أحسن الله إليكم ونفع بعلمكم
ذكرتم في المجلس السابق:"وأما الأعمال الدينية والعلوم الدينية فلا يجوز أن يطلب بها الدنيا؛ فمن كان غرضه من تعلّم العلم وأداء العبادات أن يطلب بذلك عرضاً من الدنيا فهذا مما توعّد عليه بالعذاب الأليم وهو من الشرك، وهو من إرادة الدنيا بعمل الآخرة ".
أشكل علي الجمع بين هذا القول وما جاء في شرح الأربعين النووية للشيخ صالح آل الشيخ:
فالأعمال التي يتعلق بها نية مع نيتها لله -جلَّ وعلا- على قسمين -أيضاً-:
الأول: أعمالٌ يجب أن لا يُريد بها وأن لا يعرض لقلبه فيها ثواب الدنيا أصلاً، وهذه أكثر العبادات وأكثر الأعمال الشرعية.
والقسم الثاني: عبادات حضَّ عليها الشارع بذكر ثوابها في الدنيا، مثل: صلة الرّحم، فقال -عليه الصلاة والسلام-: ((من سرَّه أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره؛ فليصل رحمه))، فحضَّ على صلة الرّحم بذكر ثواب الدنيا. فمن أراد الثواب الدنيوي -هنا في هذا القسم- مستحضراً ما حضَّ الشارعُ من العمل يعني: من هذه العبادة وذكر فيها الثواب الدنيوي فإنه جائزٌ له ذلك؛ لأنَّ الشارع ما حضّ بذكر الدنيا إلا إذنٌ منه بأن يكون ذلك مطلوبا ...إلى أن قال...لا يكون مُرائياً ولا مشركاً بذلك، فمن كانت نيته خالصة لله -جل وعلا- فأجرهُ أعظم.
أرجو التوضيح وجزاكم الله عنا خيرا.