دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > عمدة الأحكام > كتاب الجنائز

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 ذو الحجة 1429هـ/15-12-2008م, 01:56 AM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي شرح عمدة الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين (مفرغ)

أما الحديث بعده فيتعلق بالنهي عن النياحة , النياحة رفع الصوت عند الميت بالندب والصراخ والصياح ونحو ذلك, في هذا الحديث أنه صلى الله عليه وسلم بريء من السالقة والحالقة والشاقة , وفسره الصحابي أن السالقة: التي ترفع صوتها عند المصيبة . والحالقة: التي تحلق شعرها أو تنتفه . والشاقة: التي تشق ثوبها , جيبها أو شيئا من ثيابها من حر المصيبة .
وفي حديث آخر أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية)) وهذا يعم الرجال والنساء , يعني أن النياحة ليست خاصة بالمرأة , بل إذا ناح الرجل وصاح وشق ثوبه ونتف شعره من حر المصيبة في زعمه دخل في الوعيد وعيد شديد ((ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية)) ، كانت الجاهلية يدعون عند الميت بالويل والثبور , إذا مات لهم ميت يقولوا: وا ثبوراه , وا ويلاه , أو دعوى الجاهلية أن يندب ذلك الميت يندبه إما باسمه كأن يقول: وا سعداه وا محمداه , وإما بقرابته كأن يقول: وا ولداه وا أخواه , وإما بصفته كأن يقول: وا مطعماه وا كاسياه , هذه من دعوى الجاهلية . وهي داخلة في الصياح الذي بريء منه النبي صلى الله عليه وسلم من السالقة التي ترفع صوتها والشاقة التي تشق ثوبها والحالقة أو الناتفة التي تنتف شعرها , ويعم ذلك الرجال والنساء .
فإذا عرفنا أن ذلك منهي عنه نعرف الحكمة فيه: ذلك لأن المصيبة مقدرة , الله تعالى قدر على الإنسان هذه المصيبة وقضاها , ولا راد لقضائه , فإذا علم العبد أنه لا منجى له من هذه المصيبه فليرضى بذلك ، الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم , هذا تعليل .
وتعليل ثان: نقول لهذا النادب وهذا الصائح: ماذا ينفعك هذا الصياح؟! وماذا يزيدك ؟! وماذا يؤثر فيك ؟! هل يرد فائتا ؟! هل يحيا ميتك ؟! هل يرد عليك ما فقدته منه ؟! لا يفيدك بل يضرك , يفوتك أجر الصبر الذي هو الاحتساب وطلب الأجر , فأنت إذا لم تصبر على هذه المصيبة كان ذلك مفوتا لك , حارما لك من أجر المصيبة . الله تعالى قد وعد على الصبر بأجر عظيم في قوله تعالى: {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} فالذي يجزع هذا الجزع يفوته هذا الأجر .

القارئ: بسم الله الرحمن الرحيم ، قال المؤلف رحمنا الله تعالى وإياه:

عن عائشة رضي الله عنها ، قالت: لما اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم ذكر بعض نسائه كنيسة رأينها بأرض الحبشة ، يقال لها: مارية , وكانت أم سلمة وأم حبيبة أتتا أرض الحبشة ، فذكرتا من حسنها وتصاوير ما فيها . فرفع رأسه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ((أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا ، ثم صوروا فيه تلك الصور , أولئك شرار الخلق عند الله)) .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: ((لعن الله اليهود والنصارى ؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) قالت: ولولا ذلك أبرز قبره صلى الله عليه وسلم ، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا .
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال: ((ليس منا من ضرب الخدود ، وشق الجيوب ، ودعا بدعوى الجاهلية )).
الشيخ: الحديثان الأولان يتعلقان بالعمل عند القبور ، وفتنة القبور ، وما كان لها من الآثار بسبب الجهل .
في الحديث الأول أم سلمة هند بنت أبي أمية إحدى أمهات المؤمنين ، وأم حبيبة رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية إحدى أمهات المؤمنين ، كلاهما هاجرت مع زوجها إلى الحبشة . أبو سلمة رجع بأم سلمة وتوفي بالمدينة . تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعده . أم حبيبة توفي زوجها بالحبشةوتزوجها النبي صلى عليه وسلم بالحبشة ، وأرسل عمرو بن أمية الضمري فجاء بها .
ذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته تلك الكنيسة ، الكنيسة هي: معبد النصارى ، المعابد التي يتعبدون فيها يسمونها كنائس ، ولا تزال تسمى كنائس إلى اليوم ، ولا يزالون يتعبدون في كنائسهم . تلك الكنيسة فيها تصاوير , فيها تصاوير وفيها قبور ، أخبرت بما فيها من حسن وبما فيها من تصاوير ، ولكن ذمهم النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الأمر . أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو في مرض موته ، أخبر بأن هذه الكنيسة أقيمت على صور وقبور ، كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح من نبي أو رجل صالح من أهل الصلاح ودفنوه صوروا صورته ونصبوها في تلك الكنيسة ، وبنوا على قبره مسجدا ، أو جاؤوا به إلى تلك الكنيسة المبنية ودفنوه فيها ، بنوا على قبور الصالحين أبنية وهي المعابد ، وصوروا فيها صورهم , هذا قبر الولي فلان وهذه صورته , وهذا قبر الولي فلان أو النبي فلان و هذه صورته ، فيتعبدون في تلك الكنائس التي قد ملئت بتلك القبور وبتلك الصور .
يقول ابن القيم .. أو ينقل عن بعض السلف: هؤلاء جمعوا بين الفتنتين: فتنة الصور ، وفتنة القبور . لا شك أن القبور إذا بني عليها وإذا تعبد حولها اتخذت أوثانا ، ولا شك أن الصور إذا نصبت وعظمت اتخذت أوثانا كما حصل من قوم نوح ، لما أنهم صوروا تصاوير أولئك الصالحين طال عليهم الأمد فعبدوهم , قال تعالى: {ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا}
هذه أسماء رجال صالحين ، كانوا في قوم نوح ، فلما ماتوا أوحى الشيطان إلى أوليائهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها صورا أو تماثيل ، سموها بأسمائهم ، فلم تعبد ، حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت ، جاءهم الشيطان قال: ما صوروها إلا لعبادتها ، فصاروا يعبدونها ،تمسحون بها ، ويخضعون لها . إذا دخلوا ركعوا يعني شبه ركوع , وكانوا يدعون أصحابها ، يهتفون بهم .
كذلك أيضا كانوا يذبحون لهم ، وينذرون لها ، ونحو ذلك , فمثل هذا خافه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ، ففي مرض موته خشي أن يفعل أصحابه به كما فعلوا , من نصب صورته مثلا منحوتة أو منقوشة ، ومن قبره يعني البناء على قبره ونحو ذلك ، فذكرت عائشة في الحديث الثاني أنه لما مرض المرض الذي مات فيه ولم يقم عنه ، قال: ((لعن الله اليهود والنصارى ؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) يحذر ما صنعوا ، تقول: ولولا ذلك لأبرز قبره ، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدًا .
في بعض الروايات أنه لما نزل به الأجل ، وصار في سياق الموت ، طفق يطرح خميصة له على وجهه ، الخميصة: كساء له أعلام , فإذا اغتم بها كشفها ، فقال وهو كذلك: ((لعن الله اليهود والنصارى ؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) .
ويقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: فقد نهى عنه صلى الله عليه وسلم في آخر حياته ، ثم إنه لعن في السياق من فعل ذلك ، ثم قال: والصلاة عندها من ذلك وإن لم يبنى مسجدا ، وهو معنى قولها: خشي أن يتخذ مسجدًا يعني مصلى ، فإن الصحابة لم يكونوا ليبنوا على قبره لو كان بارزا مسجدا . فكل موضع قصدت الصلاة فيه فهو مسجد ، بلكل موضع يصلى فيه يسمى مسجدا , قال صلى الله عليه وسلم: ((جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا)) ، يعني موضعا للصلاة .
والحاصل أن في هذا دليل على أنه لا يجوز البناء على القبور ، وخصوصا قبور الصالحين ؛ وذلك لأن البناء عليها ورفعها سبب لتعظيمها ، وإذا عظمت صرف لها شيء من حق الله ، مع أن أصحابها أموات قد انقطع أملهم ، فليس لهم ملكية تصرف .
ولما تمادى الجهل واستمر في الأمة مَن يعظم القبور عُبدت القبور ، ولا تزال إلى الآن في كثير من البلاد , التي تتسمى بأنها بلاد إسلامية ، يبنون عليها بيوتًا ، أو يأتون بالصالحين ويدفنونهم في المساجد التي يصلى فيها ، وكلما صلوا جاؤوا إلى القبر وتمسحوا به ، أو أخذوا من ترابه , أو قصدوا الصلاة عنده وزعموا أن الصلاة عنده تقبل ، أو يضاعف فيها الأجر ، أو نحو ذلك . فكانوا بذلك متسببين في أن عظموا مخلوقا غير الله ، ولا شك أن هذا التعظيم يؤول بهم إلى الشرك والكفر ؛ لأنه عبادة لغير الله , وصرف العبادة لغير الله شرك . هذا هو السبب في أنه عليه الصلاة والسلام لعنهم على هذا .
أخبر في الحديث الأول بأنهم شرار الخلق . لا شك أن هذا ذم لهم , ولم يذكر لهم ذنب إلا أنهم يبنون على القبور ويصورون صور الصالحين , هذا ذنبهم الذي صاروا به شرار الخلق .
وذكر في الحديث الثاني اللعن: ((لعن الله اليهود والنصارى)) ولم يذكر ذنبهم ، إلا أنهم اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد . عرفنا أن المساجد المراد بها مصلى ، سواء كانت مبينة ، يعني كهيئة المساجد ذوات المحاريب أو الكنائس والصوامع والديارات التي يتعبدون فيها ، أو كانت مقصودة للصلاة عندها وإن لم يكن هناك مسجد , بل يقصدونها لأداء الصلاة عندها , فهؤلاء كلهم قد تشبهوا باليهود الذين يقصدون القبور ويسمونها مشاهد ويعمرونها بالصلاة عندها , قد تشبهوا باليهود،قد استحقوا ما استحقه اليهود من اللعن: ((لعن الله اليهود والنصارى ؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجدا)) قال ذلك في آخر حياته ، لما علم أن أجله قد قرب خشي أن يتخذ قبره مسجدا .
وأما إدخال القبر في المسجد كما هو عليه الآن فهذا حصل بعد ذهاب الصحابة ، بعد موت الصحابة بالمدينة كلهم ، وفي عهد أحد خلفاء بني أمية لما أرادوا توسعة المسجد ، واضطرإلى توسعته من الجهات كلها - أدخل في ذلك حجر أمهات المؤمنين ، ورأى أن ذلك من الضرورة لتوسعته ، ولكن جعلوا القبر في زاوية من زواياه ، وجعلوا عليه ثلاثة جدارن على هيئة المثلث حتى لا يتمكن أحد من استقباله ؛ وذلك لأنهصلى الله عليه وسلم قد دعا الله بقوله: ((اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد)) فأجاب رب العالمين دعاءه وأحاطه بثلاثة الجدران .
وبكل حال لا يزال بحمد الله محفوظا ، لا أحد يعبده ولا يطوف به ، ولا يتمسح به ، ولا يهتف باسمه ، ولا غير ذلك , ولو كان في جانب المسجد , والمسجد معروف انفصاله ومعروف أصله على . كل حال لا يقال: إنه وقع ما حذر منه ، بل هو دفن في حجرته التي مات فيها والتي هي حجرة عائشة ، ودفن معه أبوها أبو بكر ثم دفن معه عمر ، فالثلاثة دفنوا في حجرة عائشة ، وكانت منفصلة عن المسجد , ولولا أنه خاف أنه إذا أبرز يأتي إليه الجهلة ويتمسحون به ويطوفون به ، ويذبحون عنده ونحو ذلك ، ويتخذونه وثنا ، أو يصورون صورته وينصبونها ينحتونها أو نحو ذلك ، لولا ذلك لأبرز قبره ، لما أنهم سمعوا تحذيره من فعل اليهود والنصارى لم يبرزوه خوفا عليه , بل تركوه في مكانه حتى يكون محفوظا مراقبا من جهة أهل المسجد ومن جهة سكان الحجرات ، ونحو ذلك .
هذا يدل على أنه لا يجوز البناء على القبور . وردت أدلة كثيرة في النهي عن البناء على القبور ، والنهي عن اتخاذ السرج عليها ، والنهي عن تجصيص القبر وتشييده , وكل ذلك مخافة أن يغتر به الجهلة , الجهلة إذا رأوا هذا القبر مشيدا مرفوعا مجصصا قالوا: هذا دليل على أنه قبر شريف ، قبر فيه صالح ، فينخدعون بذلك ويتمسحون به , ويصرفون له شيئا من حق الله تعالى .
أما الحديث بعده ، يتعلق بالنهي عن الأفعال الجاهلية التي يفعلونها عند المصيبة ، يقول صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية)) هذا من أحاديث الوعيد التي يشدد فيها صلى الله عليه وسلم على بعض المعاصي ؛ حتى يكون أبلغ في الزجر ؛ وذلك لأن هذه الأفعال كانت منتشرة في الجاهلية , والجاهلية: ما قبل الإسلام ، سميت بذلك لكثرة جهلهم ، وعبادتهم صادرة عن جهالة ، فمنها أنهم كانوا إذا مات الميت فمن حزنهم عليه ومن شدة وجدهم يضرب أحدهم خده ، أو يضرب صدره ، على وجه الحزن ، وعلى وجه التشكي .
ضرب الخدود تسخط لقضاء الله ، فالذي يفعل ذلك كأنه سخط قضاء الله وقدره و لم يرض بما قدره ولا بما أصابه , وذلك ينافي الصبر ، والله تعالى أمر بالصبر عند المصيبة في قوله: {الذين إذا أصابتهم مصيبة}بعد قوله:{يا أيها الذين آمنوااستعينوا بالصبر والصلاة}إلى قوله: {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون} فكونه مثلا يضرب خده بيديه ، أو صدره أو فخذه أو جنبه ، يظهر بذلك التسخط ، هذا ينافي الرضا ، وينافي الإيمان بالقدر والقضاء ، وينافي الصبر .
كذلك قوله: ((من شق الجيوب)) الجيب هو مدخل الرأس ، الفتحة التي يدخل منها الرأس معروف ،كما في قوله:{وليضربن بخمرهن على جيوبهن} العادة أنه إذا سمع بالمصيبة أو سمعت المرأة بالمصيبة ، أنه مات فلان أو مات أخوه أو أخوها ، فأقرب شيء جيبه يمسكه ويشقه حتى يشق الثوب كله ، ربما بقي عريانًا إذا لم يكن عليه سراويل أو إزار ، وقد يشق غير الجيب ، يشق الأكمام مثلا ، أو يشق الثوب من أسفله أو من أحد جانبيه , وكل ذلك تسخط لقضاء الله ، وكذلك لو شق مثلا عباءته ، أو شق عمامته ، أو نحو ذلك كل ذلك من التسخط , لا شك أن هذا ينافي الصبر . وكذلك دعوى الجاهلية يعني التشكي باللسان ؛ وذلك لأنه ينافي الصبر .
قد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم لما مات ابنه دمعت عيناه ، فكأن الصحابة استنكروا منه . فقال: ((إن الله لا يعذب بدمع العين ، ولا بحزن القلب ، ولكن يعذب بهذا أو يرحم)) وأشار إلى لسانه ، يعني أن العذاب على التسخط باللسان ، وعلى الصياح والنياحة ونحو ذلك ، فالصياح والكلام الرفيع يسمى نياحة ، النائح: هو الذي يدعو بدعوى الجاهلية ، هو الذي ينوح ويندب ويصيح بأعلى صوته ؛ لحر المصيبة في زعمه وفي قلبه.
دعوى الجاهلية سميت بذلك ؛ لأنهم هم الذين يفعلونها ، وسميت دعوة ، وتسمى أيضا ندبا ، و تسمى نياحة . ورد أنه عليه الصلاة والسلام قال: ((النائحة إذا لم تتب تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب)) السربال: هو الثوب الذي يلبسه المقاتل ، وكذلك الدرع من حديد يلبس في القتال ، من حديد , يقول: إنه يلتصق بجلدها ، هذا السربال الذي يستر البدن كله ، والدرع الذي يستر البدن إلى نصفه مثلا إلى الحقوين ، أو نحو ذلك . والقطران: معروف , هو هذا الذي تطلى به الإبل ، وهو مادة سوداء شديدة الحر التصقت بالجلد تمزق الجلد , يطلى بها البعير إذا أصابه الجرب، ينسلخ شعره في حينه , معروف باسمه القطران . والجرب: معروف , الذي يتشقق به الجلد ، حكة تكون في الدواب يتشقق منها الجلد .
وبكل حال هذا من العذاب الذي يعذب به النائح . والنياحة كما فسرت هي الندب ، ندب الميت إما باسمه كأن يقول مثلا: وامحمداه ، وا إبراهيماه ، وا سعداه ، ونحو ذلك ، يناديه باسمه , وإما بقرابته منه ، كأن يقول: وا أبواه ، وا أخواه ، وا والداه ، وا صديقاه وما أشبه ذلك , وإما بصفه يصفه بها كأن يقول: وامطعماه ، وا كاسياه ، وا كافلاه ، وا ناصراه ، يصفه بأنه كذلك .
وورد في بعض الأحاديث أن الميت يتألم من هذا الندب ، كلما قالوا له: وا مطعماه يُضرب أو يوبخ ، ويقال: هل أنت المطعم ؟ ، هل أنت الكاسي ؟ ، هل أنت الكافل ؟ هل أنت الناصر؟ فيؤلمه ذلك ، يؤلمه كلام أهله . وبكل حال فهذا ونحوه دليل على الزجر عن أفعال الجاهلية من النياحة ومن الصياح ونحو ذلك .


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الوجادة, تحريم

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir