دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > المنتديات > المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #76  
قديم 28 ربيع الثاني 1436هـ/17-02-2015م, 02:05 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي


(76)

(فإنه ما سلم في دينه إلا من سَلَّم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ورد علم ما اشتبه عليه
ولا تثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام، فمن رام علم ما حُظر عنه علمه ولم يقنع بالتسليم فهمه، حجبه مرامه عن خالص التوحيد، وصافي المعرفة...)
[العقيدة الطحاوية: 36]
(إن الأدلة العقلية الصريحة توافق ما جاءت به الرسل، وصريح المعقول لا يناقض صحيح المنقول، وإنما يقع التناقض بين ما يدخل في السمع وليس منه، وما يدخل في العقل وليس منه)
[درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية: 232]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #77  
قديم 28 ربيع الثاني 1436هـ/17-02-2015م, 02:19 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي


(77)
{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سورة الأنعام: 122]


- جاء في تفسير القرطبي رحمه الله:
"فأحييناه" يقول: فهديناه للإسلام، فأنعشناه ، فصار يعرف مضارّ نفسه ومنافعها، ويعمل في خلاصها من سَخَط الله وعقابه في معاده، فجعل إبصاره الحق تعالى ذكره بعد عَمَاه عنه، ومعرفته بوحدانيته وشرائع دينه بعد جهله بذلك، حياة وضياء يستضيء به فيمشي على قصد السبيل ومنهج الطريق في الناس.
"كمن مثله في الظلمات" لا يدري كيف يتوجه وأي طريق يأخذ، لشدة ظلمة الليل وإضلاله الطريق. فكذلك هذا الكافر الضال في ظلمات الكفر، لا يبصر رشدًا ولا يعرف حقًّا، يعني في ظلمات الكفر. [الجامع لأحكام القرآن]

- وعند ابن كثير رحمه الله :
"وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ" أي: يهتدي به كيف يسلك ، وكيف يتصرف به؛ والنور هو: القرآن ، كما رواه العَوْفي وابن أبي طلحة، عن ابن عباس. وقال السُّدِّي: الإسلام. والكل صحيح. [تفسير القرآن العظيم]

- وقال ابن حيان رحمه الله:
"يمشي به في الناس" أي يصحبه كيف تقلب؛ وقال "في الناس" إشارة إلى تنويره على نفسه وعلى غيره من الناس، فذكر أن منفعة المؤمن ليست مقتصرة على نفسه؛ وقابل تصرفه بالنور وملازمة النور له باستقرار الكافر "في الظلمات " وكونه لا يفارقها. [البحر المحيط]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #78  
قديم 29 ربيع الثاني 1436هـ/18-02-2015م, 08:55 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(78)

(أعجب الأشياء مجاهدة النفس لأنها تحتاج إلى صناعة عجيبة، فإن أقواماً أطلقوها فيما تحب فأوقعتهم فيما كرهوا، وإن أقواماً بالغوا في خلافها حتى منعوها حقها، وظلموها.
وأثر ظلمهم لها في تعبداتهم فمنهم من أساء غذاءها فأثر ذلك ضعف بدنها عن إقامة واجبها، ومنهم من أفردها في خلوة أثمرت الوحشة من الناس وآلت إلى ترك فرض أو فضل من عيادة مريض، أو بر والدة .
وإنما الحازم من تعلم منه نفسه الجد وحفظ الأصول. فإذا فسح لها في مباح لم تتجاسر أن تتعداه، فيكون معها كالملك إذا مازح بعض جنده، فإنه لا ينبسط إليه الغلام، فإن انبسط ذكر هيبة المملكة.
فكذلك المحقق يعطيها حظها ويستوفي منها ما عليها).

[صيد الخاطر لابن الجوزي]
تلك هي النفس: http://www.saaid.net/daeyat/alromaysa/26.htm


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #79  
قديم 1 جمادى الأولى 1436هـ/19-02-2015م, 07:51 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(79)


(لذة العاقل بتمييزه ولذة العالم بعلمه ولذة الحكيم بحكمته ولذة المجتهد لله عز وجل باجتهاده: أعظم من لذة الآكل بأكله والشارب بشربه والواطئ بوطئه والكاسب بكسبه واللاعب بلعبه والآمر بأمره؛ وبرهان ذلك أن الحكيم والعاقل والعالم والعامل واجدون لسائر اللذات التي سمينا كما يجدها المنهمك فيها، ويحسونها كما يحسها المقبل عليها وقد تركوها وأعرضوا عنها وآثروا طلب الفضائل عليها وإنما يحكم في الشيئين من عرفها لا من عرف أحدهما ولم يعرف الآخر.

إذا تعقبت الأمور كلها فسدت عليك وانتهيت في آخر فكرتك باضمحلال جميع أحوال الدنيا إلى أن الحقيقة إنما هي العمل للآخرة فقط، لأن كل أمل ظفرت به فعقباه حزن إما بذهابه عنك وإما بذهابك عنه، ولا بد من أحد هذين الشيئين إلا العمل لله عز وجل فعقباه على كل حال سرور في عاجل وآجل..)


[الأخلاق والسير في مداوة النفوس لابن حزم: 13]


التوقيع :

رد مع اقتباس
  #80  
قديم 3 جمادى الأولى 1436هـ/21-02-2015م, 09:28 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(80)

(انحرافُ المقاصد والنيِّات: فقد يكون القصد بداية نبيلة والغاية عالية، وبعد فترة تنحرف هذه الغاية وهذا القصد إلى أمورٍ ومقاصدَ أخرى:
أـ فقد يكون القصد: الأخوة في الله، وبعد ذلك تتحول إلى قصد آخر؛ فنلاحظ أنه مثلاً لا يريده أن يتحدث مع غيره، ولا يمزح مع غيره ولا ينظر إلى غيره ولا يهتم بأحد سواه، وقد يصل الأمر أنه عندما يرى منه جفاءًا في يومٍ من الأيام أو عدم اهتمام أو تصرف لا يعجبه يؤدي ذلك إلى نقص في الأخوة وخلل فيها.. ولتعلم أخي أنها ليست أخوة حقة.. أخي: الأخوة من أسمى الدرجات فلا تنزلها لأقلها ولتعلم أيضاً أن العلماء أجمعوا على ضابط الأخوة الحقة وهو: أن الحب في الله [لا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفاء] .. )


[الوقت وأهميته في حياة المسلم:3/221]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #81  
قديم 3 جمادى الأولى 1436هـ/21-02-2015م, 09:32 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(81)

[قال يحيى بن معاذ: حقيقة الحب في الله: أن لا يزيد بالبر، ولا ينقص بالجفاء].
(البر: هو أن يحسن إليك الذي أحببته, ويصلك بأمور الدنيا, أو بنفع البدن بالخدمة وغير ذلك، فلو فعل ذلك ما زاد حبه؛ لأن الحب ليس لهذا، الحب لله.
(ولا ينقص بالجفاء) لو مثلاً جفاك، وأصبح لا يزورك ولا يكلمك ولا يصلك, وانقطعت الصلة بينك وبينه, وليس ذلك عن عداوة، بل مجرد أنه لا يأتي أو أنه مشغول أو غير ذلك، فلا تنقص المحبة من أجل ذلك, لأنها ليست لأمر نفع دنيوي, وإنما هي لشيء قام به وهو طاعة الله، فهو يحب لله، وليس لذاته ولا لشيء يقدمه, وإنما يحب لأنه يحب الله, فأنت تحبه لأنه يحب حبيبك، إذا كانت أمور الدنيا بهذه المثابة لا تزيد ولا تنقص سواء جاءت أو ذهبت، فالمحبة لله أعظم، أما المحبة للدنيا وللناس فهذه ما تجدي شيئاً, فهذه تنقطع بسرعة، لما حصلت مبادلة النفع زادت، فإذا نقصت أو زالت ذهب ذلك وزال لأنه ليس لله، وكل ما لم يكن لله فهو زائل وذاهب لأنه باطل، وإنما يثبت الحق الذي لله جل وعلا).

[شرح كتاب التوحيد:4/86]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #82  
قديم 13 جمادى الأولى 1436هـ/3-03-2015م, 06:39 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(82)

(.. فإنهم أعقل خلق الله جل وعز عنه، لما فهموا من كلامه وتدبروا معاني قوله، وبذلك أمَّنهم ورضي عنهم وأثنى عليهم، ورفع به قدرهم؛ لأنهم فهموا منه ما أخبرهم عنه بكلامه الذي أنزله في كتابه، إذ يقول جل وعز: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}
فلما عقلوا ذلك عن ربهم ابتغوا منه الشفاء والهدى والرحمة، فداووا به قساوة قلوبهم، وغسلوا به رين ذنوبهم، ووضعوا دواءه على أدواء قلوبهم، ونفوا به سوء النيات من ضمائرهم، وأزالوا به وَحَر صدورهم، ونظروا ببصائرهم إلى ما يشبه الشبهات من سوء الدلائل ومكايد الشيطان وزخرف المبطلين، وكشفوا بمنار دلائله ما وارته الظلمات وغطته الشهوات من خفيات الغيوب ومعالم الطريق المضروب على المحاجّ الواضحات والبرهان النير؛ فنظروا بنور هداية كلام الرب جل ذكره وواضح دلائله إلى ما خفي عن الغافلين المؤْثرين لأهوائهم على استيضاح كتاب ربهم جل مولانا وتعالى، فهتكوا بنوره حجاب كل ظلمة، وكشفوا بتبيانه غطاء كل ضلالة وبدعة؛ لأنه الدليل الواضح، والصراط المستقيم الذي جعله الله للناس إمامًا، ورضي به بينهم حاكمًا، فأماتوا عنده كل شهوةٍ، وانبعثوا بتأمله إلى كل رغبة، وحنُّوا بتشويقه إلى جوار المولى الكريم، وصبروا لأحكامه في كل عسر ويسر، وتأدبوا بأدبه في كل أقوالهم، وتزينوا بأخلاقه في كل أمورهم، فصاروا للقيام به للمتعبدين أعلاماً، يرجع الحائرون عن الحق إلى سبيلهم، ويتأدبون بمكارم أخلاقهم، ويتزينون بزينة هديهم، ويستضيئون بنور هدايتهم، ويدينون بما أُلْزِموا من برهان حجته.
فارغب إلى الله عز وجل في طلب آثارهم، وسلوك طريقهم، فإن العاقل عن الله بدلائل الكتاب مستبصرٌ، وبحبله عن كل هلكةٍ معتصمٌ، ولربه بتلاوته في الخلوات مناجٍ؛ لأنه بنجاة نفسه مهتمٌ، ففزِع إلى فهم كلام الرب جل وعز، ليُحيي به قلبه، وينجو به من عقابه، في يوم يندم فيه الغافلون، ويخسر فيه المبطلون، فكفى بكتاب الله عز وجل عن غيب الآخرة مخبراً، وببصائره للعوام موضحاً؛ لأن من فهم عن الله عز وجل؛ ذاق طعم حلاوته، وخالط فهمه لذة مناجاته، إذ عرف من يحاوره، فعقل عن الله عز وجل ما به خاطبه، فاتخذه معاذًا، فسكن إلى الله جل وعز، وأنس به من كل وحشةٍ، فلم يؤثر شيئاً عليه، فكان للمتقين الماضين قبله في الدنيا خَلفًا، وللآخرين المريدين من بعده سَلفًا، فتدبر القرآن أيام حياته، فصار لله جل وعز به مستفيدًا؛ لأنه الدليل الهادي للعباد قبل نزول المَحَلِّ، وحادي المشتاقين إلى جوار الكريم، فبه نطق الحكماء، وبه أنس المنفردون إلى إدمان الفكر في معانيه..) يتبع في الانبعاجة التالية بمشيئة الله.

[من مقدمة كتاب فهم القرآن للحارث المحاسبي رحمه الله]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #83  
قديم 14 جمادى الأولى 1436هـ/4-03-2015م, 08:55 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(83)
تابع (82)
(.. لا يضلُّ السالك باتباع دلائله؛ لأنه النور الذي استضاء به الموقنون، والغاية التي يتسابق إليها المتسابقون، والمنهج الذي لا يصل السالك إلا باتباع دلائله، ولا يعلم له طريق النجاة إلا مع الاستضاءة بنوره، ولا يصاب الحق إلا في محكم آياته. شفيعٌ في القيامة لمن تقرب إلى الله جل وعز برعايته، وحفظ حدوده، وصبر لله جل وعز على أحكامه. وهو الماحِل لمن لم يكن في قلبه منه إلا حفظ حروفه، وفي جوارحه منه إلا تلاوته.
هو القول الذي فُصِّلت آياته، والفرقان الذي يميِّز بين الحق والأباطيل بشواهد بيناته، حكمةٌ بالغةٌ منزلةٌ من حكيم الحكماء، وعليم العلماء، أنزله الله تعالى لأدواء القلوب شافيا، ولمن حرم حرامه وأحل حلاله عن النار عادلا، ولمن حذر مخاوفه في مقيل الجنان نازلاً.
فأهل العلم بكلام ربهم عز وجل هم أهل الصفاء من الأدناس، وأهل الخاصة من الله جل وعز الذين أشعروا فهمه قلوبهم، وتدبروا آياته عند تلاوته بألبابهم، فتزوَّدوا لبعد سفرهم إلى معادهم، وفهموا منه شدة إجهادهم يوم القيامة، ففزعوا، وذكروا به السؤال من الله عز وجل، فاستعدوا للجواب عما عملوا، فتابوا إلى الله جل وعز عن كل ذنبٍ، وتطهروا له من كل دنسٍ، وأخلصوا له النيات في أعمالهم، ليجيبوه عما سلف من ذنوبهم بالتوبة، وعن إرادتهم في طاعته بصدق النية، فاستعدوا بالقرآن للعرض والسؤال، منقادون له بذلتهم، وخاشعون له باستكانتهم؛ لأنهم وقروه لإجلال المتكلم به، غير مغيبين عن تلاوته لطلب حقائق معانيه، ولا مستهينين بحرماته؛ فانتعشوا به من كل صرعةٍ، وجبر الله لهم به من مصيبةٍ.
فما زال ذلك دأب العاقلين عن ربهم؛ لأنه ربيع قلوب الموقنين وراحة الراجين ومستراح المحزونين، لا ينقص نوره لدوام تلاوته، ولا يدرك غور فهمه، ولا يبلغ له غاية نهاية تاليه أبدًا؛ لأنه كلام الرب - جل ثناؤه - الذي تعلق المتقون بعروته، والملجأ الذي أوى الراهبون إلى كنف رحمته).

[من مقدمة كتاب فهم القرآن للحارث المحاسبي رحمه الله]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #84  
قديم 14 جمادى الأولى 1436هـ/4-03-2015م, 09:04 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(84)

{ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [سورة البقرة:2] فنتكلم عن التقوى في ثلاثة فصول:
الأول: في فضائلها المستنبطة من القرآن
، وهي خمس عشرة:
1. الهدى كقوله: {هدى للمتقين} [البقرة: 2]
2. والنصرة، لقوله: {إن الله مع الذين اتقوا} [النحل: 128]
3. والولاية لقوله: {الله ولي المتقين} [الجاثية: 18]
4. والمحبة لقوله: {إن الله يحب المتقين} [براءة:4]
5. والمغفرة لقوله: {إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا} [الأنفال: 29]
6-7. والمخرج من الغم والرزق من حيث لا يحتسب لقوله: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا} [الطلاق: 2] الآية.
8. وتيسير الأمور لقوله: {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا [الطلاق: 4]
9-10. وغفران الذنوب وإعظام الأجور لقوله: {ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا [الطلاق: 5]
11. وتقبل الأعمال لقوله: {إنما يتقبل الله من المتقين} [المائدة: 27]
12. والفلاح لقوله: {واتقوا الله لعلكم تفلحون} [البقرة: 189]
13. والبشرى لقوله: {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة}[يونس: 64]
14. ودخول الجنة لقوله: {إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم} [القلم:34]
15. والنجاة من النار لقوله: {ثم ننجي الذين اتقوا} [مريم: 72] .

الفصل الثاني: البواعث على التقوى
عشرة:
1. خوف العقاب الأخروي.
2. وخوف العقاب الدنيوي.
3. ورجاء الثواب الدنيوي.
4. ورجاء الثواب الأخروي.
5. وخوف الحساب
6. والحياء من نظر الله، وهو مقام المراقبة.
7. والشكر على نعمه بطاعته.
8. والعلم لقوله: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} [فاطر: 28] .
9. وتعظيم جلال الله، وهو مقام الهيبة.
10. وصدق المحبة لقول القائل:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه = هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حـــبك صادقا لأطعتـه = إن المحب لمن يحب مطـيع ).

[تفسير التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي:1/69]


التوقيع :

رد مع اقتباس
  #85  
قديم 21 جمادى الأولى 1436هـ/11-03-2015م, 11:00 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(85)
(فالذي يتعيَّن على المسلم الاعتناءُ به والاهتمامُ: أن يبحثَ عمَّا جاء عن الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ثم يجتهد في فهم ذلك، والوقوف على معانيه
ثم يشتغل بالتصديق بذلك إن كان من الأمور العِلْمية.
وإن كان من الأمور العَمَلية، بذلَ وُسْعَه في الاجتهاد في فِعْل ما يستطيعه من الأوامر، واجتناب ما يُنهى عنه، وتكون همته مصروفة بالكُلِّية إلى ذلك، لا إلى غيره.

وهكذا كان حالُ أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - والتابعين لهم بإحسان في طلبِ العلم النافع من الكتاب والسنة)
[جامع العلوم والحكم_ابن رجب]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #86  
قديم 22 جمادى الأولى 1436هـ/12-03-2015م, 04:16 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(86)
  • لو لم يكن من فضل الْعِلْم إلا أن الجهال يهابونك ويجلونك وأن العلماء يحبونك ويكرمونك لكان ذلك سبباً إلى وجوب طلبه فكيف بسائر فضائله في الدنيا والآخرة! ولو لم يكن من نقص الجهل إلا أن صاحبه يحسد العلماء ويغبط نظراءه من الجهال لكان ذلك سبباً إلى وجوب الفرار عنه فكيف بسائر رذائله في الدنيا والآخرة!.
  • لو لم يكن من فائدة الْعِلْم والاشتغال به إلا أنه يقطع المشتغل به عن الوساوس المضنية ومطارح الآمال التي لا تفيد غير الهم وكفاية الأفكار المؤلمة للنفس لكان ذلك أعظم داع إليه فكيف وله من الفضائل ما يطول ذكره! ومن أقلها ما ذكرنا مما يحصل عليه طالب العلم.
  • لو تدبر العالم في مرور ساعاته ماذا كفاه الْعِلْم من الذل بتسلط الجهال ومن الهم بمغيب الحقائق عنه ومن الغبطة بما قد بان له وجهه من الأمور الخفية عن غيره لزاد حمداً لله عز وجل وغبطة بما لديه من الْعِلْم ورغبة في المزيد منه.
[الأخلاق والسير في مداواة النفوس لابن حزم, فصل في العلم]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #87  
قديم 23 جمادى الأولى 1436هـ/13-03-2015م, 09:34 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(87)
من شغل نفسه بأدنى العلوم وترك أعلاها وهو قادر عليه كان كزارع الذرة في الأرض التي يجود فيها البر وكغارس الشعراء حيث يزكو النخل والزيتون.
من مال بطبعه إلى علم ما وإن كان أدنى من غيره فلا يشغلها بسواه، فيكون كغارس النارجيل بالأندلس وكغارس الزيتون بالهند وكل ذلك لا ينجب.
أجل العلوم ما قربك من خالقك تعالى وما أعانك على الوصول إلى رضاه.
أنظر في المال والحال والصحة إلى من دونك وانظر في الدين والعلم والفضائل إلى من فوقك.
[الأخلاق والسير في مداواة النفوس لابن حزم, فصل في العلم]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #88  
قديم 26 جمادى الأولى 1436هـ/16-03-2015م, 07:25 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(88)
3 (تابع 82,83)

(قلت: قد علمتَ أن في فهمه النجاة، وفي الإغفال عنه الهلكة. فلو ذاب أهل السموات، وأهل الأرض حين يسمعون كلام الله عز وجل، أو ماتوا خمودا أجمعون؛ لكان ذلك حُقَّ لهم، ولما كان ذلك كثيرا إذا تكلم الله عز وجل به تكليما من نفسه من فوق عرشه، من فوق سبع سمواته. فإذا عظم في صدرك تعظيم المتكلم به، لم يكن عندك شيء أرفع ولا أشرف، ولا أنفع ولا ألذ ولا أحلى من استماع كلام الله جل وعز، وفهم معاني قوله؛ تعظيمًا وحبًا له وإجلالا، إذ كان تعالى قائله، فحب القول على قدر حب قائله.
وكذلك نجده في فطرنا فيما بيننا وبين الخلق، نحب قول الأخ والقرابة والعالم والشريف على قدر محبتنا له، ونُجِلُّ قوله، ونعظم ونردد ذكره، ونتفهم معانيه، على قدر حبنا له وإجلالنا له. فكلام العالم عندنا أحلى وألذ وأرفع وأجل من كلام الجاهل، وكلام الشريف من كلام الوضيع، وكلام من أحسن إلينا كمن لا إحسان له إلينا، وكلام الناصح المتحنن من كلام من لا ينصحنا ولا يتحنن علينا، حتى إن كلام الوالدة نجد له من اللذة والحلاوة ما لا نجد من كلام غيرها؛ لمعرفتنا برحمتها، ونصحها وتحننها علينا.
فلا أحد أعظم من الله عز وجل عندنا قدرًا ولا أشرف، بل لا شرف ولا قدر لمن لم يجعل الله عز وجل له الشرف والقدر، ولا أحد أعلم من الله جل وعز، ولا أحد أنصح لنا ولا أرحم ولا أعظم تحننًا من الله تعالى، بل لم يرحمنا راحم ولم ينصحنا ناصح ولم يتحنن علينا متحنن إلا بما استودع لنا في قلبه، وسخره لنا بالرحمة والنصح.
ألم تسمع قول عبد الله (بن مسعود): "من أراد أن يعلم أنه يحب الله عز وجل فلينظر هل يحب القرآن" (وقوله): "من سره أن يعلم أنه يحب الله ورسوله فلينظر؛ فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله".
(و)عن عبد الله بن يزيد: "لا يسأل عبد عن نفسه إلا القرآن، فمن كان يحب القرآن فهو يحب الله ورسوله".
فمن كان كذلك محبا له يحبه الله، والله أحب إليه من نفسه، ومن كل شيء؛ كان تلاوة القرآن وتفهمه ألذ الأشياء عنده، وأنفعها لقلبه، ولم يمل من تلاوته، ولم يقنع بتلاوته دون أن يطلب الفهم لمعاني ما أراد الله عز وجل، من تعظيمه وتبجيله ومحبته، وأمره، ونهيه، وإرشاده، وآدابه، ووعده، ووعيده، ويعلم أنه لا ينال منافع آخرته، ولا الفوز فيها، والنجاة من هلكتها، إلا بالعلم الدال على كل نجاة، والمُنْجِي له من كل هلكة، ولا نجاة له في آخرته، ولا اعتصام له في انتهائه عما يستوجب به عذاب ربه، إلا بالعلم الدال على ذلك.
فإذا علم ذلك رغب في العلم ليحركه لطلب الفوز من عذاب الله تعالى، ومن سبيل كل هلكة، ويدل على سبيل محجة النجاة عن بيان وبصيرة، وتَجَانَب طرق الردى بعد إيضاح واستبانة لها.
فإذا رغب في ذلك، نظر بعقل صحيح أن العلم أرفع للمقدار، وأنفع للقلوب، وأفتحه لأبصارها. فعلم أن العلم على قدر العالم، فأي العلماء أعلم، كان طلب علمه أحب إليه من طلب علم من هو دونه في العلم.
ألا ترى أن الاستماع من الرسل عليهم السلام والتفهم عنهم أولى وأرفع عند الناس لعظيم قدرهم؛ لأنهم عن الله عز وجل أخذوا علمهم، وأنهم معصومون من الخطأ من الله جل وعز في دينه، فقد لزم قلوب المؤمنين الأمان من الخطأ فيما أخذوا عنهم من العلم، وكذلك أتباعُ الرسل أرفع في العلم ممن دونهم من التابعين.
فاعرف ذلك، ثم اعرف القرآن كلام من هو، وهل أحد أعلم من قائله والمتكلم به؟ ولا يصيب أحد علماً إلا من قائله، وهو الله رب العالمين جل ثناؤه، وتقدست أسماؤه).

[من مقدمة كتاب فهم القرآن للحارث المحاسبي رحمه الله]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #89  
قديم 30 جمادى الأولى 1436هـ/20-03-2015م, 07:26 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(89)

- والعاقل يعرف حق المحسن، ويجتهد في مكافأته، وجهل الإنسان بحقوق المنعم من أخس صفاته، لا سيما إذا أضاف إلى جحد الحق المقابلة بسوء المنقلب.
- برهما يكون بطاعتهما فيما يأمران به ما لم يكن بمحظور، وتقديم أمرهما على فعل النافلة، والاجتناب لما نهيا عنه، والإنفاق عليهما، والتوخي لشهواتهما، والمبالغة في خدمتهما، واستعمال الأدب والهيبة لهما، فلا يرفع الولد صوته، ولا يحدق إليهما، ولا يدعوهما باسمهما، ويمشي وراءهما، ويصبر على ما يكره مما يصدر منهما.
- وأن ابن عباس رضي الله عنهما أتاه رجل، فقال: أني خطبت امرأة فأبت أن تنكحني، وخطبها غيري فأحبت أن تنكحه، فغرت عليها فقتلتها، فهل لي من توبة؟
قال: أمك حية؟ قال: لا. قال: تب إلى الله وتقرب إليه ما استطعت.
فقال رجل لابن عباس: لم سألته عن حياة أمه؟ قال: (إني لا أعلم عملاً أقرب إلى الله عز وجل من بر الوالدة).
- قال هشام بن حسان: قلت للحسن: إني أتعلم القرآن، وإن أمي تنتظرني بالعشاء، قال الحسن: (تعش العشاء مع أمك تقر به عينها، أحب إلي من حجة تحجها تطوعاً).

[مقتبسات من كتاب بر الوالدين لابن الجوزي رحمه الله]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #90  
قديم 5 جمادى الآخرة 1436هـ/25-03-2015م, 11:29 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(90)
إرادة الخير للغير ودفعهم إليه

(حدثنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا الأعمش، قال:
خرجت أنا وإبراهيم النخعي ونحن نريد الجامع، فلما صرنا في خلال طرقات الكوفة قال لي: يا سليمان.
قلت: لبيك.
قال: هل لك أن تأخذ في خلال طرقات الكوفة كي لا نمر بسفهائها فينظرون إلى أعور وأعمش فيغتابونا ويأثمون؟
قلت: يا أبا عمران، وما عليك في أن نؤجر ويأثمون؟
قال: يا سبحان الله، بل نسلم ويسلمون خير من أن نؤجر ويأثمون). [المنتظم في تاريخ الملوك والأمم: 7/22]

(أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ صَفِيَّةَ - زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزُورُهُ فِي اعْتِكَافِهِ فِي المَسْجِدِ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا يَقْلِبُهَا، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ المَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ، مَرَّ رَجُلاَنِ مِنَ الأَنْصَارِ، فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَى رِسْلِكُمَا، إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ»، فَقَالاَ: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنَ الإِنْسَانِ مَبْلَغَ الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا»)
[صحيح البخاري, رقم الحديث: 2035]

عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» [ صحيح البخاري, رقم الحديث: 13]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #91  
قديم 9 جمادى الآخرة 1436هـ/29-03-2015م, 07:26 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(91)
من أعجب القصص عن علو الهمة في الطلب
بقي بن مخلد والإمام أحمد بن حنبل رحمهما الله

(نقل بعض العلماء من كتاب لحفيد بقي عبد الرحمن بن أحمد: سمعت أبي يقول: رحل أبي من مكة إلى بغداد، وكان رجلا بغيته ملاقاة أحمد بن حنبل.

قال: فلما قربت بلغتني المحنة، وأنه ممنوع (وذلك في فتنة خلق القرآن حين جعل الإمام تحت ما يسمى الإقامة الجبرية ومنع من التحديث) فاغتممت غما شديدا، فاحتللت بغداد، واكتريت (استأجرت) بيتا في فندق، ثم أتيت الجامع وأنا أريد أن أجلس إلى الناس، فدفعت إلى حلقة نبيلة، فإذا برجل يتكلم في الرجال، فقيل لي: هذا يحيى بن معين.
ففرجت لي فرجة، فقمت إليه، فقلت: يا أبا زكريا: - رحمك الله - رجل غريب ناء عن وطنه، يحب السؤال، فلا تستجفني، فقال: قل.
فسألت عن بعض من لقيته، فبعضا زكى، وبعضا جرح، فسألته عن هشام بن عمار،، فقال لي: أبو الوليد، صاحب صلاة دمشق، ثقة، وفوق الثقة، لو كان تحت ردائه كبر، أو متقلدا كبرا، ما ضره شيئا لخيره وفضله، فصاح أصحاب الحلقة: يكفيك - رحمك الله - غيرك له سؤال.
فقلت - وأنا واقف على قدم: اكشف عن رجل واحد: أحمد بن حنبل، فنظر إلي كالمتعجب، فقال لي: ومثلنا، نحن نكشف عن أحمد ؟! ذاك إمام المسلمين، وخيرهم وفاضلهم.
فخرجت أستدل على منزل أحمد بن حنبل، فدللت عليه، فقرعت بابه، فخرج إلي، فقلت: يا أبا عبد الله: رجل غريب، نائي الدار، هذا أول دخولي هذا البلد، وأنا طالب حديث ومقيد سنة، ولم تكن رحلتي إلا إليك، فقال: ادخل الاصطوان ولا يقع عليك عين.
فدخلت، فقال لي: وأين موضعك ؟ قلت: المغرب الاقصى.
فقال: إفريقية ؟ قلت: بعد من إفريقية، أجوز من بلدي البحر إلى إفريقية، بلدي الاندلس، قال: إن موضعك لبعيد، وما كان شئ أحب إلي من أن أحسن عون مثلك، غير أني ممتحن بما لعله قد بلغك.
فقلت: بلى، قد بلغني، وهذا أول دخولي، وأنا مجهول العين عندكم، فإن أذنت لي أن آتي كل يوم في زي السؤال (أي: كشحاذ يطلب الصدقة) فأقول عند الباب ما يقوله السؤال، فتخرج إلى هذا الموضع، فلو لم تحدثني كل يوم إلا بحديث واحد، لكان لي فيه كفاية.
فقال لي: نعم، على شرط أن لا تظهر في الخلق، ولا عند المحدثين.
فقلت: لك شرطك، فكنت آخذ عصا بيدي، وألف رأسي بخرقة مدنسة، وآتي بابه فأصيح: الأجر - رحمك الله - والسؤال هناك كذلك (مثلما يقال عندنا: لله يا محسنين، صدقة لله) فيخرج إلي، ويغلق ويحدثني بالحديثين والثلاثة والاكثر، فالتزمت ذلك حتى مات الممتحن له، وولي بعده من كان على مذهب السنة، فظهر أحمد، وعلت إمامته، وكانت تضرب إليه آباط الابل، فكان يعرف لي حق صبري، فكنت إذا أتيت حلقته فسح لي، ويقص على أصحاب الحديث قصتي معه، فكان يناولني الحديث مناولة، ويقرؤه علي وأقرؤه عليه، واعتللت في خلق معه) [سير أعلام النبلاء]

أتى من (أسبانيا) إلى (العراق) بغيرما طائرة!
فرأى مقصده ممنوعا، فلم ييأس وطلب العلم عند غيره!
ثم حنّ للمعلم الذي قصده، فجاهد لبلوغه!
لم يستقل الحديث والاثنين، رغم أنه أوقف حياته كلها لأجل هذا!
صمد وصبر، وثابر .. حتى بلغ.
لم تغريه عزة نفس مكذوبة ولا وساوس الشيطان، وبلغ من حبه للطلب وحرصه أن يقبل بمظهر الشحاذين!
ومن صدقه في الطلب قبوله أن يبقى مغبونا مجهولا بين الناس، لم يغريه حب الظهور ولا رغبة الاشتهار.
فاللهم من فضلك نسألك، ربّّ زدنا علمًا، ومنك سبحانك ارزقنا إخلاصا وقبولا.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #92  
قديم 14 جمادى الآخرة 1436هـ/3-04-2015م, 02:32 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(92)

قال صلى الله عليه وسلم
: "أكثر منافقي أمتي قراؤها" وفي رواية "أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها "
رواه أحمد والبيهقي والطبراني وقال الأرناؤوط صحيح وهذا إسناد حسن وقال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 386 : ورد من حديث عبد الله بن عمرو و عقبة بن عامر، و عبد الله بن عباس، وعصمة بن مالك.

  • قال البيقهي: (القراء: حفظة القرآن ومن يجيدون قراءته)
  • (..أي الذين يتأولونه على غير وجهه ويضعونه في غير مواضعه أو يحفظون القرآن تقية للتهمة عن أنفسهم وهم معتقدون خلافه، فكان المنافقون في عصر النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة، ذكره ابن الأثير .. وقال الزمخشري: أراد بالنفاق الرياء لأن كلا منهما إرادة ما في الظاهر..) [فيض القدير: ج2]
  • وقال صاحب معاني الأخيار في مقارنة بين حال المنافق والقارئ المرائي: (..والله أعلم هذا نفاق العمل لا نفاق الاعتقاد، وذلك أن المنافق هو الذي أظهر شيئا وأضمر خلافه، أظهر الإيمان بالله لله، وأضمر عصمة ماله ودمه، والمرائي بعمله الدار الآخرة، وأضمر ثناء الناس وعرض الدنيا، والقارئ أظهر أنه يريد الله بعمله ووجهه لا غير، وأضمر حظ نفسه وهو الثواب، ويرى نفسه أهلا لذلك، وينظر لعمله بعين الإجلال، فلأن كان باطنه خلاف ظاهره صار منافقا إذ المنافق بإيمانه قصد حظ نفسه، والقارئ بعمله قصد حظ نفسه فاستويا في القصد ، ومخالفة الباطن والظاهر ، فاستويا في الإثم لاستوائهما في القصد والصفة ، فالمنافق راءى الإمام والسلطان وعوام المسلمين ، والمرائي راءى الزهاد والعباد ، وأرباب الدين ، والقارئ راءى الله عز وجل فصال بعمله ، وأعجب بنفسه ، وتمنى على ربه).
  • وقال شارح كتاب الاستذكار لابن عبد البر: (أن القرآن قد يقرؤه من لا دين له ولا خير فيه ولا يجاوز لسانه وقد مضى هذا المعنى عند قول ابن مسعود {وسيأتي على الناس زمان قليل فقهاؤه كثير قراؤه تحفظ فيه حروف القرآن وتضيع حدوده} وذكرنا هناك قول رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثر منافقي أمتي قراؤها وحسبك بما ترى من تضييع حدود القرآن وكثرة تلاوته في زماننا هذا بالأمصار وغيرها مع فسق أهلها والله أسأله العصمة والتوفيق والرحمة فذلك منه لا شريك له..).


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #93  
قديم 27 شعبان 1436هـ/14-06-2015م, 08:12 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(93)

(جاء عيينة بن حصن والأقرع بن حابس إلى أبي بكر رضي الله عنه ، فقالا: يا خليفة رسول الله إن عندنا أرضاً سبخة ليس فيها نخلٌ ولا منفعة ،
فإن رأيت أن تقطعناها لعلنا نحرثها ونزرعها ولعل الله ينفع بها بعد اليوم.
فأقطعهما إياها، وكتب لهما كتاباً وأشهد في ذلك عمر، وعمر ليس في القوم، فانطلقا إلى عمر ليشهداه، فلما سمع ما في الكتاب تناوله من أيديهما ثم تفل فيه فمحاه، فتذمرا وقالا مقالة سيئة.

فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتألّفكما والإسلام يومئذ ذليل، وإن الله عز وجل قد أعز الإسلام، فاذهبا فاجهدا جهدكما، لا أرعى الله عليكما إن أرعيتما.
قال: فأقبلا إلى أبي بكر وهما يتذمران فقالا: والله ما ندري أنت الخليفة أم عمر؟
فقال: عمر غير أن الطاعة لي. [ وفي رواية بل هو لو كان شاء]
قال: فجاء عمر مغضباً حتى وقف على أبي بكر فقال: أخبرني عن هذه الأرض التي أقطعتها هذين الرجلين أرض لك خاصة أم هي بين المسلمين عامة؟
قال: فما حملك على أن تخص هذين بها دون جماعة المسلمين؟
قال: استشرت هؤلاء الذين حولي فأشاروا علي بذلك.
قال: فإذا استشرت هؤلاء الذين حولك أكل المسلمين أوسعت مشورة ورضىً؟
فقال أبو بكر: قد كنت قلت لك إنك أقوى على هذا الأمر مني ولكنك غلبتني) [تاريخ البخاري وكذا البيهقي وابن عساكر وابن أبي شيبة والسيوطي وصاحب تاريخ دمشق]

[ قيل في التواضع] :
* التواضع: مجاهدة النفس في وضعها وسقوطها فهي تريد الرفعة وأنت تريد السقوط. [ابن عجيبة إيقاظ الهمم شرح متن الحكم]
* قال ذو النون المصري: من أراد التواضع فليوجه نفسه إلى عظمة الله فإنها تذوب وتصغر ومن نظر إلى سلطان الله تعالى ذهب عنه سلطان نفسه لأن النفوس كلها محقورة عند هيبته. المرجع السابق .
* سئل الجنيد عن التواضع ؛ فقال: خفض الجناح للخلق ؛ ولين الجانب لهم. الرسالة القشيرية .
* سُئِل الفضيل : ما التواضع ؟ قال: أن تخضع للحق وتنقاد له، ولو سمعته من صبي قبلته منه، ولو سمعته من أجهل الناس قبلته منه. حلية الأولياء .
* سُئِل يوسف بن أسباط: ما غاية التواضع؟ قال: أن تخرج من بيتك فلا تلقى أحداً إلا رأيت أنه خير منك ! حلية الأولياء .
* قال الشوكاني : أما التواضع فهو أن لا يرى لنفسه حقاً.
* عن عمرو بن قيس ، قال: ثلاث من رؤوس التواضع:
- أن تبدأ بالسلام على من لقيت ،
- وأن ترضى بالمجلس الدون من الشرف ،
- وأن لا تحب الرياء والسمعة والمدحة في عمل الله . حلية الأولياء .


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #94  
قديم 1 رمضان 1436هـ/17-06-2015م, 07:17 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

الحمد لله الذي بلغنا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساجدة فاروق مشاهدة المشاركة
(66)

- من هو الصائم؟
(والصائم هو الذي: صامت جوارحه عن الآثام ، ولسانه عن الكذب والفحش وقول الزور، وبطنه عن الطعام والشراب ، وفرجه عن الرفث.
فإن تكلم لم يتكلم بما يجرح صومه، وإن فعل لم يفعل ما يفسد صومه، فيخرج كلامه كله نافعاً صالحاً، وكذلك أعماله، فهي بمنزلة الرائحة التي يشمها من جالس حامل المسك، كذلك من جالس الصائم انتفع بمجالسته، وأَمِن فيها من الزور والكذب والفجور والظلم.
هذا هو الصوم المشروع لا مجرد الإمساك عن الطعام والشراب، فالصوم هو صوم الجوارح عن الآثام، وصوم البطن عن الشراب والطعام، فكما أن الطعام والشراب يقطعه ويفسده فهكذا الآثام تقطع ثوابه، وتفسد ثمرته، فتصيره بمنزلة من لم يصم) [ابن القيم رحمه الله]

- أدب الصوم:
(كف الجوارح عن الآثام وتمامه بستة أمور:
** الأول: غض البصر، وكفه عن الاتساع في النظر إلى كل ما يذم ويكره، وإلى كل ما يشغل القلب ويلهى عن ذكر الله عز وجل.
** الثاني: حفظ اللسان عن الهذيان، والكذب، والغيبة، والنميمة، والفحش، والجفاء، والخصومة، والمراء وإلزامه السكوت، وشغله بذكر الله سبحانه، وتلاوة القرآن، فهذا صوم اللسان.
** الثالث: كف السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه، لأن كل ما حرم قوله حرم الإصغاء إليه.
** الرابع: كف بقية الجوارح عن الآثام: من اليد، والرجل، وعن المكاره، وكف البطن عن الشبهات وقت الإفطار، فلا معنى للصوم وهو الكف عن الطعام الحلال ثم الإفطار على الحرام، فمثال هذا الصائم مثال من يبني قصراً ويهدم مصراً.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((كم من صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش))، فقيل: هو الذي يفطر على الحرام، وقيل: هو الذي يمسك عن الطعام الحلال ويفطر على لحوم الناس بالغيبة وهو حرام، وقيل: هو الذي لا يحفظ جوارحه عن الآثام.
** الخامس: أن لا يستكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار بحيث يمتلئ جوفه، وكيف يستفاد من الصوم قهرُ عدوا الله وكسر الشهوة إذا تدارك الصائم عند فطره ما فاته ضحوة نهاره ؟! وربما يزيد عليه في ألوان الطعام، حتى استمرت العادات بأن تدخر جميع الأطعمة لرمضان فيؤكل من الأطعمة فيه ما لا يؤكل في عدة أشهر. ومعلوم أن مقصود الصوم الخواء وكسر الهوى، لتقوى النفس على التقوى.
** سادساً: أن يكون قلبه بعد الإفطار معلقاً مضطرباً بين الخوف والرجاء، إذ ليس يدري أيقبل صومه فهو من المقربين، أو يرد عليه فهو من الممقوتين؟ وليكن كذلك في آخر كل عبادة يفرغ منها) أ.هـ
[إحياء علوم الدين]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #95  
قديم 14 شوال 1436هـ/30-07-2015م, 01:48 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(95)
طالب العلم وتقوية الذاكرة

وقت السحر:
الوقت الذي قبل الفجر مباشرة -وقت السحر- هو وقت التنزل الإلهي فيقوم الإنسان بصلاة ما يتيسر له فيه من الركعات، ثم يوتر بواحدة ويبدأ في الحفظ، هذا الوقت فيه بركة لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"اللهم بارك لأمتي في بكورها" (صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داوود)، والأطباء اكتفوا فيه سراً جديداً وهو أن الأكسجين في هذه اللحظات يكون ثلاثياً (نتيجة اتحاد ذرة أكسجين ثنائي عادية مع ذرة حرة o3) وإذا استنشقه الإنسان – سبحان الله- يعطيه نشاط غير عادي، والذين يذهبون لصلاة الفجر ثم يعودون يستنشقون هذا الأكسجين الثلاثي إلى أن تطلع أشعة الشمس فتكسر هذا الأكسجين إلى أكسجين ثنائي عادي لكل الناس.
• كيف يستغل الإنسان جميع خلايا المخ في الحفظ؟
الإنسان عنده 200 بليون خلية في المخ، ومعظم الناس لا يستغل إلا 10% فقط من خلايا المخ والباقي معطل، فكيف يستغل الإنسان قدر كبير- لا نقول 100%- ولكن أكبر قدر ممكن من خلايا المخ، سبحان الله المخ طاقة جبارة لا تمثل أجهزة الحاسوب شيئاً بالنسبة له، فهو من نتائج إعمال المخ بعد توفيق الله عزَّ وجلَّ.
أنت حينما تقوم بترديد متن معين لتحفظه وتكرره مرات، وأنت تتلفت حولك فيأخذ ذلك من تركيزك وتشتت الذهن فيأخذ كل منظر تقع عليه عينك جزء من خلايا المخ ويبقى جزء بسيط جداً للحفظ لأن كل صورة تلتقطها العين يقوم المخ بتحليلها وتأخذ حيز منه ، فلا تذاكر أمام الورود والبساتين وهذه الأشياء كما يقول الناس، فهذا ليس صحيحاً، فاقرأ وكرر حوالي 20 مرة وأنت تنظر في المحفوظ، وإذا أردت أن ترفع بصرك فارفعه إلى جدار مثلاً، ويكون أملس وليس به أي شيء يلفت النظر، ولا يلتفت.
إذاً كيف تستغل جميع خلايا المخ في الحفظ؟

تابع كامل الموضوع في المرفقات عن صاحبه الشيخ: وحيد عبد السلام بالي.
المقال بعنوان: (قواعد إدارة العقل) وإن كان غالبه في العادات والأغذية المعينة على تقوية الذاكرة.

الملفات المرفقة
نوع الملف: rar قواعد إدارة العقل .. للشيخ وحيد بن بالي PDF.rar‏ (682.2 كيلوبايت, المشاهدات 19)

التوقيع :
رد مع اقتباس
  #96  
قديم 17 شوال 1436هـ/2-08-2015م, 07:53 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(96)
[باب في الإخلاص]

- وروينا عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "إنما يعطى الرجل على قدر نيته"، وعن غيره: "إنما يعطى الناس على قدر نياتهم".
- وروينا عن الأستاذ أبي القاسم القشيري رحمه الله تعالى، قال: الإخلاص: "إفراد الحق في الطاعة بالقصد، وهو أن يريد بطاعته التقرب إلى الله تعالى دون شيء آخر، من تصنع لمخلوق أو اكتساب محمدة عند الناس أو محبة أو مدح من الخلق أو معنى من المعاني سوى التقرب إلى الله تعالى"، قال: "ويصح أن يقال: الإخلاص: تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين".
- وعن حذيفة المرعشي رحمه الله تعالى: "الإخلاص: استواء أفعال العبد في الظاهر والباطن".
- وعن ذي النون رحمه الله تعالى، قال:"ثلاث من علامات الإخلاص: استواء المدح والذم من العامة، ونسيان رؤية العمل في الأعمال، واقتضاء ثواب الأعمال في الآخرة".
- وعن الفضيل بن عياض رضي الله عنه، قال: "ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما".
- وعن سهل التستري رحمه الله تعالى، قال: "نظر الأكياس في تفسير الإخلاص فلم يجدوا غير هذا: أن تكون حركته وسكونه في سره وعلانيته لله تعالى وحده لا يمازجه شيء، لا نفس ولا هوى ولا دنيا".
- وعن السري رحمه الله، قال:"لا تعمل للناس شيئا، ولا تترك لهم شيئا، ولا تغط لهم شيئا، ولا تكشف لهم شيئا".
- وعن القشيري، قال: "أفضل الصدق: استواء الصدق والعلانية".
- وعن الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى، قال: "الصادق: هو الذي لا يبالي ولو خرج عن كل قدر له في قلوب الخلائق من أجل صلاح قلبه، ولا يحب إطلاع الناس على مثاقيل الذر من حسن عمله، ولا يكره إطلاع الناس على السيئ من عمله، فإن كراهته لذلك دليل على أنه يحب الزيادة عندهم، وليس هذا من أخلاق الصديقين".

[التبيان في آداب حملة القرآن: للنووي]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #97  
قديم 19 شوال 1436هـ/4-08-2015م, 08:09 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي


(97)

فَأَما الرِّضَا بِالْقضَاءِ فَهُوَ من عَلَامَات المخبتين الصَّادِقين فِي الْمحبَّة،
فَمَتَى امْتَلَأت الْقُلُوب بمحبة مَوْلَاهَا رضيت بِكُل مَا يَقْضِيه عَلَيْهَا من مؤلم وملائم
سيان إِن لاموا وَإِن عذلوا = مَالِي عَن الأحباب مصطبر
لابد لي مِنْهُم وَإِن تركُوا = قلبِي بِنَار الهجر تستعر
وَعلي أَن أرْضى بِمَا حكمُوا = وَأطِيع فِي كل مَا أمروا
إِذا امْتَلَأت الْقُلُوب بِالرِّضَا عَن المحبوب صَار رِضَاهَا فِي مَا يرد عَلَيْهَا من أَحْكَامه وأقداره.

قَالَ عمر بن عبد العزيز: أَصبَحت وَمَالِي سرُور إِلَّا فِي مواقع الْقَضَاء وَالْقدر
دخلُوا على بعض التَّابِعين فِي مَرضه فَقَالَ: أحبه إِلَيّ أحبه إِلَيْهِ
إن كان سركم ما قد بليت به = فما لجرح إذا أرضاكم ألم
[شرح حديث لبيك اللهم لبيك لابن رجب: 12]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #98  
قديم 28 شوال 1436هـ/13-08-2015م, 06:31 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(98)

قال القرطبي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي (ت: 671هـ):
(سمى الله سبحانه أسماءه بالحسنى لأنها حسنة في الأسماع والقلوب، فإنها تدل على توحيده وكرمه وجوده ورحمته وإفضاله. والحسنى مصدر وصف به) [الجامع لأحكام القرآن:7/326]

وقال الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (ت: 1393هـ):
(ووصف الأسماء {الْحُسْنَى} : لأنها دالة على ثبوت صفات كمال حقيقي، أما بعضها فلأن معانيها الكاملة لم تثبت إلا لله نحو الحي، والعزيز، والحكيم، والغني.
وأما البعض الآخر فلأن معانيها مطلقا لا يحسن الاتصاف بها إلا في جانب الله نحو المتكبر، والجبار، لأن معاني هذه الصفات وأشباهها كانت نقصا في المخلوق من حيث أن المتسم بها لم يكن مستحقا لها لعجزه أو لحاجته، بخلاف الإله لأنه الغني المطلق، فكان اتصاف المخلوق بها منشأ فساد في الأرض وكان اتصاف الخالق بها منشأ صلاح، لأنها مصدر العدالة والجزاء القسط) [التحرير والتنوير:8/361]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #99  
قديم 1 ذو القعدة 1436هـ/15-08-2015م, 04:04 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(99)

(ينبغى لك أيها المسترشد أن تسلك سبيل الأدب مع الأئمة الماضين، وأن لا تنظر إلى كلام بعضهم فى بعض إلا إذا أتى ببرهان واضح.
ثم إن قدرت على التأويل وتحسين الظن فدونك، وإلا فاضرب صفحا عما جرى بينهم
فإنك لم تخلق لهذا فاشتغل بما يعنيك ودع مالا يعنيك، ولا يزال طالب العلم عندى نبيلا حتى يخوض فيما جرى بين السلف الماضين ويقضى لبعضهم على بعض.
فإياك ثم إياك أن تصغى إلى ما اتفق بين أبى حنيفة وسفيان الثورى أو بين مالك وابن أبى ذئب أو بين أحمد بن صالح والنسائى أو بين أحمد ابن حنبل والحارث المحاسبى وهلم جرا إلى زمان الشيخ عز الدين بن عبد السلام والشيخ تقى الدين بن الصلاح
فإنك إن اشتغلت بذلك خشيت عليك الهلاك، فالقوم أئمة أعلام ولأقوالهم محامل ربما لم يفهم بعضها، فليس لنا إلا الترضى عنهم والسكوت عما جرى بينهم كما يفعل فيما جرى بين الصحابة رضى الله عنهم)
[طبقات الشافعية لتاج الدين السبكي: 2/278]



90 يوما من المضاعفة تبدأ الليلة بفضل الله
فسارعوا إلى ربكم.. السبق السبق يا عباد الله
قال قتادة: (إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا من الظلم في سواها)
موسم المضاعفة:
http://www.saaid.net/daeyat/alromaysa/34.htm


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #100  
قديم 2 ذو القعدة 1436هـ/16-08-2015م, 10:17 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(100)

الحديث، وفيه قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُد اللَّه كَأَنَّك تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك))
(هَذَا مِنْ جَوَامِع الْكَلِم الَّتِي أُوتِيهَا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لِأَنَّا لَوْ قَدَّرْنَا أَنَّ أَحَدنَا قَامَ فِي عِبَادَة وَهُوَ يُعَايِن رَبّه سُبْحَانه وَتَعَالَى لَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا مِمَّا يَقْدِر عَلَيْهِ مِنْ الْخُضُوع وَالْخُشُوع وَحُسْن السَّمْت وَاجْتِمَاعه بِظَاهِرِهِ وَبَاطِنه عَلَى الِاعْتِنَاء بِتَتْمِيمِهَا عَلَى أَحْسَن وُجُوههَا إِلَّا أَتَى بِهِ.
فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اُعْبُدْ اللَّه فِي جَمِيع أَحْوَالك كَعِبَادَتِك فِي حَال الْعِيَان، فَإِنَّ التَّتْمِيم الْمَذْكُور فِي حَال الْعِيَان إِنَّمَا كَانَ لِعِلْمِ الْعَبْد بِاطِّلَاعِ اللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى عَلَيْهِ، فَلَا يُقْدِم الْعَبْد عَلَى تَقْصِير فِي هَذَا الْحَال لِلِاطِّلَاعِ عَلَيْهِ.
وَهَذَا الْمَعْنَى مَوْجُود مَعَ عَدَم رُؤْيَة الْعَبْد فَيَنْبَغِي أَنْ يُعْمَل بِمُقْتَضَاهُ.
فَمَقْصُودُ الْكَلَامِ الْحَثُّ عَلَى الْإِخْلَاص فِي الْعِبَادَة، وَمُرَاقَبَةُ الْعَبْدِ رَبَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي إِتْمَام الْخُشُوع وَالْخُضُوع وَغَيْر ذَلِكَ.
وَقَدْ نَدَبَ أَهْلُ الْحَقَائِقِ إِلَى مُجَالَسَة الصَّالِحِينَ لِيَكُونَ ذَلِكَ مَانِعًا مِنْ تَلَبُّسه بِشَيْءٍ مِنْ النَّقَائِص اِحْتِرَامًا لَهُمْ وَاسْتِحْيَاءً مِنْهُمْ فَكَيْفَ بِمَنْ لَا يَزَالُ اللَّه تَعَالَى مُطَّلِعًا عَلَيْهِ فِي سِرّه وَعَلَانِيَته؟!)
[المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج للنووي:1/70]


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
انبعاجة, ضوء


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir