دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 ربيع الثاني 1441هـ/30-11-2019م, 05:47 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).
أخرج هذا القول عنها عبد الرزاق في مصنفه والنسائي في سننه وابن جرير في تفسيره من طريق عروة ابن الزبير وراه عنها ابن جرير من طريق القاسم وعطاء أيضا .
وقال بهذا القول أيضًا :ابن عباس والشعبي وعكرمة وإليه ذهب الشافعي .
ومعناه هو :ما يَسْبِقُ بِهِ اللِّسانُ مِن غَيْرِ قَصْدٍ كَقَوْلِهِ: لا واللَّهِ، وبَلى واللَّهِ، وهو قَوْلُ عائِشَةَ، وابْنِ عَبّاسٍ، وإلَيْهِ ذَهَبَ الشّافِعِيُّ، رَوى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ عَوْفٍ الأعْرابِيِّ، عَنِ الحَسَنِ بْنِ أبِي الحَسَنِ قالَ: «مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِقَوْمٍ يَنْضَلُونَ يَعْنِي يَرْمُونَ، ومَعَ النَّبِيِّ ﷺ رَجُلٌ مِن أصْحابِهِ، فَرَمى رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ، فَقالَ: أصابَ
واللَّهِ، أخْطَأْتُ واللَّهِ، فَقالَ الَّذِي مَعَ النَّبِيِّ ﷺ: حَنِثَ الرَّجُلُ يا رَسُولَ اللَّهِ، فَقالَ: (كَلّا، أيْمانُ الرُّماةِ لَغْوٌ ولا كَفّارَةَ ولاَ عُقُوبَةَ)» .
توجيه هذا القول :
قال ابن عاشور :والحُجَّةُ لَهُ أنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَ اللَّغْوَ قَسِيمًا لِلَّتِي كَسَبَها القَلْبُ، في هَذِهِ الآيَةِ، ولِلَّتِي عَقَدَ عَلَيْها الحالِفُ اليَمِينَ في قَوْلِهِ: ﴿ولَكِنْ يُؤاخِذُكم بِما عَقَّدْتُمُ الأيْمانَ﴾ [المائدة: 89] فَما عَقَّدْتُمُ الأيْمانَ هو ما كَسَبَتْهُ القُلُوبُ؛ لِأنَّ ما كَسَبَتْ قُلُوبُكم مُبَيَّنٌ، فَيُحْمَلُ عَلَيْهِ مُجْمَلُ ما عَقَّدْتُمْ، فَتَعَيَّنَ أنْ تَكُونَ اللَّغْوُ هي الَّتِي لا قَصْدَ فِيها إلى الحَلِفِ، وهي الَّتِي تَجْرِي عَلى اللِّسانِ دُونَ قَصْدٍ، وعَلَيْهِ فَمَعْنى نَفْيِ المُؤاخَذَةِ نَفْيُ المُؤاخَذَةِ بِالإثْمِ وبِالكَفّارَةِ؛ لِأنَّ نَفْيَ الفِعْلِ يَعُمُّ، فاليَمِينُ الَّتِي لا قَصْدَ فِيها، لا إثْمَ ولا كَفّارَةَ عَلَيْها، وغَيْرُها تَلْزَمُ فِيهِ الكَفّارَةُ لِلْخُرُوجِ مِنِ الإثْمِ بِدَلِيلِ آيَةِ المائِدَةِ؛ إذْ فَسَّرَ المُؤاخَذَةَ فِيها بِقَوْلِهِ ﴿فَكَفّارَتُهُ إطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ﴾ [المائدة: 89] فَيَكُونُ في الغَمُوسِ، وفي يَمِينِ التَّعْلِيقِ، وفي اليَمِينِ عَلى الظَّنِّ، ثُمَّ يَتَبَيَّنُ خِلافُهُ، الكَفّارَةُ في جَمِيعِ ذَلِكَ.
-الأقوال الأخرى في المراد باللغو في اليمين :
الأول : أنَّ لَغْوَ اليَمِينِ، أنْ يَحْلِفَ عَلى الشَّيْءِ يَظُنُّ أنَّهُ كَما حَلَفَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَتَبَيَّنُ أنَّهُ بِخِلافِهِ، وهو قَوْلُ أبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس وسليمان بن يسار والحسن ومجاهد وإبراهيم وقتادة .
والثاني: أنَّ لَغْوَ اليَمِينِ أنْ يَحْلِفَ بِها صاحِبُها في حالِ الغَضَبِ عَلى غَيْرِ عَقْدِ قَلْبٍ ولا عَزْمٍ، ولَكِنْ صِلَةً لِلْكَلامِ، وهو قَوْلُ ابن عباس و طاوُسٍ.
والثالث : أنَّ لَغْوَ اليَمِينِ أنْ يَحْلِفَ بِها في المَعْصِيَةِ، فَلا يُكَفِّرُ عَنْها، وهو قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، ومَسْرُوقٍ، والشَّعْبِيِّ، وقَدْ رَوى عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: « (مَن نَذَرَ فِيما لا يَمْلِكُ فَلا نَذْرَ لَهُ، ومَن حَلَفَ عَلى مَعْصِيَةٍ فَلا يَمِينَ لَهُ، ومَن حَلَفَ عَلى قَطِيعَةِ رَحِمٍ فَلا يَمِينَ لَهُ)» .
والرابع : أنَّ اللَّغْوَ في اليَمِينِ، إذا دَعا الحالِفُ عَلى نَفْسِهِ، كَأنْ يَقُولَ: إنْ لَمْ أفْعَلْ كَذا فَأعْمى اللَّهُ بَصَرِي، أوْ قَلَّلَ مِن مالِي، أوْ أنا كافِرٌ بِاللَّهِ، وهو قَوْلُ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ.
والخامس : أنَّ لَغْوَ اليَمِينِ هو ما حَنِثَ فِيهِ الحالِفُ ناسِيًا، وهَذا قَوْلُ النَّخَعِيِّ.
-السادس :كل يمين وصل بها الرجل كلامه من غير قصد ،قاله :إبراهيم ومجاهد
-الترجيح بين الأقوال :
الترجيح بين الأقوال يكون على حسب المعنى اللغوي للغو ، فاللغو هو ما لَمْ يَتَعَمَّدْهُ الشخص أو ما حَقُّهُ لِهَجَنَتِهِ أنْ يَسْقُطَ، فَيَقْوى عَلى هَذِا المعنى بأن المراد باللغو ما لا كسب للقلب فيه ، وهو ما جرى على اللسان كقول الرجل في عرض كلامه: " لا والله " و " بلى والله " وكحلفه على أمر ماض، يظن صدق نفسه، وإنما المؤاخذة على ما قصده القلب وفي هذا دليل على اعتبار المقاصد في الأقوال، كما هي معتبرة في الأفعال ، وقول عائشة رضي الله عنها هو ما رجحه الجمهور ودلت عليه الآحاديث .
ويدخل معه كل حلف لم يعقد فيه صاحبه العزم .
2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
التخريج :
روى قول ابن عباس ابن وهب المصري وسعيد بن منصور وعبد ابن حميد من طريق التميمي عنه.
ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه .
وقال بهذا القول أيضًا : سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وعِكْرِمَةُ، وعَطاءٌ، والضَّحّاكُ.
-توجيه قول ابن عباس رضي الله عنه :
قالَ المُبَرِّدُ: "مُهَيْمِنٌ" في مَعْنى: "مُؤَيْمِنٍ" إلّا أنَّ الهاءَ بَدَلٌ مِنَ الهَمْزَةِ، كَما قالُوا: أرَقْتُ الماءَ، وهَرَقْتُ، وإيّاكَ وهِيّاكَ.
وَأرْبابُ هَذا القَوْلِ يَقُولُونَ: المَعْنى: أنَّ القُرْآنَ مُؤْتَمَنٌ عَلى ما قَبْلَهُ مِنَ الكُتُبِ.كما ذكر ابن الجوزي .
-الأقوال الأخرى الواردة في ذلك :
الأول : أنَّهُ شهيدا عليه ، رَواهُ أبُو صالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، وبِهِ قالَ الحَسَنُ، وقَتادَةُ، والسُّدِّيُّ، ومُقاتِلٌ.
الثاني : أنَّهُ المُصَدِّقُ عَلى ما أخْبَرَ عَنِ الكُتُبِ، وهَذا قَوْلُ ابْنِ زَيْدٍ، وهو قَرِيبٌ مِنَ القَوْلِ الأوَّلِ.
الثالث: أنَّهُ الرَّقِيبُ الحافِظُ، قالَهُ الخَلِيلُ.
الرابع : أمينًا عليه :قاله البخاري .
-الترجيح بين الأقوال :
قال ابن عطية رحمه الله : ويُقالُ مِن "مُهَيْمِنٌ": "هَيْمَنَ الرَجُلُ عَلى الشَيْءِ"؛ إذا حَفِظَهُ؛ وحاطَهُ؛ وصارَ قائِمًا عَلَيْهِ أمِينًا؛ ويُحْتَمَلُ أنْ يَكُونَ "مُصَدِّقًا"؛ و"وَمُهَيْمِنًا"؛ حالَيْنِ مِنَ الكافِ في "إلَيْكَ"،فعلى هذا يكون القول الراجح والله أعلم أن معنى مهيمن هو الأمين والمصدق والرقيب فتدخل كل هذه الأقوال في تفسير الآية بذلك .
-وجاء في أن المراد ( ب المهيمن ) قولان :
1-أنه القرآن ، قول الجمهور
2- أنه النبي صلى الله عليه وسلم ،قاله مجاهد
الترجيح :
ضعف الطبري قول مجاهد قائلا :فتأويل الكلام على ما تأوّله مجاهدٌ: وأنزلنا الكتاب مصدّقًا الكتب قبله إليك، مهيمنًا عليه. فيكون قوله مصدّقًا حالاً من الكتاب وبعضًا منه، ويكون التّصديق من صفة الكتاب، والمهيمن حالاً من الكاف الّتي في إليك، وهي كنايةٌ عن ذكر اسم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، والهاء في قوله: {عليه} عائدةٌ على الكتاب.
وهذا التّأويل بعيدٌ من المفهوم في كلام العرب، بل هو خطأٌ، وذلك أنّ المهيمن عطفٌ على المصدّق، فلا يكون إلاّ من صفة ما كان المصدّق صفةً له، ولو كان معنى الكلام ما روي عن مجاهدٍ لقيل: وأنزلنا إليك الكتاب مصدّقًا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنًا عليه؛ لأنّه لم تقدّمٌ من صفة الكاف الّتي في {إليك}، وليس بعدها شيءٌ يكون مهيمنًا عليه عطفًا عليه، وإنّما عطف به على المصدّق، لأنّه من صفة الكتاب الّذي من صفته المصدّق.
فإن ظنّ ظانٌّ أنّ المصدّق على قول مجاهدٍ وتأويله هذا من صفة الكاف الّتي في إليك، فإنّ قوله: {لما بين يديه من الكتاب} يبطل أن يكون تأويل ذلك كذلك، وأن يكون المصدّق من صفة الكاف الّتي في إليك، لأنّ الهاء في قوله: {بين يديه} كناية اسمٍ غير المخاطب، وهو النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله إليك، ولو كان المصدّق من صفة الكاف لكان الكلام: وأنزلنا إليك الكتاب مصدّقًا لما بين يديك من الكتاب ومهيمنًا عليه، فيكون معنى الكلام حينئذٍ كذلك)
لكن ابن عطية رحمه الله رد عليه وغلطه في تفسير لفظة مجاهد لأن مجاهدا كان يقرأ"مُهَيْمَنًا عَلَيْهِ"؛ بِفَتْحِ المِيمِ الثانِيَةِ؛ فَهو بِناءُ اسْمِ المَفْعُولِ؛ وهو حالٌ مِنَ الكِتابِ؛ مَعْطُوفَةٌ عَلى قَوْلِهِ: "مُصَدِّقًا"؛ وعَلى هَذا يُتَّجَهُ أنَّ المُؤْتَمَنَ عَلَيْهِ هو مُحَمَّدٌ - صَلّى اللَـهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ -؛ و"عَلَيْهِ"؛ في مَوْضِعِ رَفْعٍ؛ عَلى تَقْدِيرِ أنَّها مَفْعُولٌ لَمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ؛ هَذا عَلى قِراءَةِ مُجاهِدٍ ؛ وبذلك يمكن دخول تفسيره في الآية لكن القول الراجح والله أعلم ما عليه الجمهور لأنه الأنسب لسياق الآية .

3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
رواه عبد الرزاق وابن جرير من طريق ابن المرتفع عنه .
وقال بهذا القول أيضًا :البخاري والفراء .
الأقوال الأخرى الواردة في ذلك :
الأول : تَسْوِيَةُ مَفاصِلِ أيْدِيكم وأرْجُلِكم وجَوارِحِكم دَلِيلٌ عَلى أنَّكم خُلِقْتُمْ لِعِبادَتِهِ، قالَهُ ابن زيد .
الثاني : في حِياتِكم ومَوْتِكم وفِيما يَدْخُلُ ويَخْرُجُ مِن طَعامِكم، قالَهُ السُّدِّيُّ.
الترجيح بين الأقوال :
قال الطبري :والصّواب من القول في ذلك أن يقال: معنى ذلك: وفي أنفسكم أيضًا أيّها النّاس آياتٌ وعبرٌ تدلّكم على وحدانيّة صانعكم، وأنّه لا إله لكم سواه، إذ كان لا شيء يقدر على أن يخلق مثل خلقه إيّاكم {أفلا تبصرون} يقول: أفلا تنظرون في ذلك فتتفكّروا فيه، فتعلموا حقيقة وحدانيّة خالقكم).
4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).
رواه عبد ابن حميد وابن جرير من طريق محمد ابن عقيل عنه .
وقال بهذا القول أيضًا :ابن عباس وابن مسعود وابن الحنفية.
وورد في المراد بذلك أقوال أخرى :
أحَدُها: أنَّهُ كِتابُ اللَّهِ تَعالى، وهو قَوْلُ عَلِيٍّ وعَبْدِ اللَّهِ
والثّانِي: أنَّهُ الطَّرِيقُ الهادِي إلى دِينِ اللَّهِ تَعالى، الَّذِي لا عِوَجَ فِيهِ، وهو قَوْلُ ابْنِ عَبّاسٍ.
والرّابِعُ: هو رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وأخْيارُ أهْلِ بَيْتِهِ وأصْحابِهِ، وهو قَوْلُ الحَسَنِ البَصْرِيِّ وأبِي العالِيَةِ الرِّياحِيِّ.
-الترجيح بين الأقوال :
الراجح كما قال ابن عطية رحمه الله أنه يجتمع مِن هَذِهِ الأقْوالِ كُلِّها أنَّ الدَعْوَةَ إنَّما هي في أنْ يَكُونَ الداعِي عَلى سُنَنِ المُنْعِمِ عَلَيْهِمْ مِنَ النَبِيِّينَ، والصِدِّيقِينَ، والشُهَداءِ، والصالِحِينَ في مُعْتَقَداتِهِ، وفي التِزامِهِ لِأحْكامِ شَرْعِهِ، وذَلِكَ هو مُقْتَضى القُرْآنِ والإسْلامِ، وهو حالُ رَسُولِ اللهِ ﷺ وصاحِبَيْهِ، وهَذا الدُعاءُ إنَّما أُمِرَ بِهِ المُؤْمِنُونَ وعِنْدَهُمُ المُعْتَقَداتُ، وعِنْدَ كُلِّ واحِدٍ بَعْضُ الأعْمالِ.

5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).
وقال بهذا القول أيضًا مجاهد .
التخريج :
رواه الترمذي مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من طريق شعيب بن الحبحاب ، حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا أبو الوليد، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس بن مالكٍ، قال: أتي رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم بقناعٍ عليه رطبٌ، فقال: {مثل كلمةً طيّبةً كشجرةٍ طيّبةٍ أصلها ثابتٌ وفرعها في السّماء تؤتي أكلها كلّ حينٍ بإذن ربّها}، قال: هي النّخلة {ومثل كلمةٍ خبيثةٍ كشجرةٍ خبيثةٍ اجتثّت من فوق الأرض ما لها من قرارٍ} قال: هي الحنظل قال: فأخبرت بذلك أبا العالية، فقال: صدق وأحسن.
ورواه الترمذي وابن جرير من طريق أبي بكر بن شعيب بن الحبحاب عن أبيه عن أنس بن مالك موقوفا وصحح الترمذي هذا الطريق وقال أنه لم يرو هذا القول مرفوعا إلا من طريق حماد بن سلمة .
-الأقوال الأخرى الواردة في المراد بقوله ( كشجرة خبيثة )
الأول : أنَّها الكافِرُ،رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس .
الثاني : أنَّها الكَشُوشا ،قاله الزجاج
الثالث : أنَّهُ مَثَلٌ، ولَيْسَتْ بِشَجَرَةٍ مَخْلُوقَةٍ، رَواهُ أبُو ظِبْيانَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ.
-الترجيح :
في جامِعِ التِّرْمِذِيِّ عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَ «مَثَلُ كَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أصْلُها ثابِتٌ وفَرْعُها في السَّماءِ تُؤْتِي أُكْلَها كُلَّ حِينٍ بِإذْنِ رَبِّها قالَ: هي النَّخْلَةُ. ﴿ومَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ ما لَها مِن قَرارٍ﴾ قالَ: هي الحَنْظَلُ» لو صح هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسم الأمر بأن المراد بالشجرة الخبيثة هي شجرة الحنظل ،لكنه خبر ضعيف تفرد بروايته حماد بن سلمة ، فلذلك يرى ابن عطية أن تفسير الشجرة بالحنظلة إنما هو تفسير بالمثال ويمكن أن تدخل تحته التفاسير الأخرى والله أعلم .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 شوال 1441هـ/3-06-2020م, 12:30 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء احمد مشاهدة المشاركة
خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).
أخرج هذا القول عنها عبد الرزاق في مصنفه والنسائي في سننه وابن جرير في تفسيره من طريق عروة ابن الزبير وراه عنها ابن جرير من طريق القاسم وعطاء أيضا .
[الرواية عن عائشة رضي الله عنها، ألفاظها مختلفة وفي بعضها زيادات توضح المعنى المراد؛ فالأولى النص عليها، وحينئذ نذكر الراوي الذي حصل عنده الخلاف
مثلا: لو افترضنا أن كل الروايات من طريق عروة عن عائشة، ومع هذا هناك خلاف في اللفظ، نذكر الراوي عن عروة عند عرض التخريج .
والأقوال المروية عن عائشة رضي الله عنها أكثر من قول لذا نقول: " وهو رواية عن عائشة " أو أحد قوليها]

وقال بهذا القول أيضًا :ابن عباس والشعبي وعكرمة وإليه ذهب الشافعي .
ومعناه هو :ما يَسْبِقُ بِهِ اللِّسانُ مِن غَيْرِ قَصْدٍ كَقَوْلِهِ: لا واللَّهِ، وبَلى واللَّهِ، وهو قَوْلُ عائِشَةَ، وابْنِ عَبّاسٍ، وإلَيْهِ ذَهَبَ الشّافِعِيُّ، رَوى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ عَوْفٍ الأعْرابِيِّ، عَنِ الحَسَنِ بْنِ أبِي الحَسَنِ قالَ: «مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِقَوْمٍ يَنْضَلُونَ يَعْنِي يَرْمُونَ، ومَعَ النَّبِيِّ ﷺ رَجُلٌ مِن أصْحابِهِ، فَرَمى رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ، فَقالَ: أصابَ
واللَّهِ، أخْطَأْتُ واللَّهِ، فَقالَ الَّذِي مَعَ النَّبِيِّ ﷺ: حَنِثَ الرَّجُلُ يا رَسُولَ اللَّهِ، فَقالَ: (كَلّا، أيْمانُ الرُّماةِ لَغْوٌ ولا كَفّارَةَ ولاَ عُقُوبَةَ)» . [من أخرجه؟ ]
توجيه هذا القول :
قال ابن عاشور :والحُجَّةُ لَهُ أنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَ اللَّغْوَ قَسِيمًا لِلَّتِي كَسَبَها القَلْبُ، في هَذِهِ الآيَةِ، ولِلَّتِي عَقَدَ عَلَيْها الحالِفُ اليَمِينَ في قَوْلِهِ: ﴿ولَكِنْ يُؤاخِذُكم بِما عَقَّدْتُمُ الأيْمانَ﴾ [المائدة: 89] فَما عَقَّدْتُمُ الأيْمانَ هو ما كَسَبَتْهُ القُلُوبُ؛ لِأنَّ ما كَسَبَتْ قُلُوبُكم مُبَيَّنٌ، فَيُحْمَلُ عَلَيْهِ مُجْمَلُ ما عَقَّدْتُمْ، فَتَعَيَّنَ أنْ تَكُونَ اللَّغْوُ هي الَّتِي لا قَصْدَ فِيها إلى الحَلِفِ، وهي الَّتِي تَجْرِي عَلى اللِّسانِ دُونَ قَصْدٍ، وعَلَيْهِ فَمَعْنى نَفْيِ المُؤاخَذَةِ نَفْيُ المُؤاخَذَةِ بِالإثْمِ وبِالكَفّارَةِ؛ لِأنَّ نَفْيَ الفِعْلِ يَعُمُّ، فاليَمِينُ الَّتِي لا قَصْدَ فِيها، لا إثْمَ ولا كَفّارَةَ عَلَيْها، وغَيْرُها تَلْزَمُ فِيهِ الكَفّارَةُ لِلْخُرُوجِ مِنِ الإثْمِ بِدَلِيلِ آيَةِ المائِدَةِ؛ إذْ فَسَّرَ المُؤاخَذَةَ فِيها بِقَوْلِهِ ﴿فَكَفّارَتُهُ إطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ﴾ [المائدة: 89] فَيَكُونُ في الغَمُوسِ، وفي يَمِينِ التَّعْلِيقِ، وفي اليَمِينِ عَلى الظَّنِّ، ثُمَّ يَتَبَيَّنُ خِلافُهُ، الكَفّارَةُ في جَمِيعِ ذَلِكَ.
-الأقوال الأخرى في المراد باللغو في اليمين :
الأول : أنَّ لَغْوَ اليَمِينِ، أنْ يَحْلِفَ عَلى الشَّيْءِ يَظُنُّ أنَّهُ كَما حَلَفَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَتَبَيَّنُ أنَّهُ بِخِلافِهِ، وهو قَوْلُ أبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس وسليمان بن يسار والحسن ومجاهد وإبراهيم وقتادة .
والثاني: أنَّ لَغْوَ اليَمِينِ أنْ يَحْلِفَ بِها صاحِبُها في حالِ الغَضَبِ عَلى غَيْرِ عَقْدِ قَلْبٍ ولا عَزْمٍ، ولَكِنْ صِلَةً لِلْكَلامِ، وهو قَوْلُ ابن عباس و طاوُسٍ.
والثالث : أنَّ لَغْوَ اليَمِينِ أنْ يَحْلِفَ بِها في المَعْصِيَةِ، فَلا يُكَفِّرُ عَنْها، وهو قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، ومَسْرُوقٍ، والشَّعْبِيِّ، وقَدْ رَوى عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: « (مَن نَذَرَ فِيما لا يَمْلِكُ فَلا نَذْرَ لَهُ، ومَن حَلَفَ عَلى مَعْصِيَةٍ فَلا يَمِينَ لَهُ، ومَن حَلَفَ عَلى قَطِيعَةِ رَحِمٍ فَلا يَمِينَ لَهُ)» .
والرابع : أنَّ اللَّغْوَ في اليَمِينِ، إذا دَعا الحالِفُ عَلى نَفْسِهِ، كَأنْ يَقُولَ: إنْ لَمْ أفْعَلْ كَذا فَأعْمى اللَّهُ بَصَرِي، أوْ قَلَّلَ مِن مالِي، أوْ أنا كافِرٌ بِاللَّهِ، وهو قَوْلُ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ.
والخامس : أنَّ لَغْوَ اليَمِينِ هو ما حَنِثَ فِيهِ الحالِفُ ناسِيًا، وهَذا قَوْلُ النَّخَعِيِّ.
-السادس :كل يمين وصل بها الرجل كلامه من غير قصد ،قاله :إبراهيم ومجاهد
-الترجيح بين الأقوال :
الترجيح بين الأقوال يكون على حسب المعنى اللغوي للغو ، فاللغو هو ما لَمْ يَتَعَمَّدْهُ الشخص أو ما حَقُّهُ لِهَجَنَتِهِ أنْ يَسْقُطَ، فَيَقْوى عَلى هَذِا المعنى بأن المراد باللغو ما لا كسب للقلب فيه ، وهو ما جرى على اللسان كقول الرجل في عرض كلامه: " لا والله " و " بلى والله " وكحلفه على أمر ماض، يظن صدق نفسه، وإنما المؤاخذة على ما قصده القلب وفي هذا دليل على اعتبار المقاصد في الأقوال، كما هي معتبرة في الأفعال ، وقول عائشة رضي الله عنها هو ما رجحه الجمهور ودلت عليه الآحاديث .
ويدخل معه كل حلف لم يعقد فيه صاحبه العزم .
[لم توضحي الأقوال المرجوحة التي لم تدخل في هذا المعنى وعليه لا تدخل في المراد بلغو اليمين]
2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
التخريج :
روى قول ابن عباس ابن وهب المصري وسعيد بن منصور وعبد ابن حميد من طريق التميمي عنه. [هل اطلعتِ على تفسير عبد بن حميد؟]
ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه . [بلفظ أمينًا]
وقال بهذا القول أيضًا : سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وعِكْرِمَةُ، وعَطاءٌ، والضَّحّاكُ.
-توجيه قول ابن عباس رضي الله عنه :
قالَ المُبَرِّدُ: "مُهَيْمِنٌ" في مَعْنى: "مُؤَيْمِنٍ" إلّا أنَّ الهاءَ بَدَلٌ مِنَ الهَمْزَةِ، كَما قالُوا: أرَقْتُ الماءَ، وهَرَقْتُ، وإيّاكَ وهِيّاكَ. [إذا عرضتِ هذا القول فينبغي أن تعرضي التفصيل مسألة الخلاف في اشتقاق كلمة " مهيمن "، فالراجح أنه غير مبدل وإنما جاء على الأصل]
وَأرْبابُ هَذا القَوْلِ يَقُولُونَ: المَعْنى: أنَّ القُرْآنَ مُؤْتَمَنٌ عَلى ما قَبْلَهُ مِنَ الكُتُبِ.كما ذكر ابن الجوزي .
-الأقوال الأخرى الواردة في ذلك :
الأول : أنَّهُ شهيدا عليه ، رَواهُ أبُو صالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، وبِهِ قالَ الحَسَنُ، وقَتادَةُ، والسُّدِّيُّ، ومُقاتِلٌ.
الثاني : أنَّهُ المُصَدِّقُ عَلى ما أخْبَرَ عَنِ الكُتُبِ، وهَذا قَوْلُ ابْنِ زَيْدٍ، وهو قَرِيبٌ مِنَ القَوْلِ الأوَّلِ.
الثالث: أنَّهُ الرَّقِيبُ الحافِظُ، قالَهُ الخَلِيلُ.
الرابع : أمينًا عليه :قاله البخاري . [ورواية عن ابن عباس]
-الترجيح بين الأقوال :
قال ابن عطية رحمه الله : ويُقالُ مِن "مُهَيْمِنٌ": "هَيْمَنَ الرَجُلُ عَلى الشَيْءِ"؛ إذا حَفِظَهُ؛ وحاطَهُ؛ وصارَ قائِمًا عَلَيْهِ أمِينًا؛ ويُحْتَمَلُ أنْ يَكُونَ "مُصَدِّقًا"؛ و"وَمُهَيْمِنًا"؛ حالَيْنِ مِنَ الكافِ في "إلَيْكَ"،فعلى هذا يكون القول الراجح والله أعلم أن معنى مهيمن هو الأمين والمصدق والرقيب فتدخل كل هذه الأقوال في تفسير الآية بذلك .
-وجاء في أن المراد ( ب المهيمن ) قولان : [هذه المسألة ليست المقصودة في رأس السؤال]
1-أنه القرآن ، قول الجمهور
2- أنه النبي صلى الله عليه وسلم ،قاله مجاهد
الترجيح :
ضعف الطبري قول مجاهد قائلا :فتأويل الكلام على ما تأوّله مجاهدٌ: وأنزلنا الكتاب مصدّقًا الكتب قبله إليك، مهيمنًا عليه. فيكون قوله مصدّقًا حالاً من الكتاب وبعضًا منه، ويكون التّصديق من صفة الكتاب، والمهيمن حالاً من الكاف الّتي في إليك، وهي كنايةٌ عن ذكر اسم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، والهاء في قوله: {عليه} عائدةٌ على الكتاب.
وهذا التّأويل بعيدٌ من المفهوم في كلام العرب، بل هو خطأٌ، وذلك أنّ المهيمن عطفٌ على المصدّق، فلا يكون إلاّ من صفة ما كان المصدّق صفةً له، ولو كان معنى الكلام ما روي عن مجاهدٍ لقيل: وأنزلنا إليك الكتاب مصدّقًا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنًا عليه؛ لأنّه لم تقدّمٌ من صفة الكاف الّتي في {إليك}، وليس بعدها شيءٌ يكون مهيمنًا عليه عطفًا عليه، وإنّما عطف به على المصدّق، لأنّه من صفة الكتاب الّذي من صفته المصدّق.
فإن ظنّ ظانٌّ أنّ المصدّق على قول مجاهدٍ وتأويله هذا من صفة الكاف الّتي في إليك، فإنّ قوله: {لما بين يديه من الكتاب} يبطل أن يكون تأويل ذلك كذلك، وأن يكون المصدّق من صفة الكاف الّتي في إليك، لأنّ الهاء في قوله: {بين يديه} كناية اسمٍ غير المخاطب، وهو النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله إليك، ولو كان المصدّق من صفة الكاف لكان الكلام: وأنزلنا إليك الكتاب مصدّقًا لما بين يديك من الكتاب ومهيمنًا عليه، فيكون معنى الكلام حينئذٍ كذلك)
لكن ابن عطية رحمه الله رد عليه وغلطه في تفسير لفظة مجاهد لأن مجاهدا كان يقرأ"مُهَيْمَنًا عَلَيْهِ"؛ بِفَتْحِ المِيمِ الثانِيَةِ؛ فَهو بِناءُ اسْمِ المَفْعُولِ؛ وهو حالٌ مِنَ الكِتابِ؛ مَعْطُوفَةٌ عَلى قَوْلِهِ: "مُصَدِّقًا"؛ وعَلى هَذا يُتَّجَهُ أنَّ المُؤْتَمَنَ عَلَيْهِ هو مُحَمَّدٌ - صَلّى اللَـهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ -؛ و"عَلَيْهِ"؛ في مَوْضِعِ رَفْعٍ؛ عَلى تَقْدِيرِ أنَّها مَفْعُولٌ لَمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ؛ هَذا عَلى قِراءَةِ مُجاهِدٍ ؛ وبذلك يمكن دخول تفسيره في الآية لكن القول الراجح والله أعلم ما عليه الجمهور لأنه الأنسب لسياق الآية .
[المسألة المطلوبة لغوية في بحث مفردة من مفردات القرآن فحبذا لو اطلعتِ على المصادر اللغوية، وبحث مسألة اشتقاق كلمة مهيمن، لتصلي بعدها إلى ترجيح أنها جاءت على الأصل وأن معناها يرجع إلى الحفظ والارتقاب وبالتالي يجمع كل هذه المعاني
ومن الأقوال التي قيلت فيها أيضًا؛ القائم على الشيء، وهو قول ابن الأنباري، والشديد وهو قول ابن فارس]

3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
رواه عبد الرزاق وابن جرير من طريق ابن المرتفع عنه .
وقال بهذا القول أيضًا :البخاري والفراء . [مع اختلاف اللفظ، فحبذا لو وضحتيه]
الأقوال الأخرى الواردة في ذلك :
الأول : تَسْوِيَةُ مَفاصِلِ أيْدِيكم وأرْجُلِكم وجَوارِحِكم دَلِيلٌ عَلى أنَّكم خُلِقْتُمْ لِعِبادَتِهِ، قالَهُ ابن زيد .
الثاني : في حِياتِكم ومَوْتِكم وفِيما يَدْخُلُ ويَخْرُجُ مِن طَعامِكم، قالَهُ السُّدِّيُّ. [المصدر؟]
الترجيح بين الأقوال :
قال الطبري :والصّواب من القول في ذلك أن يقال: معنى ذلك: وفي أنفسكم أيضًا أيّها النّاس آياتٌ وعبرٌ تدلّكم على وحدانيّة صانعكم، وأنّه لا إله لكم سواه، إذ كان لا شيء يقدر على أن يخلق مثل خلقه إيّاكم {أفلا تبصرون} يقول: أفلا تنظرون في ذلك فتتفكّروا فيه، فتعلموا حقيقة وحدانيّة خالقكم).
4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).
رواه عبد ابن حميد وابن جرير من طريق محمد ابن عقيل عنه . [التخريج ناقص جدًا، وهل اطلعتِ على تفسير عبد بن حميد؟ ]
وقال بهذا القول أيضًا :ابن عباس وابن مسعود وابن الحنفية.
وورد في المراد بذلك أقوال أخرى :
أحَدُها: أنَّهُ كِتابُ اللَّهِ تَعالى، وهو قَوْلُ عَلِيٍّ وعَبْدِ اللَّهِ
والثّانِي: أنَّهُ الطَّرِيقُ الهادِي إلى دِينِ اللَّهِ تَعالى، الَّذِي لا عِوَجَ فِيهِ، وهو قَوْلُ ابْنِ عَبّاسٍ.
والرّابِعُ: هو رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وأخْيارُ أهْلِ بَيْتِهِ وأصْحابِهِ، وهو قَوْلُ الحَسَنِ البَصْرِيِّ وأبِي العالِيَةِ الرِّياحِيِّ.
-الترجيح بين الأقوال :
الراجح كما قال ابن عطية رحمه الله أنه يجتمع مِن هَذِهِ الأقْوالِ كُلِّها أنَّ الدَعْوَةَ إنَّما هي في أنْ يَكُونَ الداعِي عَلى سُنَنِ المُنْعِمِ عَلَيْهِمْ مِنَ النَبِيِّينَ، والصِدِّيقِينَ، والشُهَداءِ، والصالِحِينَ في مُعْتَقَداتِهِ، وفي التِزامِهِ لِأحْكامِ شَرْعِهِ، وذَلِكَ هو مُقْتَضى القُرْآنِ والإسْلامِ، وهو حالُ رَسُولِ اللهِ ﷺ وصاحِبَيْهِ، وهَذا الدُعاءُ إنَّما أُمِرَ بِهِ المُؤْمِنُونَ وعِنْدَهُمُ المُعْتَقَداتُ، وعِنْدَ كُلِّ واحِدٍ بَعْضُ الأعْمالِ.

5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).
وقال بهذا القول أيضًا مجاهد .
التخريج :
رواه الترمذي مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من طريق شعيب بن الحبحاب ، حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا أبو الوليد، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس بن مالكٍ، قال: أتي رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم بقناعٍ عليه رطبٌ، فقال: {مثل كلمةً طيّبةً كشجرةٍ طيّبةٍ أصلها ثابتٌ وفرعها في السّماء تؤتي أكلها كلّ حينٍ بإذن ربّها}، قال: هي النّخلة {ومثل كلمةٍ خبيثةٍ كشجرةٍ خبيثةٍ اجتثّت من فوق الأرض ما لها من قرارٍ} قال: هي الحنظل قال: فأخبرت بذلك أبا العالية، فقال: صدق وأحسن.[يكتفى بالراوي عن شعيب بن الحبحاب]
ورواه الترمذي وابن جرير من طريق أبي بكر بن شعيب بن الحبحاب عن أبيه عن أنس بن مالك موقوفا وصحح الترمذي هذا الطريق وقال أنه لم يرو هذا القول مرفوعا إلا من طريق حماد بن سلمة .
[ورواه البزار من طريق آخر، وابن جرير أيضًا رواه من غير طريق بن الحبحاب]
-الأقوال الأخرى الواردة في المراد بقوله ( كشجرة خبيثة )
الأول : أنَّها الكافِرُ،رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . [هذا الاستخراج خاطئ لأنهم أرادوا بيان أن المشبه في الآية هو الكافر، والمشبه به هو الشجرة الخبيثة، والمسألة المراد بحثها هنا هي المراد بالشجرة الخبيثة " المشبه به" ]
الثاني : أنَّها الكَشُوشا ،قاله الزجاج
الثالث : أنَّهُ مَثَلٌ، ولَيْسَتْ بِشَجَرَةٍ مَخْلُوقَةٍ، رَواهُ أبُو ظِبْيانَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ.
-الترجيح :
في جامِعِ التِّرْمِذِيِّ عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَ «مَثَلُ كَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أصْلُها ثابِتٌ وفَرْعُها في السَّماءِ تُؤْتِي أُكْلَها كُلَّ حِينٍ بِإذْنِ رَبِّها قالَ: هي النَّخْلَةُ. ﴿ومَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ ما لَها مِن قَرارٍ﴾ قالَ: هي الحَنْظَلُ» لو صح هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسم الأمر بأن المراد بالشجرة الخبيثة هي شجرة الحنظل ،لكنه خبر ضعيف تفرد بروايته حماد بن سلمة ، فلذلك يرى ابن عطية أن تفسير الشجرة بالحنظلة إنما هو تفسير بالمثال ويمكن أن تدخل تحته التفاسير الأخرى والله أعلم .

بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
أرجو الاعتناء بتوجيه الأقوال بأسلوبك، كذا عند الدراسة والترجيح فينبغي أن تكون بأسلوبك دون الاعتماد على كلام المفسرين، حتى تنمو لديكِ هذه المهارات.
التقويم: ج
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir