر ، لكن ردّه الفراء وابن جرير.
وقيل : بمعنى "غير" ، ويومئ إليه قول الفراء.
وفي هذا المعنى ماروي بسند صحيح في قراءة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: {غير المغضوب عليهم . وغير الضالين}. ‘تعتبر قراءة شاذة لمخالفته المصحف عثمان رضي الله عنه وأنت خبير بأن صحة الأستاذ لايستلزم منه قبول الرواية مالم يوافق المصحف الإمام وتوفر فيه باقي الشروط.
والقول الثالث: قول مكي بن أبي طالب و الواحدي وهو لئلا يظن العطف على قوله: (صراط الذين أنعمت عليهم والضالين)، فكان "لا" لإزالة الوهم والالتباس.
والقول الرابع: أنها مؤكدة للنفي الذي في قوله:
س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
الجواب : من الفوائد:
أولا: الاستقصاء في ذكر المسائل المترتبة عليها أمور وأحكام معينة.
ثانيا: التثبت في نسبة الأقوال إلى قائليها.
ثالثا: الحصر والتقسيم في الدلالات والأحكام والفوائد.
رابعا: الاستفادة من العلماء السابقين ونقل أقوالهم الاعتضاد والتقوية والاستئناس.
خامسا: الاحاطة بالمسائل وتكوين الصورة الأصلية الأساسية لها.

والله الموفق

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 جمادى الآخرة 1438هـ/3-03-2017م, 06:24 PM
مؤمن عجلان مؤمن عجلان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 255
افتراضي مجلس مذاكرة المجلس الثالث

س1 بين ما يشمله الدعاء بقول ( اهدنا الصراط المستقيم)
ذهب جماعة من المفسرين منهم ابن جرير والزجاج وابوجعفر النحاس وجماعة من اللغويين أن معناها " ثبتنا علي الهدي" كما تقول للرجل القائم قم حتي اعود إليك أي اثبت علي ما انت عليه حتي أعود إليك.
والهدي إلي الصراط المستقيم يتناول عدة أمور :
1- التعريف بما جاء به الرسول صلي الله عليه وسلم.
2- التعريف بما يدخل في اوامره الكليات.
3- العمل بالعلم.
واعلم أن الهدايه التي يطلبها المسلم علي نوعين:
أ‌- هداية دلالة وإرشاد : فهو يطلب من الله أن يوفقه للطريق الذي لا لبس فيه الموصل لرضي الله.
ب‌- هداية توفيق وإلهام: وهي هداية عملية ثمرتها العمل بالحق بعد معرفته والتمسك به.
ولا تتحقق الهداية الإ بالمعنيين جميعا وهو مقتضي الجمع بين العلم والعمل
وعلي هذا المعني تكون اهدنا بمعني ارشدنا ووفقنا للهدي أي اهدنا الهدايتين جميعا.





س 2 بين معني الصراط لغة ؟
الصراط لغة : الطريق الواضح السهل الواسع المستقيم الموصل للمطلوب.
قال ابن جرير :(أجمعت الحجة من أهل التّأويل جميعًا على أنّ الصّراط المستقيم هو الطّريق الواضح الّذي لا اعوجاج فيه
.وكذلك ذلك في لغة جميع العرب؛ فمن ذلك قول جرير بن عطيّة بن الخطفى:
أمير المؤمنين على صراطٍ.......إذا اعوجّ الموارد مستقيم)ا.ه.
وأصل الصاد في صراط انها منقلبة عن سين وهي قراءة ابن كثير ولأبي عمرو بالزاي الخالصة ولخلف عن حمزة اشمام الصاد زايا وكلها متفقة في المعني وسبب الخلاف هو اختلاف لهجات العرب في نطق الصاد. والأصل أنها بالسين
قال ابو منصور الأزهري أن السراط سمي بذلك لأنه يسترط المارة أي يسعهم
ومن أمثلة العرب : لا تكن حلوا فتسترط أي تبتلع
ومن جهة الصرف فصراط علي وزن فعال لأن الصراط يشتمل علي سالكه اشتمال الحلق علي الشيئ المسروط.






س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟

الحكمة من الحذف في القرآن له حكمة وقد اعتني اصحاب التفسير البياني بالمحذوف في القرآن لاستخراج دلائل الحذف وانواعه والحكمة من الحذف.


ومن ذلك حذف المنعم به في قوله تعالي (أنعمت عليهم ) انه حذف للعموم لبيان كثرة اوجه الإنعام التي يحصل بها الهداية ويحصل به تمامها من أنعام معرفة سبيل الهداية وإراده اتبع الهدي إلي غير ذلك من انواع الإنعام التي يحتاجها العبد في طريق الهداية.
وهذا الحذف مثل حذف متعلق أفضل التفضيل في قوله تعالي ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) فإن الحذف للعموم ليعم كل شيئ يحتاج إليه من ابواب الدين.




س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
ذكر الصراط معرفا بال في الآية الاولي ومعرفا بالإضافة في الآية الثانية

وهو في كل موضع له حكمة وفائدة ففي الآية الأولي بين أنه الطريق المستقيم الموصل إلي الهداية و الرشاد والفلاح وانه طريق واحد فقط يوصل لعاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة. وفي الآية الثانية أضافه إلي الذين يسيرون في هذا الطريق والذين يأنس بهم وليعرف السالك أنه طريق مسلوك سبقه إليه آخرون وهم الذين أنعم الله عز وجل عليهم فيزيده تمسكا بهذا الطريق ويعتبر ويتأسي بمن سبقوه في هذا الطريق.
ولابن القيم وابن عاشور كلام جيد في بيان الحكمة من تكرار الصراط فليراجع في موضعه.



س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
السبب في توافق عبارات السلف هو ما صح عن النبي صلي الله عليه وسلم من وصف اليهود بالمغضوب عليهم والنصاري بالضالين. وقد ورد في ذلك ثلاثة أثار عن النبي صلي الله عليه وسلم في ذلك وهي :

1- حديث عديّ بن حاتم الطائي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال)رواه أحمد والترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن خزيمة في التوحيد، وابن حبان والطبراني في الكبير من طرق عن سماك بن حرب، عن عباد بن حبيش، عن عدي به، وعباد بن حبيش مجهول . ورواه ابن جرير الطبري والطبراني في الأوسط وتمام في فوائده من طريق عبد الله بن جعفر الرقّي عن سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عديّ بن حاتم قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(المغضوب عليهم: اليهود، والضالين: النصارى.) وهذا الإسناد ظاهره الصحّة ورجاله ثقات.
2- والحديث الثاني :حديث بديل بن ميسرة العقيلي، قال: أخبرني عبد الله بن شقيق، أنه أخبره من سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى، وهو على فرسه، وسأله رجل من بلقين، فقال: يا رسول الله، من هؤلاء؟ قال:(هؤلاء المغضوب عليهم)، وأشار إلى اليهود. قال: فمن هؤلاء؟ قال:(هؤلاء الضالون )يعني النصارى. قال: وجاءه رجل، فقال: استشهد مولاك، أو قال: غلامك فلان، قال:(بل يجر إلى النار في عباءة غلها )رواه عبد الرزاق وأحمد ومحمد بن نصر، وأبو يعلى. ورواه ابن مردويه في تفسيره -كما في تفسير ابن كثير - من طريق إبراهيم بن طهمان، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المغضوب عليهم، قال:(اليهود )، قلت: الضالين؟ قال:(النصارى) وقد حسّن الحافظ ابن حجر هذا الإسناد.
3- حديث سليمان بن أرقم البصري عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب، ثم قال( :قال ربكم: ابنَ آدم، أنزلت عليك سبع آيات، ثلاث لي، وثلاث لك، وواحدة بيني وبينك، فأما التي لي: ف{الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم . مالك يوم الدين}، والتي بيني وبينك{ :إياك نعبد وإياك نستعين }منك العبادة، وعليَّ العون لك، وأما التي لك: ف{اهدنا الصراط المستقيم }هذه لك:{صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم }:اليهود، {ولا الضالين }:النصارى)رواه الطبراني في الأوسط. وسليمان بن أرقم متروك الحديث، قال فيه أحمد:(لا يسوى حديثه شيئ اً )، وقال يحيى بن معين( :ليس بشيء، ليس يسوى فلساً) وأبو سلمة لم يسمع من أبيّ بن كعب، إنما ولد أبو سلمة عام 22 ه. لكن العمدة على حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه، فقد صححه جماعة من أهل العلم.
وقد اتفق السلف علي أن سبب الغضب علي اليهود هو أنهم لم يعملوا بما علموا لعنادهم وكبرهم وقسوة قلوبهم .
وسبب ضلال النصاري عبادتهم الله عز وجل علي جهل وهوي فابتدعوا في دينهم ما لم يشرعه الله عز وجل لهم واتبعوا في ذلك رهبانهم من غير علم.




س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.


1. معرفة المرويات في علم التفسير ومعرفة سبب ضعفها ومرتبة ضعفها وما يتساهل فيه وما لا يتساهل فيه.
2. معرفة انواع الأقوال المنسوبة إلي المفسرين .
3. معرفة أن من الأقوال في علم التفسير ما يجتمع ولا يتنافر بل تكمل بعضها بعض.
4. معرفة أن من طرق التفسير التفسير بالمثال ويعني به ذكر ما يدل علي بعض معني الآية لا على أنَّ الآية لا تحتمل من المعنى إلا ما ذكر
5. معرفة معاني التعريف ب (ال). حيث قد يقع الاختلاف في التفسير نتيجة للاختلاف في معني التعريف.
6. معرفة أقوال المفسرين في الآية ومعرفة سبب الاختلاف ومآخذ الأقوال وحججها واحكامها ومعرفة الراجح منها .
7. معرفة أنه لا يكتفي بما نقل عن السلف في التفاسير المتأخرة بل يجب الرجوع للمصادر الاصلية إذا تجاوز طالب التفسير مرحلة المتوسطين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 5 جمادى الآخرة 1438هـ/3-03-2017م, 09:54 PM
معاذ المحاسنة معاذ المحاسنة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 66
افتراضي

بسم الله الرجمن الرحيم
أجوبة المجموعة الأولى:
السؤال الأول: المقصد الرئيس في هذة الأية هو الدعاء و مسألة الله تعالى , و يتضمن الدعاء الذي تضمنته الأية الكريمة هو الأخلاص لله تعالى بالبراءة من الشرك به سبحانه و تعالى و بكل ما يقدح في اخلاص العبودية لله تعالى و التبرئ من الحول و القوة الا بالله جل و علا.
السؤال الثاني: المقصود بالصراط لغة : هو كل طريق واضح و واسع و سهل و مستقيم يوصل الى المبتغى و المطلوب.
السؤال الثالث: يجب العلم أن كل حذف في القرآن الكريم له حكم و من اجل ذلك اهتم علماء التفسير البياني بمسائل الحذف في آيات الكتاب الكريم. وفي هذه الأية يتبين معنى متعلق النعمة المحذوف في السؤال التالي ( الذين أنعم الله عليهم بماذا؟) فأجتهد أهل التفسير في معرفة ما يدل عليه المحذوف و أنواع هذا الحذف و استنتجوا الحكم من الحذف في القرآن الكريم .وحذف متعلق الانعام في الأية ( أنعمت عليهم) جاء للدلالة على العموم في كل ما يحتاحه العبيد للحصول على تمام الهداية. و يوجد نظير لهذا الحذف عندما حذف ( أفعل التفضيل) في قول الله جل و علا (ان هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ), و السبب ان ارادة العموم هي أقوم في كل شئ يحتاج اليه العبد في أبواب الدين الحنيف سواء كان ذلك في العقائد و العبادات و الأخلاق و السلوك و المعاملات و الدعوة الى الله تعالىو السياسة وغير ذلك من جوانب الحياة المختلفة التي يحتاجها الفرد و الأمة للهداية الى ما ينفعهم و يقربهم الى الله تعالى و ينجيهم من كل ضر.
السؤال الرابع : ذكرت كلمة ( الصراط ) مرتين في موضع قريب جدا من بعض وهذا فيه حكمة و فائدة لا تتحقق في غيره من الأمكنة . ففي المكان الأول الذي ذكرت كلمة الصراط جاءت معرفة باللام و لهذا كان من أهم المسائل هي طلب الهداية الى الصراط المستقيم لأنه الطريق المؤدي الى الجزاء الأحسن و الأفضل و طريق واحد لا يتعدد.أما في المكان الثاني الذي ذكرت فيه فقد جاءت كلمة ( الصراط ) معرفة بالأضافة الى الذين يستحسن اتباعهم و المسير على أثارهم و هذا دليل واضح على أن هذا الطريق الآمن سلكه من أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقيين و الشهداء و الأولياء فحصلوا بذلك على رحمه الله وحسن الثواب.
السؤال الخامس: يعود التوافق في تفسير المغضوب عليهم و الضالين لعدة أسباب:
الأول : أنه صح عن النبي صلى الله عليه و سلم بـأنه وصف اليهود بالمغضوب عليهم و النصارى بالضالين.
الثاني : لأن الصحابة رضوان الله عليهم هم من نقلوا هذا القول عن الرسول صلى الله عليه وسلم و علموه للتابعين رحمهم الله تعالى ممن لازمهم و تعلم منهم, و الصحابة كلهم عدول ثقات في النقل عن الرسول صلى الله عليه و سلم.
السؤال السادس : علم التفسير علم عظيم الشأن عند المسلمين لأنه يهتم ببيان كلام الله تعالى المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم, و لهذا فقد اعتنى المسلمون به عناية خاصة و لا سيما العلماء منهم , و قد لاحظت من خلال دورة تفسير سورة الفاتحة جملة من الأمور أهمها:
1- الاختلاف في مناهج التفسير عند العلماء, فمنهم من فسر القرآن بالقرآن, و منهم من فسر القرآن بالسنة النبوية الشريفة, و منهم من فسر القرآن بأقوال التابعين رحمهم الله تعالى, و منهم من فسر القرآن بلغة العرب أو ما يسمى بالتفسير البياني و هذه المناهج كلها تساعد على فهم كتاب الله تعالى.
2- أنه على المسلم التحقيق و التمحيص في بعض المرويات التي ذكرت في كتب التفسير, و هذا التحقيق يكون في جانبين:
أ- التحقق من الاسناد وهم سلسلة الرجال الذين نقلوا القول (المتن) ب- التأكد من صحة المتن (القول الذي نقل) . و هذا أمر بالغ الأهمية لأن كتب تفسير العلماء فيها الكثير من المرويات التي لا تصح كالأسرائيليات و و نقول أهل البدع و الأهواء و أصحاب الفرق الذين يتعصبون بنقلهم لنصرة فرقهم و مواقفها.
3- عند دراسة التفسير لسورة الفاتحة لاحظت أنه يجب الاهتمام بكل جوانب التفسير, من معرفة أقوال السلف الصالح , و معرفة أقوال أهل اللغة , و معرفة أقوال العلماء المتأخرين في مسائل التفسير , و هذا يساعد على فهم المسألة بشكل أوفى و أوضح.
4- يجب المثابرة و الصبر على تحصيل العلم الشرعي لأنه يفضي بنا الى الصراط المستقيم , و النجاة من الفتن و الأهوال التي تواجهنا في مسيرة حياتنا.
هذا و الله سبحانه وتعالى أعلم, و صلى الله وسلم على سيدنا محمد و على آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 01:34 AM
عصام عطار عصام عطار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 454
افتراضي

1- بيّن ما يشمله الدعاء بقول : { اهدنا الصراط المستقيم }.

يشمل هذا الدعاء..قصد العبدومسألته لله، بعد ما حمده وأثنى عليه ومجّده،
واستعان له، والإخلاص من البراءة من الشرك، والبراءة من الحول والقوة إلّا بالله سبحانه وتعالى؛ فهو أعظم الدعاء وأنفعه، وأحبّه إلى الله.
قال ابن تيمية رحمه الله: « أنفع الدعاء، وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة: « اهدنا الصراط المستقيم • صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلّين » فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته، فلم يصبه شر، لا في الدنيا ولا في الآخرة، لكن الذنوب هي من لوازم نفس الإنسان، وهو محتاج إلى الهدى في كل لحظة، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب.
ويشمل أيضاً مراتب الهداية :
هداية الدلالة والإرشاد .
هداية التوفيق والإلهام.*
فبهداية الدلالة والإرشاد يُبصر المرءُ الحقّ و الباطلَ ويتبيّن حقيقتَهما وعلاماتهما ؛ فيميّز الحقَّ من الباطل، والهدى من الضلال، والطيّب من الخبيث .
وأما بهداية التوفيق والإلهام، فيحبِّب الله إليه الإيمان والعمل الصالح ويزيّنه في قلبه، ويعينه على ذكره وشكره وحسن عبادته، فيوفّقه اللهُ لاتّباع هداه وامتثال أمره، واجتناب نهيه، وتصديق خبره، وهذه الهداية لا تتحقق للعبد إلا بتحقّق المرتبة التي قبلها؛ فيجمع بين العلم النافع والعمل الصالح.*

2- بيّن معنى الصراط لغة.

الصراط في لغة العرب هو الطريق الواضح السهل المستقيم الموصل للمطلوب. فلا تسمّي العرب الطريق المعوجَّ، الصعبَ المُشِقّ صراطاً، ولا المسدود .
قال ابن القيّم رحمه الله : الصراط جمع خمسة أوصاف : أن يكون طريقاً مستقيماً سهلاً مسلوكاً واسعاً موصلاً إلى المقصود .
وقال ابن جرير: أجمعت الحجة من أهل التأويل جميعاً على أنّ الصّراط المستقيم هو الطّريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه.
وفي كلمة الصراط أصل الصاد فيها منقلبة عن السين، ففي قراءة ابن كثير المكّي (السِّراط) بالسين، وفي قراءةٍ لأبي عمرو (الزِّرَاط) بالزّاي الخالصة، ومن القُرّاء من يشمّ الزاي بالصاد.*
قال ابن الجزري:*ووجه ذلك أن حروف الصفير يبدل بعضها من بعض.
وكلّها متفقة في المعنى، وإنما اختلف النطق بها لاختلاف لغات العرب، وقد رُسمت في المصحف صاداً على خلاف الأصل لتحتمل هذه الأوجه كلها... والمقصود أنَّ الأصل هو السين، وقد نَقَل أبو منصور الأزهري عن بعض أهل اللغة أنَّ السِّرَاط إنما سُمّي سِراطاً؛ لأنه يسترط المارّة،أي يسعهم.

3- ما الحكمة من حذف متعلق الإنعام في قوله تعالى : { أنعمت عليهم }؟

لابد من حكمةٍ لحذف متعلّق الإنعام، وهو « بماذا أنعم الله عليهم؟ » فكل حذف في القرآن له معنى، لذلك اهتمّ أصحاب التفسير البياني بمسائل الحذف في القرآن، وتلمّسوا الحِكَمَ منه، وأظهر حكمةٍ من الحذف في تلك الآية هي الدلالة على العموم في كل ما من شأنه حصول تمام الهداية، ولما يحتاجه العبد من الهدايات الكثيرة في كل شؤونه.
وهذا نظير حذف متعلق أفعل التفضيل في قول الله تعالى : « إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم..» أي اقوم في كل شيء يحتاج إليه من أبواب الدين في العقائد والعبادات والمعاملات وغيرها مما ينفع ويُتَقرَّب بها إلى الله عزّوجلّ، والنجاة والسلامة مما يُخشى ضرره..

4- ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟

الحكمة من تكرار ذكر الصراط هي أن كلمة« الصراط» في الآية { اهدنا الصراط المستقيم } إشارة إلى الطريق المهيّأ للسالكين، دون ذكر من سلكه، وأنّه الطريق الصحيح الوحيد المفضي إلى العاقبة الحسنة، والذي دلّ عليه معنى التعريف والعهد الذهني.. بينما أتى ذكر« الصراط» في الآية { صراط الذين أنعمت عليهم } معرّفاً بالإضافة إشارةً لِسالكين هذا الطريق مع ذكر الطريق المهيّأ للسلوك.
وفي هذا تفصيلاً بعد إجمال مفيد ليتمكّن الوصف الأوّل من النفوس ثمّ يعقب بالتفصيل المبيّن لحدود الصراط وعلاماته وأحوال السالكين وأحكامهم، وهذا مابيّنه ابن عاشور رحمه الله..
وقال ابن القيّم رحمه الله:*(وهذا كما إذا دللت رجلا على طريق لا يعرفها وأردت توكيد الدلالة وتحريضه على لزومها وأن لا يفارقها؛ فأنت تقول: « هذه الطريق الموصلة إلى مقصودك »، ثم تزيد ذلك عنده توكيداً وتقويةً فتقول: «وهي الطريق التي سلكها الناس والمسافرون وأهل النجاة » أفلا ترى كيف أفاد لها بأنها طريق السالكين الناجين قدراً زائداً على وصفك لها بأنّها طريق موصلة وقريبة سهلة مستقيمة فإن النفوس مجبولة على التأسّي والمتابعة فإذا ذُكِرَ لها من تتأسّى به في سلوكها أنِستَ واقتحمها فتأمّله».

5- ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم ولا الضآلّين؟

سبب توافقهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم وصفهم بذلك الوصف، غير أن هذا الوصف له سبب ؛ فمن فعل مثل ما يفعلون لقي مثل جزائهم.
وقد توافقت أقوال السلف على أن سبب الغضب على اليهود أنهم يعرفون الحقّ كما يعرفون أبناءهم، لكنهم أهل عناد وشقاق وكِبر، فكتموه ولم يعملوا بما علِموا، ويحرّفون الكَلِم عن مواضعه فاستحقّوا غضب الله.
وأن النصارى ضلّوا لأنهم عبدوا الله على جهل، متّبعين أهواءهم في عباداتهم، وغلوا في دينهم مبتدعين فيه مالم يأذن به الله، قائلين على ربهم ماليس لهم به علم، واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله، فحرّموا ما أحلّ الله، وأحلّوا ما حرّم الله ؛ فضلّوا ضلالاً بعيداً.

6- بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

استفدنا من دراستنا لتفسير سورة الفاتحة أنها حَوَت معاني القرآن العظيم واشتملت مقاصده الأساسية بالإجمال فهي تتناول أصول الدين وفروعه، العقيدة، العبادة، التشريع، الاعتقاد باليوم الآخر والإيمان بصفات الله الحسنى وإفراده بالعبادة والاستعانة والدعاء والتوجه إليه جلّ وعلا بطلب الهداية الى الدين الحق والصراط المستقيم والتضرع اليه بالتثبيت على الإيمان ونهج سبيل الصالحين وتجنب طريق المغضوب عليهم والضآلين وفيها الإخبار عن قصص الأمم السابقين وفيها التعبد بأمر الله سبحانه ونهيه وغير ذلك من مقاصدٍ وأهدافٍ فهي كالأم بالنسبة لباقي السور الكريمة ولهذا سمّيت بأم الكتاب ؛ كماحَوَت على أساسيات الدّين ومنها:
• شكر نعم الله، نجدها في « الحمد لله» .*
• الإخلاص لله، نجدها في*« إياك نعبد وإياك نستعين ».
• الاستقامة نجدها في « اهدنا الصراط المستقيم ».
• *الصحبة الصالحة نجدها في *«صراط الذين أنعمت عليهم».
• الاستقامة*« إهدنا الصراط المستقيم » .*
•*ورد الدعاء بصيغة الجمع في« نعبد، نستعين » مما يدل على التوحّد .
و تعلمنا كيف نتعامل مع الله، فأولها ثناء وتمجيد على الله تعالى، وآخرها دعاء لله*.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 03:53 AM
مصطفى الراوي مصطفى الراوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 68
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
قال المصنف قوله تعالى : (( {اهدنا الصراط المستقيم} فهو معنى جامع لكل ما تقدّم من البيان والدلالة والإلهام والتوفيق والتهيئة. ))
والناس ثلاث مراتب ذكرهم الله تعالى في كتابه
ظالم لنفسه ومقتصد ( يفعل الواجب ويترك المحرم ) وسابق بالخيرات ( المحسن ) قال تعالى : (( ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينامن عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيارت ... )) الاية
فحين يدعو الانسان ويسال الهدايه يكون نصيبه منها على ما كان من مرتبة من هذه الثلاث مراتب , فأعظمهم استحضارا واكثرهم عزيمة وصدقا وحضورا للقلب المحسن , ثم من دونهم من الناس يقول عليه الصلاة والسلام : «إن الرجل لينصرف، وما كتب له إلا عُشر صلاته، تسعها، ثمنها، سبعها، خمسها ربعها ثلثها نصفها».
ورواه الإمام أحمد فدل الحديث على التفاضل في السؤال بين الناس
وقال سفيان الثوري: «يكتب للرجل من صلاته ما عقل منها» رواه أبو نعيم في الحلية.
قال ابن القيّم رحمه الله: (فالقائل إذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} هو طالبٌ من الله أن يُعرِّفَه إيَّاه ويبّينه له ويلهمه إياه ويقدره عليه؛ فيجعل في قلبه علمَه وإرادتَه والقدرةَ عليه؛ فجَرَّدَ الفعلَ من الحرف، وأتى به مجرَّدا معدىً بنفسه ليتضمَّن هذه المراتب كلَّها، ولو عُدِّيَ بحرفٍ تعيَّن معناه وتخصَّص بحسب معنى الحرف؛ فتأمَّله فإنه من دقائق اللغة وأسرارها)ا.هـ.



س2: بيّن معنى الصراط لغة.

قال المصنف : (( لصراط في لغة العرب: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب. ))
فلا يقال للطريق غير الموصل صراط لان الصراط موصل للمطلوب
والصاد في الصراط منقلبة عن سين كونهما حرفا صفير - كماذكر ابن الجزري - وهناك قراءة متواترة بابدال الصاد سين كقراءة ابن كثير وغيرها

وقال ابن القيّم رحمه الله: (الصراط ما جمع خمسة أوصاف: أن يكون طريقاً مستقيماً سهلاً مسلوكاً واسعاً موصلاً إلى المقصود؛ فلا تسمّي العربُ الطريقَ المعوجَّ صراطاً ولا الصعب المُشِقّ ولا المسدودَ غير الموصول).

نُقل عن بعض أهل اللغة أنَّ السِّرَاط إنما سُمّي سِراطاً؛ لأنه يسترط المارّة، أي يسعهم. ومن أمثال العرب: لا تكن حلواً فتُسترَط أي: تُبتَلع.


س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟

للدلالة على العموم ايحصول تمام الهداية , كما قال تعالى : (( ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم )) أي أقوم في كل شيء يُحتاج إليه
ولما يحتاجه العبد من الهدايات الكثيرة في كلّ شأن من شؤونه.
كما ذكرت اقوال كثيرة منها ماهو صحيح ومنها تكلف اصحابها في البيان والله اعلم بالصواب

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟

قال المصنف : (( قال في جواب هذا السؤال: أنّ ذكره في كلّ موضع له حكمة ومناسبة وفائدة لا تتحقق في غيره.
ففي الموضع الأول كان الأهمّ للسائل أن يُهدى إلى الصراط المستقيم، وهو الطريق الصحيح السهل المفضي إلى العاقبة الحسنة، وأنه طريق واحد كما دلّ عليه معنى التعريف والعهد الذهني.
وفي الموضع الثاني: أتى ذكر الصراط معرّفاً بالإضافة إلى الذين يُستأنس باتّباعهم واقتفاء آثارهم وليفيد بأنَّه صراط آمن مسلوك قد سلكه الذين أنعم الله عليهم ففازوا بفضل الله ورحمته وحسن ثوابه.)) ا.هـ
قال ابن القيّم رحمه الله: (وهذا كما إذا دللت رجلا على طريق لا يعرفها وأردت توكيد الدلالة وتحريضه على لزومها وأن لا يفارقها؛ فأنت تقول: (هذه الطريق الموصلة إلى مقصودك)، ثم تزيد ذلك عنده توكيدا وتقوية فتقول: (وهي الطريق التي سلكها الناس والمسافرون وأهل النجاة)، أفلا ترى كيف أفاد وصفك لها بأنها طريق السالكين الناجين قدرا زائدا على وصفك لها بأنها طريق موصلة وقريبة سهلة مستقيمة فإن النفوس مجبولة على التأسّي والمتابعة فإذا ذُكِرَ لها من تتأسّى به في سلوكها أَنِسْتَ واقتحمتها، فتأمّله)ا.هـ.))

س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟

وذلك لانه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه صرح بالمراد بالمغضوب عليهم اليهود , والنصارى ضالين , منها حديث عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المغضوب عليهم، قال: ((اليهود)) ، قلت: الضالين؟ قال: ((النصارى)).
وقد حسّن الحافظ ابن حجر هذا الإسناد.

ولاشك ان من اخل في عقيدته وعبادته كان له شبه بهذين الصنفين , وقد ورد عن بعض السلف انه قال : ( من فسد من علمائنا كان له شبه باليهود ومن فسد من عبادنا كان له شبه بالنصارى ))

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

مما استفدته من دراستي لهذه السورة المباركة
- ان من اراد الغوص في معان الكتاب والتللذ بمعانيه وبيان مراد الله تعالى لا يكون الا لمن اخذ بالعلم فبقدر معرفة الانسان باللغة واطلاعه على كلام اهل العلم يكون موفقا في تعلم كتاب الله وعبادة الله على احسن الاحوال كما قال سبحانه : ( انما يخشى الله من عباده العلماء )
- لا يجوز للانسان ان يتكلم الا عن علم
- عظمة هذا الكتاب الخالد وما فيه من معان تدلل على عظمة الله وصدق نبيه وعظمة هذا الدين
- ان القران يفسر بالقران وبالسنة ولغة العرب واقوال الصحابة والسلف الصالح
- ان العلم الشرعي لا ينال بيسر بل يحتاج من الطالب ان يعطيه كله لينال بعضه - والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوه الا بالله -

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبيه محمد واله وسلم

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 04:14 AM
فهد الثقفي فهد الثقفي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 21
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
يشمل الدعاء بالرشاد والسداد لكل ما هو خير يدل ويهدي إلى الطريق الواضح البين المستقيم الذي لا عوج فيه يهدي إلى الجنة، وهو طريق الإسلام.
صراط الذين أنعم الله عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا كما بينته آية النساء.
س2: بيّن معنى الصراط لغة.
أصل الصراط في كلام العرب الطريق.
س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
حذف للعموم لكثرة اوجه الإنعام التي يحصل بها الهداية.
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
فيه جانب بلاغي وهو التصريح بعد الإبهام {الصراط المستقيم} ثم فسره بقوله: {صِرَاطَ الذين أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} .
س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
لبيان النبي صلى الله عليه وسلم لها.
س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
-التعرف على طرق المفسرين، في إيراد أقوالهم.
-كيفية التعامل مع الأقوال المختلفة، وأنها من اختلاف التنوع والتضاد نادر.
-التعرف على بعض أصول التفسير وقواعده، ومنها التفسير بالمثال.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 05:33 AM
محمد عبدالمنعم محمد عبدالمنعم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
الدولة: مصر
المشاركات: 33
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية :

ج1: أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية :

الأول : حضور القلب لأن الله تعالى ينظر إلى قلوب عباده قال تعالى ( وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ) .
قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) رواه مسلم في صحيحه ، وأحمد وابن حبان وغيرهم من طريق جعفر بن برقان ، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة رضي الله عنه .
الثاني : الإحسان فى الدعاء ، ومايصاحبه من تضرع وخوف ورغبة ورهبة .
وقد قال الله تعالى : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) .
الثالث: مقاصد الداعي من سؤال الهداية، فإنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى، فلابد للداعي أن يقصد الهداية التامة التي يبصر بها الحقّ، ويتّبع الهدى،وأن يعينه الله على الهداية ويثبته .

ج 2 : المراد بالصراط المستقيم

المراد بالصراط المستقيم ماورد فى قوله تعالى : ( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) .
تنوعت عبارات السلف في التعريف بالصراط المستقيم :
القول الأول : دين الإسلام ، وهو قول جابر بن عبد الله، ورواية الضحاك عن ابن عباس، وهو قول محمّد بن الحنفية وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وهو قول جمهور المفسّرين وهذا القول هو أشهر الأقوال وأصلها، والإسلام يشمل مراتب الدين كلها .
واستدل بعض المفسرين لهذا القول بحديث النوَّاس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ضرب الله مثلا صراطا مستقيما ، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا، ولا تتعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم)). رواه أحمد وابن نصر المروزي وابن أبي عاصم والطحاوي والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم من طريق معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن النواس بن سمعان الأنصاري مرفوعاً، ولهذا الحديث طرق أخرى بألفاظ مقاربة . (منقول ) .
والشاهد فيه قوله: (والصراط الإسلام) .
وروى الحسن بن صالح، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: (الصراط المستقيم ) هو الإسلام، وهو أوسع ما بين السماء والأرض ، رواه الحاكم وصححه .
وقال عاصم الأحول: قال أبو العالية: (تعلَّموا الإسلام؛ فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم؛ فإنه الإسلام، ولا تحرفوا الصراط شمالا ولا يمينا) . رواه عبد الرزاق في مصنفه وابن نصر المروزي في السنة، وابن وضاح في البدع، والآجري في الشريعة .
والقول الثاني: هو كتاب الله تعالى، وهو رواية صحيحة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .
روى منصور بن المعتمر عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إن هذا الصراط محتضر تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإن الصراط المستقيم كتاب الله). رواه الطبراني في الكبير، وابن نصر المروزي في السنة، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في شعب الإيمان، وإسناده صحيح على شرط الشيخين .
والقول الثالث: هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا القول رواية عن ابن مسعود .
روى الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: «الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم» رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان، ولفظه: (الصراط المستقيم تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طرفه، والطرف الآخر الجنة ) .
والقول الرابع: هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما، ورواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري .
القول الخامس: هو الحقّ ، وهو قول مجاهد بن جبر رواه ابن أبي حاتم .
وهو وصف الصراط المستقيم بأنه الحق، لأنّ كل ما اتبع سواه فهو باطل .
قال ابن كثير: (وكل هذه الأقوال صحيحة ، وهي متلازمة ، فإن من اتبع النّبي صلى اللّه عليه وسلم، واقتدى من بعده بأبي بكرٍ وعمر، فقد اتبع الحق، ومن اتّبع الحق فقد اتبع الإسلام، ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم) .


ج3 : الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟

الأولى : التنبيه على أن الله سبحانه وتعالى هو الذي أنعم عليهم بالهداية .
والثانية: قطع التعلّق بالأشخاص واستشعار بأن اتباع من أمرنا باتباعهم إنما هو امتثال لأمر الله .
والثالثة: أن الآية عامة في جميع المنعم عليهم؛ وأنه تعالى هو الذي هدى إلى جميع تفاصيل الطريق التي سلكها كل من أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
فالله سبحانه هو المنعم على النبين والصديقين والشهداء والصالحين ونرجو منه سبحانه أن ينعم علينا أيضا .

ج4 :- الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟

أحدها: أن ذلك لمراعاة فواصل الآيات، وهذا جواب وإن كان صحيحا في نفسه إلا أنه لا يستقل بالجواب إذ لا بد من حكمة أخرى غير مجرد مراعاة الفواصل.
والثاني: لأن اليهود متقدمون في الزمان على النصارى، ذكره ابن القيم وجها .
والثالث : التدرج بنفي الأضعف بعد نفي الأقوى مع رعاية الفواصل، وهذا حاصل جواب ابن عاشور .
والرابع: أن اليهود أغلظ كفرا من النصارى؛ فبدأ بهم، وهذا الجواب ذكره ابن القيّم رحمه الله، وهو جواب شيخنا ابن عثيمين رحمه الله، قال: (قدم المغضوب عليهم على الضالين؛ لأنهم أشد مخالفة للحق من الضالين؛ فإن المخالف عن علم يصعب رجوعه بخلاف المخالف عن جهل).
الخامس : لأن الغضب يقابل الإنعام، فتقديم ذكر المغضوب عليهم أحسن مقابلة من تقديم ذكر الضالين، وهذا خلاصة جواب أبي حيان الأندلسي في البحر المحيط .
السادس :لأن أول ذنب عصي الله به هو من جنس ذنوب المغضوب عليهم؛ لأنه عصيان عن علم ومعرفة، وهو إباء إبليس السجود لآدم؛ فناسب تقديم
المغضوب عليهم
السابع : تقديم المقابلة الخاصة ( العمل وتركه ) على المقابلة العامة ( العلم وعدمه) لتتم المقابلة الخاصة أولا ثم المقابلة العامة لأنها أشمل .

س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟

لإفادة عظم شأن غضب الله عليهم، وأنه غضب الملك الجبّار الذي يغضب لغضبه جنوده في السماوات وفي الأرض، فيجد آثار ذلك الغضب في كل حال من أحواله .
كما في صحيح مسلم من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض ) .
والمقصود أن إبهام ذكر الغاضب هنا من فوائده عموم الغاضبين وكثرتهم .
وذكر ابن القيّم رحمه الله تعالى :
أحدهما: أن ذلك جار على الطريقة المعهودة في القرآن من أن أفعال الإحسان والرحمة والجود تضاف إلى الله تعالى، وأفعال العدل والجزاء والعقوبة لاتنسب إلى الله ؛ تأدبا مع الله جل وعلا، ، كما في قول الله تعالى فيما حكاه عن الجن ( وأنا لا ندري أشر أُريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربّهم رشدا )
وقول إبراهيم عليه السلام : (الذي خلقني فهو يهدين . والذي هو يطعمني ويسقين . وإذا مرضت فهو يشفين) .
ولم يقل (الذين أضللتهم) لئلا يفهم من ذلك نوع عذر لهم، مع أنّ ضلالهم بقضاء الله وقدره .
ومنها: أنّ ذلك أبلغ في تبكيتهم والإعراض عنهم وترك الالتفات إليهم؛ بخلاف المنعم عليهم ففي إسناد فعل الإنعام إلى الله تعالى في قوله (أنعمت عليهم) ما يفيد عنايته بهم وتشريفهم وتكريمهم ..

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

ج6 : الحمد لله الذى رزقني بهذه الدورة والله أسأل أن يتم نعمته علينا وأن نكون مع الذين أنعم الله عليهم وأن يجازيكم عنا خيرا .
في هذ الدورة تعلمت التفسير المنهجي ليس فقط معاني الألفاظ ولكن التفسير البياني واللغوي ودقة الألفاظ وعظمة القرآن في اختيار الألفاظ ومعانيها ومواقعها والمقارنة بين أقوال المفسرين وذكر الاحاديث بأسانيدها وتوضيح بعض الأحاديث الضعيفة ومنقطعة السند ومايؤخذ ومالا يؤخذ بها .
والله أسأل أن يعلمنا ماينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يجعل عملنا هذا خالصا ابتغاء مرضاته . وجزاكم الله خيرا

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 09:19 AM
عنتر علي عنتر علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 220
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الإجابة عن أسئلة مجلس مذاكرة القسم الثالث من تسير الفاتحة
المجموعة الثالثة :
س١- ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام .
جـ ١- الإجابة على هذا السؤال المشهور فى كتب التفسير وغيرها ملخصة فى الآتية :
١- أن معنى الهداية فى الآية ( الثبات ) ، يعنى ثبتنا على الهدى ، قال به جماعة من اللغويين منهم أبو جعفر النحاس وغيره .
قال الزجاج : " ومعنى ( اهدنا ) وهم مهتدون : ثبتنا على الهدى ، كما تقول للرجل القائم : قم لى حتى أعود إليك ، يعنى أثبت لى على ما أنت عليه " ا.ه‍ .
٢- أن الحكمة من ذلك أن الإنسان قد أقر بأن محمدا رسول الله وأن القرآن الكريم حق وكتاب الهداية على سبيل الإجمال ، فأكثر ما يحتاج إليه من العلم بما ينفعه ويضره وما أمر به وما نهي عنه فى تفاصيل الأمور وجزئياتها لم يعرفه ، وما عرفه فكثير منه لم يعمله ، ولو قد أنه بلغه كل أمر ونهي فى القرآن والسنة ، فالقرآن والسنة إنما تذكر فيهما أمور عامة الكلية لا يمكن غير ذلك ، ولا يذكر كل ما يختص به كل عبد ، ومعلوم أن دخول المسلم فى الإسلام هو أصل الهدية لكنه يحتاج إلى هدايات كثيرة متنوعة ومتجددة حيث أن القلب مجبول على القلب وعدم الاستقرار على حال ، وقد جاء فى الحديث : ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك ) أو كما قال رسول الله ، يعنى حتى لا يحيد عن الهدى المستقيم .

س٢- ما هي أقوال السلف فى معنى الصراط المستقيم ؟ وما الموقف منها ؟
جـ ٢- المحفوظ عن الصحابة والتابعين فى تفسير الصراط المستقيم خمسة أقوال كلها متفقة فى مدلولاتها مع اختلاف فى التعبير :
١- الصراط المستقيم بمعنى ( دين الإسلام ) وهو رواية عن جابر بن عبد الله وابن عباس رضي الله عنهما من الصحابة وقول عن أبى العالية الرياحي وهو اخيار جمهور المفسرين .
٢- الصراط المستقيم بمعنى ( كتاب الله تعالى ) أي القرآن الكريم ، وهذه الرواية الصحيحة عن ابن مسعود رضي الله عنه ، وهذا القول باعتبار أن من اتبع القرآن فقد اهتدى إلى الصراظ المستقيم قول صحيح فى نفسه .
٣- أن الصراط المستقيم بمعنى ( ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ) ، وهو رواية عن ابن مسعود أيضا من قوله : ( الصراط المستقيم الذى تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ) . وبلفظ آخر : ( الصراط المسنقيم تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طرف ةالطرف الآخر الجنة ) .
٤- الصراط المستقيم بمعنى ( النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر ، وهو الرواية الثانية عن ابن عباس وأبى العالية الرياحي ، وقيل السبب من هذا القول هو لما ظهر الفتن بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه ، أراد ابن عباس وأبو العالية أن يبينا للناس أن الصراط المستقيم ما كانت الأمة مجتمعة عليه فى عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد أبى بكر وعمر رضي الله عنهما ليحذرا بذلك ما أحدث بعده ، فإن كل الفرق كانت تقول بالانتساب إلى الإسلام .
٥- الصراط المستقيم بمعنى ( الحق ) ، وهذا القول منسوب إلى مجاهد بن جبر رحمه الله ، ومفاد هذا القول هو بيان وصف الصراط المستقيم بأنه الحق ، لأن كل من اتبع سواه فهو باطل .
قال ابن كثير رحمه الله : ( وكل هذه الأقوال صحيحة ، وني متلازمة ، فإن من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم واقتدى بالذين من بعده - أي أبى بكر وعمر - فقد اتبع الحق ، ومن اتبع الحق فقد اتبع الإسلام ، ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن ، وهو كتاب الله وحبله المتين ، وصراطه المستقيم ، وكلها صحيحة ، يصدق بعضها بعضا ، ولله الحمد ) ا.ه‍ .

س٣- بين معانى الإنعام فى القرآن .
جـ ٣- الإنعام فى القرآن الكريم أتى على معنيين اثنين هما :
١- إنعام عام ، يعنى يشمل المؤمن والكافر ، وهو إنعام فتنة وابتلاء ، كما فى قوله تعالى : { فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربى أكرمن } . وقوله تعالى : { فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة قال إنما أوتيته على علم بل هء فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون } .
والآية الدالة على أن النوع من الإنعام يشمل المؤمن والكافر قوله تعالى : { كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء رب وحظورا } . وهذا الإنعام حجة كذلك على العباد ودليل على المنعم جل وعلا ، ليخلصوا له العبادة ويشكروه على نعمه ، كما بين الله تعالى ذلك بقوله : { يا أينا الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون } .
٢- الإنعام الخاص ، وهو إنعام منة واجتباه ، وهو الإنعام بالهداية إلى ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الأقوال والأعمال ، وما يمن به على بعض عباده من أسباب فضله ورحمته وبركاته ، والإنعام المقصود هنا هو الإنعام الخاص بالهداية والتوفيق والاجتباء وهو المبصود من قوله تعالى : { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحين أولئك رفيقا . ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما } . وقوله تعالى : { أولئك الذين أنعم عليم من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا } .

س٤- ما الحكمة من اسناد الإنعام فى قوله تعالى : { أنعمت عليهم } إلى الله تعالى وعدم الاسناد الغضب إليه جل وعلا فى قوله : { المغضوب عليهم } ؟
جـ ٤- القول فى بيان الحكمة من اسناد الإنعام فى قوله تعالى : { أنعمت عليهم } ولم يقل ( صراط المنعم عليهم ) مجموعة فى النقاط الآتية :
١- توحيد الرب عز وجل والتصريح بذكر إنعامه وحده دون سواه ، وأنه لو لا إنعامه لم يهتد أحد إلى الصراط المستقيم ، فكان ذكر الضمير أدل فى التعبير على التوحيد من قول ( المنعم عليهم ) .
٢- أن التعبير بـ ( أنعمت ) أبلغ فى التوسل والثناء على الله تعالى ، فإن ذلك يقتضى أن كل مهتد إلى الصراط المستقيم فإنما اهتدى بما أنعم الله عليه ، فيتوسل بسابق إنعامه على كل من أنعم عليهم بأن يلحقه بهم وأن ينعم عليه كما أنعم عليهم .
قال ابن عاشور رحمه الله : " فيقول السائلون : اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين هديت إليه عبيد نعمك مع ما فى ذلك من التعريض بطلب أن يكونوا لاحقين فى مرتبة الهدى بأولئك المنعم عليهم ، وتهمما بالاقتداء بهم فى الأخذ بالأسباب التى ارتقوا بها إلى تلك الدرجات " ا.ه‍ .
٣- أن التعبير بـ ( أنعمت ) أنسب للمناجاة والدعاء والتقرب إلى الله تعالى والتضرع إليه .
٤- أن مقتضى شكر النعمة التصريح بذكر المنعم ونسبة النعمة إليه .
قال ابن القيم رحمه الله : " الإنعام بالهداية يستوجب شكر المنعم بها ، وأصل الشكر ذكر المنعم والعمل بطاعته ، وكان من شكره إبراز الضمير المتضمن لذكره تعالى الذى هو أسباب الشكر ، وكان فى قوله ( أنعمت عليهم ) من ذكره وإضافة النعمة إليه ما ليس فى ذكر ( المنعم عليهم ) لو قاله ، فضمن هذا اللفظ الأصلين وهما الشكر والذكر المذكوران فى قوله تعالى : { فاذكرونى أذكركم واشكرزا لى ولا تكفرون } " ا.ه‍ .

س٥- ما المراد بـ ( المغضوب عليهم ) وبـ ( الضالين ) ؟
جـ ٥- توافقت أقوال السلف الصالح فى تفسير ( المغضوب عليهم ) باليهود وتفسير ( الضالين ) بالنصارى تبعا لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بالمغضوب عليهم والنصارى بالضالين .
لكن لا يعنى ذلك أن صفة الغضب قاصرة على اليهود وصفة الضلالة قاصرة على النصارى ، لأنه وصف له سبب ، فمن فعل فعلهم ألحق بهم ولقي مثل جزائهم .

س٦- بين ما استفدته من دراستك لدرة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية فى دراسة مسائل التفسير .
جـ ٦- الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد ...
فمن خلال تفعيلى مع هذه الدورة المباركة فى تفسير الفاتحة جمعت من الفوائد الجمة من المنهجية فى دراسة مسائل التفسير ، وهي كالآتية :
١- التنبه فى صحة نسبة الأقوال إلى قائليها من خلال تتبع الطرق الموصلة إليها واستقصائها .
٢- عدم التسرع فى نشر ما ينسب إلى السلف من الأقوال دون التثبت لمدى صحة نسبتها إليهم أو سؤال ذوى العلم بالفن ... فاسألوا أهل العلم إن كنتم لا تعلمون .
٣- بيان أوجه الصحة للمرويات المنسوبة إلى السلف فى تفاسيرهم للقرآن وأوجه الضعف .
٤- عدم الاستطراد فى ذكر المسائل المتفق عليها بين جمهور المفسرين ، وأما المسائل المختلف فيها فينظر - بعد جمع طرقها ودراسة أسانيدها - فى الجمع بين الأقوال ، مثال ذلك ما كان من تفسير السلف ( الصراط المستقيم ) بـ ( دين الإسلام ، وبما كان عليه رسول الله وصاحباه ، وبالكتاب ، زبالحق ) وكلها ثابتة وصحيحة فيرمى إلى الجمع بينها للتفاق مدلولاتها مع اختلاف فى التعبير .
٥- تخريج الأحاديث من المظان الأصلية التى أخرجتها بسندها المتصلة ، دون الاكتفاء بذكر المتن واسقاط الاسناد لئلا يغتر به ليس له قدم راسخ فى المجال .
٦- التلميح والإحالة إلى كتب التفاسير الأصلية وبيان صحة النقل منها بالسلسلة الصحيحة من المؤلف عن شيخه عن شيخ شبخه وهكذا ؛ وذلك لئلا يلتس الأمور فيظن أنه من قول المؤلف .
٧- وكل ما ذكرت سابقا إشارات منهج التفسير بالمأثور عن السلف الصالح ركمهم الله ، ومعنى ذلك أي تفسيرهم الآية بآية أخرى مثلها ، إما أن تكون الأولى والثانية مفصلة كتفسير قوله تعالى { رب العالمين } فقد أحسن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي القول فيه حيث قال : " لم يبين هنا معنى العالمين ، وبين ذلك فى موضع آخر بقوله : { قال فرعون وما رب العالمين . قال رب السماوات والأرض وما بينهما ... } فبين هنا على معنى العالمين جميع ما فى السماوات والأرض وما بينهما من الخلائق .
وهذا أحسن أنواع التفسير ، يعنى تفسير الآية إما بآية مثلها أو بحديث أو بآثار عن الصحابة والتابعين . والأخيران يراعى فيهما صحة الإسناد .

والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 11:06 AM
محمد الدبيس محمد الدبيس غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 19
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الأسبوع الرابع
المجموعة الأولى
ج1: هذه الآية دعاء ومسألة لله تعالى، وهي مقصود العبد بعدما تقدّم من الحمد والثناء والتمجيد لله تعالى، والتوسّل إليه بإخلاص العبادة والاستعانة له، وما يتضمّن هذا الإخلاص من البراءة من الشرك وما يقدح في إخلاص العبادة لله تعالى، والبراءة من الحول والقوّة إلا به تعالى.
كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربّه تبارك وتعالى: (فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل).
وهذا الدعاء الذي اصطفاه الله تعالى لهذه الأمّة ورضيه لها، وفرضه عليها؛ أعظم الدعاء وأنفعه، وأحبّه إلى الله، وقد وعدها الإجابة عليه؛ فمن أحسن الإتيان بما دلَّ عليه أوّل هذه السورة كان أسعد بإعطاء مسألته، وإجابة دعوته في آخرها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أنفع الدعاء، وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}؛ فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته، فلم يصبه شر، لا في الدنيا ولا في الآخرة، لكن الذنوب هي من لوازم نفس الإنسان، وهو محتاج إلى الهدى في كل لحظة، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب)
ج2: الصراط في لغة العرب: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
قال ابن جرير: (أجمعت الحجة من أهل التّأويل جميعًا على أنّ الصّراط المستقيم هو الطّريق الواضح الّذي لا اعوجاج فيه. وكذلك ذلك في لغة جميع العرب؛ فمن ذلك قول جرير بن عطيّة بن الخطفى: أمير المؤمنين على صراطٍ.......إذا اعوجّ الموارد مستقيم)ا.هـ.
وأصل الصاد في الصراط منقلبة عن السين، وفي قراءة ابن كثير المكّي (السِّراط) بالسين، وفي قراءةٍ لأبي عمرو (الزِّرَاط) بالزّاي الخالصة، ومن القُرّاء من يشمّ الزاي بالصاد.
قال ابن الجزري: (ووجه ذلك أن حروف الصفير يبدل بعضها من بعض).
وكلّها متفقة في المعنى، وإنما اختلف النطق بها لاختلاف لغات العرب، وقد رُسمت في المصحف صاداً على خلاف الأصل لتحتمل هذه الأوجه كلها.
والمقصود أنَّ الأصل هو السين، وقد نَقَل أبو منصور الأزهري عن بعض أهل اللغة أنَّ السِّرَاط إنما سُمّي سِراطاً؛ لأنه يسترط المارّة، أي يسعهم.
ومن أمثال العرب: لا تكن حلواً فتُسترَط أي: تُبتَلع.
وقال ابن القيّم رحمه الله ): الصراط ما جمع خمسة أوصاف: أن يكون طريقاً مستقيماً سهلاً مسلوكاً واسعاً موصلاً إلى المقصود؛ فلا تسمّي العربُ الطريقَ المعوجَّ صراطاً ولا الصعب المُشِقّ ولا المسدودَ غير الموصول).
قال: (وبنوا "الصراط" على زِنَةِ فِعَال لأنَّه مُشْتَمِلٌ على سالكِهِ اشتمالَ الحلقِ على الشيءِ المسرُوط)ا.هـ.
والمقصود أنَّ اختيار لفظ "الصراط" على غيره من الألفاظ كالطريق والسبيل والمنهج وغيرها له حِكَمٌ ودلائل.
ج3: معنى متعلّق النعمة يتبيّن بسؤال: أنعم الله عليهم بماذا؟
وما الحكمة من عدم التصريح به مع الحاجة إلى معرفته؟
وكلّ حذف في القرآن فله حكمة، ولذلك اعتنى أصحاب التفسير البياني بمسائل الحذف في القرآن، واجتهدوا في التعرّف على دلائلها، وأنواعها، وتلمّسوا الحِكَم من الحذف في القرآن الكريم، وخرجوا بأقوال تدهش لها العقول من حسن بيان القرآن وإحكامه.
وقد يقع في كلام بعضهم شيء من التكلف غير مقبول، لكن ما كان من كلامهم صحيحاً في نفسه، وله وجه صحيح في الاستدلال، فلا شكّ في اعتباره.
ومن ذلك حذف متعلّق الإنعام في هذه الآية؛ والأظهر أنَّ الحذف للدلالة على العموم في كلّ ما من شأنه حصول تمام الهداية، وقد تقدّم بيان ما يحتاجه العبد من النعم العظيمة لتتمّ له نعمة الهداية.
ولما يحتاجه العبد من الهدايات الكثيرة في كلّ شأن من شؤونه.
وهذا نظير حذف متعلّق أفعل التفضيل في قول الله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ وذلك لإرادة العموم؛ أي أقوم في كل شيء يُحتاج إليه من أبواب الدين في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق والسلوك والدعوة والسياسة وغيرها مما تتعلق به حاجة الفرد والأمة في الهداية إلى ما ينفع ويقرب إلى الله عز وجل، وتتحقق به النجاة والسلامة مما يُخشى ضرره.
ج4: وتوضيح هذا السؤال: أن قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم..}
فذكر الصراط أولاً معرّفاً باللام، ثمّ ذكره معرّفاً بالإضافة؛ ولم يختصر ذكر الصراط مع قرب الموضعين من بعض.
فيقال في جواب هذا السؤال: أنّ ذكره في كلّ موضع له حكمة ومناسبة وفائدة لا تتحقق في غيره.
ففي الموضع الأول كان الأهمّ للسائل أن يُهدى إلى الصراط المستقيم، وهو الطريق الصحيح السهل المفضي إلى العاقبة الحسنة، وأنه طريق واحد كما دلّ عليه معنى التعريف والعهد الذهني.
وفي الموضع الثاني: أتى ذكر الصراط معرّفاً بالإضافة إلى الذين يُستأنس باتّباعهم واقتفاء آثارهم وليفيد بأنَّه صراط آمن مسلوك قد سلكه الذين أنعم الله عليهم ففازوا بفضل الله ورحمته وحسن ثوابه.
قال ابن القيّم رحمه الله: (وهذا كما إذا دللت رجلا على طريق لا يعرفها وأردت توكيد الدلالة وتحريضه على لزومها وأن لا يفارقها؛ فأنت تقول: (هذه الطريق الموصلة إلى مقصودك)، ثم تزيد ذلك عنده توكيدا وتقوية فتقول: (وهي الطريق التي سلكها الناس والمسافرون وأهل النجاة)، أفلا ترى كيف أفاد وصفك لها بأنها طريق السالكين الناجين قدرا زائدا على وصفك لها بأنها طريق موصلة وقريبة سهلة مستقيمة فإن النفوس مجبولة على التأسّي والمتابعة فإذا ذُكِرَ لها من تتأسّى به في سلوكها أَنِسْتَ واقتحمتها، فتأمّله.
ج5: صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بأنَّهم مغضوب عليهم، ووصف النصارى بأنّهم ضالون.
ولذلك توافقت أقوال السلف على تفسير المغضوب عليهم باليهود، وتفسير الضالين بالنصارى.
وهذا لا يقتضي قصر هذا الوصف عليهم؛ لأنه وصف له سبب؛ فمن فعل فعلهم لقي مثل جزائهم.
وقد تظافرت أقوال السلف على:
- أنَّ سبب الغضب على اليهود أنَّهم لم يعملوا بما علموا؛ فهم يعرفون الحقّ كما يعرفون أبناءهم، لكنَّهم أهل عناد وشقاق وكِبْرٍ وحَسَد؛ وقسوة قلب، يكتمون الحقَّ، ويحرفون الكلم عن مواضعه، ويعادون أولياء الله؛ فاستحقّوا غضب الله.
- وأنَّ النصارى ضلوا لأنّهم عبدوا الله على جهل، متبّعين في عباداتهم أهواءهم، مبتدعين في دينهم ما لم يأذن الله به، قائلين على ربّهم ما ليس لهم به علم؛ فكانوا ضُلّالاً لأنَّهم ضيّعوا ما أنزل الله إليهم من العلم، ولم يسترشدوا به، وعبدوا الله بأهوائهم، وغلوا في دينهم، واتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله؛ بطاعتهم فيما يشرّعون لهم من العبادات، وفي تحريم ما أحلّ الله، وتحليل ما حرّم الله؛ فضلّوا بذلك ضلالاً بعيداً.
ج6: سورة الفاتحة هي السبع المثاني والقرآن العظيم وهي أم الكتاب وقد درسنا تفسيرها بالتفصيل ومنهجية علمية حيث تعرفنا على تفسير آياتها بالتفصيل ، وبحثنا جميع الأقوال التي أوردها المفسرون وبذلك تعرفنا على مواطن اجتماع المفسرين ومواطن الإختلاف وتعرفنا على أصح الأقوال التي وردت في تفسير الآية الواحدة ، وهذه منهجية علمية ممتازة توسع مدارك طالب العلم وتعلمه الطريقة المنهجية في البحث في كتب التفسير المختلفة.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 12:17 PM
عمر لقمان عمر لقمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 40
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى ضمير الجمع في قوله: {اهدنا}
الإجابة:
اختلف العلماء في معنى ضمير الجمع إلى ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن كل عضو في جسم الإنسان ظاهره وباطنه يحتاج لهداية، فلذلك طلبت الهداية بصيغة الجمع، وهذا قول ضعيف، حيث سأل ابن القيم رحمه الله شيخ الإسلام ابن تيمية، وضعفه.
القول الثاني: ليتضمن دعاؤه الدعاء لإخوانه، ليحصل على أجر ذلك، وليحصل على أجر قول الملك (ولك مثله).
القول الثالث (وهو القول الأصح): الجمعُ هنا نظير الجمع في قوله تعالى: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}، ومطابق لهما، وهذا جواب ابن القيّم رحمه الله تعالى في بدائع الفوائد.
س2: بيّن معنى التعريف في "الصراط".
الإجابة:
التعريف هنا يفيد الحصر، أي أنه صراط واحد فقط، وهنا يفيد أيضاً معنى التشريف والتفضيل والكمال، مثل أن تطلب من صاحب بقالة: أعطني القلم الجيد، أي أنك حصرت ما تريد بنوع معين، وأنك تريد أفضل هذا النوع، وهذا أفضل من أن تقول: أعطني قلماً جيداً.
س3: ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم.
الإجابة:
لا تعارض بين أقوال السلف في شرح المقصود بالذين أنعم الله عليهم، فعندما يذكر أحد المفسرين المقصود بالذين أنعم الله عليهم فإنه لا يقصد حصر المقصود في قوله فقط، إنما يجيب بحسب حال السائل ومقتضى الخطاب والحاجة إلى البيان، وهي من باب التفسير بالمثال لتوضيح المعنى للسائل والمستمع ،فكل الأقوال التي ذكرت في شرح معنى الذين أنعم الله عليه هي أقوال مترادفة لا تعارض بينها.
س4: بين مراتب الهداية ودرجات المهتدين، وبيّن أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية.
الإجابة:
مراتب الهداية على مرتبتين:
الأولى: هداية الدلالة والإرشاد.
والمقصود بها هداية علمية، أي تتأتى من خلال التبصر ومعرفة الحق والبصيرة بجوانب الدين.
الثانية: هداية التوفيق والإلهام.
وهنا هداية عملية، أي التفتيش عن الحق واتباعه.
أما درجات المهتدين فهي على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: الذين حصلوا على أصل الهداية، لكنهم فعلوا بعض المنكرات، والتزموا بالواجبات، بالتالي أدوا ما يجعلهم تحت مظلة الإسلام، فأصحاب هذه الدرجة مسلمون، لهم نصيب من الهداية بحسب ما معهم من الإيمان علماً وعملاً، لكنَّهم ظالمون لأنفسهم بسبب ما ارتكبوا من المعاصي.
هؤلاء سيدخلون الجنة فعلاً، لكن بعضهم سينقى قبل ذلك من ذنوبه من خلال تلقي جزاء أعماله السيئة إما في العذاب الدنيوي، أو في عذاب القبر، أو أنه سيدخل نار جهنم ليتلقى من العذاب ما ينظف نفسه من أدران منكرات أعماله الدنيوية.
الدرجة الثانية: هم المتقون، الذين هداهم الله لفعل الواجبات وترك المحرمات؛ فنجوا بذلك من العذاب، وفازوا بكريم الثواب.
الدرجة الثالثة: المحسنون، وهم أصحاب أعلى الدرجات، وهؤلاء لا يعلم قدرهم إلا الله عزوجل، فهؤلاء اجتنبوا المنكرات وفعلوا الواجبات والنوافل وقاموا بكل خير في الدنيا.
وقد جمع الله تعالى أصحاب الدرجات الثلاث في قوله: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33)}.
بعد معرفة مراتب الهداية وأصحاب الدرجات الثلاث، سينعكس هذا جلياً في أثناء قراءة هذه الآية العظيمة (اهدنا الصراط المستقيم)، حيث سأستحضر عندها الرجاء من الله بأن يرزقني مرتبتي الهداية وأن أكون من أصحاب الدرجة الثالثة وهم المحسنون.
س5: إذا كان كل من اليهود والنصاري مغضوب عليهم وضالّون فما الحكمة من تخصيص كلّ طائفة بوصف؟
الإجابة:
هناك عدة أقوال للعلماء وهي:
1- أن الله تعالى ميّز كل طائفة بوصف ملازم لها أصبح كالوسم التي تعرف به، وهذا كلام ابن جرير رحمه الله.
2- أن اليهود قد شنّعوا في أفعالهم من قتل الأنبياء والبغي في الأرض، وهذا أوجب عليهم غضباً، بخلاف النصارى الذين لم يرتبكوا ما ارتكبه اليهود، وهذا جواب ابن عطية رحمه الله.
3- وأيضاً الحكمة من التخصيص جاءت بعدما اتصفت به كل طائفة سبباً للضلال، فحادوا اليهود عن الصراط المستقيم بسبب عنادهم وكبريائهم فاستحقوا غضب الله، أما النصارى فحادوا بسبب جهلهم عن معرفة الحق فاستحقوا وسم الضلال، وهذا كلام ابن القيم ومن بعده تلميذه ابن كثير رحمهم الله.
4- وهناك أيضاً حكمة أخرى مفادها في نقطتين:
- من ترك العمل بالعلم سلب نعمة الهداية واستحق الغضب كما حدث مع اليهود.
- ومن أعرض عن العلم الذي جاء من عند الله ضلَّ عن الصراط المستقيم، وابتدع في دين الله ما لم يأذن به الله؛ كما فعلت النصارى.


س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
الإجابة:
في حقيقة الأمر قبل الأسبوع الأول الذي كان يدور حول فضل العلم، وكيفية طلبه، كان مقصدي من الاشتراك في هذه الدورة هو الالمام ببعض مسائل التفسير لأنني مسلم، ومن العيب ألا أعرف بعضاً عن دستوري وهو القرآن الكريم، لكن تفاجأت أن هذه النية غير صالحة لوحدها، تغير الأمر عندما بدأت بقراءة المقرر، جرى تعديل في نيتي، فتحولت إلى دراسة التفسير لتزكية نفسي وزيادة قربها من الله، فأنا لا أريد التفسير لأجل التفسير، بل أريده لأتقرب من الله أكثر.
لاحظت أنه كلما زادت معرفتك زاد قربك من الله، لذلك في كل يوم اقرأ ما يطلب منا، تزداد بصيرتي في نفسي وبالتالي أزداد قرباً من الله عزوجل، وما في نفسي أعظم من قدرتي على التعبير عليه في بضع كلمات.
من المعاني التي أضيفت لنفسي، هو عدم الارتكان والاطمئنان على أنني على طريق الهداية، بين ليلة وضحاها يمكن أن يقلب الله قلبي وأصبح على طريق الضلال، ولذلك طلب الهداية مطلوب بشكلٍ مستمر ودائم، وطلب الهداية يكون في معرفة طريقة الحق واتباعه، فمعرفة الطريق لوحده لا يوصلنا إلى الجنة، بل لابد من التماس هذا الطريق واتباعه والعمل بما يطلبه هذا الطريق للمرور من فوقه.
ومما وقر في قلبي خصوصاً بعد معرفة تفسير آية (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هو حرصي على التعلم لأخرج من خانة الضالين، وبعدها حرصي على الدخول في العمل بما أعلم لأخرج من خانة المغضوب عليهم، وهنا أتحصل على معنى الهداية بإذن الله.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 12:31 PM
عبد الكريم محمد عبد الكريم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 194
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.
الذين يسألون الله الهداية ليسوا على درجة واحدة بل يتفاضلون و يتفاوتون في هذا الطلب العظيم ، و أوجه التفاضل بينهم من حيث القلوب و الإحسان و المقصد
1- حضور القلب : فليس من يدعوا الله بقلب حاضر معظم لله كمن يدعوه بقلب غافل لاه ، فحضور القلب و استشعار الداعي لحاجته لربه و السؤال بصدق أدعى للإجابة و القبول . ولذلك كان المقياس عند الله هو ما تحمله هذه القلوب التي يعرف بها صدق العبد من كذبه ، فكذلك الدعاء يعرف صدق صاحبه بقلبه و بما يخالج هذا القلب أثناء الدعاء .
2- الإحسان : فالمحسن الذي بلغ منزلة العبادة لله كأنه يراه يكون دعاؤه لربه بتضرع و اخبات و تذلل لعلمه بحاجته لربه و ضرورة استجابة هذا الدعاء فهو يعيش بين الخوف من رد الدعاء و الرجاء في الاستجابة ، وهذا نصيبه من الهداية أعظم وأكمل .
3- المقصد : فكل داع له مقصد من دعوته و لا يعلم المقاصد و ما في القلوب إلا الله سبحانه و أكمل المقاصد و أعظمه سؤال الهداية التامة بقصد معرفة الحق و اتباعه و الدعوة إليه .

س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم
هو وصف جامع مانع لكل ما يحبه الله و يرضاه وهو الوارد في قوله تعالى }صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين{
فهو واضح مستقيم يسير واسع
فدين الله يسير لم يجعل على عباده فيه حرج ، و من سار عليه مستقيما بغير اعوجاج وصل لما يطلب من رضوان الله و رحمته ، و هذا الطريق يسلك بالأعمال الصالحة فمن كثرة أعماله و قرباته عظم قربه من ربه و من كان مقلا كان أبعد ، و من انحرف في طريق سيره و لم يبقى على الصراط المستقيم كان عرضة للشياطين و موعودا بالنار و العياذ بالله ، فالسالكين على مراتب متفاوتة من حيث مراتب السلوك و أيضا المسابقة و المسارعة في الأعمال الصالحة فمنهم المسارع الذي يتحين كل فرصة ليقدم فيها ما يقربه من الله و منهم المقتصر على الأوامر ، و كذلك البعد و الاحتراز مما يصرفهم عن طريقهم ويغضب عليهم ربهم .

س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
أجاب ابن القيم على ذلك من ثلاثة أوجه :
- تنبه بأن المنعم عليهم هم المهتدون فمن هداه الله فقد أنعم عليه. فأعظم نعمة من الله على عبده هي النعمة بالهداية التي تستحق أن تذكر في كتاب الله و تكون منة عظيمة من الله على عبده
- لنفي التعلق بالأشخاص و أن من أمرنا باتباعهم إنما نفعل ذلك استجابة لأمر الله ، فيكون الصراط الذي نطلب الله الهداية له هو صراط المنعم عليهم و يشمل الأنبياء و الصدقين و الشهداء و الصالحين .
- أن الآية تشمل جميع طبقات المنعم عليهم ، و جميع تفاصيل الطريق الذي سلكه المنعم عليهم فلا تختص بجزء دون الآخر بل تشمل التفاصيل كاملة فحين يدعوا المؤمن بطلب الهداية فهو يطلب الهداية الكاملة التي تعم ذلك كله .

س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
اشتهرت هذه المسألة و استنبط أهل التفسير حكم متعددة منها :
- لمراعاة فواصل الآيات . و إن كان هذا صحيحا إلا أنه لا يستقل بنفسه بل لا بد من حكمة أخرى .
- و ذكر ابن القيم أن السبب أن اليهود متقدمون على النصارى في الزمان .
- و ذكر ابن القيم أيضا وجها آخر و هو أن اليهود أقرب فقد كانوا مجاورين للنبي صلى الله عليه وسلم بخلاف النصارى و يشكل على هذا القول أن سورة الفاتحة مكية ، و يبعد أن مراد ابن القيم أن المدينة أقرب لمكة من نجران .
- و قيل لأن اليهود أغلظ لكونهم عرفوا الحق و خالفوه بخلاف النصارى الذين خالفوا عن جهل ، و هذا وجه عند ابن القيم وبه قال ابن عثيمين .
- لإفادة الترتيب في التعوذ ، فبدأ بالأقوى ثم الأضعف و هو قريب من الوجه السابق .
- و قال ابن القيم أن ما ذكره ابن حيان الأندلسي هو أحسن الأوجه و خلاصته : أن ذكر المغضوب عليهم يقابل المنعم عليهم ، فحين يدعو بأن يكون من المنعم عليهم يستعيذ من أن يكون من المغضوب عليهم و هذا أفضل من مقابلة الإنعام بالضلال .
و هذا وجه حسن و الأعم منه أن تقديم المغضوب عليهم فيه تحقيق مقابلتين خاصة و عامة
فالخاصة بين العمل و تركه
والعامة بين العلم و عدمه
فالعلم مقدم على العمل و هو أعم منه ، و العمل بالعلم أخص و تقديم الخاص مقدم .
و زاد د. فاضل السامرائي و جها سابعا و هو أن أول ذنب عصي به الله هو من جنس المغضوب عليهم فهو عصيان مع علم .

س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟
و الحكمة أن الابهام يفيد عظم الغضب الذي وقعوا فيه فهو غضب الجابر جل في علاه الذي يغضب لغضبه جنوده في السماوات و الأرض .
وهذا نظير غضبه الوارد في الحديث : وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض).
فيستفاد من ابهام الغاضب كثرة الغاضبين و عمومهم .
و ذكر ابن القيم وجهين آخرين :
- تأدبا مع الله كما جرت به العادة في القران ، من نسبة الإحسان و الرحمة و أمثالها لله ، و يحذف ذكر الفاعل في العدل و الجزاء و العقوبة ، و لئلا يقع في النفوس ما لا يصح من المعاني التي ينزه عنها ربنا جل في علاه كما في قوله تعالى وأنا لا ندري أشرّ أُريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربّهم رشداً}
و قوله {الذي خلقني فهو يهدين . والذي هو يطعمني ويسقين . وإذا مرضت فهو يشفين}
- و حذف الفاعل في المغضوب عليهم أبلغ في التنكيل بهم و اشعارهم بتركهم و الإعراض عنهم و استحقاقهم للمقت بخلاف المنعم عليهم فهو ينسب الفعل إليه سبحانه ليشعرهم بقربه و معية لهم ورضاه عليهم .

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
استفدت الكثير ولله الحمد و أسأل الله للقائمين على هذا العمل أن يجعلهم مباركين أينما كانوا .
فقد استفدت طريقة عرض مسائل التفسير و العناية بتحرير الأقوال و كذلك الجمع الرائع و الموسع ، و بعد ذلك عرض المسائل بشكل متسلسل و في الغالب بتدرج ليكون القول الراجح هو ما يختم به و يثبت في العقل ، و كذلك الاستطراد المهم الذي يفيد في المسألة المدروسة ، فلم يكن هناك طول ينسي و لا قصر مخل ، و كذلك كان عرض المسائل بذكر أقوال السابقين و لم تغفل الأقوال المتأخرة التي لها حظ من النظر ، و خرجت من هذه السورة و أنا أريد العودة لهذا الجمع المبارك و أشعر أنني لم أقضي نهمتي منه فهو يحتاج أن أرجع له مرة و مرتين وأكثر ، و لا أملك لكم أيها الكرام غير الدعاء
فبارك الله في علمكم و علكم و سدد منا و منكم القول و العمل

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 03:16 PM
إبراهيم العطوي إبراهيم العطوي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 23
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: ماالحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟.
ذكر العلماء عدة أقوال في الإجابة عن هذا السؤال حيث ذكروا أن الدخول في الإسلام هو أصل الهدايه لكنه يحتاج هدايات كثيرة ومتنوعة ومتجددة وبيان ذلك كا يلي :
- الهدايه قائمة علي العلم والعمل وهما يتفاضلان , فيحتاج المسلم البصيرة في الدين والإعانة على عمل الطاعة .
- هناك هداية تفصيلية يحتاجها المسلم بعد الهدايه العامة للإسلام .
- يحتاج المسلم الثبات على الهدايه لان القلب يتقلب . وهذه الهدايه التي يحتاجها المسلم طلبها باستمرار.
- الحماية من الفتن التي يواجهها المسلم يوميا وكذلك البصيرة في ذلك وهذا نوعا من الهدايه .
- لكل مسلم حاجات خاصة للهدايه , فهو يحتاج ان يهديه الله لتلك الحاجات التى تثبته على الطاعات. .
س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
- المحفوظ عن السلف في معنى الصراط خمسة أقوال :
- 1- القول الأول : دين الإسلام وهو أشهر الأقوال واصلها , والإسلام إذا أطلق شمل مراتب الدين كلها , وهو قول جابر بن عبدالله ورواية الضحاك عن ابن عباس , واستدلّ بعض المفسّرين لهذا القول بحديث النوَّاس بن سمعان الكلابي رضي اللهعنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ضرب الله مثلاصراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستورمرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا، ولا تتعرجوا،وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه،فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظالله في قلب كل مسلم ) . رواه أحمد وابن نصر المروزي وابن أبي عاصم والطحاوي
- 2- القول الثاني : هو كتاب الله , وهو رواية صحيحة عن عبدالله بن مسعود . عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إن هذا الصراطمحتضَرٌ تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإنَّالصراط المستقيم كتاب الله). رواه الطبراني في الكبير، وابن نصر المروزي فيالسنة، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في شعب الإيمان، وإسناده صحيح على شرطالشيخين
- القول الثالث : وهو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهو قول ابن مسعود رضى الله عنه . عن عبد الله قال: (الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول اللهصلى الله عليه وسلم)رواه الطبراني في الكبير
- القول الرابع : هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر , وهو قول إبن عباس رضي الله عنها . عن أبي العالية، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى (الصراط المستقيم)قال: هو رسول الله صلى الله عليهوسلم وصاحباه» قال: فذكرنا ذلك للحسن فقال: (صدق واللهونصح، والله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي اللهعنهما). رواه الحاكم موقوفاً على ابن عباس وصححه، ورواه محمد بن نصر المروزيفي السنة مقطوعاً على أبي العالية.
- القول الخامس : هو الحق , وهو قول مجاهد بن جبر رواه إبن أبى حاتم .
وهذا القول حقيقته بيان وصف هذا الصراط المستقيم بأنَّه الحقّ، لأنّ كلَّ مااتّبع سواه فهو باطل
والموقف منها كما ذكر ابن كثير : (وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبعالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبعالحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن،وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا،وللّه الحمد(ا.هـ.

س3: بيّنمعاني الإنعام في القرآن.
- الإنعام يأتى في القرآن علي معنيين :
- 1- إنعام عام للمؤمنين والكافرين وهوإنعام فتنة وابتلاء كما قا قال تعالى: ﴿كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْعَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾. وغيرها من الأيات .
- 2- إنعام خاص , وهو إنعام منة وإجتباء , وهو إنعام للهدايه وإلى ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال الأفعال وما يخص الله به بعض عباده من إعمال الخير والعلم والفقه والرحمة والبركات . قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَفَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَوَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ( .. )ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾، وغيرها من الأيات .
س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى) أنعمتَ عليهم( إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوبعليهم}؟
ذكروا العلماء عدة حكم من إسناد الإنعام إلى الله منها :
- توحيد الله سبحانه , وذكر أنه وحده المنعم ولولا إنعامه لم يهتدى أحد إلى الصراط المستقيم .
- أن ابلغ في التوسل والثناء على الله سبحانه وتعالى , حيث كل مهتدى إلى الصراط إنما هو من إنعام الله عليه .
- أن هذا اللفظ أنسب للمناجاة والدعاء والتقرب إليه سبحانه وتعالى .
- من مقتضى شكر النعمة التصريح بذكر المنعم ونسبة النعمة إليه .
أما عدم إسناد الغضب إليه سبحانه وتعالى : ( غير المغضوب عليهم ) .
ذكر العلماء عدة أقوال من أرجحها أن ذلك لإفادة عظم شأن عضب الله عليهم , وان غضب الملك الجبار يغضب لغضبه جنوده في السموات والأرض ويجد آثار الغضب في كل حال من أحواله .
وذكر ابن القيم فائدة ما ملخصها : من طريقة القران أن أفعال الإحسان والرحمة والإنعام تضاف إلى الله سبحانه وتعالى , وأفعال العدل والجزاء والعقوبة يحذف فعل الفاعل تأدبا مع الله سبحانه وتعالى .
س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟.
المراد بالمغضوب عليهم : اليهود .وسبب الغضب عليهم أنهم لم يعملوا بما عملوا فهم عرفوا الحق لكنهم اهل حسد وكبر وعناد .
والمراد بالضالين : النصارىوسبب ضلالهم أنهم عبدوا الله على جهل , متبعين أهوائهم ومبتدعين في دينهم مالم يأذن به الله ..
والدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث عدى بن حاتم رضى الله عنه : ( اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضلال ) رواه أحمد والترمذى .

س6: بيّن ما استفدتهمن دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائلالتفسير؟ .
ما أستفدته من هذه الدورة من المنهجية في دراسة التفسير :
- أولا نفسر الآية من القران , أي تفسير القران بالقران .
- ثم نبحث عن تفسير الآية في الأحاديث النبوية الصحيحة , ونتأكد من صحة الحديث .
- ثم في أقوال الصحابة , وخاصة من لهم اهتمام بالتفسير كمثل عبدالله بن عباس .
- ثم بأقوال السلف الأول , ونتأكد من صحة القول , وان كثيرا من أقوالهم هو نوع من أختلاف التنوع .
- ثم باللغة العربية .
والله أعلم . والحمد لله رب العالمين .

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 08:39 PM
سعود الجهوري سعود الجهوري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 346
افتراضي المجموعة الثانية

المجموعة الثانية:
س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.


ينبغي معرفة أن الهداية التي يسأل العبد إياها ربه سبحانه وتعالى على مرتبتين:
الأولى: هداية الدلالة والإرشاد، وهي هداية العلم بالحق والبصيرة في الدين.
الثانية: هداية التوفيق والإلهام، وهي هداية إرادة الحق واتباعه بالعمل.
فلا تكون الهداية للعبد حتى يوفقه الله بالجمع بين الهدايتين، ولذلك افترض الله على عباده سؤالها في سورة الفاتحة في الصلوات، ويتفاضل السائلون لهذه الهداية من وجوه:
الأول: حضور القلب عند الدعاء، واستشعار معنى سؤال الله هذه الهداية، فمن يدعو الله بها عن قلب غافل، ليس كمن جمع قلبه بالدعاء مدركا لأهمية هذه الهداية وثمراتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة: (إن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل) ورواه ابن المبارك من حديث صفوان بن سليم مرسلا، وحسنه بعض أهل العلم لتعدد مخارجه، وإن كانت أسانيده لا تخلو من ضعف.
الثاني: الإحسان في الدعاء، وذلك يكون بدعاء الله تضرعا وبانكسار القلب بين يديه، قال تعالى:( ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين) ويدعو الله تقربا إليه بهذا الدعاء، فلا ينال العبد الهداية وإن بلغ بالعلم ما بلغ إلا بتوفيق الله وهدايته ، وخوفا من أن يرد دعاءه، وخوفا من أن تزل قدمه ولا تثبت بعد الهداية، وطمعا برضاه وثوابه وتوفيقه لسلوك طريق النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، فيحسن الدعاء باستحضار هذه المعاني العظيمة، وباستحضار أن يعبد الله كأنه يراه في هذه العبادة العظيمة، والناس تتفاضل في الإحسان كل بحسب إحسانه.
الثالث: مقاصد الداعي من سؤال الهداية: فإنما الأعمال بالنيات، ولكل مقصده ونيته، والله يعلم ما في قلب العبد وما في نيته من قصد من هذا الدعاء، فيعطي كل سائل مسألته على قدر ما يكون في قلب العبد من إخلاص لله تعالى، وإرادة للحق باتباعه والعمل به، وطلب للعلم ومعرفته ليهتدي به كما هدى الله به أصحاب الصراط المستقيم، فأهل الإحسان يسألون الله الهداية لأعلى درجات الهداية، ليعبدوا الله كأنهم يروه، مستشعرين بذلك أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، ويلحون بالدعاء لنيل أعلى الدرجات، من علم وبصيرة وإرادة للحق وعمل به، والمتقون أقل درجة من أهل الإحسان في هذا الدعاء، فمرادهم في الدعاء أن يهديهم الله لفعل الواجبات وترك المحرمات فينجوا من العذاب ويدخلوا الجنة، وأما من يريدون أصل الهداية وهم أقل الدرجات في القصد من الدعاء، ومع ارتكابهم لبعض الكبائر وتفريطهم في بعض الواجبات، فلهم نصيب من الهداية لما تحقق لهم من نعمة الإسلام، ويزيد نصيبهم من الهداية بزيادة الإيمان، والمقصود أن الله سبحانه وتعالى عالم بما في قصد الداعي من هذا الدعاء، فيعطي كل أحد ويوفقه إلى ما دعاه على حسب القصد والنية.

س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم

فسر الله المراد بالصراط المستقيم في الآية التي تليها:( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) وهو من باب تفسير القرآن بالقرآن، والصراط المستقيم هو وصف جامع مانع لما يوصل إلى رضوان الله وجنته، وينجي من سخط الله وعقوبته.
وسماه الله صراطا لوضوحه واستقامته ويسره وسعته ولكونه مسلوكا وموصلا إلى المقصود ، ويسلك بالإيمان والعمل الصالح، وتزيد الاستقامة على هذا الصراط كلما ازداد العبد من الإيمان والعمل الصالح، ولهذا الصراط حدود من خرج عنها انحرف عن الصراط المستقيم وسلك طريقا يوصله إلى النار، وأما من انحرف ولم يخرج عن هذه الحدود، كانت له من الهداية في هذا الصراط بقدر ما عنده من إيمان وعمل صالح.
وللسلف الصالح أقوال في المراد بالصراط المستقيم لا اختلاف في مدلولها:
القول الأول: دين الإسلام، وهو قول جمهور المفسرين، وجابر بن عبدالله، ورواية الضحاك عن ابن عباس.
والإسلام إذا أطلق يشمل جميع مراتب الدين، فيشمل جميع ما يحبه الله ويرضاه، وكل ما أمر به، ونهى عنه، ويشمل كل عبادة صحيحة يتقرب بها إلى الله.
القول الثاني: كتاب الله، وهو قول عبدالله بن مسعود في رواية صحيحة عنه.
القول الثالث: ما كان عليه النبي صلى الله عليه وأصحابه.
القول الرابع: النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه، وهو قول ابن عباس.
القول الخامس: الحق، وهو قول مجاهد بن جبر.
قال ابن كثير في تفسيره:( وكل هذه الأقوال صحيحة وهي متلازمة، فإن من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم، واقتدى باللذين من بعده أبي بكر وعمر، فقد اتبع الحق، ومن اتبع الحق فقد اتبع الإسلام، ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن)
س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟

لابن القيم جوابا حسنا في هذه المسألة من إضافة الصراط إلى الاسم الموصول المبهم وتلخيصه في ثلاث فوائد:
الأولى: التنبيه على أن الهداية هي العلة في كونهم من المنعم عليهم، فبهداية الله كانوا من المنعم عليهم.
الثانية: قطع التعلق بالأشخاص ونفي التقليد المجرد دون تعبد القلب، وأن اتباع من أمرنا الله باتباعهم إنما هو امتثال لأمر الله، لينعم الله علينا بالهداية.
الثالثة: لتعم الآية جميع طبقات المنعم عليهم، وأن الله هو الذي هدى ووفق إلى جميع تفاصيل الطريق التي سلكها من أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟

للعلماء في هذا الحكمة من هذا التقديم أقوال وأشهرها:
الأول: لمراعاة فواصل الآيات، وذكر هذه الحكمة مجردة لا تكفي وإن كانت صحيحة، وذكره ابن عاشور وجها.
القول الثاني: لأن اليهود متقدمون في الزمان على النصارى، وذكره ابن القيم وجها.
القول الثالث: لأن اليهود كانو مجاورين للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، والنصارى كانوا في نجران والشام، ويشكل على هذا القول بأن السورة مكية، إلا إن كان المراد أن يثرب كانت أقرب لمكة من نجران والشام.
القول الرابع: لأن اليهود أغلظ وأشد كفرا وعناد من النصارى، ذكره ابن القيم، والشيخ ابن عثيمين حيث قال:( قدم المغضوب عليهم على الضالين، لأنهم أشد مخالفة للحق من الضالين، فإن المخالف عن علم يصعب رجوعه بخلاف المخالف عن جهل).
القول الخامس: لأن الغضب يقابل الإنعام، فقدم ذكر المغضوب عليهم لأنه أحسن مقابلة للإنعام من الضالين، وذكره أبي حيان الأندلسي، وقال ابن القيم بأنه أحسن الوجوه.
وذكر شيخنا عبدالعزيز الداخل بأنه أعم من هذا القول أن يقال: في هذا التقديم تحقيق لمقابلتين، خاصة وعامة، والخاصة بين العمل وتركه، والعامة بين العلم وعدمه، والعلم متقدم على العمل فدائرته مع ما يقابله أعم من المقابلة الخاصة وهي مقابلة العمل بالعلم، فتحقيق المقابلة الخاصة مقدمة على المقابلة العامة لأنها أعم وأشمل.
القول السادس: لإفادة ترتيب التعوذ، فالدعاء بسؤال النفي يتدرج فيه بنفي الأقوى ثم نفي الأضعف مع مراعاة الفواصل، وهذا قول ابن عاشور.
القول السابع: لأنه أول ما عصي الله به كان من جنس ذنوب المغضوب عليهم، لأن ابليس عصى الله عصيان عناد وتكبرا عن علم ومعرفة، فناسب تقديم المغضوب عليهم ذلك.

س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟

لأن هذا الإبهام يفيد عظيمة شأن غضب الله سبحانه وتعالى، فلغضب العزيز الجبار تغضب ملائكة السماوات والأرض، ويفيد بذلك كثرة الغاضبين عليه لغضب الله، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل ثم ينادي في أهل السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه قال فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض) رواه مسلم.


س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
بدأ شيخنا عبدالعزيز الداخل بذكر فضائل سورة الفاتحة مما دلت عليه النصوص الصحيحة، وذكر الأحاديث الضعيفة في فضائلها، وبين عللها، وذكر أسمائها وألقابها، وأسباب التسمية مما ذكره المفسرون، وهل هي مكية أو مدنية، والاختلاف في عد الآيات.
ونبه شيخنا عبدالعزيز الداخل في تفسير الفاتحة على الضعف في المرويات وخاصة في فضائل السور، وغيرها من الأحاديث المرفوعة والموقوفة، وأن هذا الضعف قد يكون من جهة الإسناد أو من جهة المتن، وما يؤخذ منها مما يرد، وما يتقوى بتعدد الطرق ومما ضعفه شديد.
وبين أن ضعف الإسناد على قسمين:
- الأول: شديد الضعف وهو ما يكون من متروكي الحديث والكذابين والمتهمين بالكذب وكثيري الخطأ بالرواية، وإن تعددت طرقه لا يؤخذ به ولا يتقوى بتعدد الطرق.
- الثاني: الضعف غير الشديد وهو ما يقبل التقوية بتعدد الطرق، فهو إما أن يكون ممن خف ضبطه، أو يكون من رواية بعض المدلسين، أو فيه انقطاع في الإسناد، فهو ضعيف في إسناده، ولكنه يتقوى بتعدد الطرق، ما لم يكن في متنه نكارة فيحكم بصحته.
وبين بأن المتون بالأسانيد الضعيفة على ثلاثة أقسام:
- القسم الأول: متون صحيحة المعنى لا نكارة فيها، قد دلت عليها أحاديث صحيحة ، ففي الحديث الصحيح ما يغني عن الأخذ به، ولكن قد تصحح بعض هذه المرويات ما لم تكن شديدة الضعف.
- القسم الثاني: ما يتوقف في معناه، فلا ينفى ولا يثبت إلا بدليل صحيح، فترد حكما لضعف الإسناد، لكن لا يقتضي ذلك نفي المتن ولا إثباته.
- القسم الثالث: ما يكون في متنها نكارة أو مخالفة لما صح من النصوص لا يحتمل من ضعف الرواة، فترد بذلك.
وبين أنه ينبغي لطالب العلم أن يعلم أن الأقوال المنسوبة للمفسرين على نوعين، وقد بينهما في كثير من الأقوال المنسوبة للسلف:
النوع الأول: أقوال منصوصة، تدل بالنص على ما استدل بها، ويراجع فيها الإسناد والمتن، لمعرفة الصحيح من الضعيف.
النوع الثاني: أقوال مستخرجة على أصحابها، ولم ينصوا عليها، والاستخراج على قسمين:
- اسخراج ظاهر: فالدلالة فيه ظاهرة، وظهور التزام صاحبه بها ظاهرة، ويفضل في ذكرها القول بأنها مستخرجة.
- استخراج غير ظاهر: فوجه الدلالة فيه غير ظاهر، أو لعدم ظهور وجه اللزوم، أو وجود نص يعارض هذا اللزوم، فلا يصح نسبة هذا القول لصاحبه.
قد يجتمع مع عدم صراحة الدلالة عدم صحة الرواية، فيجب مراجعة أهل الحديث في الأسانيد لمعرفة صحتها، وقد تساهل كثير من المفسرين في هذا الأمر.
حرص شيخنا عبدالعزيز الداخل في هذا تفسير الفاتحة على التثبت من نسبة أقوال لقائليها، وبيان علل الأقوال، وأسباب ضعفها، وما صححه أهل العلم منها ، وبيان نكارة المتن وسببه، وما تم ذكره وجها لمسألة، وما رجحه المفسر، وما ذكره المفسر لقصة حدثت له، فلم يكتف الشيخ بذكر الأقوال من كتب المفسرين، بل راجع إسنادها وبين عللها، وما يتقوى به مما لم يمكن فيه ذلك.
وبين مقصد كل آية من آيات الفاتحة، وما اشتملت عليه من مقاصد، مستدلا عليها من الآيات والأحاديث والمرويات الصحيحة أو التي يتقوى بها لتعدد طرقها مع عدم وجود ضعف شديد في الإسناد.
ثم بين القراءات المتواترة السبعية وبيان أثرها في التفسير إن وجدت في بعض الآيات، ثم يبين معاني كل كلمة في الآية ويفسرها لغويا ، وإما عن طريق تفسير القرآن بالقرآن، أو بالسنة النبوية، أو بالآثار المروية عن السلف ويبين إسناد المرويات وعللها وصحيحها من ضعيفها، ويبين الفوائد المستخرجة من أقوال السلف وأهل العلم من معاني الآيات، والفوائد المستنبطة من استخدام الحروف والضمائر التي تدخل على الأسماء والأفعال وأثرها على المعنى، والفوائد في علم السلوك المستخرجة من الآيات، وأقسام بعض العبادات وأقسام العباد فيها وحالاتهم في أدائها، وكيفية تحقق العبادة ، والفوائد من التقديم والتأخير والحذف والزيادة والتكرار المنتقاة من كتب أهل التفسير مع ترجيح الشيخ، وأثرها وهو ما يعرف بالتفسير البياني وأثره على المعنى، وما يحتمل من المسائل البيانية مما ذكره المفسرون ، تبعا لما قد يحتمله السياق، وترتيب الكلام، ومقاصد الآيات.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 11:04 PM
سلطان الفايز سلطان الفايز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 71
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟
ج1: أستشكل علماء التفسير سؤال المسلم الهداية رغم أنه هدي إليها، ومنشأ الإشكال في معنى الهداية التي يطلبه المسلم في هذه الأيه؛ فذهب بعض العلماء ومنهم الزجاج أن المعنى المطلوب ثبتنا على الهداية ،ومنهم من قال ألزم قلوبنا الهدى ، ومنهم من قال زدني هدى ؛لكن المتأمل لمعنى الهدية يجد أنها لها معنى عاماً يشمل طاعة الله اجتناب تهيه ؛ ويتفاوات الناس في ذلك تفاوتاً كبيرا ، فإن كان المسلمين قد تساوو في أصل الهداية وهو الإسلام ؛فبينهم من التفاضل فيما يشمله الإسلام من أعمال ، فبالجملة الهداية المرادة في هذه الأية عامة لأصل الهداية وما تشتمله من العلم والعمل والطاعات وترك المنهيات والثبات والنجاة من الفتن الى آخره ......

س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
ج2:تنوعت أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم منها :
1/الإسلام 2/كتاب الله 3/النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبوبكر وعمر رضي الله عنهما 4/الحق 5/ماكان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم .
_الموقف من تنوع الأقوال؛ أن هذه الأقوال لا تعارض بينها فهي متلازمة ولا مانع من شمول الصراط لهذه المعاني .

س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.
ج3:الإنعام في القران جاء على معنيين :
1/إنعام عام ،إنعام فتنه وبلاء وهذا شامل للمسلم والكافر
2/إنعام خاص ،إنعام منة وإجتباء وهذا لا يناله إلا من يحبه الله .

س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
ج4:ذكر ابن القيم رحمىة الله وجهين في ذلك :
1/أن ذلك جار في القرآن في إضافة أعمال الفضل والمنة والرحمة لله تعالى ، وعدم إضافة أعمال العدل والجزاء والغضب .
2/أن هذا ابلغ في تكبيتهم وإهانتهم والإعراض عنهم . "منقول بتصرف من كلام أبن القيم "

س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟
ورد تفسير ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أن المغضوب عليهم اليهود والضالين هم النصارى ؛ ولذلك أقتصر كثير من المفسرين على هذا المعنى ،لكن لا يعني قصر المعنى على اليهود والنصاري فيدخل فيهم من نهج نهجم وعمل بمثل أعمالهم .

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
ج6:أولاً اشكر الشيخ عبدالعزيز الداخل على هذا العمل في تفسير الايات والإطناب المفيد فيها ،
ثم إن الفوائد كثيرة للمنهجية في دراسة مسائل النفسير في إطلاعنا عليها من خلال سورة الفاتحة
منها :1/طريقة عرض المسائل وإراد الأقوال والترجيح .
2/عرض الأشكالات بطريق السؤال للتشويق وجذب القارئ
3/شمول البحث للمسائل الواردة في كل آية
4/التثبت من الأقوال وعدم ذكر الأقوال البعيدة والضعيفة جدا
5/ عدم الاستشهاد بالأثار الموضوعة والمرويات الإسرائلية .
6/سهولة اللفظ والبعد عن العبارات المعقدة .

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 11:40 PM
يحيى الفيفي يحيى الفيفي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 17
افتراضي مجلس مذاكرة الاسبوع الرابع

‎المجموعة الأولى:
‎س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
الجواب :
سؤال الهداية هنا يشمل سؤال هداية الدلالة والإرشاد، وسؤال هداية التوفيق والإلهام

‎س2: بيّن معنى الصراط لغة.

الجواب
هو الطّريق الواضح الواسع السهل الّذي لا اعوجاج فيه.
والعرب تستعمله في كلّ قولٍ وعملٍ، وصف باستقامةٍ فتصف المستقيم باستقامته

‎س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟

الجواب :
الحذف لمتعلق الانعام للدلالة على العموم في كلّ ما من مقتضاه حصول تمام الهداية

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟

‎الجواب :
الحكمة والله اعلم أنّ ذكره في كلّ موضع له حكمة ومناسبة وفائدة لا تتحقق في غيره.
فالموضع الأول كان الأهمّ للسائل أن يُهدى إلى الصراط المستقيم، وهو الطريق الصحيح السهل المؤدي إلى العاقبة الحسنة، وأنه طريق واحد
والموضع الثاني: أتى ذكر الصراط معرّفاً بالإضافة إلى الذين يُستأنس باتّباعهم واقتفاء آثارهم وهم من ذكرهم الله في سورةًالنساء من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين

س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟

الجواب :
لانه صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بأنَّهم مغضوب عليهم، ووصف النصارى بأنّهم ضالون

‎س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
الجواب :
استفدت ما يلي :
انه لابد أن ينظر في النفسير اولا لما صح من المأثورات من كتاب او سنة اوًقول صحابي اوتابعي وحسب الترتيب
ثم يستأنس باللغةً او يرجع اليها اذا لم يكن هنا اثرا صحيحا
وما ورد من اختلافات ينظر فيها الي الاخذ بها كلها اولا ان امكن وان تعذر ينظر لامكانية الجمع والحمل على التنوع او التمثيل
وانً تعذرًينظر الى الترجيح

لاينظرون الى الاقوال الشاذة او المعتمدة علىً الضعيف ان لك يكن له شواهد

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 11:43 PM
عبد المجيد المتعاني عبد المجيد المتعاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 79
افتراضي

المجموعة الثانية

س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية؟
أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية :
الوجه الأول : حضور القلب عند الدعاء ، فليس دعاء الغافل كدعاء المدرك الواعي .
الوجه الثاني : الإحسان في الدعاء ، فليس من يدعو بتضرع وخوف وطمع واضطرار كمن هو دون ذلك .
الوجد الثالث : مقاصد الداعي من سؤال الهداية ، فالأكمل للعبد أن يقصد بسؤاله الهداية التامة التي يُبصر بها الحق ، ويتبع بها الهدى .


س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم ؟
المراد بالصراط المستقيم مافسّره الله به في الآية التي تليها بقوله : {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
وهو وصف جامع مانع لما يوصل إلى رضوان الله ويُنجي من عقوبته وسخطه .
ولذلك سمي صراطاً لوضوحه واستقامته وسعته , فمن أطاع الله ورسوله فقد اتبع الهدى وسلك الصراط المستقيم ، وهذا الصراط له مراتب وحدود من خرج عنها انحرف عن الصراط المستقيم ، ومن كان انحرافه بقدرٍ لايُخرجه عن حدود هذا الصراط ، وإنما يصرفه عن مراتبه العليا فهو في المرتبة التي ارتضاها لنفسه في سلوك هذا الصراط .
والسالكين لهذا الصراط المستقيم يتفاضلون في سلوكهم له تفاضلاً كبيراً ، في مراتب السلوك والاستباق والاحتراز من العوارض التي تعرض لهم عند سلوكه .



س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين ثلاثاً :
إحداها : التنبيه على علّة كونهم من المُنعم عليهم ، وهي الهداية .
الثانية : قطع التعلّق بالأشخاص ونفي التقليد المجرد عن القلب .
الثالثة : أن الآية عامة في جميع طبقات المُنعم عليهم .
فكان ذكرهم بالوصف الجامع أوجز وأبلغ وأعم فائدة .



س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
الحكمة من تقديم المغضوب عليهم على الضالين له أوجه عدة :
أحدها : لمراعاة فواصل الآيات .
الثاني : لأن اليهود متقدمون في الزمان على النصارى .
الثالث : لأن اليهود كانوا مجاورين للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بخلاف النصارى فقدّمهم لقربهم .
الرابع : أن اليهود أغلظ كفراً من النصارى فبدأ بهم .
الخامس : لإفادة الترتيب في التعوّذ ، لأن الدعاء كان بسؤال النفي فالتدرج فيه يحصل بنفي الأضعف بعد نفي الأقوى مع رعاية الفواصل .
السادس : لأن الغضب يقابل الإنعام ، فتقديم ذكر المغضوب عليهم أحسن مقابلة من تقديم ذكر الضالين.
وأعم منه ان يُقال : أن تقديم المغضوب عليهم على الضالين فيه تحقيق لمقابلتين :
مقابلة خاصة بين العمل وتركه .
مقابلة عامة بين العلم وعدمه .
السابع : لأن أول ذنب عُصي الله به كان من جنس ذنوب المغضوب عليهم ، لأنه عصيان عن علم ومعرفة وهو إباء إبليس السجود لآدم ، فناسب تقديم المغضوب عليهم .


س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟
الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم } لإفادة عِظم شأن غضب الله عليهم، وأنه غضب الملك الجبار الذي يغضب لغضبه جنوده في السماوات والأرض ، فيجد آثار ذلك الغضب في كل حال من أحواله .
وقد جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن الله إذا أحب عبداُ دعا جبريل فقال:إني أحب فلاناً فأحبه ، قال : فيحبه جبريل ، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء ، قال ثم يُوضع له القبول في الأرض ، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل فيقول : إني أبغض فلاناً فأبغضه ، قال فيبغضه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء ، إن الله يُبغض فلاناً فأبغضوه قال: فيبغضونه ، ثم تُوضع له البغضاء في الأرض )
والمقصود أن إبهام ذكر الغاضب هنا من فوائده عموم الغاضبين وكثرتهم .
وقد ذكر ابن القيم وجهين آخرين :
أحدهما: أن ذلك جارٍ على الطريقة المعهودة في القرآن من أن أفعال الإحسان والرحمة والجود تُضاف إلى الله تعالى ، وأفعال العدل والجزاء والعقوبة يُحذف ذكر الفاعل فيها أو يُسند الفعل إلى من كان له سبب فيه تأدُّباً مع الله عز وجل ، ولئلا يقع في النفوس مالايصح من المعاني التي يُنزّه الله عنها كما في قوله تعالى : {وأنا لا ندري أشرّ أُريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربّهم رشداً}
ومن ذلك قوله تعالى : {الذين أنعمت عليهم} فأسند الفعل إليه جل وعلا .
والوجه الآخر : أن ذلك أبلغ في تبكيتهم والإعراض عنهم وترك الالتفات إليهم ، بخلاف المُنعم عليهم ففي إسناد فعل الإنعام إلى الله تعالى في قوله {أنعمت عليهم} ما يفيد عنايته بهم وتشريفهم وتكريمهم.


س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير؟

1- جعل الأولوية في تفسير القرآن بالقرآن إن أمكن كما في تفسير قوله تعالى :{اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم} حيث فسر الله جل وعلا المراد بالصراط المستقيم في الآية التي تليها .

ثم تفسير القرآن بالسنة حيث استدل المفسرون بقول النبي صلى الله عليه وسلم (اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال) في تفسير قوله تعالى : {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}

ثم تفسير القرآن بأقوال الصحابة


ثم تفسير القرآن بأقوال التابعين والسلف الصالح ، ومعرفة أن هذه الأقوال لا تعارض بينها، وهي من باب التفسير بالمثال لتوضيح المعنى للسائل والمستمع، فيقع الاختلاف في اللفظ بحسب سؤال السائل ومقتضى الخطاب والحاجة إلى البيان .
2- التمكن من الأدوات المساعدة في علم التفسير كاللغة العربية بفهم الألفاظ ومدلولاتها .
3- تمييز الأقوال الصحيحة من الضعيفة في التفاسير وعدم الاكتفاء بالمنقول منها دون تثبُّت .
4- الاهتمام بأماكن نزول السور والآيات المكي منها والمدني .
5- الاهتمام بمعرفة تنوّع القراءات ومعرفة رسم المصحف العثماني .
6- مراعاة ترابط الآيات وفهم سياقها .

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 7 جمادى الآخرة 1438هـ/5-03-2017م, 12:28 AM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم}
لأنه معنى جامع للبيان والدلالة والإلهام والتوفيق والتهيئة ، وهي معانٍ شاملة لما يمكن أن يكون من فوائد إذا كانت التعدية باللام أو إلى أو غيرها ،فتجرد الفعل من الحرف ليتضمن كل مراتب الهداية ، ولو عدي بحرف معين معناه وتخصص بحسب معنى الحرف.

س2: ما فائدة وصف الصراط بأنّه مستقيم؛ إذا كان الصراط في اللغة لا يسمّى صراط حتى يكون مستقيماً؟
إن وصف الصراط بأنه مستقيم وصف كاشف للتأكيد على استقامته وهذا كما يؤكد وصف الاستقامة بانتفاء العوج، كما أن الوصف مؤكد للتقييد المستفاد من التعريف في لفظ الصراط وكذلك من الفوائد: أن هذا الصراط واب كله ، لا خطأ فيه ولا ضلال ، وأن من هدي إليه فقد هدي للحق والدين القيم .

س3: ما المراد بالإنعام في قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم}
المراد الأنعام الخاص بالهداية الخاصة والتوفيق واجتباء والإعانة وصرف المعوقات والوقاية من الفتن وكيد الشيطان وشرور النفس ، فهو إنعام شامل لأسباب الهداية وأحوالها وثمراتها، وكذلك كل إنعام مالا يحيط به العبد علماً من النعم التي لا تحصى.

س4: هل يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم؟ وضّح إجابتك.
لا ينحصر المراد بالمغضوب عليهم و الضالين اليهود والنصارى ، ولا يقتضي قصر هذا الوصف عليهم، لانه وصف له سبب، فمن فعل فعلهم لقي مثل جزائهم.

س5: ما معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}؟
جاء حرف " لا" هنا للتأكيد على أن المراد بالضالين طائفة غير الطائفة المعطوفة عليها، أما أهل اللغة فقد اختلفوا على معناها على أقوال:
1_ زائدة 2_ بمعنى غير . 3_ دفع توهم أن الضالين عطف على الذين. 4- مؤكدة للنفي. 5_ لإفادة المغايرة الواقعة بين النوعين وبين كل نوع بمفرده، فدخول "لا" للتصريح بأن المراد صراط غير هؤلاء وغير هؤلاء.

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
أرى أنه من المنهجية في دراسة مسائل التفسير ما يلي:
1_ أن يكون الحذف من الدراسة تحديد المعنى للآية القرآنية.
2_ أهمية تعداد أقوال علماء التفسير المعتبرين عند دراسة تفسير آية .
3_ نسبة الأقوال إلى قائلها.
4_ البدء بتفسير القرآن بالقرآن ثم بالسنة النبوية ثم أقوال الصحابة ثم التابعين ثم تابعي التابعين .
5_ضرورة دراسة درجة الأحاديث المستشهد بها ، وبيان الصحيح من الضعيف ومكمن الضعف.
6_يعد النص الشرعي الصحيح هو المتبوع في الترجيح بين الأقوال .
7_ أهمية دراسة المتن والسند عند الحكم على الأحاديث.
8_ أهمية الرد على الأقوال التي تظهر ضعفها حسب الأدلة الشرعية الصحيحة ، وبيان وجه الضعف.
9_ اعتبار اجماع القراء والمفسرين عند الترجيح بين الأقوال.
10_ تقديم الجمع بين الأقوال إن أمكن على الترجيح.
11-أهمية اعتبار اللغة عند توضيح معنى تفسير الآيات لأن القرآن نزل بلغة العرب.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 7 جمادى الآخرة 1438هـ/5-03-2017م, 01:04 AM
إبراهيم الكفاوين إبراهيم الكفاوين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 181
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نجيب على المجموعة الأولى بعون الله :
السؤال الأول : : بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم} ؟

"الدعاء هو العبادة " كما قال عليه عليه الصلاة والسلام وفي هذا الدعاء بقولنا اهدنا الصراط المستقيم ندعوا الله ونسألة فهو دعاء عبادة ومسألة وجاء هذا الدعاء بعد حمد الله والثناء عليه وتمجيده فهو من اكمل الدعاء وهو مقصود العبد وما يريده كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربّه تبارك وتعالى: (فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل) لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أنفع الدعاء، وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}؛ فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته، فلم يصبه شر، لا في الدنيا ولا في الآخرة، لكن الذنوب هي من لوازم نفس الإنسان، وهو محتاج إلى الهدى في كل لحظة، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب)ا.هـ.
وإذا حصلت الهداية حصل ما يترتب عليها من النصر والرزق والتوفيق وأنواع الفضائل والبركات، وما تطلبه النفس من أحوال السعادة، ومن العاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة.


السؤال الثاني: بيّن معنى الصراط لغة؟

الصراط لغة : هو الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب .
وقال ابن جرير: ( أجمعت الحجة من أهل التّأويل جميعًا على أنّ الصّراط المستقيم هو الطّريق الواضح الّذي لا اعوجاج فيه.
فمن ذلك قول جرير بن عطيّة بن الخطفى: أمير المؤمنين على صراطٍ.......إذا اعوجّ الموارد مستقيم)ا.هـ.
وأصل الصاد في الصراط منقلبة عن السين و قال ابن الجزري: (ووجه ذلك أن حروف الصفير يبدل بعضها من بعض).
وقال ابن القيم رحمه الله : (وبنوا "الصراط" على زِنَةِ فِعَال لأنَّه مُشْتَمِلٌ على سالكِهِ اشتمالَ الحلقِ على الشيءِ المسرُوط)ا.هـ.


السؤال الثالث : ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟

قال تعالى في سورة الفاتحة بعد دعاء طلب الهداية الى الصراط المستقيم : {صراط الّذين أنعمت عليهم},
ولكن أنعم الله عليهم بماذا ؟ وهذا يسمى متعلق الإنعام فلماذا حذف متعلق الإنعام مع إننا في شوق لمعرفته حتى تزداد طاعة الله عز وجل .
قال العلماء سبب حذفها أنَّ الحذف للدلالة على العموم في كلّ ما من شأنه حصول تمام الهداية، وقد تقدّم بيان ما يحتاجه العبد من النعم العظيمة لتتمّ له نعمة الهداية.
وكلّ حذف في القرآن فله حكمة، لذلك اعتنى اهل التفسير بمسائل الحذف في القرآن، واجتهدوا في التعرّف على دلائلها، وأنواعها، وتلمّسوا الحِكَم من الحذف في القرآن الكريم.
ومثال ذلك متعلّق أفعل التفضيل في قول الله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ وذلك لإرادة العموم؛ أي أقوم في كل شيء يُحتاج إليه من أبواب الدين في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق والسلوك والدعوة والسياسة وغيرها.

السؤال الرابع :ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط ؟

قال تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم..}
لماذا في هذه الآية كررت كلمة الصراط فذكر الصراط أولاً معرّفاً باللام، ثمّ ذكره معرّفاً بالإضافة؛ ولم يختصر ذكر الصراط مع قرب الموضعين من بعض فكل كلمة في القرآن لها حكمة ومناسبة لا تتحقق في غيره .
قال اهل العلم في الموضع الأول كان الأهمّ للسائل أن يُهدى إلى الصراط المستقيم، وهو الطريق الصحيح السهل المفضي إلى العاقبة الحسنة، وأنه طريق واحد.
وفي الموضع الثاني: أتى ذكر الصراط معرّفاً بالإضافة إلى الذين يُستأنس باتّباعهم واقتفاء آثارهم وليفيد بأنَّه صراط آمن مسلوك قد سلكه الذين أنعم الله عليهم ففازوا بفضل الله ورحمته وحسن ثوابه.
وننقل كلام ابن القيّم رحمه الله قال : (وهذا كما إذا دللت رجلا على طريق لا يعرفها وأردت توكيد الدلالة وتحريضه على لزومها وأن لا يفارقها؛ فأنت تقول: (هذه الطريق الموصلة إلى مقصودك)، ثم تزيد ذلك عنده توكيدا وتقوية فتقول: (وهي الطريق التي سلكها الناس والمسافرون وأهل النجاة)، أفلا ترى كيف أفاد وصفك لها بأنها طريق السالكين الناجين قدرا زائدا على وصفك لها بأنها طريق موصلة وقريبة سهلة مستقيمة فإن النفوس مجبولة على التأسّي والمتابعة فإذا ذُكِرَ لها من تتأسّى به في سلوكها أَنِسْتَ واقتحمتها، فتأمّله)ا.هـ.
ولابن عاشور كلام حسن في جواب هذا السؤال أيضاً وأن فيه تفصيلاً بعد إجمال مفيد ليتمكّن الوصف الأوّل من النفوس ثمّ يعقب بالتفصيل المبيّن لحدود الصراط وعلاماته وأحوال السالكين وأحكامهم.

السؤال الخامس :ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟

صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بأنَّهم مغضوب عليهم، ووصف النصارى بأنّهم ضالون.لذلك كان هناك توافق بين السلف على هذا التفسيروالمعلوم انه إذا ثبت تفسير عن الرسول عليه الصلاة والسلام فيكون هو العمدة في التفسير والأساس , وفد ورد هذا التفسير عن كثير من الصحابة والتابعين .


السؤال السادس : بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير؟

تعلمنا في هذه الدورة المباركة بإذن الله أمور مهمة منها :
أولا : منهجية في التفسير التي تتضمن بسط المعاني العامة وهي المفتاح في التفسير ثم المعاني البيانية المدهشة .
ثانيا : طريقة الجمع بين الأقوال وأسانيدها بطريقة حديثية ثم كيفية دراسة كل سند والخروج بالأقوال الصحيحة
الثابتة ورد الضعيف منها .
ثالثا : كيفية أخذ الأقوال في التفسير من بطون كتب التفسير وبسطها بإسلوب جميل غير ممل.
رابعا : تعلمنا كيفية الإستنباط من الآيات مسائل فقهية وعقدية وبيانية وتدبرية .
خامسا : تعلمنا أن التفسير له معنى روحي إذا تدبرنا جيدا فيغذي الأرواح ويرفع الهمم ويزيد العبادة وليس فقط تفسير عام خالي من التطبيق .

وبارك الله فيكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 7 جمادى الآخرة 1438هـ/5-03-2017م, 01:26 AM
محمد عمر محمد عمر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 30
افتراضي

الحمد لله وحده:
المجموعة الثالثة:

ج1: تلخيص هذا الأمر في نقاط:
1- أن الهداية الإجمالية تحتاج إلى هداية تفصيلية معها
2- أن المسلم يتعرض للفتن في يومه وليلته بكثرة فيحتاج للهداية في مواجهتها وعدم السقوط فيها
3- أن القلب متقلب في أحواله فيحتاج دائما لسؤال الهداية والتثبيت
4- أن لكل عبد مطالب خاصة في الهداية ودرجات فيها فيسأل الله دائمًا أن يبصره في أموره ويمده بهداياته
5- الهداية قائمة على العلم والعمل، وهما يتفاضلان ويحتاج المسلم فيهما لهدايات متنوعة وإعانة على طرق الخير فيهما وأن يعصمه من أي ضلال في كل نقطة منهما.

ج2: جاءت عدة أقوال عن السلف في معنى الصراط المستقيم تتنوع ولا تختلف، تتنوع في طرق الاستدلال ولا تختلف في المدلولات وهم خمسة أقوال:
الأول: الصراط المستقيم هو: الإسلام، وهو قول جمهور المفسرين وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ومحمد بن الحنفية وغيرهم. وهو أشهر الأقوال وأصلها، وإذا أطلق الإسلم أريد به كل الأعمال الظاهرة والباطنة المتلقة به، واستدل بعضهم بحديث النواس بن سمعان مرفوعًا: "ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا، ولا تتعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم" والشاهد فيه أن الصراط هو الإسلام.
ووردت آثار عن بعض الصحابة تدل على أن الصراط اهو الإسلام.

الثاني: الصراط المستقيم هو: القرآن، وهو مروي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- رواية صحيحة، قال: "إن هذا الصراط محتضَرٌ تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإنَّ الصراط المستقيم كتاب الله" وهذا القول صحيح في نفسه باعتبارأن من اتبع كتاب الله فهو متبع للإسلام ومهتد للصراط المستقيم

الثالث: هو ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، وهو رواية عن ابن مسعود :"الصراط المستقيم تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طرفه، والطرف الآخر الجنة"

الرابع: النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر، وهي رواية عن ابن عباس وعن أبي العالية والحسن البصري، وسبب هذا القول بعد افتراق الناس بعد مقتل عثمان أرادوا أن يبينوا أن الصراط المستقيم ما كان عليه صلى الله عليه وسلم والشيخان من بعده قبل الفتن.

الخامس: أنه الحق وهو مروي عن مجاهد، وهو في حقيقته وصف للصراط بأنه الحق لأن كل من اتبعه هدي.

موقفنا تجاه هذه الأقوال:
هي كلها أقوال متحدة المدلول فاتباع القرآن هو الإسلام وهو الحق، وما ترك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده هو تطبيق لما فيهم.
ومما ينبغي التنبه له أن بعض متأخري المفسرين يتجوزون في نقل الأقوال عن أصحابها مختصرة وبالمعنى، وينبغي للطالب المتوسط أن يرجع للمصادر الأصلية للأقوال ولا يكتفي في نقلها بنقل المتأخرين

ج3: معاني الإنعام في القرآن:
يأتي الإنعام في القرآن على معنيين:
أ- إنعام عام وهو يكون للمؤمن والكافر، والبر والفاجر، والذي يكون عطاء للابتلاء والاختبار كما في قوله -تعالى- "فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ" وقوله: "كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا" ويكون تذكيرا للعباد بخالقهم ورازقهم ويأمرهم بشكره عليه وتوحيده فهو دليل على ربهم

ب- إنعام خاص: وهو إنعام الهدى والتوفيق والإرشاد، وهذا لا يكون إلا للخواص من الناس، من أراد الله بهم الخير ووفقهم لما يحبه ويرضاه مثل قوله: "وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا" وقوله: "أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا"

ج4: الحكمة من نسب الإنعام في (أنعمت عليهم) إلى الله، عدة أمور منها:
1- توحيد الله عز وجل ونسبة الغنى التام له وأنه صاحب الإنعام ومنه الفضل بداية ونهاية وأن العبد محتاج إليه.
2- من شكر المنعم نسبة النعمة إليه وبيان أنه المتفضل بها.
3- أن هذا مناسب للتضرع ومناجاة الله والطلب منه
4- أنه أبلغ في الثناء على الله وبيان أن كل من اهتدوا في هذا الطريق وكل من سار على هذه النعمة فإنما هي منه وحده فيسأل العبد أن يرزقه هذه النعمة كما رزق هؤلاء المنعم عليهم.

أما في (المغضوب عليهم) فلم ينسبه إلى الرب بل أبهم الفاعل لأمور:
1- أنه كأن كل شيء يغضب على هؤلاء الخالق والمخلوق يغضبون عليهم وكل شيء يغضب عليهم، فلم ينسب فعل الغضب لأحد بعينه، ولبيان عظم غضب الله عليهم الذي يتبعه غضب مخلوقيه.
2- أن من الأدب ذكر الفضل والخير إلى الله، أما أفعال العقوبة والجزاء والعدل فنبهمها تأدبا معه مع أن كل شيء بيده -سبحانه- كقول الخليل إبراهيم: "الذي خلقني فهو يهدين . والذي هو يطعمني ويسقين . وإذا مرضت فهو يشفين"
3- أن ذلك أبلغ في الإعراض عنهم وازدرائهم وعدم الالتفات لهم، لأنه في ذكر المنعم عليهم نسبهم إلى نفسه سبحانه ليبين علو شأنهم ومكانتهم عنده.

ج5: المراد بالمغضوب عليهم: اليهود، وبالضالين: النصارى.
روي في ذلك عدة أحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نذكر منها حديثا صححه بعض العلماء حديث عديّ بن حاتم الطائي -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:(اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال)، وفي لفظ: «المغضوب عليهم: اليهود، والضالين: النصارى».

وتوافقت أقوال السلف على أن المقصود بالمغضوب عليهم أنهم اليهود، والمقصود بالضالين أنهم النصارى.
ممن ورد عنهم ذلك من الصحابة عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود، فورد عن ابن عباس من طريق الضحاك بن مزاحم في قوله تعالى: (غير المغضوب عليهم) قال: «يعني اليهود الّذين غضب اللّه عليهم» (ولا الضّالّين) قال: «وغير طريق النّصارى الّذين أضلّهم اللّه بفريتهم عليه».
قال: «يقول: فألهمنا دينك الحقّ، وهو لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، حتّى لا تغضب علينا كما غضبت على اليهود، ولا تضلّنا كما أضللت النّصارى؛ فتعذّبنا بما تعذّبهم به. يقول: امنعنا من ذلك برفقك ورحمتك وقدرتك.
ولا يجزم بثبوت هذا النص عن ابن عباس

كذلك عبد الله بن مسعود ورد عنه هذا القول من طريق السدّي لكنه لم يثبت أيضا.
وصح هذا القول عن زيد بن أسلم ومجاهد والسدي والربيع بن الحكم، ومن تابعي التابعين عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
وتوافقت عليه تفسيرات السلف
وهذا لا يقتضي قصر الوصف على هؤلاء الطائفتين فقط، بل من تشبه بواحدة منهم نال جزاء مما نالوه على قدر المشابهة

ج6: مما استفدته من المنهجية:
- النظر في كتاب الله أو السنة هل ورد فيهما شيء في تفسير الآية المرادة
- جمع أقوال السلف في المسألة- نسبة كل قول لقائلي نسبة صحيحة
- التنبه إلى أن بعض اللأقوال تنقل بالمعنى أو مختصرة فتخل بالمعنى المراد، فيرجع للمصادر العالية.
- الاهتمام باللغة والأصول اللغوية للكلام للعون على التفسير
- التبين من صحة ما ينسب للنبي -صلى الله عليه وسلم من قول في تفسير الآية أو مما ينسب لصحابته أو التابعين ومن بعدهم
- قد يكون اختلاف المفسرين في الآية اختلاف تنوع أو ضرب للأمثلة على بعض المراد، لا يكون اختلاف تضاد.

والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 7 جمادى الآخرة 1438هـ/5-03-2017م, 02:01 AM
يحيى شوعي يحيى شوعي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 67
افتراضي المجموعة الرابعة

المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى ضمير الجمع في قوله: (اهدنا) .
للعلماء في الاجابة عن بيان معنى ضمير الجمع في قول الله تعالى (اهدنا) ثلاثة أقوال وهي:
الأول: أن كلَّ عضو من أعضاء العبد وكل حاسة ظاهرة وباطنة مفتقرة إلى هداية خاصة به فأتى بصيغة الجمع تنزيلاً لكل عضو من أعضائه منزلة المسترشد الطالب لهداه .
صاحب هذا القول : ابن القيّم حينما حكاه في بدائع الفوائد عمن لم يسمه .
وهذا القول ضعيف.
الثاني: ليتضمّن دعاؤه الدعاء لإخوانه المسلمين بالهداية؛ فيكون له أجر بالدعاء لنفسه ولإخوانه، وليحظى بدعوة الملَك له بمثل ما دعا لإخوانه .
صاحب هذا القول: ابن كثير حينما ذكر معناه في تفسيره.
وهذا القول وإن كان صحيحاً في نفسه إلا أنه لا يستقلّ بالجواب.
الثالث: الجمعُ هنا نظير الجمع في قوله تعالى )إيّاك نعبد وإيّاك نستعين( ومطابق لهما و موجز هذا القول أن والإتيان بضمير الجمع في الموضعين أحسن وأفخم فإن المقام مقام عبودية وافتقار إلى الرب تعالى وإقرار بالفاقة إلى عبوديته واستعانته وهدايته؛ فأتى به بصيغة ضمير الجمع أي نحن معاشر عبيدك مقرون لك بالعبودية، وهذا كما يقول العبد للملك المعظم شأنه: نحن عبيدك ومماليكك وتحت طاعتك ولا نخالف أمرك فيكون هذا أحسن وأعظم موقعاً عند الملك من أن يقول أنا عبدك ومملوكك، فقد تضمن ذلك من الثناء على الرب بسعة مجده وكثرة عبيده وكثرة سائليه الهداية ما لا يتضمنه لفظ الإفراد.
صاحب هذا القول : ابن القيّم في بدائع الفوائد .
وهذا القول من أحسن الأقوال في بيان معنى ضمير الجمع
س2: بيّن معنى التعريف في "الصراط".
التعريف يفيد الحصر و التشريف والتفضيل و الكمال , و التعريف في الصراط للعهد الذهني الذي يفيد الحصر؛ فهو صراط واحد لا غير و يفيد معنى التشريف والتفضيل والكمال كما تقول للطبيب: أعطني الدواء الناجع؛ فهو أبلغ من قولك: أعطني دواءً ناجعاً.
س3: ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم.
مهما تنوعت عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم ينبغي النظر في عدم وجود أي تعارض بين تلك الأقوال وهي من باب التفسير بالمثال لتوضيح المعنى للسائل والمستمع، فيقع الاختلاف في اللفظ بحسب سؤال السائل ومقتضى الخطاب والحاجة إلى البيان، فيذكر المفسّر بعض معنى الآية بما يفيد السائل والمستمع، لا على أنَّ الآية لا تحتمل من المعنى إلا ما ذكر ,وكلّ الأقوال في ذلك هم من طبقات الذين ذكرهم الله في سورة النساء من الذين أنعم الله عليهم.
س4: بيّن مراتب الهداية ودرجات المهتدين، وبيّن أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية.
مراتب الهداية :
المرتبة الأولى: هداية الدلالة والإرشاد .
والمرتبة الثانية: هداية التوفيق والإلهام .
درجات المهتدين :
الدرجة الأولى: الذين تحقق لهم أصل الهداية، وهم الذين هداهم الله لأصل الإسلام اعتقاداً وقولاً وعملاً، فأدّوا ما صحّ به إسلامهم، واجتنبوا نواقض الإسلام، مع اقترافهم لبعض الكبائر وتفريطهم في بعض الواجبات .
والدرجة الثانية: المتقّون، وهم الذين هداهم الله لفعل الواجبات وترك المحرمات؛ فنجوا بذلك من العذاب، وفازوا بكريم الثواب.
والدرجة الثالثة: المحسنون، وهم أكمل الناس هداية، وأحسنهم عملاً، وهم الذين هداهم الله لأن يعبدوه كأنّهم يرونه، فاجتهدوا في إحسان أداء الواجبات، والكفّ عن المحرّمات، وأحسنوا التقرّب إلى الله تعالى بالنوافل حتى أحبّهم.
أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية :
حينما يتبين للإنسان مراتب الهداية ودرجات المهتدين و أن الهداية لا تتأتى إلا بالجمع بين المعنيين لمراتب الهداية؛ وهو مقتضى الجمع بين العلم والعمل و معنى(اهدنا ) أي أرشدنا ووفقنا لاتّباع هداك؛ فسؤال الهداية يتضمَّن سؤال هداية الدلالة والإرشاد، وسؤال هداية التوفيق والإلهام.
فينبغي للإنسان أن يعتني بمقاصده من سؤال الهداية، فإنما الأعمال بالنيات، ولكلّ امرئ ما نوى، والله يعلم قصد كلّ سائل من سؤاله، ولذلك فإنَّ الأكمل للإنسان أن يقصد بسؤاله الهداية التامة التي يبصر بها الحقّ، ويتّبع بها الهدى، وأن يهديه بما هدى به عباده المحسنين.
و الهداية قائمة على العلم والعمل، وهما يتفاضلان؛ فيحتاج المؤمن إلى البصيرة في الدين، وإلى الإعانة على الطاعة، والعصمة من الضلالة في كلّ أمرٍ من أموره و أنّ الهداية الإجمالية لا تغني عن الهداية التفصيلية.
فكما أن القلب يتقلّب، فحاجة المرء إلى سؤال الله تعالى التثبيت والهداية دائمة متجددة , و الفتن التي تعترض المؤمن في يومه وليلته كثيرة متنوّعة ومن لم يهده الله ضلّ بها، وكم أصابت الإنسان المقصّر من فتنة تضرر بها وبعقوباتها ولو أنَّه أحسن الاستعاذة بالله منها وسؤاله الهداية لَسَلِم من شرّ كثير و لكل عبد حاجات خاصّة للهداية، بما يناسب حاله، فهو محتاج إلى أن يمدّه الله بتلك الهدايات، وإن لم يهده الله لم يهتد.
و أهل الإحسان أشدّ الناس حرصاً على الهداية وبصيرة بعظم الحاجة إليها في جميع شؤونهم لما يبصرونه من كثرة الفتن والابتلاءات، وما يعتبرون به من أنواع العقوبات التي حلّت بالمسيئين؛ فأورثهم هذا الفقه من المعارف الجليلة والبصائر النافعة والأعمال التعبّدية ما طهرت به قلوبهم، وزكت به نفوسهم، وخشعوا به لربّهم جلّ وعلا في صلاتهم؛ فكان من ثوابهم تحقّق فلاحهم كما قال الله تعالى: {قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون . والذين هم عن اللغو معرضون . والذين هم للزكاة فاعلون ...} الآيات.
فمن كان من أهل الإحسان في الدعاء كان نصيبه من الإجابة أعظم وأكمل، ومن كان دونه كان نصيبه بقدره، وقد جعل الله لكلّ شيء قدراً.
س5: إذا كان كل من اليهود والنصاري مغضوب عليهم وضالّون فما الحكمة من تخصيص كلّ طائفة بوصف؟
لأهل العلم أقوال في الإجابة عن ذلك و هي كما يلي :
قول ابن جرير :
أن الله تعالى وَسَم كلَّ طائفة بما تُعرفُ به، حتى صارت كلّ صفة كالعلامة التي تعرف بها تلك الطائفة.
قول ابن عطية :
أنَّ أفاعيل اليهود من الاعتداء والتعنّت وقتل الأنبياء وغيرها أوجبت لهم غضباً خاصّا، والنصارى ضلوا من أوّل كفرهم دون أن يقع منهم ما وقع من اليهود..
قول ابن القيم وتلميذه ابن كثير :
اليهود أخص بالغضب لأنهم أمة عناد، والنصارى أخص بالضلال لأنهم أمة جهل .
قول الشيخ عبد العزيز الداخل :
التنبيه على سببي سلبِ نعمة الهداية ,فمن ترك العمل بالعلم استحقّ سلب نعمة الهداية؛ لمقابلته نعمة الله تعالى بما يُغضب الله إذ لم يتّبع الهدى بعد معرفته به؛ كما فعلت اليهود. - ومن أعرض عن العلم الذي جاء من عند الله ضلَّ عن الصراط المستقيم، وابتدع في دين الله ما لم يأذن به الله؛ كما فعلت النصارى.

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
• العناية بذكر جميع الأقوال في المسألة .
• العناية بذكر أقوال الصحابة والتابعين وأتباع التابعين خصوصاً .
• العناية بذكر أول من قال بذلك القول في التفسير وذكر المرجع في ذلك و وذكر من قال بذلك القول من بعده أيضاً .
• العناية بذكر معاني كلمات الآية ومصدرها في اللغة .
• العناية بالرجوع لأمهات كتب التفسير وليست الكتب المعاصرة .
• العناية بأسباب الاختلاف في التفسير وأنواعه .
• العناية بذكر رأي جمهور العلماء في المسألة .
• العناية بتخريج الأحاديث و ذكر ما صح وما ضعف منها .
• العناية بذكر وجه الاستدلال لأقوال العلماء في المسائل .

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 7 جمادى الآخرة 1438هـ/5-03-2017م, 03:02 AM
إبراهيم عمر إبراهيم عمر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 29
افتراضي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فهذه أجوبة المجموعة الثانية من أسئلة مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة الفاتحة

س1: بين أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية
الجواب: تتلخص هذه الأوجه فيما يأتي
- هيئة القلب: فإن الداعين والسائلين يختلفون ويتفاضلون بتفاضل قلوبهم وهيئاتها وأحوالها؛ فحاضر القلب جامع النفس والهمة ليس كالغافل
- هيئة العمل: فمن أتقن وأحسن في الطلب بتزلّف وتضرّع درجته ليست كالأدنى منه في هذا المقام
- هيئة المقصد: فإن الداعين يتفاوتون كذلك باختلاف مقاصدهم من يسؤال الهداية؛ وكلما كان قصد السائل في الهداية أعظم= كانت درجته أعظم وجزاؤه وإجابته أجزل

س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم.
الجواب: هو الصراط الذي فسرته الآية (صراط الذين أنعمت عليهم .. الآية) وهو طريق الله المستقيم الموصل إليه وإلى جنته ورضاه

س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
الجواب: يتلخص فيما يلي
- للتنبيه والاهتمام على ما في جملة الصلة (أنعمت عليهم) لأن الهداية أعظم النعم ولأنهم إنما صاروا منعمًا عليهم لأنهم مهتدون
- للوقوف على الغاية وهي النعمة التي نالها الأشخاص؛ وليس التركيز على ذواتهم وشخوصهم ، كما قال الله تعالى (فبهداهم اقتده) فإن العبرة بالهدى والطريق
- ليشمل كل فرد داخل تحت مسمّى المنعم عليه
مفهوم من كلام ابن القيم

س4: ما الحكمة من تقديم (المغضوب عليهم) على (الضالين)؟
الجواب: ذكر المفسرون في هذا عدة أوجه، منها:
- أن هذا مراعاة للفواصل، ذكر هذا ابن عاشور؛ إلا أن هذا لا يستقلّ كسبب وحيد للتقديم
- أن تقدم زمان اليهود على النصارى فقُدموا عليهم في الذكر
- مجاورة اليهود للنبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينة فكانوا أقرب؛ إلا أن هذا يورد عليه أن السورة مكية
- أن كفر اليهود أشد وأغلظ من كفر النصارى
- أن الغضب أنسب من الإضلا في مقابل الإنعام، فالمغضوب عليهم في مقابلة المُنعَم عليهم أنسب من مقابلة الإضلال بالإنعام. وهذا أحسن الوجوه كما قال ابن القيم

س5: ما الحكمة من إيهام ذكر الغاضب في قوله تعالى : (المغضوب عليهم) ؟
الجواب: ذكر المفسرون أوجه لذلك ، منها: تعظيم الرب سبحانه وتعالى وملكه وعزته وأنه إذا غضب على أحد فقد غضب عليه كل شيء، وكذلك كما هي عادة القرآن في نسبة أفعال الإكرام والإنعام والرحمة إلى الله جل جلاله، وأفعال الغضب والعقوبة لا تُنسب ليه تأدبا وإن كان كل ذلك منه قَدَرا

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
الجواب: إني وإن كنت لا أستطيع تجميع ما أتفيد إلا إني أحاول أن أذكرها فيما يلي
- معرفة معاني الكلمات وكيف كان استعمالها وقت نزول القرآن
- المعرفة باللغة وقواعدها والأوجه الجائزة فيها
- مراعاة سياق الكلام لتأثيره في المعنى واختلاف معاني الكلمة الواحدة من موضع لآخر
- البحث عن أقوال النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم السلف والعلماء في مسائل التفسير، مع التثبت من صحة نقل الأقوال عنهم وتحريرها وضبطها وفهمها فهما صحيحا
- الجمع بين الأقوال التي يمكن الجمع بينها ويحتملها النص القرآني
- معرفة القراءات في الآية لأثرها في اختلاف المعنى

والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 7 جمادى الآخرة 1438هـ/5-03-2017م, 03:29 AM
يعقوب دومان يعقوب دومان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 174
افتراضي

الإجابات لأسئلة المجموعة الثانية :
1- أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية ثلاثة :
أ- حضور القلب عند الدعاء ، فدعاء الداعي الواعي المدرك ليس كدعاء الداعي الغافل الساهي اللاهي .
ب- الإحسان في الدعاء ، فمن دعا الله تعالى محسناً متضرعاً لله قريباً من الله جامعاً بين الخوف والطمع فحريٌّ أن يستجاب له ، بخلاف
غيره .
ج- مقصد الداعي من سؤال الهداية ، فالأعمال بالنيات ولكلٍّ ما نوى ، وأكمل الدعاء بأن يقصد الداعي بسؤاله الهداية التامة ليبصر الحق ويتبع الهدى ، كما هو حال المحسنين .

2- المراد بالصراط المستقيم هو : (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) كما فسّره الله تعالى به في الآية التالية ، والمراد به : كل ما يوصل إلى مرضاة الله تعالى وجنته ، وكل ما ينجّي من سخط الله تعالى وناره .
وهذا الصراط المستقيم سمي بذلك ؛ لوضوحه واستقامته ويُسره وسعته .

3- الحكمة من إضافة (الصراط) إلى الاسم الموصول (الذين أنعمت عليهم) دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين لثلاث فوائد :
أ- التنبيه على علة كونهم من المنعَم عليهم وهي الهداية ، فبهداية الله لهم كانوا من المنعَم عليهم .
ب- قطع التعلق بالأشخاص ونفي التقليد المجرد عن القلب ، واستشعار العلم بأن اتباع مَن أمرنا الله تعالى باتباعه إنما هو امتثال لأمر الله عز وجل .
ج- أن الآية عامة في جميع طبقات المنعَم عليهم ، وأنه سبحانه هو الذي هدى لجميع تفاصيل الطريق التي سلكها كل المنعَم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، فكان ذكرهم بهذا الوصف الجامع أوجز وأبلغ وأعمّ فائدة .

4- الحكمة من تقديم (المغضوب عليهم) على (الضالين) لوجوه :
أ- لمراعاة فواصل الآيات .
ب- لأن اليهود متقدمون في الزمان على النصارى .
ج- لأن اليهود كانوا مجاورين للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بخلاف النصارى ، فقدّمهم لقربهم .
د- أن اليهود أغلظ كفراً وأشد مخالفةً للحق من النصارى ، فبدأ بهم ، ومعلومٌ أن المخالف عن علم يصعب رجوعه بخلاف المخالف عن
جهل .
ه- لإفادة الترتيب في التعوّذ ، لأن الدعاء كان بسؤال النفي ، فتدرّج بنفي الأضعف بعد نفي الأقوى مع رعاية الفواصل .
و- لأن الغضب يقابل الإنعام ، ولأن تقديم (المغضوب عليهم) على (الضالين) فيه تحقيق المقابلتين الخاصة والعامة ، فالخاصة بين العمل
وتركه ، والعامة بين العلم وعدمه ، ومعلوم أن الهداية لا تتحقق إلا بعلم وعمل ، فالعلم متقدم على العمل فكانت دائرته مع ما يقابله أعمّ ، وأما العمل بالعلم فدائرته مع ما يقابله أخصّ ، وتحقيق المقابلة الخاصة مقدم على تحقيق المقابلة العامة لتتم الخاصة أولاً .
ز- لأن أول ذنب عصي الله به (إباء إبليس السجود لآدم عليه السلام) هو من جنس ذنوب (المغضوب عليهم) لأنه عصيان عن علم ومعرفة .

5- الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى : (المغضوب عليهم) لوجوه :
أ- لإفادة عظم شأن غضب الله تعالى عليهم ، فيحذر العبد من ذلك على الدوام .
ب- كثرة الغاضبين وعمومهم .
ج- لأن التعبير بالاسم دون الفعل يدل على تمكن الوصف منهم وأنه ملازم لهم .
د- للتأدب مع الله تعالى ، فالطريقة المعهودة في القرآن الكريم أن أفعال الإحسان والرحمة والجود تضاف إلى الله جل وعلا ، وأفعال العدل والجزاء والعقوبة يحذف ذكر الفاعل فيها أو يسند الفعل إلى من كان له سبب فيه .
ه- أن ذلك أبلغ في تبكيتهم وزجرهم والإعراض عنهم وترك الالتفات إليهم .

5- من الفوائد المنهجية في دراسة مسائل التفسير من خلال دراسة دورة سورة الفاتحة :
*1- علم تفسير القرآن الكريم من أجلّ العلوم وأنفعها ، وأعظمها بركةً ، وأوسعها معرفةً ، وأحسنها ثمرةً ، ولا ينتفع بهذا العلم -على جلالة قدره- إلا مَن رزقه الله تعالى البصيرة ، ووفقه لاتباع الهدى (قل هو للذين آمنوا هدىً وشفاءٌ والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم
عمىً) .
*2- يحسن بطالب علم التفسير أن يكون على معرفة بما شاع من الأحاديث والمرويات والآثار الضعيفة والواهية ، ويتبين سبب ضعفه ومرتبته ، وما يُتساهل فيه وما لا يُتساهل فيه منها .
*3- ينبغي على طالب علم التفسير معرفة الأقوال المنسوبة إلى المفسرين وأنها نوعان : - النوع الأول : أقوال منصوصة ، تدل بنصها على ما استدل بها عليه ، وهذه الأقوال فيها الصحيح والضعيف من جهة السند ومن جهة المتن . - النوع الثاني : أقوال مستخرجة على أصحابها ، لم يقولوا بنصها ، إنما فُهمت من قصة وقعت لهم ، أو من نص آخر على مسألة أخرى ، ففُهم منه اللزوم بالقول في هذه المسألة بكذا وكذا ، أو بطرق أخرى من طرق الاستخراج .
*4- معاني الحروف تتنوّع بحسب السياق والمقاصد وما يحتمله الكلام ، وليست جامدة على معانٍ معينة يكرر المفسٍّر القول بها في كل موضع .
*5- على طالب علم التفسير العلمُ بأن التعريف بـــ (أل) يرد لمعانٍ متعددة منها :
- استغراق الجنس . - الكمال والتمام . - الأولوية . - العهد بأنواعه الثلاثة : حضوري وذِكري وذهني .
ومعرفة هذه الأنواع من مهمات ما يحتاجه طالب علم التفسير ، فكثيراً ما يكون مرجع الخلاف بين أقوال المفسرين لاختلافهم في معنى
التعريف .
*6- ينبغي لطالب علم التفسير أن يكون على معرفة بأقوال العلماء في المراد بلفظ (العالمين) وأن يعرف سبب الاختلاف فيه ، ومآخذ الأقوال وحججها وأحكامها .
*7- الخلاف في بعض أوجه التفسير الصحيحة كالخلاف في القراءات الصحيحة ، فيجوز للقارئ أن يستحضر أحد المعنيينِ عند قراءته إذا لم يمكن الجمع بينهما ، ولا يضر .
*8- التكرار لأجل التأكيد كثير في القرءان العظيم ، فيحسن بطالب علم التفسير الاجتهاد بالنظر في التماس الحكمة والمقصد من التكرار ، وذلك بالنظر في الأقوال المأثورة أولاً -إن وجدت- ثم بالنظر في سياق الكلام ثانياً ، ثم بالنظر في مقاصد الآيات ثالثاً ، فإن لم يتبين له المقصد توقف ووكل الأمر إلى عالمه .
*9- قد يجتمع في المسألة الواحدة من المسائل البيانية حِكم متعددة ويتفاوت العلماء في إدراكها وحسن البيان عنها ، فالقاعدة في مثل هذه المسائل : قبول ما يحتمله السياق وترتيب الكلام ومقاصد الآيات وغيرها من الدلالات بشرطين :
- أحدهما : أن يكون القول في نفسه صحيحاً . - والثاني : أن يكون لنظم الآية دلالة معتبرة عليه .
*10- لمفهوم (الالتفات) في علم البلاغة فوائد في : تنويع الخطاب ، والبيان عن التنقل بين مقامات الكلام ، والتنبيه على نوع جديد من الخطاب يستدعي التفكر في مناسبته واسترعاء الانتباه لمقصده .
*11- غاية المفسِّر : تقريب المعنى ، وهذا يتأدى بأي عبارة مقاربة تحصل بها الفائدة ، ومن ذلك : مراعاة معاني الحروف ، وما يحتمله السياق من المعاني المضمَّنة بالتعدية ، وما يناسب مقاصد الآيات ، وهذا يختلف من موضع لآخر .
*12- ينبغي لطالب علم التفسير -إذا تجاوز مرحلة المتوسطين فيه- أن لا يكتفي بما يُنقل من أقوال السلف في التفاسير المتأخرة ، بل يرجع إلى المصادر الأصلية ، فيأخذ عباراتهم بنصّها ، ويميز ما يصح مما لا يصح ، فتندفع عنه بذلك إشكالات كثيرة سببها النقل المخلّ ، وحذف الأسانيد ، واستخراج الروايات ..
*13- عند علماء التفسير ما يسمى بــــ (التفسير بالمثال) وهذا لتوضيح المعنى للسائل والمستمع ، وكثيراً ما يقع فيه الاختلاف في اللفظ والتنوع في العبارة ، ولا تعارض بينها ، وذلك بحسب سؤال السائل ومقتضى الخطاب والحاجة إلى البيان ، فيذكر المفسِّر بعض معنى الآية بما يفيد السائل والمستمع ، لا على أن الآية لا تحتمل من المعنى إلا ما ذُكر .
*14- كل حذفٍ في القرآن الكريم له حكمة ، لذلك كانت عناية أصحاب التفسير البياني بمسائل الحذف في القرآن العظيم ، فاجتهدوا في التعرف على دلائلها وأنواعها ، وتلمسوا الحِكم من الحذف ، وخرجوا بأقوال تدهش العقول من حسن بيان القرآن وإحكامه ، وقد يقع في كلام بعضهم شيء من التكلف غير مقبول ، لكن ما كان من كلامهم صحيحاً في نفسه ، وله وجه صحيح في الاستدلال ، فلا شك في اعتباره .
*15- كل وصف له سبب يعمّ كل من اتصف بذلك الوصف ، ولو لم يصرح به في السياق .
*16- الطريقة المعهودة في القرآن الكريم هي : التأدب مع الله تعالى ، فتضاف أفعال الإحسان والرحمة والجود إليه سبحانه ، ويُحذف ذكر الفاعل فيها أو يسند الفعل إلى من كان له سبب فيه ؛ لئلا يقع في بعض النفوس ما لا يصح من المعاني التي ينزّه الله تعالى عنها .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir