ثم ذَكَّرَ الإنسانَ بخَلْقِه الأوَّلِ، فقالَ: {أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى}؛ أي: مُعَطَّلاً لا يُؤْمَرُ ولا يُنْهَى، ولا يُثابُ ولا يُعاقَبُ؟
هذا حُسبانٌ باطِلٌ، وظَنٌّ باللَّهِ غيرَ ما يَلِيقُ بحِكمَتِه.
{أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ثُمَّ كَانَ} بعدَ الْمَنِيِّ {عَلَقَةً}؛ أي: دَماً.
{فَخَلَقَ} اللَّهُ الحيوانَ وسَوَّاهُ؛ أي: أَتْقَنَه وأَحْكَمَهُ، {فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى * أَلَيْسَ ذَلِكَ} الذي خَلَقَ الإنسانَ هذا وطَوَّرَه إلى الأطوارِ المختَلِفَةِ {بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى}، بَلْ إِنَّه على كلِّ شيءٍ قَديرٌ.
تَمَّ تَفسيرُ سُورةِ القِيامةِ، ولِلَّهِ الحَمْدُ والمِنَّةُ، وذلك في 16 صفر سنةَ 1344
المُجلَّدُ التاسعُ مِن تَيسيرِ الكريمِ الرحمنِ في تفسيرِ القرآنِ، لجامِعِه الفقيرِ إلى اللَّهِ: عبدِ الرحمنِ بنِ ناصرِ بنِ عبدِ اللَّهِ السِّعْدِيِّ، غَفَرَ اللَّهُ له ولِوَالِدَيْهِ وللمُسلمِينَ آمِينَ.