دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > البلاغة > الجوهر المكنون

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 ذو القعدة 1429هـ/25-11-2008م, 05:05 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي فصل في أداة التشبيه وغايته وأقسامه

(فَصْلٌ فِي أَدَاةِ التَّشْبِيهِ وَغَايَتِهِ وَأَقْسَامِهِ)

أَدَاتُهُ كَافٌ كَأَنَّ مِثْلُ = وَكُلُّ مَا ضَاهَاهُ ثُمَّ الأَصْلُ
إِيلاءُ مَا كَالْكَافِ مَا شُبِّهَ بِهْ = بِعَكْسِ مَا سِوَاهُ فَاعْلَمْ وَانْتَبِهْ
وَغَايَةُ التَّشْبِيهِ كَشْفُ الْحَالِ = مِقْدَارٍ اوْ مَكَانٍ اوْ إِيصَالِ
تَزْيِينٍ اوْ تَشْوِيهٍ اهْتِمَامِ = تَنْوِيهٍ اسْتِظْرَافٍ اوْ إِيهَامِ
رُجْحَانُهُ فِي الْوَجْهِ بِالْمَقْلُوبِ = كَاللَّيْثُ مِثْلُ الْفَاسِقِ الْمَصْحُوبِ
وَبِاعْتِبَارِ الطَّرَفَيْنِ يَنْقَسِمْ = أَرْبَعَةً تَرْكِيباً إِفْرَاداً عُلِمْ
وَبِاعْتِبَارِ عَدَدٍ مَلْفُوفٍ اوْ = مَفْرُوقٍ اوْ تَسْوَيَةِ جَمْعٍ رَأَوْا
وَبِاعْتِبَارِ الْوَجْهِ تَمْثِيلٌ إِذَا = مِنْ مُتَعَدِّدٍ تَرَاهُ أُخِذَا
وَبِاعْتِبَارِ الْوَجْهِ أَيْضاً مُجْمَلُ = خَفِيٌّ اوْ جَلِيٌّ اوْ مُفَصَّلُ
وَمِنْهُ بِاعْتِبَارِهِ أَيْضاً قَرِيبْ = وَهُوَ جَلِيُّ الْوَجْهِ عَكْسُهُ الْغَرِيبْ
لِكَثْرَةِ التَّفْصِيلِ أَوْ لِنُدْرَةِ = فِي الذِّهْنِ كَالتَّرْتِيبِ فِي كَنُهْيَةِ
وَبِاعْتِبَارِ آلَةٍ مُؤَكَّدُ = بِحَذْفِهَا وَمُرْسَلٌ إِذْ تُوجَدُ
وَمِنْهُ مَقْبُولٌ بِغَايَةٍ يَفِي = وَعَكْسُهُ الْمَرْدُودُ وَالتَّعَسُّفِ
وَأَبْلَغُ التَّشْبِيهِ مَا مِنْهُ حُذِفْ = وَجْهٌ وَآلَةٌ يَلِيهِ مَا عُرِفْ


  #2  
قديم 2 محرم 1430هـ/29-12-2008م, 01:34 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي حلية اللب المصون للشيخ: أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري


قال:
(فَصْلٌ فِي أَدَاةِ التَّشْبِيهِ وَغَايَتِهِ وَأَقْسَامِهِ)

أَدَاتُهُ كَافٌ كَأَنَّ مِثْلُ = وَكُلُّ مَا ضَاهَاهُ ثُمَّ الأَصْلُ
إِيلاءُ مَا كَالْكَافِ مَا شُبِّهَ بِهْ = بِعَكْسِ مَا سِوَاهُ فَاعْلَمْ وَانْتَبِهْ
أقول: (أداة التشبيه الكاف وكأن ومثل) ونحوها مما يشتق من (المماثلة) كنحو و(مثل والأصل في الكاف وما أشبهها) كلفظ نحو (ومثل وشبه) أن يليه المشبه به لفظا نحو زيدا كأسد أو تقديرا نحو أو كصيب من السماء أي (كمثل) ذوي صيب وربما يليه غيره نحو واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه الآية ليس المراد (تشبيه) الدنيا بالماء بل (تشبيه) حالها في بهجتها وما يتعلق بها من الهلاك بحال النبات الحاصل من الماء يكون أخضر ثم ييبس فتطيره الرياح بخلاف عكس الكاف ونحوها نحو كأن فإنه يليها المشبه لا المشبه به نحو كأن زيدا أسد. قال:

وَغَايَةُ التَّشْبِيهِ كَشْفُ الْحَالِ = مِقْدَارٍ اوْ مَكَانٍ اوْ إِيصَالِ
تَزْيِينٍ اوْ تَشْوِيهٍ اهْتِمَامِ = تَنْوِيهٍ اسْتِظْرَافٍ اوْ إِيهَامِ
رُجْحَانُهُ فِي الْوَجْهِ بِالْمَقْلُوبِ = كَاللَّيْثُ مِثْلُ الْفَاسِقِ الْمَصْحُوبِ
أقول: (غاية التشبيه) أي فائدته أمور: منها (كشف حال المشبه) أي بيان أنه على أي وصف من الأوصاف (كتشبيه) ثوب بثوب في لونه إذا كان لونه مجهولا للمخاطب. ومنها بيان (مقدار حال المشبه) إذا كان السامع يعلمها إجمالا كما في تشبيه الثوب الأسود بالغراب في شدة السواد. ومنها بيان إمكان وجوده بأن يكون أمرا غريبا يمكن أن يخالف فيه ويدعى امتناعه فيستشهد له (بالتشبيه) كقوله:
فإن تفق الأنام ولأنت منهم = فإن المسك بعض دم الغزال
فإنه لما أدعى أن الممدوح فاق الناس حتى صار أصلا برأسه وجنسا بنفسه وكان هذا في الظاهر كالممتنع احتج لهذه الدعوى وبين إمكانها بأن (شبه) هذه الحالة بحالة (المسك) الذي هو من (الدماء) ثم إنه لا يعد من (الدماء) لما فيه من الأوصاف الشريفة التي لا توجد في (الدم) و(التشبيه) فيه ضمني لا تصريحي. ومنها إيصال (حال المشبه) أي تقريرها في نفس السامع وتقوية شأنه كما في (تشبيه) من لم يحصل من سعيه على طائل بمن يرقم على الماء. ومنها (تزيين المشبه) ليرغب فيه (كتشبيه) وجه أسود بمقلة الظبي. ومنها (تشويهه) أي تقبيحه ليرغب عنه (كتشبيه) وجه مجدور بسلحة جامدة وقد نقرتها الديكة. ومنها (الاهتمام بالمشبه) به كتشبيه الجائع وجها كالبدر في الإشراق والاستدارة بالرغيف ويسمى إظهار المطلوب. ومنها (التنويه بالمشبه) في إظهاره وشهرته كتشبيه رجل خامل الذكر برجل مشهور بين الناس. ومنها (استطراف المشبه) أي عده طريفا حديثا بديعا كما في تشبيه فحم فيه جمر موقد ببحر من المسك موجه الذهب لإبراز المشبه في صورة الممتنع عادة. ومنها (إيهام رجحان المشبه) على المشبه به في وجه الشبه وذلك في التشبيه المقلوب كقوله

وبدا الصباح كأن غرته = وجه الخليفة حين يمتدح
ففيه (إيهام) أن (وجه) الخليفة أتم من الصباح في الوضوح والضياء ومنه مثال المتن وهو (الليث مثل الفاسق المصحوب) (فالفاسق الصاحب) مثل الأسد في عدم أمن غائلته وعوده على صاحبه بالضرر ففيه (إيهام) أن (الفاسق المصحوب أرجح من الليث في وجه الشبه). قال:
وَبِاعْتِبَارِ الطَّرَفَيْنِ يَنْقَسِمْ = أَرْبَعَةً تَرْكِيباً إِفْرَاداً عُلِمْ
أقول: (ينقسم التشبيه باعتبار الطرفين إلى أربعة أقسام): الأول( تشبيه مفرد بمفرد) كتشبيه الخد بالورد. الثاني (تشبيه مفرد بمركب) كتشبيه الشقيق بأعلام ياقوت نشرن على رماح من زبرجد.
الثالث (تشبيه مركب بمركب) بأن يكون في كل من الطرفين كيفية حاصلة من عدة أشياء قد تضامنت حتى عادت شيئا واحدا كما في قوله:

كأن مثار النقع فوق رؤوسنا = وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه
الرابع (تشبيه مركب بمفرد) كما في تشبيه نهار مشمس قد شابه زهر الربا بليل مقمر فالمشبه مركب والمشبه به مفرد قال:

وَبِاعْتِبَارِ عَدَدٍ مَلْفُوفٍ اوْ = مَفْرُوقٍ اوْ تَسْوَيَةِ جَمْعٍ رَأَوْا
أقول: (ينقسم التشبيهباعتبار تعدد) طرفيه إلى (ملفوف) وهو أن يؤتى أولا (بالمشبهات) على طريق العطف أو غيره ثم بالمشبه بها كذلك كقوله في وصف العقاب بكثرة اصطياد الطيور: كأن قلوب الطير رطبا ويابسا لدى وكرها العناب والحشف البالي شبه الطري من قلوب الطير بالعناب واليابس منها بالحشف البالي وإلى مفروق وهو أن يؤتي بمشبه ومشبه به ثم آخر وآخر كقوله: النشر مسك والوجوه دنا نير وأطراف الأكف عتم وإلى (تشبيه التسوية) وهو أن يتعدد المشبه به كقوله: صدغ الحبيب وحالي كلاهما كالليالي
وإلى (تشبيه الجمع) وهو أن يتعدد المشبه به دون المشبه كتشبيه الثغر باللؤلؤ المنضد أو البرد أو الأقاح في قوله: كأنما يبسم عن لؤلؤ منضد أو برد أو إقاح قال:

وَبِاعْتِبَارِ الْوَجْهِ تَمْثِيلٌ إِذَا = مِنْ مُتَعَدِّدٍ تَرَاهُ أُخِذَا
أقول: (ينقسم التشبيه باعتبار وجه الشبه) إلى (تمثيل) وهو ما كان وجه الشبه فيه وصفا منتزعا من (متعدد) كما في إني (أراك) تقدم رجلا وتؤخر أخرى فالمشبه هيئة منتزعة من أمور متعددة والمشبه به كذلك وإلى غير( تمثيل) وهو ما ليس (وجهه )كذلك نحو الصالح في هذا الزمان كالكبريت الأحمر. قال:
وَبِاعْتِبَارِ الْوَجْهِ أَيْضاً مُجْمَلُ = خَفِيٌّ اوْ جَلِيٌّ اوْ مُفَصَّلُ
أقول: (ينقسم التشبيه أيضا باعتبار الوجه) إلى (مجمل) وهو ما لم يذكر فيه وجه الشبه كالمثال المتقدم والوجه الغرة ومن الوجه ما هو خفي لا يفهمه إلا الخواص كقول بعضهم: هم كالحلقة المفرغة لا يدري أين طرفاها أي هم متناسبون في الشرف كما أن الحلقة متناسبة الأجزاء في الصورة ومنه ما هو ظاهر يفهمه كل أحد نحو زيد كالأسد وإلى (مفصل) وهو ما ذكر فيه وجه الشبه كقوله: وثغره في صفاء وأدمعي كاللآلي قال:

وَمِنْهُ بِاعْتِبَارِهِ أَيْضاً قَرِيبْ = وَهُوَ جَلِيُّ الْوَجْهِ عَكْسُهُ الْغَرِيبْ
لِكَثْرَةِ التَّفْصِيلِ أَوْ لِنُدْرَةِ = فِي الذِّهْنِ كَالتَّرْتِيبِ فِي كَنُهْيَةِ
أقول: (ينقسم التشبيه أيضا باعتبار وجهه) إلى (قريب) مبتذل وهو ما ينتقل فيه من المشبه إلى المشبه به من غير احتياج إلى تأمل كتشبيه الجرة الصغيرة بالكوز في المقدار والشكل وإلى غريب وهو ما لا ينتقل فيه إلا بعد الفكر كتشبيه الشمس بالمرآة في كف الأشل إما لكثرة التفصيل في الوجه كهذا المثال أو (ندور) حصول المشبه به في الذهن لكونه وهميا كأنياب الأغوال أو مركبا خياليا نحو:أعلام ياقوت نشر = ن على رماح من زبرجد أو مركبا عقليا نحو كمثل الحمار يحمل أسفارا والمراد (بالنهية) العقل أي كالمركب العقلي
في بعض النسخ (لكثرة التفصيل) بعد النسبة وهو بضم الباء معطوف بحذف العاطف وآل في النسبة عوض من المضاف إليه أي ومن أسباب الغرابة بعد نسبة المشبه به عن المشبه فيقل بذلك حضور الشبه به (في الذهن) حين حضور المشبه. قال:

وَبِاعْتِبَارِ آلَةٍ مُؤَكَّدُ = بِحَذْفِهَا وَمُرْسَلٌ إِذْ تُوجَدُ
وَمِنْهُ مَقْبُولٌ بِغَايَةٍ يَفِي = وَعَكْسُهُ الْمَرْدُودُ وَالتَّعَسُّفِ
وَأَبْلَغُ التَّشْبِيهِ مَا مِنْهُ حُذِفْ = وَجْهٌ وَآلَةٌ يَلِيهِ مَا عُرِفْ
أقول: (ينقسم التشبيه باعتبار أداته) إلى (مؤكد ومرسل) فالمؤكد ما (حذفت أداته) نحو زيد أسد و(المرسل) ما ذكرت فيه الأداة نحو زيد كالبدر وسمي مرسلا لإرساله عن التأكيد المتقضي بظاهره أن المشبه عين المشبه به ثم من التشبيه ما هو (مقبول) وهو الوافي بأي غرض من الأغراض المتقدمة وما هو (مردود وهو عكسه) أي الغير الوافي بذلك والبليغ من التشبيه ما (حذف) منه وجه الشبه وأداة التشبيه نحو زيد أسد أو مع (حذف المشبه) نحو أسد في مقام الإخبار عن زيد ويليه حذف أحدهما أي الوجه أو الأداة أي فقط أو مع حذف المشبه نحو زيد كالأسد ونحو كالأسد عند الإخبار عن زيد ونحو زيد أسد في الشجاعة ونحو أسد في الشجاعة عند الإخبار عن زيد ولا قوة لذكرهما معا مع ذكر المشبه أو بدونه نحو زيد كالأسد في الشجاعة ونحو كالأسد في الشجاعة خبرا عن زيد.


  #3  
قديم 8 محرم 1430هـ/4-01-2009م, 08:52 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي حاشية المنياوي على حلية اللب المصون للشيخ: مخلوف بن محمد البدوي المنياوي


قال:
(فَصْلٌ فِي أَدَاةِ التَّشْبِيهِ وَغَايَتِهِ وَأَقْسَامِهِ)

أَدَاتُهُ كَافٌ كَأَنَّ مِثْلُ = وَكُلُّ مَا ضَاهَاهُ ثُمَّ الأَصْلُ
إِيلاءُ مَا كَالْكَافِ مَا شُبِّهَ بِهْ = بِعَكْسِ مَا سِوَاهُ فَاعْلَمْ وَانْتَبِهْ
أقول: (أداة التشبيه الكاف وكأن ومثل) ونحوها مما يشتق من (المماثلة) كنحو و(مثل والأصل في الكاف وما أشبهها) كلفظ نحو (ومثل وشبه) أن يليه المشبه به لفظا نحو زيدا كأسد أو تقديرا نحو أو كصيب من السماء أي (كمثل) ذوي صيب وربما يليه غيره نحو واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه الآية ليس المراد (تشبيه) الدنيا بالماء بل (تشبيه) حالها في بهجتها وما يتعلق بها من الهلاك بحال النبات الحاصل من الماء يكون أخضر ثم ييبس فتطيره الرياح بخلاف عكس الكاف ونحوها نحو كأن فإنه يليها المشبه لا المشبه به نحو كأن زيدا أسد. قال:

وَغَايَةُ التَّشْبِيهِ كَشْفُ الْحَالِ = مِقْدَارٍ اوْ مَكَانٍ اوْ إِيصَالِ
تَزْيِينٍ اوْ تَشْوِيهٍ اهْتِمَامِ = تَنْوِيهٍ اسْتِظْرَافٍ اوْ إِيهَامِ
رُجْحَانُهُ فِي الْوَجْهِ بِالْمَقْلُوبِ = كَاللَّيْثُ مِثْلُ الْفَاسِقِ الْمَصْحُوبِ
أقول: (غاية التشبيه) أي فائدته أمور: منها (كشف حال المشبه) أي بيان أنه على أي وصف من الأوصاف (كتشبيه) ثوب بثوب في لونه إذا كان لونه مجهولا للمخاطب. ومنها بيان (مقدار حال المشبه) إذا كان السامع يعلمها إجمالا كما في تشبيه الثوب الأسود بالغراب في شدة السواد. ومنها بيان إمكان وجوده بأن يكون أمرا غريبا يمكن أن يخالف فيه ويدعى امتناعه فيستشهد له (بالتشبيه) كقوله:
فإن تفق الأنام ولأنت منهم = فإن المسك بعض دم الغزال
فإنه لما أدعى أن الممدوح فاق الناس حتى صار أصلا برأسه وجنسا بنفسه وكان هذا في الظاهر كالممتنع احتج لهذه الدعوى وبين إمكانها بأن (شبه) هذه الحالة بحالة (المسك) الذي هو من (الدماء) ثم إنه لا يعد من (الدماء) لما فيه من الأوصاف الشريفة التي لا توجد في (الدم) و(التشبيه) فيه ضمني لا تصريحي. ومنها إيصال (حال المشبه) أي تقريرها في نفس السامع وتقوية شأنه كما في (تشبيه) من لم يحصل من سعيه على طائل بمن يرقم على الماء. ومنها (تزيين المشبه) ليرغب فيه (كتشبيه) وجه أسود بمقلة الظبي. ومنها (تشويهه) أي تقبيحه ليرغب عنه (كتشبيه) وجه مجدور بسلحة جامدة وقد نقرتها الديكة. ومنها (الاهتمام بالمشبه) به كتشبيه الجائع وجها كالبدر في الإشراق والاستدارة بالرغيف ويسمى إظهار المطلوب. ومنها (التنويه بالمشبه) في إظهاره وشهرته كتشبيه رجل خامل الذكر برجل مشهور بين الناس. ومنها (استطراف المشبه) أي عده طريفا حديثا بديعا كما في تشبيه فحم فيه جمر موقد ببحر من المسك موجه الذهب لإبراز المشبه في صورة الممتنع عادة. ومنها (إيهام رجحان المشبه) على المشبه به في وجه الشبه وذلك في التشبيه المقلوب كقوله

وبدا الصباح كأن غرته = وجه الخليفة حين يمتدح
ففيه (إيهام) أن (وجه) الخليفة أتم من الصباح في الوضوح والضياء ومنه مثال المتن وهو (الليث مثل الفاسق المصحوب) (فالفاسق الصاحب) مثل الأسد في عدم أمن غائلته وعوده على صاحبه بالضرر ففيه (إيهام) أن (الفاسق المصحوب أرجح من الليث في وجه الشبه). قال:
وَبِاعْتِبَارِ الطَّرَفَيْنِ يَنْقَسِمْ = أَرْبَعَةً تَرْكِيباً إِفْرَاداً عُلِمْ
أقول: (ينقسم التشبيه باعتبار الطرفين إلى أربعة أقسام): الأول( تشبيه مفرد بمفرد) كتشبيه الخد بالورد. الثاني (تشبيه مفرد بمركب) كتشبيه الشقيق بأعلام ياقوت نشرن على رماح من زبرجد.
الثالث (تشبيه مركب بمركب) بأن يكون في كل من الطرفين كيفية حاصلة من عدة أشياء قد تضامنت حتى عادت شيئا واحدا كما في قوله:

كأن مثار النقع فوق رؤوسنا = وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه
الرابع (تشبيه مركب بمفرد) كما في تشبيه نهار مشمس قد شابه زهر الربا بليل مقمر فالمشبه مركب والمشبه به مفرد قال:

وَبِاعْتِبَارِ عَدَدٍ مَلْفُوفٍ اوْ = مَفْرُوقٍ اوْ تَسْوَيَةِ جَمْعٍ رَأَوْا
أقول: (ينقسم التشبيهباعتبار تعدد) طرفيه إلى (ملفوف) وهو أن يؤتى أولا (بالمشبهات) على طريق العطف أو غيره ثم بالمشبه بها كذلك كقوله في وصف العقاب بكثرة اصطياد الطيور: كأن قلوب الطير رطبا ويابسا لدى وكرها العناب والحشف البالي شبه الطري من قلوب الطير بالعناب واليابس منها بالحشف البالي وإلى مفروق وهو أن يؤتي بمشبه ومشبه به ثم آخر وآخر كقوله: النشر مسك والوجوه دنا نير وأطراف الأكف عتم وإلى (تشبيه التسوية) وهو أن يتعدد المشبه به كقوله: صدغ الحبيب وحالي كلاهما كالليالي
وإلى (تشبيه الجمع) وهو أن يتعدد المشبه به دون المشبه كتشبيه الثغر باللؤلؤ المنضد أو البرد أو الأقاح في قوله: كأنما يبسم عن لؤلؤ منضد أو برد أو إقاح قال:

وَبِاعْتِبَارِ الْوَجْهِ تَمْثِيلٌ إِذَا = مِنْ مُتَعَدِّدٍ تَرَاهُ أُخِذَا
أقول: (ينقسم التشبيه باعتبار وجه الشبه) إلى (تمثيل) وهو ما كان وجه الشبه فيه وصفا منتزعا من (متعدد) كما في إني (أراك) تقدم رجلا وتؤخر أخرى فالمشبه هيئة منتزعة من أمور متعددة والمشبه به كذلك وإلى غير( تمثيل) وهو ما ليس (وجهه )كذلك نحو الصالح في هذا الزمان كالكبريت الأحمر. قال:
وَبِاعْتِبَارِ الْوَجْهِ أَيْضاً مُجْمَلُ = خَفِيٌّ اوْ جَلِيٌّ اوْ مُفَصَّلُ
أقول: (ينقسم التشبيه أيضا باعتبار الوجه) إلى (مجمل) وهو ما لم يذكر فيه وجه الشبه كالمثال المتقدم والوجه الغرة ومن الوجه ما هو خفي لا يفهمه إلا الخواص كقول بعضهم: هم كالحلقة المفرغة لا يدري أين طرفاها أي هم متناسبون في الشرف كما أن الحلقة متناسبة الأجزاء في الصورة ومنه ما هو ظاهر يفهمه كل أحد نحو زيد كالأسد وإلى (مفصل) وهو ما ذكر فيه وجه الشبه كقوله: وثغره في صفاء وأدمعي كاللآلي قال:

وَمِنْهُ بِاعْتِبَارِهِ أَيْضاً قَرِيبْ = وَهُوَ جَلِيُّ الْوَجْهِ عَكْسُهُ الْغَرِيبْ
لِكَثْرَةِ التَّفْصِيلِ أَوْ لِنُدْرَةِ = فِي الذِّهْنِ كَالتَّرْتِيبِ فِي كَنُهْيَةِ
أقول: (ينقسم التشبيه أيضا باعتبار وجهه) إلى (قريب) مبتذل وهو ما ينتقل فيه من المشبه إلى المشبه به من غير احتياج إلى تأمل كتشبيه الجرة الصغيرة بالكوز في المقدار والشكل وإلى غريب وهو ما لا ينتقل فيه إلا بعد الفكر كتشبيه الشمس بالمرآة في كف الأشل إما لكثرة التفصيل في الوجه كهذا المثال أو (ندور) حصول المشبه به في الذهن لكونه وهميا كأنياب الأغوال أو مركبا خياليا نحو:أعلام ياقوت نشر = ن على رماح من زبرجد أو مركبا عقليا نحو كمثل الحمار يحمل أسفارا والمراد (بالنهية) العقل أي كالمركب العقلي
في بعض النسخ (لكثرة التفصيل) بعد النسبة وهو بضم الباء معطوف بحذف العاطف وآل في النسبة عوض من المضاف إليه أي ومن أسباب الغرابة بعد نسبة المشبه به عن المشبه فيقل بذلك حضور الشبه به (في الذهن) حين حضور المشبه. قال:

وَبِاعْتِبَارِ آلَةٍ مُؤَكَّدُ = بِحَذْفِهَا وَمُرْسَلٌ إِذْ تُوجَدُ
وَمِنْهُ مَقْبُولٌ بِغَايَةٍ يَفِي = وَعَكْسُهُ الْمَرْدُودُ وَالتَّعَسُّفِ
وَأَبْلَغُ التَّشْبِيهِ مَا مِنْهُ حُذِفْ = وَجْهٌ وَآلَةٌ يَلِيهِ مَا عُرِفْ
أقول: (ينقسم التشبيه باعتبار أداته) إلى (مؤكد ومرسل) فالمؤكد ما (حذفت أداته) نحو زيد أسد و(المرسل) ما ذكرت فيه الأداة نحو زيد كالبدر وسمي مرسلا لإرساله عن التأكيد المتقضي بظاهره أن المشبه عين المشبه به ثم من التشبيه ما هو (مقبول) وهو الوافي بأي غرض من الأغراض المتقدمة وما هو (مردود وهو عكسه) أي الغير الوافي بذلك والبليغ من التشبيه ما (حذف) منه وجه الشبه وأداة التشبيه نحو زيد أسد أو مع (حذف المشبه) نحو أسد في مقام الإخبار عن زيد ويليه حذف أحدهما أي الوجه أو الأداة أي فقط أو مع حذف المشبه نحو زيد كالأسد ونحو كالأسد عند الإخبار عن زيد ونحو زيد أسد في الشجاعة ونحو أسد في الشجاعة عند الإخبار عن زيد ولا قوة لذكرهما معا مع ذكر المشبه أو بدونه نحو زيد كالأسد في الشجاعة ونحو كالأسد في الشجاعة خبرا عن زيد.



[فصل: في أداة التشبيه وغايته وأقسامه]
قوله: (أداته) أي الآلة الحالة عليه.
وقوله:( كأن ربما) تستعمل للشك أو الظن كقولك كأن زيدا مريد للقيام، أي أشك في إرادته القيام أو أظنها ع ق.
قوله: (ما كالكاف) أي ما كان منها غير مشعر بالفعل مبادرة ولا كان نفس الفعل ع ق.
قوله: (الكاف) ويلزم إذا دخلت على أن المفتوحة كلمة ما فيقال كما أن زيدا قائم، ولا يقال كأن زيدا قائم لئلا يلتبس بكلمة كأن صبان عن الأطول.
قوله: (أو نحوها) أي مثل أو ما في معناها.
قوله: (مما يشتق من المماثلة) اسما أو فعلا ولا يرد أن الفعل ليس في معنى مثل الذي هو اسم، لأن المراد ما في معناه في الجملة أي ولو بطريق التضمن ا هـ ضبان، ثم إن في كلامه قصورا، إذ لا يشمل لفظ نحو ولا كل ما أخذ من مادة المشابهة، فالمناسب أن يقول كما قال ع ق مما دل على معناه، وحينئذ فقوله كنحو لا يناسب ما قبله كما هو واضح.
وقوله: (ومثل) المناسب حذفه لما في ذكره من تشبيه الشيء بنفسه، ولا يقال أنه مثل بفتح الثاء، لأن هذا اللفظ بمعنى القصة العجيبة كما مر فلا يقع أداة التشبيه كما لا يخفى.
قوله: (وما أشبهها) المراد به ما لا يدخل إلا على أحد أركان التشبيه، وهو ما يكون الداخل عليه مجرورا لا غير، واحترز به عن نحو كأن وشبيبه ويشابه بل عن مماثل فإن قولنا زيد مماثل عمرو لم يل المماثل المشبه به بل المشبه وهو الضمير المستتر فيه، ولذا قيدنا المجرور بقولنا لا غير إذ عمرو في المثال المذكور يجوز نصبه ا ه.
قوله: (أو كصيب) فيعل من صاب يصوب أي نزل، ويطلق على المطر وعلى السحاب أيضًا ا هـ فنرى ا هـ صبان.
قوله: (أي كمثل ذوي صيب) تقدير ذوي لاقتضاء الضمائر في يجعلون أصابعهم في آذانهم مرجعا، وتقدير مثل ليناسب المعطوف عليه أي كمثل الذي استوقد نارا ا هـ منه.
قوله: (بحال النبات.. إلخ) ولا حاجة إلى تقدير كمثل ما، لأن المعتبر هو الكيفية الحاصلة من مضمون الكلام المذكور بعد الكاف، واعتبارها مستغن عن هذا التقدير قاله السعدز
قوله: (بخلاف عكس.. إلخ) وضع الشارح خلاف موضع عكس في المصنف، وعكس موضع سوى ولو أبقى سوى لكان أوضح، ومراده بعكس الكاف ونحوها مالا يطرد دخوله على المجرور تأمل.
قوله: (وغاية التشبيه) أي الغرض الحامل على إيجاد التشبيه، فإن غاية إيجاد الشيء هي الغرض الحامل عليه أمور جلها عائد للمشبه ع ق.
وقوله: (أي الغرض) لا منافاة بينه وبين ما للشارح كما لا يخفى.
وقوله: (عائد للمشبه) أي لأن المقصود من التشبيه بيان حاله، فيكون الغرض منه عائدًا إليه قاله عبد الحكيم، ثم إن المصنف قدم الغرض كأصله على بيان أحوال التشبيه لكونه أهم.
قوله: (مقدار حال المشبه) أي مرتبتها.
قوله: (إذا كان.. إلخ) هذا هو الفارق بين بيان الحال وبيان المقدار.
قوله:( كما في تشبيه) أي كبيان المقدار الذي في تشبيه.
قوله: (وجوده) أي المشبه.
قوله: (وأنت منهم) أي بحسب الأصل فلا ينافي صيرورته جنسا برأسه ا هـ صبان.
قوله: (فإن المسك.. إلخ) وقد فاقه فحالك كحال المسك، وليس جواب الشرط بل علة الجواب المحذوف المقامة هي مقامه تقديره فلا استيعاد ا هـ منه.
قوله: (فإنه) أي الشاعرز
قوله: (في الظاهر) أي بادئ الرأي قبل النظر في الأدلة، والالتفات إلى النظائر.
وقوله:( كالممتنع) الظاهر أنه يغني عن الكاف قوله في الظاهر ا هـ منه.
قوله: (احتج لهذه الدعوى) أي المدعي بدليل وبين إمكانها.
قوله: (وبين إمكانها) إنما قال بين إمكانها، ولم يقل وقوعها مع أن الملحق به واقع للإشارة إلى أن الحالة المدعاة أمر غريب أعظم في النفوس من أن يدعي عدم وقوعه، بل الأليق به أن ينفي إمكانه، فبين بالوقوع المستلزم للإمكان أفاده اليعقوبي.
قوله: (بأن شبه هذه الحال.. إلخ) تشبيه مركب بمركب ا هـ يعقوبي.
قوله: (ضمني) إذ هو مدلول عليه بذكر لازمه وهو وجه الشبه، أي التفوق على الأمثال في قوله فإن تفق الأنام وقوله *فإن المسك بعض دم الغزال* أي وقد فاقه فلم يذكر التشبيه صريحا بل كناية بذكر لازمه ا هـ صبان بتصرف.
قوله:( كما في تشبيه.. إلخ) فإنك تجد فيه من تقرير عدم الفائدة، وتقوي شأنه ما لا تجده في غيره، لأن الفكر بالحسيات أتم منه بالعقليات لتقدم الحسيات، وفرط إلف النفس بها قاله السعد.
وقوله: (لأن الفكر) أي الجزم.
وقوله: (لتقدم الحسيات) أي في إدراك النفس إياها، لأن النفس خلقت خالية من العلوم، وأول ما تدركه المحسوسات بواسطة آلات، ثم بعد الإدراك المذكور وتنبهها لما بينها من المشاركات والمباينات إجمالا يحصل لها عدم كلية هي العقليات أفاده الفنري.
قوله: (من لم يحصل) من حصل بتخفيف الصاد.
وقوله: (من سعيه) أي عمله أو كسبه.
وقوله: (على طائل) على زائدة في فاعل يحصل، أو متعلقة بيحصل على تضمينه معنى يطلع، وفاعله ضمير يرجع إلى من أفاده الدسوقي عن الفنري.
قوله: (بمقلة الظبي) أي التي سوادها مستحسن طبعا، والمقلة شحمة العين التي تجمع السواد والبياض، أو هي هما أو الحدقة، والمراد هنا المعنى الأول وصحة التشبيه مبنية على ما نقله السعد عن الأصمعي أن عين الظبي والبقر الوحشيين إنما يظهر فيه البياض والسواد بعد الموت، وأما حال الحياة فعيونهن سود كلها ا هـ صبان.
قوله: (مجذور) أي عليه آثار الجدوى والسلحة العذرة الجامدة التي لا طراوة فيها، ونقرتها ثقبتها بالمنقار والديكة بكسر الدال، وفتح الباء جمع ديك، وفي لفط قد إشعار بأن أثر النقر باق في السلحة بعده لا أنه يزول بالزمان، وإنما أشعر لأنه للتقريب ا هـ من الصبان والفتري.
قوله: (بالرغيف) في الاستدارة واستلذاذ النفس به.
قوله: (إظهار المطلوب) فلا يحسن إلا في مقام الطمع في شيء كما قاله السكاكي ا هـ صبان.
قوله: (التنويه بالمشبه) أي رفع ذكره.
وقوله: (في إظهاره) أي في حال إرادة إظهاره.
قوله: (استطراف) بالطاء المهملة ا هـ صبان.
قوله: (حديثا بديعا) تفسير طريفا بالطاء المهملة ا هـ منه.
قوله:( كما في تشبيه فحم.. إلخ) وجه الشبه هو الهيئة الحاصلة من وود شيء مضطرب مائل للحمرة في وشط شيء أسود مضطرب، ومما زداد به استطراف المسبه هنا كونه شيئًا تافها محتقرا أظهر في صورة شيء رفيع لا تصل إليه الأثمان ا هـ منه.
قوله: (جمر موقد) في القاموس الجمر النار الموقدة فلا حاجة إلى قوله موقد ا هـ أطول ا هـ منه.
قوله: (في التشبيه) أي المقلوب وهو الذي يجعل فيه الناقص في الوجه مشبها به قصدًا إلى ادعاء أنه أكمل قاله السعد وللأطول هنا كلام راجعة في الصبان.
قوله: (غرته) الغرة بياض في جبهة الفرس فوق الدرهم استعير لبياض الصبح قاله السعد، وإضافة الغرة التي هي البياض التام إلى ضمير الصباح من إضافة الخاص إلى العام على احتمال المراد بالصباح مطلق الضياء، وانظر باقي الاحتمالات في الصبان.
وقوله: (حين يمتدح) فيه دلالة على اتصاف الممدوح بمعرفة حق المادح، وتعظيم شأنه عدا الحاضرين بالإصغاء والارتياح له، وعلى كماله في الكرم حيث يتصف بالبشر والطلاقة عند استماع المديح قاله السعد.
قوله: (ففيه إيهام أن وجه.. إلخ) حيث جعل مشبها به، والمتبادر من أصل التشبيه أن المشبه به أقوى أفاده ع ق وكذا يقال فيما يأتي.
قوله: (تركيبا إفرادا) تمييزان لاعتبار محولان عن المضاف إليه أي وباعتبار تركيب الطرفين وإفرادهما تأمل.
قوله:( كتشبيه الشقيق.. إلخ) فالمشبه مفرد وهو الشقيق والمشبه به مركب، وهو الهيئة الحاصلة من مجموع الأعلام الياقوتية المنشورة على الرماح الزبرجدية، ووجه الشبه هو الهيئة الحاصلة من نشر أجرام مبسوطة على رءوس أجرام خضر مستطيلة.
قوله:( كأن مثار) بضم الميم اسم مفعول من أثار الغبار هيجه وحركه والنقع الغبار، والإضافة من إضافة الصفة للموصوف.
وقوله: (فوق.. إلخ) أي منعقدا فوق.
وقوله: (وأسيافنا) الواو بمعنى مع فأسيافنا مفعول معه، وعامله مثار لأن فيه معنى الفعل وحروفه ولم تجعله منصوبًا بكأن عطفا على اسمها، وهو مثار لئلا يتوهم أنهما تشبيهان مستقلان كل منهما تشبيه مفرد بمفرد، وأن المعنى كأن النقع المسار ليل، وكأن أسيافنا كواكبه، وهذا لا يصح الحمل عليه لما صر جوابه من أنه متى أمكن حمل التشبيه على المركب، فلا يعدل عنه إلى الحمل على المفرد، لأنه يفوت معه الدقة التركيبية المرعية في وجه الشبه.
وقوله: (تهاوى كواكبه) أي تتساقط طائفة بعد طائفة لا واحدا بعد واحد كما في الأطول.
وقوله: (طائفة.. إلخ) لأن هو المناسب لتساقط السيوف حينئذ، وإنما كان الطرفان مركبين لأن المشبه هو الهيئة المنتزعة من السيوف المسلولة المقاتل بها مع انعقاد الغبار فوق رءوسهم بالهيئة المنتزعة من النجوم وتساقطها بالليل إلى جهات متعددة ا هـ من الدسوقي.
قوله: (شابه) أي خالطه.
قوله: (زهر) بفتح الهاء وسكونها والربى جمع ربوة وهي المكان المرتفع، وأراد بالزهر النبات مطلقا كما تفيده عبارة السعد وسنذكرها، وخص الربى لأنها أندى وأشد خضرة ولأنها المقصود بالنظر.
قوله: (بليل مقمر) بجامع ضعف الضوء في كل أما في الليل المقمر فظاهر، وأما في النهار المذكور فلما قاله السعد من أن الأزهار باخضرارها قد نقصت من ضوء الشمس حتى صار يضرب إلى السواد.
قوله: (فالمشبه مركب) وهو النهار المشمس الذي شابه زهر الربى، أي الهيئة المنتعزة من ذلك دسوقي.
قوله: (والمشبه به مفرد) وهو الليل المقمر.
قوله: (وباعتبار.. إلخ) الواو داخلة على ملفوف وهو خبر لمحذوف، وقوله باعتبار يصح جعله حالا من ضمير ملفوف أو مفروق أو من أحد الأخيرين، وأن أبيت إلا أن هذه أعلام فقل إنه حال من واحد من هذه المتعاطفات بناء على جواز مجيء الحال من الخبر وحذف من الباقي للدلالة على كل تأمل.
قوله: (ملفوف) سمى بذلك للف المتشابهات فيه أي ضم بعضها إلى بعض وكذلك المشبهات بها.
وقوله: (أو مفروق) سمى بذلك لأنه فرق بين المشبهات والمشبهات بها بالمشبهات.
وقوله: (أو تسوية) سمى بذلك لأن المتكلم سوى بين شيئين أو أكثر بواحد في التشبيه.
وقوله: (جمع) سمى بذلك لأن المتكلم جمع فيه للمشبه وجوه شبه، أو لأنه جمع له أمورا مشبها بها قاله الدسوقي ويتضح هذا يتبين الشارح لهذه الأقسام.
قوله: (رأوا) أكمل به البيت أي علم البيانيون ذلك ويحتمل أنه من الرأي.
قوله: (تعدد طرفيه) الظاهر أن الإضافة على معنى في أي تعدد واقع في طرفيه أي مجموعهما، فيشمل ما إذا كان في أحدهما أو فيهما تأمل.
قوله: (أن يؤتي بالمشبهات.. إلخ) أراد بالجمع ما فوق الواحد وكذا في المشبه بها، والكلام حينئذ تشبيهان لا واحد هذا، وقد تبع الشارح السعد قال الصبان ويجب أن يقال أو بالعكس لئلا يخرج نحو كالعناب والحشف البالي قلوب الطير رطبا ويابسا ا هـ.
قوله: (أو غيره) كأنه أراد به مثل قولنا كالقمرين زيد وعمرو إذا أريد تشبيه أحدهما بالشمس، والآخر بالقمر بقرينة قاله الصبان والدسوقي عن الأطول، وفيه أنه لم يؤت بالمشبهات على طريق غير العطف مع كونه ليس على ترتيب الصورة التي الكلام فيها، فالمناسب التمثيل بقولك الزيدان كالشمس والقمر إذا أريد تشبيه كل واحد بواحد بقرينة تأمل.
قوله:( كذلك) أي بطريق العطف كما في البيت الآتي أو غيره كقولك زيد وعمرو كالقمرين تأمل.
قوله: (العقاب) هو مؤنث صبان.
قوله:( كأن.. إلخ) شبه الرطب من قلوب الطير بالعناب واليابس منها بالحشف البالي فهما تشبيهان كما علمت.
قوله: (رطبا ويابسا) هما حالان من القلوب، والعامل هو كأن لتضمنها معنى التشبيه، أي أشبه قلوب الطير حال كونها رطبا ويابسا ولما كانت الرطوبة واليبوسة لا يجتمعان في محل واحد علم أن كلا منهما وصف لما ثبت له الآخر، فلزم كونهما حالين على التوزيع، فالضمير في كل منهما يعود إلى موصوفه وهو البعض المشمول للقلوب ا هـ يعقوبي.
وقوله: (فالمضير.. إلخ) أي فطابقت كل حال صحبها فلا اعتراض بعدم المطابقة حيث لم يقل رطبة.
قوله: (وكرها) هو عش الطائر وإن لم يكن فيه صبان.
وقوله: (العناب) هو حب أحمر مائل للكدرة قدر قلوب الطير قال الدسوقي.
وقوله: (والحشف) هو أراد التمر قاله السعد ووصفه بالبالي تأكيدًا الهيئة التشبيه، فإنه أشبه بالقلب اليابس في شكله ولونه وتكامشه من الجديد قاله اليعقوبي.
قوله: (ثم آخر وآخر) أي مشبه ومشبه به.
قوله: (النشر مسك) أي الرائحة الطيبة منهن كرائحة المسك.
وقوله: (دنانير) أي كالدنانير من الذهب في الاستدارة والاستنارة مع مخالطة الصفرة بأنها مما يستحسن في ألوان النساء، والأطراف الأصابع العنم شجر أحمر لين الأغصان محمر تشبه بأغصانه أصابع الجواري الخضبة، فقد شبه النشر بالمسك والوجوه بالدنانير وأطراف الأكف بالعنم جاعلا كل مشبه مع مقابله ا هـ يعقوبي.
وقوله: (لأنها.. إلخ) أي وإنما جعلت من وجه الشبه لأنها.. إلخ.
فوله: (صدغ الحبيب) بضم الصاد وهو ما بين الأذن والعين، ويطلق على الشعر المتدلي من الرأس على هذا الموضع وهو المراد هنا.
وقوله:( كلاهما كالليالي) أي في السواد إلا أنه في حاله تخييلي، فقد تعدد المشبه وهو صدغ الحبيب وحاله واتحد به وهو الليالي، وإنما كان المشبه به متحدًا لأن المراد بالتعدد هنا وجود معنيين مختلفي المفهوم والمصدوق لا وجود أجزاء الشيء مع تساويها كالليالي ا هـ دسوقي.
قوله:( كأنما.. إلخ) قال السعد شبه ثغره بثلاثة أشياء ا هـ، أي جعل كل واحد منها مشبها به، وقد نبه على هذا بأو ونظر في كونه من باب التشبيه بأن المشبه به أعني الثغر غير مذكور لفظا ولا تقديرا أجيب بأن تشبيه بثلاثة أشياء ضمني، لأن تشبيه التبسم بالتبسم عن أحد الثلاثة يستلزم تشبيه الثغر بإحدها كذا في الأطول قاله الصبان.
قوله: (يبسم) بكسر السين وحكى بعضهم ضمها، أي يتبسم وضميره يرجع إلى الأغيد قبل والمنضد المنظم، والبرد حب الغمام والأقاح جمع أقحوان بضم الهمزة نبت طيب الريح حواليه. رق أبيض ووسطه أصفر كما في الصحاح، فتشبيه الأسنان بالأقحوان باعتبار لون ما حواليه من الورق، وحسن انتظامه مع قطع النظر عما في الوسط من الأصفر هذا هو الأقرب ا هـ من السعد والصبان والدسوقي.
قوله: (وباعتبار الوجه) أي تركيبا وعدمه ويقال في إعراب.
قوله: (وباعتبار.. إلخ) ما مر في البيت قله.
وقوله: (تمثيل.. إلخ) أي وغير تمثيل، إذ لم يكن وجهه مأخوذًا من متعدد، ثم إنه لا يرد أنه تقسيم للشيء إلى نفسه وغيره، لأن التمثيل يرادف التشبيه يشهد لذلك كلام الكشاف حيث يستعمله استعمال التشبيه، لأنه مشترك بين مطلق التشبيه وأخض منه، وما هو نفس المقسم المعنى الأعم والمقسم ما هو أخص، فلا إشكال وبهذا اندفع أيضًا أن تعريفه بقوله وهو ما وجهه منتزع من متعدد غير منعكس لخروج بعض أفراد التمثيل عنه قاله الصبان عن الأطول.
قوله: (منتزعا) أي مأخوذًا يعقوبي.
قوله: (في إني أراك.. إلخ) لا يخفى أن هذا خارج عن الموضوع لأنه من باب الاستعارة، فالمناسب أن يقول كما من تشبيه الثريا وتشبيه مثل النقع مع الأسياف.
قوله: (فالمشبه هيئة.. إلخ) أي ووجه الشبه منتزع من المتعددين، فبيان التعدد في الطرفين ليس هو المقصود بل لينبني عليه المقصود، فلا اعتراض بأن المناسب للمقام إفادة انتزاع الوجه لا الطرفين لكن كان الأولى التصريح بهذا المقصود تأمل، وسيأتي بيان الهيآت الثلاثة في المثال في الاستعارة التمثيلية.
قوله:( كالكبريت الأحمر) أي في العزة فوجه الشبه هنا واحد.
قوله: (خفى أو جلى) صفة لمجمل وتقسيم له.
وقوله: (أو مفصل) عطف على مجمل قاله المصنف.
قوله: (المفرغة) أي المصبوبة في قالب بعد أن أذيب ما هي منه ا هـ صبان.
قوله: (طرفاها) المراد طرفها الأعلى وطرفها الأسفل الملائمان للأفضل والأدنى، وإذا لم يعلم الأعلى والأدنى لم يعلم الوسط أطول أ هـ، صبان.
قوله: (متناسبون.. إلخ) أي متشاكلون فيه بحيث يمتنع تعيين بعضهم فاضلا وبعضهم مفضولا.
وقوله: (متناسبة الأجزاء) أي بحيث يمتنع تعيين بعضها طرفا وبعضها وسطا لكونها لا انفصال في جوفها ولا جوانبها أفاده السعد، ثم إن قول الشارح أي هم.. إلخ بيان لوجه الشبه كما لا يخفى.
قوله: (وثغره.. إلخ) فقد ذكر وجه الشبه وهو الصفاء بين المشبه وهو الثغر والأدمع والمشبه به وهو اللآلئ.
قوله: (لكثرة التفصيل.. إلخ) اعلم أن غرابة التشبيه حاصلة بغرابة وجه الشبه وغرابة الوجه تكون لوجهين أشار لأحدهما بقوله لكثرة.. إلخ، وللآخر بقوله أو لندرة.. إلخ، والمراد بالتفصيل اعتبار أوصاف كثيرة في التشبيه على وجه لطيف لا يدركه إلا الخاصة ع ق.
قوله: (أو لندرة في الدهن) أي ندرة حضور المشبه به في ذهن الإنسان، وذلك يستتبع ندرة إدراك الوجه به، فتحصل الغرابة المقتضية لاختصاص الخواص بذلك الإدراك القليل ع ق، ثم إن ندرة حضور المشبه به، إما عند حضور المشبه لبعد المناسبة كما في تشبيه البنفسج بنار الكبريت، وإما مطلقا لكونه وهميا أو مركبا خياليا أو مركبا عقليا، وقول المصنف كالتركيب في كنهية بكاف التمثيل بعد الجار كالتي قبله وكسر النون وسكون الهاء وفتح الياء مخففة أي كندرة ذي التركيب.. إلخ، يشمل هذين الوجهين إذ يدخل تحت الكاف الأولى ندرة غير مركب كالوهمي ونار الكبريت وتحت الثانية الخيال نأمل.
قوله: (مبتذل) أي ممتهن محتقر لأنه يتناوله كل أحد وهذا الابتذال عند ظهور وجه الشبه وظهور ثبوته للطرفين.
قوله: (وهو ما ينتقل فيه.. إلخ) والمنتقل هو المتكلم الذي هو مريد التشبيه، ويلزم من قرب انتقاله قرب فهم السامع صبان.
قوله: (وهو ما ينتقل فيه.. إلخ) لعدم حضور المشبه به في الذهن.
قوله:( كتشبيه الشمس.. إلخ) فإن الرجل ربما ينقضي عمره ولا يتفق له أن يرى مرآة في يد أشل قاله السعد، فالمشبه به هنا بعيد عن الفكر لا ينتقل إليه بسرعة لشدة ندرته، ووجه الشبه هو الهيئة المجتمعة من الاستدارة والإشراق وسرعة الحركة واتصالها وتموج الإشراق، واضطرابه بسبب تلك الحركة حتى يظهر الشعاع كأنه يفيض من جانب الدائرة، ثم يضعف ويبقى مترددا بين الانبساط تارة والانقباض أخرى بسبب الحركة الاضطرابية، وإذا تأملت حال الشمس عند الطلوع وجدتها كالمرآة في جميع ما ذكر، لأنها تروح مضطربة كما تضطرب المرآة في كف الأشل، وقد اشتمل على تفاصيل كثيرة قاله المصنف في شرحه.
قوله:( كهذا المثال) وقد علمت وجود الغرابة فيه من بعد المشبه به فالغرابة فيه من وجهين.
قوله: (لكونه وهميا) أي وهو بعيد عن الفكر لعدم وجوده أصلا وكذا المركب الخيالي.
قوله: (أو مركبا عقليا) لأن الاعتبارات التي تركب منها لا يكاد يستحضرها مجموعة إلا الخواص فهي غير حاضرة في الفكر.
قوله: (نحو كمثل الحمار.. إلخ) فإن المشبه قد اعتبر فيها كون الحمار حاملا لشيء، وكون المحمول أبلغ ما ينتفع به وكون الحمل بمشقة وتعب وهذه الاعتبارات المدلولات للقصة عقلية، وإن كان متعلقها حسيا.
قوله: (والمراد بالنهية.. إلخ) به فسرها المصنف في شرحه.
وقوله: (أي كالمركب العقلي) حل معنى لقوله كالتركيب.. إلخ، لكنه غير واف فالمناسب زيادة ونحوه ليتم المعنى.
قوله: (وفي بعض النسخ.. إلخ) وهي التي شرح عليها المصنف، والمراد بالنسبة المناسبة كما يؤخذ من شرح المصنف.
قوله: (العاطف) أي على كثرة التفضيل.
قوله: (وباعتبار آلة) أي ذكرا وإسقاطا.
قوله: (بحذفها) متعلق بمحذوف أي وهو ما وجد بحذفها أي معه.
وقوله: (إذ توجد) أي وذلك إذ.. إلخ، ثم إن قوله بحذفها صادق بحذف الوجه معها وانفرادها بسكن إذا حذف بلغ التأكيد النهاية وإلا توسط من ع ق، والظاهر أنه لا مانع من تعلق الظرف الأول بمؤكد والثاني بمرسل نعم الأول أبعد عن الركة.
قوله: (ذو التعسف) أي التكلف والأخذ على غير طريق لم يقبل ا هـ منه.
قوله: (وأبلغ التشبيه) أي أقواه مبالغة.
قوله: (المقتضي.. إلخ) ظاهره أنه وصف للتأكيد وعبارة السعد فصار مرسلا عن التأكيد المستفاد من حذف الأداة المشعر بحسب الظاهر بأن.. إلخ، هو فيها وصف للحذف، وهذا هو المتعين لأن التأكيد إنما حصل من الحذف بسبب هذا الإشعار والعينية فليس هو المقتضي لها تأمل.
قوله: (الوافي.. إلخ) كأن يكون المشبه به أعرف الطرفين بوجه الشبه فيما إذا كان الغرض بيان حال المشبه، وأتم الطرفين فيه في إلحاق الناقص بكامل ومسلم الحكم فيه معروفة عند المخاطب في بيان الإمكان أفاده الأصل والسعد.
قوله: (الغير الوافي) كما في تشبيه الممدوح بفوقه الأقران بإنسان آخر لا يسلم فيه الوجه ع ق.
قوله: (والبليغ) أي الفرد الكامل منه بدليل وأبلغ التشبيه ومثله في الأصل.
قوله: (ما حذف منه.. إلخ) أي فقط بدليل ومع حذف المشبه أي أو مع.
قوله: (في مقام الأخبار) أي الحاصل حال إجابة السائل عن حال زيد في الجراءة.
قوله: (نحو زيد.. إلخ) هذا وما بعده لما حذف فيه الوجه، وقوله ونحو.. إلخ مثالان لما حذف فيه الأداة.
قوله: (ولا قوة لذكرهما.. إلخ) اعلم أن صور المقام ثمانية، وذلك أن الأركان أربعة المشبه به مذكور قطعا، والمشبه إما مذكور أو محذوف وعلى التقديرين، فوجه الشبه إما مذكور أو محذوف، فهذه ثمانية أقواها الأولان في الشارح ويليهما الأربعة بعدهما ولا قوة للأخيرين. وبيان ذلك أن القوة إما لعموم وجه الشبه ظاهر، أو ذلك عند حذفه أو لحمل المشبه به على المشبه ظاهرا وذلك عند حذف الأداة فما اشتغل على الوجهين جميعا، فهو في غاية القوة وما خلا عنهما فلا قوة له وما اشتمل على أحدهما فقط فهو متوسط أفاده السعد.


  #4  
قديم 29 ذو الحجة 1430هـ/16-12-2009م, 09:54 PM
جميلة عبد العزيز جميلة عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مجموعة المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 229
افتراضي الشرح الصوتي للجوهر المكنون للشيخ: عصام البشير المراكشي

(فَصْلٌ فِي أَدَاةِ التَّشْبِيهِ وَغَايَتِهِ وَأَقْسَامِهِ)

أَدَاتُهُ كَافٌ كَأَنَّ مِثْلُ = وَكُلُّ مَا ضَاهَاهُ ثُمَّ الأَصْلُ
إِيلاءُ مَا كَالْكَافِ مَا شُبِّهَ بِهْ = بِعَكْسِ مَا سِوَاهُ فَاعْلَمْ وَانْتَبِهْ
وَغَايَةُ التَّشْبِيهِ كَشْفُ الْحَالِ = مِقْدَارٍ اوْ مَكَانٍ اوْ إِيصَالِ
تَزْيِينٍ اوْ تَشْوِيهٍ اهْتِمَامِ = تَنْوِيهٍ اسْتِظْرَافٍ اوْ إِيهَامِ
رُجْحَانُهُ فِي الْوَجْهِ بِالْمَقْلُوبِ = كَاللَّيْثُ مِثْلُ الْفَاسِقِ الْمَصْحُوبِ
وَبِاعْتِبَارِ الطَّرَفَيْنِ يَنْقَسِمْ = أَرْبَعَةً تَرْكِيباً إِفْرَاداً عُلِمْ







وَبِاعْتِبَارِ عَدَدٍ مَلْفُوفٍ اوْ = مَفْرُوقٍ اوْ تَسْوَيَةِ جَمْعٍ رَأَوْا
وَبِاعْتِبَارِ الْوَجْهِ تَمْثِيلٌ إِذَا = مِنْ مُتَعَدِّدٍ تَرَاهُ أُخِذَا
وَبِاعْتِبَارِ الْوَجْهِ أَيْضاً مُجْمَلُ = خَفِيٌّ اوْ جَلِيٌّ اوْ مُفَصَّلُ
وَمِنْهُ بِاعْتِبَارِهِ أَيْضاً قَرِيبْ = وَهُوَ جَلِيُّ الْوَجْهِ عَكْسُهُ الْغَرِيبْ
لِكَثْرَةِ التَّفْصِيلِ أَوْ لِنُدْرَةِ = فِي الذِّهْنِ كَالتَّرْتِيبِ فِي كَنُهْيَةِ
وَبِاعْتِبَارِ آلَةٍ مُؤَكَّدُ = بِحَذْفِهَا وَمُرْسَلٌ إِذْ تُوجَدُ
وَمِنْهُ مَقْبُولٌ بِغَايَةٍ يَفِي = وَعَكْسُهُ الْمَرْدُودُ وَالتَّعَسُّفِ
وَأَبْلَغُ التَّشْبِيهِ مَا مِنْهُ حُذِفْ = وَجْهٌ وَآلَةٌ يَلِيهِ مَا عُرِفْ


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
في, فصل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir