المقدمة السابعة
قصص القرآن
-تعريف القصة:..القصة جمع قِصص بكسر القاف وهي الخبر عن حادثة غائبة عن المخبر بها. وأما.القصص بفتح القاف اسم للخبر المقصوص.
- الأحداث والأحوال الحاضرة وقت نزول القران لا تعد من جملة القصص
-القصص القرآني أحسن القصص : {نحن نقص عليك أحسن القصص .}
غرض القصص القرآني
-أسمى وأعلا أغراضها حصول عبرا جمة وفوائد للأمة.
-حصول العبرة والموعظة مما تضمنته القصة من عواقب الخير أو الشر
-حصول الذكر والتذكير بها لأهل الدين
- حصول التنويه بأصحاب تلك القصص في عناية الله بهم أو التشويه بأصحابها فيما لقوه من غضب الله عليهم.
ميزات القصص القرآني
-القصة القرآنية بالخطابة أشبه. من كتب التاريخ وقصص القصاصين.
- جاءت متفرقة موزعة على مقامات تناسبها .
-سوق القصة في مناسباتها يكسبها صفتين: صفة البرهان وصفة التبيان
- نظمها نُسج على أسلوب الإيجاز . ليكون شبهها بالتذكير أقوى من شبهها بالقصص
- طي ما يقتضيه الكلام الوارد.
- تساق في مظان الاتعاظ مع المحافظة على الغرض الأصلي الذي جاء به القرآن من تشريع وتفريع فتوفرت .
- الاقتصار على ذكر أحوال و صفات شخصيات القصة –دون ذكر أنسابهم أو بلدانهم؛ لكونها هي موضع العبرة والاتعاظ إذ بها يتبين سبب عناية الله لهم أو سخطه وغضبه عليهم .
- اشتملت على أسلوب التوصيف والمحاورة .أسلوب جديد في البلاغة العربية لم يكن معهودا عند العرب.
فوائد القصة القرانية
1-انقطع وصف الأمية على حملة القران في ذلك الزمان ؛ وانقطعت السن المعرضين بهم بأنهم أمه جاهلية لما اشتمل عليه القران من أخبار وقصص لا يعلمها إلا الراسخون في العلم.
2-اشتمال القرآن على قصص الأنبياء وأقوامهم تكليلا لهامة التشريع الإسلامي بذكر تاريخ المشرعين
3-معرفة ترتب المسببات على أسبابها في الخير والشر والتعمير والتخريب لتقتدي الأمة وتحذر و ظهور المثل العليا في الفضيلة وزكاء النفوس أو ضد ذلك
4-فيها موعظة المشركين
5-ظهور إعجاز القران .
6- توسيع لعلم المسلمين بإحاطتهم بوجود الأمم ومعظم أحوالها. .
7-تعويد المسلمين على معرفة سعة العالم وعظمة الأمم والاعتراف لها بمزاياها حتى تدفع عنهم وصمة الغرور .
8- ينشئ في المسلمين همة السعي إلى سيادة العالم كما ساده أمم من قبلهم .
9-معرفة أن قوة الله تعالى فوق كل قوة، وأن الله ينصر من ينصره، وأنهم إن أخذوا بوسيلتي البقاء: من الاستعداد والاعتماد؛ سلموا من تسلط غيرهم عليهم
10-أنها يحصل منها بالتبع فوائد في تاريخ التشريع والحضارة.
سبب تكرار القصة في مواضع من كتاب الله
-القران بالخطب و المواعظ أشبه منه بالتآليف
-تكرارها لارتباطها بتحقيق وحصول فوائدها
- تذكر القصة مع غرضها والمناسبة المسوقة معه فلا يعد ذلك تكرارا
فوائد تكرار القصص القراني
- يفيد رسوخها في الأذهان بتكريرها.
- يفيد ظهور البلاغة لاختلاف وتقنن الأساليب والمعاني في كل موضع .
- سماع الغائب القصة التي فاتته وقت نزولها مرة أخرى أوقع في النفوس .
-تساوي العلم بتلك القصة لأناس اطلعوا عليها وحفظوها في مواضع مختلفة من كتاب الله
إذ كان حفظ القران كله نادرا .
-تختلف حكاية القصة الواحدة منها بأساليب مختلفة ويذكر في بعض حكاية القصة الواحدة ما لم يذكر في بعضها الآخر وذلك لأسباب:
- تجنب التطويل في الحكاية الواحدة فيقتصر على موضع العبرة منها
- تختلف المقامات والمناسبات التي سيقت القصة لأجها لهذا تتفاوت مواضعها بالإطناب والإيجاز .
- قد يقصد تارة التنبيه على خطأ المخاطبين فيما ينقلونه من تلك القصة، وتارة لا يقصد ذلك.
المقدمة الثامنة
في اسم القرآن وآياته وسوره وترتيبها وأسمائها
هذا المبحث له اتصال متين بالتفسير؛ لأن ما يتحقق فيه ينتفع به في مواضع كثيرة من فواتح السور، ومناسبة بعضها لبعض فيغني المفسر عن إعادته
أسماء القران
تعريف القران
اسم للكلام العربي الموحى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بواسطة جبريل ؛وهو جملة المكتوب في المصاحف المشتمل على مائة وأربع عشرة سورة، أولاها الفاتحة وأخراها سورة الناس.
القران:
-القرآن هو الاسم الذي جعل علما على الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
- لم يسبق أن أطلق " القران" على غيره قبله، وهو أشهر أسمائه وأكثرها ورودا في آياته وأشهرها دورانا على ألسنة السلف.
القران : على وزن فعلان .مشتق من القراءة ؛.
- فهو مصدر مثل :غفران و شكران
-أو علم على القران زيدت فيه ألف والنون مثل أسماء الأعلام التي زيدت فيها ألف ونون :عثمان ؛حسان
-الهمزة فيه أصلية لهذا اتفق أكثر القراء على قراءة لفظ قرآن مهموزا حيثما وقع في التنزيل ولم يخالفهم إلا ابن كثير قرأه بفتح الراء بعدها ألف على لغة تخفيف المهموز وهي لغة حجازية.
- ليس مشتق من "قرأت" لأن الهمزة قرأت أصلية لا يصح تخفيفها أم همزة قران فيجوز تخفيفها..
-اعتبار القران مشتق من قرأت يترتب عليه محظور وهو أن تكون قراءة ابن كثير بتخفيف همزة قران مرادا به قرانا آخر
- قيل قرآن على وزن فعال .. "قران " من القرن بين الأشياء لأنه قرنت سوره وآياته وحروفه بعضها ببعض
-وزعم أناس أن قران جمع "قرينة" أي اسم جمع، لأن آياته يصدق بعضها بعضا فهي قرائن على الصدق.
- القران له أسماء أخرى هي في الأصل أوصاف أو أجناس .
-أشهر أسماء القران ستة: التنزيل، والكتاب، والفرقان، والذكر، والوحي، وكلام الله.
الفرقان :
قال تعالى "{تبارك الذي نزل الفرقان على عبده}
-الفرقان" مصدر؛ والفرقان اسم لمايفرق به بين الحق والباطل.
- الفرقان علما على الوحي الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم بالغلبة مثل التوراة والإنجيل
-وجه تسمية القران فرقانا
-لكثرة ما فيه من بيان التفرقة بين الحق والباطل.في العقائد والأوصاف
-أحكامه مبرأة من اللبس وبعيدة عن تطرق الشبهة.
التنزيل
قال تعالى : {تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون}
-التنزيل فهو مصدر نزل، أطلق على المنزل باعتبار أن ألفاظ القرآن أنزلت من السماء.
الكتاب
-قال تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه}
-الكتاب فأصله اسم جنس مطلق ومعهود. وباعتبار عهده أطلق على القرآن كثيرا قال تعالى: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب}
وجه تسمية القران كتابا
-لأن الله جعله جامعا للشريعة ..
- ولأن الله أمر رسوله أن يكتب كل ما أنزل عليه منه ليكون حجة على الذين يدخلون في الإسلام ولم يتلقوه بحفظ قلوبهم.
-في تسمية القران كتابا معجزة للرسول صلى الله عليه وسلم بأن ما أوحي إليه سيكتب في المصاحف
الذكر
قال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}
ووجه هذه التسمية أنه تذكير بما يجب على الناس اعتقاده والعمل به.
الوحي
-قال تعالى: {قل إنما أنذركم بالوحي}
ووجه هذه التسمية أن القران ألقي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة الملك وذلك الإلقاء يسمى وحيا.لبيان أنه ليس فعل البشر
.كلام الله
-قال تعالى {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}.
المصحف
أبو بكر الصديق سمى القران الذي جمعه في عهده مصحفا بمشورة الصحابة
. آيات القرآن
-تعريف الآية:
هي مقدار من القرآن مركب ولو تقديرا أو إلحاقا.
قوله تقديرا لإدخال قوله تعالى: {مدهامتان} إذ التقدير هما مدهامتان.
وقوله :أو إلحاقا: لإدخال بعض فواتح السور من الحروف المقطعة.فقد عدت في كثير منها آية
-أصل تسمية الآية
وأصل كلمة تسمية بعض أجزاء القران آيةمن مبتكرات القرآن
قال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات} .
- وجه تسمية الآية آية
- وإنما سميت آية لأنها دليل على أنها موحى بها من عند الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم .لاشتمالها على ما هو من الحد الأعلى في بلاغة نظم الكلام.
- ولكونها مع غيرها من الآيات كانت دليلا على أن القران منزل من عند الله ؛ يصلح تحدي بها أهل الفصاحة والبلاغة
تحديد مقدار الآية
-آيات القرآن متفاوتة في مقادير كلماتها فبعضها أطول من بعض.
-تحديد مقدار الآية - مبدأها ومنتهاها - مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم
-قد تختلف الروايات عن النبي صلى الله عليم وسلم في حد الآية فتحمل على التخيير .
-الصحابة كانوا على علم من تحديد الآيات.
-قال الزمخشري الآيات علم توقيفي. وقال ابن العربي تحديد الآية من معضلات القرآن.
-مما يستدل به على وجوب إتباع المأثور فيا تباع تحديد الآي حديث أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية يقول: {بسم الله الرحمن الرحيم} ثم يقف. {الحمد لله رب العالمين} ثم يقف { الرحمن الرحيم} ثم يقف.رواه ابو داود في سننه.
-. وجود اختلاف أهل العلم في تحديد آي القران- مثل اختلافهم في عد الحروف المقطعة - دليل على أن المسألة يدخلها الاجتهاد .
- اختلاف السلف في تحديد مقدار الآية قد يكون راجع لاختلاف في الرواية ، وقد يكون بعضه عن اختلاف الاجتهاد.
-لا يبعد أن يكون تعيين مقدار الآية تبعا لانتهاء نزولها وأمارته وقوع الفاصلة.
- تفاوت الآيات في الطول تابع لما يقتضيه مقام البلاغة من مواقع كلمات الفواصل على حسب ما قبلها من الكلام.
-أطول آية في كتاب الله. قوله تعالى: {هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام} إلى قوله: {وكان الله بكل شيء عليما} في سورة الفتح. وقوله: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان} إلى قوله: {لو كانوا يعلمون} في سورة البقرة ودونهما قوله تعالى: { حرمت عليكم أمهاتكم} إلى قوله: {إن الله كان غفورا رحيما} في سورة النساء.
-أقصر آية في كتاب الله في عدد الكلمات قوله تعالى: {مدهامتان}. في سورة الرحمن وفي عدد الحروف المقطعة قوله: {طه}.
الوقف على رأس الآية
- عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية يقول: {بسم الله الرحمن الرحيم} ثم يقف. {الحمد لله رب العالمين} ثم يقف { الرحمن الرحيم} ثم يقف .رواه أبو داود في سننه
- عن أبي عمرو قال بعضهم: الوقف على رؤوس الآي سنة. كما في الإتقان .
- - الأفضل الوقف على رؤوس الآيات وإن تعلقت بما بعدها إتباعا لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته.قاله البيهقي في شعبه كما في الإتقان
وقوف القران
- وقوف القرآن فقد لا تساير نهايات الآيات، ولا ارتباط لها بنهايات الآيات فقد يكون في آية واحدة عدة وقوف
عدد آيات القران
- اختلف السلف في عد آي القران بناء على الاختلاف في نهاية بعضها.
-قال أبو عمرو الداني في كتاب العدد: أجمعوا على أن عدد آيات القرآن يبلغ ستة آلاف آية، واختلفوا فيما زاد على ذلك، فمنهم من لم يزد، ومنهم من قال ومائتين وأربع آيات، وقيل وأربع عشرة، وقيل وتسع عشرة، وقيل وخمسا وعشرين، وقيل وستا وثلاثين، وقيل وستمائة وست عشرة.
عد البسملة آية
- أجمع أهل العدد على ترك عد البسملة آية في أول كل سورة.
-اختلف أهل العد في عد البسملة في سورة الحمد لا غير.
- عد البسملة آية الكوفي والمكي ولم يعدها آية البصري ولا الشامي ولا المدني.
تاريخ علم العد
- كان عدد آي السور معروفا في زمن النبيء صلى الله عليه وسلم.
- عن ابن عباس أنه لما نزلت آخر آية وهي قوله تعالى: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ضعها في رأس ثمانين ومائتين من سورة البقرة.
-استمر العمل بعد الآي في عصر الصحابة، ففي صحيح البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة من سورة الأنعام {قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم} الآية.
ثم استمر العد حتى صار إلى ما هو عليه اليوم عد مدني وعد كوفي وعد شامي وعد بصري..
- لأهل المدينة عددان، يعرف أحدهما بالأول ويعرف الآخر
--ولأهل مكة عدد واحد، وربما اتفقوا في عدد آي السورة المعينة، وربما اختلفوا.
-قد يوجد اختلاف تارة في مصاحف الكوفة والبصرة والشام.في عدد آي بعض السور
ترتيب الآي
-ترتيب الآي بعضها عقي بعض توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم.
-ترتيب الآي ما يدخله الإعجاز ؛فلو غير ترتيبه لنزل عن حد الإعجاز.
ترتيب المصحف الذي هو عليه الآن لم يخالف ما استقر عليه رواية الحفاظ من الصحابة.
ألف الصحابة القران على ما كانوا يسمعونه من النبي صلى الله عليه وسلم.
المناسبة بين آي القران
-لما كان ترتيب آي القران توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم لزم أن يكون هناك مناسبة بين الآية ولا حقتها.
-على المفسر أن يتطلب مناسبات لمواقع الآيات ما وجد إلى ذلك سبيلا موصلا وإلا فليعرض عنه ولا يكن من المتكلفين.
وقوف القرآن
الوقف : قطع الصوت عن الكلمة حصة يتنفس في مثلها المتنفس عادة.
السكت :هو قطع الصوت حصة أقل من حصة قطعه عند الوقف.
-قد يختلف معنى الآية لاختلاف الوقت..فيكون الوقف هو الأصل في تحديد المعنى
مثل قوله تعالى "{وكأين من نبي قتل معه ربييون كثير} والمعنى على الوقف على "قتل " أن أنبياء كثيرين قد قتلوا ؛ والوقف على كثير يكون معمول "قتل" ؛ ربييون ؛والمعنى أن أنبياء كثيرين قتل معهم رجال من أهل التقوى.
-لا يوجد في القران وقف واجب يجب الوقف فيه؛ ولا وقف حرام يحرم الوقف عليه.
- والوقف ينقسم إلى أكيد حسن و دونه.
-بعض أهل العلم فرق بين الوقف والسكت؛..فجعل الوقف على نهاية وتمام الكلام ؛ أما السكت فيكون على ما يتطلب منه المعنى قبل انتهاء الكلام ؛ وحجته في ذلك أن اللغة العربية واضحة والسياق الكلام حارس من الفهم المخطئ.
-قد يحصل بتعدد الوقف ما يحصل بتعدد وجوه القراءات من تعدد المعنى مع اتحاد الكلمات
-من أوجه إعجاز القران ما يرجع إلى محسنات الكلام من فن البديع، ومن ذلك فواصل الآيات التي هي شبه قوافي الشعر وأزجاع النثر، وهي مرادة في نظم القرآن لا محالة . فكان عدم الوقف عليها تفريطا في الغرض المقصود منها.
ضبط وقوف القران
-لم يشتد اعتناء السلف بتحديد أوقافه لظهور أمرها ؛فكان الاعتبار الوقف عندهم بفواصله.
-لما كثر الداخلون في الإسلام من دهماء العرب و عموم غيرهم؛ توجه على أهل القران إلى ضبط وقوفه تسيرا لفهمه على قارئه.
-وقوفات القران رُوعي فيها ما يراعى في التفسير؛فكانت بيانا للمعنى.
- أشهر من تصدى لضبط الوقوف أبو محمد بن الانباري، وأبو جعفر بن النحاس، وللنكزاوي أو النكزوي كتاب في الوقف ذكره في الإتقان، واشتهر بالمغرب من المتأخرين محمد بن أبي جمعة الهبطي .
سور القرآن
تعريف السور:
السورة قطعة من القرآن معينة بمبدأ ونهاية لا يتغيران. مسماة باسم مخصوص.
تشتمل على ثلاث آيات فأكثر في غرض تام ترتكز عليه معاني آيات تلك السورة، ناشئ عن أسباب النزول، أو عن مقتضيات ما تشتمل عليه من المعاني المتناسبة.
أقل مقدرا السورة:
-أقل ما تشتمل السور ة ثلاث آيات باستقراء القران؛وللأثر الوارد عن عمر رضي الله عنه في ذلك .
أصل التسمية :
وأصل التسمية "سورة" راجع للقران؛ فهي من مصطلحاته قال تعالى : {فأتوا بعشر سور مثله}
أصل كلمة سورة
قيل سورة : مأخوذة من السور بضم السين وتسكين الواو.
والسور : الجدار المحيط بالمدينة أو بمحلة قوم زادوه هاء تأنيث في آخره مراعاة لمعنى القطعة من الكلام.
- وقيل مأخوذة من السؤر بهمزة بعد السين.
والسؤر : البقية مما يشرب الشارب بمناسبة أن السؤر جزء مما يشرب، ثم خففوا الهمزة بعد الضمة فصارت واوا.
-ترك الهمز في سورة هو لغة قريش ومن جاورها من هذيل وكنانة وهوازن وسعد بن بكر، وأما الهمز فهو لغة تميم.
-جمع سورة " سُوَر" بتحريك الواو كغرف،وقيل إنها تجمع على"سُور" بسكون الواو.
عدد سور القران
-عدد سور القران: مائة وأربع عشرة سورة.
-لم يحفظ عن جمهور الصحابة حين جمعوا القرآن أنهم ترددوا ولا اختلفوا في عدد سوره.
تسوير القران
-تسوير القرآن من السنة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان القرآن يومئذ مقسما إلى مائة وأربع عشرة سورة بأسمائها.
- كانت السور معلومة المقادير منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم محفوظة عنه في قراءة الصلاة وفي عرض القرآن، فترتيب الآيات في السور هو بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم،
- عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزلت الآية يقول: ((ضعوها في السورة التي يذكر فيها كذا)).
- مجموع السورة من الآيات أيضا توقيفيا.
-ترتيب السورة بعضها إثر بعض يحتمل أن يكون توقيفا من النبي صلى الله عليه وسلم ويحتمل أن يكون اجتهادا من الصحابة.
-وقيل أن بعضه كان مرتبا في زمن النبوة وما لم يكن مرتبا اجتهد الصحابة في ترتيبه أثناء جمع القران
-اجتهد زيد ابن ثابت في ترتيب سور القران ترتيبا يوافق ترتيب قراءة النبي صلى الله عليه وسلم للسور.
-جزم الجمهور أن كثرا من سور القران كان مرتبا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
- قال عياض : حديث عائشة في صحيح البخاري في باب تأليف القران يدل أن ترتيب السور وقع باجتهاد الصحابة حين كتبوا المصحف وهو مذهب مالك وجمهور العلماء.
-تواتر القران في محله ووضعه وترتيبه قول الأصفهاني
-قد يوجد في آي من القرآن ما يقتضي سبق سورة على أخرى.
--أمر عثمان الكتاب حين جُمع القران أن يرتب على حسب الطول و القصر.
-جعل الصحابة "بسم الله الرحمان الرحيم" علامة للفصل بين السورتين.
-معرفة نهايات السور بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم
توفي النبي صلى الله عليه وسلم وسورة القران مسور سورا معينة
فوائد تسوير القران
-فيه تنشيط وتحفيز لهمم في حفظه .
- السور للجنس ؛ والجنس إذا انطوت تحته أنواع كان أحسن وأنبل من أن يكون ببانا واحدا.
مصاحف الصحابة وترتيبها
-كان لبعض الصحابة مصاحف في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كتبوها لأنفسهم. وممن كان له مصحف عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب. وعلي ابن أبي طالب
- وروي أن أول من جمع القرآن في مصحف سالم مولى أبي حذيفة.
- واختلف هؤلاء الصحابة في ترتيب مصاحفهم: فمنهم من رتبها على حسب النزول كمصحف علي رضي الله عنه ؛ ومنهم من رتب على حسب الطول والقصر مثل مصحف أبي وابن مسعود.
- الطولي والقصري في السور مراعى فيه عدد الآيات لا عدد الكلمات والحروف.
- ترتيب المصحف تخللت فيه السور المكية والمدنية.
القراءة على ترتيب المصحف
-ظاهر حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري في باب تأليف القرآن أنها لا ترى القراءة على ترتيب المصحف أمرا لازما .
- تقديم النبي صلى الله عليه وسلم لسورة آل عمران على سورة النساء في قراءته في صلاة ة الخسوف
-لا يعلم بقائل بوجوب القراءة على ترتيب السور في المصحف..قول ابن بطال
-ما جاء من نهي السلف عن تنكسي القران فيحمل على تنكيس الآيات أو يحمل النهي عن الكراهة
- روايات ثلاث في بيان ترتيب السور المكية ونزول السور المدنية
أولها رواية مجاهد عن ابن عباس، والثانية رواية عطاء الخراساني عن ابن عباس، والثالثة لجابر بن زيد ولا يكون إلا عن ابن عباس.
- الجعبري اعتمد الرواية الثالثة في منظومته التي سماها تقريب المأمول في ترتيب النزول .
-اعتماد ابن عاشور في تفسيره عل منظومة الجعبري في بيان ترتيب نزول القران المكي و المدني
أسماء السور:
- جعل للسور أسماء مذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم
-جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا نزلت الآية ((ضعوها في السورة التي يذكر فيها كذا)
-فائدة تسمية سور القران تميزيها عن غيرها و تسهيل المراجعة والمذاكرة .
-أصل أسماء السور أن يكون بالوصف. كقولهم السورة التي يذكر فيها كذا، ثم شاع فحذفوا الموصول وعوضوا عنه الإضافة..كقولهم سورة ذكر البقرة مثلا، ثم صارت سورة البقرة."
-أو أنهم لم يقدروا مضافا- وأضافوا السورة لما يذكر فيها لأدنى ملابسة. .
-من أجاز أن يسمي السورة باسمها فيقول سورة البقرة و سورة النجم
- من أنكر تسمية السورة باسمها وحجته في ذلك وتأويل قوله.
-جائز للقارئ أن يقول سورة البقرة أو السورة التي يذكر فيها البقرة.
-اشتهار أسماء بعض السور على مسمع النبي صلى الله عليه وسلم دليل على صحة التسمية
-تسمية الصحابة لسور القران بما حفظوه عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أخذوا لها أشهر الأسماء التي كان الناس يعرفونها بها ولو كانت التسمية غير مأثورة.
-اجتهاد بعض الصحابة في تسمية بعض سور القران ابن مسعود سمى القنوت سورة الخلع والخنع
مرجع تسمية السور
-تسمى السورة إما بأوصافها مثل الفاتحة وسورة الحمد.
- وإما بالإضافة لشيء اختصت بذكره نحو سورة لقمان وسورة يوسف وسورة البقرة
-وإما بالإضافة لما كان ذكره فيها أوفى نحو سورة هود وسورة إبراهيم،
-وإما بالإضافة لكلمات تقع في السورة نحو سورة براءة، وسورة حم عسق، وسورة حم السجدة كما سماها بعض السلف، وسورة فاطر.
سُمي مجموع السور المفتتحة بكلمة حم آل حم
-قد تسمى السورتين التي شملت وصف واحد باسم واحد بوصف واحد مثل تسمية سورة الكافرون وسورة الإخلاص المقشقشتين
-عمل الصحابة على عدم كتاب اسم السورة في المصحف كراهية أن يكتب أثناء القران ما ليس منه.
- أبي كان يكتب اسم السورة في مصحفه
-كتبت أسماء السور في المصاحف باطراد في عصر التابعين ولم ينكر عليهم
-أول ما كتبت أسماء السور في المصاحف كتبت بلون مخالف لخط المصحف قاله الباقلاني.
المقدمة التاسعة :في أن المعاني التي تتحملها جمل القرآن، تعتبر مرادة بها
-من أساليب العرب في كلامهم المجاز، والاستعارة، والتمثيل، والكناية، والتعريض، والاشتراك والتسامح في الاستعمال كالمبالغة، والاستطراد ومستتبعات التراكيب، والأمثال، والتلميح، والتمليح، واستعمال الجملة الخبرية في غير إفادة النسبة الخبرية، واستعمال الاستفهام في التقرير أو الإنكار، ونحو ذلك.
-القصد من تفنن أساليب العرب في كلامهم توفير المعنى؛ وأداء ما في نفس المتكلم بأوضح عبارة وأخصرها ليسهل اعتلاقها بالأذهان.
-القران قد نسج نظمه نسجا بالغا منتهى ما تسمح به اللغة العربية من الدقائق واللطائف لفظا ومعنى بما يفي بأقصى ما يراد بلاغة إلى المرسل إليهم. .
-القران أعجز بلغاء المعاندين عن معارضته ولم يسعهم إلا الإذعان.
-القرآن من جانب إعجازه يكون أكثر معاني من المعاني المعتادة التي يودعها البلغاء في كلامهم
- يودع في القران كل ما يحتاج إليه السامعون إلى علمه وكل ما له حظ في البلاغة .
- قد تكثر المعاني بإنزال لفظ الآية على وجهين أو أكثر تكثيرا للمعاني مع إيجاز اللفظ وهذا من وجوه الإعجاز. مثاله قوله تعالى: {إلا عن موعدة وعدها إياه} بالمثناة التحتية وبالباء الموحدة "أباه".
-آيات فيها الحث على تدبر القران واستخراج معانيه المختلفة.
- لا خلاف بين أهل العلم أن القران حجة شرعية.
حمل الآية على أقصى معانيها
-المعاني المختلفة للقران المترتبة على اختلاف تراكيب استعمال العرب مظنون أنها مرادة كلها لله.إلا أن وجد مانع شرعي أو لغوي أوتوفيقي
- تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لآيات على معاني مخالفة لما سيقت له
مثال تفسير قوله تعالى :{استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم}على معنى الاستجابة للنداء والآية سقيت لمعنى الامتثال والهداية
ومثال حمله " أو" في قوله تعالى " : {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم} على التخيير مع أن ظاهره أنه مستعمل في التسوية.
ومثله قول تعالى : وله تعالى: {يخرج الحي من الميت} فاستعمله في معنى مجازي هو غير المعنى الحقيقي الذي سيق إليه.
- سجود النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع سجود التلاوة من القرآن مما يدخل في حمل الآية على أقصى معانيها .
-تفسير الصحابة مما يدل على جواز حمل الآية على أقصى معانيها
-تفسير عمرو بن العاص لقوله تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما}.
-صنيع عمر في قوله تعالى: {والذين جاءوا من بعدهم} وفي قوله تعالى: {لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه} .
-العلماء درجوا على استنباط المعاني المختلفة من الآيات.
فقد استدل الفقهاء على مشروعية الجعالة ومشروعية الكفالة في الإسلام، بقوله تعالى: {ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم}
-واستدل ل الشافعي على حجية الإجماع وتحريم خرقه بقوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}
- القراءات المتواترة إذا اختلفت في قراءة ألفاظ القرآن اختلافا يفضي إلى اختلاف المعاني هي مما يرجع إلى هذا الأصل.
المعاني المختلفة للآية:
-المعاني المختلفة للآية قد يكون بينهما عموم وخصوص لهذا لا تردد في حمل التركيب على جميع ما يحتمله .
-أو يكون أحد المعنين متولد عن الآخر فهذا من مستتبعات التراكيب فلا شبهة في حمل الآية عليه
- و قد يكون تعين أحد المعنيين ينافي لتعين المعنى الأخر. لتغاير بينهما .تحمل الآية على المعنيين على سبيل البدلية لأن التركيب يصلح مع عدم ما يعين إرادة أحدهما .
-لا تحصر الآية على المعاني الكثيرة التي تظهر للمفسر
-حمل الآية على بعض المعاني التي تظهر للمفسر لا ينافي الحمل على المعاني الأخرى
- المحامل المختلفة التي تسمح بها كلمات القرآن وتراكيبه وإعرابه ودلالته، من اشتراك وحقيقة ومجاز، وصريح وكناية، وبديع، ووصل، ووقف، إذا لم تفض إلى خلاف المقصود من السياق، يجب حمل الكلام على جميعها
المشترك والحقيقة و المجاز :
-استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه، محل تردد بين المتصدين لاستخراج معاني القرآن تفسيرا.
-غير وارد في لغة والعرب قبل القران أو هو وارد بقلة استعمال القران في معنييه أو معانيه دفعة
-قد يرد محمل من محامل الآية بسبب أن اللفظ مشترك قد استعمل في بعض معانيه أو جميعا أو لكونه استعمل في مجازه وحقيقته.
-اختلف علماء العربية وعلماء أصول الفقه في جواز استعمال المشترك في أكثر من معنى من مدلوله ..
-يصح أن يراد بالمشترك عدة معان لكن بإرادة المتكلم وليس بدلالة اللغة قاله الغزالي وأبو الحسين البصري.
-صحة إطلاق المشترك على عدة من معانيه جميعا أو بعضها إطلاقا لغويا.
-إطلاق اللفظ على جميع معانيه قيل من قبيل الحقيقة وقيل من قبيل المجاز.
-حمل اللفظ المشترك على جميع معانيه إلا بقرينة. قول الباقلاني جزم به ابن حاجب
- معاني المشترك كلها من قبيل الحقيقة
-قرينة المجاز مانعة من إرادة المعنى الحقيقي
-قرينة المشترك معينة للمعاني المرادة كلا أو بعضا.
-صحة إطلاق المشترك على معانيه في النفي وعدم صحة ذلك في الإيجاب قول مردود لا يلتفت إليه.
أمثلة من القران .
المعتمد أنه يجب حمل المشترك في القرآن على ما يحتمله من المعاني سواء في ذلك اللفظ المفرد المشترك، والتركيب المشترك بين مختلف الاستعمالات، سواء كانت المعاني حقيقية أو مجازية، محضة أو مختلفة.
أمثلة من القران في استعمال اللفظ في الحقيقة والمجاز
-قوله تعالى: {ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس} ، استعمال السجود في الحقيقة و المجاز
وقوله تعالى: {ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء} بسط الأدي حقيقة ؛وبسط الألسن مجاز
قوله تعالى: {ويل للمطففين} فمركب ويل له يستعمل خبرا ويستعمل دعاء. .
-طريقة الجمع بين المعاني المختلفة التي يذكرها المفسرون .
-ترجيح معنى من المعاني التي يحتملها لفظ آية من القران على لا يعني جعل غير ذلك المعنى ملغى.
منهج ابن عاشور في ذكر المعاني المختلفة للآية
-قد يذكر جميع معاني الآية
-وقد يذكر أحد المعاني ويترك باقي المعاني..
تركه لبعض المعاني التي تحتمله الآية لا يعد ولا يعتبر إبطال لها، ولكن قد يكون ذلك لترجح غيره.وقد يكون اكتفاء بذكره في تفاسير أخرى تجنبا للإطالة
المقدمة العاشرة
في إعجاز القرآن
-ألف علم البلاغة مشتملا على نماذج من وجوه إعجازه. والتفرقة بين حقيقته ومجازه.
-تفوق القرآن على كل كلام بليغ بما توفر فيه من الخصائص التي لا تجتمع في كلام آخر للبلغاء
- عجز السابقون واللاحقون منهم عن الإتيان بمثله.
الغرض من هذه المقدمة
-تبيين كيف كان القران معجز
- بيان أوجه ونواحي إعجاز القران
- إظهار بلاغة القرآن ولطائف أدبه التي هي فتح لفنون رائعة من أدب لغة العرب
-علاقة المقدمة بعلم التفسير
-بيان وجوه بلاغة القران من تمام وكمال بلوغ الغاية في تفسير معاني القران.
- المفسر حين يعرض عن بيان جوه بلاغة القران و بما فاق به غيره من الكلام فهو بمنزلة المترجم لا بمنزلة المفسر.
-المفسرون بين مقل ومستكثر في بيان وجوه بلاغة القران
-عدم عذر خلو كتب التفاسير عن بيان وجوه بلاغة القران..إلا ما كان من كتب أحكام القران.
- العناية والاهتمام ببلاغة القران لكون القران معجزة النبي صلى الله عليه وسلم العامة الباقية إلى الأبد وهي التي تحدى بها الرسول معانديه تحديا صريحا.وهي حجيته الباقية إلى الأبد
تحدي القران
-القران تحدى معانديه في آيات صريحة
-التحدي متواتر وعجز المتحدين أيضا متواتر بشهادة التاريخ.
-قيل أن الله صرفهم عن معارضة القران فسلبهم المقدرة أو سلبهم الداعي وهو ما يسمى بمذهب الصرفة
-جمهور العلماء أن ذلك راجع لعجزهم عن الإتيان بمثله.
-نسخ الآية حكما وبقاءها تلاوة لبيان ما فيها من البلاغة فيلتئم منها مقدار ثلاث آيات متحدى بالإتيان بمثلها .
-التحدي واقع بأي سورة بغض النظر عن طولها وقصرها دون التقيد بعدد معين من الآيات.
-إقرار العرب بفصاحة القران وعجزهم عن الإتيان بمثله.
-جهات إعجاز القران أربعة
إجمالا
1- بلوغه الغاية القصوى مما يمكن أن يبلغه الكلام العربي البليغ
2- ما أبدعه القرآن من أفانين التصرف في نظم الكلام مما لم يكن معهودا في أساليب العرب، ولكنه غير خارج عما تسمح به اللغة.
3-: ما أودع فيه من المعاني الحكمية والإشارات إلى الحقائق العقلية والعلمية مما لم تبلغ إليه عقول البشر في عصر نزول القرآن وفي عصور بعده متفاوتة. .
4-ما انطوى عليه من الأخبار عن المغيبات مما دل على أنه منزل من علام الغيوب.
إعجازه من الجهة الأولى والثانية للعرب الحاضرين دليل تفصيلي وإعجازه لغيرهم دليل إجمالي
وإعجازه من الجهة الثالثة للبشر قاطبة إعجاز مستمر على مرر العصور.
وإعجازه من الجهة الرابعة معجز لأهل عصر نزوله إعجازا تفصيليا، ومعجز لمن يجيء بعدهم ممن يبلغه ذلك بسبب تواتر نقل القرآن، وتعين صرف الآيات المشتملة على هذا الإخبار إلى ما أريد منها.
دراسة الأوجه الأربعة تفصيلا:
الجهة الأولى
-وهو ما يسمى الطرف الأعلى من البلاغة والفصاحة.وهو المصطلح على تسميته حد الإعجاز
- اختصاص هذا النوع بعلمي البيان والمعاني وهو ما يسمى بدلائل الإعجاز
- تحدي بلغاء العرب و إثبات عجزهم على أن يأتوا بمثل هذا القران.مما علم ضرورة
-اعتراف بلغاء العرب وفصحائهم ببلاغة القران.
- الاهتمام بعلمي البيان والمعاني وطول ممارستها والاشتغال بهما مؤدي لتذوق هذا النوع من الإعجاز.
-
- خصوصيات الكلام البليغ ودقائقه
1- حسن التقسيم فهو من المحسنات البديعية.
2- مراعاة التجنيس فهو أيضا من المحسنات البديعية؛ ومنه قوله تعالى: {وهم ينهون عنه وينأون عنه}.
3- مراعاة المطابقة؛ كقوله: {فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير}
4- ضرب الأمثال؛ كقوله تعالى: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}
5- مراعاة التشبيه والاستعارة؛ كقوله: {واشتعل الرأس شيبا}
خصائص أسلوب القران
- نظم القرآن مبني على وفرة الإفادة وتعدد الدلالة.
-جمل القرآن لها دلالات وضعية تركيبية ؛ودلالات بلاغية و دلالات المطوية؛ ولها دلالة مواقعها بحسب ما قبلها وما بعدها.
- من مقومات بلاغة القران مراعاة المقام الذي لأجله جاء نظم الكلام
- النكت البلاغية هي أقوى النواحي التي يتحقق بها إعجاز القران خاصة قصار السور
- من بلاغة القران وإعجازه انسجام اللفظ مع المعنى.
-القران كله سليم من تنافر حروف الكلمة أو تنافر حروف الكلمات عند اجتماعه.
- جاء القرآن بأحسن اللهجات وأخفها وتجنب المكروه من اللهجات.
-ألفاظ القران تشمل على معاني كثيرة مقصودة.
-
الجهة الثانية من الإعجاز
- -القران خالف في تراكيبه وأساليبه شعر العرب وخطابتهم وأسجاع الكهان.
-جاء القران بأساليب مبتكرة لحكمتين: لبيان وظهور كونه من عند الله؛ زيادة تحدي للمتحدين به
- القران جمع في نظمه بين مقصدين خالف بهما أساليب العرب: مقصد الموعظة ومقصد التشريع.
- أسلوب القران فيه تفنن وتكمن في بداعة تنقلاته من فن إلى فن.
-بلاغة الكلام لا تنحصر في أحوال تراكيبه اللفظية، بل تتجاوز إلى الكيفيات التي تؤدي بها تلك التراكيب.
مثال السكوت سكتة خفيفة على كلمة موسى في قوله تعالى:{ هل أتاك حديث موسى}
- -من أساليب القرآن العدول عن تكرير اللفظ والصيغة فيما عدا المقامات التي تقتضي التكرير من تهويل ونحوه.
- القران له أسلوب خاص في انتقاء الألفاظ وإبداع المعاني.
-القرآن جاء بأسلوب في الأدب غض جديد صالح لكل العقول، متفنن إلى أفانين أغراض الحياة كلها معط لكل فن ما يليق به من المعاني والألفاظ واللهجة: فتضمن المحاورة والخطابة والجدل والأمثال أي الكلم الجوامع والقصص والتوصيف والرواية.
- أسلوب الفواصل في القران مبتكر.
- القران سريع العلوق في الأذهان
-للقران صولة الحق وروعة لسامعيه
- تأثير القران روحاني وليس بلفظي ولا معنوي.
-اشتمل على محسنات في البديع الجناس والطباق.
-يعتبر مجيء القران نثرا أدبا جديدا غضا ومتناولا لكل الطبقات
- كان لبلاغته وتناسقه نافذ الوصول إلى القلوب حتى وصفوه بالسحر وبالشعر.
- ألف ابن أبي الإصبع كتابا في بديع القرآن.
مبتكرات القرآن.
- جاء نظم على طريقة مبتكرة ليس فيها إتباع لطرائقها القديمة في الكلام.
- أسلوب يخالف الشعر لا محالة.
- جمل القران جمل دالة على معاني مفيدة محررة شأن الجمل العلمية والقواعد الشرعية
- جاء القران بأسلوب التقسيم والتسوير وهي سنة جديدة في كلام العرب.
-تفرد القران بأسلوب القصص في حكاية أحولا النعيم والعذاب في الآخرة.
- القران يغير الأسماء الواقعة في القصص إلى ما يناسب حسن مواقعها في الكلام من الفصاحة.
- القرآن يتصرف في حكاية أقوال المحكي عنهم فيصوغها على ما يقتضيه أسلوب إعجازه لا على الصيغة التي صدرت فيها.
- الإعجاز الثابت للأقوال المحكية في القرآن هو إعجاز للقرآن لا للأقوال المحكية.
- القرآن فقد أوضح الأمثال وأبدع تركيبها.
- سور القران مختلفة الأساليب تكاد تكون لكل سورة لهجة خاصة. فإن بعضها بني على فواصل وبعضها ليس كذلك.
اختلفت سور القران في افتتاحها منها ما افتتح بالاحتفال كالحمد، ومنها ما افتتح بالهجوم على الغرض من أول الأمر .
-جاء القران بأسلوب الإيجاز بأبدع ما يكون؛ فقد جمع المعاني الكثير في الكلام القليل
-لا يخلو حذف في القران من دليل عليه من لفظ أو سياق
-من أساليب القران الحذف مع عدم اللبس..مثل حذف القول؛ وحذف المضاف وحذف الجمل التي يدل الكلام على تقديرها.
-الإخبار بخبر خاص يعمه وغيره لتعم الفائدة : فائدة الحكم العام وفائدة الحكم الخاص
وفائدة أن هذا المحكوم عليه بالحكم الخاص هو من جنس ذلك المحكوم عليه بالحكم العام.
- من أساليب القران التضمين وهو يرجع إلى إيجاز الحذف..
-يدخل في باب التضمين ما اشتمل عليه من الجمل الجارية مجرى الأمثال، وهذا باب من أبواب البلاغة نادر في كلام بلغاء العرب.
-قد يسلك القران مسلك الإطناب لأغراض بلاغية وأكثر ما يجئ به في مقام التوصيف.
-أساليب انفرد بها القران لا عهد بمثلها في كلام العرب.
مثال قوله تعالى: {قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات} فإبدال {رسولا} من {ذكرا} يفيد أن هذا الذكر ذكر هذا الرسول، وأن مجيء الرسول هو ذكر لهم، وأن وصفه بقوله: {يتلو عليكم آيات الله} يفيد أن الآيات ذكر.
ونظير هذا قوله: {حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفا مطهرة} الآية .
-من أساليب القران التي انفرد بها استعمال اللفظ في المشترك في معنيين أو معان
واستعمال اللفظ في معناه الحقيقة و المجازي .
-من أساليبه الإتيان بالألفاظ التي تختلف معانيها باختلاف حروفها أو اختلاف حركات حروفها وهو من أسباب اختلاف كثير من القراءات مثل (وجعلوا الملائكة الذين هم عند الرحمن إناثا) قرئ (عند) وقرئ {عباد}
-من أساليبه استعمال أسلوب الجزالة وأسلوب الرقة ولكل منهما مقاماته وهما راجعتان إلى معاني الكلام.
الوجه الثالث من الإعجاز
الإعجاز العلمي: ما أودعه من المعاني الحكمية والإشارات العلمية.
-وهذا النوع من الإعجاز هو الذي خالف به القران أساليب الشعر وأغراضه مخالفة واضحة
- وهو نوعان؛ أولا:
-اشتماله على أخبار علوم أهل الكتاب؛ كمعرفة الشرائع والأحكام الداثرة وقصص الأنبياء والأمم البائدة وأخبار القرون السالفة .
ثانيا وهو قسمان
-قسم يكفي لإدراكه فهمه وسمعه.
- وقسم يحتاج إدراك وجه إعجازه إلى العلم بقواعد العلوم.
-من طرق إعجازه العلمي؛ أنه دعا للنظر والاستدلال..فجمع بين بيان علم الشرائع، والتنبيه على طرق الحجة العقلية؛ والرد على فرق الأمم ببراهين قوية وأدلة
- هذا الإعجاز ثابت للقران بمجموع آيه؛ فليس كل آية من آياته ولا كل سورة من سوره بمشتملة على هذا النوع من الإعجاز.
- حجية حديث النبي صلى الله عليه وسلم "ما من الأنبياء نبيء إلا أوتي أو أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي وإني أرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة))
على الوجه الثالث من أوجه الإعجاز
.أوجه إعجازه العلمي:
- إعجازه من جهة العرب : لعدم علمهم بتلك العلوم
"ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا".
- إعجازه لعامة الناس: مجيء تلك العلوم على يد رجل نشأ أميا في قوم أميين.
-إعجازه لأهل الكتاب خاصة: إنباؤهم بعلوم دينهم مع كونه أميا, وكان بعيدا عنهم لم يخالطهم
الوجه الرابع من الإعجاز: ..الإخبار عن المغيبات
-كون هذا النوع من الإعجاز لأجل دلالته أنه منزل من عند الله لما فيه من الأخبار الغيبة .
-هذا النوع من الإعجاز ليس له مزيد تعلق بنظم القران ودلالة فصاحته وبلاغته على المعاني
-هذا النوع ليس كثيرا في القران.
مثاله: قوله تعالى: { آلم غلبت الروم} ؛ وقوله تعالى "{ ويخلق ما لا تعلمون}
وقوله: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا}؛ قوله: {لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون}
- قد النوع قد يؤتى به للتحدي أيضا ؛ كقوله تعالى :"{وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله}
-خلاصة في وجه إعجاز القران
لأهل العلم في وجه كون القران معجز قولان:
-مذهب أهل الصرفة:
إعجاز القران للعرب واقع لكون الله سلبهم القدرة وصرفهم عن الإتيان بمثله؛ وإلا فهو داخل تحت قدرتهم .وهو قول النظام وطائفة من المعتزلة ونسب لأبي الحسن الأشعري.
مذهب المحققين:
إعجاز القرآن للعرب كان بما بلغه من منتهى الفصاحة والبلاغة وحسن النظم وما احتوى عليه من النكت والخصوصيات التي لا تقف بها عدة.
وهو الذي اعتمده الباقلاني في كتابه إعجاز القران وأبطل ما عداه
عادات القرآن :
-للقران عادات في نظمه وكلامه حق على المفسر التعرف عليها .
-قال الجاحظ في البيان وفي القرآن معان لا تكاد تفترق، مثل الصلاة والزكاة، والجوع والخوف، والجنة والنار، والرغبة والرهبة، والمهاجرين والأنصار، والجن والإنس قلت: والنفع والضر، والسماء والأرض.
- بعض الكتب اهتمت بجمع كليات مما ورد في القرآن من معاني الكلمات مثل كتاب الكليات لأبي البقاء الكفوي ؛و كتاب الإتقان للسيوطي
أمثلة عادات القران
-تعرض بعض السلف لبيان عادات القران
عن ابن عباس كل كاس في القرآن فالمراد بها الخمر. .
وعنه أيضا كل ما جاء من {يا أيها الناس} فالمقصود به أهل مكة المشركون.
-وعن ابن عيينة: ما سمى الله مطرا في القرآن إلا عذابا، وتسميه العرب الغيث.
-من عادات القران أنه ما جاء بوعيد إلا أعقبه بوعد، وما جاء بنذارة إلا أعقبها ببشارة.
-من عادات القران مجيء الأخبار بصيغة الماضي
-من عادات القران أنه إذا ذكر أنواعا كثيرة من الشرائع والتكاليف أتبعها إما بالإلهيات وإما بشرح أحوال الأنبياء وأحوال القيامة ليصير ذلك مؤكدا لما تقدم ذكره من التكاليف والشرائع.
-من عادات القران ..أن كلمة هؤلاء إذا لم يرد بعدها عطف بيان يبين المشار إليهم فإنها يراد بها المشركون من أهل مكة .
-من عادات القران في أساليبه أنه إذا حكى المحاورات والمجاوبات حكاها بلفظ "قال" دون حروف عطف، إلا إذا انتقل من محاورة إلى أخرى،.