دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الآخرة 1431هـ/7-06-2010م, 04:06 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي 40: قصيدة سويد بن أبي كاهل اليشكري: بسطَتْ رابِعَةُ الحبلَ لَنا = فَوصَلنَا الحبلَ منها ما اتَّسَعْ




قال سويد بن أبي كاهل اليشكري:

بَسَطَتْ رَابِعَةُ الحَبْلَ لَنا = فَوَصَلْنَا الحَبلَ منها ما اتَّسَعْ
حُرَّةٌ تَجْلُو شَتِيتاً وَاضِحاً = كشُعَاعِ الشمسِ في الغَيْم سَطَعْ
صَقلَتْهُ بِقَضِيبٍ ناضِرٍ = مِنْ أَراكٍ طَيِّبٍ حتى نَصَعْ
أَبْيَضَ اللَّوْنِ لَذِيذاً طَعْمُهُ = طَيِّبَ الرِّيقِ إِذا الريقُ خَدَعْ
تَمْنَحُ المِرآةَ وَجْهاً وَاضِحاً = مثلَ قَرْنِ الشمسِ في الصَّحْوِ ارْتَفَعْ
صَافِيَ اللَّوْنِ، وطَرْفاً ساجِياً = أَكْحَلَ العَيْنَيْنِ ما فيه قَمَعْ
وقُرُوناً سَابِغاً أَطْرَافُها = غَلَّلَتْها رِيحُ مِسْكٍ ذِي فَنَعْ
هَيَّجَ الشَّوْقَ خَيَالٌ زَائرٌ = مِن حَبيبٍ خَفِرٍ فيهِ قَدَعْ
شَاحِطٍ جَازَ إِلى أَرْحُلِنَا = عُصَبَ الغَابِ طُرُوقاً لم يُرَعْ
آنِس كان إِذَا ما اعْتادَنِي = حالَ دُونَ النَّوْمِ مِنِّي فامْتَنَعْ
وكذَاكَ الحُبُّ ما أَشْجَعَهُ = يَرْكَبُ الهَوْلَ وَيَعْصِي مَنْ وَزَعْ
فأَبيتُ الليلَ ما أَرْقُدُهُ = وبِعَيْنَيَّ إِذَا نَجمٌ طَلَعْ
وإِذَا ما قلتُ لَيْلٌ قد مَضَى = عَطَفَ الأَوَّلُ مِنهُ فَرَجَعْ
يَسْحبُ الليلُ نُجُوماً ظُلَّعاً = فَتَوَالِيهَا بَطيئاتُ التَّبَعْ
ويُزَجِّيها عَلَى إِبْطائِها = مُغْرَبُ اللَّوْنِ إِذَا اللَّوْنُ انْقشَعْ
فَدَعانِي حُبُّ سَلْمَى بَعْدَ ما = ذَهَبَ الجِدَّةُ مِنِّي والرَّيَعْ
خَبَّلَتْني ثُمَّ لمَّا تُشْفِنِي = فَفُؤَادِي كلَّ أَوْبٍ ما اجتَمَعْ
ودَعَتْنِي بِرُقاهَا، إِنَّها = تُنزِلُ الأَعْصَمَ مِن رَأْسِ اليَفَعْ
تُسْمِعُ الحُدَّاثَ قولاً حَسَناً = لو أَرَادُوا غَيرَهُ لم يُسْتَمَعْ
كَمْ قَطَعْنا دُونَ سَلْمَى مَهْمَهاً = نازِحَ الغَوْرِ إِذَا الآلُ لَمَعْ
في حَرُور يَنْضَجُ اللَّحْمُ بها = يأَخُذُ السَّائِرِ فيها كالصَّقَعْ
وتَخَطَّيْتُ إِليها مِن عُدىً = بِزَماعِ الأَمْرِ والهَمِّ الكَنِعْ
وفَلاَةٍ وَاضِحٍ أَقْرَابُهَا = بَالِياتٌ مثلُ مُرْفَتِّ القَزَعْ
يَسْبَحُ الآلُ عَلَى أعْلاَمِها = وعَلَي البِيدِ إِذَا اليومُ مَتَعْ
فَرَكِبْناها عَلَى مَجْهُولِها = بِصِلاَبِ الأَرْضِ فيهِنَّ شَجَعْ
كالمَغَالِي عارِفاتٍ لِلسُّرَى = مُسْنَفاتٍ لَمْ تُوَشَّمْ بِالنِّسَغْ
فَتَرَاها عُصُفاً مُنْعَلَةً = بِنِعَالِ القَيْنِ يَكْفِيها الوَقَعْ
يَدَّرِعْنَ الليلَ يَهْوِينَ بِنَا = كَهَوِيِّ الكُدْرِ صَبَّحْنَ الشَّرَعْ
فَتَنَاوَلْنَ غِشاشاً مَنْهَلاً = ثمَّ وَجَّهْنَ لأَِرْضٍ تُنْتَجَعْ
مِنْ بَنِي بَكْرٍ بِها مَمْلَكَةٌ = مَنْظَرٌ فيهمْ وفيهمْ مُسْتَمَعْ
بُسُطُ الأَيْدِي إِذَا ما سُئِلُوا = نُفُعُ النَّائِلِ إِنْ شيءٌ نَفَعْ
مِنْ أُناسٍ لَيْسَ مِنْ أَخلاقِهِمْ = عاجِلُ الفُحْشِ ولا سُوءُ الجَزَعْ
عُرُفٌ لِلْحَقِّ ما نَعْيا بهِ = عندَ مُرِّ الأَمرِ، ما فِينَا خَرَعْ
وإِذَا هَبَّتْ شَمالاً أَطْعَمُوا = في قُدُورٍ مُشْبَعَاتٍ لم تُجَعْ
وجِفانٍ كالجَوَابِي مُلِئَتْ = مِن سَمِيناتِ الذُّرَى فيها تَرَعْ
لا يَخافُ الغَدْرَ مَن جاوَرَهم = أَبداً منهُمْ ولا يَخْشَى الطَّبَعْ
ومَسَاميحُ بما ضُنَّ بهِ = حاسِرُو الأَنْفُسِ عن سُوءِ الطَّمَعْ
حَسَنُو الأَوْجُهِ بِيضٌ سادَةٌ = ومَرَاجِيحُ إِذَا جَدَّ الفَزَعْ
وُزُنُ الأَحلاَمِ إِنْ هم وَازَنُوا = صادِقُو البأْسِ إِذَا البأْسُ نَصَعْ
ولُيُوثٌُ تُتَّقَى عُرَّتُهَا = ساكِنُو الرِّيحِ إِذَا طارَ القَزَعْ
فَبهمْ يُنْكَى عَدُوٌّ وبِهِمْ = يُرْأَبُ الشَّعْبُ إِذَا الشَّعْبُ انْصَدَعْ
عَادةً كانتْ لهم مَعْلُوََمًة = فِي قَدِيمِ الدَّهْرِ لَيْسَتْ بالبِدَعْ
وإِذا ما حُمِّلُوا لم يَظْلَعُوا = وإِذَا حَمَّلْتَ ذَا الشِّفِّ ظَلَعْ
صالِحُو أَكْفائِهِمْ خُلاَّنُهُمْ = وسَرَاةُ الأَصْلِ، والناسُ شِيَعْ
أَرَّقَ العَيْنَ خَيَالٌ لَمْ يَدِعْ = من سُلَيْمَى، ففؤادِي مُنْتَزَعْ
حلَّ أَهْلِي حيثُ لا أَطْلُبُها = جانبَ الحِصْنِ، وحَلَّتْ بالفَرَعْ
لا أُلاَقِيها وقَلْبي عِندها = غيْرَ إِلمَامٍ إِذَا الطَّرْفُ هَجَعْ
كالتُّوأَمِيَّةِ إِنْ باشَرْتَها = قَرَّتِ العَيْنُ وطابَ المُضْطَجَعْ
بَكَرَتْ مُزْمِعةً نِيَّتُها = وحَدَا الْحَادِي بِها ثُمَّ انْدَفَعْ
وكَرِيمٌ عندَها مُكْتبَلٌ = غَلِقٌ إِثْرَ القَطِين المُتَّبَعْ
فكأَنِّي إِذْ جَرَى الالُ ضُحيٍ = فَوقَ ذَيَّالٍ بِخَدَّيْهِ سُفَعْ
كُفَّ خَدَّاهُ علي دِيباجَةِ = وعلَى المَتْنينِ لَوْنٌ قد سَطَعْ
يَبْسُطُ المَشْيَ إِذَا هَيَّجْتَهُ = مِثلَ ما يَبْسُطُ في الخَطْوِ الذَّرعْ
رَاعَهُ مِن طَِّييءٍ ذُو أَسْهُمٍ = وضِرَاءٌ كُنَّ يُبْلِينَ الشِّرَعْ
فَرَآهُنَّ ولمَّا يَسْتَبِنْ = وكِلاَبُ الصَّيْدِ فيهنَّ جَشَعْ
ثُمَّ وَلَّى وجَنَابَانِ لَهُ = من غُبَارٍ أَكْدَرِيٍّ واتَّدَعْ
فَتَرَاهُنَّ علَى مُهْلَتِهِ = يخْتَلِينَ الأَرضَ والشَّاةُ يلَعْ
دَانيَاتٍ ما تَلَبَّسْنَ به = وَاثِقَاتٍ بِدِماءٍ إِنْ رَجَعْ
يُرْهِبُ الشَّدَّ إِذَا أَرْهَقْنَهُ = وإِذَا برَّزَ مِنهنَّ رَبَعْ
ساكِنُ القَفْرِ أَخُو دَوِّيَّةٍ = فإِذَا ما آنَسَ الصَّوْتَ امَّصَعْ
كَتَبَ الرَّحمنُ، والحَمْدُ لهُ، = سَعَةَ الأَخْلاَقِ فِينَا والضَّلَعْ
وإِباءَ لِلدَّنِيَّاتِ إِذَا = أُعْطِيَ المَكْثُورُ ضَيْماً فكَنَعْ
وبِناءً لِلْمَعالِي، إِنَّما = يَرْفَعُ اللهُ ومَنْ شاءَ وَضَعْ
نِعَمٌ لِلهِ فِينَا رَبَّهَا = وصَنِيعُ اللهِ، واللهُ صَنَعْ
كَيْفَ باسْتِقْرِارِ حُرٍّ شاحِطٍ = بِبِلاَدٍ ليسَ فيها مُتَّسعْ
لا يُرِيدُ الدَّهرَ عنها حِوَلاً = جُرَعُ المَوْتِ، ولِلْمَوتِ جُرَعْ
رُبَّ مَن أَنْضَجْتُ غَيظاً قَلبَهُ = قد تَمَنَّى لِيَ مَوْتاً لم يُطَعْ
ويَرَانِي كالشَّجَا في حَلْقِهِ = عَسِراً مَخْرَجُهُ مَا يُنْتَزَعْ
مُزْبَدٌ يَخْطِرُ ما لم يَرَنِي = فإِذَا أَسْمَعْتُهُ صَوْتِي انْقَمَعْ
قد كَفانِي اللهُ ما في نفسهِ = ومتَى ما يَكْفِ شَيْئاً لا يُضَعْ
بئْسَ ما يَجْمَعُ أَنْ يَغْتَابَنِي = مَطْعَمٌ وَخْمٌ ودَاءٌ يُدَّرَعْ
لم يَضِرْنِي غَيْرَ أَنْ يَحْسُدَنِي = فهْو يَزْقُو مثلَ ما يَزْقُو الضُّوَعْ
ويُحَيِّينِي إِذَا لاَقَيْتُهُ = وإِذَا يَخْلُو لهُ لَحْمِي رَتَعْ
مُسْتَسِرُّ الشَّنْءِ لو يَفْقِدُنِي = لبَدَا منهُ ذُبابٌ فَنَبَعْ
ساءَ ما ظَنُّوا وقد أَبْلَيْتُهُمْ = عند غايات المَدَى كَيْفَ أَقَعْ
صاحِبُ المِئْرَةِ لا يَسْأَمُها = يُوقِدُ النَّارِ إِذَا الشَّرُّ سَطَعْ
أَصْقَعُ النَّاسِ بِرَجْمٍ صائِبٍ = ليسَ بالطَّيْشِ ولا بالمُرْتَجَعْ
فارِغُ السَّوْطِ فما يَجْهَدُنِي = ثَلِبٌ عَوْدٌ ولاَ شَخْتٌ ضَرَعْ
كيفَ يَرْجُونَ سِقَاطِي بَعْدَ ما = لاَحَ في الرَّأسِ بَيَاضٌ وصَلَعْ
وَرِثَ البِغْضَةَ عَنْ آبائِهِ = حافِظُ العقْل لِمَا كان أَسْتَمَعْ
فَسَعَى مَسْعَاتُهُمْ فِي قَوْمِهِ = ثمَّ لم يَظْفَرْ ولاَ عَجْزاً وَدَعْ
زَرَعَ الدَّاءَ ولم يُدْرِكْ بهِ = تِرَةً فَاتتْ ولاَ وَهْياً رَقَعْ
مُقْعِياً يَرْدِي صَفَاةً لم تُرَمْ = في ذُرَى أَعْيَطَ وَعْرِ المُطَّلَعْ
مَعْقِلٌ يَأْمَنُ مَنْ كانَ بهِ = غَلَبَتْ مَنْ قَبْلَهُ أَن تُقْتَلَعْ
غَلَبَتْ عاداً ومَنْ بَعْدَهُمُ = فأَبَتْ بَعْدُ فَليْسَتْ تُتَّضَعْ
لا يَرَاها النَّاسُ إِلاَّ فَوْقَهُمْ = فَهْيَ تأتي كيْفَ شاءَتْ وتَدَعْ
وهوَ يَرْمِيها ولَنْ يَبْلُغَهَا = رِعَةَ الجاهلِ يَرْضَى ما صَنَعْ
كَمِهَتْ عَيْناهُ حتَّى ابْيَضَّتَا = فهُوَ يَلْحَي نفسَهُ لمَّا نَزَعْ
إِذْ رَأَى أَنْ لم يَضِرْها جَهْدُهُ = ورَأَى خَلْقاءَ ما فيها طَمَعْ
تَعْضِبُ القَرْنَ إِذَا نَاطَحهَا = وإِذَا صابَ بها المِرْدَى انْجَزَعْ
وإِذَا ما رَامَها أَعْيَا بِهِ = قِلَّةُ العُدَّةٍ قِدْماً والجَدَعْ
وعدوٍّ جاهِدٍ نَاضَلْتُهُ = في تَرَاخِي الدَّهْر عنكم والجُمَعْ
فَتَسَاقَيْنَا بِمُرٍّ ناقِعٍ = في مَقامٍ ليس يَثْنِيهِ الوَرَعْ
وارْتَميْنا والأَعادِى شُهَّدٌ = بِنِبَالٍ ذَاتِ سُمٍّ قد نَقَعْ
بِنِبالٍ كُلُّها مَذْرُوبَةٌ = لم يُطِقْ صَنْعَتَها إِلاَّ صَنَعْ
خَرَجَتْ عن بِغْضَةٍ بَيِّنَةٍ = في شَبابِ الدَّهْرِ والدَّهْرُ جَذَعْ
وتَحَارَضْنَا وقالُوا: إِنَّما = يَنْصُرُ الأَقْوامُ مَنْ كان ضَرَعْ
ثمَّ وَلَّى وهْو لا يَحْمِي اسْتَهُ = طائِرُ الإِتْرَافِ عنْهُ قد وَقَعُ
ساجِدَ المَنْخِرِ لا يَرْفَعُهُ = خاشِعَ الطَّرْفِ أَصَمَّ المُسْتَمَعْ
فَرَّ مِنِّي هارباً شَيْطانُهُ = حيثُ لا يُعْطِي ولا شيئاً مَنَعْ
َفرَّ مِنِّي حِينَ لا يَنْفَعُهُ = مُوقَرَ الظَّهْرِ ذَلِيلَ المُتَّضَعْ
ورَأَى مِنِّي مَقَاماً صادِقاً = ثابِتَ المَوْطِنِ كَتَّامَ الوَجَعْ
ولِساناً صَيْرَفِيًّا صارِماً = كحُسَامِ السَّيْف ما مَسَّ قَطَعْ
وأَتانِي صَاحِبٌ ذُو غَيِّثٍ = زَفَيَانٌ عِنْدَ إِنْفاذِ القُرَعْ
قالَ: لَبَّيكَ، وما اسْتَصْرخْتُهُ = حاقِراً لِلنَّاسِ قَوَّالَ القَذَعْ
ذُو عُبَابٍ زَبِدٍ آذِيُّهُ = خَمِطُ التَّيَّارِ يَرْمي بِالقَلَعْ
زَغْرَبِيٌّ مُسْتَعِزٌّ بَحْرُهُ = ليس لِلماهِرِ فيهِ مُطَّلَعْ
هَلْ سُوَيْدٌ غيرُ لَيْثٍ خَادِرٍ = ثَئِدَتْ أَرْضٌ عليهِ فَانْتَجَعْ


  #2  
قديم 19 جمادى الآخرة 1432هـ/22-05-2011م, 06:38 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون

40


وقال سويد بن أبي كاهل اليشكري


1: بَسَطَتْ رَابِعَةُ الحَبْلَ لَنا = فَوَصَلْنَا الحَبلَ منها ما اتَّسَعْ
2: حُرَّةٌ تَجْلُو شَتِيتاً وَاضِحاً = كشُعَاعِ الشمسِ في الغَيْم سَطَعْ
3: صَقلَتْهُ بِقَضِيبٍ ناضِرٍ = مِنْ أَراكٍ طَيِّبٍ حتى نَصَعْ
4: أَبْيَضَ اللَّوْنِ لَذِيذاً طَعْمُهُ = طَيِّبَ الرِّيقِ إِذا الريقُ خَدَعْ
5: تَمْنَحُ المِرآةَ وَجْهاً وَاضِحاً = مثلَ قَرْنِ الشمسِ في الصَّحْوِ ارْتَفَعْ
6: صَافِيَ اللَّوْنِ، وطَرْفاً ساجِياً = أَكْحَلَ العَيْنَيْنِ ما فيه قَمَعْ
7: وقُرُوناً سَابِغاً أَطْرَافُها = غَلَّلَتْها رِيحُ مِسْكٍ ذِي فَنَعْ
8: هَيَّجَ الشَّوْقَ خَيَالٌ زَائرٌ = مِن حَبيبٍ خَفِرٍ فيهِ قَدَعْ
9: شَاحِطٍ جَازَ إِلى أَرْحُلِنَا = عُصَبَ الغَابِ طُرُوقاً لم يُرَعْ
10: آنِس كان إِذَا ما اعْتادَنِي = حالَ دُونَ النَّوْمِ مِنِّي فامْتَنَعْ
11: وكذَاكَ الحُبُّ ما أَشْجَعَهُ = يَرْكَبُ الهَوْلَ وَيَعْصِي مَنْ وَزَعْ
12: فأَبيتُ الليلَ ما أَرْقُدُهُ = وبِعَيْنَيَّ إِذَا نَجمٌ طَلَعْ
13: وإِذَا ما قلتُ لَيْلٌ قد مَضَى = عَطَفَ الأَوَّلُ مِنهُ فَرَجَعْ
14: يَسْحبُ الليلُ نُجُوماً ظُلَّعاً = فَتَوَالِيهَا بَطيئاتُ التَّبَعْ
15: ويُزَجِّيها عَلَى إِبْطائِها = مُغْرَبُ اللَّوْنِ إِذَا اللَّوْنُ انْقشَعْ
16: فَدَعانِي حُبُّ سَلْمَى بَعْدَ ما = ذَهَبَ الجِدَّةُ مِنِّي والرَّيَعْ
17: خَبَّلَتْني ثُمَّ لمَّا تُشْفِنِي = فَفُؤَادِي كلَّ أَوْبٍ ما اجتَمَعْ
18: ودَعَتْنِي بِرُقاهَا، إِنَّها = تُنزِلُ الأَعْصَمَ مِن رَأْسِ اليَفَعْ
19: تُسْمِعُ الحُدَّاثَ قولاً حَسَناً = لو أَرَادُوا غَيرَهُ لم يُسْتَمَعْ
20: كَمْ قَطَعْنا دُونَ سَلْمَى مَهْمَهاً = نازِحَ الغَوْرِ إِذَا الآلُ لَمَعْ
21: في حَرُور يَنْضَجُ اللَّحْمُ بها = يأَخُذُ السَّائِرِ فيها كالصَّقَعْ
22: وتَخَطَّيْتُ إِليها مِن عُدىً = بِزَماعِ الأَمْرِ والهَمِّ الكَنِعْ
23: وفَلاَةٍ وَاضِحٍ أَقْرَابُهَا = بَالِياتٌ مثلُ مُرْفَتِّ القَزَعْ
24: يَسْبَحُ الآلُ عَلَى أعْلاَمِها = وعَلَى البِيدِ إِذَا اليومُ مَتَعْ
25: فَرَكِبْناها عَلَى مَجْهُولِها = بِصِلاَبِ الأَرْضِ فيهِنَّ شَجَعْ
26: كالمَغَالِي عارِفاتٍ لِلسُّرَى = مُسْنَفاتٍ لَمْ تُوَشَّمْ بِالنِّسَعْ
27: فَتَرَاها عُصُفاً مُنْعَلَةً = بِنِعَالِ القَيْنِ يَكْفِيها الوَقَعْ
28: يَدَّرِعْنَ الليلَ يَهْوِينَ بِنَا = كَهَوِيِّ الكُدْرِ صَبَّحْنَ الشَّرَعْ
29: فَتَنَاوَلْنَ غِشاشاً مَنْهَلاً = ثمَّ وَجَّهْنَ لأَِرْضٍ تُنْتَجَعْ
30: مِنْ بَنِي بَكْرٍ بِها مَمْلَكَةٌ = مَنْظَرٌ فيهمْ وفيهمْ مُسْتَمَعْ
31: بُسُطُ الأَيْدِي إِذَا ما سُئِلُوا = نُفُعُ النَّائِلِ إِنْ شيءٌ نَفَعْ
32: مِنْ أُناسٍ لَيْسَ مِنْ أَخلاقِهِمْ = عاجِلُ الفُحْشِ ولا سُوءُ الجَزَعْ
33: عُرُفٌ لِلْحَقِّ ما نَعْيا بهِ = عندَ مُرِّ الأَمرِ، ما فِينَا خَرَعْ
34: وإِذَا هَبَّتْ شَمالاً أَطْعَمُوا = في قُدُورٍ مُشْبَعَاتٍ لم تُجَعْ
35: وجِفانٍ كالجَوَابِي مُلِئَتْ = مِن سَمِيناتِ الذُّرَى فيها تَرَعْ
36: لا يَخافُ الغَدْرَ مَن جاوَرَهم = أَبداً منهُمْ ولا يَخْشَى الطَّبَعْ
37: ومَسَاميحُ بما ضُنَّ بهِ = حاسِرُو الأَنْفُسِ عن سُوءِ الطَّمَعْ
38: حَسَنُو الأَوْجُهِ بِيضٌ سادَةٌ = ومَرَاجِيحُ إِذَا جَدَّ الفَزَعْ
39: وُزُنُ الأَحلاَمِ إِنْ هم وَازَنُوا = صادِقُو البأْسِ إِذَا البأْسُ نَصَعْ
40: ولُيُوثٌُ تُتَّقَى عُرَّتُهَا = ساكِنُو الرِّيحِ إِذَا طارَ القَزَعْ
41: فَبهمْ يُنْكَى عَدُوٌّ وبِهِمْ = يُرْأَبُ الشَّعْبُ إِذَا الشَّعْبُ انْصَدَعْ
42: عَادةً كانتْ لهم مَعْلُوََمًة = فِي قَدِيمِ الدَّهْرِ لَيْسَتْ بالبِدَعْ
43: وإِذا ما حُمِّلُوا لم يَظْلَعُوا = وإِذَا حَمَّلْتَ ذَا الشِّفِّ ظَلَعْ
44: صالِحُو أَكْفائِهِمْ خُلاَّنُهُمْ = وسَرَاةُ الأَصْلِ، والناسُ شِيَعْ
45: أَرَّقَ العَيْنَ خَيَالٌ لَمْ يَدِعْ = من سُلَيْمَى، ففؤادِي مُنْتَزَعْ
46: حلَّ أَهْلِي حيثُ لا أَطْلُبُها = جانبَ الحِصْنِ، وحَلَّتْ بالفَرَعْ
47: لا أُلاَقِيها وقَلْبي عِندها = غيْرَ إِلمَامٍ إِذَا الطَّرْفُ هَجَعْ
48: كالتُّؤاَمِيَّةِ إِنْ باشَرْتَها = قَرَّتِ العَيْنُ وطابَ المُضْطَجَعْ
49: بَكَرَتْ مُزْمِعةً نِيَّتُها = وحَدَا الْحَادِي بِها ثُمَّ انْدَفَعْ
50: وكَرِيمٌ عندَها مُكْتبَلٌ = غَلِقٌ إِثْرَ القَطِين المُتَّبَعْ
51: فكأَنِّي إِذْ جَرَى الالُ ضُحيٍ = فَوقَ ذَيَّالٍ بِخَدَّيْهِ سُفَعْ
52: كُفَّ خَدَّاهُ علي دِيباجَةِ = وعلَى المَتْنينِ لَوْنٌ قد سَطَعْ
53: يَبْسُطُ المَشْيَ إِذَا هَيَّجْتَهُ = مِثلَ ما يَبْسُطُ في الخَطْوِ الذَّرعْ
54: رَاعَهُ مِن طَِّيئٍ ذُو أَسْهُمٍ = وضِرَاءٌ كُنَّ يُبْلِينَ الشِّرَعْ
55: فَرَآهُنَّ ولمَّا يَسْتَبِنْ = وكِلاَبُ الصَّيْدِ فيهنَّ جَشَعْ
56: ثُمَّ وَلَّى وجَنَابَانِ لَهُ = من غُبَارٍ أَكْدَرِيٍّ واتَّدَعْ
57: فَتَرَاهُنَّ علَى مُهْلَتِهِ = يخْتَلِينَ الأَرضَ والشَّاةُ يلَعْ
58: دَانيَاتٍ ما تَلَبَّسْنَ به = وَاثِقَاتٍ بِدِماءٍ إِنْ رَجَعْ
59: يُرْهِبُ الشَّدَّ إِذَا أَرْهَقْنَهُ = وإِذَا برَّزَ مِنهنَّ رَبَعْ
60: ساكِنُ القَفْرِ أَخُو دَوِّيَّةٍ = فإِذَا ما آنَسَ الصَّوْتَ امَّصَعْ
61: كَتَبَ الرَّحمنُ، والحَمْدُ لهُ، = سَعَةَ الأَخْلاَقِ فِينَا والضَّلَعْ
62: وإِباءَ لِلدَّنِيَّاتِ إِذَا = أُعْطِيَ المَكْثُورُ ضَيْماً فكَنَعْ
63: وبِناءً لِلْمَعالِي، إِنَّما = يَرْفَعُ اللهُ ومَنْ شاءَ وَضَعْ
64: نِعَمٌ لِلهِ فِينَا رَبَّهَا = وصَنِيعُ اللهِ، واللهُ صَنَعْ
65: كَيْفَ باسْتِقْرِارِ حُرٍّ شاحِطٍ = بِبِلاَدٍ ليسَ فيها مُتَّسعْ
66: لا يُرِيدُ الدَّهرَ عنها حِوَلاً = جُرَعُ المَوْتِ، ولِلْمَوتِ جُرَعْ
67: رُبَّ مَن أَنْضَجْتُ غَيظاً قَلبَهُ = قد تَمَنَّى لِيَ مَوْتاً لم يُطَعْ
68: ويَرَانِي كالشَّجَا في حَلْقِهِ = عَسِراً مَخْرَجُهُ مَا يُنْتَزَعْ
69: مُزْبَدٌ يَخْطِرُ ما لم يَرَنِي = فإِذَا أَسْمَعْتُهُ صَوْتِي انْقَمَعْ
70: قد كَفانِي اللهُ ما في نفسهِ = ومتَى ما يَكْفِ شَيْئاً لا يُضَعْ
71: بئْسَ ما يَجْمَعُ أَنْ يَغْتَابَنِي = مَطْعَمٌ وَخْمٌ ودَاءٌ يُدَّرَعْ
72: لم يَضِرْنِي غَيْرَ أَنْ يَحْسُدَنِي = فهْو يَزْقُو مثلَ ما يَزْقُو الضُّوَعْ
73: ويُحَيِّينِي إِذَا لاَقَيْتُهُ = وإِذَا يَخْلُو لهُ لَحْمِي رَتَعْ
74: مُسْتَسِرُّ الشَّنْءِ لو يَفْقِدُنِي = لبَدَا منهُ ذُبابٌ فَنَبَعْ
75: ساءَ ما ظَنُّوا وقد أَبْلَيْتُهُمْ = عند غايات المَدَى كَيْفَ أَقَعْ
76: صاحِبُ المِئْرَةِ لا يَسْأَمُها = يُوقِدُ النَّارِ إِذَا الشَّرُّ سَطَعْ
77: أَصْقَعُ النَّاسِ بِرَجْمٍ صائِبٍ = ليسَ بالطَّيْشِ ولا بالمُرْتَجَعْ
78: فارِغُ السَّوْطِ فما يَجْهَدُنِي = ثَلِبٌ عَوْدٌ ولاَ شَخْتٌ ضَرَعْ
79: كيفَ يَرْجُونَ سِقَاطِي بَعْدَ ما = لاَحَ في الرَّأسِ بَيَاضٌ وصَلَعْ
80: وَرِثَ البِغْضَةَ عَنْ آبائِهِ = حافِظُ العقْل لِمَا كان أَسْتَمَعْ
81: فَسَعَى مَسْعَاتُهُمْ فِي قَوْمِهِ = ثمَّ لم يَظْفَرْ ولاَ عَجْزاً وَدَعْ
82: زَرَعَ الدَّاءَ ولم يُدْرِكْ بهِ = تِرَةً فَاتتْ ولاَ وَهْياً رَقَعْ
83: مُقْعِياً يَرْدِي صَفَاةً لم تُرَمْ = في ذُرَى أَعْيَطَ وَعْرِ المُطَّلَعْ
84: مَعْقِلٌ يَأْمَنُ مَنْ كانَ بهِ = غَلَبَتْ مَنْ قَبْلَهُ أَن تُقْتَلَعْ
85: غَلَبَتْ عاداً ومَنْ بَعْدَهُمُ = فأَبَتْ بَعْدُ فَليْسَتْ تُتَّضَعْ
86: لا يَرَاها النَّاسُ إِلاَّ فَوْقَهُمْ = فَهْيَ تأتي كيْفَ شاءَتْ وتَدَعْ
87: وهوَ يَرْمِيها ولَنْ يَبْلُغَهَا = رِعَةَ الجاهلِ يَرْضَى ما صَنَعْ
88: كَمِهَتْ عَيْناهُ حتَّى ابْيَضَّتَا = فهُوَ يَلْحَي نفسَهُ لمَّا نَزَعْ
89: إِذْ رَأَى أَنْ لم يَضِرْها جَهْدُهُ = ورَأَى خَلْقاءَ ما فيها طَمَعْ
90: تَعْضِبُ القَرْنَ إِذَا نَاطَحهَا = وإِذَا صابَ بها المِرْدَى انْجَزَعْ
91: وإِذَا ما رَامَها أَعْيَا بِهِ = قِلَّةُ العُدَّةٍ قِدْماً والجَدَعْ
92: وعدوٍّ جاهِدٍ نَاضَلْتُهُ = في تَرَاخِي الدَّهْر عنكم والجُمَعْ
93: فَتَسَاقَيْنَا بِمُرٍّ ناقِعٍ = في مَقامٍ ليس يَثْنِيهِ الوَرَعْ
94: وارْتَميْنا والأَعادِي شُهَّدٌ = بِنِبَالٍ ذَاتِ سُمٍّ قد نَقَعْ
95: بِنِبالٍ كُلُّها مَذْرُوبَةٌ = لم يُطِقْ صَنْعَتَها إِلاَّ صَنَعْ
96: خَرَجَتْ عن بِغْضَةٍ بَيِّنَةٍ = في شَبابِ الدَّهْرِ والدَّهْرُ جَذَعْ
97: وتَحَارَضْنَا وقالُوا: إِنَّما = يَنْصُرُ الأَقْوامُ مَنْ كان ضَرَعْ
98: ثمَّ وَلَّى وهْو لا يَحْمِي اسْتَهُ = طائِرُ الإِتْرَافِ عنْهُ قد وَقَعُ
99: ساجِدَ المَنْخِرِ لا يَرْفَعُهُ = خاشِعَ الطَّرْفِ أَصَمَّ المُسْتَمَعْ
100: فَرَّ مِنِّي هارباً شَيْطانُهُ = حيثُ لا يُعْطِي ولا شيئاً مَنَعْ
101: َفرَّ مِنِّي حِينَ لا يَنْفَعُهُ = مُوقَرَ الظَّهْرِ ذَلِيلَ المُتَّضَعْ
102: ورَأَى مِنِّي مَقَاماً صادِقاً = ثابِتَ المَوْطِنِ كَتَّامَ الوَجَعْ
103: ولِساناً صَيْرَفِيًّا صارِماً = كحُسَامِ السَّيْف ما مَسَّ قَطَعْ
104: وأَتانِي صَاحِبٌ ذُو غَيِّثٍ = زَفَيَانٌ عِنْدَ إِنْفادِ القُرَعْ
105: قالَ: لَبَّيكَ، وما اسْتَصْرخْتُهُ = حاقِراً لِلنَّاسِ قَوَّالَ القَذَعْ
106: ذُو عُبَابٍ زَبِدٍ آذِيُّهُ = خَمِطُ التَّيَّارِ يَرْمي بِالقَلَعْ
107: زَغْرَبِيٌّ مُسْتَعِزٌّ بَحْرُهُ = ليس لِلماهِرِ فيهِ مُطَّلَعْ
108: هَلْ سُوَيْدٌ غيرُ لَيْثٍ خَادِرٍ = ثَئِدَتْ أَرْضٌ عليهِ فَانْتَجَعْ



ترجمته: هو سويد بن أبي كاهل بن حارثة بن حسل بن مالك بن عبد سعد بن جشم بن ذبيان بن كنانة بن يشكر بن بكر وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. شاعر مقدم مخضرم، عاش في الجاهلية دهرا، وعمر في الإسلام عمرا طويلا، عاش إلى ما بعد سنة 60 من الهجرة. قرنه الجمحي في طبقاته بعنترة. وقرنه أبو عبيدة بطرفة والحرث بن حلزة وعمرو بن كلثوم، كما نقل ابن قتيبة في الشعراء 92، 141. وكان أبوه أبو كاهل شاعرا أيضا. وفي اللسان 13: 424 قصة في هجائه بني غبر.
جو القصيدة: تبدأ بنسيب منفصل، يعقبه حديث عن الطيف والأرق له. ثم صفة الليل والنجوم والفجر. ثم يعود إلى التشبيب بصاحبته، فيصف عذب حديثها، وكيف قطع المهامة إليها في اليوم الشديد، وينعت الفلاة والسراب والخيل. ثم يفخر بقومه بني بكر بن وائل، بكرمهم وطيب خلقهم ووفائهم، وجمالهم وجرأتهم، وقوة أحلامهم وبأسهم، وشجاعتهم وشدة احتمالهم. ثم يعود إلى حديث الطيف والنسيب كرة أحرى، ويذكر وداعه ورحلته على ناقة شبهها بالثور الوحشي راعه الصائد والكلاب، فهو يعدو وهن خلفه عاديات. ثم يرجع إلى الفجر بقومه. فينعتهم بسعة الأخلاق والإباء والرفعة. ثم يصور لنا صورة رائعة للعداوة القاتلة يكنها له صاحبه المنافق، وكيف يكبته ويقمعه، ويتناول هذا المعنى في الأبيات 67-91. ثم وصف مفاخرته ومقارعته الخصوم وغلبته عليهم في الأبيات 92-103 وأعقب ذلك بذكر صاحبه من الجن، على مذهب شعراء العرب، أن لكل واحد منهم صاحبا يلقي الشعر على لسانه.
تخريجها: هي من أغلى الشعر وأنفسه. وقد فضلها الأصمعي وقال: (كانت العرب تفضلها تقدمها، وتعدها من حكمها، وكانت في الجاهلية تسميها (اليتيمة) لما اشتملت عليه من الأمثال). وقال الجمحي: (له شعر كثير، ولكن برزت هذه على شعره) وهي في شعراء الجاهلية 426 2 434 عدا الأبيات 17-19، 53. والأبيات 67-70، 72، 73، 108، 79، في 1-15، 18، 19 في الشعراء 251 والأبيات 1، 67-70، 72، 73، 79، والخزانة 2: 547، والبيت 45 فيها 2: 349. والبيت 1 في الجمحي 57. والأغاني 11: 165 والأبيات 4 في الأماني 2: 311، و13- 15 فيه 1: 101. والأبيات 2، 4 في السمط 127، 2-4 فيه 962. و13 فيه 313. والأبيات 2 في نظام الغريب 14، و6 فيه 9، و7 فيه 81، و108 فيه 228. والبيتان 67، 69 في الإصابة 3: 173. وفي اللسان منها أبيات كثيرة، وقد أخطأ في نسبة بعضها أو أبهم: فالأبيات 5 فيه 3: 446 و25 فيه 8: 380 و45 فيه 10: 261 ونسبها لسويد بن كراع وهو خطأ. وسويد بن كراع العكلي شاعر فارس محكم، من شعراء الدولة الأموية، متأخر عن ابن أبي كاهل والبيت 79 فيه أيضا 9: 190 وسماه (سهيل بن أبي كاهل) وهو خطأ ظاهر. والأبيات 57 فيه 10: 292، و73 فيه 9: 470، و81 فيه 10: 264، والشطر الثاني من 72 فيه 10: 99، ومن 87 فيه 10: 268 غير منسوبة. وانظر الشرح 381-409.
(1) رابعة: صاحبته يتغزل فيها. الحبل: يريد به الوصل. ما اتسع: ما امتد. أي بذلنا لها وصلنا ووصلناها بوصلها.
(2) الشتيت: المتفرق، أراد أسنانها المفلجة. الواضح: الأبيض.
(3) الصقل: الجلاء. ناضر: ناعم أخضر ريان. الأراك: شجر يتخذ منه السواك المعروف، وهو أجود سواك. نصع: خلص لونه.
(4) خدع ريعه: إذا تغير وفسد.
(6) الساجي: الساكن. القمع: كمد في لحم المؤق وورم فيه.
(7) القرون: الذوائب. السابغ: الطويل التام غللتها: دخلت فيها، و(ريح) فاعله، ونص الأنباري على أن رفع (ريح) انفرد بروايته أبو عكرمة، وأن سائرهم ينصبها. فيكون ضميرا مستترا عائدا على المرأة، أي أدخلت المرأة فيها ريح المسك، وعلى هذه الرواية يكون الفعل متعديا لمفعولين، ولم يذكر ذلك في المعاجم. القنع: الكثرة والفضل، والمراد هنا طيب ريحه وسطوعها.
(8) الخفر: الحياء. القدع: الرد والكف، والمراد أنها تكف نفسها عما يشينها.
(9) شاحط: بعيد، وهو نعت للحبيب. جاز: سلك. العصب: الجماعات. الغاب: جمع غابة. الطروق: المجيء ليلا. لم يرع: لم يفزع.
(11) وزعه: كفه، والوازع الكاف.
(14) ظلعا: من الظلع والظلوع، وهو العرج والغمز في المشي، كنى بذلك عن شدة بطئها، فكأن الليل يجرها جرا. التوالي: الأواخر، واحدها تالية.
(15) يزجيها: يسوقها برفق. المغرب، بفتح الراء: الأبيض، يعني بياض الصبح. شبهه بالمغرب من الخيل، وهو الذي تتسع غرته في وجهه حتى تجاوز عينيه. انقشع: ذهب.
(16) الجدة: أراد بها جدة الشباب. الريع، بسكون الياء: أول الشباب، ولكنه حركه ضرورة.
(17) خبلتني: من قولهم خبله وخبله، بالتشديد والتخفيف، واختبله: إذا أفسد عقله. ورواية البيت بتشديد الباء، ويروى بتخفيفها. تشفني: بفتح التاء وضمها، من الثلاثي والرباعي، وهما بمعنى. كل أوب: كل وجه. ما اجتمع: متفرق لم يجتمع.
(18) الرقى: جمع رقية، يريد أنها دعته برقاها فلم يجد له فكاكا. الأعصم: الوعل الذي في يديه بياض. اليفع: المرتفع، كاليفاع.
(19) الحداث: الذين يحدثونها وتحدثهم، وفي النهاية: (هو جمع على غير قياس، حملا على نظيره، نحو سامر وسمار). لم يستمع: المعنى: لو التمسوا منها سوى الحديث لم ينالوه، يصف عفتها.
(20) المهمه: القفر. النازح: البعيد. الغور: معظم بعده. الآل: السراب.
(21) الحرور: ريح حارة تكون بالنهار، والسموم تكون بالليل والنهار جميعا. الصقع: حرارة تصيب الرأس.
(22) العدى، بالضم والكسر: الأعداء. زماع الأمر: الجد فيه. الكنع، بفتح فكسر: اللازم الذي لا يفارق.
(23) الأقراب: الخواصر، وهي ههنا تشبيه، أراد جوانبها وأطرافها التي هي منها بمنزلة الخواصر من الناس. المرفت: المتكسر المتحطم. القزع: جمع قزعة، وهي بقايا تبقى من الشعر في الرأس، شبه بها علامات الفلاة.
(24) الأعلام: الجبال. البيد: جمع بيداء، وهي القفر. متع اليوم: ارتفعت شمسه.
(25) أي تعسفنا، سرنا فيها على جهل بمسالكها وأعلامها. بصلاب الأرض: بخيل صلاب الحوافر، وأرض الفرس: حوافرها. الشجع: جنون من النشاط.
(26) المغالي: السهام التي يغلى. أي يباعد، بها في الرمي، وهي خفاف، يقدر موقعها ثم يقال كذا وكذا غلوة، شبه الخيل بها في دقتها وسرعتها. العارفات: الصبورات على السير. السرى: سير الليل. المسنفات: التي شد عليها السناف، بالكسر، وهو خيط يشد من اللبب إلى الحزام، مخافة أن يموج فيضطرب السرج أو الرحل. النسع: جمع نسعة، أي لا تشد بالنسع فتصيب جلدها بأثر كالوشم.
(27) العصف: السريعة في السير، من عصفت الريح، واحدتها عصوف. الوقع، بفتحتين: الحفا من المشي على الحجارة.
(28) يدرعن الليل: يدخلن فيه كما تلبس الدرع. الكدر: القطا الكدري، وهو الذي في لونه غبرة. صبحن: وافين في الصبح. الشرع: الماء والشرب جميعا.
(29) غشاشا: قليلا، أو بمعنى على عجل. المنهل: المشرب. وجهن: توجهن. تنتجع: تقصد للكلأ.
(30) مستمع: أي حيث يرون ويسمعون ما يشتهون.
(32) لم يرد أنهم لايعجلون بالفحش كما يعجل غيرهم، إنما أراد لا فحش عندهم البتة، ولا يجزعون لمصيبة.
(33) الخرع: الضعف واللين.
(34) هبت شمالا: هبت الريح شمالا. المشبعات: المملوءات.
(35) الجوابي: الحياض الكبار التي يجبى فيها الماء، الواحدة جابية. الذرى: جمع ذروة، وذروة كل شيء أعلاه، أراد الأسنمة. الترع: الامتلاء.
(36) الطبع: ما يعابون به، وأصل الطبع تلطخ العرض.
(37) مساميح: أجواد. حاسرو الأنفس: كاشفوها، أي: مبعدوها من الطمع.
(38) مراجيح: راجحو القلوب، ثابتون لا يستخفهم الجزع، ليسوا بجبناء.
(39) نصع: ظهر وأنار.
(40) العرة: الأذى. ساكنو الريح: لا يخفون ولا يعجلون. القزع: الخفاف الذين لا ركانة لهم، شبههم بقزع السحاب، وهو قطعه المتفرقة، الواحدة قزعة.
(41) ينكي: يقال نكيت العدو ونكيت فيه، نكاية: إذا أصبت منهم فأكثرت الجراح والقتل ووهنوا لذلك. الشعب: الصدع والتفرق، وهو من الأضداد، يكون أيضا بمعنى الالتئام. رأبه: أصلحه.
(43) الظلع في الإبل: بمنزلة الغمز في الخيل، وهما عرج في مشيهما. الشف ههنا: الفضل والزيادة، وهو ضد، يقال أيضا للنقصان. يريد أنهم إذا حملوا أمرا يعجز عنه غيرهم، من حمل دية أو قرى ضيف أو فك أسير، استقلوا به إذا عجز غيرهم عنه.
(44) لا يخالون ولا يصادقون إلا الصالحين من أكفائهم. السراة: الأشراف، واحدهم سري.
(45) لم يدع، بكسر الدال: أي لم يسكن ولم يستقر، من الدعة والسكون، وهكذا الرواية هنا بالكسر فقط كما نص عليه الأنباري، ولم يذكر في المعاجم، بل ذكروا في هذا المعنى (ودع يدع) من باب (وضع) و(ودع يودع) من باب (كرم).
(46) الحصن: قال الأنباري: (كذا رواه أبو عكرمة. والرواية (جانب الحضر) وهي مدينة بالموصل). و(الحضر) بفتح فسكون. الفرع، بفتحتين: موضع بين الكوفة والبصرة.
(48) كالتؤامية: كالدرة المنسوبة إلى تؤام، وهي قصبة عمان التي تلي الساحل، وقصبتها التي تلي الجبل صحار، والمواضع الثلاثة بضم الأول وفتح الثاني.
(49) المزمع: المجمع على الأمر الجاد فيه نيتها: حيث تنوي. حدا: ساق
(50) مكتبل: موثق، والكبل: القيد. يريد أن قلبه معها. غلق: ذاهب، من قولهم: غلق الرهن إذا ذهب ولم يفتك. القطين: الأهل والحشم.
(51) الذيال: الثور الطويل الذنب. السفع: جمع سفعة، وهي سواد يضرب إلى حمرة: وبفتح السين: مصدر. شبه ناقته بالثور الوحشي.
(52) كف: ضم. المتنان: مكتنفا الصلب. سطع: علا. يقول: جمع وجهه وكف على ديباجة لسواده، ومتنه أبيض قد سطع. ووجه الثور وقوائمه مخالف لسائر جسده، لأن جسده أبيض، وقوائمه وخداه إلى الحمرة في سواد، ومتنه أبيض قد نصع.
(53) الذرع، بفتحتين: الصغير من ولد البقر. وهذا البيت لم يروه أبو عكرمة.
(54) ذو أسهم: أراد به الصائد. الضراء: الكلاب التي ضريت للصيد، الواحد ضروة، بكسر الضاد. الشرع، بكسر ففتح: الأوتار، واحدتها شرعة، بكسر فسكون.
(55) أي: رأى الثور الكلاب ولم يستبنهن. الجشع: أسوأ الحرص.
(56) الجنابان: الجانبان. أكدري: فيه كدرة. اتدع: لم يجتهد في عدوه، لثقته بأنه سيفوتهن.
(57) يختلين: يقطعن. يقول: ترى الكلاب على مهلة الثور واتداعه في عدوه يقطعن الأرض الشاة: الثور، وذكر ضمير الفعل على المعنى لا على اللفظ. يلع: يكذب في عدوه ولا يجد، من قولهم ولع يلع: إذا كذب.
(58) ما تلبسن به: لم يخالطنه، بل قاربنه. يقول: مع دنوهن منه لم يخالطنه خوفا، عالمات أنه إذا رجع عليهن جرحهن بقرنه ودماهن.
(59) الشد: السير السريع. يرهبه: من الإرهاب، ولم يفسرها الأنباري، ولا ذكر في المعاجم معنى لإرهاب الشد، وقد يؤول بأنه يسير سيرا فيه إرهاب. ونقل الأنباري روايتين أخرين: (يهذب الشد) يلهب الشد)، من الإهذاب والإلهاب، وهما الإسراع في العدو. أرهقنه: أعجلته برز منهن: بعد. ربع: حبس وكف عن العدو.
(60) الدوية: الفلاة البعيدة الأطراف. آنس: أحس وسمع. امصع: ذهب في الأرض.
(61) الضلع، بفتحتين: من الاضطلاع بالأمور. يقال: اضطلع بحمله: إذا قوي عليه.
(62) المكثور: المغلوب. كنع: خضع، ومصدره (الكنوع) ونقل الأنباري (الكنع) وحده، وهو بفتحتين.
(64) ربها: أصلحها وأتمها. صنع: صفة لا فعل. قال أبو عمرو: (والله صنع في هذه الصنعة: قادر على أن يصنع. وإذا وصفت به رجلا فهو رفيق حاذق بما يصنع).
(65) شاحط: بعيد.
(66) حولا: تحولا. وهذا البيت رواه أبو عكرمة بعد البيت 63 ونص على أن موضعه الصحيح في الرواية والمعنى بعد بيت (كيف باستقرار) فرجعناه إلى موضعه الصحيح.
(68) الشجا: ما يعترض في الحلق من عظم ونحوه.
(69) مزبد: كالجمل الهائج إذا ظهر الزبد على مشافره، وهو لغامه الأبيض. يخطر: من الخطر، بسكون الطاء، وهو ضرب الفحل بذنبه إذا هاج. انقمع: دخل بعضه في بعض. والمعنى: أنه يتعظم إذا لم يرني، فإذا رآني تضاءل.
(71) وخم: غير مريء. يدرع: يلبس.
(72) الضوع: ذكر البوم، ويقال إنه طائر صغير. يزقو: يصيح. يقول ليس عنده من القوة إلا الصياح.
(73) رتع: أكل بشره.
(74) الشنء، مثلث الشين: البغض. الذباب: الشر والأذى. نبع: ظهر. يريد أنه يضمر بغضه، فإذا غاب عنه أظهره.
(75) أبليتهم: يقال (ابتليته فأبلاني) أي: استخبرته فأخبرني. يريد هنا: عرفوا مني واستيقنوا. كيف أقع: يريد كيف أصنع.
(76) المئرة: العداوة والإحنة.
(77) أصقع الناس: أشدهم صقعا، وهو الضرب على الرأس. الرجم: الرمي، وأراد به هنا الكلام. يقول: إن كلامه ليس يخطئ ولا يرتجع، أي لا يرد.
(78) فارغ السوط: يريد أنه مشغول عمن عاداه. أو أنه شبه نفسه بفرس لا يحتاج أن يضرب بالسوط لأنه مسرع. الثلب: الكبير الهرم من الإبل، وهو العود. و(الثلب) أصله بكسر الثاء وسكون اللام، قال الأنباري: فلما احتاج إلى تحريكها-يعني اللام-حركها، وكذلك يصنعون في (فعل) ويكون مثل فخذ وفخذ وورك وورك) الشخت: الدقيق النحيف الصغير. الضرع: الصغير السن.
(79) سقاطي: فترتي وسقطتي.
(80) عاد إلى هجو شانئه فوصفه بأنه ورث بغضه عن آبائه، سمعهم يذكرون العداوة ويشتمونه فحفظ ذلك عنهم وعقله
(81) مسعاتهم: مسعاة آبائه أي فسعى كما كانوا يسعون فلم يظفروا بما أرادوا. ودع: ترك، واستعمال هذا الفعل الماضي نادر، حتى لقد قال بعضهم إنه مهجور، وهذا شاهده، وأتى اللسان بشاهد آخر له من شعر سويد أيضا.
(82) الترة: الوتر، وهو الثأر. الوهي: الشق. الرقع: الإصلاح بالرقاع. يريد: لم يرأب الصدع.
(83) الإقعاء في الناس: كهيئة جلوس الكلب. يردي: يرمي. الصفاة: الصخرة الملساء. لم ترم: لم يرمها أحد لعظمها. الذرى: الأعالي. الأعيط: الجبل الطويل. المطلع: الموضع الذي يطلع منه ويشرف.
(85) تتضع: يقال اتضع بعيره، أي: أخذ برأسه وخفضه إذا كان قائما ليضع قدمه على عنقه فيركبه، وهو فعل متعد، ويأتي أيضا لازما، يقال: وضعته فاتضع.
(87) الرعة: بكسر الراء وفتح العين: الشأن والهدي، وفعله (ورع) من باب (كرم).
(88) كمهت: عميت، والأكمه: الذي يولد أعمى. يلحى: يلوم. نزع: كف.
(89) الخلفاء: الصخرة الملساء.
(90) تعضب: تكسر. صاب: وقع. المردى: الحجر الذي يرمى به، وهو المرداة أيضا انجزع: انقطع وانكسر
(91) الجدع، بالدال المهملة المفتوحة سوء الغذاء.
(92) يريد بالعدو الجماعة، وهو يكون للواحد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث. الجمع: الجماعات.
(93) المر: أراد به الكلام. الناقع: المجتمع القاتل، شبه كلامه بالسم الناقع. الورع، بفتح الراء: الهيوب الجبان. أي ليس يغني في ذلك المقام الرجل الضعيف.
(94) ارتمينا: ترامينا. النبال: السهام، أراد بها الحجة في الافتخار ونشر المكارم. والأعادي شهد: لأنه أشد لتحرزه في كلامه من أن يغلب.
(95) مذروبة: محددة. الصنع: الحاذق الرفيق.
(96) الجذع: الشاب الحدث، أراد في أول الدهر.
(97) تحارضنا: تفاعلنا من الحرض، بفتح الراء، وهو الهلاك. الضرع: الضعيف من الرجال. أي: إنما ينصر الأقوام من ضعف عن حجته.
(98) الإتراف: الترف والتنعم. قد وقع: يريد أنه ذهب عنه تنعمه.
(101) حين لا ينفعه: أي حين لا ينفعه الفرار. موقر الظهر: مثقله.
(102) كتام الوجع: صبوراً لا يظهر وجعه.
(103) الصيرفي: المتصرف في الأمور المجرب لها. يتصرف كيفما شاء. كحسام السيف: حسام السيف: حده وطرفه القاطع.
(104) ذو غيث: ذو إجابة، وأصله أن يقال بئر ذات غيث: إذا كانت لها مادة، كلما ذهب ماء جاء ماء آخر. الزفيان: الخفيف السريع. إنفاد: من قولهم أنفدت الركية، أي ذهب ماؤها. القرع: جمع قرعة، بضم فسكون، وهي المزادة.
(105) قال لبيك: يعني شيطانه، ومن عادة الشعراء أن يذكروا أن لهم صاحباً من الجن يوحي إليهم الشعر. القذع: الكلام السيء القبيح. يقول: يحقر قوال القذع للناس، أي من أجل الناس.
(106) العباب: تكاثف الموج واضطرابه. الآذي والتيار واحد، وهما الموج. خمط التيار: مضطربه متلاطمه، يقال رجل متخمط: شديد الغضب له ثورة وجلبة. القلع، بفتحتين وبكسر ففتح: جمع قلعة، بفتحات، وهي الصخرة العظيمة، والمراد هنا الأمواج العظيمة.
(107) الزغربي: الكثير الماء. المستعز: الذي لا يقدر عليه من كثرته. الماهر: الحاذق بالسباحة. مطلع: مخرج. يقول ليس للسابح فيه مخرج ولا منفذ.
(108) الخادر: الذي اتخذ الأحمة خدراً. ثئدت: نديت، والثأد، بفتح الهمزة: الندي. انتجع: من النجعة، بضم فسكون، وهي طلب الكلأ في موضعه. أي لما فسد عليه موضع انتقل إلى غيره.


  #3  
قديم 11 شعبان 1432هـ/12-07-2011م, 09:07 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات لابن الأنباري

وقال سويد بن أبي كاهل اليشكري
1: بسطت رابعة الحبل لنا.......فوصلنا الحبل منها ما اتسع
(ما اتسع): ما امتد ويروى فبسطنا الحبل، وقال أبو جعفر: أي بسطت لنا وصلها وودها، ولم يرفعه أبو عكرمة في النسب أكثر من أن قال سويد بن أبي كاهل ونسبه لي غيره وقال: هو سويد بن أبي كاهل من بني حارثة بن حسل بن مالك بن عبد سعد بن جشم بن ذبيان بن كنانة بن يشكر بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، ويروى: بسطت رابعة الوصل لنا، والمعنى لم تبخل به علينا فوصلنا الحبل أي بذلنا لها وصلنا ووصلناها بوصلها والحبل الوصل.
2: حرة تجلو شتيتًا واضحًا.......كشعاع الشمس في الغيم سطع
(الشتيت): المتفرق يعني الأسنان و(الواضح): الأبيض وقال غيره: حرة عتيقة حسنة و(الشتيت) ثغر مفلج ليس بمتراكب.
3: صقلته بقضيب ناضر.......من أراك طيب حتى نصع
ويروى: (بقضيب طيب من أراك ناضر)، وعنى بالقضيب مسواكًا و(ناضر): ناعم أخضر ريان، قال الله عز وجل: {وجوه يومئذ ناضرة} أي: ناعمة و(نصع): خلص لونه، ويروى: بقضيب ناعم وتتخذ المساويك من الأراك والبشام والإسحل والضرو وهو شجر الحبة الخضراء والعتم وهو الزيتون وأنشد:
تستن بالضرو من براقش أو.......هيلان أو يانع من العتم
أي: تستاك وأنشد:
وتعطو برخص غير شثن كأنه.......أساريع ظبي أو مساويك إسحل
وقال آخر:
أتنسى يوم تصقل عارضيها.......بفرع بشامة سقي البشام
4: أبيض اللون لذيذًا طعمه.......طيب الريق إذا الريق خدع
يقال (خدع ريقه) إذا تغير وخدعت عينه إذا لم تنم يقال أتيناهم بعدما خدعت العين وهدأت الرجل أي انقطع المشي.
وقال الأصمعي: (خدع) نقص وإذا نقص خثر وإذا خثر وغلظ أنتن، ومن ثم يخلف فم الصائم وجاء في الحديث: أن قبل الدجال سنين خداعة، يرون أن معناه ناقصة الزكاء ويقال خدع قل ويبس وإنما يكون خلوف الفم مع يبس الريق.
5: تمنح المرآة وجهًا واضحًا.......مثل قرن الشمس في الصحو ارتفع
أبو جعفر: (تمنح المرآة) أي: تعطي النظر منحتك ناقة لتشرب لبنها وأفقرتك بعيرًا لتركب ظهره وهذا مثل أي تجعل منيحة المرآة وجهًا هذه صفته.
و(قرن الشمس) جانب من جوانبها، يقال منحته أمنح وهي اللغة العالية وأمنح بفتح النون لغة.
6: صافي اللون وطرفًا ساجيًا.......أكحل العينين ما فيه قمع
(الساجي): الساكن، و(القمع): كمد في لحم المؤق وورم فيه يقال قمعت عينه تقمع، قال الأعشى:
وقلبت مقلة ليست بكاذبة.......إنسان عين ومأقًا لم يكن قمعا
قال أبو جعفر ومؤقًا، و(الساجي): الساكن الذي ليس حديدًا كثير التحرك، وقال: (القمع) حمرة تكون في العين وفساد في المؤق، قال أبو عمرو: وهو بثر يخرج في أشفار العين تسميه تميم الجدجد وتسميه ربيعة القمع، قمعت العين تقمع قمعًا وعين قمعة وسجا الطرف يسجو سجوًا إذا سكن وهو طرف ساجٍ ومنه قول الله عز وجل: {والليل إذا سجا}.
7: وقرونًا سابغًا أطرافها.......غللتها ريح مسك ذي فنع
(القرون) الذوائب وغللتها دخلت فيها الريح و(الفنع) الكثرة ويروى (عللتها) أي مرة بعد مرة.
وقال: (القرن) خصلة من خصال الشعر وأراد ذوائبها وأنشد في الفنع:
وقد أجود وما لي بذي فنع.......وأكتم السر فيه ضربة العنق
أي وما مالي بذي فضل. روى ريح مسك فرفع، قال أبو محمد: وما علمت أحدًا رواها رفعًا غيره: كلهم نصبها وقال: غللتها المرأة الفعل لها أدخلت ريح المسك ويقال المسك فيها ويقال رجل في عقله فنع أي فضل وقالوا: مال ذو فنع أي ذو فضل وكل خصلة قرن وأنشدوا لكثير:
أنحن القرون فغللنها.......كعقل العسيف غرابيب ميلا
وإنما سمي عمرو بن هند ذا القرنين لقرنين من شعر كانا في فودي رأسه أطول من شعره جميعًا، وقوله غللتها أي أدخلت المسك فيها وأنشد أبو عمرو لعلقمة بن عبدة:
سلاءة كعصا النهدي غل لها.......ذو فيئة من نوى قران معجوم
يعني النسور أبطنت في حوافرها فشبهها بالنوى في صلابتها، أبو عمرو: الفنع ههنا الكثير الريح.
8: هيج الشوق خيال زائر.......من حبيب خفر فيه قدع
(الخفر) الحياء و(القدع): الرد يقال قدعته أي رددته، قال أبو جعفر: الانقداع الانقباض يقال قدعته عني وأقدعته وقال قوله (فيه قدع) أي حياء فكيف زارنا وهو مستحي أن يرى على هذا البعد كما قال الآخر:
أنى سربت وكنت غير سروب.......وتقرب الأحلام غير قريب
9: شاحط جاز إلى أرحلنا.......عصب الغاب طروقًا لم يرع
(شحط) شحوطًا إذا أفرط في السوم وباعد فيه و(الطروق) بالليل، و(الغاب): جمع غابة وهي الأجمة و(العصب): الجماعات قوله: (لم يرع) لم يفزع راعه يروعه إذا أفزعه وروعه يروعه.
10: آنس كان إذا ما اعتادني.......حال دون النوم مني فامتنع
11: وكذاك الحب ما أشجعه.......يركب الهول ويعصي من وزع
يقال: (وزعه) يزعه إذا كفه والوازع الكاف ويروى أن الحسن لما ولي القضاء فكثر عليه قال لا بد للناس من وزعة أي من كففة أي من يكفهم وهو جمع وازع مثل كافر وكفرة ومنه الحديث: (من يزع السلطان أكثر ممن يزع القرآن)، أي من يترك الذنب خوفًا من عقوبة السلطان أكثر ممن يتركه تقية لله عز وجل ولما جاء في القرآن، يقال وزعه يزعه بمعنى كف فأما قول ذي الرمة:
وخافق الرأس فوق الرحل قلت له.......زع الزمام وجوز الليل مركوم
فمن قولهم زاع بعيره وعواه إذا ثنى رأسه وهو شبيه الأول.
12: فأبيت الليل ما أرقده.......وبعيني إذا نجم طلع
ويروى: و(يعنيني إذا نجم طلع)، (يعنيني) أي يتعبني يصف أنه ساهر ليس ينام فهو يراعي النجوم، ومعناه أني أمكث الليل ساهرًا.
13: وإذا ما قلت ليل قد مضى.......عطف الأول منه فرجع
أي: إنه ثابت لا يكاد يبرح، وأراد بليل قطعة من الليل يقال قد مضى ليل أي قطعة وجاءنا بعد ليل أي بعد قطعة من الليل، وروى أبو جعفر: (عطف الأول)، وهو شبيه بقول امرئ القيس:
فقلت له لما تمطى بصلبه.......وأردف أعجازًا وناء بكلكل
14: يسحب الليل نجومًا ظلعًا.......فتواليها بطيئات التبع
(ظلعًا): من الظلوع ويروى طلعًا جمع طالع، والظلوع في الإبل بمنزلة الغمز، يقال ظلع يظلع ظلعًا وظلوعًا وبعير ظالع، ولا يكون الظلوع في الحافر إلا استعارة كقول الكلحبة:
فأدرك إبقاء العرادة ظلعها.......وقد جعلتني من حزيمة إصبعا
حزيمة رجل من بني تغلب وقد كان أغار عليهم ثم انهزم فطلبه الكلحبة على هذه الفرس وهي العرادة وهي فرسه فيقول فاتني حزيمة وما بيني وبينه إلا قدر إصبع وقال في أول الأبيات:
إن تنج منها يا حزيم بن طارق.......فقد تركت ما خلف ظهرك بلقعا
و(التوالي): الأواخر يقال بقيت لي حوائج فأنا أتتلاها أي أتتبعها وأقضيها وقال غيره: (ظلعًا) مثل أي كأنها من شدة إبطائها إبل بها ظلع فليست تكاد تغرب، وإنما يصف طول الليل وتواليها ما خيرها.
(بطيئات التبع) أي الإتباع وأخرجه على الاسم ولم يخرجه على المصدر وفي القرآن: {والله أنبتكم من الأرض نباتًا} والمصدر: إنباتًا.
15: ويزجيها على إبطائها.......مغرب اللون إذا اللون انقشع
أبو جعفر: (المغرب) الأبيض يعني بياض الصبح وقال أبو عكرمة: أراد بمغرب اللون الصبح وأصل المغرب في الخيل وهو أن يحمر أرفاغ الفرس وحماليقه ووجهه من شدة البياض، فإذا ابيضت الحدقة فهو أشد الإغراب وانقشع ذهب (ويزجيها): يسوقها.
16: فدعاني حب سلمى بعدما.......ذهب الجدة مني والريع
(الريع): أول الشباب ولكنه حركه ضرورة: وريعان كل شيء أوله يقال هذا ريعان الخيل وريعان الجراد أولها ويقال ريعان الشباب فضوله يقال لهذا على هذا ريعان أي فضل وفضل كل شيء ريعه ويروى فدعاني ود سلمى.
17: خبلتني ثم لما تشفيني.......ففؤادي كل أوب ما اجتمع
قال: ويروى: (خبلتني) بالتخفيف أي كأنها أصابتني بخبل من حبها و(الخبل): فساد الجسد والعقل.
ويروى (حبلتني): أي كأني صرت في حبالة صائد وقوله (كل أوب) أي كل وجه ما اجتمع أي متفرق لم يجتمع إنما يريد هواه وتفرقه وقال غير أبي عكرمة: الخبل أن تجف يداه أو رجله ويسمى الفالج خبلاً.
قال: و(الأوب) جهة يقال رمى أوبًا أو أوبين أي وجهًا أو وجهين وروى أبو جعفر خبلتني بالتخفيف، وقال العرب تقول: لبني فلان عند بني فلان خبل أي قطع يد أو رجل.
18: ودعتني برقاها إنها.......تنزل الأعصم من رأس اليفع
(الأعصم): الوعل الذي في يديه بياض و(اليفع): المرتفع وكذلك اليفاع ومنه يقال للصبي إذا ارتفع يفعة وقد أيفع فهو يافع وغلمان أيفاع يقال أيفع ويفع وتيفع وقد يكون يفعة للواحد والاثنين والجميع والمؤنث على لفظ واحد.
غيره: إنما سمي الوعل أعصم للبياض الذي في يده كعصمة الفرس الأبيض اليدين ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((المرأة الصالحة أعز من الغراب الأعصم))، وذلك أنه لا يوجد غراب أعصم.
ويقال مكان يافع و(يفاع) أي مشرف.
19: تسمع الحداث قولاً حسنًا.......لو أرادوا غيره لم يستمع
المعنى لو التمسوا منها سوى الحديث لم ينالوه يصف عفتها، كما قال الآخر:
تلين لمعروف الحديث وإن ترد.......سوى ذاك تذعر منك وهي ذعور
قال أبو عمرو: تنول بمعروف الحديث، قال الشيخ: صدق إنما أحفظه كما قال: وقال الشيخ: وكذلك أرويه أنا، الحداث الذين يحدثونها وتحدثهم وقوله (لم يستمع) أي لو حدثوا بغيره لم يستمعوه لحسن كلامها.
ويروى: (لو أرادوا مثله لم يستمع)، أي لم يجدوا مثله فيستمعوه وروى أبو جعفر: لم يستطع.
20: كم قطعنا دون سلمى مهمهًا.......نازح الغور إذا الآل لمع
(المهمه) الفقر وجمعه مهامه، قال الراجز: ومهمه أطرافه في مهمه، ويروى: (كم جسرنا دون سلمى مهمهًا)، أي قطعناه فجعل قطعه إياه بمنزلة الجسور و(النازح): البعيد و(الغور) معظم بعده.
غيره: ويروى: كم جشمنا دون سلمى مهمهًا * نازح الغول.
(المهمه): المستوي القفر و(النازح): البعيد ويقال نزحت البئر إذا غار ماؤها وبعد والغول ما اغتاله فذهب به ويقال: إن الغضب غول الحلم أي يغتاله ويذهب به.
21: في حرور ينضج اللحم بها.......يأخذ السائر فيها كالصقع
(الحرور): ريح حارة تكون بالنهار والسموم تكون بالليل والنهار جميعًا يقال قد سم يومنا وليلتنا.
ينضج اللحم بها من شدة حرها.
و(الصقع) حرارة تصيب الرأس، وأصل (الصقع) الضرب على الشيء اليابس يقال صقعته صقعًا، غيره: الحرور أكثر ما تكون بالليل وقد تكون بالنهار وهي الريح الحارة والصقع يقال صقع الرجل إذا أصابه شيء فأذهب عقله وأصله من الصاعقة، والصاقعة مقلوب، وقال أبو عمرو: الصقع كالحيرة والسدر، ويروى يطبخ اللحم بها.
22: وتخطيت إليها من عدىً.......بزماع الأمر والهم الكنع
(العدى): الأعداء يقال قوم عدىً وعداة تكون الهاء مع ضمة العين وزماع الأمر الجد فيه من قولك أزمعت على الأمر إذا أجمعت، و(الكنع): التفاوت والكنع اللازم الذي لا يفارق يقال منه قد اكتنع الأمر إذا قرب.
قال الأصمعي أنشدني أبو عمرو بن العلاء:
إني إذا الموت كنع.......أضربهم بذي القلع
أراد بالسيوف التي تعمل من الحديد القلعي، ومنه قولهم: أعوذ بالله من الخنوع والكنوع والقنوع فالخنوع الذلة يقال خنع فلان لفلان إذا خضع له، والقنوع المسألة يقال: نعوذ بالله من القنوع ونسأل الله القناعة، فالقناعة الرضى بما قسم الله تعالى يقال قنع يقنع قناعة إذا رضي وقنع قنوعًا إذا سأل وأنشد للشماخ:
لمال المرء يصلحه فيغني.......مفاقره أعف من القنوع
غيره: (بزماع الأمر) أي بإزماع من الأمر والزماع العزيمة يقال هل بك زماع أي اعتزام على الأمر الذي اهتدي به.
ويروى: و(الهم الكتع) وهو الذاهب الماضي ويقال دليل كتع إذا كان بصيرًا بالطريق عارفًا به.
وقال أبو عمرو: (الكنع) اللازم المجتمع قال أبو عمرو: سمعت أعرابيًا يقول: أعوذ بالله من الخضوع والكنوع والقنوع وتخشع الذل والنفاق فالكنوع: الدنو من المذلة، والقنوع المسألة والخضوع أن يخضع للإنسان ويقال قد اكتنع الشيخ إذا دنا بعضه من بعض والتكنع في اليدين من ذا، ويقال اكتنع الموت وكنع إذا دنا وقرب وموت كانع، وأنشد: واكتنعت أم اللهيم واكتنع.
23: وفلاة واضح أقرابها.......باليات مثل مرفت القزع
(الأقراب): الخواصر وهي ههنا تشبيه أراد جوانبها وأطرافها التي هي منها بمنزلة الخواصر من الناس، والواضح: النير البين والرفات: ما أرفت أي تكسر وتحطم و(القزع) جمع قزعة وهي بقايا تبقى من الشعر يقال ما بقي في رأسه إلا قنازع والقنازع أيضًا بقايا تبقى من السحاب متفرقة وأنشد:
إنا إذا قلت طخارير القزع.......نفحلها البيض القليلات الطبع
والطخارير: جمع طخرور وهو لطم من غيم يكون في السماء من السحاب ويروى: (مثل مرفت القرع)، بالراء غير معجمة رواه أبو جعفر وأنكر الزاي وقال: هو جدري الفصال، قال: وسمعت بعض العرب يقول: ربما فركنا فيتفتت تحت أيدينا فينتثر القرع، والقرع شبيه بالحزاز يكون في الرأس يسقط الشعر، ويروي القرع ولم يروه بالزاي قال: هو جدري الفصال ما تحتك منه، ومرفته متفرقه ويقال ما يبس، ورأيته يرفت عن الرأس فهو ألطف فشبه علامات الفلاة به لبعد الفلة.
ورفع أبو جعفر باليات ومثل وخفضهما أبو عكرمة في روايته فقال واضح أقرابها أي بيض، يعني ليس فيهن نبت، وأقرابها نواحيها والواحد قرب وأصل القرب الخاصرة ومرفت متفرق، وقال أبو عمرو: هو البالي وهو المفعل من الرفات، والقزع قطع الغيم يقال ما في السماء من قزعة وهي القطعة من الغيم وأنشد:
هلا سألت جزاك الله سيئة.......إذ صرحت ليس في آفاقها قزعه
يصف جدبًا، قال: وروى أبو عمرو الشيباني مرفت القرع يريد القرع فحركه.
24: يسبح الآل على أعلامها.......وعلى البيد إذا اليوم متع
(الآل): يكون عند ارتفاع النهار، فإذا كان عند الزوال وبعده فهو السراب، (متوع) اليوم ارتفاع النهار و(الأعلام): الجبال و(البيد): جمع البيداء وهي القفر.
قال أبو جعفر: واحد الأعلام علم وهو الجبل وأنشد للخنساء: كأنه علم في رأسه نار، تصف صخرًا وقال الأعشى:
إذا الأرض وارتك أعلامها.......فكف الرواعد عنها القطارا
ويقال (البيداء) الأرض المستوية الصلبة و(متع) ارتفعت شمسه.
25: فركبناها على مجهولها.......بصلاب الأرض فيهن شجع
أي تعسفناها سرنا فيها على غير قصد، و(الأرض) ههنا القوائم، قال الأصمعي: عنى الخيل وأكثر ما توصف في هذا الموضع الإبل، وأرضها حوافرها وأنشد: إذا ما استحمت أرضه من سمائه، أي سال العرق من أعلاه على قوائمه وأنشد العجاج: من أرضه إلى مقيل الحلس، أي من قوائمه إلى أعلاه.
والحلس الكساء على ظهر البعير تحت الولية، ويروى ما فيها شكع، أي ضجر، يقال شكع المريض إذا اشتد عليه المرض فضجر، وقال (بصلاب الأرض) يعني خيلاً يقال للفرس والبعير إذا كان صلب الحافر والخف شديد القوائم إنه (لصلب الأرض)، و(شجع) جنون من النشاط، وأنشد لرؤبة في الأرض وصلابتها وأنها القوائم وذكر الثور والكلاب: وإن دنت من الأرض تهزعا، يعني إن دنت الكلاب من أرض الثور تهزع أي أسرع في عدوه، وقال أبو عمرو: تهزع تصوب وتطامن.
26: كالمغالي عارفات للسرى.......مسنفات لم توشم بالنسع
(المغالي): السهام التي يغلى بها أي يباعد بها في الرمي وهي خفاف.
قال يقدر موقعها ثم يقال كذا وكذا غلوة، شبه الخيل بها في دقتها وسرعتها والعارفات الصبورات على السير يقال بعير عارف وفرس عارف ورجل عارف إذا كان معترفًا على عمله صابرًا عليه، و(السرى): سير الليل، والمسنفات التي شد عليها السناف وهو خيط يشد من اللبب إلى الحزام إذا خشوا الضمر مخافة أن يموج الحزام أو الغرض فيضطرب السرج أو الرحل.
والحزام للفرس والغرض للبعير وهما شيء واحد ويروى مسنفات أي متقدمات، و(النسع): جمع نسعة أي ليست بإبل تشد بالنسع فتدبر فيبقى أثر الدبر فيها كالوشم.
قال أبو جعفر: من كسر النون فإنه أراد متقدمات ومن فتح فيقول اضطربت حتى شدت بالسناف ولا معنى له حينئذ لأنه يصف خيلاً والخيل لا تسنف ولا يجوز ههنا إلا بكسر النون واختار توسم بالسين، المغالي جمع مغلاة وهو سهم يغلى به ليقدر موقعه.
وتوسم يقول ليست بإبل تشد بالنسع وهي حبل، والشعراء إنما تقطع المهامه في أشعارها بالإبل فقال هذا بالخيل، وقال: السناف حبل يشد بالوضين إلى اللبب والوضين الحزام.
فتراها عصفًا منعلة.......بنعال القين يكفيها الوقع
العصف: الشديدة المر يقال عصفت في سيرها عصفًا وعصوفًا إذا اشتد سيرها، وهو من عصوف الريح، وأنشد:
إذا ما عصفت قلت.......حماة فاضحت كنه
شبه سرعة يديه في سيرها بحماة تشار كنتها فهي تشير إليها بيديها وتسرع الإشارة، كما قال الشاعر:
كأن ذراعيها ذراعًا مدلة.......بعيد السباب حاولت أن تعذرا
والوقع: الحفا من المشي على الحجارة، قال الأصمعي: هو من قولهم: قع حديدتك أي أمرها على الحجر فجعل الوقع للحجارة، يقال الوقع التأذي بالحجارة يقال وقع وقعًا وليس بالحفا وأنشد:
يا ليت لي نعلين من جلد الضبع.......وشركًا من استها لا تنقطع
كل الحذاء يحتذي الحافي الوقع
فأراد أن صلابة حوافرها يقيها الوقع كما قال الآخر: يقيها قضة الأرض الدخيس، أراد اللحم الذي في باطن الحوافر.
غيره: واحد العصف عصوف، والوقع التأذي بالحجارة يقال وقع يوقع وقعًا، وقال أبو عمرو: الوقع: وجع الحفا، ويروى بحديد القين وقال أبو عبيدة: الوقعة الصخرة والجمع وقع.
28: يدرعن الليل يهوين بنا.......كهوي الكدر صبحن الشرع
(يدرعن الليل) أي: يدخلن فيه كما تلبس الدرع، و(يهوين) يعتمدن في سيرهن، و(الكدر): القطا الكدري وهو الذي في لونه غثرة والغثرة الغبرة، و(صبحن) وافين في الصبح، والشرع الماء والشرب جميعًا والشرع الشريعة ويقال قد شرع في الماء يشرع شرعًا، ويروى: يردين بنا، يقال ردى الفرس يردي رديًا ورديانًا وهو أن يضرب بحوافره وقال الأصمعي: سألت منتجع بن نبهان ما الرديان فقال: هو عدو الحمار بين آريه ومتمعكه وقال الأصمعي: (الشرع): الماء الذي يشرع فيه. غيره: (كهوي) كمر يقال هوى يهوي هويًا إذا مر مرًا سريعًا.
29: فتناولن غشاشًا منهلاً.......ثم وجهن لأرض تنتجع
أي: (فتناولن) قليلاً، والمنهل: الماء ويقال إنه سمي منهلاً لأنه يروي الناهل والناهل العطشان.
غيره: (غشاشًا) أي عجلات يقال فعلت ذلك على غشاش أي على عجلة وجهن توجهن.
30: من بني بكر بها مملكة.......منظر فيها وفيهم مستمع
ويروى (فيها) وفيها أي في المملكة، قال أبو جعفر ويروى: (لبني بكر بها مملكة)، (منظر فيهم) أي حيث يرون ويسمعون ما يشتهون.
31: بسط الأيدي إذا ما سئلوا.......نفع النائل إن شيء نفع
ويروى:
سبطوا الأيدي إذا ما سئلوا.......نفعوا النائل إن شيء نفع
السبط والسبط السهل، يقول: ليسوا بكز اليد. وقال أبو عمرو: سبط طوال بالعطاء وإن قصرت خلقتها.
قال أبو عبيدة: إن شيء نفع معنى شيء أحد، واحتج بقول الله عز وجل {وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار} أي أحد من أزواجكم وفي قراءة ابن مسعود: (وإن فاتكم أحد من أزواجكم).
32: من أناس ليس من أخلاقهم.......عاجل الفحش ولا سوء الجزع
لم يرد أنهم لايعجلون بالفحش كما يعجل غيرهم إنما أراد أنهم لا فحش عندهم البتة ولا يجزعون لمصيبة.
وقال عمرو بن الأهتم:
أضفت فلم أفحش عليه ولم أقل.......لأحرمه إن المكان مضيق
33: عرف للحق ما نعيا به.......عند مر الأمر ما فينا خرع
(عرف) من المعروف أي نصبر له إذا نزل بنا من حمالة أو قرى ضيف، و(الخرع): الضعف واللين يقال خرع الرجل خرعًا إذا لان في أمره وتساقط من العجز، والخريع من النساء المتثنية اللينة ويقال قد خرع الرجل إذا كبر واضطرب وتخرع ومنه قولهم نبت خروع وشباب خروع إذا كان ناعمًا ومنه قول الحويدرة:
لعب السيول به فأصبح ماؤه.......غللاً تقطع في أصول الخروع
خروع: كل شيء ناعمه ومنه سمي شجر الخروع خروعًا للينه ومشفر خريع متهدل مسترخ وقد انخرع العود إذا كان ناعمًا فتثنى، ويروى: ما فينا هلع والهلع الخفة والجزع: {إن الإنسان خلق هلوعًا} منه وشباب خرع ونبت خرع إذا كان ناعمًا ويروى: عرف للخير ويروى: عند مر الحق.
34: وإذا هبت شمالاً أطعموا.......في قدور مشبعات لم تجع
وروى أبو عكرمة هذا البيت ههنا وروى غيره من الرواة ههنا: وليوث تتقى عرتها، وجاء به بعد أبيات، (وإذا هبت شمالاً) أي هبت الريح شمالاً. و(المشبعات): المملوءات، ويقال أجاع فلان قدره إذا لم يجعل فيها لحمًا كثيرًا، ويروى: وإذا هاجت شمالاً وقال (لم تجع) مثل أي لم يقلل ما فيها.
35: وجفان كالجوابي ملئت.......من سمينات الذرى فيها ترع
(الجوابي): الحياض الكبار التي يجبى فيها الماء الواحدة جابية والجفان تشبه بالجوابي، قال الله تعالى: {وجفان كالجوابي} وقال الشاعر:
قومي بنو السيد الذين جفانهم.......ترع إذا يشتون كالأنضاح
والأنضاح جمع نضح وهو الحوض، وقال أبو جعفر سمي نضحًا لأنه ينضح العطش أي يكسره، و(الترع): الامتلاء يقال أترع إناءك أي املأه و(الذرى): الأسنمة أي ينحرون إبلاً سمانًا وذروة كل شيء أعلاه.
36: لا يخاف الغدر من جاورهم.......أبدًا منهم ولا يخشى الطبع
(الطبع) ما يعابون به وأصل الطبع تلطخ العرض يقال للرجل إذا دنس عرضه طبعه وإنه لطمع (طبع) ويقال: لا خير في طمع يدني إلى طبع، و(الطبع) الصدأ يركب بعضه بعضًا ومثله قول الآخر:
لا يأمن الجار المجاور غيرنا.......والجار فينا ليس بالمتهضم
يقال قد طبع السيف إذا ركبه الصدأ وأنشد:
لا خير في طمعٍ يدني إلى طبعٍ.......وغفة من قوام العيش تكفيني
والمعنى: أنهم أصون لأعراضهم من أن يأتوا إلى جارهم ما يدنس أعراضهم من غدرٍ وإخفار أي: هم أصون لأعراضهم من أن يفعلوا من هذا شيئًا.
37: ومساميح بما ضن به.......حاسرو الأنفس عن سوء الطمع
ويروى حابسو الأنفس، (السمح): الجواد يقول يجودون بما يبخل به غيرهم، (حاسرو الأنفس): كاشفوها أي مبعدوها من الطمع فيما يعابون به.
غيره: (حاسروها): كافوها، ويروى حسر الأنفس ويروى: حاسمو الأنفس.
38: حسنو الأوجه بيض سادة.......ومراجيح إذا جد الفزع
كذا رواه أبو عكرمة والرواية العالية: (إذا جد) الهلع والهلع الجزع والخفة، يقال هلع يهلع هلعًا ويقال ناقة هلواع ومنه: {إن الإنسان خلق هلوعًا} (ومراجيح) ثبت لا يستخفهم الجزع ليسوا بجبناء وجد اشتد يقال جد في الأمر وأجد إذا بلغ فيه.
39: وزن الأحلام إن هم وازنوا.......صادقو البأس إذا البأس نصع
(نصع): ظهر وأنار، أي: هم يصدقون في وقت الشدة لا يكيعون، قال أبو جعفر: ويروى: (وزن الأحلام)، قال: ويروى:
رجح الأحلام إن هم وزنوا.......صدق البأس إذا البأس وقع
40: وليوث تتقى عرتها.......ساكنو الريح إذا طار القزع
أي: لا يخفون ولا يعجلون و(القزع): الخفيف، قال أبو جعفر: إنهم حلماء، قال: و(العرة): الأذى و(القزع): الخفاف الذين لا ركانة لهم، أبو عمرو: شبههم بقزع السحاب وكل خفيف قزع.
41: فبهم ينكى عدو وبهم.......يرأب الشعب إذا الشعب انصدع
يقال نكيت في العدو نكاية ونكيت العدو إذا أثرت فيهم، و(يرأب): يصلح من رأبت الشيء أرأبه رأبًا ويقال للقطعة من القدر أو القصعة تدخل فيها لتصلح بها رؤبة ومنه قول الآخر:
ولقد رأبت ثأى العشيرة بينها.......وكفيت جانبها التيا والتي
اللتيا: تصغير التي والثأى: الفساد أي: أصلحت شأنها و(الشعب): التفرق ههنا وهو من الأضداد ويكون التفرق ويكون الالتئام ومنه قول الآخر: شت شعب الحي بعد التئام، ويروى: بهم ينكى عدو وبهم * يجمع الشعب إلخ، غير أبي عكرمة: نكيت في العدو أنكي نكاية ونكأت القرحة أنكأها نكأ ويرأب يشعب ويرتق، قال: والرؤبة أن ينكسر القدح أو القصعة فتدخل فيه خشيبة.
42: عادة كانت لهم معلومة.......في قديم الدهر ليست بالبدع
رواها أبو عكرمة عادة رفعًا والرواية بالنصب أي كانت هذه الأشياء التي وصفتها (عادة لهم معلومة) في آبائهم وأجدادهم لم يبتدعوها هم.
43: وإذا ما حملوا لم يظلعوا.......وإذا حملت ذا الشف ظلع
(الظلع) في الإبل بمنزلة الغمز في الخيل وهو مثل يقول إذا حملوا أمرًا يعجز عنه غيرهم من حمل ديةٍ أو قرى ضيف أو فك أسير استقلوا به إذا عجز غيرهم عنه و(الشف) ههنا الفضل ومثل هذا قول الأخطل في مصقلة بن هبيرة:
ضخم تعلق أشناق الديات به.......إذا المنون أمرت فوقه حملا
الأشناق: جمع شنق وهو ما بين الفريضتين و(الشف): الفضل، قال أبو جعفر: الرواية ذا الشك وهو الذي تشك فيه أيظلع أم لا، ومثله قول ذي الرمة: كأنه مستبان الشك أو جنب، يقال مر البعير يشك شكًا، قال: و(الشف) ضد، قال الحرمازي: ذا الشك هو أن يكون في عظم ساقه صدع يظلع منه. هو دون الظلع.
44: صالحو أكفائهم خلانهم.......وسراة الأصل والناس شيع
45: أرق العين خيال لم يدع.......من سليمى ففؤادي منتزع
يريد يتدع ويقر ويمكث ويروى أن عيسى بن عمر كان يروي بيت الفرزدق:
وعض الزمان يا ابن مروان لم يدع.......من المال إلا مسحت أو مجلف
يجعل الفعل للمسحت أي لم يبق إلا مسحت ومجلف و(الخلان): جمع خليل، وقال أبو عمرو: (لم يدع) من الدعة والسكون أي لم يتدع ولم يتقار حين جاءنا، رجل وادع إذا كان ساكنًا، منتزع كأنه انتزع من موضعه من شدة شوقه ونزوعه إليها، الرواية يدع بكسر الدال وقد مضى تفسيره.
46: حل أهلي حيث لا أطلبها.......جانب الحصن وحلت بالفرع
كذا رواه أبو عكرمة والرواية جانب الحضر وهي مدينة بالموصل و(الفرع) ما بين الكوفة والبصرة.
47: لا ألاقيها وقلبي عندها.......غير إلمام إذا الطرف هجع
أي: لا أراها إلا في المنام أي إلا أن أحلم بها فألم بها.
48: كالتؤامية إن باشرتها.......قرت العين وطاب المضطجع
قال الأصمعي: (التؤام): موضع على البحر يكون عنده الغوص، فأراد درة نسبها إلى ذلك الموضع، وقال الحرمازي: نسبها إلى تؤام وهي قصة عمان التي تلي الساحل وقصبتها التي تلي الجبل صحار كما قصبة البحرين بالخط مما يلي الساحل القطيف والقصة هجر والمدينة المشقر والصفا والمشقر مدينة عليها سور فيها قلعة في وسطها على قارةً فيها يقال لها عطالة حصن قديم.
وقوله: (إن باشرتها) أي: صرت معها في ثوب واحد وأصله إلصاق بشرته ببشرتها، وقال بعضهم ممن يخبر ليس التؤام على الساحل وقصبة عمان صحار ومنها إلى تؤام عشرون فرسخًا وهي مدينة فيها منبر على طرف المفازة التي بينها وبين البحرين، قال أحمد بن عبيد: نسبها إلى عمان وعمان ما ولي البحر منها يسمى تؤام وما ولي البر منها يسمى صحار.
49: بكرت مزمعة نيتها.......وحدا الحادي بها ثم اندفع
(المزمع) المجمع يقال أزمع على الأمر وأجمع إذا جد فيه ونيتها حيث تنوي ويروى: (وحدا الحادي بهم) ويروى نيتها، جعل الفعل للنية وحدا ساق ثم اندفع في سيره.
50: وكريم عندها مكتبل.......غلق إثر القطين المتبع
و يروى: وأسير عندها مكتبل، يريد أن قلبه معها، و(غلق) ذاهب من قولهم غلق الرهن إذا ذهب ومنه قول زهير: فأضحى الرهن قد غلقا، ويروى: (علق أثر القطين) أي كأنه علق في حبالة لا يقدر على التخلص، ويروى: ففؤادي عندها مكتبل، ويروى:
وكريم عندها مختبل * غلق عند القطين المتبع
و(مكتبل): موثق والكبل: القيد، و(القطين): الحشم والأهل ويروى: محتبل: كأنه وقع في حبالة.
51: فكأني إذ جرى الآل ضحىً.......فوق ذيالٍ بخديه سفع
ويروى (سفع والذيال): الثور الطويل الذنب و(السفعة): السواد، قال أبو جعفر: سفع جمع سفعة و(سفع) مصدر، وقال غيره: السفعة سواد يضرب إلى حمرة ووجه الثور وقوائمه مخالف لسائر جسده لأن جسده أبيض وقوائمه و(خداه) إلى الحمرة في سواد ومتنه أبيض قد نصع.
52: كف خداه على ديباجةٍ.......وعلى المتنين لون قد سطع
(كف): ضم وكل كف ضم، يقال كف أذاك عني أي ضمه وأقبضه، ومنه كف الثوب فيقول جمع وجهه وكف على ديباجة لسواده و(متنه) أبيض قد سطع أي علا، ويروى: قد نصع أي خلص بياضه وكل خالص ناصع، قال الشاعر:
سراته ما خلا جداته لهق.......وبالقوائم مثل الوشم بالقار
يعني: أن في وجهه سوادًا مع بياضه فكأنه وشي ديباج ويروى: وعلى متنيه.
53: يبسط المشي إذا هيجته.......مثل ما يبسط في الخطو الذرع
(الذرع): ولد البقر الصغير، لم يرو هذا البيت أبو عكرمة.
54: راعه من طيءٍ ذو أسهمٍ.......وضراء كن يبلين الشرع
(الضراء): الكلاب التي ضريت للصيد الواحد ضروة وقال أبو محمد التوزي: (كن يبلين الشرع)، قال: هي الأوتار، وقال غيره: كن يبلين صدقًا في الإسراع، يقال أبلاني خيرًا أي آتاه إلي ويروى السرع والسرع السرعة.
55: فرآهن ولما يستبن.......وكلاب الصيد فيهن جشع
أي: (رآهن) الثور ولم يستبنهن والجشع أسوأ الحرص، غيره: يقال رجل جشع، وقال أبو عمرو: (الجشع) إفراط الحرص والدهش حين يرى الطعام.
56: ثم ولى وجنابان له.......من غبار أكدري واتدع
(الجنابان): الجانبان واتدع لم يجتهد في العدو، غيره: (أكدري) فيه كدرة (واتدع) قصر من عدوه وذلك لثقته بعدوه.
57: فتراهن على مهلته.......يختلين الأرض والشاة يلع
يقول: ترى الكلاب على مهلة الثور واتداعه في عدوه (يختلين الأرض) أي يقطعنها وأصل الخلى الرطب (يختلى) أي: يقطع ومن هذا سميت المخلاة والفاعل المختلي.
وقوله (يلع) أي: يكذب ولا يصدق أي لا يجتهد، وقال الأصمعي: لم أسمع ولعًا مفردًا إلا ههنا إنما يقال كذب وولع وأنشد: ولن * أملك أن تكذبا وأن تلعا، وقال أبو عمرو الشيباني: يلع يعدو ولع يلع ولعًا وقال غيره: فترى الكلاب على مهلة الثور أي على تقدمه على مهلة يختلين الأرض يقطعن الخلى بأظفارهن في عدوهن والشاة يعني الثور يلع يعني يعدو عدوًا لينًا ولا يجتهد، ويقال يختلين الأرض أي يقطعن البقل في عدوهن أي كأنهن يحتششنه والثور متمهل أي متقدم على مهلة وأنشد: يطير شتى جعثن الجبوب، والجعثنة: أصل كل شجرة صغيرة.
58: دانيات ما تلبسن به.......واثقات بدماء إن رجع
ويروى دائبات يعني الكلاب تدأب في طلب الثور وليس يتلبسن به يقول مع دأبهن لم يخالطنه خوفًا منه، (واثقات بدماءٍ) أي: عالمات أنه إن رجع عليهن جرحهن بقرنه ودماهن.
59: يرهب الشد إذا أرهقنه.......وإذا برز منهن ربع
(ربع): كف ويروى يهذب (الشد) أي يسرعه يقال أهذب في سيره إهذابًا إذا أسرع فيه.
قال أبو جعفر: لا أعرف يرهب وهو خطأ ولكن يرغب ويهذب ويروى: يلهب والإلهاب شدة العدو، و(أرهقنه): أعجلنه، برز منهن أي: بعد، (ربع) أي: حبس وكف عن العدو.
60: ساكن القفر أخو دوية.......فإذا ما آنس الصوت امصع
(الإمصاع): الذهاب في الأرض، ويروى انصمع أي أصر أذنيه للاستماع، وروى أبو جعفر مصع وقال: لا يكون انمصع وعليه الرواة (على انمصع) ومصعه أن يعدو يحرك ذنبه ولا يكون ذلك إلا وفيه بقية من نشاط.
61: كتب الرحمن والحمد له.......سعة الأخلاق فينا والضلع
(الضلع) من الاضطلاع بالأمور يقال اضطلع بحمله إذا قوي عليه ويقال فلان مضطلع بحوائج الناس إذا كان قويًا عليها، ويقال الضلع الوثاجة والشدة والقوة والاضطلاع بالثقل، (والضلع) في غير هذا الموضع الجور والميل.
62: وإباء للدنيات إذا.......أعطي المكثور ضيمًا فكنع
(الكنع): الخضوع والضرع والكانع: الداني من الشيء وأنشد:
قعودًا لدى أبياتهم يثمدونهم.......رمى الله في تلك الأكف الكوانع
أي: الدانية للمسألة.
63: وبناء للمعالي إنما.......يرفع الله ومن شاء وضع
64: لا يريد الدهر عنها حولاً.......جرع الموت وللموت جرع
ويروى: فيها حيلة أي لا يعرف وجه حيلة فيطلبها ويروى: (لا نريد الدهر عنها حولاً)، أي: تحولاً، يقول مقامه في هذه البلاد جرع الموت ولا يقدر على التحول منها، (جرع الموت) بالنصب على الصفة أي يبتني المعالي ابتناءً كجرع الموت في الصعوبة.
قال أبو جعفر: نصب جرع الموت على الصفة وروى أبو عكرمة هذا البيت ههنا وليس ههنا موضعه إنما موضعه بعد قوله: كيف باستقرار حر شاحط * ببلاد ليس إلخ. ولا يريد التحول عنها جرع الموت ولا أعلم أحدًا رواه هكذا، الرواية: إنما استقرار وكيف باستقرار وبعده: لا يريد الدهر.
65: نعم لله فينا ربها.......وصنيع الله والله صنع
كذا رواها أبو عكرمة نعم على الجمع مرفوعة ويروى نعمة لله فينا، ربها أي أصلحها وأتمها، يقال أربب معروفك وقال أبو عمرو: (والله صنع) في هذه الصنعة قادر على أن يصنع وإذا وصفت به رجلاً فهو رفيق حاذق بما يصنع، قال أبو ذؤيب:
وعليهما مسرودتان قضاهما.......داوود أو صنع السوابغ تبع
قضاهما: أحكمهما وعملهما.
66: كيف باستقرار حرٍ شاحط.......ببلادٍ ليس فيها متسع
كذا رواها أبو عكرمة شاحطٍ وروى غيره ساخطٍ ويروى: إنما (استقرار حرٍ ساخط)، والبيت الذي قدمه أبو عكرمة ههنا.
67: رب من أنضجت غيظًا قلبه.......قد تمنى لي موتًا لم يطع
68: ويراني كالشجا في حلقه.......عسرًا مخرجه ما ينتزع
ويروى في البيت الأول: ربما (أنضجت غيظًا قلب) من، (الشجا): الغصص ونحوه ويقال في مثل ويل للشجي من الخلي يخفف الشجي ويثقل الخلي وقال لي أبو جعفر: روى الأصمعي هذا المثل ويل للشجي من الخلي مثقلين وقال: المعنى ويل للحزين من الخلي من الحزن وأنشد لأبي دؤاد:
من لعين بدمعها موليه.......ولنفس مما عناها شجية
أي: حزينة وقال أبو عكرمة: ويل للشجي من الخلي في المثل، لم يرو إلا بتخفيف الشجي وتثقيل الخلي ولم يرويا مثقلين ويروى: وأراني كالشجا في حلقه، ويقال أشجاه يشجيه إذا أغصه، قال أبو جعفر: لو كان معنى المثل الغصص لقيل ويل للشجي من المسيخ.
69: مزبد يخطر ما لم يرني.......فإذا أسمعته صوتي انقمع
قوله: (يخطر) أصل الخطر في الناس تحريك اليدين في المشي والاختيال بهما وأصله في الإبل إذا هاج الفحل وخطر بذنبه يهايج الفحول على الضراب ويقال (انقمع) دخل بعضه في بعض، والمعنى أنه يتعظم إذا لم يرني فإذا رآني تضاءل.
70: قد كفاني الله ما في نفسه.......ومتى ما يكف شيئًا لا يضع
ويروى: (فكفاني الله) ويروى: لا يسع أي (لا يضع)، يقال ضائع سائع ويقال ضاع وساع ويقال منه ساع يسوع ومنه ناقة مسياع إذا كانت تصبر على الإضاعة والمسيعة وهو من السياع مالجة الجص والطين ويروى لم يضع ويقال لا يضع لا يفش.
71: بئس ما يجمع أن يغتابني.......مطعم وخم وداء يدرع
(وخم): غير مريء، (يدرع): يلبس كذا قال أبو جعفر.
72: لم يضرني غير أن يحسدني.......فهو يزقو مثل ما يزقو الضوع
(الضوع): ذكر البوم وجمعه ضيعان، (يزقو): يصيح، قال الشاعر:
فإن تك هامة بهراة تزقو.......فقد أزقيت بالمروين هاما
ويقال (الضوع) طائر صغير فيقول ليس عنده من القوة إلا الصياح، قال أبو عمرو: الزقاء للطير الذي تصويته صرير، قال: وكذلك البكرة إذا صوتت فهي تزقو، قال الراجز:
بئس مقام الشيخ ذي الكرامه.......محالة صرارة وقامه.......وعلق يزقو زقاء هامه
العلق: الخطاف بالدلو والبكرة كل ذلك يسمى علقًا، قال العجير:
وصبح المهجور ورد مطنب.......وساور الأيدي سلاليم العلق
قال سلاليم أعواد البكرة والعلق يجمع الخطاف والبكرة والرشاء والدلو، قال: و(الضوع) مسكنه الفلوات.
73: ويحييني إذا لاقيته.......وإذا يخلو له لحمي رتع
(رتع): أكل وقد أرتع الرجل إذا ترك إبله ترعى.
74: مستسر الشنء لو يفقدني.......لبدا منه ذباب فنبع
ويروى (الشنء) وهو الشنآن والشناءة وكله البغض والذباب الأذى و(نبع): ظهر، كذا روى أبو عكرمة ويروى الشنء بضم الشين وهو الشنء والشنآن والشنان بغير همز كما قال الأحوص:
وما العيش إلا ما تلذ وتشتهي.......وإن لام فيه ذو الشنان وفندا
وكذلك الشنأة وكله البغض، قال أبو يوسف: بيني وبينه شنء أي: عداوة شنئته فأنا أشنؤه شنآنًا وشنآنًا وشنًأ أي عدواة وشنًأ قال: وقال الفراء: (ذباب) أذى وهذا مثل ويقال لفلان ذباب أي أذى وشر.
75: ساء ما ظنوا وقد أبليتهم.......عند غايات المدى كيف أقع
(أبليتهم) أي: عرفوا مني واستيقنوا ويروى: وقد عودتهم عند غايات الندى و(المدى) والندى واحد وهما الغاية وجمع الندى أندية، قال الشاعر يصف فرسًا: سباق أندية الجياد عميثل، عميثل: ضخم، (كيف أقع) أي: كيف أصنع.
76: صاحب المئرة لا يسأمها.......يوقد النار إذا الشر سطع
(المئرة): العداوة والإحنة، قال الشاعر: خليطان بينهما مئرة، ويقال في صدره علي مئرة أي حقد.
قال حارثة بن بدر الغداني:
لعمرك ما أدري بأية مئرة.......غدانة مشحون علي قلوبها
ويقال من المئرة مأرت الرجل وتماءر القوم، قال خداش:
تماءرتم في العز حتى هلكتم.......كما أهلك الغار النساء الضرائرا
الغار: الغيرة.
77: أصقع الناس برجمٍ صائبٍ.......ليس بالطيش ولا بالمرتجع
(الصائب): المصيب يقول ليس يخطئ (ولا يرتجع) أي لا يرد، (الصقع): الضرب على الرأس و(الطائش): الخفيف على غير قصدٍ والطيش الخفة، ومن هذا الطيش في الناس وهو الخفة، قال: (الرجم) ههنا الكلام وهو الرمي، (صائب): قاصد و(المرتجع) الذي يرمى به فيصيبه شيء فيسقط فيرمى به ثانيًا، فيقول: لا أعيد الكلام فأجعله رجيعًا.
78: فارغ السوط فما يجهدني.......ثلب عود ولا شخت ضرع
(الثلب): الكبير من الإبل وهو العود و(الشخت): الدقيق النحيف الصغير و(الضرع) الصغير السن و(فارغ السوط) هنا مثل أي مشغولاً عمن عاداني، قال أبو جعفر: أي لا أحتاج أن أضرب بسوطٍ لأني مسرع لا يلحقني شيء، وقال أبو عمرو: فارغ السوط شبه نفسه بفرس لا يحتاج مجريه إلى السوط، قال: هو ثلب بإسكان اللام فلما احتاج إلى تحريكها حركها، وكذلك يصنعون في فعل ويكون مثل فخذ وفخذ وورك وورك.
79: كيف يرجون سقاطي بعدما.......لاح في الرأس بياض وصلع
غيره: لمع الرأس بشيبٍ (وصلع)، أي: كيف يؤملون فترتي وسقطي وقد بلغت هذا السن على طريق التعجب.
غيره: (سقاطي) فترتي يقال للرجل إنه لذو سقطات أي: لا يزال يفتر فترة بعد فترة.
80: ورث البغضة عن آبائه.......حافظ العقل لما كان استمع
قوله: (ورث البغضة عن آبائه)، أي سمعهم يذكرون العداوة وسمعهم يشتمونني فحفظ ذاك عنهم فهو يجري عليه أي: حفظ ما كان استمعه منهم وعقله.
81: فسعى مسعاتهم في قومه.......ثم لم يظفر ولا عجزًا ودع
ويروى: ولا شيئًا (ودع) أي فسعى مسعاة أبيه (في قومه) أي كما كانوا يسعون فلم يظفروا بما أرادوا ولا ترك عجزًا إلا استعمله.
82: زرع الداء ولم يدرك به.......ترة فاتت ولا وهيًا رقع
83: مقعيًا يردي صفاة لم ترم.......في ذرى أعيط وعر المطلع
(الإقعاء): في الناس كهيئة قعود الكلب و(يردي): يرمي والمرادة الحجر الذي يرمى و(الصفاة): الصخرة الملساء و(لم ترم): لم يرمها أحد لعظمها، و(الذرى): الأعالي و(الأعيط): الجبل الطويل و(المطلع): الموضع الذي يشرف منه.
و(الوعر): الخشن الوحش وإنما هذا مثل ضربه لنفسه أي: حاسدي يروم مني ما لا يقدر عليه أي أنا كهذا الجبل الذي يرمى بالحجر والجبل لا يضره ذلك الرمي، يقال مكان وعر ووعر بين الوعورة، وقال غيره: الإقعاء القعود بالاست على القدمين منتصبتين ووعر: غليظ شديد.
84: معقل يأمن من كان به.......غلبت من قبله أن تقتلع
يقول هذه الصفاة أعيت الناس ويروى معقلاً وهي الرواية.

85: غلبت عادًا ومن بعدهم = فأبت بعد فليست تتضع
86: لايراها الناس إلا فوقهم = فهي تأتي كيف شاءت وتدع
87: وهو يرميها ولن يبلغها = رعة الجاهل يرضى ما صنع
88: كمهت عيناه حتى ابيضتا = فهو يلحى نفسه لما نزع
(الأكمه): الذي يولد أعمى، (يلحى) يلوم ولحيته ولحوته من قشر لحاء العود وكذا رواها التوزي ويروى كمهت عينيه أي عمتهما و(نزع): كف يقول لام نفسه لما كف لتعرضه لها.
89: إذ رأى أن لم يضرها جهده.......ورأى خلقاء ما فيها طمع
(الخلقاء): الصخرة الملساء وكل أملس فهو أخلق ويقال لظهر الحافر أخلق لملاسته، ويروى: ما فيها زلع وقوله (ما فيها طمع) أي لا يستطيع أحد أن يصعدها، ضربها مثلاً للعز، وزلع: تشقق، والسلع مثله.
90: تعضب القرن إذا ناطحها.......وإذا صاب بها المردى انجزع
(تغضب): تكسر، وهو من الظبي الأعضب وهو الذي انكسر أحد قرنيه، قال الكميت:
ولا السانحات البارحات عشية.......أمر سليم القرن أم مر أعضب
وهذا مثل قول الأعشى:
كناطح صخرة يومًا ليفلقها.......فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
ومنه قول الآخر:
إن الفرزدق صخرة عادية.......طالت فليس تنالها الأجبالا
(المردى): الحجر الذي يرمى به وهو المرادة، و(انجزع): انقطع وانكسر وهو مأخوذ من جزع الوادي أي منقطعه ويقال جزعت الوادي إذا قطعته ومنه قول زهير:
ظهرن من السوبان ثم جزعنه.......على كل قيني قشيبٍ ومفأم
ويقال صاب بها وقع والمرادة: صخرة عظيمة تكسر بها الحجارة وانجزع انكسر وضعف.
91: وإذا ما رامها أعيا به.......قلة العدة قدمًا والجدع
أي: لا يقدر عليها (والجدع) سوء الغذاء أي إذا ما رام هذه الصخرة ويروى أزرى به أي قصر وزرى عليه عابه.
ويقال صبي جدع إذا أسيء غذاؤه ومثله مقرقم ومحثل وسغل وسغل وجحن وجحن ومزلم، قال أوس:
وذات هدم عار نواشرها.......تصمت بالماء تولبًا جدعا
وإذا أحسن غذاؤه قيل مخرفج ومعذلج ومسرهد ومسرعف، ذات هدم: امرأة والأهدام: الخلقان والتولب: ولدها، والجدع: السيء الغذاء، وقد روي عن بعض العلماء الجلة أنه رواه جذعًا فعد ذلك عليه تصحيفًا.
92: وعدو جاهدٍ ناضلته.......في تراخي الدهر عنكم والجمع
ويروى جاهدتهم، يريد بالعدو الجماعة وهو يكون للواحد المؤنث والمذكر وهو في التثنية والجمع بلفظ واحد، قال الله عز ذكره: {فإنهم عدو لي إلا رب العالمين}، وقال عز ذكره: {هذا من شيعته وهذا من عدوه}، غيره: ويروى: في تراخي الدار والجمع الجماعات ويروى: في تنائي الأمر منا والجمع، أي في تباعد ما بيننا، وأصل المناضلة المراماة، يقال تركت فلانًا يناضل فلانًا أي يجاحشه عن نفسه والتراخي: البعد.
93: فتساقينا بمرٍ ناقعٍ.......في مقام ليس يثينه الورع
ويروى: (بمر) ناصع أراد بالمر الكلام و(الورع) الجبان ههنا والورع الكف والورع من الرجال التقي المتحرج والناصع: الخالص و(الورع): الهيوب الجبان يقول ليس يغني في ذلك المقام الضعيف.
94: وارتمينا والأعادي شهد.......بنبالٍ ذات سمٍ قد نقع
أراد (بالنبال) الحجة في الافتخار ونشر المكارم، قوله: (والأعادي شهد) لأنه أشد لتحرزه في كلامه من أن يغلب. وقوله: (قد نقع) أي قد بلغ، ويقال نقع ثبت يقال أنقع له الشر إذا أدامه له.
95: بنبال كلها مذروبة.......لم يطق صنعتها إلا صنع
(الصنع): الحاذق ويقال للأنثى صناع، غيره: (مذروبة): محددة والصنع الرفيق والصانع العامل بيده حاذقًا كان أو غير حاذق فإذا قلت صنع وصناع للرجل والمرأة لم يكونا إلا حاذقين بالعمل.
96: خرجت عن بغضة بينة.......في شباب الدهر والدهر جذع
(شباب الدهر) أوله وقوله (والدهر جذع) أي في أول الدهر.
97: وتحارضنا وقالوا إنما.......ينصر الأقوام من كان ضرع
(تحارضنا): تفاعلنا من الحرض والحرض الهلاك والحرض الهالك ورجل حرض وقوله (من كان ضرع) أي إنما ينصر الأقوام من ضعف في حجته، و(الضرع): الضعيف من الرجال يريد أن قول الناس ذلك أشد لمبالغة الخصم في خصومته.
ويروى: إنما ينصر الأشهاد وقال أبو جعفر: تحارضنا حرض بعضنا بعضًا وقوله (إنما ينصر الأقوام) أي إنما يحتاج إلى نصر الأقوام من كان ضعيفًا.
98: ثم ولى وهو لا يحمي استه.......طائر الإتراف عنه قد وقع
أي: غلبته وخصمته فولى لا ينثني راجعًا وقوله (طائر الإتراف) ما كان عليه من البغي فسقط عنه.
ويروى: طائر الخالة عنه قد وقع، أراد بالخالة المختالين ذوي الخيلاء واحدهم خائل مثل كافر وكفرة. ويقال كان مترفًا فأذهبت ذاك عنه.
قال أبو جعفر الإتراف التنعم أي ذهب عنه تنعمه.
99: ساجد المنخر لا يرفعه.......خاشع الطرف أصم المستمع
يقول ألزمته من الحجة ما خشع له وأصاره بمنزلة (الأصم) أي أذللته فخر لوجهه (ساجدًا) من غير سجود.
100: فر مني هاربًا شيطانه.......حيث لا يعطي ولا شيئًا منع
101: فر مني حين لا ينفعه.......موقر الظهر ذليل المتضع
102: ورأى مني مقامًا صادقًا.......ثابت الموطن كتام الوجع
ويروى: مقامًا ثابتًا * (صادق الموطن كتام الوجع)، أي لا يظهر وجعه.
103: ولسانًا صيرفيًا صارمًا.......كحسام السيف ما مس قطع
(الصيرفي): اللسان يتصرف كيفما شاء صاحبه، و(الحسام): القاطع وأصل الحسم القطع وأراد بالسيف ههنا [قوة حجته في التفاخر والهجاء]، غيره: يقال صيرفي متصرف في الأمور وقال أبو عمرو: الصيرفي الظريف المتقلب في الأشياء، قال جران العود:
ومنهن غل مقفل لا يفكه.......من القوم إلا الصيرفي الصرنفح
كذا رواها الحرمازي وقال: هو المحتال منهن يعني النساء وقال الشحشحان: الماضي في الأمور والصرنفح: الشديد والصلنفح مثله، قال أبو عمرو: ويروى الطلنفح قال: وهو الشديد أيضًا، قال أبو جعفر وغير أبي عمرو: الطلنفح: المعيي.
104: وأتاني صاحب ذو غيث.......زفيان عند إنفاد القرع
قوله (ذو غيث) أي ذو إجابة و(الزفيان): الخفيف السريع و(القرع): المزاد أي لما أنفدوا ماءهم جاءهم بماءٍ غيره، ويقال ذو غيث ذو مادة لا تنقطع وأصله أن يقال بئر ذات غيث إذا كانت لها مادة كلما ذهب ماء جاء ماء آخر، و(الزفيان): الخفيف يقال زفاه يزفيه إذا استخفه وواحد القرع قرعة، ويروى: ذو عيث، وهو فساد من عثا وعاث، قال أبو جعفر: (القرع) الجرب، وذو غيث يعني شيطانه إذا نفد ما عنده من الشعر جاءه بشيء آخر.
105: قال لبيك وما استصرخته.......حاقرًا للناس قوال القذع
يقول يحقر قوال القذع للناس أي من أجل الناس، غيره: (القذع): الكلام السيء القبيح، يقال أقذع إقذاعًا.
106: ذو عباب زبد آذيه.......خمط التيار يرمي بالقلع
(العباب): تكاثف الموج واضطرابه ويقال العباب الموج بعينه يقال عباب وأباب تبدل العين همزة.
و(التيار) الموج أيضًا والقلع: قطع الجبال ههنا، و(القلع) قطع السحاب، قال عمرو بن أحمر:
تفقأ فوقه القلع السواري.......وجن الخازباز به جنونا
قال و(الآذي والتيار) واحد وهما الموج، وخمط يقال فلان يتخمط الناس إذا جعل يأخذهم بجفاء وعجرفية.
و(القلع): جمع قلعة وهي القطعة من الجبل، وروى أبو عمرو بالقلع وقال: هو الشراع.
107: زغربي مستعز بحره.......ليس للماهر فيه مطلع
(الزغربي): الكثير الماء و(المستعز): الذي لا يقدر عليه من كثرته وأصل العزة الغلبة ومنه قول العرب: من عز بز أي: من غلب صاحبه سلبه، و(الماهر): الحاذق بالسباحة و(المطلع): المخرج، يقول ليس للسابح فيه مخرج ولا منفذ، غيره: يقال بئر زغربية إذا كانت غزيرة، قال: ومطلع إشراف ومرتقى.
108: هل سويد غير ليث خادر.......ثئدت أرض عليه فانتجع
(الخادر): الفاعل من الخدر يقال أسد خادر إذا استتر بقصباء أو غيرها ومنه اليوم الخدر وهو اليوم ذو الغيم والريح، قال الشاعر: ويسترون النار من غير خدر، ومنه سمي الخدر للنساء، و(ثئدت) نديت والثأد الندى، وقوله (فانتجع) هذا مثل، أي لما فسد عليه موضع انتقل إلى غيره، (الليث): الأسد و(الخادر): المخدر، والمخدر الذي اتخذ الأجمة خدرًا ويروى فاطلع أي خرج إلى البر.
[شرح المفضليات: 381-409]


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
40, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir