دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > بيان المُستشكل > فوائد في مشكل القرآن للعز بن عبد السلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 ربيع الثاني 1432هـ/12-03-2011م, 10:12 PM
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 3,529
افتراضي سورة الكهف

سورة الكهف

قوله عز وجل: {أم حسبن أن أصحاب الكهف والرقيم} (18: 9).
أم هاهنا منقطعة، وينبغي أن تعلم أن «أم» المنقطعة تتضمن معنيين: همزة الاستفهام وبل، فيفيد الاستفهام والإضراب. ثم الإضراب بـ«بل» الأصلية، تارة يكون للإضراب عن المخبرات، نحو: قام زيد بل عمرو، وتارة عن الإخبار فقط، حيث كان الخبر السابق لم يستحق الثبوت، نحو قوله: {بل هم في شك منها بل هم منها عمون}. والنحاة يسمون هذا بالخروج من قصة إلى قصة مع أنها لم تعر عن الإضراب، ولكن في الخبر دون المخبر عنه.
قوله عز وجل: {فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا} (18: 11).
أي سنين معدودة. ومعلوم أن السنين لا تكون إلا ذوات عدد، فما الفائدة في ذكر العدد. وأما قوله عز وجل: {دراهم معدودة} و{في أيام معدودات} فذكر ليدل على
[فوائد في مشكل القرآن: 168]
القلة، لأن ما كثر في الغالب لا يمكن عده لكثرته فاستعمل العدد ليدل على القلة، وهذا المعنى لا يمكن هاهنا لأن المراد تعظيم الصفة فعدم ذكر العدد أولى بها.
قوله عز وجل: {لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا} (18: 12).
قال الزمخشري: «أحصى» يجب أن يكون فعلاً هاهنا لأنه لو كان أفعل التفضيل وقد ميز بأمد – والمميز هو المميز – فيكون الأمد يتصف بكونه أحصى. وهو مبالغة في اسم الفاعل، والأمد لا يكون فاعلاً بل مفعول محصى.
قال المبرد: هذا يكون مثل قولهم: ليلك قائم، ونهارك صائم، وتقديره: مقوم فيه، ومصوم فيه، فيستعملون اسم الفاعل بمعنى اسم المفعول.
قوله عز وجل: {هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة}... (18: 15).
ما الفائدة في قوله: «من دونه» وهو كثير في القرآن،
[فوائد في مشكل القرآن: 169]
نحو قوله: {واتخذوا من دونه آهلة}. وقوله: {أم اتخذوا من دونه آلهة}.
والجواب: أن الظرف في هذا الموضع يدل على عدم اندراج الله تعالى في المذكور، ولو ترك لاحتمل الاندراج، فجيء به لدفع الاحتمال لتحقيق الذم على الكل. يكون «قومنا» في الآية، مخصوصًا بمن عبد الله تعالى.
قوله عز وجل: حكاية عن أهل الكهف في قولهم لبعضهم {وإذا اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله} (18: 16).
فقوله: «إلا الله» إن جعل استثناء متصلاً لزم الإشكال في قولهم: {هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة}، وهو أن «من دونه» لا تبقى له فائدة، وإن جعل منقطعًا فما الفائدة فيه؟
والجواب من وجهين:
أحدهما: أن نجعله متصلاً، ويكون «يعبدون»، للحال المستمرة، وهو كذلك، فليس المراد مطلق العبادة. والحال المستمرة يندرج فيها الاستقبال، ولم يقطع بأن قومهم
[فوائد في مشكل القرآن: 170]
لن يعبدوا الله في المستقبل، فاستثناؤه حسن على هذا ولا ينكر عليه:
{هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة}، لأن «اتخذوا» للماضي المحض لا يتناول الاستقبال.
الثاني: أن نقول: «إلا» بمعنى سوى، كما قال الفراء في قوله تعالى: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} فعلى هذا لا إشكال.
قوله عز وجل: {من يهد الله فهو المهتد} (18: 17).
كيف يحسن هذا؟ وهو كقولنا: إن أكرمتك فأنت مكرم، وإن ضربتك فأنت مضروب، وهذا لا فائدة فيه.
والجواب: أن معنى الآية: من يرد الله هدايته فهو المهتدي، يريد الله تعالى أن يبين للعرب: أني لست كأحد من خلقي يريد شيئًا وربما لا يحصل، وأنا لا أريد هداية
[فوائد في مشكل القرآن: 171]
شخص إلا اهتدى. فهو سبحانه يمدح نفسه بنفوذ مشيئته، وهكذا قوله: {وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا} فعقب بالفاء مجيء البأس، والبأس لا يتأخر عن الهلاك ومراده عز وجل: «أردنا إهلاكها» ليثني على نفسه بنفوذ مشيئته.
قوله عز وجل: {وكذلك بعثنهم ليتساءلوا بينهم} (18: 19).
وقوله: {وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق} (18: 21).
الإشارة فيهما إلى قصة أصحاب الكهف في قوله: {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم} والتقدير أن قصة أصحاب الكهف والرقيم أو أن واقعة أصحاب الكهف والرقيم كانت من آياتنا عجبًا، يعني ليست عجبًا بالنسبة إلى خوارق العادات. وكذلك {بعثناهم} فيبقى الإشكال في التشبيه بين اليقظة من النوم والواقعة، لأن الواقعة خارق وآية من
[فوائد في مشكل القرآن: 172]
آيات الله. واليقظة من النوم والإعثار عليهم ليس خارقًا لأنهما معتادان.
وليس لك أن تقول: اليقظة من النوم الخاص خارق لأنك أخذت الخارق – وهو النوم الخاص – مع ما ليس بخارق – وهو اليقظة، فجاء خارقًا والتشبيه ليس بالمجموع بل باليقظة فقط.
والجواب: أن أهل مدينة أهل الكهف كانوا متنازعين في بعث الأجسام، فدعا ملكهم أن يرسل إليهم آية تدلهم على صحة البعث. وكان رجلاً صالحًا، فدلهم على أهل الكهف وقصتهم، ليكون خرق العادة بمثل هذا مانعًا من استبعاد خرق العوائد في البعث، فصارت يقظتهم خارقًا من جهة أنها سبب في الدلالة على البعث وخرق العوائد. لأنهم لولا استيقاظهم وبعثهم أحدهم ما عثروا عليهم. ولم تجر العادة بأن اليقظة تكون سببًا لخرق العوائد فكانت هذه اليقظة خارقًا فلذلك صح التشبيه.
[فوائد في مشكل القرآن: 173]
قوله عز وجل: {وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قبلا} (18: 55).
يدل على حصر المانع من الإيمان في أحد هذين السببين لكن هذا يشكل بقوله عز وجل: {وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا} فهذا حصر ثالث في غيرهما وهو ينافي الحصر فيهما.
والجواب: أن معنى الآية الأولى: وما منع الناس إلا إرادة أن تأتيهم سنة الأولين من الخسف وغيره، أو يأتيهم العذاب قبلا في الآخرة، والدليل على هذا الإضمار أن المانع لا بد أن يكون موجودًا حالة منعه، وسنة الأولين معدومة. وكذلك عذاب الآخرة، فلا بد من تقدير أمر موجود يمنع. فأخبر عز وجل، أنه إرادة أن يصيبهم أحد الأمرين. ولا شك أن إرادة الله عز وجل مانعة من وقوع ما ينافي المراد، فهذا حصر في السبب الحقيقي، لأن الله عز وجل هو المانع في الحقيقية. ومعنى الآية الثانية: وما منع الناس أن يؤمنوا إلا
[فوائد في مشكل القرآن: 174]
استغراب بعث بشر رسولا لأن قولهم ليس مانعًا من الإيمان لأنه لا يصلح لذلك، وهو يدل على استغراب بالالتزام، وهو الذي يناسب المانعية، واستغرابهم ليس مانعًا حقيقيًا بل عاديًا لجواز خلق الإيمان معه، بخلاف إرادة الله عز وجل فهذا حصر في المانع العادي، ولا تنافي بين قولنا ما منعهم حقيقة إلا كذا، وما منعهم عادة إلا كذا، فزالت المنافاة.
قوله عز وجل: {تغرب في عين حمئة} (18: 86).
جمهور المفسرين على أنها مكان معين، وليس لغروب الشمس مكان معين، وإلا لما اختلف الليل والنهار وإذا كان المكان غير معين فكيف يخبر الله عز وجل عن بلوغ ذي القرنين إياه.
والجواب: أنه مكان معين بالنسبة إلى رأي العين كما تقول: غربت خلف الجبل. وحاصله أنه معين بالنسبة، قال امرؤ القيس:
تلاعب غزلان الوحوش وعولها
دوين السماء في رؤوس المجادل

[فوائد في مشكل القرآن: 175]
ويروى المعاقل. هما الجبال.
فائدة: وردت «كلمات الله» [على] محامل، منها قوله: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا} (18: 109).
المراد بالكلمات هاهنا: المعلومات: وعبر عنها بالكلمات لأن كل واحد منها إذا كتب كان كلمة. فيكون من باب وصف الشيء بما يؤول إليه. ومنها قوله تعالى: {لا مبدل لكلماته}. أي: لعداته. فهي هاهنا حقيقة.
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: أعوذ بكلمات الله التامات.
ففي هذا القسم سؤالان.
الأول: أن الاستعاذة لا تكون إلا بالقديم الموجود، والكلمات عدمية إما محدثة وإما قديمة، فلا تصلح كذلك فما المراد بهذه؟
الثاني: أن قوله «التامات» يشعر بتقديم النقص،
[فوائد في مشكل القرآن: 176]
وليس كذلك. وكذلك قوله سبحانه: {وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا} (6: 115).
وعن الثاني: أن التمام هاهنا من قولنا: تم على فلان كذا، أي وقع به، لا أنه كان ناقصًا فتكمل.


التوقيع :
فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة
توفني مسلما وألحقني بالصالحين
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكهف, سورة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir