دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 محرم 1440هـ/10-10-2018م, 02:00 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الخامس: مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة آل عمران

مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 93-112)



حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
1: المراد بالأوليّة في قوله تعالى: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكّة}.
2: المخاطب في قوله تعالى: {كنتم خير أمّة أخرجت للناس}.


تعليمات الإجابة على المسائل:
هذا التطبيق مطلوب تقديمه في صورة خطوات منفصلة كالتالي:
أولا: ذكر مراجع البحث مرتّبة على مراتب مراجع الأقوال في التفسير.
ثانيا:
استخلاص الأقوال وتصنيفها ونسبتها.
ثالثا: تخريج الأقوال.
رابعا: توجيه الأقوال.
خامسا: دراسة الأقوال ونقدها وبيان الراجح منها.



تعليمات:
- دراسة تفسير سورة آل عمران سيكون من خلال مجالس المذاكرة ، وليست مقررة للاختبار.
- مجالس المذاكرة تهدف إلى تطبيق مهارات التفسير التي تعلمها الطالب سابقا.
- لا يقتصر تفسير السورة على التفاسير الثلاثة الموجودة في المعهد.
- يوصى بالاستفادة من التفاسير الموجودة في جمهرة العلوم، وللطالب أن يستزيد من غيرها من التفاسير التي يحتاجها.

- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 محرم 1440هـ/10-10-2018م, 09:51 AM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

2: المخاطب في قوله تعالى: {كنتم خير أمّة أخرجت للناس}.


*المراجع:
-[تفسير عبد الرزاق: 1/130] .
-[صحيح البخاري: 6/37-38].
-[فتح الباري: 8/224-225].
-[سنن الترمذي: 5/76].
-[السنن الكبرى للنسائي: 10/48].
-[جامع البيان: 5/671-677].
-[تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم: 2/731-734].
-[تفسير مجاهد: 133].
-[المستدرك: 2/323].
-[مجمع الزوائد: 6/327].
-[معاني القرآن للزجاج: 1/456].
-[المحرر الوجيز: 2/316-319].
-[تفسير القرآن العظيم لابن كثير: 2/94-103].

*استخلاص الأقوال وتصنيفها ونسبتها وتخريجها:
اختلف السلف في المخاطب في قوله تعالى :"كنتم خير أمة" على عدة أقوال:
-القول الأول: عامة أمة محمد -عليه الصلاة والسلام- ما عملوا بشرط الخيرية في هذه الآية. قال بذلك عمر بن الخطاب في رواية للطبري عنه, ومجاهد, وعكرمة, والزجاج, وابن عطية, وابن كثير.
=تخريج الأقوال:
قول عمر: رواه الطبري عن بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: ذكر لنا أنّ عمر بن الخطّاب قال في حجّةٍ حجّها ورأى من النّاس رعةً سيّئةً، فقرأ هذه: {كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس} الآية، ثمّ قال: يا أيّها النّاس من سرّه أن يكون من تلك الأمّة، فليؤدّ شرط اللّه منها.
قول مجاهد: رواه الطبري بطريقين عنه: الأول: عن محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ, وذكر قوله. والثاني: عن القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، وذكر قوله.
قول عكرمة: رواه ابن أبي حاتم عن أبي أنبأ مالك بن إسماعيل، ثنا زهيرٌ، ثنا خصيفٌ، عن عكرمة, في قوله: كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس قال: لم تكن أمّةٌ دخل فيها من أصناف النّاس غير هذه الأمّة.
=الأحاديث والآثار الواردة التي تؤكد هذا القول:
-ما رواه عبدالرزاق والترمذي والطبري وابن أبي حاتم عن معمر عن بهز بن حكيم بن معاوية عن أبيه عن جده أنه سمع النبي يقول في قوله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس قال: "أنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله تعالى". وقال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ، وقد روى غير واحدٍ هذا الحديث عن بهز بن حكيمٍ نحو هذا، ولم يذكروا فيه {كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس}.
- ما رواه الطبري عن بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال ذات يومٍ، وهو مسندٌ ظهره إلى الكعبة: نحن نكمل يوم القيامة سبعين أمّةٍ نحن آخرها وخيرها.
-ما رواه البخاري والنسائي والطبري عن سفيان، عن ميسرة، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، قال: {كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس} [آل عمران: 110] قال: كنتم خير النّاس للنّاس، تجيئون بهم في السّلاسل، تدخلونهم في الإسلام.
-ما رواه ابن أبي حاتم عن أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ عن أبيه، عن الرّبيع، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعبٍ قوله: كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس قال: لم تكن أمّةٌ أكثر استجابة في الإسلام من هذه الأمّة فمن ثمّ قال:كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس.
^وكل هذه الآثار مما يحمل على هذا المعنى ويؤكد عمومية الخطاب للأمة عامة.

-القول الثاني: أصحاب رسول الله. قال بذلك الضحاك, ورواه الطبري.
=تخريج الأقوال:
قول الضحاك: رواه الطبري عن يحيى بن أبي طالبٍ، قال: أخبرنا يزيد، قال: أخبرنا جويبرٌ، عن الضّحّاك, وذكر قوله.

-القول الثالث: خاص في بعض أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام. كما ذكر ذلك عمر بن الخطاب في رواية عن السدي ]وذكر ابن حجر أنه منقطع [, ورواية أخرى في أنها في أول الأمة دون آخرها.
وحدد ذلك ابن عباس بقوله: أنها فيمن هاجر إلى المدينة من أصحاب رسول الله.
وحدده عكرمة بشكل أكثر تخصيصا أنها نزلت في: ابن مسعودٍ، وسالمٍ مولى أبي حذيفة، وأبيّ بن كعبٍ، ومعاذ بن جبلٍ, كما روى ذلك الطبري. ]وقال ابن حجر: أنه موقوف فيه انقطاع[.
=تخريج الأقوال:
قول عمر: رواه الطبري وابن أبي حاتم عن أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ, قال عمر: لو شاء اللّه لقال أنتم، فكنّا كلّنا، ولكن قال: {كنتم} في خاصّةٍ من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ومن صنع مثل صنيعهم، كانوا خير أمّةٍ أخرجت للنّاس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. وذكر ابن حجر أنه منقطع.
والرواية الأخرى عنه: رواها الطبري وابن أبي حاتم عن إسرائيل، عن السّدّيّ، عمّن حدّثه قال عمر: {كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس} قال: تكون لأوّلنا، ولا تكون لآخرنا.
قول ابن عباس: رواه عبدالرزاق والنسائي والطبري وابن أبي حاتم والحاكم عن سماك بن جرير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس, وذكروا قوله. وقال الحاكم: «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرجاه».
قول عكرمة: رواه الطبري عن القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، قال: قال ابن جريجٍ: قال عكرمة, وذكر قوله. وقال ابن حجر أنه موقوف فيه انقطاع.

*دراسة الأقوال ونقدها وبيان الراجح منها:
والقول الراجح بإذن الله أنه الأول, وهذا لا يمتنع مع بقية الأقوال في أن يكون المخاطب في المقام الأول صحب رسول الله, أو ما خص منهم, ولكن العارف الدارس لكتاب الله, المتأمل لنهجه, يعي أن من أبرز سماته عمومية خطابه, وأن أغلب آياته وإن نزلت في قوم خاصة, فإن معناها عام, كما يؤكد ذلك عمومية خطابه, ولو كان الخطاب في الآيات خاصا فلم إذن أنزلها الله وألزم الناس بفهمها وتطبيقها إلا لعمومية المعنى وشموله.
كذلك من الأمور التي تؤكد من صحة القول الأول, أن في كثير من الأقوال غيره انقطاع وضعف, مما يبين أن هذه الأقوال قد لا تكون أصلا صحيحة أو واردة عمن ذكرت عنهم, ولكننا أوردناها لما تستلزمه البحوث من وجوب ذكر جميع الأقوال وإن شذت أو ضعفت, فقول عمر وعكرمة ذكر ابن حجر انقطاعهما, كما نجد لهما قولا آخر يبين حمل رأيهما على القول الأول كما أوردنا ذلك أعلاه, مما يبين أن القول الأول هو الأرجح والأقوى.
كذلك من الأمور التي تؤكد صحة هذا القول ما ورد في الآية من شروط الخيرية, فكأن فحوى الخطاب هو بيان الشروط التي متى ما وجدت في الأمة وصفت بالخيرية, فكأن الله يقول: كنتم خير أمة, وستظلون, إن أخذتم بشروط الخيرية وعملتم بها, ولذا أوردها الله لتستمر الأمة على هذا النهج, ولا تترك الشرط الذي به نالت هذه الخيرية.
وقد نوجه قول القائلين بالأقوال الأخرى, أن معنى قولهم هو أن المخاطب في هذه الآية هم الصحابة أو من اختصوه منهم ومن نهج نهجهم وكان على شاكلتهم وسار على دربهم, لا تخصيص الآية بهم دون غيرهم.
كذلك مما يبين قوة القول الأول ما أوردنا من الأحاديث والآثار الورادة عن رسول الله وصحبه والتي ذكرت بطريق مباشر أو غير مباشر خيرية هذه الأمة, وبعضها كان مقرونا بهذه الآية, وبعضها لم يكن.
وما ورد كذلك من الآيات التي تثني على هذه الأمة, مثل قوله تعالى :"وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس", ونحوها من الآيات التي تؤكد عمومية الخطاب للأمة عامة, وإن كنا لا نشك بخصوصية أولها من الصحب الكرام بهذه الخيرية وهذا الفضل, وخصوصية من اختصه رسول الله بالخير منهم بلا شك, كما يؤكد ذلك أحاديث كثر مثل حديث: "خير القرون قرني, ثم الذين يلونهم ..", ولكن هذا لا يمنع من خيرية الأمة عامة, وعمومية الخطاب لها.
هذا وننبه إلى أهمية العمل بشروط هذه الخيرية بلا شك, فالمقصود الأول من الآية توضيح ما نالت به الأمة الخيرية, وهو "الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر, والإيمان بالله", فهذه هي شروط نيل الخيرية وأسسها, وبدونها لا تستحق الأمة هذا الوصف, جعلنا الله ممن يأمر بالمعروف, وينهى عن المنكر, ويؤمن بالله, ورزقنا الهدى والسداد, وصلى الله وبارك على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه الطاهرين, ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:45 AM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
1: المراد بالأوليّة في قوله تعالى: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكّة}.


مراجع البحث :
تفسير عبدالرزاق .
السنن الكبرى للنسائي .
جامع البيان لابن جرير الطبري .
تفسير ابن المنذر .
تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم الرازي .
المستدرك للحاكم .
إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للبوصيري .
المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر .
تفسير الماوردي .
تفسير البغوي
المحرر الوجيز لابن عطية .
زاد المسير لابن الجوزي .
تفسير القرآن العظيم لابن كثير .

معاني القرآن للفراء
معاني القرآن للأخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ
معاني القرآن للزجاج
معاني القرآن للنحاس .


القول الأول : أنه أول بيت وضع على وجه الأرض مطلقا .
ثم اختلفوا في صفة وضعه أولاً على ثلاثة أقوال : فقيل دحيت الأرض من تحته و قيل أهبط مع آدم ، وقيل أُمر آدم ببنائه .

وهذا هو قول عبدالله بن عمرو وروي عن أبي هريرة وهو قول مجاهد والسدي ، و أبو قلابة ، وأحد قولي قتادة .

تخريج الأقوال :
فأما قول عبدالله بن عمرو فرواه ابن جرير من طريق بكير بن الأخنس عن مجاهدٍ، عنه ، ورواه ابن المنذر من طريق حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْه .
وأما ما روي عن أبو هرير ة فرواه ابن المنذر من طريق أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنه .
و أما قول مجاهد فرواه ابن جرير من طريق عبد الواحد بن زيادٍ، عن خصيف ، عنه .
وأما قول السدي فرواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق أحمد بن المفضل ، عن أسباطٌ عنه .
وأما قول أبي قلابة فرواه ابن المنذر من طريق حماد بْن زيد، عَنْ أيوب، عَنه .
وأما قول قتادة فرواه عبد الرّزّاق، من طريق معمر، عنه ، ورواه ابن جرير من طريق يزيد، عن سعيد ، عنه .

توجيه الأقوال :
ترجع هذه الأقوال إلى مرويات إسرائيلية ، فعن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: خلق اللّه البيت قبل الأرض بألفي سنةٍ، وكان إذا كان عرشه على الماء، زبدةً بيضاء، فدحيت الأرض من تحته.
و روى البيهقيّ في بناء الكعبة في كتابه دلائل النّبوّة، من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص مرفوعًا: "بعث الله جبريل إلى آدم وحوّاء، فأمرهما ببناء الكعبة، فبناه آدم، ثمّ أمر بالطّواف به، وقيل له: أنت أوّل النّاس، وهذا أوّل بيتٍ وضع للنّاس"
و روي عن قتادة أنه أهبط مع آدم فطاف به والمؤمنون من بعده إلى أن أغرق اللّه قوم نوحٍ فرفعه اللّه وطهّره من أن يصيبه عقوبة أهل الأرض، و صار معمورًا في السّماء، ثمّ إنّ إبراهيم تتبّع منه أثرًا بعد ذلك، فبناه على أساسٍ قديمٍ كان قبله.

القول الثاني : الأولية بالنسبة لعبادة الله تعالى فيه ، و ما وضع فيه من البركة والهدى ، فأول بيت يوضع للعبادة وفيه البركة والأمن هو الذي ببكة ، وليس هو أول بيت وضع في الأرض فقد كانت قبله بيوت كثيرة لكنها لم توضع وضعه من البركة والهدى .
و هذا هو قول علي و قتادة والحسن ومطر وسعيد .

تخريج الأقوال :
فأما قول علي فرواه ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم في المستدرك من طريق سماكٍ بن حرب ، عن خالد بن عرعرة عنه ، ورواه ابن أبي حاتم وابن المنذر من طريق مجالدٍ، عن عامرٍ الشّعبيّ عنه .
وأما قول قتادة فرواه عبدالرزاق عن معمر عنه .
وأما قول الحسن فرواه ابن جرير من طريق ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ عنه ، ومن طريق أبي بكرٍ الحنفيّ، عن عبّادٌ عنه .
وأما قول مطر فرواه ابن جرير من طريق ضمرة، عن ابن شوذبٍ، عنه .
وأما قول سعيد فرواه ابن جرير من طريق شريكٌ، عن سالمٍ عنه .

توجيهه :
يرجع هذا القول للحديث الصحيح المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، عن أبي ذرٍّ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه سأله عن أوّل مسجدٍ وضع للنّاس، قال: «مسجد الحرام، وبيت المقدس» فسئل: كم بينهما؟ قال: «أربعون عامًا، وحيث ما أدركتك الصّلاة فصلّ، فثمّ مسجدٌ» ،
وروى ابن جرير من طريق سماكٍ، قال: سمعت خالد بن عرعرة قال: سمعت عليًّا، وقيل له: {إنّ أوّل بيتٍ وضع للنّاس للّذي ببكّة} هو أوّل بيتٍ كان في الأرض؟ قال: لا قال: فأين كان قوم نوحٍ؟ وأين كان قوم هودٍ؟ قال: ولكنّه أوّل بيتٍ وضع للنّاس مباركًا وهدًى.

القول الثالث : الأولية بالنسبة للقبلة ، فهو أول قبلة للناس ، نقله ابن المنذر عن الحسن وذكره البغوي .

توجيهه :
لعله مستنبط من حديث أبي ذر في أنه أول مسجد وضع ، فبذلك يكون هو القبلة الأولى في الأرض .

دراسة الأقوال والترجيح بينها :
الأقوال الثلاثة تدلّ على الإجماع بأنه أول بيت وضع للعبادة ، وتحرير محل النزاع في كونه أول ما وضع من البيوت مطلقا ؟
أم كانت قبله بيوت ، لكن الأولية في أنه أول ما وضع مباركا وهدى و أمنا وقبلة ومكاناً للعبادة ؟
فالقول الأول بأنه أول ما وضع مطلقا ، واستنكره علي رضي الله عنه حيث قال وأين كان قوم نوح ، و قوم هود يعيشون ؟ وذلك لأنه يرى بأن إبرهيم عليه السلام هو الذي قام ببنائه ، لثبوت الأدلة من الكتاب والسنة عليه ، فأين كان الناس قبل ذلك .
ويمكن الرد على هذا الاعتراض بأنه لم يثبت ما ينفي وجوده قبل إبراهيم عليه السلام ، و إنما الوارد أن إبراهيم عليه السلام رفع قواعده ، و عدم العلم بالشيء ليس علما بالعدم .
و استدل أصحاب هذا القول بالاسرائيليات ، و قد رد ابن كثير على ما رواه البيهقي و قال من مفردات ابن لهيعة، وهو ضعيفٌ ، وذكر أن الأشبه أنه موقوف على عبد اللّه بن عمرو ، ويكون من الزّاملتين اللّتين أصابهما يوم اليرموك، من كلام أهل الكتاب.
وأما الاسرائيليات ، فهي لا تصدق ولا تكذب فيما لا يخالف النص ، أما ما خالفت فيه النص فتُردّ ، وهي هنا لم تخالف النصوص ، لكن لم يثبت فيها شيء صحيح مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما الراجح أنها من أخبار أهل الكتاب .
وأما القول الثاني بأنه أوّل بيتٍ وضع للنّاس أي لعبادة اللّه فيه مباركًا وهدًى ، فقد صحّ الخبر بذلك عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، فهو أول مسجد ، وأصحاب القول الأول لا ينفون ذلك ، لكنهم يفترقون بالزمان الذي وضع فيه فهم يقولون بأنه الأول وجودا في الأرض قبل كل شيء ، والآخرون يقولون بأنه ليس الأول زمانا ، وإنما البيوت كانت قبله وهو الأول بركة وهدى وعبادة .
و أما القول الثالث فمن المعلوم أن قبلة الناس ثبتت له ولبيت المقدس ، وكونه وضع قبل بيت المقدس يدل على أنه أول قبلة للناس .
والأقوال الثلاثة أجمعت على أنه أول بيت وضع للعبادة ، وزمن وضعه لا نعلم عنه إلا ما جاء من بناء إبراهيم عليه السلام له ، وهل كان قبل إبراهيم موجودا أم لا ، هذه المسألة نتوقف فيها إلى أن يثبت فيها دليل صحيح ولا يُعتمد فيها على الاسرائليات .
أما ابن جرير فقد رجح القول الثاني وأن الأولية له ليست مطلقة وإنما هي مقيدة بالحال المذكور في الآية ، فهو الأول مسجدا وبركة وهدى وأمنا ، مع وجود بيوت قبله ، والله تعالى أعلم بالصواب .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 11:09 PM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

1: المراد بالأوليّة في قوله تعالى: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكّة}..


أولا: مراجع البحث مرتّبة على مراتب مراجع الأقوال في التفسير.

المرتبة الأولى: كتب التفسير في دواوين السنّة

- كتاب تفسير القرآن من صحيح البخاري(ت:256هـ).
- كتاب التفسير من صحيح مسلم(ت:261هـ).
- كتاب تفسير القرآن من سنن النسائي الكبرى.
- كتاب التفسير من مستدرك أبي عبد الله الحاكم النيسابوري(ت:405هـ).

المرتبة الثانية: كتب التفسير في جوامع الأحاديث
- إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة لأبي العباس شهاب الدين أحمد بن أبي بكر البوصيري(ت:840هـ).
- المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ، للحافظ ابن حجر العسقلاني(ت:852هـ).
- الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي(ت:911هـ).

المرتبة الثالثة: التفاسير المسندة المطبوعة
- تفسير القرآن العزيز، لمحدّث اليمن عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت: 211هـ).
- وجامع البيان عن تأويل آي القرآن، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت: 310هـ).
- وتفسير القرآن العظيم، عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي (ت: 327هـ)،
- معالم التنزيل لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي (ت: 516هـ).

المرتبة الرابعة: التفاسير المسندة التي طُبع شيء منها

- لم أبحث فيها.

المرتبة الخامسة: أجزاء وصحف تفسيرية مطبوعة، ومنها:

- لم أبحث فيها.

المرتبة السادسة: التفاسير التي تنقل أقوال السلف في التفسير


- الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن أبي طالب القيسي(ت:437هـ)
- النكت والعيون للماوري(ت:450هـ).
- المحرر الوجيز لابن عطية(ت:542هـ).
- زاد المسير لابن الجوزي (ت:597هـ).
- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي(ت:671هـ).
- تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير الدمشقي(ت:774هـ).

المرتبة السابعة: كتب تخريج أحاديث التفسير.
- لم أبحث فيها

المرتبة الثامنة: شروح الأحاديث.
- فتح الباري لابن حجر

ثانيا، وثالثا: استخلاص الأقوال وتصنيفها ونسبتها، وتخريج الأقوال.

القول الأول: أنه أول بيت وضعه الله في الأرض، إما أنه خلقه قبلها، ثمّ دحيت الأرض من تحته، أو أن موضعه هو أول موضع بيت في الأرض، وأن إبراهيم عليه السلام تتبع أثره وبناه في نفس الموضع بعد أن رفع إثر الطوفان، وهو قول قتادة، وعبد الله بن عمر، ومجاهد، والسدي.

- أما قول قتادة فرواه عنه عبد الرزاق الصنعاني في تفسيره عن معمر عن قتادة قال أول بيت وضعه الله في الأرض فطاف به آدم ومن بعده، كما روى مثله الطبري من نفس الطريق ومن طريق أخرى عنه
- أما قول عبد الله بن عمر فرواه عنه الطبري في تفسيره عن محمّد بن عمارة الأسديّ، عن عبيد اللّه بن موسى، عن شيبان عن الأعمش، عن بكير بن الأخنس، عن مجاهدٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: خلق اللّه البيت قبل الأرض بألفي سنةٍ، وكان إذا كان عرشه على الماء، زبدةً بيضاء، فدحيت الأرض من تحته.
- وأما قول مجاهد فرواه عنه الطبري في تفسيره عن محمّد بن عبد اللّك بن أبي الشّوارب، عن حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ عن خصيفٌ، عن مجاهدًا، قال: إنّ أوّل ما خلق اللّه الكعبة، ثمّ دحى الأرض من تحتها.
- وأما قول السدي فرواه عنه الطبري في تفسيره عن محمّدٌ، عن أحمد، عن أسباطٌ، عن السّدّيّ: قال أمّا أوّل بيتٍ، فإنّه يوم كانت الأرض ماءً، وكان زبدةً على الأرض، فلمّا خلق اللّه الأرض، خلق البيت معها، فهو أوّل بيتٍ وضع في الأرض، كما رواه عنه ابن أبي حاتم من نفس الطريق.

القول الثاني: إنّ أوّل بيتٍ وضع للنّاس يعبد اللّه فيه مباركًا وهدًى للعالمين، الّذي ببكّة، قالوا: وليس هو أوّل بيتٍ وضع في الأرض، لأنّه قد كانت قبله بيوتٌ كثيرة، وهو قول علي، والحسن، ومطر وسعيد.

- أما قول علي فرواه الطبري في تفسيره عن هنّاد بن السّريّ، عن أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن خالد بن عرعرة، عن عليٍّ قال: أوّل بيتٍ وضع فيه البركة {مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنًا}، كما روى مثله من طرق أخرى عن علي رضي الله عنه، كما رواه ابن أبي حاتم عن علي في تفسيره قال: كانت البيوت قبله، ولكن كان أوّل بيتٍ وضع لعبادة اللّه، كما رواه الحاكم في المستدرك، كما رواه أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، كما ذكره أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ في المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية.

- وأما قول الحسن فرواه عنه الطبري في تفسيره عن يعقوب، عن ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ عن الحسن قال: هو أوّل مسجدٍ عبد اللّه فيه في الأرض. كما رواه عنه من طريق أخرى.
- وأما قول مطر فرواه عنه الطبري في تفسيره عن عبد الجبّار بن يحيى الرّمليّ، عن ضمرة، عن ابن شوذبٍ، عن مطرٍ قال: قد كانت قبله بيوتٌ، ولكنّه أوّل بيتٍ وضع للعبادة.
- وأما قول سعيد فرواه عنه الطبري في تفسيره عن المثنّى عن الحمّانيّ، عن شريكٌ، عن سالمٍ، عن سعيدٍ: قال: وضع للعبادة

رابعا: توجيه الأقوال.
من قال بأن الكعبة هي أول البيوت المبنية في الأرض فقد تمسك بظاهر الآية، وببعض ما روي في هذا الشأن قال ابن عطية: وَرُوِيَتْ فِي هَذَا أَقَاصِيصُ أَسَانِيدُهَا ضِعَافٌ فَلِذَلِكَ تَرَكْتُهَا.
أما المحققين وجمهور أهل العلم فلم يأخذوا بالظاهر وتأولوا الآية، لما تكرر في القرآن من أن إبراهيم عليه السلام هو الذي بناها ولو كانت مبنية قبله لذكر ذلك تنويها بشأنها، ولا يجوز أن يكون أول بناء على الأرض في زمن إبراهيم عليه السلام فالمباني قبله كثيرة ويكفي قول قومه {ابنوا له بنيانا} [ باختصار وتصرف من التحرير والتنوير]

خامسا: دراسة الأقوال ونقدها وبيان الراجح منها.
القول الأول: ويقتضي أن الكعبة هي أول بناء بني على الأرض، أخذا بظاهر الآية وبجملة من الآثار التي لا تثبت وهو قول يرد عليه اعتراضات منها:
- أنه لو كان أول بناء لذكر ذلك في القرآن تنويها بشأنه، كما نوه بشأنه أنه كان من بناء أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام.
- أن المباني التي ثبت وجودها قبل زمن إبراهيم عليه السلام كثيرة
- قال ابن كثير عن بعض ما روي في هذا الشأن بعد أن ضعف الرواية: والأشبه، واللّه أعلم، أن يكون هذا موقوفا على عبد اللّه بن عمرو. ويكون من الزّاملتين اللّتين أصابهما يوم اليرموك، من كلام أهل الكتاب.

القول الثاني: أن المراد أول بيت وضع للعبادة مباركا، ومن أدلة هذا القول:
- أن الأول في اللغة قد يطلق على ما لا آخر له قال الزجاج: فجائز أن يكون{ أول بيت} هو البيت الذي لم يكن الحج إلى غيره.
- ما تكرر في القرآن من أن إبراهيم عليه السلام هو الذي بني البيت مع ثبوت وجود المباني قبله.
- ما روي عن أبي ذر عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه سأله عن أوّل مسجدٍ وضع للنّاس، قال: «مسجد الحرام، وبيت المقدس» فسئل: كم بينهما؟ قال: «أربعون عامًا، وحيث ما أدركتك الصّلاة فصلّ، فثمّ مسجدٌ" رواه البخاري ومسلم وغيرهما، فيدل هذا الخبر على أنه أول مسجد وضع للناس.
- أَنَّ الْقُرْآنَ كِتَابُ دِينٍ وَهُدًى، فَلَيْسَ غَرَضُ الْكَلَامِ فِيهِ ضَبْطَ أَوَائِلِ التَّارِيخِ، وَلَكِنْ أَوَائِلُ أَسْبَابِ الْهُدَى. -ذكره ابن عاشور-
- قوله وضع للناس، بمعنى أنه وضع لمصلحة الناس وليس من وضعهم، فهو مكان لعبادتهم وسببا لهداهم.
- قوله مباركا وهدى، فالأولية هنا متعلقة بحال هذا البيت الذي هو مبارك وهدى.
- ما ذكر قاله مجاهد في سبب نزول هذه الآية: قَالَ: تَفَاخَرَ الْمُسْلِمُونَ وَالْيَهُودُ، فَقَالَتِ الْيَهُودُ: بَيْتُ الْمَقْدِسِ أَفْضَلُ وَأَعْظَمُ مِنَ الْكَعْبَةِ لِأَنَّهُ مُهَاجَرُ الْأَنْبِيَاءِ وَفِي الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ، وَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: بَلِ الْكَعْبَةُ أَفْضَلُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ. قال ابن عاشور: " وَهَذَا تَأْوِيلٌ أَوَّلَ بِأَنَّهُ الْأَوَّلُ مِنْ شَيْئَيْنِ لَا مِنْ جِنْسِ الْبُيُوتِ كُلِّهَا".

الترجيح:
يظهر والله أعلم رجحان القول الثاني الذي قرر بأن الأولية هنا بمعنى أولية البركة والهدى وأنه أول بيت بني لعموم الناس لعبادتهم
قال الطبري:
والصّواب من القول في ذلك: ما قال جلّ ثناؤه فيه: إنّ أوّل بيتٍ مباركٍ وهدًى وضع للنّاسٍ للّذي ببكّة. ومعنى ذلك أنّ أوّل بيتٍ وضع للنّاس أي لعبادة اللّه فيه مباركًا وهدًى، يعني بذلك ومآبًا لنسك النّاسكين وطواف الطّائفين، تعظيمًا للّه وإجلالاً له؛ للّذي ببكّة؛ لصحّة الخبر بذلك عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.

وقال ابن كثير:
والصحيح قول عليّ [رضي اللّه عنه].

قال ابن حجر في فتح الباري:
وَهَذَا الْحَدِيثُ يُفَسِّرُ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ للنَّاس للَّذي ببكة وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْبَيْتِ بَيْتُ الْعِبَادَةِ لَا مُطْلَقُ الْبُيُوتِ وَقَدْ وَرَدَ ذَلِكَ صَرِيحًا عَن عَليّ
والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 05:10 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 93-112)


أحسنتم جميعا، زادكم الله إحسانا وتوفيقا.

المراد بالأوليّة في قوله تعالى: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكّة}.
1: سارة المشري أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
وبغض النظر عن الأقوال في أوّلية بنائه مطلقا، فإنها حتى لو صحّت فإن الأوّلية التي دلّ عليها سياق الآية أنه أول بيت وضع للعبادة، بدلالة قوله: {وضع للناس}، وقوله: {مباركا وهدى للعالمين}، والمقصد من ذلك تعظيمه وبيان شرفه على غيره.

2: ضحى الحقيل أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.



المخاطب في قوله تعالى: {كنتم خير أمّة أخرجت للناس}.
3: نورة الأمير أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 ربيع الأول 1440هـ/30-11-2018م, 01:55 PM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة آل عمران ( الآيات 93-112)

الحمد لله حمدا حمدا والشكر له تواليا وتترا وصلى الله وسلم على أجل العالمين قدرا، أما بعد فهذا بحث في: تحرّير القول: معنى المخاطب في قوله تعالى: {كنتم خير أمّة أخرجت للناس}.
أولا: ذكر مراجع البحث.
هذه المسألة تفسيرية، تم الرجوع فيها إلى الكتب التالية :

أولا من المصادر الأصلية:
-من المرتبة الأولى: كتب دواوين السنة.
بحثت في بعضها كالصحيحين والسنن الأربع ومسند أحمد ومستدرك الحاكم وسنن سعيد بن منصور وتفسيره، ومصنف عبد الرزاق.
- من المرتبة الثانية: كتب التفسير في جوامع الأحاديث.
الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي(ت:911هـ)
- من المرتبة الثالثة: التفاسير المسندة المطبوعة :
1- جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري (ت: 310هـ)
2- تفسير القرآن العظيم، عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي (ت: 327هـ)
3- معالم التنزيل لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي (ت: 516هـ)
4- تفسير أبي إسحاق الثعلبي(ت427) .
- ومن المرتبة الرابعة : التفاسير المسندة التي طُبع شيء منها .
-1تفسير سفيان الثوري (161 ه)
-2تفسير ابن المنذر النيسابوري(ت:318هـ)
- من المرتبة السادسة: التفاسير التي تنقل أقوال السلف في التفسير :
.1. الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن أبي طالب (ت: 427 ه)
2. النكت والعيون للماوري(ت:450هـ).
3. المحرر الوجيز لابن عطية(ت:542هـ).
4. زاد المسير لابن الجوزي (ت:597هـ).
5. تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير الدمشقي(ت:774هـ)
.6 أحكام القرآن للقرطبي (ت671)

ومن التفاسير اللغوية :
-معاني القرآن لإِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ)


ثانيا: استخلاص الأقوال وتصنيفها ونسبتها.
يمكن إرجاع القول في هذه المسألة إلى أقوال :
==القول الأول: أنّ المخاطب في الآية هم الذين هاجروا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.
=القائلون به:
-ابن عباس، وعكرمة، والضحاك، والسدي، وأبو نعيم
وقد ذكر هذا القول ابن عطية وابن كثير.
=تخريج القول الأول :
-أما قول ابن عباس:
فأخرجه أحمد في المسند، وابن أبي شيبة في مصنفه، وعبد الرزاق في مصنفه، والطبري في تفسيره؛ كلهم عن سعيد بن جبير عنه،
قال أحمد: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [آل عمران: 110] قَالَ: " هُمِ الَّذِينَ هَاجَرُوا مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى الْمَدِينَةِ - قَالَ: أَبُو نُعَيْمٍ: مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "
-وأما قول السدي فأخرجه الطبري عن أسباط وعن إسرائيل عنه.
-وأما قول عكرمة فأخرجه الطبري عن ابن جريج عنه.
-وأما قول الضحاك فأخرجه الطبري عن ابن جويبر عنه.
-وأما قول أبو نعيم: فأخرجه أحمد في المسند عنه
=توجيه القول الأول :
هذا القول مبني على ورود النصوص التي صرحت بذلك كحديث أبي هريرة الذي رواه البخاري في صحيحه فقال:
حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [آل عمران: 110] قَالَ: " هُمِ الَّذِينَ هَاجَرُوا مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى الْمَدِينَةِ - قَالَ: أَبُو نُعَيْمٍ: مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " (1)
وهو عند النسائي وغيره.


==القول الثاني: أنّ المراد بهم كل الصحابة
=القائلون به:
عمر رضي الله عنه في أحد الروايتين عنه، والحسن البصري.
=تخريج القول الثاني .
فأما قول عمر فأخرجه بن أبي حاتم في تفسيره عن السدي عمن حدثه عنه.
فأما قول الحسن البصري فأخرجه ابن المنذر النيسابوري في تفسيره عن سفيان بن حسين عنه.
=توجيه القول الثاني .
مبنى هذا القول هو ما جاء في فضل صدر هذه الأمة ومكانتهم في حمل هذا الدين ونشره والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله مما جعل لهم المكانة العالية حتى كانوا خير القرون.


==القول الثالث : أنّ المراد بهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم من حقق منهم الشروط المذكورة بالآية
=القائلون به:
أبو هريرة ، وابن عباس –في أحد قوليه-، ومجاهد وعكرمة وعطاء والربيع وعطية العوفي والحسن
وهو اختيار الزجاج وابن عطية وابن كثير.
=تخريج القول الثالث .
-فأما قول أبو هريرة فأخرجه الحاكم في المستدرك عن أبي حازم عنه وصححه، وابن المنذر في تفسيره عن أبي حازم عنه.
-وأما قول ابن عباس فرواه ابن المنذر النيسابوري في تفسيره عن عكرمة عنه.
-وأما قول مجاهد فأخرجه الطبري عن أبي نجيح وابن جريج عنه، وأخرجه ابن المنذر عن ابن جريج عنه.
-وأما قول عطية العوفي فأخرجه الطبري عن فضيل ابن مرزوق عنه، وابن المنذر عن عيسى بن موسى عنه.
=توجيه القول الثالث .
هذا القول مبني على ورود النصوص التي صرحت بذلك كحديث أبي هريرة الذي رواه البخاري في صحيحه فقال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كُنْتُمْ خَيْرَ [ص:38] أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، قَالَ: «خَيْرَ النَّاسِ لِلنَّاسِ تَأْتُونَ بِهِمْ فِي السَّلاَسِلِ فِي أَعْنَاقِهِمْ، حَتَّى يَدْخُلُوا فِي الإِسْلاَمِ»


خامسا: دراسة الأقوال ونقدها وبيان الراجح منها.
قد وردت آثار تبين أن نزول هذه الآية هي في بعض الصحابة كقول عكرمة: نزلت في ابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل.
ووردت آثار أخرى تبين أن نزولها في جمع منهم وهم المهاجرون مع النبي صلى الله عليه وسلم ،
ووردت آثار أخرى تبين أن المخاطب هم الصحابة كلهم .
وهذه الأقوال تمثل القول الأول والثاني من الأقوال التي ذكرناها، وهذه الأقوال كلها قول واحد مقتضاه أنها نزلت في الصحابة فقد قيل لهم "كنتم خير أمة أخرجت للناس"

والآية وإن كانت نازلة فيهم إلا أن لفظها يفيد عموم أمة محمد ممن كان على طريق الصحابة متبعاً الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم، محققاً شروط الخيرية التي ذكرها الله في الآية وهي قوله "تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" كما جاء في قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسيأتي،
وهذه الشروط لم تنقطع بانتهاء عهد الصحابة بل هي مستمرة في هذه الأمة إلى قيام الساعة. (وهذا هو القول الثالث من الأقوال)
وقد اختار هذا القول جماعة منهم الطبري والزجاج وابن عطية وابن كثير وغيرهم

=قال ابن جرير الطبري في تفسيره بعد سرد الأقوال:
(وأولى هذه الأقوال بتأويل الآية ما قال الحسن، وذلك أن:
- يعقوب بن إبراهيم حدثني قال، حدثنا ابن علية، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ألا إنكم وفيَّتم سبعين أمَّة، أنتم آخرها وأكرمها على الله.
- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في قوله:"كنتم خير أمة أخرجت للناس"، قال: أنتم تتمُّون سبعين أمة، أنتم خيرُها وأكرمها على الله".
- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قال، ذُكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم وهو مسند ظهره إلى الكعبة:"نحن نكمل يوم القيامة سبعين أمة نحن آخرها وخيرُها".) ا.ه.

=وقال الزجاج في تفسيره:
(وقال بعضهم معنى {كنتم خير أمة}:هذا الخطاب أصله إنّه خوطب به أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يعم سائر أمّة محمد) ا.ه

=وقال ابن كثير في تفسيره بعد ذكر الأقوال:
(والصّحيح أنّ هذه الآية عامةٌ في جميع الأمّة، كلّ قرن بحسبه، وخير قرونهم الّذين بعث فيهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ الّذين يلونهم، كما قال في الآية الأخرى: {وكذلك جعلناكم أمّةً وسطًا} أي: خيارًا {لتكونوا شهداء على النّاس [ويكون الرّسول عليكم شهيدًا]} الآية.
وفي مسند الإمام أحمد، وجامع التّرمذيّ، وسنن ابن ماجه، ومستدرك الحاكم، من رواية حكيم بن معاوية بن حيدة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أنتم توفون سبعين أمّةً، أنتم خيرها، وأنتم أكرم على الله عزّ وجلّ".
وهو حديثٌ مشهورٌ، وقد حسّنه التّرمذيّ. ويروى من حديث معاذ بن جبلٍ، وأبي سعيدٍ [الخدريّ] نحوه.) ا.ه.
ثم ساق ابن كثير أحاديث كثيرة في فضل هذه الأمة وعلق عليها بقوله:
فهذه الأحاديث في معنى قوله تعالى: {كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون باللّه} فمن اتّصف من هذه الأمّة بهذه الصّفات دخل معهم في هذا الثّناء عليهم والمدح لهم، كما قال قتادة: بلغنا أنّ عمر بن الخطّاب [رضي اللّه عنه] في حجّةٍ حجّها رأى من النّاس سرعة فقرأ هذه الآية: {كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس} ثمّ قال: من سرّه أن يكون من تلك الأمّة فليؤدّ شرط اللّه فيها. رواه ابن جريرٍ.) ا.ه .


والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 ربيع الثاني 1440هـ/13-12-2018م, 03:55 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم ..

علاء عبد الفتاح أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- توجيه الأقوال يكون باعتبار المخاطب في الآية وكذلك توجيه الفعل {كنتم} بصيغة الماضي وبيان المراد بالناس، لأن توجيه القول يراد به مستنده والحامل عليه، فلا يكون مستند ابن عباس كلامه نفسه كما ذكرت في القول الأول.

فباعتبار أن المخاطب في الآية هم الصحابة فسبق الصحابة وأفضليتهم على بقية الأمة المحمّدية ثابت بالقرآن والسنة.
وفضل المهاجرين منهم على غيرهم كذلك، فهو سبق فوق سبق، وهنا يحمل الفعل الماضي {كنتم} على بابه.
وإذا وجّه الخطاب للأمة المحمّدية جميعا فالمعنى سبقها وأفضليتها على باقي الأمم، ويشهد لهذا القول أيضا الكثير من الآيات والأحاديث، وهنا حمل المفسّرون ورود الفعل بصيغة الماضي على معنى الثبوت والدوام، وليس أنه في جماعة مضت.
ولذا قال ابن كثير: "والصّحيح أنّ هذه الآية عامةٌ في جميع الأمّة، كلّ قرن بحسبه، وخير قرونهم الّذين بعث فيهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ الّذين يلونهم".
فالمهاجرون أفضل الصحابة، والصحابة أفضل الأمة، وأمة محمد خير الأمم كلها، ومن هنا يفهم أن كل الأقوال لها وجه، وظاهر الآية في أفضلية الأمة المحمدية كلها على جميع الخلق، ولفظ "الأمّة" و"الناس" يؤكّد هذا المعنى.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir