دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #3  
قديم 11 شعبان 1432هـ/12-07-2011م, 10:24 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات لابن الأنباري

حديث مرقش الأصغر، قال أبو عكرمة: قال المفضل: كان من حديث مرقش الأصغر واسمه ربيعة بن سفيان بن سعد بن مالك، وهو عم طرفة والأكبر عم أبيه وكان الأصغر أشعرهما وأطولهما عمرًا وهو صاحب فاطمة بنت المنذر وكانت لها جارية يقال لها بنت عجلان وكان لها قصر بكاظمة.
وكان لها حرس يجرون كل ليلةً الثياب حول قصرها فلا يطؤه إلا بنت عجلان. وكانت بنت عجلان تأخذ كل عشية رجلاً من أهل الماء يبيت عندها.
فقال عمرو بن جناب بن عوف بن مالك لمرقش ونسبه بعضهم إلى حرملة بن سعد بن مالك فأما حماد فقال: هو عمرو بن حرملة أخي مرقش الأكبر وعم هذا الأصغر فقال له عمرو بن جناب: إن ابنة عجلان تأخذ كل عشية رجلاً ممن يعجبها فيبيت عندها وكان مرقش ترعية لا يفارق إبله فأقام بالماء وترك إبله ظمآء وكان من أجمل الناس وجهًا وأحسنهم شعرًا، وكانت فاطمة بنت الملك تقعد فوق القصر تنظر إلى الناس.
فجاء مرقش فبات عند ابنة عجلان حتى إذا كان من الغد تجردت عند مولاتها فقالت: ما هذا بفخذيك وإذا نكت كأنها التبن قالت رجل بات معي الليلة وقد كانت فاطمة قالت لها قبل ذلك رأيت بالماء رجلاً جميلاً قد راح لم أره قبل ذلك، قالت فإنه فتى قعد على إبله وكان يرعاها فلما رأت ما بفخذيها سألتها عنه فقالت هو عمل الفتى الجميل الذي أنكرت.
قالت فاطمة فإذا كان غد فأتيه بمجمر فمريه أن يجلس عليه وأعطيه مسواكًا فإن استاك به أو رده فلا خير عنده وإن قعد على المجمر أو رده فلا خير عنده.
فأتته بالمجمر فقالت اجلس عليه فأبى وقال أدنيه مني فدخن لحيته وعرض جمته وأبى أن يقعد عليه، وأخذ السواك فقطع رأسه واستاك به.
فأتت بنت عجلان فاطمة فأخبرتها بما صنع فازدادت به عجبًا فقالت: ائتيني به فتعلقت به كما كانت تتعلق، وانصرف أصحابه فقال القوم حين انصرفوا: أخذت راعي إبل.
ثم إنها حملته على عنقها حتى أدخلته عليها وكان الملك يأمر بقبتها فيشاف ما حولها فإذا أصبحت غدوةً جاءت القافة فينظرون هل يرون أثرًا، فنظروا فإذا هو أثر ابنة عجلان وهي مثقلة.
فلبث بذلك حينًا يدخل إليها، وكان عمرو بن جناب بن عوف بن مالك يرى ما يفعل فقال له: ألم تكن عاهدتني ألا تكتمني شيئًا ولا أكتمك وقال غير أبي عكرمة: ولا نتكاذب، فأخبره المرقش الخبر. فقال: لا أرضى عنك ولا أكلمك أبدًا حتى تدخلني إليها وحلف له على ذلك.
فانطلق المرقش إلى المكان الذي كان يواعدها فيه فقال: اقعد حتى تأتيك ابنة عجلان وأخبره كيف يصنع، وكانا مشتبهين غير أن عمرو بن جناب كان أشعر أي أكثر شعر البدن.
فتنحى مرقش وأدخلت ابنة عجلان عمرًا، فصنع ما أمره به مرقش فلما أراد مباشرتها وجدت مس شعر فخذيه فأنكرته فإذا هو يرعد فدفعت في صدره ثم قالت: قبح الله سرًا عند المعيدي ودعت ابنة عجلان فذهبت به وانطلق إلى موضع صاحبه ولم يلبث إلا قليلاً فلما رآه قد أسرع الكرة عرف أنه قد افتضح.
فعض على إصبعه فقطعها ثم ذهب إلى أهله وترك الماء الذي كان يرعى فيه حياءً مما صنع وقال في ذلك:

1: ألا يا اسلمي لا صرم اليوم فاطما.......ولا أبدًا ما دام وصلك دائما
2: رمتك ابنة البكري عن فرع ضالةٍ.......وهن بنا خوص يخلن نعائما
(الضال) من السدر ما لم يشرب الماء، و(الخوص) الإبل الغائرة العيون من جهد السفر و(يخلن) يحسبن.
و(نعائم): جمع نعامة أي هن في ضمرهن وجهدهن بمنزلة النعام لم يكسرهن السفر، هذا قول أبي عكرمة.
وقال غيره: (الفرع) القضيب تتخذ منه قوس و(الضال) سدر الجبل.
3: تراءات لنا يوم الرحيل بواردٍ.......وعذب الثنايا لم يكن متراكما
لم يقل فيه أبو عكرمة شيئًا وقال غيره: (متراكم) متقارب النبات قد ركب بعض أسنانه بعضًا. قال ويروى: بواحفٍ يعني شعرًا أسود كثير أصل النبات وعنى (بالوارد) شعرها و(الوارد) الطويل.
4: سقاه حبي المزن في متهللٍ.......من الشمس رواه ربابًا سواجما
لم يقل فيه أبو عكرمة شيئًا، غيره: حبي المزن ما اقترب منه و(المزن) السحاب متكلل بالبرق، ويقال ببياضٍ في نواحيه.
5: أرتك بذات الضال منها معاصمًا.......وخدًا أسيلاً كالوذيلة ناعما
أبو عكرمة: (الوذيلة) سبيكة الفضة غيره: (المعصم) موضع السوار من ساعد المرأة، و(الوذيلة) مرآة الفضة.
قال: والشقة من السنام يقال لها وذيلة ويقال سبيكة فضة.
6: صحا قلبه عنها على أن ذكرةً.......إذا خطرت دارت به الأرض قائما
أبو عكرمة لم يقل فيه شيئًا، غيره: (صحا قلبه )كما يصحو السكران من سكره، يقول أخذه الدوار وهو قائم قد دير به وأدير به لغتان.
7: تبصر خليلي هل ترى من ظعائنٍ.......خرجن سراعًا واقتعدن المفائما
أبو عكرمة: (اقتعدن) ركبن و(المفائم) من الإبل العظام الواحد مفأم. غيره: (المفائم) المراكب الوافية الواسعة من المراكب و(المفأم): الواسع من كل شيء ويقال الإبل العظام واحدها مفأم.
8: تحملن من جو الوريعة بعدما.......تعالى النهار واجتزعن الصرائما
أبو عكرمة: (الوريعة) المكان و(الصرائم) قطع الرمل وروى أبو جعفر: من وادي الوريعة ويروى: وانتجعن. قال: و(الصرائم) جمع صريمة وهي القطعة من الرمل تنقطع من معظم الرمل.
9: تحلين ياقوتًا وشذرًا وصيغةً.......وجزعًا ظفاريًا ودرًا توائما
أبو عكرمة: (ظفار) بلد باليمن ينسب إليه الجزع وقال الأصمعي: دخل رجل من العرب على ملك حمير وهو على سطح فقال له: ثب فوثب الرجل فسقط فتكسر وثب بلغة حمير اقعد فقال الملك للرجل: من دخل ظفار حمر أي من ذدخل ظفار تكلم بكلام حمير وتوائم اثنتين اثنتين وصيغة فعلة من صوغ الذهب.
غير أبي عكرمة: (الجزع) الخرز بالفتح والجزع الكسر حيث انتهى الوادي. و(ظفار): اسم أرضٍ باليمن.
10: سلكن القرى والجزع تحدى جمالهم.......ووركن قوًا واجتزعن المخارما
أبو عكرمة: (الجزع) منعطف الوادي (ووركن): عدلن. (واجتزعن): قطعن. و(المخرم): رمل مستطيل فيه طريق. غير أبي عكرمة وركن خلفنه و(المخارم) أطراف الطرق في الجبال.
11: ألا حبذا وجه ترينا بياضه.......ومنسدلاتٍ كالمثاني فواحما
(المنسدلات): الطوال و(المثاني) الحبال شبه شعرها بها. غير أبي عكرمة: (المنسدلات): ذوائب مسترخية. (فواحم): سود.
12: وإني لأستحيي فطيمة جائعًا.......خميصًا وأستحيي فطيمةً طاعما
(الخميص): الضامر من الجوع ههنا، غيره: المعنى أني أستحييها على كل حال.
13: وإني لأستحييك والخرق بيننا.......مخافة أن تلقي أخًا لي صارما
(الخرق): ما اتسع من الأرض. أي أستحييك أن تلقي مصارمًا لي يسبقني عندك ويصف عني سوء خلقٍ أو خصلةً مذمومة صرمني لها.
14: وإني وإن كلت قلوصي لراجم.......بها وبنفسي يا فطيم المراجما
(كلت): أعيت وقصرت. و(الرجم): ههنا مثل وهو أسرع السير.
15: ألا يا اسلمي بالكوكب الطلق فاطما.......وإن لم يكن صرف النوى متلائما
قال غير أبي عكرمة: (متلائم) متلاحم موصول، و(الطلق) الذي لا حر فيه ولا قر ولا شيء يؤذي.
16: ألا يا اسلمي ثم اعلمي أن حاجتي.......إليك فردي من نوالك فاطما
17: أفاطم لو أن النساء ببلدةٍ.......وأنت بأخرى لاتبعتك هائما
18: متى ما يشأ ذو الود يصرم خليله.......ويعبد عليه لا محالة ظالما
يعبد عليه يغضب ومنه قول الفرزدق:
أولائك قوم إن هجوني هجوتهم.......وأعبد أن أهجو كليبًا بدارم
قال: وهو من قول الله تعالى: {فأنا أول العابدين} أي: أول الغاضبين من ذاك عن أبي عبيدة لا محالة لا بد. ويروى: يغضب عليه. غير أبي عكرمة رواه وقال: عبد الرجل يعبد عبدًا: أي متى ما يشأ تجنى عليه وصرمه ظلمًا من غير ذنب.
19: وآلى جناب حلفةً فأطعته.......فنفسك ول اللوم إن كنت لائما
أراد عمرو بن جناب وآلى: (حلف) وهي الألوة والألوة والألية.
20: فمن يلق خيرًا يحمد الناس أمره.......ومن يغو لا يعدم على الغي لائما
غيره. يقال غوى الرجل يغوي غيًا و(غوايةً) إذا كان من أهل الغي وأغواه الشيطان يغويه إغواءً إذا حمله على الغي، قال الأصمعي: يقال غوي الفصيل يغوى غوىً شديدًا إذا شرب من اللبن حتى يكاد يتختر ويسكر، قال: ويقال غوي الجدي إذا لم يجد لبنًا وكان لبن أمه قليلاً فضعف وهزل، قال الشاعر:
معطفة الأثناء ليس فصيلها.......برازئها درًا ولا ميتٍ غوى
21: ألم تر أن المرء يجذم كفه.......ويجشم من لوم الصديق المجاشما
أي: (يتجشم) ما يكرهه مخافة لوم صديقه. غيره: (يجذم): يقطع. (ويجشم): يركب المكروه والمشقة ويتكلفه حتى لا يلومه صديقه أي يفعل هذا في رضاء صديقه.
22: أمن حلمٍ أصبحت تنكت واجمًا.......وقد تعتري الأحلام من كان نائما
ويروى: (تنكب واجمًا)، يقال: نكت في الأرض إذا جعل يخطط فيها ونكب في الأرض إذا ذهب فيها، و(الواجم): الحزين وكذلك يفعل المغتم ينكت في الأرض بعودٍ من الهم والفكر.
غيره: (تعتريه) تعره تأتيه يقال فلان تعتريه الأضياف وتعره ومنه: {وأطعموا القانع والمعتر}.
[شرح المفضليات: 498-503]


 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
56, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir