دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثالث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #18  
قديم 21 رجب 1443هـ/22-02-2022م, 11:02 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاجر محمد أحمد مشاهدة المشاركة
قال تعالى (تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير)
افتتح الله تبارك وتعالى السورة بالثناء عليه تعظيما له وتعليماً لعباده كيف يثنون عليه ، فتبارك الله رب العالمين .
والفعل (تبارك) من صيغ المبالغة تفاعل، وقال ابن عاشور: صورة اشتقاقه يؤذن بإظهار الوصف على صاحبه المتصف به ، ، ومنه تبارك ، أي ظهرت بركته1
و(تبارك) أي تعاظم وكثر خير ربنا عز وجل وعلى هذا أغلب أقوال المفسرين ، وهو مشتق من البركة : وهي الخير والنماء ، فكل خير ونماء حسي أو معنوي له سبحانه وتعالى (فتبارك الله أحسن الخالقين )
،قال الراغب البَرَكَةُ: ثبوت الخير الإلهي في الشيء.،فكل وفرة وكل خير منه تبارك وتعالى، والبركة : من كلمات التحية ومستعملة في الدعاء.
وقال ابن عطاء : تبارك في الخلق بما جعل فيهم من البركة 2
وتبارك أبلغ من مبارك، لاختصاص الله به، أما لفظ مبارك فيدخل فيها المخلوقين3
{ بيده الملك } هنا نظير ذكر مثله عقب نظيره في قوله تعالى : { تبارك الذي نزل الفرقان على عبده } إلى قوله : { الذي له ملك السماوات والأرض } [ الفرقان : 1 2 ] .
والباء في { بِيَدِهِ } يجوز أن تكون بمعنى ( في ) مثل الباء التي تدخل على أسماء الأمكنة نحو { ولقد نصركم الله ببدر } [ آل عمران : 123 ] وقول امرء القيس :
بسقط اللوى
فالظرفية هنا مجازية مستعملة في معنى إحاطة قدرته بحقيقة المُلك ، والمُلك على هذا اسم للحالة التي يكون صاحبها مَلِكاً . 4
(الملك)، أل للتعريف تفيد الاستغراق فكل شيء له سبحانه وتعالى، فهو الذي يعطي ويمنع ،
وتقديم المسند على المسند عليه في قوله (بيده الملك) يفيد الاختصاص،فالملك بيده هو سبحانه وتعالى وليس لأحد فيه شيء، فلا يعطي ولا يمنع إلا الله تبارك وتعالى، فقال تعالى (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء ).
وكل مُلك سوى ملك الله فهو ملك ناقص غير تام ، وليس امتلاك صاحبه له على الحقيقة ، والملك الحق هو الله سبحانه وتعالى ،فالكون والأرض ملكه فهو خالقه وصانعه ومدبر أمره كله .
والمُلك بضم الميم تفيد تمام الملكية، فكل (مُلك ) مِلك ، وليس كل مِلك (مُلك)
وقال محمد بن إسحاق: له ملك النبوة التي أعز بها من اتبعه وذل بها من خالف أمره
(وهو على كل شيئ قدير)
الشي يطلق في اللغة على مايتصور ويخبر عنه 6
وهو سبحانه وتعالى قادر على كل شيء ، قرن الأولى وهو الملك التام والملكية التامة وكمال التحكم فيه ،بتمام قدرته على التصرف فيه بما شاء سبحانه وتعالى
(وهو على كل شيء قدير) تفيد أيضاً تمام العلم مع تمام القدرة ، فلا يقدر على فعل كل شيء الا العليم علماً كاملاً .
وتقديم المجرور لاهتمام بما فيه من التعميم ، وقيل لإفادة التعظيم فقدته لا يحدها شيء ليعظم الناس الله عز وجل حق تعظيمه فقدرته وعلمه مطلقان لا يحدهما وصف .

المراجع:
1،2،4التحرير والتنوير-تفسير سورة الملك الآية 1
الماوردي-تفسير سورة الملك الآية 1
6 المعجم الوسيط
الألوسي-تفسير سورة الملك الآية 1
معاني النحو
البقاعي -تفسير سورة الملك الآية 1

أحسنتِ في تطبيقك، زادكِ الله علما ونفع بكِ.
الدرجة:أ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir