دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 صفر 1443هـ/22-09-2021م, 11:56 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الثالث عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة آل عمران

مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 10-22)



حرّر القول في واحدة من المسائل التالية:
1:
معنى "المسوّمة" في قوله تعالى: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ}.
2
: القراءات المرويّة في قوله: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} ومعنى الآية على كل قراءة.


تعليمات:
- دراسة تفسير سورة آل عمران سيكون من خلال مجالس المذاكرة ، وليست مقررة للاختبار.
- مجالس المذاكرة تهدف إلى تطبيق مهارات التفسير التي تعلمها الطالب سابقا.
- لا يقتصر تفسير السورة على التفاسير الثلاثة الموجودة في المعهد.
- يوصى بالاستفادة من التفاسير الموجودة في جمهرة العلوم، وللطالب أن يستزيد من غيرها من التفاسير التي يحتاجها.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 صفر 1443هـ/24-09-2021م, 10:25 AM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة آل عمران

معنى المسومة في قول الله تعالى: (والخيل المسومة):

* أصل كلمة (مسومة):
- إما أنها تكون من (سوم) وهو أصل يدل على طلب الشيء، أو (وسم) وهو أصل يدل على تعليم الشيء بعلامة أو ترك أثر فيه.

فأما الأول وهو (سوم).
-(هو أصل يدل على طلب الشيء) قاله ابن فارس.
- وقال الفيروزآبادي: (أصله الذهاب فى ابتغاء الشىء فهو لمعنى مركب من الذهاب والابتغاء للشىء، فأجرى مجرى الذهاب فى قولهم: سامت الإبل فهى سائمة، ومجرى الابتغاء فى قولهم: سمته كذا، قال الله تعالى: (يسومونكم سواء العذاب). ا.هــ.

- فالسوم يكون على معنى الذهاب في طلب الشيء، ومنه سامت الإبل، إذا تركت في المرعى، فهى تسوم، ويقال: فلان أسام إبله إذا أرعاها، قال الله تعالى: (ومنه شجر فيه تسيمون)، وتسيمون بمعنى ترعون. قال ابن جرير: (ومن ذلك قيل للمواشي المطلقة في
الفلاة وغيرها للرعي، سائمة)
ا.هــ.
- قال محمد حسن جبل في المعنى المحوري لأصل كلمة: (سام) امتداد بقاء أو مرور وذهاب في حيز بلا حد)، وقال: (ومنه سامت الراعية والماشية والغنم).
- ومنه السوم في البيع والشراء، قال ابن جرير: (وقد وجَّه بعضهم معنى السوم في البيع إلى أنه من هذا، وأنه ذهاب كلّ واحد من المتبايعين فيما ينبغي له من زيادة ثمن ونقصانه، كما تذهب سوائم المواشي حيث شاءت من مراعيها) ا.هــ.
- ويكون السوم على معنى ابتغاء الشيء، كما يقال: سامه خطه ضيم، بمعنى أولاه وأذاقاه، قال محمد حسن حسن جبل: (فهو مجاز من الرعي فينبغي أن يلحظ فيه الدوام كأنه غذاء) ا.هــ. ومنه قول الله تعالى: (يسومونكم سواء العذاب)،
ويسومونكم، أي: يولونكمويذيقونكم أسوء العذاب وأشده.

فأما الثاني وهو (وسم).
- (أصل واحد يدل على أثر ومعلم
ووسمت الشيء وسما: أثرت فيه بسمة) قاله ابن فارس.
- وقال ابن فارس في أصل (سوم): (مما شذ عن الباب السومة، وهي العلامة تجعل في الشيء
.) ا.هـــ.
- ومعنى الوسم هو الوراد في قول الله تعالى: (يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومین)، وقوله تعالى: (مسومة عند ربك وما هی من الظالمین ببعید) وقوله تعالى: (مسومة عند ربك للمسرفین)، ومن هذا الأصل في قول الله تعالى: (سيماهم في وجوههم)،
وقوله تعالى: (تعرفوهم بسيماهم).
- فالسمة العلامة، وكل موسوم، فهو معلم، ومنها اشتقت السيما والسيمياء والسومة.

* أقوال أهل اللغة في معنى (المسومة):
- قال الفراء في (والخيل المسوّمة): ((المعلمة بالسيماء)، ويجوز أن تكون (مسوّمة) مرعاةً، من أسمتها؛ تكون هي سائمة، والسّائمة: الراعية، وربّها يسيمها
.) ا.هــ.
- وقال ابن المبارك: (الخيل المسومة):
المعلمة والسيما العلامة وقالوا الراعية مأخوذة من السائمة.) ا.هــ.
- وقال ابن قتيبة: (الرّاعية، يقال: سامت الخيل، فهي سائمة إذا رعت، وأسمتها فهي مسامة، وسوّمتها فهي مسوّمة: إذا رعيتها
.) ا.هــ.
- وقال الزجاج: ومعنى (الخيل المسوّمة)
في اللغة: الخيل عليها السيماء، والسّومة، وهي العلامة، ويجوز وهو حسن أن يكون المسومة: السائمة، وأسيمت: أرعيت.) ا.هــ.

- فالملاحظ هنا في هذه الأقوال أن المعنى في معنى المسومة: إما أن تكون (المعلمة) أو تكون (الراعية)، وإذا نظرنا إلى الأقوال الواردة عن السلف وجدناها ترجع إلى هذين الأصلين، وإن بدت أنها أكثر من ذلك، والتفصيل كما سيأتي.

* أقوال السلف في المراد بالمسومة:
القول الأول: الراعية.
- مروي عن ابن عباس وسعيد بن جبير وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبزي وقتادة.
- رواه ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس، قال: (الراعية).
- رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طرق عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير، قال: (الراعية التي ترعي).
- وروى عبد الرزاق عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير، قال: (الراعية هى السائمة).
- ورواه ابن جرير من طريق ابن وكيع عن أبيه عن طلحة القناد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزي، قال: (الراعية).
- وروى ابن جرير من طريق بشر عن يزيد عن سعيد عن قتادة عن الحسن، قال: (المسرحة في الرعي).

- ورواه ابن جرير من طريق عمار بن الحسن عن ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع بن أنس، قال: (الخيل الراعية).
- وروى ابن جرير بمثل قول الربيع عن مجاهد بسند فيه مجهول، قال ابن جرير: (حدثت عن عمار عن ابن أبي جعفر عن أبيه عن ليث عن مجاهد أنه كان يقول: الخيل الراعية). ا.هــ.
- وذكر ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن أبزي، والسدي والربيع بن أنس وأبي سنان بنحوه دون ذكر الإسناد.

القول الثاني: الحسان، وقيل المطهمة الحسان، وقيل المطهمة.
- ومعنى المطهم كما ذكر ابن منظور في إحدى معاني المطهم: الحسن التام كل شيء منه على حدته فهو بارع الجمال. وهذا وصف للناس والخيل كما ذكر ابن فارس.

- وهذا القول مروي عن ابن عباس و مجاهد وبشير بن أبي عمرو الخولاني وعكرمة.
- رواه ابن أبي حاتم من طريق محمد بن عمار بن الحارث عن الوليد بن صالح عن شريك عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس، قال: (الراعية المطهمة الحسان) ثم قرأ (شجر فيه تسيمون).
- تعليق: وقول ابن عباس هذا مجموع فيه كون الخيل المسومة: راعية مطهمة حسان.


- ورواه عبد الرزاق من طريق سفيان عن حبيب ابن أبي ثابت عن مجاهد قال: ( المطهمة الحسان).
- رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طرق عن سفيان بن حبيب بن أبي ثابت عن مجاهد قال: (المطهمة).
وفي روايات عنه: (المطهمة الحسان).
- ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طرق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، قال: (المطهمة الحسنة).
- وفي رواية ابن أبي حاتم: (المصورة الحسنة).
- ورواه عبد الله بن وهب عن سعيد بن أبي أيوب عن بشير بن أبي عمرو الخولاني، قال: (تسويمها حسنها).
- ورواه ابن جرير من طريق ابن حميد عن أبي عبد الرحمن المقرئ عن سعيد بن أبي أيوب عن بشير بن أبي عمرو الخولاني عن عكرمة، قال: (تسويمها حسنها).

وكذا ذكره ابن أبي حاتم عن عكرمة دون إسناد.
- ورواه ابن جرير عن موسى بن هارون عن عمرو عن أسباط عن السدي قال: (الرائعة).
- والرائعة بمعنى فائقة الحسن وبارعة الجمال.

القول الثالث: المعلّمة.
- مروي عن ابن عباس وقتادة.
- رواه ابن جرير عن علي بن داود عن أبي صالح عن معاوية عن علي عن ابن عباس، قال: (المعلمة).
- ووراه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة، قال: ( شية الخيل في وجوهها).
- وبنحوه رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة من طريقين عن عبد الرزاق.
- وفي وراية لابن جرير عن بشر عن يزيد عن سعيد عن قتادة قال: (وسيماها شيتها).

- والقول الثاني والثالث مردهما لأمر واحد، فالخيل الحسان المطهمة لابد أن يكون به علامة حسن وجمال، سواء كانت تلك العلامة في خلقتها أو مما علمها بها الناس لتجمل.
- قال محمد حسن حسن جبل: ((الوسامة
: أثر الحسن)، فكأن أصل ذلك أنه يلفت، أو أن حسنه لافت كالعلامة.)
- وقد روى ابن أبي حاتم ما يمكن أن يندرج تحت هذا المعنى، فروى عن أبيه عن محمود بن خالد عن الوليد عن بعض شيوخه عن مكحول، قال: (الغرة والتحجيل)
.

القول الرابع: المعدة للجهاد.
- مروي عن ابن زيد.
- رواه ابن جرير عن يونس عن ابن وهب عن ابن زيد قال: (المعدة للجهاد).
- وهذا التفسير استعبده ابن جرير من أن يكون دال على معنى المسومة هنا، وقال ابن عطية: (قوله: للجهاد ليس من تفسير اللفظة).ا.هــ.
- وروى ابن أبي حاتم عن الحسن بن أحمد عن موسى بن محكم عن أبي بكر الحنفي عن عباد بن منصور، عن الحسن في قوله
: (والخيل المسومة) قال: (تسوم المسلمون سيما والمشركون سيماهم وكان سيماهم الصوف وقل ما التقت فئتان إلا تسوموا أخيالهم.)
- وقال ابن عاشور في علامة الخيل: (العلامة من صوف أو نحوه، وإنما يجلعون لهذا ذلك تنويها بكرمها وحسن بلائها في الحرب)
واستدل بقول العتابي:
ولولاهن قد سومت مهـري ∗∗∗ وفي الرحمن للضعفاء كاف
يريد جعلت له سومة أفراس الجهاد أي علامتها.

* خلاصة المسألة:
- رجح ابن جرير القول بأن المسومة: المعلمة المطهمة الحسان، فقال: (المعلمة بالشيات الحسان الرائعة حسنا من رآها؛ لأنّ التّسويم في كلام العرب هو الإعلام فالخيل الحسان معلّمةٌ بإعلام إيّاها بالحسن من ألوانها وشياتها وهيئاتها،
وهي المطهّمة أيضًا)
ا.هــ.
واستدل على ترجيحه بقول نابغة بني ذبيان في صفة الخيل
:
وضمرٍ كالقداح مسوّماتٍ
= عليها معشرٌ أشباه جنٍّ
يعني بالمسوّمات المعلّمات؛ وقول لبيدٍ
:
وغداة قاع القرنتين أتينهم = زجلا يلوح خلالها التّسويم


- قال ابن جرير: ( فمعنى تأويل من تأوّل ذلك: المطهّمة والمعلّمة، والرّائعة واحدٌ) ا.هــ.

- واستبعد معنى (الراعية) لكونه غير مستفيض في كلام العرب أن يقولوا: (سوّمت الماشية) بمعنى أرعيتها،
أي: إذا رعيتها الكلأ والعشب، وإنما يقولوا: (أسمتها)، وإما إذا أريد أن الماشية هى التي رعت، فيقال: سامت تسوم سوما، واستدل له بقول الأخطل:
مثل ابن بزعة أو كآخر مثله
= أولى لك ابن مسيمة الأجمال
يعني بذلك راعية الأجمال.

- قال أبو جعفر النحاس في معاني القرآن: ( وقول سعيد بن جبير- يريد: (الراعية)- لا يمتنع من قولهم: سامت تسوم وأسمتها وسوّمتها أي رعيتها، وقد تكون راعية حسانا معلمة لتعرف من غيرها) ا.هــ.

- وذهب ابن عاشور إلى ترجيح أنها (الراعية)، فقال: (والمسومة) الأظهر فيه ما قيل: إنه الراعية، فهو مشتق من السوم وهو الرعي، يقال: أسام الماشية إذا رعى بها في المرعى، فتكون مادة (فعل) للتكثير أي التي تترك في المراعي مددا طويلة وإنما يكون ذلك
لسعة أصحابها وكثرة مراعيهم، فتكون خيلهم مكرمة في المروج والرياض.)
ا.هــ.
-وقال ابن عطية: أن المسومة تحتمل المعاني: المطهمة الحسان أو المعلمة بالشيات أو المعدة.
- والتفسير بقول (معدة) يرجع إلى تفسير قول الله تعالى: (مسومة عند ربك) أي: معدة.

- أما ابن كثير فذهب إلى بيان علة حب الخيل، فلكونها تعد للجهاد في سبيل الله، أو أنها تقتنى للفخر، أو أنها للتعفف واقتناء نسلها، ولعله ذهب إلى صحة جميع ما ورد عن السلف في معنى المسومة.

الحمد لله رب العالمين



رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 ربيع الأول 1443هـ/5-11-2021م, 03:48 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنشاد راجح مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة آل عمران

معنى المسومة في قول الله تعالى: (والخيل المسومة):

* أصل كلمة (مسومة):
- إما أنها تكون من (سوم) وهو أصل يدل على طلب الشيء، أو (وسم) وهو أصل يدل على تعليم الشيء بعلامة أو ترك أثر فيه.

فأما الأول وهو (سوم).
-(هو أصل يدل على طلب الشيء) قاله ابن فارس.
- وقال الفيروزآبادي: (أصله الذهاب فى ابتغاء الشىء فهو لمعنى مركب من الذهاب والابتغاء للشىء، فأجرى مجرى الذهاب فى قولهم: سامت الإبل فهى سائمة، ومجرى الابتغاء فى قولهم: سمته كذا، قال الله تعالى: (يسومونكم سواء العذاب). ا.هــ.

- فالسوم يكون على معنى الذهاب في طلب الشيء، ومنه سامت الإبل، إذا تركت في المرعى، فهى تسوم، ويقال: فلان أسام إبله إذا أرعاها، قال الله تعالى: (ومنه شجر فيه تسيمون)، وتسيمون بمعنى ترعون. قال ابن جرير: (ومن ذلك قيل للمواشي المطلقة في
الفلاة وغيرها للرعي، سائمة)
ا.هــ.
- قال محمد حسن جبل في المعنى المحوري لأصل كلمة: (سام) امتداد بقاء أو مرور وذهاب في حيز بلا حد)، وقال: (ومنه سامت الراعية والماشية والغنم).
- ومنه السوم في البيع والشراء، قال ابن جرير: (وقد وجَّه بعضهم معنى السوم في البيع إلى أنه من هذا، وأنه ذهاب كلّ واحد من المتبايعين فيما ينبغي له من زيادة ثمن ونقصانه، كما تذهب سوائم المواشي حيث شاءت من مراعيها) ا.هــ.
- ويكون السوم على معنى ابتغاء الشيء، كما يقال: سامه خطه ضيم، بمعنى أولاه وأذاقاه، قال محمد حسن حسن جبل: (فهو مجاز من الرعي فينبغي أن يلحظ فيه الدوام كأنه غذاء) ا.هــ. ومنه قول الله تعالى: (يسومونكم سواء العذاب)،
ويسومونكم، أي: يولونكمويذيقونكم أسوء العذاب وأشده.

فأما الثاني وهو (وسم).
- (أصل واحد يدل على أثر ومعلم
ووسمت الشيء وسما: أثرت فيه بسمة) قاله ابن فارس.
- وقال ابن فارس في أصل (سوم): (مما شذ عن الباب السومة، وهي العلامة تجعل في الشيء
.) ا.هـــ.
- ومعنى الوسم هو الوراد في قول الله تعالى: (يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومین)، وقوله تعالى: (مسومة عند ربك وما هی من الظالمین ببعید) وقوله تعالى: (مسومة عند ربك للمسرفین)، ومن هذا الأصل في قول الله تعالى: (سيماهم في وجوههم)،
وقوله تعالى: (تعرفوهم بسيماهم).
- فالسمة العلامة، وكل موسوم، فهو معلم، ومنها اشتقت السيما والسيمياء والسومة.

* أقوال أهل اللغة في معنى (المسومة):
- قال الفراء في (والخيل المسوّمة): ((المعلمة بالسيماء)، ويجوز أن تكون (مسوّمة) مرعاةً، من أسمتها؛ تكون هي سائمة، والسّائمة: الراعية، وربّها يسيمها
.) ا.هــ.
- وقال ابن المبارك: (الخيل المسومة):
المعلمة والسيما العلامة وقالوا الراعية مأخوذة من السائمة.) ا.هــ.
- وقال ابن قتيبة: (الرّاعية، يقال: سامت الخيل، فهي سائمة إذا رعت، وأسمتها فهي مسامة، وسوّمتها فهي مسوّمة: إذا رعيتها
.) ا.هــ.
- وقال الزجاج: ومعنى (الخيل المسوّمة)
في اللغة: الخيل عليها السيماء، والسّومة، وهي العلامة، ويجوز وهو حسن أن يكون المسومة: السائمة، وأسيمت: أرعيت.) ا.هــ.

- فالملاحظ هنا في هذه الأقوال أن المعنى في معنى المسومة: إما أن تكون (المعلمة) أو تكون (الراعية)، وإذا نظرنا إلى الأقوال الواردة عن السلف وجدناها ترجع إلى هذين الأصلين، وإن بدت أنها أكثر من ذلك، والتفصيل كما سيأتي.

* أقوال السلف في المراد بالمسومة:
القول الأول: الراعية.
- مروي عن ابن عباس وسعيد بن جبير وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبزي وقتادة.
- رواه ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس، قال: (الراعية).
- رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طرق عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير، قال: (الراعية التي ترعي).
- وروى عبد الرزاق عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير، قال: (الراعية هى السائمة).
- ورواه ابن جرير من طريق ابن وكيع عن أبيه عن طلحة القناد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزي، قال: (الراعية).
- وروى ابن جرير من طريق بشر عن يزيد عن سعيد عن قتادة عن الحسن، قال: (المسرحة في الرعي).

- ورواه ابن جرير من طريق عمار بن الحسن عن ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع بن أنس، قال: (الخيل الراعية).
- وروى ابن جرير بمثل قول الربيع عن مجاهد بسند فيه مجهول، قال ابن جرير: (حدثت عن عمار عن ابن أبي جعفر عن أبيه عن ليث عن مجاهد أنه كان يقول: الخيل الراعية). ا.هــ.
- وذكر ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن أبزي، والسدي والربيع بن أنس وأبي سنان بنحوه دون ذكر الإسناد.

القول الثاني: الحسان، وقيل المطهمة الحسان، وقيل المطهمة.
- ومعنى المطهم كما ذكر ابن منظور في إحدى معاني المطهم: الحسن التام كل شيء منه على حدته فهو بارع الجمال. وهذا وصف للناس والخيل كما ذكر ابن فارس.

- وهذا القول مروي عن ابن عباس و مجاهد وبشير بن أبي عمرو الخولاني وعكرمة.
- رواه ابن أبي حاتم من طريق محمد بن عمار بن الحارث عن الوليد بن صالح عن شريك عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس، قال: (الراعية المطهمة الحسان) ثم قرأ (شجر فيه تسيمون).
- تعليق: وقول ابن عباس هذا مجموع فيه كون الخيل المسومة: راعية مطهمة حسان.


- ورواه عبد الرزاق من طريق سفيان عن حبيب ابن أبي ثابت عن مجاهد قال: ( المطهمة الحسان).
- رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طرق عن سفيان بن حبيب بن أبي ثابت عن مجاهد قال: (المطهمة).
وفي روايات عنه: (المطهمة الحسان).
- ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طرق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، قال: (المطهمة الحسنة).
- وفي رواية ابن أبي حاتم: (المصورة الحسنة).
- ورواه عبد الله بن وهب عن سعيد بن أبي أيوب عن بشير بن أبي عمرو الخولاني، قال: (تسويمها حسنها).
- ورواه ابن جرير من طريق ابن حميد عن أبي عبد الرحمن المقرئ عن سعيد بن أبي أيوب عن بشير بن أبي عمرو الخولاني عن عكرمة، قال: (تسويمها حسنها).

وكذا ذكره ابن أبي حاتم عن عكرمة دون إسناد.
- ورواه ابن جرير عن موسى بن هارون عن عمرو عن أسباط عن السدي قال: (الرائعة).
- والرائعة بمعنى فائقة الحسن وبارعة الجمال.

القول الثالث: المعلّمة.
- مروي عن ابن عباس وقتادة.
- رواه ابن جرير عن علي بن داود عن أبي صالح عن معاوية عن علي عن ابن عباس، قال: (المعلمة).
- ووراه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة، قال: ( شية الخيل في وجوهها).
- وبنحوه رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة من طريقين عن عبد الرزاق.
- وفي وراية لابن جرير عن بشر عن يزيد عن سعيد عن قتادة قال: (وسيماها شيتها).

- والقول الثاني والثالث مردهما لأمر واحد، فالخيل الحسان المطهمة لابد أن يكون به علامة حسن وجمال، سواء كانت تلك العلامة في خلقتها أو مما علمها بها الناس لتجمل.
- قال محمد حسن حسن جبل: ((الوسامة
: أثر الحسن)، فكأن أصل ذلك أنه يلفت، أو أن حسنه لافت كالعلامة.)
- وقد روى ابن أبي حاتم ما يمكن أن يندرج تحت هذا المعنى، فروى عن أبيه عن محمود بن خالد عن الوليد عن بعض شيوخه عن مكحول، قال: (الغرة والتحجيل)
.

القول الرابع: المعدة للجهاد.
- مروي عن ابن زيد.
- رواه ابن جرير عن يونس عن ابن وهب عن ابن زيد قال: (المعدة للجهاد).
- وهذا التفسير استعبده ابن جرير من أن يكون دال على معنى المسومة هنا، وقال ابن عطية: (قوله: للجهاد ليس من تفسير اللفظة).ا.هــ.
- وروى ابن أبي حاتم عن الحسن بن أحمد عن موسى بن محكم عن أبي بكر الحنفي عن عباد بن منصور، عن الحسن في قوله
: (والخيل المسومة) قال: (تسوم المسلمون سيما والمشركون سيماهم وكان سيماهم الصوف وقل ما التقت فئتان إلا تسوموا أخيالهم.)
- وقال ابن عاشور في علامة الخيل: (العلامة من صوف أو نحوه، وإنما يجلعون لهذا ذلك تنويها بكرمها وحسن بلائها في الحرب)
واستدل بقول العتابي:
ولولاهن قد سومت مهـري ∗∗∗ وفي الرحمن للضعفاء كاف
يريد جعلت له سومة أفراس الجهاد أي علامتها.

* خلاصة المسألة:
- رجح ابن جرير القول بأن المسومة: المعلمة المطهمة الحسان، فقال: (المعلمة بالشيات الحسان الرائعة حسنا من رآها؛ لأنّ التّسويم في كلام العرب هو الإعلام فالخيل الحسان معلّمةٌ بإعلام إيّاها بالحسن من ألوانها وشياتها وهيئاتها،
وهي المطهّمة أيضًا)
ا.هــ.
واستدل على ترجيحه بقول نابغة بني ذبيان في صفة الخيل
:
وضمرٍ كالقداح مسوّماتٍ
= عليها معشرٌ أشباه جنٍّ
يعني بالمسوّمات المعلّمات؛ وقول لبيدٍ
:
وغداة قاع القرنتين أتينهم = زجلا يلوح خلالها التّسويم


- قال ابن جرير: ( فمعنى تأويل من تأوّل ذلك: المطهّمة والمعلّمة، والرّائعة واحدٌ) ا.هــ.

- واستبعد معنى (الراعية) لكونه غير مستفيض في كلام العرب أن يقولوا: (سوّمت الماشية) بمعنى أرعيتها،
أي: إذا رعيتها الكلأ والعشب، وإنما يقولوا: (أسمتها)، وإما إذا أريد أن الماشية هى التي رعت، فيقال: سامت تسوم سوما، واستدل له بقول الأخطل:
مثل ابن بزعة أو كآخر مثله
= أولى لك ابن مسيمة الأجمال
يعني بذلك راعية الأجمال.

- قال أبو جعفر النحاس في معاني القرآن: ( وقول سعيد بن جبير- يريد: (الراعية)- لا يمتنع من قولهم: سامت تسوم وأسمتها وسوّمتها أي رعيتها، وقد تكون راعية حسانا معلمة لتعرف من غيرها) ا.هــ.

- وذهب ابن عاشور إلى ترجيح أنها (الراعية)، فقال: (والمسومة) الأظهر فيه ما قيل: إنه الراعية، فهو مشتق من السوم وهو الرعي، يقال: أسام الماشية إذا رعى بها في المرعى، فتكون مادة (فعل) للتكثير أي التي تترك في المراعي مددا طويلة وإنما يكون ذلك
لسعة أصحابها وكثرة مراعيهم، فتكون خيلهم مكرمة في المروج والرياض.)
ا.هــ.
-وقال ابن عطية: أن المسومة تحتمل المعاني: المطهمة الحسان أو المعلمة بالشيات أو المعدة.
- والتفسير بقول (معدة) يرجع إلى تفسير قول الله تعالى: (مسومة عند ربك) أي: معدة.

- أما ابن كثير فذهب إلى بيان علة حب الخيل، فلكونها تعد للجهاد في سبيل الله، أو أنها تقتنى للفخر، أو أنها للتعفف واقتناء نسلها، ولعله ذهب إلى صحة جميع ما ورد عن السلف في معنى المسومة.

الحمد لله رب العالمين


وفقك الله:
أرجو قراءة التنبيهات
ج+

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 ربيع الأول 1443هـ/5-11-2021م, 09:06 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

جزاكم الله خيرا

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir