دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 ذو القعدة 1437هـ/25-08-2016م, 03:08 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الرابع: مجلس مذاكرة تتمة تفسير الفاتحة

مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير الفاتحة

اختر مجموعة من المجموعات التالية ، وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
س2: بيّن معنى الصراط لغة.
س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟

المجموعة الثانية:
س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.
س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم
س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟

المجموعة الثالثة:
س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟
س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.
س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟

المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى ضمير الجمع في قوله: {اهدنا}
س2: بيّن معنى التعريف في "الصراط".
س3: ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم.
س4: بيّن مراتب الهداية ودرجات المهتدين، وبيّن أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية.
س5: إذا كان كل من اليهود والنصاري مغضوب عليهم وضالّون فما الحكمة من تخصيص كلّ طائفة بوصف؟

المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم}
س2: ما فائدة وصف الصراط بأنّه مستقيم؛ إذا كان الصراط في اللغة لا يسمّى صراط حتى يكون مستقيماً؟
س3: ما المراد بالإنعام في قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم}
س4: هل يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم؟ وضّح إجابتك.
س5: ما معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}؟


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 ذو القعدة 1437هـ/26-08-2016م, 11:24 AM
الصورة الرمزية قتيبة حسين حمداش
قتيبة حسين حمداش قتيبة حسين حمداش غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مجموعة المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 185
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثالث من اتفسير سورة الفاتحة
مجموعة الأسئلة الثانية:
1- السؤال الأول: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية
1- الوجه الأول: حضور القلب عند الدعاء: فالذي يدرك ويعي عند الدعاء ليس كالغافل اللاهي.
2- الوجه الثاني: مراتب الناس في الدين: كلما ازداد الإنسان علما بالله كلمّا كان نصيبه من الإجابة أكبر وأكثرهم وأكملهم نصيبا من الإجابة هم أهل الإحسان في الدعاء ثم يأتي من بعدهم الأمثل فالأمثل.
3- الوجه الثالث: مقاصد الداعي من سؤال الهداية: فالأعمال بالنيات كما قال صلّى الله عليه وسلّم وعلى قدر المقصد يكون التفاضل, والأكمل للانسان أن يسأل الله الهداية التامة والتي هي هداية المحسنين.


2- السؤال الثاني: بيّن المراد بالصراط المستقيم:
  • الصراط المستقيم هو الطريق الذي يوصل سالكه إلى رضوان الله وجنته وينجّي سالكه من عذاب الله وعقابه.
  • سمي الصراط صراطاً لوضوحه فلا تناقض فيه ولا اختلاف واستقامته فلا اعوجاج فيه وسعته فالله وسّع على سالكه ويسره فليس على سالكه حرج فيه.
  • وقد ينحرف السالك هذا الصراط عنه فمن كان انحرافه لا يخرجه عن حدود الصراط بقي فيه وسيصل فيه إلى الجنّة بإذن الله لكن بمرتبة أدنى ممن لمن ينحرف أمّا من تخطى وخرج عن حدود هذا الصراط وسلك سبيلا آخر فهذا في طريقه إلى النار.
المراد بالصراط المستقيم المأثور عن السلف خمسة أقوال:
القول الأول: الصراط المستقيم هو دين الإسلام
هو أشهر الأقوال وهو قول: جابر بن عبد الله، ورواية الضحاك عن ابن عباس، وهو قول محمّد بن الحنفية وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ورواية عن أبي العالية الرياحي، وهو قول جمهور المفسّرين.
فالإسلام إذا أطلق يشمل مراتب الدين وعليه يكون هو الصراط أو السبيل الواجب سلوكه للنجاة.
الدليل: حيث النوَّاس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا، ولا تتعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم)). ]رواه أحمد وغيره[.
الشاهد: قوله (والصراط الإسلام).


2- القول الثاني: الصراط المستقيم هو كتاب الله – القرآن
هذا القول: رواية صحيحة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
الدليل: حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (إن هذا الصراط محتضَرٌ تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإنَّ الصراط المستقيم كتاب الله). ]رواه الطبراني في الكبير وغيره[.
الشاهد: (فإنَّ الصراط المستقيم كتاب الله).
وهذا القول صحيح في نفسه باعتبار أنَّ من اتّبع القرآن فقد اهتدى إلى الصراط المستقيم.


3- القول الثالث: الصراط المستقيم هو ما كان عليه النبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه:
هذا القول: رواية عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
الدليل: حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم» ]رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان[
الشاهد: قوله: (الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم).
·
4- القول الرابع: الصراط المستقيم هو هو النبي صلّى الله عليه وسلّم وصاحبيه أبو بكر الصدّيق وعمر بن الخطّاب رضي الله عنهما:
هو قول: ابن عباس رضي الله عنهما، ورواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري.
الدليل: عن أبي العالية، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى {الصراط المستقيم} قال: «هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه» قال: فذكرنا ذلك للحسن البصري فقال: «صدق والله ونصح، والله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما». ]رواه الحاكم موقوفاً على ابن عباس وصححه[.
الشاهد: قوله (هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه).
  • وهذا القول له سبب وهو انتشار الفرق بعد مقتل عثمان لبيان أن الصراط هو الذي سار عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه من بعده.
  • هو قول أبي العالية مع تصريحه بأنّ الصراط المستقيم هو الإسلام.


5- القول الخامس: الصراط المستقيم هو الحق:
هو قول: مجاهد بن جبر رواه ابن أبي حاتم.
حقيقة هذا القول هي في بيان وصف الصراط المستقيم بأنه الحق لأن كل السبل غيره هي باطلة.


6- قول ابن كثير حمه الله: الأقوال الخمسة كلها صحيحة:
قال ابن كثير: (وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد)ا.هـ.


تنبيه: الحذر من الإخلال في النقل
قد يحصل خلل عند من ينقولون الأقوال التفسيرية بالمعنى فينسبون ما لا يصح من الأقوال إلى من لم يقل به وذلك بسبب إجتزاءهم أو خلطهم أو سوء فهمهم لذلك ينصح بالعودة إلى المصادر الأصلية في الروايات لتمييز ما يصح وما لا يصح من الأقوال.


3-السؤال الثالث: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
ذكر ابن القيّم رحمه الله هذة المسألة واستخلص منها ثلاث فوائد:
1- الفائدة الأولى: هداية الله لهم: ذكر النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في سورة النساء بأنهم هم من أنعم الله عليهم وفي سورة الفاتحة بيان علّة الإنعام وهي الهداية فلأنهم هداهم الله إلى صراطه المستقيم كانوا من الذين أنعم الله عليهم.
2- الفائدة الثانية: قطع التعلق بالاشخاص: في سورة الفاتحة ندعوا الله أن يهدينا إلى الصراط المستقيم الذي أنعم الله به على من اختص من عباده فلو كان دعاؤنا بأن نسير على طريقهم هم فيه شبهة تعلق القلب بهم لذلك ندعوا الله أنّ نسير على صراطه المستقيم الذي سار عليه من هؤلاء صفاتهم وكل ذلك نفعله امتثالا لأمر الله تبارك وتعالى.
3- الفائدة الثالثة: الآية عامة في جميع طبقات المنعَم عليهم:عدم ذكرهم أوجز وأبلغ وأعمّ فائدة لأنّ الناس في هذا الصراط مراتب وهم ما وصلوا لهذه المراتب إلا بهداية الله تبارك وتعالى فيكفي أن تسأل الله أن تكون على طريقهم أجمعين ولو لم تكن من الطبقات العليا منهم كالأنبياء والصدّيقين.


السؤال الرابع: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
اعتنى المفسرون بهذة المسألة وذكروا أوجها عديدة للحكمة من هذا التقديم :
1- الجواب الأول: لمراعاة فواصل الآيات: (كلمة آخر الآية كقافية الشعر وقرينة السجع) {صراط الذين أنعمت عليهم} و {المغضوب عليهم} هذا الجواب صحيح في نفسه لكنه ليس تاما إذ لا بد من وجود حكمة أخرى.

2- الجواب الثاني: لأنَّ اليهود متقدمون في الزمان على النصارى: ذكره ابن القيّم وجها.

3- الجواب الثالث: لقرب اليهود ومجاورتهم النبي صلّى الله عليه وسلّم: فمنازل اليهود في يثرب أقرب من منازل النصارى في نجران والشام بالنسبة لمكّة مكان نزول السورة المكّية قبل هجرته صلّى الله عليه وسلّم وأيضا اليهود كانوا في المدينة بخلاف النصارى بعد الهجرة.

4- الجواب الرابع: لأن اليهود أغلظ كفراً من النصارى: فمخالفتهم عن علم يصعب الرجوع عنها بخلاف مخالفة النصارى التي هي عن جهل.وهذا الجواب ذكره ابن القيّم رحمه الله، وهو جواب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.

5- الجواب الخامس: لإفادة الترتيب في التعوّذ: لأن الدعاء كان بسؤال النفي: لا تهدنا يا رب إلى صراط الذين هم أكثر مخالفة (اليهود) ثم من هم أدنى منهم (النصارى). فالتدرج بنفي القوي ثم الأضعف مع مراعاة الفواصل.
وهذا حاصل جواب ابن عاشور، وهو قريب من الوجه السابق.

6- الجواب السادس: لأن الغضب يقابل الإنعام أكثر من ذكر الضلال:
فالهداية التي هي علّة الإنعام لا تتحقّق إلا بعلم وعمل، والعلم متقدّم على العمل فاليهود علموا (المقابلة العامة) والنصارى لم يعلموا (المقابلة العامة) واليهود ما عملوا بما علموا (المقابلة الخاصة) والنصارى إن عملوا فإنهم يعملون بغير علم (المقابلة الخاصة) وهذا يجعلهم أدنى مرتبة في المقابلة. فالمقابلة بين صنفي الناس: منعم عليه ومغضوب عليه, أفضل من, منعم عليه وضال.

7- الجواب السابع: لأنَّ أوّل ذنب عصي الله به هو من جنس ذنوب المغضوب عليهم: فإباء إبليس السجود لآدم عصيان عن علم فهو عمل بعد علم مشابه لما هو حال اليهود عليه من عمل مخالف للعلم الذي عندهم.
وهذا الوجه زاده د.فاضل السامرائي على الوجوه المتقدّمة.


السؤال الخامس: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟
قال تعالى: {غير المغضوب عليهم} ولم يقل: ( الذين غضبت عليهم).
اعتنى المفسرون بهذة المسألة وذكروا أوجها عديدة للحكمة من هذا الأمر :
1- الوجه الأول: لفت الأنظار إلى المغضوب عليهم وإلى الغضب:
  • لفت الأنظار إلى المغضوب عليهم: وهو بالتعبير بالاسم دون الفعل: فيه دلالة على تمكّن وصف –غضب اللهّ عليهم- منهم، وأنَّه ملازم لهم، بخلاف الفعل: (غضبت عليهم) لأنه قد يدلّ على وقوع الغضب مرّة واحدة.
  • لفت الأنظار إلى غضب الله عليهم: وأنه غضب الله الملك الجبّار الذي يغضب لغضبه جنوده في السماوات وفي الأرض فيجد المغضوب عليه آثار ذلك الغضب في كلّ حال من أحواله.
  • الدليل: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض). ]رواه مسلم[
  • · الشاهد: قوله صلى الله عليه وسلم: (فيبغضه جبريل... فيبغضونه....ثم توضع له البغضاء في الأرض).

2- الوجه الثاني:
أنها طريقة معهودة في القرآن: الإحسان يضاف إلى الله تعالىعند العقوبة يحذف الفاعل.
فأفعال الإحسان والرحمة والجود تضاف إلى الله تعالى، وأفعال العدل والجزاء والعقوبة يُحذف ذكر الفاعل فيها أو يسند الفعل إلى من كان له سبب فيه؛ تأدّباً مع الله جلّ وعلا، ولئلا يقع في بعض النفوس ما لا يصحّ من المعاني التي يُنزّه الله عنها.
ومثاله قول إبراهيم الخليل: {الذي خلقني فهو يهدين . والذي هو يطعمني ويسقين . وإذا مرضت فهو يشفين}.
الشاهد: الإحسان:{فهو يهدين}. {هو يطعمني ويسقين} وما ظاهره عدم الإحسان:{وإذا مرضت فهو يشفين}نسب المرض لنفسه
ومثاله قوله تعالى: {ولا الضالين }.
الشاهد: م يقل (الذين أضللتهم) لئلا يُفهم من ذلك نوع عذر لهم، مع أنّ ضلالهم بقضاء الله وقدره
وهذا الوجه ذكره ابن القيّم رحمه الله تعالى.


3- الوجه الثالث: أبلغ في تبكيتهم:
عند ذكر الإنعام أسند الإنعام إلى الله وفيه عناية الله بمن أنعم عليهم وتشريفهم وتكريمهم بخلاف المغضوب عليهم فهم مغضوب عليهم مُعرضُ عنهم متروكين لا يُلتفَت إليهم وهذا نوع من أنواع العذاب.
وهذا الوجه ذكره ابن القيّم رحمه الله تعالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 ذو القعدة 1437هـ/26-08-2016م, 02:37 PM
علي بن نحيت علي بن نحيت غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 29
افتراضي

المجموعة الثالثة :
س١: ماالحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله للإسلام ؟
١) أن الهداية قائمة على العلم والعمل وهما يتفاضلان ، فيحتاج المؤمن البصيرة في الدين ، والإعانة على الطاعة ، والعصمة من الضلالة في كل أمر من أموره .
٢) أن الهداية الإجمالية لا تغني عن الهداية التفصيلية .
٣) أن القلب يتقلب ، وحاجة المرء إلى سؤال الله تعالى التثبيت والهداية دائمة متجددة .
٤) أن الفتن كثيرة متنوعة ، ومن لم يهد الله ضل بها .

س٢: ماهي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم ؟ وماالموقف منها ؟
١) أنه دين الإسلام، وهو قول جمهور المفسّرين ، وذكره جابر بن عبدالله رضي الله عنه.
٢) هو كتاب الله تعالى ، وذكر هذا في رواية عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .
٣) هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وهذا قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .
٤) هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر وهو قول عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وأبو العالية الرياحي .
٥) هو الحقّ ، وهو وصف للصراط المستقيم .
وهذه الأقوال الخمسة المأثورة عن الصحابة والتابعين كلها صحيحة متلازمة كما قاله ابن كثير .

س٣: بين معاني الإنعام في القرآن الكريم .
المعنى الأوَّل: إنعام عامّ للمؤمنين والكافرين، وهو إنعام فتنة وابتلاء .
قال الله تعالى: (فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ...) .
النوع الثاني: الإنعام الخاص بالإجتباء والتوفيق والهداية إلى ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الأقوال والأعمال، وما يمنُّ به على بعض عباده من أسباب فضله ورحمته وبركاته.
قال تعالى : (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) .

س٤: ماالحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى (أنعمت عليهم) إلى الله تعالى ، وعدم إسناد الغضب إليه جل وعلا في قوله تعالى : (المغضوب عليهم) ؟
تأدبا مع الله تعالى بعدم ذكر الفاعل في الأفعال التي فيها العدل والجزاء والعقوبة .

س٥: ماالمراد بالمغضوب عليهم وبالضالين ؟
- المغضوب عليهم : اليهود الذين علموا العلم ولم يعملوا به ، وعادوا أولياء الله عنادا وكبرا وحسدا .
- الضالين : النصارى الذين عملوا بلا علم ، وإتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله .
ويدخل معهم كل من فعل فعلهم .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 ذو القعدة 1437هـ/27-08-2016م, 08:50 AM
مولاي رشيد ياسمين مولاي رشيد ياسمين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 106
افتراضي

اجوبة المجموعة الاولى


ج1:ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}
تشتمل هذه الاية الكريمة على دعاء ومسألة لله تعالى, فبعدما قدم العبد بين يدي ربه حمدا وثناء لله تعالى و توسل اليه باخلاص العبادة له و الاستعانة به وحده كان بعد هذا كله للعبد ان يطلب مسألته وهذا من الادب مع الله عز وجل وكما في الحديث فاذا قال العبد (اهدنا الصراط المستقيم ...) قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أنفع الدعاء، وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}؛ فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته، فلم يصبه شر، لا في الدنيا ولا في الآخرة، لكن الذنوب هي من لوازم نفس الإنسان، وهو محتاج إلى الهدى في كل لحظة، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب)ا.هـ

ج2: معنى الصراط لغة:.
الصراط في لغة العرب: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
قال ابن جرير: ( أجمعت الحجة من أهل التّأويل جميعًا على أنّ الصّراط المستقيم هو الطّريق الواضح الّذي لا اعوجاج فيه. وكذلك ذلك في لغة جميع العرب؛ فمن ذلك قول جرير بن عطيّة بن الخطفى: أمير المؤمنين على صراطٍ.......إذا اعوجّ الموارد مستقيم)ا.ه
والصاد هنا منقلبة عن السين فابن كثير قرأها بالسين وهناك من قرأها بالزاي زهناك من اشم الصاد زايا وهو من رواة حمزة

ج3 : ـالحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}
الذي بتبين هو ان أنَّ الحذف للدلالة على العموم في كلّ ما من شأنه حصول تمام الهداية
وهذا نظير حذف متعلّق أفعل التفضيل في قول الله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ وذلك لإرادة العموم؛ أي أقوم في كل شيء يُحتاج إليه من أبواب الدين في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق والسلوك والدعوة والسياسة وغيرها مما تتعلق به حاجة الفرد والأمة في الهداية إلى ما ينفع ويقرب إلى الله عز وجل، وتتحقق به النجاة والسلامة مما يخشى ضرره

ج4 : الحكمة من تكرار ذكر الصراط
يمكن القول ان هناك حكمة خاصة في كل موضع .
في الموضع الأول كان الأهمّ للسائل أن يُهدى إلى الصراط المستقيم، وهو الطريق الصحيح السهل المفضي إلى العاقبة الحسنة، وأنه طريق واحد كما دلّ عليه معنى التعريف والعهد الذهني.
وفي الموضع الثاني: أتى ذكر الصراط معرّفاً بالإضافة إلى الذين يستأنس باتّباعهم واقتفاء آثارهم وليفيد بأنَّه صراط آمن مسلوك قد سلكه الذين أنعم الله عليهم ففازوا بفضل الله ورحمته وحسن ثوابه

ج5 : سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين
لانه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم احاديث صحيحة وصفت اليهود بالمغضوب عليهم والنصارى يالضالين ومن هذه الاحاديث نذكر حديث عديّ بن حاتم الطائي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال)).

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24 ذو القعدة 1437هـ/27-08-2016م, 09:37 AM
عبدالعزيز المطيري عبدالعزيز المطيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 139
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثالثة

س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟

من الحكمة -والله أعلم- أن المسلم يحتاج إلى تثبيت الله له على الهداية ، قال تعالى ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) فالمسلم يحتاج إلى تثبيت الله له إلى أن يلقاه ، وقوله ( ربنا لا تزغ قوبنا بعد إذ هديتنا ) ، وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول:( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) فقلت يارسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا ، قال ( نعم إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء ) رواه الترمذي وغيره .

قال الزجاج ( ومعنى (اهدنا) وهم مهتدون: ثبتنا على الهدى، كما تقول للرجل القائم : قم لي حتى أعود إليك. تعني اثبت لي على ما انت عليه ) ا.ه.

ومنها أيضاً دعاء العبد ربه بأن يزيده هدى و إرشادا وعلما ، كذلك يهديه إلى العمل بهذا العلم ، قال الله تعالى ( والذين اهتدوا زادهم هدى ) قال ابن كثير في تفسيره ( أي والذين قصدوا الهداية وفقهم الله تعالى لها، فهداهم إليها، وثبتهم عليها، وزادهم منها ( وءاتاهم تقواهم ) أي ألهمم رشدهم )

فالمسلم يحتاج في ليله ونهاره إلى هداية الله عز وجل، في أمور دينه ودنياه، يحتاج المسلم إلى بصيرة يعرف بها الطريق المستقيم ، والفتن التي تحيطه، فيثبت ويستمر على ما من الله عليه من الهدايه ولا ينغوي بتلك الفتن،

وبالهداية يوفق الله عبده في أمور دنياه ، مثل كمن يُهدى لزوجة صالحة أو كسبا حلال.

والله أعلم



س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟

حُفظ عن الصحابة والتابعن خمسة أقول، لا اختلاف في مدلولها وإن اختلفت مسالكهم في الدلالة:
أحدها: المراد بالصراط المستقيم " دين الإسلام " وهو قول جابر بن عبدالله ، ورواية الضحاك عن ابن عباس ، ومحمد ابن الخنفية وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم ، ورواية عن أبي العالية الرياحي، وهو قول جمهور المفسرين.
ودين الإسلام يشمل مراتبه الثلاثة ،وكذلك كل أمر ونهي يدخل فيه، وكل مايفعله المسلم من طاعة فهو داخل في دين الإسلام ، فهو أعم وأشهر وأصل ما قيل عن الصراط المستقيم.
واستُدِلَ على هذا القول بحديث رواه أحمد وغيره ، عن النواس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - الشاهد من الحديث - ( والصراط الإسلام ) وعن جابر رضي الله عنهما قال: ( الصراط المستقيم هو الإسلام ، وهو أوسع ما بين السماء والأرض ) رواه الحاكم وصححه.
وقول لأبي العالية رحمه الله في معناه الإسلام هو الصراط المستقيم، رواه عبدالرزاق في مصنفه وغيره .

القول الثاني: هو كتاب الله تعالى ، وهو رواية صحيحة عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال:( إن هذا الصراط محتضر تحضره الشياطبن يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإن الصراط المستقيم كتاب الله ) رواه الطبراني في الكبير وغيره، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسُتدل لهذا القول بما رواه الحارث الأعور عن علي بن أبي طالب رضي الله عنها في حديث وصف القران المشهور وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( كتاب الله ... وهو الصراط المستقيم ) رواه ابن ابي شيبه والدارمي والترمذي، ورواه الدارمي أيضا من طريق آخر، والحارث هو الأعور الهمداني كان من كبار أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه فتغير بعده فتُرك حديثه، وخلاصة القول أن الحديث صحيح في معناه ، فلا ريب أن من التبع كتاب الله هُدي إلى صراط مستقيم.

القول الثالث: ماكان عله النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وهذا القول رواية عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ( الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه الطبراني في الكبير وراه البيهقي في شعب الإيمان بمعنى ماتقدم.
وروى ابن وهب في جامعه من طري ابان بمعنى ما سبق، وابان ضعيف الحديث ولكن يشهد له ما تقدم.

القول الرابع:هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما، ورواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري
وهذا القول بعد مقتل عثمان رضي الله عنه وتفرق الأمة وظهور الفتن والفرق ، فقولهما يعني أن ماكان عليه الشيخان من قيام بدين الإسلام واجتماع الأمة عليهما هو الصراط المستقيم.

القول الخامس:الحق وهو قول مجاهد بن جبر رواه ابن أبي حاتم .
ومعلوم أن الصراط المستقيم حق وما سواه باطل.

والموقف منها ما قاله ابن كثير ( وكل هذه الأقول صحيحة، وهي متلازمة ، فإن من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم، واقتدى باللذين من بعده أبي بكر وعمر ، فقد اتبع الحق ، ومن اتبع الحق اتبع دين الإسلام ، ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن ، وهو كتاب الله وحبله المتين ، وصراطه المستقيم ، فكلها صحيحة يصدق بعضها بعضا، ولله الحمد ) ا.ه.

وقد يكون اختلاف الأقوال بختلاف حال السائل وما آراده المسؤال من ايضاح الجواب له وتبسيطه ، وهناك أقوال نقلت بالمعنى واختصرت اختصار مخلا كمن قال حب الشيخين هو الصراط المستقيم ، ولا شك أن حبهما من الدين، وهذا نقل مخل ، والله تعالى أعلم.

س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.
ينقسم الإنعام في القران إلى نوعين:
أما أحدهما فهو عام للمسلم والكافر ( كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ) ، وفتنة وبلاء ( فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16))
يذكرهم الله بنعمته ليعبدوه ويخلصو العبادة له ويشكروه على ما أنعم عليهم ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ) وغير ذلك من الآيات التي تدل على المنعم سبحانه وتعالى، قال تعالى :( وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ).

وأما الآخر فهو انعام خاص لعباده المؤمنين، فهو سبحانه ينعم عليهم بفضله ورحمته، ويهديهم ويجتبهم وغير ذلك من أنواع النعم، قال تعال:( وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (69) ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ عَلِيمًا (70))وقوله ( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا )


س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟

أن يُعلم أن المنعم هو الله عز وجل، وأنه هو الله سبحانه لا غيره ينعم بالتوفيق والإلهام، فيلتجأ العبد إلى ربه طالبا الهداية منه ، وأن يجعله مع الذين أنعم االله عليهم، ويوفقه إلى السبيل الذي سلكوه حتى نالو ما أنعم الله عليهم به، وكذلك ذكر المنعم ليشكرَ على ما أسدى به من النعمة.
وفي قوله تعالى ( المغضوب عليهم ) لعظم غضب الله وعظم شأنه ، وببغضبه يغضب جنود الله في السموات و الأرض ، فيجد أثره كما في مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء أن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء قال: ثم يوضع له القبول في الأرض ، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول إني أبغض فلانا فأبغضه قال فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء أن الله يبغض فلانا فأبغضوه قال:فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض ) لعموم المعضوب عليهم ، والتعبير بالأسم يدل على تمكن الوصف منهم وملازمته لهم ولو قيل غضبت عليهم فهو فعل وقع في ما مضى وقد يكون مرة واحدا.
وأن من التأدب مع الله عدم ذكر الشر إلى الله ، كما قال تعالى ( وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ) وأن أفعال الرحمة والجود والإحسان تضاف إلى الله تعالى ، وأفعال العدل والجزاء والعقوبة يحذف ذكر الفعل أو يسند إلى من كان له سبب فيه، حتى لا يقع في النفوس مما ليصح من المعاني ، وذلك أبلغ في عدم ذكرهم وعدم الإلتفات إليهم ، والله تعالى أعلم.

س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟

رُويت أحاديث في معناهما ، منه ماهو صحيح ، ومنه ماضعفه أهل العم ، ونكتفي بم صح عنه صلى الله عليه وسلم:
وهو حديث عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضلال ) رواه أحمد وغيره ، واستدل ابن تيمية - رحمه الله - بقول الله تعالى ( قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ) فقال: الضمير عائد إلى اليهود ، والخطاب معهم كما دل عليه سياق الكلام ) وبقوله تعالى :( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ) إلى قوله ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ) فقال: وهذا خطاب للنصارى كما دل عليه السياق، ولهذا نهاهم عن الغلو، وهو مجاوزة الحد) ذكرت قول ابن تيمية مختصرا.

وللسلف أقوال في بيان معناهما ، نذكر منها ما رواه جرير وابن حاتم مفرقا ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله (غير المغضوب عليهم) قال: يعني اليهود الذي غضب الله عليهم، (ولا الضالين ) قال: وغير طريق النصارى الذين أضلهم الله بفريتهم عليه ... )

فـــ (المغضوب عليهم ) هم اليهود ، فهم أمة شقاق وعناد، متعنتون لا يعملون بما يعلمون، يقتلون الأنبياء والذين يأمرون بالقسط.
وأما ( الضالين ) هم النصارى الذين ضلو بجهلم ، وعبدوا الله على جهل ، ابتدعوا بما لم يأذن به الله تعالى ، واتبعوا أهوائهم ، فضلوا وأضلوا.

والله أعلم

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 ذو القعدة 1437هـ/27-08-2016م, 02:03 PM
هيثم محمد هيثم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 482
افتراضي

المجموعة الخامسة
إجابة السؤال الأول:
ليشمل جميع المعاني من تعدي الفعل (اهدنا) بنفسه وجميع الحروف مثل: اللام و إلى، فالتعدية باللام مثل قوله تعالى: {الحمدلله الذي هدانا لهذا} تفيد تحقيق ثمرة الهداية وبيان اختصاصها بالمهتدي، وأما التعدية ب(إلى) مثل قوله تعالى: {وهديناهم إلى صراط مستقيم} لإفادة هداية البيان والدلالة.
كما قال ابن القيم: (فالقائل إذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم} هو طالب من الله أن يعرفه إياه ويبينه له ويلهمه إياه ويقدره عليه، فيجعل في قلبه علمه وإرادته والقدرة عليه؛ فجرد الفعل من الحرف، وأتى به مجردا معدى بنفسه ليتضمن هذه المراتب كلها، ولو عدي بحرف تعين معناه وتخصص بحسب معنى الحرف؛ فتأمله فإنه من دقائق اللغة وأسرارها).

اجابة السؤال الثاني:
معنى وصف الصراط بأنه مستقيم من جهة التخريج البياني: لتأكيد استقامته ونفي العوج عنه،
ومن جهة أخرى: لإفادة أن هذا الصراط صواب كله لاخطأ فيه ولا ضلال.

إجابة السؤال الثالث:
الإنعام الخاص وهو إنعام المنة والتوفيق والإجتباء والهداية وأسبابها وثمراتها وأحوالها، فهو يشمل كل ما يحتاجه العبد للهداية للصراط المستقيم من تثبيت وتأييد وإعانة على الصراط وصرف عن المعوقات عنه والوقاية من الفتن وكيد الشيطان وشر النفس، وهو الإنعام المذكور في قوله تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا}

إجابة السؤال الرابع:
لا يقتضي ذلك لأنه وصف مسبب، ولذلك من فعل مثلهم لقي جزائهم. كما قال سفيان بن عيينة: (كانوا يقولون من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى).
ومما ذكره السلف الصالح عن سبب هذا الوصف:
- أن اليهود عرفوا الحق وكتموه وحرفوه ولم يعملوا به، فكانوا أهل كبر وعناد ومجادلة، فغضب الله عليهم.
- أما النصارى فغلوا وابتدعوا في دينهم وعبدوا الله على جهل بأهوائهم فضلوا بتضييع ما أنزل الله عليهم من العلم.

إجابة السؤال الخامس:
ذكر أهل اللغة فيها أقوال كما يلي:
الأول: أنها زائدة، وهو قول معمر بن المثنى.
الثاني: بمعنى (غير)، وهو معنى قول الفراء.
الثالث: لضمان عدم فهم أن الضالين معطوفة على الذين أنعمت عليهم، وهو قول الواحدي ومكي بن أبي طالب.
الرابع: تأكيد للنفي الذي يتضمن معنى غير، وهو قول ابن القيم ومكي بن أبي طالب.
الخامس: لإفادة المغايرة الواقعة بين النوعين وبين كل نوع بمفرده، فتؤكد أن المراد بالضالين طائفة غير طائفة المغضوب عليهم وأن الصراط المراد غير هؤلاء وهؤلاء، وهو أحد الوجه التي ذكرها بن القيم وهو من أحسن ما ذكر في هذه المسألة.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 24 ذو القعدة 1437هـ/27-08-2016م, 04:57 PM
طلال الزهراني طلال الزهراني غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 80
افتراضي

[color=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]المجموعة الاولى[/color]
[color=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]س / بين ما يشمله الدعاء ( اهدنا الصراط المستقيم ) [/color]
[color=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]يشمل على طلب الهداية فإذا هداه الله لهذا الصراط أعانه الله على طاعته وترك معصيته فلم يصبه شر لا في الدنيا ولا في الآخرة وهو محتاج الى الهدى في كل حياته .[/color]
[color=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]فإذا حصلت له الهدايه حصل له ما يترتب عليها من النصر والرزق والتوفيق والسعادة في الدنيا والاخرة .[/color]
[color=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]وهى على مرتبتين :[/color]
[color=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]الاولى هداية الدلالة والإرشاد فبها يبصر المرء الحق ويتبين له حقيقته وعلاماته .[/color]
[color=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]الثانية هداية التوفيق والإلهام وبها يوفق لاتباع هدى الله وأمتثال أمره واجتناب نهيه .[/color]
[color=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]
[/color]
[color=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]س / بين معنى الصراط لغة [/color]
[color=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]الصراط في اللغة هو الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب .[/color]
[color=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]
[/color]
[color=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]
[/color]
[color=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]س / ما الحكمة من حذف متعلق الانعام في قوله تعالى ( أنعمت عليهم )[/color]
[color=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]ليكون عاما في كل ما من شانه حصول تمام الهداية ولما يحتاجه العبد من الهدايات الكثيرة في كل شأن من شؤونه .[/color]
[color=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]
[/color]
[color=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]
[/color]
[color=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]س / ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط [/color]
[color=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]ان ذكر الصراط في كل موضع له حكمة ومناسبة وفائدة لا تتحقق في غيره [/color]
[color=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]الموضع الاول كان الاهم للسائل ان يهدى الى الصراط المستقيم المفضي الى العاقبة الحسنة وانه طريق واحد .[/color]
[color=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]والموضع الثاني أتى ذكر الصراط معرفا بالاضافة الى الذين يستأنس باتباعهم واقتفاء آثارهم وليفيد بانه صراط أمن السلوك قد سلكه الذين انعم الله عليهم ففازوا بفضل الله ورحمته [/color]
[color=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]
[/color]
[color=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]س/ ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين [/color]
[color=rgba(0, 0, 0, 0.701961)] ان سبب الغضب على اليهود انهم لم يعملوا بما علموا فهم يعرفون الحق لكن من حنادهم والكبر الذي فيهم والحسد وقسوة القلوب يكتمون الحق ويحرفون الكلم عن مواضعه فاستحقوا الغضب [/color]
[color=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]والنصارى ضلوا لأنهم يعبدون الله بجهل متبعين اهوائهم ومبتدعين في دينهم فكانوا ضلالا لأنهم ضيعوا ما انزل الله إليهم من العلم فضلوا بذلك ضلال بعيدا [/color]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 24 ذو القعدة 1437هـ/27-08-2016م, 08:08 PM
مصطفى محمد مصطفى سليمان مصطفى محمد مصطفى سليمان غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 25
افتراضي

بسم الله الرحمان الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير الفاتحة
إجابة أسئلة المجموعة الأولى :
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
هذه الاية من اعظم الأدعية التى يدعو بها المسلم ويناجى بها الله عز وجل ، والهداية إلى طريق الحق هى من أسمى الغايات التى يريدها كل مسلم ؛ فإذا وجد المسلم طريق الهداية كأن من أسعد الناس فى الدنيا والأخرة كما قال الله تعالى فى كتابة (( والذين اهتدو ذادهم هدى وأتاهم تقواهم )) وقوله تعالى (( ذلك هدى الله يهدى به من يشاء )) فالهداية من أسمى الغايات وأجلها ، فمن رزق الهداية فقد أوتى خيرا كثيرا .
وهذا الدعاء أيضا اصطفاه الله تعالى لهذه الأمة ورضيه لها ، وفرضه عليها ، فكان من أعظم الدعاء وأنفعه ، وأحبه إلى الله عز وجل ، وقد وعدها الله الإجابة عليه ؛ فمن أحسن الإتيان بما دل عليه اول السورة كان أسعد بإعطاء مسئلته ، وإجابة دعوته فى آخرها .
وإذا حصلت الهداية حصل مايترتب عليه من النصر والرزق والتوفيق وأنواع الفضائل والبركات ، وماتطلبه النفس من أحوال السعادة ، ومن حسن العاقبة فى الدنيا والأخرة .

س2: بيّن معنى الصراط لغة.
الصراط فى اللغة : الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب .
قال ابن جرير ( الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذى لا إعوجاج فيه )
وقال ابن القيم ( الصراط ماجمع خمسة أوصاف : أن يكون طريقا مستقيما سهلا مسلوكا واسعا موصلا إلى المقصود ؛ فلا تسمى العرب الطريق المعوج صراطا ولا الصعب المشق ولا المسدود غير الموصول ) .

س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
الحكمة من حذف متعلق الإنعام فى قوله ( أنعمت عليهم ) ؛ أن كل حذف فى القرآن له حكمة ومن ذلك حذف متعلق الإنعام فى هذه الأية ؛ والأظهر أن الحذف للدلالة على العموم فى كل ما من شأنه حصول تمام الهداية ؛ وقد تقدم بيان مايحتاجة العبد من النعم العظيمة لتتم له نعمة الهداية ؛ ومما يحتاجة العبد من الهدايات الكثيرة فى كل شان من شؤنه .

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
الحكمة من تكرار ذكر الصراط فى السورة فجاء ذكره معرفا باللام وتارة معرفا بالإضافة ، وذكره فى كل موضع له حكمة ومناسبة وفائدة لا تتحقق فى غيره .
وعندما جاء معرفا باللام ( الصراط ) كان الأهم للسائل أن يهدى إلى الصراط المستقيم ، وهو الطريق الصحيح السهل المفضى إلى العاقبة الحسنة ، وأنه طريق واحد كما دل عليه معنى التعريف والعهد الذهنى .
وجاء معرفا بالإضافة فى الموضع الثانى ( صراط الذين انعمت ) إلى الذين يستأنس باتباعهم واقتفائهم أثارهم وليفيد بأنه صراط آمن مسلوك قد سلكه الذين انعم الله عليهم ففازو بفضل الله ورحمته وحسن ثوابه .

س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
سبب توافق السلف فى تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين فيما صح عن النبى صل الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بأنهم مغضوب عليهم ، ووصف النصارى بأنهم ضالون ؛ وذلك من حديث عدى بن حاتم الطائى رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ( اليهود مغضوب عليهم ، والنصارى ضلال ) .
وقد دل كتاب الله على معنى هذا الحديث ، قال الله عز وجل فى اليهود {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ}، والضمير عائد إلى اليهود، والخطاب معهم كما دل عليه سياق الكلام.
وقال في النصارى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} إلى قوله: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ}.
وهذا خطاب للنصارى كما دل عليه السياق، ولهذا نهاهم عن الغلو، وهو مجاوزة الحد، كما نهاهم عنه في قوله: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} {وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ} .
- ولذلك توافقت أقوال السلف على تفسير المغضوب عليهم باليهود ، وتفسير الضالين بالنصارى.
و سبب الغضب على اليهود أنَّهم لم يعملوا بما علموا؛ فهم يعرفون الحقّ كما يعرفون أبناءهم، لكنَّهم أهل عناد وشقاق وكِبْرٍ وحَسَد؛ وقسوة قلب، يكتمون الحقَّ، ويحرفون الكلم عن مواضعه، ويعادون أولياء الله؛ فاستحقّوا غضب الله.
وأنَّ النصارى ضلوا لأنّهم عبدوا الله على جهل، متبّعين في عباداتهم أهواءهم، مبتدعين في دينهم ما لم يأذن الله به، قائلين على ربّهم ما ليس لهم به علم؛ فكانوا ضُلّالاً لأنَّهم ضيّعوا ما أنزل الله إليهم من العلم، ولم يسترشدوا به، وعبدوا الله بأهوائهم، وغلوا في دينهم، واتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله؛ بطاعتهم فيما يشرّعون لهم من العبادات، وفي تحريم ما أحلّ الله، وتحليل ما حرّم الله؛ فضلّوا بذلك ضلالاً بعيداً.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 24 ذو القعدة 1437هـ/27-08-2016م, 10:18 PM
علي حربي المغربي علي حربي المغربي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 23
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المجموعة الرابعة:


س1: ما معنى ضمير الجمع في قوله: {اهدنا}

اختلف العلماء على ثلاثة أقوال:
القول الأول أن لكل عضو حواسه المستقلة وأن كل عضو بحاجة الى هداية خاصة فيقول الداعي أهدنا مستشعرا حاجة كل عضو للهداية, وفد عرض ابن القيم هذا التفسير على شيخه ابن تيمية فاستضعفه جدا, إذ أن للإنسان أسم للجملة يشمله بالكلية فإن سأل الله الهداية فذلك حاصل له كله بجميع أعضائه فلا حاجة لأستشعر حاجة كل عضو للهداية.

القول الثاني وهو أن يدعو الداع لنفسه ولأخوانه المسلمين بالهداية فيحظى بدعوة الملك بقوله (ولك بالمثل), وأرى هنا أيضا أن المسلم يحمل هم الأمة, فلا يدعو لنفسه فقط بل للأمة جمعاء, وذلك كدعائه : اللهم اهد شباب وبنات الأمة,ودعائه: اللهم هيئ لهذه الأمة أمرا رشدا يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك الى اخر الدعاء.
وهذا القول برغم كونه صحيحا إلا أنه لا يستقل بالإجابة.

القول الثالث هو استخدام صيغة الجمع موافقا لما جاء في قوله (إياك نعبد وإياك نستعين) فذلك موقف افتقار وذل وطلب فيتوجب معه تعظيم المدعو باستخدام صيغة الجمع, وكأن الداع يقول: اللهم نحن جميعا عبيدك, نواصينا جميعا بيدك, كلنا مفتقرون لهدايتك, فيكون الجمع هنا أبلغ في تعظيم الله عز وجل الذي يذل له من في السماوات الأرض, أما إن استخدم الداعي صيغة الإفراد فتدل على تعظيم الداعي لنفسه وإستقلاله بذاته وذلك يوجب المقت وعدم الأجابة.

س2: بيّن معنى التعريف في "الصراط".
التعريف هما يفيد الحصر, أي انه صراط واحد لا غير, كما أنه يفيد التشريف والتفضيل, فلو أنه قال عز وجل (اهدنا صراطا مستقيما) فبالإضافة لعدم الحصر, فإن ذلك يدل على منزلة أدنى في التشريف مما لو قال (اهدنا الصراط المستقيم) أي هو بعينه مع تعظيمه وتشريفه.

س3: ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم.

تنوعت أقوال السلف في المراد بالذين أتعم عليهم

فروي عن ابن عباس قوله : (طريق من أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك من الملائكة والنّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين، الّذين أطاعوك وعبدوك)
وقال الربيع بن أنس البكري: النبيون
وقال مجاهد : المؤمنون
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (النبي عليه الصلاة والسلام ومن معه)
وقال وكيع (المسلمبن) ولا تعارض بين هذه الأقوال فكلها صحيحة , وعلى المفسر أن يذكر القول المناسب بحسب سياق السؤال أو حال السائل.

س4: بيّن مراتب الهداية ودرجات المهتدين، وبيّن أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية.

الهداية على مرتبتين:
هداية الدلالة ولاإرشاد: وهي أن يري الله عبده طريق الهداية ويبين له الحق من الباطل
هداية التوفيق والإلهام: وهي أن يوفق الله عبده لإتباع الهدى وسلوك طريقه.

ولا تحقق الهداية إلا بالجمع بين المرتبتين
فمن علم طريق الهدى ولم يعمل به فقد ضل
ومن لم يعلم طريق الحق فلم يهتد ولو عمل لعمل بغير علم فحبط عمله.
ودرجات المهتدين على ثلاث درجات
الدرجة الأولى : الذين تحقق لهم أصل الأسلام, وهدوا له قولا وعملا واعتقادا, إلا أنهم ارتكبوا بعض الكبائر غير المخرجة من الملة, وهؤلاء لهم نصيب من الهداية بقدر ما معهم من الأيمان قولا وعملا.

الدرجة الثانية: وهم المتقون وهم من هداهم الله لفعل الواجبات وترك المحرمات, فقاموا بتقوى الله باجتناب معصيته والتزام اوامره, وهم المذكورون في قوله عز وجل (واجعلنا للمتقين اماما) ويتميز أصحاب هذه الدرجة عن التي قبلها بتقوى الله إلا أنهم لم يصلوا الى مرتبة الأحسان.

الدرجة الثالثة: المحسنون, وهم من يعبدون الله كأنهم يرونه, فأن لم يكونوا يرونه فهو يراهم, فتميزوا عن المتقين بإحسان اداء الواجبات ومن ثم التقرب لله بالنوافل كما قال الله عز وجل في الحديث القدسي (ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى أحبه) الحديث.
ويتفاضل أصحاب كل درجة فبما بينهم تفاضللا عظيما بحسب أعمالهم

وقد جمع الله هذه الأصناف الثلاثة في قوله تعالى: ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ , جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ).

فالظالمين لأنفسهم هم أصحاب الكبائر, والمقتصدين هم المتقون, والسابقون بالخيرات هم المحسنون إذ لم يقتصروا على الواجبات وحسن أدائهم بل تعدوها الى فعل الخيرات من النوافل.
س5: إذا كان كل من اليهود والنصاري مغضوب عليهم وضالّون فما الحكمة من تخصيص كلّ طائفة بوصف؟

الحكمة هي اظهار الجاتب الطاغي على كل منهم, فاليهود الصفة الطاغية عليهم هي أنهم مغضوب عليهم, لإنهم عرفوا الحق ولم يعملوا به بل عملوا بحسب أهوائهم, وهذا أدى بهم الى الضلالة.فهم أخص بالغضب لأنهم امة عناد, كما أن كفر اليهود نشأ عن أنهم لم يريدوا اتباع الحق برغم معرفة طريقه, فلم تكن ضلالتهم ضلالة كاملة

أما النصارى فصفتهم الطاغية هي الجهل, فعبدوا الله بغير علم ثم استحقوا بذلك غضب الله, فهم أخص بالضلالة لأنهم أمة جهل.إذ انهم اعرضوا عن العلم الذي جاءهم فضلوا وابتدعوا, فسبب كفرهم بالأساس هو عدم العلم فضلوا.
كما أن اصل الكفر هو الكبر لكن اليهود والنصارى اختلفوا في أصل الكفر, فاليهود علموا الحق وتكبروا عليه فلم يعملوا به, أما النصارى فقد جاءهم العلم والحق فأعرضوا عنه استكبارا فأدى ذلك بهم الى الضلالة.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 24 ذو القعدة 1437هـ/27-08-2016م, 11:22 PM
محمد عبد الرحمن فرمان محمد عبد الرحمن فرمان غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 75
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى ضمير الجمع في قوله: {اهدنا}
من المعلوم أن آيات القرآن لا يجوز لأحد أن يزيد فيها و لا ينقص منها شيئا البتة ، فإذا ثبت هذا المعتقد ، علم أنه لو صلى الإنسان منفردا لوحده فإنه لا يسعه أن يغير من القرآن بصيغة المفرد ، كما في هذه الآية ، بل يأت بها كما أنزلت ، بضمير الجمع ( اهدنا ) ، ولكن أهل العلم التمسوا لهذا الضمير معان و حكما ، وهي مستخلصة في هذه الأقوال الثلاث :
القول الأول : أن الإنسان لو كان منفردا ، فإن له أعضاء ، وكل عضو من أعضائه يحتاج لنوع من أنواع الهداية ، فهداية العين مثلا : ألا ينظر إلى الحرام ، وهداية اليد أن يعمل بيده فيما يرضي ربه ، وهداية اللسان اللسان بأن يقول الحق لا يخشى في الله لومة لائم . فناسب ان يأتي بضمير الجمع لأن كل عضو يحتاج إلى نوع من الهداية .
وقد حكى هذا القول ابن القيم ، ثم استشار شيخه ابن تيمية في المسألة ، فوهنها وضعفها جدا .
لأن الإنسان إنما هو اسم للجملة ، لا لكل جزء من أجزائه .

القول الثاني : أنه ولو صلى المنفرد منفردا ، فإنه يكون له أجر بتضمينه الدعاء لغيره من المسلمين ، وقد ذكر هذا المعنى ابن كثير رحمه الله فقال فيما معناه : ثم يسأل حاجته وحاجة المسلمين بقوله ( اهدنا ) فهو أقرب للهداية .

القول الثالث : أن هذه الآية ناسبت قول الله تعالى ( إياك نعبد وإياك نستعين ) ، وهذه الآية فيها غاية الذل والخضوع لله تعالى ، فول كان الرجل بين يدي ملك ، فقال : نحن عبيدك .
والله عز وجل له الخضوع والخشوع سبحانه ، فكأن العبد يقول : نحن عبيدك وتحت قهرك وتحت طاعتك وتصرفك .
وهذا القول نص عليه ابن القيم رحمه الله ، في مدارج السالكين فقال ما نصه : الصواب أن يقال هذا مطابق لقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} والإتيان بضمير الجمع في الموضعين أحسن وأفخم فإن المقام مقام عبودية وافتقار إلى الرب تعالى وإقرار بالفاقة إلى عبوديته واستعانته وهدايته؛ فأتى به بصيغة ضمير الجمع أي نحن معاشر عبيدك مقرون لك بالعبودية، وهذا كما يقول العبد للملك المعظم شأنه: نحن عبيدك ومماليكك وتحت طاعتك ولا نخالف أمرك فيكون هذا أحسن وأعظم موقعاً عند الملك من أن يقول أنا عبدك ومملوكك، ولهذا لو قال: أنا وحدي مملوكك استدعى مقته؛ فإذا قال: أنا وكل من في البلد مماليكك وعبيدك وجند لك كان أعظم وأفخم؛ لأن ذلك يتضمن أن عبيدك كثيرٌ جداً، وأنا واحدٌ منهم وكلنا مشتركون في عبوديتك . انتهى .
س2: بيّن معنى التعريف في "الصراط".
ليعلم أن ال التعريف له في علم البيان ثلاث معان :
أولا : العهد الذهني ، ما يتبادر في ذهن الإنسان مباشرة ، كقولك ( جاء الطالب ) ، وقد كنت حينها تتكلم عن طالب ما ، فهو ما يتبادر إليه الذهن ، وكقول الله ( وأنزلنا إليك الكتاب ) فالكتاب هنا هو القرآن .
ثانيا : العهد الذكري كما قال الله تعالى ( كما أرسلنا إلى فرعون رسولا ، فعصى فرعون الرسول ) فالرسول في الآية الأخرى هو نفس الرسول في الآية الأولى
ثالثا : العهد الحضوري ، فهو ما كان حاضرا في نفس الوقت ، كأن تقول ( جئنا اليوم ) فهي لمعنى الوقت هذا الذي نحن فيه .

ولفظ ( الصراط ) هنا هو للعهد الذهني : الذي يفيد الحصر فهو صراط وطريق واحد لا غيره ، كما قال الله تعالى ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) ، وكذلك يفيد التعظيم والشرف لهذا الصراط .

س3: ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم.
أنواع اختلاف عبارات السلف في التفسير : اختلاف تضاد ، واختلاف تنوع .
واختلاف التنوع ، هو الاختلاف الذي يقع دون أن يكون بين العبارات المذكورة اختلاف بينا ، بل يصلح أن تكون العبارات مضمونة لبعضها ، أو أن تكون العبارات مجرد أمثلة لتقريب المعنى للفظ القرآني .
فمن ذلك : ( الذين انعمت عليهم ) فقد اختلفت عبارات المفسرين في المراد ، وليس هو باختلاف ، بل ( تنوعت ) عباراتهم ، وكل عباراتهم ترجع حين التأمل لمعنى واحد يشمل ما ذكروه أجمعون .
ولذلك : لا يرد على أحد عبارته ، بل كل عباراتهم صحيحة داخلة في المعنى .
وهذا الاختلاف بينهم في العبارات إما هو لتقريب أفهام من هم أمامه ليفهموا المعنى ، أو بحسب حاجة السائل وما يراه المسؤول من المصلحة حين ذكر العبارة المقربة لمعنى الآية ، كأن يذكره بعبادة أو نحو ذلك .
و لكن المعنى الجامع للمراد ، هو ماذكره الله في سورة النساء ( فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ) .

س4: بيّن مراتب الهداية ودرجات المهتدين، وبيّن أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية.
مراتب الهداية على مرتبتين :
أولاهما : هداية الدلالة والإرشاد ، وهي هداية علم وبصيرة في الدين .
ثانيهما : هداية التوفيق والإلهام ، وهي هداية عمل .
و لا غنى للمسلم عن كلا المرتبتين ، فكل مسلم يحتاج من دينه ما يتعرف به على ربه ، ويتعلمه من شرعه ودينه ، ومن ثم من خلال هذا التعلم ، يحتاج لهداية أخرى ، وهو ما يترتب على القلب من الخضوع لله ، والإذعان له والانقياد لأوامره ، ومن معرفة أحكام الله من عبادته بالطريقة الشرعية المرضية لله تعالى الخالصة من الشرك والبدعة .
فالمرتبة الأولى : وهي هداية العلم ، تأتي في القرآن بمعنى البيان كقوله تعالى ( وأما ثمود فهديناهم ) يعني : بينا لهم .
والمرتبة الثانية : وهي هداية العمل ، تأتي في القرآن بمعنى التوفيق للخضوع لله والعبودية له كما في قوله تعالى ( إنك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ) .
وأما درجات الهداية في حق المسلمين على ثلاث مراتب ، ذكرها الله تعالى ( فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله )
فالدرجة الأولى : درجة الظالمين لأنفسهم ، وهم الذين آمنوا بالله اعتقادا ، وصدقوا رسوله ، ورضوا بالدين الحق ، ولكنهم مقصرون في تطبيقهم لما أمر الله تعالى ، فهم يضيعون بعض أوامر الله ، ويتعدون بعض ما حرم الله تعالى .

الدرجة الثانية : درجة المقتصدين وهم الذين عملوا بما أوجبه الله ، وتركوا ما حرمه الله ، ولكنهم زاهدون في فعل ما يحبه الله من السنن والمستحبات ، فاعلون للمكروهات .

الدرجة الثالثة : درجة السابقين ، وهم الذين عملوا كل ما يرضاه الله تعالى ، وأخبتوا له سبحانه ، وخضعوا له ، فهم في كل ما يحبه الله وجدتهم ، وهم يجتهدون في فعل السنن والمستحبات ، وعن كل ما حرم تاركون ، وكذلك لا يعملون المكروهات .

س5: إذا كان كل من اليهود والنصاري مغضوب عليهم وضالّون فما الحكمة من تخصيص كلّ طائفة بوصف؟
أول من تساءل هذا السؤال هو ابن جرير الطبري ، فقال فيما معناه : أن كل طائفة منهم وسمت بعلامة ، وهذه العلامة وسمت لهم بعد ما اتصفوا بها و شاعت عندهم .
ثم تتابع من بعده في إجابة تساؤل الإمام الطبري رحمه الله ،
فقال ابن عطية : لأن اليهود فيهم من التعنت ، وقتل الأنبياء ما شاع عندهم فاستحقوا غضبا خاصا بهم ، والنصارى ضلوا من أول كفرهم ولم يقعوا فيما وقع فيه اليهود .

وقال ابن القيم رحمه الله : لأن اليهود أمة عناد ، والنصارى أمة جهل . فقال رحمه الله تعالى : (الشقاء والكفر ينشأ من عدم معرفة الحق تارة، ومن عدم إرادته والعمل به أخرى..
فكفر اليهود نشأ من عدم إرادة الحق والعمل به، وإيثار غير عليه بعد معرفته؛ فلم يكن ضلالا محضاً.
وكفر النصارى نشأ من جهلهم بالحق وضلالهم فيه؛ فإذا تبين لهم وآثروا الباطل عليه أشبهوا الأمة الغضبية وبقوا مغضوباً عليهم ضالين. انتهى .

وهناك وجه آخر ذكره الشيخ : وهو أن الهداية العملية هي ثمرة الهداية العلمية ، فلما ترك اليهود العمل بالعلم ، استحقوا غضب الله تعالى

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 25 ذو القعدة 1437هـ/28-08-2016م, 02:05 AM
حذيفة بن مبارك حذيفة بن مبارك غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 93
افتراضي

سؤال 1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟
جواب: ذهب جماعة من المفسرين واللغويين الى أن معنى اهدنا الصراط المستقيم أي ثبتنا على الهدى ,والحكمة من سؤال العبد الهداية أن المسلم يحتاج الى هدايات كثيرة ومتنوعة ومتجددة وبيان ذلك من وجوه :
1.أن الهداية قائمة على العلم والعمل , فالمؤمن محتاج للبصيرة فيهما .
2.أن الهداية الإجمالية لاتغني عن الهداية التفصيلية .
3.أن القلب يتقلب والمؤمن محتاج الى التثبيت من ربه عز وجل .
4.أن الفتن والمحن التي تواجه المؤمن كثيرة ويحتاج الى الالتجاء والاعتصام بالله عز وجل للوقاية منها .
سؤال: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
جواب : للسلف عدة أقوال في معنى الصراط المستقيم وهي بإيجاز :
القول الأول : هو الإسلام وهو قول جمهور المفسرين.
القول الثاني : هو كتاب الله تعالى وهذا القول صحيح بإعتبار أن من أتبع القرآن فقد هدي الى صراط مستقيم.
القول الثالث : هو ماكان عليه النبي صل الله عليه وسلم وأصحابه وهذا القول رواية عن ابن مسعود.
القول الرابع :هو النبي صل الله عليه وسلم وصاحباه ابو بكر وعمر وهو قول ابن عباس رضي الله عنه .
القول الخامس : ان الصراط المستقيم هو الحق وهو قول مجاهد بن جبر.
وهذه الأقوال جميعها صحيحة ومتلازمة ويصدق بعضها بعضا
وموقفنا منها لا نكتفي بنقل أقوال السلف في التفاسير المتأخرة وينبغي لنا الرجوع الى مصادرها الأصلية فنأخذ عباراتهم بنصها ونميز مايصح ومالايصح لندفع بذلك إشكالات النقل المخل وحذف الأسانيد والتوسع في استخراج الروايات .

سؤال3: بيّن معاني الإنعام في القرآن
جواب : المعنى الأول : إنعام عام وهو إنعام فتنة وإبتلاء يقول الله عز وجل (فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن ).
والمعنى الثاني : إنعام خاص وهو إنعام منة واجتباء وهو المقصود في قوله تعالى ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم ..الآية).
سؤال4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
جواب: أنه يتلخص في أمور أولها توحيد الرب عز وجل والتصريح بذكر إنعامه ,والثاني أن ذلك أبلغ في التوسل , والثالث أن هذا اللفظ أنسب للمناجاة والرابع أن مقتضى شكر النعمة بذكر المنعم ونسبة نعمه اليه .
سؤال5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟
جواب: صح عن النبي صل الله عليه وسلم أن المقصود بالمغضوب عليهم هم اليهود وهم الذين علموا ولم يعملوا , وأن الضالين هم النصارى وهم الذين عملوا بغير علم
ومن علم بلا علم فقد شابه اليهود , ومن عمل بلا علم فقد شابه النصارى .

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 25 ذو القعدة 1437هـ/28-08-2016م, 03:03 AM
مشاري فيصل أحمد مشاري فيصل أحمد غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 22
افتراضي

المجموعه الثانيه
ج1 : الذين يسألون الله تعالى الهداية ليسوا سواءً في هذا السؤال العظيم، بل يتفاضلون فيه من وجوه:
أحدها: حضور القلب عند الدعاء؛ فليس دعاء الغافل اللاهي كدعاء المدرك الواعي.
والوجه الثاني: الإحسان في الدعاء؛ فليس من دعو الله تعالى بتضرّعٍ وتقرّبٍ خوفاً وطمعاً؛ ويشهد اضطراره لإجابة الله دعاءه كمن هو دون ذلك.
فمن كان من أهل الإحسان في الدعاء كان نصيبه من الإجابة أعظم وأكمل، ومن كان دونه كان نصيبه بقدره، وقد جعل الله لكلّ شيء قدراً.
والوجه الثالث: مقاصد الداعي من سؤال الهداية، فإنما الأعمال بالنيات، ولكلّ امرئ ما نوى، والله يعلم قصد كلّ سائل من سؤاله، ولذلك فإنَّ الأكمل للإنسان أن يقصد بسؤاله الهداية التامة التي يبصر بها الحقّ، ويتّبع بها الهدى، وأن يهديه بما هدى به عباده المحسنين.

ج2: هو وصف جامع مانع لما يوصل إلى رضوان الله وجنّته، وينجّي من سخط الله وعقوبته.
ولذلك سُمّي صراطاً لوضوحه واستقامته ويسره وسعته، فإنّ الله تعالى قد يسّر الدين ووسّع على عباده فلم يجعل عليهم فيه من حرج، وجعله شريعته سمحة بيّنة مستقيمة لا اعوجاج فيها، ولا تناقض ولا اختلاف؛ فمن أطاع الله ورسوله فقد اتّبع الهدى وسلك الصراط المستقيم؛ فهو صراط يُسار فيه بالإيمان والأعمال الصالحة؛ وكلما عمل العبد حسنة ازداد بها قرباً إلى الله تعالى واستقامة على صراطه.
وهذا الصراط له (سَواءٌ) وهو أوسطه وأعدله، وله مراتب، وله حدود من خرج عنها انحرف عن الصراط المستقيم وسلك سبيلاً من السبل المعوجة عن يمينه أو شماله أفضت به إلى النار والعياذ بالله.
ومن كان انحرافه بقدْرٍ لا يخرجه عن حدود هذا الصراط، وإنما يصرفه عن مراتبه العليا فهو في المرتبة التي ارتضاها لنفسه في سلوك هذا الصراط.

ج3:حداها: التنبيه على علّة كونهم من المُنعم عليهم، وهي الهداية؛ فبهداية الله لهم كانوا من المنعم عليهم.
والثانية: قطع التعلّق بالأشخاص ونفي التقليد المجرّد عن القلب؛ واستشعار العلم بأنّ اتّباع من أمرنا باتّباعهم إنما هو امتثال لأمر الله.
والثالثة: أن الآية عامة في جميع طبقات المنعَم عليهم؛ وأنه تعالى هو الذي هدى إلى جميع تفاصيل الطريق التي سلكها كلّ من أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
فكان ذكرهم بالوصف الجامع أوجز وأبلغ وأعمّ فائدة.

ج4:أحدها: أن ذلك لمراعاة فواصل الآيات، وهذا جواب وإن كان صحيحاً في نفسه إلا أنّه لا يستقلّ بالجواب إذ لا بدّ من حكمة أخرى غير مجرّد مراعاة الفواصل، وقد ذكره ابن عاشور وجهاً.
والثاني: لأنَّ اليهود متقدمون في الزمان على النصارى، ذكره ابن القيّم وجهاً.
والثالث: لأن اليهود كانوا مجاورين للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، بخلاف النصارى؛ فقدّمهم لقربهم، وهذا الجواب ذكره ابن القيّم أيضاً، ويشكل عليه أنَّ سورة الفاتحة مكية إلا إذا كان المراد أنَّ منازل اليهود في يثرب أقرب من منازل النصارى في نجران والشام؛ وفيه بعد.
والرابع: أن اليهود أغلظ كفراً من النصارى؛ فبدأ بهم، وهذا الجواب ذكره ابن القيّم رحمه الله، وهو جواب شيخنا ابن عثيمين رحمه الله، قال: (قدم المغضوب عليهم على الضالين؛ لأنهم أشد مخالفة للحق من الضالين؛ فإن المخالف عن علم يصعب رجوعه بخلاف المخالف عن جهل)ا.هـ.
والخامس: لإفادة الترتيب في التعوّذ؛ لأن الدعاء كان بسؤال النفي؛ فالتدرّج فيه يحصل بنفي الأضعف بعد نفي الأقوى مع رعاية الفواصل، وهذا حاصل جواب ابن عاشور، وهو قريب من الوجه السابق.
والسادس: لأن الغضب يقابل الإنعام، فتقديم ذكر المغضوب عليهم أحسن مقابلة من تقديم ذكر الضالين، وهذا خلاصة جواب أبي حيان الأندلسي في البحر المحيط، وذكر ابن القيّم أنّه أحسن الوجوه: قال: (فقولك: الناس منعم عليه ومغضوب عليه؛ فكن من المنعم عليهم أحسن من قولك: منعم عليه وضال)ا.هـ.
وهو وجه حسن، وأعمّ منه أن يقال: إن تقديم المغضوب عليهم على الضالين فيه تحقيق المقابلتين: المقابلة الخاصة والمقابلة العامة:
- فالخاصة بين العمل وتركه.
- والعامة بين العلم وعدمه.
وتوضيح ذلك أنَّ الهداية لا تتحقّق إلا بعلم وعمل، والعلم متقدّم على العمل فكانت دائرته مع ما يقابله أعمّ، والعمل بالعلم دائرته مع ما يقابله أخصّ؛ فتحقيق المقابلة الخاصة مقدّم على تحقيق المقابلة العامّة؛ لتتمّ المقابلة الخاصّة أولاً ثم تتمّ بعدها المقابلة العامّة لأنّها أشمل.
والجواب السابع: لأنَّ أوّل ذنب عصي الله به هو من جنس ذنوب المغضوب عليهم؛ لأنَّه عصيان عن علم ومعرفة، وهو إباء إبليس السجود لآدم؛ فناسب تقديم المغضوب عليهم، وهذا الوجه زاده د.فاضل السامرائي على الوجوه المتقدّمة.

ج5:صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بأنَّهم مغضوب عليهم، ووصف النصارى بأنّهم ضالون.
ولذلك توافقت أقوال السلف على تفسير المغضوب عليهم باليهود، وتفسير الضالين بالنصارى.
وهذا لا يقتضي قصر هذا الوصف عليهم؛ لأنه وصف له سبب؛ فمن فعل فعلهم لقي مثل جزائهم.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 25 ذو القعدة 1437هـ/28-08-2016م, 03:16 AM
جمال بن رابح حويشي جمال بن رابح حويشي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 129
افتراضي الإجابة على أسئلة المجموعة الرّابعة .

بسم الله الرحمان الرحيم .
الإجابة على أسئلة المجموعة الرابعة:

س1: ما معنى ضمير الجمع في قوله: {اهدنا}
الإجابة على السؤال1
إختلف العلماء في الإجابة على هذا السؤال على ثلاثة أقول ، أصحها وأحسنها قول لابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد ، ذكر فيه :أنّ الإتيان بضمير الجمع في هذا الموضع مناسب لسياق الدعاء الأول في قوله تعالى :{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}؛ فالأتيان بضمير الجمع في الموضعين أجود وأحسن ؛ لأنّ المقام مقامة عبودية وافتقار لله تعالى وإقرار بالفاقة إليه وإلى عبوديته ، وإلى الاستعانة به وطلب الهداية منه جل وعلا ، فجاء به على صيغة ضمير الجمع أي: نحن معاشر عبيدك مقرّون لك بالعبودية ، فتضمن ذلك من الثناء على الرب تبارك وتعالى بسعة مجده وكثرة عبيده وكثرة سائليه الهداية ما لا يتضمنه لفظ الإفراد.
والقول الثاني : لتضمّن دعاء العبد لإخوانه المسلمين ، ويكون له أجر دعائه لنفسه ولأخوانه المسلمين ، وينال أيضا دعوة الملَك له بالمثل . وذكر ابن كثير في تفسيره هذا المعنى .
والقول الثالث : وهو قول ضعيف جدا كما قرر ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية لمّا عرضه عليه تلميذه ابن القيم ،ويتخلص هذا القول في أن الإنسان مجموعة من الأعضاء والحواس وكل عضو من هذه الأعضاء والحواس مفتقر لهداية خاصة فلذلك أتى بضمير الجمع.

س2: بيّن معنى التعريف في "الصراط".
الإجابة على السؤال2:
التعريف في "الصراط" للعهد الذهني الذي يفيد الحصر ،أي : صراط واحد لا غير ،ويفيد أيضا التشريف والتفضيل والكمال ، كقولك للطبيب :أعطني الدّواء الناجع ، فذلك أبلغ من قولك : أعطني دواءً ناجعا.

س3: ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم.
الإجابة على السؤال 3
إختلفت عبارات السلف وتنوعت عباراتهم في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم، ولكنّ هذا الاختلاف اختلاف تنوع وليس اختلاف تعارض أو تضادّ، وهي من باب التفسير بالمثال لتوضيح المعنى للسائل .

س4: بيّن مراتب الهداية ودرجات المهتدين، وبيّن أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية.
الإجابة على السؤال 4:
الهداية على مرتبتين :
المرتبة الأولى:هداية الدلالة والإرشاد ، وهي هداية علمية ، ثمرتها العلم بالحق والبصيرة في الدين .
المرتبة الثانية: هداية التوفيق والإلهام ، وهي إرادة عملية ، ثمرتها إرادة الحق والعمل به .
ولا تتحقّق الهداية إلا بالجمع بين الهدايتين ؛فالهداية الأولى سبب للثانية ، فمن لم يعلم الحق لا يستطيع العمل به ، ومن علم الحق ولم يرد العمل به لم يكن مهتديا.
والمهتدون على ثلاث درجات :
الدرجة الأولى : الذين تحقق لهم أصل الهداية ، وهؤلاء هم الذين أتوا بما صح به إسلامهم واجتنبوا نواقضه وما يخرجهم منه ، ووقعوا في بعض الكبائر ووقع منهم تفريط في بعض الوجبات ، فهؤلاء مسلمون لهم من الهداية بحسب ما معهم من الإيمان علما وعملا ، لكنهم ظالمون لأنفسهم من جهة تفريطهم فيما أوجب الله عليهم ووقوعهم فيما حرم الله عليهم ، وهؤلاء موعودون بالجنة ولكنهم أيضا مستحقون للعذاب بقدر ما فرطوا من الواجبات وما أتوا من المحرمات .
الدرجة الثانية : هم المتقون الذين هداهم الله فقاموا بما أوجب عليهم من فرائض وانتهوا عما نهاهم عنه من محرمات ، فهم أهل النعيم المقيم والثواب الجزيل .
الدرجة الثالثة : هم المحسنون الذين أحسنوا في عبادة ربهم فأدوا الواجبات وانتهوا عن المحرمات وتقربوا إلى الله تعالى بما يحب من النوافل والأعمال المستحبة ،فعبدوا الله تعالى كأنهم يرونه فكانوا بذلك في أعلى الدرجات .
ويختلف أصحاب هذه الدرجات في سؤال الهداية ؛فأهل الإحسان يطلبون جميع مراتب الهداية وبلوغ أعلى درجاتها ، فيطلبون الهداية في كل شؤونهم وأن يبصرهم الله تعالى بالحق في جميع شؤونهم وأن يوفقهم إلى العمل به والاستعانه به على كل ذلك .
ومن دونهم يتفاوتون بحسب صدق مقصدهم وسؤالهم حتى يكون من يسأل الله تعالى وقلبه غافل والعياذ بالله .

س5: إذا كان كل من اليهود والنصاري مغضوب عليهم وضالّون فما الحكمة من تخصيص كلّ طائفة بوصف؟
الإجابة على السؤال5:
ذكر المفسرون إجابات حسنة على هذا السؤال إجمالها فيما يلي :
* أنّ اليهود أخص بالغضب لأنهم أمة عناد ، والنصارى أخص بالضلال لأنهم أمة جهل
* أنّ أفعال اليهود من قتل للأنبياء وتعنت وغيرها أوجبت لهم غضبا خاصّا ، أما النصارى فقد ضلوا ولم يقع منهم ما وقع من اليهود .
* ترك العمل بالعلم بعد معرفته موجب لغضب الله وهذا كحال اليهود ، والإعراض عن العلم الذي جاء من عند الله بالكلية ضلال مبين وباب للابتداع في الدين والغحداث فيه كحال النصارى.
* أنّ الله تعالى وسم كل طائفة بما عرفت به .

والله أعلم

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 25 ذو القعدة 1437هـ/28-08-2016م, 06:42 PM
محمد الجوادي محمد الجوادي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 24
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على رسولنا محمد و على آله و صحبه أجمعين.


المجموعة الثانية:


س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.

يتفاضل السائلون الله الهداية تفاضلا و ذلك من وجوه :

أ- من حيث حضور القلب في الدعاء من عدمه، فلا يستوي العاقل لما يقول العارف بمن يدعو بالغافل اللاهي.

ب- من حيث الإحسان في الدعاء فليس المخلص الخائف من عذاب الله الراجي رحمته المتضرع كالمقصر المسيء في أفعاله و دعاءه.

ج- من حيث مقاصد الداعي في سؤاله الهداية، فليس من يقصد بدعاءه الهداية التامة التي يبصر بها الحق و يتبع بها الهدى كمن يقصد ما هو دون ذلك.


س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم

المراد بالصراط المستقيم ما فسره الله به في قوله تعالى {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين}، و هو وصف جامع مانع لما يوصل إلى رضوان الله و جنته و يبعد عن غضب الله و ناره.
و قد وجدنا أن سلفنا الصالح فسروا مراد هذا الصراط بأقوال متعددة، لكن مدلولها واحد. بلغت خمسة أقوال، سنذكرها إجمالا :

1- دين الإسلام، و هو قول جابر و ابن عباس و غيرهم، و به قال جمهور المفسرين.

2- كتاب الله تعالى، و هو قول ابن مسعود.

3- ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه، و هو مروي عن ابن مسعود أيضا.

4- النبي صلى الله عليه وسلم و أبو بكر و عمر، و هو قول ابن عباس و أبو العالية و الحسن البصري.

5- الحق، و هو قول مجاهد.


س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟

أجاب عن هذا العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه بدائع الفوائد، و ملخص كلامه، أن فيه ثلاث فوائد:

أ- التنبيه على أن سبب كونهم من المنعم عليهم هي هداية الله التي اختصهم الله بها و جعلتهم من هؤلاء المصطفين المنعم عليهم.

ب- قطع التعلق بالأشخاص و نفي التقليد، و الشعور بأن اتباع من أمرنا باتباعهم إنما يكون امتثالا لأمر الله و طاعة له.

ج- إفادة العموم، فالآية عامة في جميع طبقات المنعم عليهم.

فذكرهم بالوصف دون التعيين أوجز و أبلغ و أعم فائدة.


س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟

هذه مسألة تكلم فيها كثير من المفسرين، و يمكننا حصر هذه الأقوال إلى سبعة و هي الأشهر:

1- لمراعاة فواصل الآيات، ذكره ابن عاشور.
و لا يمكن الاعتماد على هذا القول وحده.

2- لأن اليهود متقدمون على النصارى زمنا، ذكره ابن القيم.

3- لأن اليهود كانوا جيران النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة بخلاف النصارى، فقدم من هم أقرب منه. ذكره ابن القيم، و هو بعيد إذ الفاتحة مكية.

4- لأن اليهود أغلظ كفرا من النصارى، فبدأ بهم.
ذكره ابن القيم، و هو اختيار العلامة ابن عثيمين.

5- لإفادة الترتيب في التعوذ، فينفى الأقوى فالأضعف، إذ السؤال هو بالنفي، مع مراعاة الفواصل.

6- لإفادة المقابلة، لأن الغضب يقابل الإنعام، فتقديمه أحسن من تقديم الضالين،
ذكره أبو حيان الأندلسي.

7- لأن أول ذنب عصي الله به كان من جنس ذنوب المغضوب عليهم، لأنه عصيان عن علم، و هو إباء إبليس من السجود لآدم، فناسب تقديم المغضوب عليهم.
ذكره الدكتور فاضل السامرائي.


س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟

نذكر هنا ثلاث فوائد :

1- لإفادة عظم شأن غضب الله عليهم.

2- للتأدب مع الله تعالى و جريا على الطريقة المعهودة في القرآن، من أنه تعالى يضيف إليه أفعال الإحسان كالجود و الكرم و الرحمة و العفو، و أما أفعال الجزاء و العدل و العقوبة، فلا يضيفها إليه مباشرة تبارك وتعالى بل يسندها إلى مسببها أو يحذف الفاعل.
مثال ذلك قوله تعالى : {و أنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا}.

3- لأنه أبلغ في الإعراض عنهم و ترك الالتفات إليهم، بخلاف إذا أسند الفعل إليه كما في قوله {أنعمت عليهم} ففيه ما يفيد عنايته بهم و تشريفهم و تكريمهم.


هذا و الله أعلم
و صل اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.

تنبيه : أعتذر عن التأخير، فكنت عند الطبيب البارحة و لم يكن هذا في الحسبان فعدت متأخرا و متعبا.
بارك الله فيكم.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 27 ذو القعدة 1437هـ/30-08-2016م, 09:32 AM
هيئة التصحيح 12 هيئة التصحيح 12 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 2,147
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير الفاتحة

أحسنتم جميعا بارك الله فيكم، نشير فقط إلى تجنب الأخطاء الإملائية، وإلى استيفاء الإجابة على جميع المجموعات قبل التكرار.

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
المقصود من هذا السؤال أن يلخص الطالب ما درسه في هذا الدرس مما له أثر في استحضار المعنى عند الدعاء، إذ ينبغي للداعي أن يجمع طلب مراتب الهداية والدرجة العليا من درجات المهتدين، وأن يستحضر معنى التوسّل، والهداية الإجمالية والتفصيلية ونحو ذلك مما بيّن في الدرس.
س2: بيّن معنى الصراط لغة.
ينبغي على الطالب هنا الإشارة إلى القراءات في الصراط؛ لأن لها علاقة ببيان المعنى اللغوي لكلمة الصراط؛ وذلك من خلال معرفة معنى أصلها وهو السراط.

مولاي رشيد سليمان(أ+)
س1: جواب مختصر بعض الشيء.
س2: ذكرت القراءات في الصراط، ولم تذكر وجه الدلالة منها على المعنى اللغوي للصراط.
طلال الزهراني(أ)
ــ يلاحظ على إجاباتك الاختصار.
س2: يحسن بك الاستدلال على ما ذكرت من كلام العرب، كما يحسن بك ذكر أصل كلمة الصراط.
س5: سبب توافق أقوال السلف على المراد بالمغضوب عليهم والضالين هو ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من وصفه اليهود بالمغضوب عليهم والنصارى بالضالين.
مصطفى محمد مصطفى سليمان(أ+)
س2: يحسن بك ذكر أصل كلمة الصراط.
س3: يحسن بك ذكر العموم الذي يفيده حذف متعلق الإنعام، وليس مجرد الإحالة عليه.

المجموعة الثانية:
قتيبة حسين حمداش(أ+)
س2: ما ذكره ابن كثير هو تعقيب له على أقوال السلف في المراد بالصراط المستقيم.
س4: المقابلة الخاصة بين العمل وتركه، والمقابلة العامة بين العلم وعدمه.
مشاري فيصل أحمد(ب+)
س2: يحسن بك ذكر أقوال السلف في المراد بالصراط المستقيم.
س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟
هذا هو السؤال الخالمس بالنسبة لمجموعتك، وأرى أنك أجبت على سؤال آخر.
ــ احرص أخي أكثر على الإجابة بأسلوبك.
محمد الجوادي(أ+)
س5: ونضيف أيضا أنه من فوائد عدم إضافة أفعال الجزاء و العدل و العقوبة مباشرة لله تبارك وتعالى لئلا يتوهم ضعاف القلوب عكس مراد الله عز وجل بكلامه في تلك المواضع.

المجموعة الثالثة:
س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
الموقف من أقوال السلف في المراد بالصراط المستقيم يتلخص فيما ذكره ابن كثير في تعقيبه على تلك الأقوال.

علي بن نحيت(ب+)
س2: يحسن بك ذكر دليل كل قول، ولو نقلت ـ في جوابك عن الموقف منها ـ تعقيب ابن كثير لكان الجواب أتم.
س4: ذكر العلماء أوجها أخرى للحكمة من ذلك، لا ينبغي إغفالها.
س5: تجدر الإشارة إلى توافق أقوال السلف على ما ذكرته؛ وذلك لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من وصفهم بذلك.
كما يحسن بك ذكر بعض من أقوال السلف والتابعين في المراد المغضوب عليهم والضالين.
عبد العزيز المطيري(أ+)
س5: تجدر الإشارة إلى توافق أقوال السلف على ما ذكرته.
حذيفة بن مبارك(ب+)
س2: يحسن بك ذكر دليل كل قول، ولو نقلت ـ في جوابك عن الموقف منها ـ تعقيب ابن كثير لكان الجواب أتم.
س4: وما الحكمة من عدم إسناد الغضب إليه في قوله: {غير المغضوب عليهم}؟
س5: يحسن بك ذكر الحديث الصحيح الذي أشرت إليه، وذكر بعض أقوال السلف في المراد بالمغضوب عليهم والضالين، والإشارة إلى توافقهم على المراد، وسبب ذلك التوافق.

المجموعة الرابعة:
س4: بيّن مراتب الهداية ودرجات المهتدين، وبيّن أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية.
قد أغفلتم في هذا السؤال ذكر أثر معرفة مراتب الهداية ودرجات المهتدين على استحضار معنى الهداية.
والجواب على هذه المسألة هو أن الذي يسأل ربه الهداية وهو ملم بمعرفة مراتبها؛ فإنه يسأل الله عز وجل الهداية التامة التي تشمل هداية الدلالة والإرشاد، وهداية التوفيق والإعانة، والذي يسأل ربه الهداية وهو ملم بدرجات المهتدين؛ فإنه يسأل ربه هداية المحسنين التي هي أعلى الدرجات، والذي يسأل الله عز وجل وهو مستحضر لهذه المعاني أولى بإجابة سؤاله ممن يسأل الله عز وجل وهو غافل عنها.

علي حربي المغربي(أ)
س2: والتعريف في الصراط هنا هو للعهد الذهني.
س4: وما أثر معرفة ما ذكرت على استحضار معنى سؤال الهداية؟
س5: بالنسبة لجواب هذا السؤال فقد ذكر فيه المفسرون أقولا عديدة، يحسن بك الإحاطة بها لتكون الإجابة تامة.
محمد عبد الرحمن فرمان(أ)
س3: لو ذكرت بعضا من أقوال السلف في المراد ب {الذين أنعمت عليهم} لكان الجواب أتم.
س4: وما أثر معرفة ما ذكرت على استحضار معنى سؤال الهداية؟
س5 : والوجه الذي ذكره شيخنا عبد العزيز ـ حفظه الله ـ هو التنبيه على سببي سلبِ نعمة الهداية.
جمال بن رابح حويشي(أ)
س3: لو ذكرت بعضا من أقوال السلف في المراد ب {الذين أنعمت عليهم} لكان الجواب أتم.
س4: وما أثر معرفة ما ذكرت على استحضار معنى سؤال الهداية؟
س5 : والوجه الذي ذكره شيخنا عبد العزيز ـ حفظه الله ـ هو التنبيه على سببي سلبِ نعمة الهداية.

المجموعة الخامسة:
هيثم محمد(أ+)

وفقكم الله وسدد خطاكم

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 5 ذو الحجة 1437هـ/7-09-2016م, 01:38 AM
فهد الشيبان فهد الشيبان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 18
افتراضي


(( ‏إجابات أسئلة المجموعة الأولى ))
" ‏الأسبوع الرابع "

س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.

ج1: ‏هذا الدعاء العظيم يشمل ما يلي :
* أولا : التعريف بما جاء عن المصطفى صلى الله عليه وسلم على وجه التفصيل

* ثانيا : التعريف بما جاء من ‏أوامره الكليات

ثالثا : الإلهام للعمل بالعلم و ‏الثبات عليه ، فما قيمة العلم بلا عمل إذ هو ثمرته.

********************************

س2: بيّن معنى الصراط لغة.

ج2: ‏هو في لغة العرب : الطريق الواضح الواسع المستقيم بلا اعوجاج والسهل الموصل للمقصود بلا عسر.

********************************

س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟

ج3: ‏الذي يظهر أن الحذف كي يعم جميع ما ‏يحصل به تمام الهداية ، ‏وقد سبق بيان النعم التي تحصل بها الهداية لمن تمسك بها.

********************************

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟

ج4: ‏لا شك أن في ذلك حكما عظيمة قد تلمّسها أهل العلم ، خاصة مع قرب الموضعين لكلمة ( الصراط )

ففي الموضع الأول : هي معرفة ب (أل) المفيدة لقرب العهد الذهني ، حيث كان ‏الاهتمام منصبا على بيان الصراط الأوحد السهل المفضي للعاقبة الحميدة

أ‏ما في الموضع الثاني : فهي ‏معرّفة بالإضافة ، بذكر من أنعم الله عليهم وأنها جادة مسلوكة منذ آدم ‏عليه الصلاة والسلام الى وقتنا الحالي فلا يستوحش السالك لها.
********************************

س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟

ج5: ‏لأنه صح الخبر عن المعصوم صلى الله عليه وسلم ‏بوصفه اليهود بالمغضوب عليهم ووصفه للنصارى بالضالين ، وكثير من السلف والخلف يقول : إذا صح الحديث فهو مذهبي.
واللهُ أعلم وأعلى وأعظم.

****************************************************************


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 14 ذو الحجة 1437هـ/16-09-2016م, 12:54 AM
هيئة التصحيح 12 هيئة التصحيح 12 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 2,147
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فهد الشيبان مشاهدة المشاركة

(( ‏إجابات أسئلة المجموعة الأولى ))
" ‏الأسبوع الرابع "

س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.

ج1: ‏هذا الدعاء العظيم يشمل ما يلي :
* أولا : التعريف بما جاء عن المصطفى صلى الله عليه وسلم على وجه التفصيل

* ثانيا : التعريف بما جاء من ‏أوامره الكليات

ثالثا : الإلهام للعمل بالعلم و ‏الثبات عليه ، فما قيمة العلم بلا عمل إذ هو ثمرته.

********************************

س2: بيّن معنى الصراط لغة.

ج2: ‏هو في لغة العرب : الطريق الواضح الواسع المستقيم بلا اعوجاج والسهل الموصل للمقصود بلا عسر.

********************************

س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟

ج3: ‏الذي يظهر أن الحذف كي يعم جميع ما ‏يحصل به تمام الهداية ، ‏وقد سبق بيان النعم التي تحصل بها الهداية لمن تمسك بها.

********************************

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟

ج4: ‏لا شك أن في ذلك حكما عظيمة قد تلمّسها أهل العلم ، خاصة مع قرب الموضعين لكلمة ( الصراط )

ففي الموضع الأول : هي معرفة ب (أل) المفيدة لقرب العهد الذهني ، حيث كان ‏الاهتمام منصبا على بيان الصراط الأوحد السهل المفضي للعاقبة الحميدة

أ‏ما في الموضع الثاني : فهي ‏معرّفة بالإضافة ، بذكر من أنعم الله عليهم وأنها جادة مسلوكة منذ آدم ‏عليه الصلاة والسلام الى وقتنا الحالي فلا يستوحش السالك لها.
********************************

س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟

ج5: ‏لأنه صح الخبر عن المعصوم صلى الله عليه وسلم ‏بوصفه اليهود بالمغضوب عليهم ووصفه للنصارى بالضالين ، وكثير من السلف والخلف يقول : إذا صح الحديث فهو مذهبي.
واللهُ أعلم وأعلى وأعظم.

****************************************************************


الدرجة: ب+
ـ يلاحظ على إجاباتك الاختصار.
س2: يحسن بك الاستدلال على ما ذكرت من كلام العرب، كما يحسن بك ذكر أصل كلمة الصراط.
ــ تم خصم درجة لتأخر أداء الواجب.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 17 ربيع الأول 1438هـ/16-12-2016م, 03:05 PM
حسن تمياس حسن تمياس غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 987
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.
السائلون الهداية في قوله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم) لا شك أنهم ليسوا على درجة واحدة، بل هم يتفاضلون، وترجع أوجه تفاضلهم إلى ما يلي:
أولا: حضور القلب عند هذا الدعاءـ فكلما كان القلب حاضرا كانت الإجابة من الله أكثر رجاء.
ثانيا: الإحسان في الدعاء، فليس دعاء المتضرع الوجل الخائف المضطر كدعاء من دونهم.
ثالثا: مقاصد الداعي من سؤال الهداية، فكلما ضمّن الداعي دعاءه مقاصد حسنة كان دعاؤه أكثر قوة وأرجى استجابة، والله تعالى أعلم.

س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم
فسر القرآن المراد بالصراط المستقيم في قوله تعالى: (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، ومنه فإن الصراط المستقيم هو وصف جامع لكل ما يوصل إلى رضوان الله وجنته، ويقي من سخط الله وعذابه.
وقد اختلفت التفاسير في المراد منه من باب التمثيل، على خمسة أقوال:
القول الأول: دين الإسلام، وهو قول جمهور المفسرين.
القول الثاني: القرآن الكريم، وهو رواية صحيحة عن ابن مسعود رضي الله عنه
القول الثالث: ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو رواية عن ابن مسعود.
القول الرابع: النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وهو قول ابن عباس، ورواية عن أبي العالية والحسن البصري.
القول الخامس: الحق، وهو قول مجاهد بن جبر، رواه ابن أبي حاتم.

س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
فيه ثلاث حكم:
الأولى: التنبيه على أن الهداية هي علة كون المهتدين من الذين أنعم الله عليهم.
الثانية: قطع التعلق بالأشخاص واستشعار العلم بأن اتباع من أُمرنا باتباعهم من الأنبياء والعلماء إنما هو امتثال لأمر الله.
الثالثة: أن الآية عامة في جميع طبقات المنعم عليهم.

س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
قيل في المسألة أقوال:
الأول: لأجل مراعاة الفواصل.
الثاني: لأن اليهود متقدمون في الزمان على النصارى فكان الأولى تقديم وصفهم
الثالث: لأن اليهود كانوا مجاورين للنبي صلى عليه وسلم في المدينة، فكان الأولى تقديمهم.
الرابع: لأن اليهود أغلظ كفرا من النصارى فناسب تقديم وصفهم على وصف النصارى.
الخامس: لإفادة الترتيب في التعوذ.
السادس: لأن وصف الغضب أقرب مقابلة للإنعام من وصف الضلالة، فناسب تقديمه.
السابع: لأن أول ذنب عُصي الله به هو من جنس ذنوب المغضوب عليهم، والله تعالى أعلم.

س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟
ذُكر في المسألة حكم منها:
الأولى: لإفادة عظم شأن غضب الله عليهم.
الثانية: أن ذلك جار على الطريقة المعهودة في القرآن من أن أفعال الإحسان والرحمة ونحوها تضاف إلى الله تعالى، وأن أفعال العدل والجزاء يُحذف ذكر الفاعل فيها أو يُسند الفعل إلى من كان له سبب فيه وذلك من باب الأدب مع الله.
الثالثة: أن ذلك أبلغ في تبكيتهم وترك الالتفات إليهم، خلافا للمنعم إليهم الذين أُسند فعل الإنعام عليهم إلى الله تكريما وتشريفا لهم.

هذا والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 17 ربيع الأول 1438هـ/16-12-2016م, 03:07 PM
حسن تمياس حسن تمياس غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 987
افتراضي

هذا الواجب لم أقم به في وقته لأنني كنت وقتها في سفر، وقد قدمت عذرا لذلك في وقتها، فأرجو تكرما أخذ هذا العذر بعين الاعتبار، وجزاكم الله خيرا

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 24 ربيع الأول 1438هـ/23-12-2016م, 02:18 AM
حسن تمياس حسن تمياس غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 987
افتراضي

أرجو التكرم بتصحيح الواجب مشكورين
وجزاكم الله خيرا

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 28 ربيع الأول 1438هـ/27-12-2016م, 05:18 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن تمياس مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.
السائلون الهداية في قوله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم) لا شك أنهم ليسوا على درجة واحدة، بل هم يتفاضلون، وترجع أوجه تفاضلهم إلى ما يلي:
أولا: حضور القلب عند هذا الدعاءـ فكلما كان القلب حاضرا كانت الإجابة من الله أكثر رجاء.
ثانيا: الإحسان في الدعاء، فليس دعاء المتضرع الوجل الخائف المضطر كدعاء من دونهم.
ثالثا: مقاصد الداعي من سؤال الهداية، فكلما ضمّن الداعي دعاءه مقاصد حسنة كان دعاؤه أكثر قوة وأرجى استجابة، والله تعالى أعلم.

س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم
فسر القرآن المراد بالصراط المستقيم في قوله تعالى: (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، ومنه فإن الصراط المستقيم هو وصف جامع لكل ما يوصل إلى رضوان الله وجنته، ويقي من سخط الله وعذابه.
وقد اختلفت التفاسير في المراد منه من باب التمثيل، على خمسة أقوال:
القول الأول: دين الإسلام، وهو قول جمهور المفسرين.
القول الثاني: القرآن الكريم، وهو رواية صحيحة عن ابن مسعود رضي الله عنه
القول الثالث: ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو رواية عن ابن مسعود.
القول الرابع: النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وهو قول ابن عباس، ورواية عن أبي العالية والحسن البصري.
القول الخامس: الحق، وهو قول مجاهد بن جبر، رواه ابن أبي حاتم.

س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
فيه ثلاث حكم:
الأولى: التنبيه على أن الهداية هي علة كون المهتدين من الذين أنعم الله عليهم.
الثانية: قطع التعلق بالأشخاص واستشعار العلم بأن اتباع من أُمرنا باتباعهم من الأنبياء والعلماء إنما هو امتثال لأمر الله.
الثالثة: أن الآية عامة في جميع طبقات المنعم عليهم.

س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
قيل في المسألة أقوال:
الأول: لأجل مراعاة الفواصل.
الثاني: لأن اليهود متقدمون في الزمان على النصارى فكان الأولى تقديم وصفهم
الثالث: لأن اليهود كانوا مجاورين للنبي صلى عليه وسلم في المدينة، فكان الأولى تقديمهم.
الرابع: لأن اليهود أغلظ كفرا من النصارى فناسب تقديم وصفهم على وصف النصارى.
الخامس: لإفادة الترتيب في التعوذ.
السادس: لأن وصف الغضب أقرب مقابلة للإنعام من وصف الضلالة، فناسب تقديمه.
السابع: لأن أول ذنب عُصي الله به هو من جنس ذنوب المغضوب عليهم، والله تعالى أعلم.

س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟
ذُكر في المسألة حكم منها:
الأولى: لإفادة عظم شأن غضب الله عليهم.
الثانية: أن ذلك جار على الطريقة المعهودة في القرآن من أن أفعال الإحسان والرحمة ونحوها تضاف إلى الله تعالى، وأن أفعال العدل والجزاء يُحذف ذكر الفاعل فيها أو يُسند الفعل إلى من كان له سبب فيه وذلك من باب الأدب مع الله.
الثالثة: أن ذلك أبلغ في تبكيتهم وترك الالتفات إليهم، خلافا للمنعم إليهم الذين أُسند فعل الإنعام عليهم إلى الله تكريما وتشريفا لهم.

هذا والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
ممتاز جزاك الله خيراً ونفع بك . أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir