دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 شوال 1442هـ/20-05-2021م, 01:43 AM
أمل حلمي أمل حلمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 253
افتراضي

أبي حمزة محمد بن كعب القرظي

هو الإمام المفسر هو محمد بن كعب بن حبان بن سليم بن أسد القرظي، من ذرية هارون بن عمران
وُلد فيخلافة علي بن أبي طالب سنة 40 من الهجرة، وكان أبوه من بني قريظة وقد تركه النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لم يكن وصل سن البلوغ.

وقد كان عالمًا بالتفسير بارعًا في تدبر القرآن وكان له حظ كبير من الفهم والاستنباط واستخراج الحجج وعجائب التفسير من القرآن
وقد كان عون بن عبد الله يقول: (ما رأيت أعلم بتأويل القرآن من القرظي)
ومن أمثلة ذلك:
1- قال أبو صخر حُميد بن زياد: قلت لمحمد بن كعب القرظي يوما: ألا تخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كان من رأيهم؟ وإنما أريد الفتن.
فقال: (إن الله قد غفر لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأوجب لهم الجنة في كتابه محسنهم ومسيئهم).
قلت: في أي موضع أوجب الله لهم الجنة في كتابه.
فقال: (سبحان الله ألا تقرأ قوله: {والسابقون الأولون ...} إلى آخر الآية؛ فأوجب الله لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الجنة والرضوان، وشرط على التابعين شرطا لم يشرطه عليهم).
قلت: وما اشترط عليهم؟
قال: (اشترط عليهم أن يتبعوهم بإحسان، يقول: يقتدون بأعمالهم الحسنة، ولا يقتدون بهم في غير ذلك).
قال أبو صخر: (فو الله لكأني لم أقرأها قط، وما عرفت تفسيرها حتى قرأها علي محمد بن كعب). رواه ابن عساكر.
2- (إن الذي أمر الله إبراهيم بذبحه من بنيه إسماعيل، وإنا لنجد ذلك في كتاب الله في قصة الخبر عن إبراهيم وما أمر به من ذبح ابنه إسماعيل، وذلك أن الله يقول، حين فرغ من قصة المذبوح من إبراهيم، قال: {وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين} يقول: بشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، يقول: بابن وابن ابن، فلم يكن ليأمره بذبح إسحاق وله فيه من الله الموعود ما وعده الله، وما الذي أمر بذبحه إلا إسماعيل). رواه ابن جرير.

وقد رُوي في فضل محمد بن كعب القرظي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يثبت ولكنه ورد من أكثر من طريق مثل عن موسى بن عقبة، قال: بلغني أن رسول الله عليه السلام قال: (يخرج من الكاهنين رجل أعلم الناس بكتاب الله. قال: فكان الناس يقولون: هو محمد بن كعب القرظي).
وهذا مرسل، وعبد الله والد مصعب ضعّفه يحيى بن معين.

وقد كان رحمه الله عابدًا كثير العبادة زاهدًا ورعًا وقد قالت له أمه:
يا بني! لولا أني أعرفك صغيراً طيباً، وكبيراً طيّباً، لظننت أنّك أذنبت ذنبا موبقا؛ لما أراك تصنع بنفسك في الليل والنهار.
قال: (يا أمَّاه! وما يؤمنني أن يكون الله قد اطلع عليَّ وأنا في بعض ذنوبي؛ فمقتني، وقال: اذهب، لا أغفر لك.
مع أن عجائب القرآن ترد بي على أمور حتى إنه لينقضي الليل ولم أفرغ من حاجتي)
وقد عرض عليه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أن يستعين به فرفض وقال: إني لأقوم في الصف بين الغني والفقير؛ فأتحامل على الفقير للغني؛ فكيف تستعين بي؟ ولكن سأرشدك، أسرع الاستماع وأبطئ في التصديق حتى يأتيك واضح البرهان). رواه البخاري في التاريخ الكبير.

وقد رُوي عنه في التفسير روايات كثيرة مثل:
عن محمد بن كعب، في قوله: {خافضة رافعة}، قال: «تخفض رجالا كانوا في الدنيا مرتفعين، وترفع فيها رجالا كانوا فيها مخفوضين» رواه المعافى بن عمران في الزهد، وأبو الشيخ في العظمة.
- وقال محمد بن إسحاق، عن بريدة بن سفيان، عن محمد بن كعب القرظي، قال: سألني عمر بن عبد العزيز، عن قوله: {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات} فقلت له: هي الطوفان والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والبحر، وعصاه، والطمسة، والحجر.
فقال: وما الطمسة؟
فقلت: دعا موسى وأمَّن هارون، فقال: {قد أجيبت دعوتكما}.
وقال عمر: كيف يكون الفقه إلا هكذا؛ فدعا عمر بن عبد العزيز بخريطة كانت لعبد العزيز بن مروان أصيبت بمصر، فإذا فيها الجوزة والبيضة والعدسة ما تنكر مُسِخَت حجارة كانت من أموال فرعون أصيبت بمصر).رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.

وقد تُوفي هو وأصحابه في المسجد حيث سقط عليهم الحائط، واختلف العلماء في سنة موته وقيل توفي سنة 108 وقيل 117 وقيل 118 وغيرها.
وقد روى عنه رواة كثيرون يصل عددهم إلى خمسين راويًا.

الفوائد المستفادة من سيرته:
1- من أراد الله به خيرا رزقه الفقه والعلم بكتابه.
2- عدم طلب الدنيا والمناصب وإيثار الآخرة.
3- الهمة في طلب العلم.
4- كثرة التأمل في كتاب الله يفتح الله له من أسرار هذا الكتاب العظيم.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 شوال 1442هـ/7-06-2021م, 09:24 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل حلمي مشاهدة المشاركة
أبي حمزة محمد بن كعب القرظي

هو الإمام المفسر هو محمد بن كعب بن حبان بن سليم بن أسد القرظي، من ذرية هارون بن عمران
وُلد فيخلافة علي بن أبي طالب سنة 40 من الهجرة، وكان أبوه من بني قريظة وقد تركه النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لم يكن وصل سن البلوغ.

وقد كان عالمًا بالتفسير بارعًا في تدبر القرآن وكان له حظ كبير من الفهم والاستنباط واستخراج الحجج وعجائب التفسير من القرآن
وقد كان عون بن عبد الله يقول: (ما رأيت أعلم بتأويل القرآن من القرظي)
ومن أمثلة ذلك:
1- قال أبو صخر حُميد بن زياد: قلت لمحمد بن كعب القرظي يوما: ألا تخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كان من رأيهم؟ وإنما أريد الفتن.
فقال: (إن الله قد غفر لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأوجب لهم الجنة في كتابه محسنهم ومسيئهم).
قلت: في أي موضع أوجب الله لهم الجنة في كتابه.
فقال: (سبحان الله ألا تقرأ قوله: {والسابقون الأولون ...} إلى آخر الآية؛ فأوجب الله لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الجنة والرضوان، وشرط على التابعين شرطا لم يشرطه عليهم).
قلت: وما اشترط عليهم؟
قال: (اشترط عليهم أن يتبعوهم بإحسان، يقول: يقتدون بأعمالهم الحسنة، ولا يقتدون بهم في غير ذلك).
قال أبو صخر: (فو الله لكأني لم أقرأها قط، وما عرفت تفسيرها حتى قرأها علي محمد بن كعب). رواه ابن عساكر.
2- (إن الذي أمر الله إبراهيم بذبحه من بنيه إسماعيل، وإنا لنجد ذلك في كتاب الله في قصة الخبر عن إبراهيم وما أمر به من ذبح ابنه إسماعيل، وذلك أن الله يقول، حين فرغ من قصة المذبوح من إبراهيم، قال: {وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين} يقول: بشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، يقول: بابن وابن ابن، فلم يكن ليأمره بذبح إسحاق وله فيه من الله الموعود ما وعده الله، وما الذي أمر بذبحه إلا إسماعيل). رواه ابن جرير.

وقد رُوي في فضل محمد بن كعب القرظي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يثبت ولكنه ورد من أكثر من طريق مثل عن موسى بن عقبة، قال: بلغني أن رسول الله عليه السلام قال: (يخرج من الكاهنين رجل أعلم الناس بكتاب الله. قال: فكان الناس يقولون: هو محمد بن كعب القرظي).
وهذا مرسل، وعبد الله والد مصعب ضعّفه يحيى بن معين.

وقد كان رحمه الله عابدًا كثير العبادة زاهدًا ورعًا وقد قالت له أمه:
يا بني! لولا أني أعرفك صغيراً طيباً، وكبيراً طيّباً، لظننت أنّك أذنبت ذنبا موبقا؛ لما أراك تصنع بنفسك في الليل والنهار.
قال: (يا أمَّاه! وما يؤمنني أن يكون الله قد اطلع عليَّ وأنا في بعض ذنوبي؛ فمقتني، وقال: اذهب، لا أغفر لك.
مع أن عجائب القرآن ترد بي على أمور حتى إنه لينقضي الليل ولم أفرغ من حاجتي) [العزو؟]
وقد عرض عليه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أن يستعين به فرفض وقال: إني لأقوم في الصف بين الغني والفقير؛ فأتحامل على الفقير للغني؛ فكيف تستعين بي؟ ولكن سأرشدك، أسرع الاستماع وأبطئ في التصديق حتى يأتيك واضح البرهان). رواه البخاري في التاريخ الكبير.

وقد رُوي عنه في التفسير روايات كثيرة مثل:
عن محمد بن كعب، في قوله: {خافضة رافعة}، قال: «تخفض رجالا كانوا في الدنيا مرتفعين، وترفع فيها رجالا كانوا فيها مخفوضين» رواه المعافى بن عمران في الزهد، وأبو الشيخ في العظمة.
- وقال محمد بن إسحاق، عن بريدة بن سفيان، عن محمد بن كعب القرظي، قال: سألني عمر بن عبد العزيز، عن قوله: {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات} فقلت له: هي الطوفان والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والبحر، وعصاه، والطمسة، والحجر.
فقال: وما الطمسة؟
فقلت: دعا موسى وأمَّن هارون، فقال: {قد أجيبت دعوتكما}.
وقال عمر: كيف يكون الفقه إلا هكذا؛ فدعا عمر بن عبد العزيز بخريطة كانت لعبد العزيز بن مروان أصيبت بمصر، فإذا فيها الجوزة والبيضة والعدسة ما تنكر مُسِخَت حجارة كانت من أموال فرعون أصيبت بمصر).رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.

وقد تُوفي هو وأصحابه في المسجد حيث سقط عليهم الحائط، واختلف العلماء في سنة موته وقيل توفي سنة 108 وقيل 117 وقيل 118 وغيرها.
وقد روى عنه رواة كثيرون يصل عددهم إلى خمسين راويًا.

الفوائد المستفادة من سيرته:
1- من أراد الله به خيرا رزقه الفقه والعلم بكتابه.
2- عدم طلب الدنيا والمناصب وإيثار الآخرة.
3- الهمة في طلب العلم.
4- كثرة التأمل في كتاب الله يفتح الله له من أسرار هذا الكتاب العظيم.
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
وأوصيكِ بما أوصيت به الأخت مريم البلوشي
وتطبيقًا على سيرة محمد بن كعب القرظي
يمكن أن يكون محور رسالتك خشيته وورعه
وتنطلقين من الأثر الذي فيه قول أمه له: (يا بني! لولا أني أعرفك صغيراً طيباً، وكبيراً طيّباً ...)
ثم تذكرين فهمه للقرآن؛ فلعل نعمة فهمه للقرآن من آثار هذه الخشية، وقد قال تعالى: {إلا تذكرة لمن يخشى}
والعلم عند الله.

التقويم: أ
خُصمت نصف درجة للتأخير.
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 ذو القعدة 1442هـ/17-06-2021م, 04:44 PM
خليل عبد الرحمن خليل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 238
افتراضي

قتادة بن دعامة السدوسي ( أبو الخطّاب )
هو الإمام الفقيه المفسّر الحافظ أبو الخطاب قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز، يبلغ نسبه إلى سَدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة، من بني بكر بن وائل، من ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان
ولد سنة ستين للهجرة في العام الذي ولد فيه الإمام الأعمش رحمهما الله ، وكان أكمه لا يبصر.
نشأ في البصرة وكان حريصا على طلب العلم والتعلم مدة حياته كلها ، قال مطر الوراق: (ما زال قتادة متعلماً حتى مات). رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
فجالس الصحابي الجليل أنس بن مالك، وحفظ عنه حديثا كثيراً ، ثم جالس الحسن البصري مدة طويلة ولزمه قال معمر بن راشد: قال قتادة: (جالست الحسن اثنتي عشرة سنة، أصلي معه الصبح ثلاث سنين). ؛ فتفقه على يديه وانتفع بمجالسه ومواعظه ، وحفظ عنه حديثا كثيرا ووعى عنه مسائل كثيرة .ثم ارتحل إلى المدينة فلزم سعيد بن المسيب يسأله عما يُشكل عليه فيحفظ إجابته ويعيها،وقال سلام بن مسكين: حدثني عمران بن عبد الله قال: لما قدم قتادة على سعيد بن المسيب، سألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وسألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وقال فيه الحسن كذا. جعل يسائله أياماً وأكثر؛ فقال له سعيد: أكلَّ ما سألتني عنه تحفظه؟
قال: نعم
قال: حتى ردَّ عليه حديثا كثيراً.
قال: يقول سعيد: (ما كنت أظنّ أن الله خلق مثلك!!) .
وفي مكة سمع صحيفة جابر بن عبدالله رضي الله عنه مرة واحدة فحفظها وحدّث بها .
فقد كان آية في الحفظ والضبط لا يكاد ينسى ما سمعه على كثرة سماعه في علوم كثيرة ، قال معمر بن راشد: سمعت قتادة يقول: «ما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي». رواه أبو نعيم في الحلية. وقال بكر بن عبد الله المزني: (من سرَّه أن ينظر إلى أحفظ من أدركنا فلينظر إلى قتادة). رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
وبسبب هذا الحرص على طلب العلم مع هذه المَلَكة القوية في الحفظ بعد توفيق الله كان قتادة مبرزا في علوم عدة ، حافظا للأحاديث والآثار ، مفسراً فقيهاً عالماً بالعربية والأنساب والتاريخ .
ومع هذا العلم الذي جمعه لا يتكلم في العلم برأيه رحمه الله ، قال عبد الصمد بن عبد الوارث: حدثنا أبو هلال قال: سألت قتادة عن مسألة، فقال: لا أدري.
فقلت: قل برأيك!
قال: ما قلت برأيي منذ أربعين سنة.
فقلت: ابن كم هو يومئذ؟
قال: (ابن خمسين سنة). رواه ابن سعد والفسوي وأبو القاسم البغوي في الجعديات.
قال الذهبي: (فدلَّ على أنه ما قال في العلم شيئا برأيه).
- قال معمر: سمعت قتادة يقول: «ما في القرآن آية إلا قد سمعت فيها بشيء» رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وأبو القاسم البغوي في الجعديات.
- وقال سفيان بن عيينة: كان معمر يقول: « لم أر من هؤلاء أفقه من الزهري وحماد وقتادة» رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وأبو القاسم البغوي في الجعديات.
- وقال أبو حاتم الرازي: سمعت أحمد بن حنبل وذكر قتادة فأطنب في ذكره؛ فجعل ينشر من علمه وفقهه ومعرفته بالاختلاف والتفسير وغير ذلك، وجعل يقول: (عالم بتفسير القرآن، وباختلاف العلماء، ووصفه بالحفظ والفقه).
وقال: (قلما تجد من يتقدَّمه، أما المثل فلعل). رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل.
- قال الذهبي: (وقد كان قتادة أيضا رأسا في العربية، والغريب، وأيام العرب، وأنسابها،
حتى قال فيه أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة من أنسب الناس.
ورجل قامة في العلم كقتادة لا بد أن تكون لها وصايا نافعة ، ومما اشتهر من أقواله ووصاياه :
- قال أبو هلال الراسبي: سمعت قتادة يقول: «الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر». رواه ابن سعد في الطبقات.
- وقال ضرار بن عمرو، عن قتادة قال: «باب من العلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه، وصلاح من بعده أفضل من عبادةِ حول». رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
- وقال همام، عن قتادة قال: كان يقال: «قلَّ ما ساهر الليل منافق». رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
- وقال أبو عوانة، عن قتادة قال: ( كان المؤمن لا يرى إلا في ثلاث مواطن: في مسجد يعمره، أو بيت يستره، أو حاجة لا بأس بها). رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
توفي أبو الخطاب رحمه الله بالطاعون في واسط سنة سبع عشرة ومائة وهو قول أكثر العلماء ، وقيل سنة ثماني عشرة ومائة ، وهو ابن ست أو سبع وخمسين قال ابن أبي حاتم: (توفى بواسط في الطاعون، وهو ابن ست أو سبع وخمسين، بعد موت الحسن بسبع سنين).

ويستفاد من سيرته رحمه الله الكثير ، ومنها :
الإعاقة البدنية لا تعيق صاحب الهمة عن الإنجاز والتميّز .
من صبر في طلب العلم وكابد المصاعب يصبح له شأن بين أقرانه وفي مجتمعه .
الورع عن القول في العلم بالرأي المجرد .
التواضع للعلم والعلماء يرفع المنزلة .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12 ذو القعدة 1442هـ/21-06-2021م, 12:14 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
قتادة بن دعامة السدوسي ( أبو الخطّاب )
هو الإمام الفقيه المفسّر الحافظ أبو الخطاب قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز، يبلغ نسبه إلى سَدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة، من بني بكر بن وائل، من ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان
ولد سنة ستين للهجرة في العام الذي ولد فيه الإمام الأعمش رحمهما الله ، وكان أكمه لا يبصر.
نشأ في البصرة وكان حريصا على طلب العلم والتعلم مدة حياته كلها ، قال مطر الوراق: (ما زال قتادة متعلماً حتى مات). رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
فجالس الصحابي الجليل أنس بن مالك، وحفظ عنه حديثا كثيراً ، ثم جالس الحسن البصري مدة طويلة ولزمه قال معمر بن راشد: قال قتادة: (جالست الحسن اثنتي عشرة سنة، أصلي معه الصبح ثلاث سنين). ؛ فتفقه على يديه وانتفع بمجالسه ومواعظه ، وحفظ عنه حديثا كثيرا ووعى عنه مسائل كثيرة .ثم ارتحل إلى المدينة فلزم سعيد بن المسيب يسأله عما يُشكل عليه فيحفظ إجابته ويعيها،وقال سلام بن مسكين: حدثني عمران بن عبد الله قال: لما قدم قتادة على سعيد بن المسيب، سألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وسألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وقال فيه الحسن كذا. جعل يسائله أياماً وأكثر؛ فقال له سعيد: أكلَّ ما سألتني عنه تحفظه؟
قال: نعم
قال: حتى ردَّ عليه حديثا كثيراً.
قال: يقول سعيد: (ما كنت أظنّ أن الله خلق مثلك!!) .
وفي مكة سمع صحيفة جابر بن عبدالله رضي الله عنه مرة واحدة فحفظها وحدّث بها .
فقد كان آية في الحفظ والضبط لا يكاد ينسى ما سمعه على كثرة سماعه في علوم كثيرة ، قال معمر بن راشد: سمعت قتادة يقول: «ما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي». رواه أبو نعيم في الحلية. وقال بكر بن عبد الله المزني: (من سرَّه أن ينظر إلى أحفظ من أدركنا فلينظر إلى قتادة). رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
وبسبب هذا الحرص على طلب العلم مع هذه المَلَكة القوية في الحفظ بعد توفيق الله كان قتادة مبرزا في علوم عدة ، حافظا للأحاديث والآثار ، مفسراً فقيهاً عالماً بالعربية والأنساب والتاريخ .
ومع هذا العلم الذي جمعه لا يتكلم في العلم برأيه رحمه الله ، قال عبد الصمد بن عبد الوارث: حدثنا أبو هلال قال: سألت قتادة عن مسألة، فقال: لا أدري.
فقلت: قل برأيك!
قال: ما قلت برأيي منذ أربعين سنة.
فقلت: ابن كم هو يومئذ؟
قال: (ابن خمسين سنة). رواه ابن سعد والفسوي وأبو القاسم البغوي في الجعديات.
قال الذهبي: (فدلَّ على أنه ما قال في العلم شيئا برأيه).
- قال معمر: سمعت قتادة يقول: «ما في القرآن آية إلا قد سمعت فيها بشيء» رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وأبو القاسم البغوي في الجعديات.
- وقال سفيان بن عيينة: كان معمر يقول: « لم أر من هؤلاء أفقه من الزهري وحماد وقتادة» رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وأبو القاسم البغوي في الجعديات.
- وقال أبو حاتم الرازي: سمعت أحمد بن حنبل وذكر قتادة فأطنب في ذكره؛ فجعل ينشر من علمه وفقهه ومعرفته بالاختلاف والتفسير وغير ذلك، وجعل يقول: (عالم بتفسير القرآن، وباختلاف العلماء، ووصفه بالحفظ والفقه).
وقال: (قلما تجد من يتقدَّمه، أما المثل فلعل). رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل.
- قال الذهبي: (وقد كان قتادة أيضا رأسا في العربية، والغريب، وأيام العرب، وأنسابها،
حتى قال فيه أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة من أنسب الناس.
ورجل قامة في العلم كقتادة لا بد أن تكون لها [له] وصايا نافعة ، ومما اشتهر من أقواله ووصاياه :
- قال أبو هلال الراسبي: سمعت قتادة يقول: «الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر». رواه ابن سعد في الطبقات.
- وقال ضرار بن عمرو، عن قتادة قال: «باب من العلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه، وصلاح من بعده أفضل من عبادةِ حول». رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
- وقال همام، عن قتادة قال: كان يقال: «قلَّ ما ساهر الليل منافق». رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
- وقال أبو عوانة، عن قتادة قال: ( كان المؤمن لا يرى إلا في ثلاث مواطن: في مسجد يعمره، أو بيت يستره، أو حاجة لا بأس بها). رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
توفي أبو الخطاب رحمه الله بالطاعون في واسط سنة سبع عشرة ومائة وهو قول أكثر العلماء ، وقيل سنة ثماني عشرة ومائة ، وهو ابن ست أو سبع وخمسين قال ابن أبي حاتم: (توفى بواسط في الطاعون، وهو ابن ست أو سبع وخمسين، بعد موت الحسن بسبع سنين).

ويستفاد من سيرته رحمه الله الكثير ، ومنها :
الإعاقة البدنية لا تعيق صاحب الهمة عن الإنجاز والتميّز .
من صبر في طلب العلم وكابد المصاعب يصبح له شأن بين أقرانه وفي مجتمعه .
الورع عن القول في العلم بالرأي المجرد .
التواضع للعلم والعلماء يرفع المنزلة .

التقويم: أ
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
خُصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir