دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > الرسالة التدمرية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 4 ذو الحجة 1429هـ/2-12-2008م, 01:49 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي مؤولة الصفات يفرون من شيء ويقعون في نظيره وفي شر منه

وَهَؤُلاَءِ جَمِيعُهمْ يَفِرُّونَ مِنْ شَيْءٍ فَيَقَعُونَ فِي نَظِيرِهِ وَفِي شَرٍّ مِنْهُ، مَعَ مَا يَلْزَمُهُمْ مِنَ التَّحْرِيفَاتِ وَالتَّعْطِيلاَتِ، وَلَوْ أَمْعَنُوا النَّظَرَ لَسَوَّوْا بَيْنَ الْمُتَمَاثِلاَتِ، وَفَرَّقُوا بَيْنَ الْمُخْتَلِفَاتِ، كَمَا تَقْتَضِيهِ الْمَعْقُولاَتُ، وَلَكَانُوا مِنَ الذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِينَ يَرَوْنَ أَنَّ مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِ، وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ، وَلَكِنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ الْمَجْهُولاَتِ الْمُشَبِّهَةِ بِالْمَعْقُولاَتِ، يُسَفْسِطُونَ فِي الْعَقْلِيَّاتِ، ويُقَرْمِطونَ فِي السَّمْعِيَّاتِ.


  #2  
قديم 16 ذو الحجة 1429هـ/14-12-2008م, 10:19 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي توضيح مقاصد المصطلحات العلمية للشيخ: محمد بن عبد الرحمن الخميس


(12) (قَالَ) شَيْخُ الْإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ:
(وَلَوْ أَمْعَنُوا النَّظَرَ لَسَوَّوْا بَيْنَ المُتَمَاثِلاَتِ، وَفَرَّقُوا بَيْنَ المُخْتَلِفَاتِ، كَمَا تَقْتَضِيهِ المَعْقُولاَتُ)

الشرحُ:
مَعْنَاهُ: أنَّ زيدًا وعمرًا وبكرًا قد تَكُونُ من المُتَمَاثِلاَتِ، وصِفَاتُهُم من المتماثلاتِ، فالعقلُ يُجَوِّزُ أنَّ زيدًا مثلُ عَمْرٍِو، وصِفَةَ زيدٍ مِثْلُ صِفَةِ عَمْرٍو مَثَلًا.
والخالقُ والمخلوقُ من المختَلِفاتِ.
فالعقلُ يَحْكُمُ أنَّ الخالقَ لا يُشْبِهُ المخلوقَ، فهكذا صِفَةُ الخالقِ لا تُشْبِهُ صِفَةَ المخلوقِ.
وهؤلاءِ يَدَّعُونَ أنَّهُم من أهلِ المَعْقُولاتِ.
ولكنَّهُم في الحقيقةِ من أهلِ المجهولاتِ، وأهلِ السَّفْسَطَةِ والقَرْمَطَةِ، ولذلكَ تَرَاهُم يُفَرِّقُونَ بينَ المُتَمَاثِلاَتِ، ويُسَوُّونَ بينَ المختَلِفاتِ، فَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ لو ثَبَتَ للهِ تَعَالَى صِفَةٌ لَكَانَ مُشَابِهًا للمخلوقِ، فَسَوَّوْا بينَ المختَلِفاتِ، وَنَفَوا القَدْرَ المشتركَ بينَ الصفاتِ، فَفَرَّقُوا بينَ المتماثلاتِ.


(13) (قَالَ) شَيْخُ الْإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَرَحِمَهُ اللَّهُ:
(وَلَكِنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ المَجْهُولاَتِ المُشَبِّهَةِ بالمَعْقُولاتِ)

الشرحُ:
مَعْنَاهُ: أنَّ هؤلاءِ المُعَطِّلَةَ بسببِ تَعْطِيلِهِم لَيْسُوا أصحابَ العقولِ والعلومِ والأَدِلَّةِ والبراهينِ المعلومَةِ، بلْ هم أصحابُ الأمورِ الجَهْلِيَّةِ المجهولةِ، التي لا تَزِيدُهُم إِلاَّ جَهْلًا على جَهْلٍ، وعَمًى على عَمًى، وَضَلاَلًا على ضلالٍ، وظُلُمَاتٍ على ظُلُمَاتٍ، وهي شُبُهَاتٌ وَلَيْسَتْ أَدِلَّةً، ولكنْ هذهِ الشُّبُهَاتُ المجهولةُ اشْتَبَهَتْ عَلَيْهِمْ، فَظَنُّوهَا أَدِلَّةً قَطْعِيَّةً، وَبَرَاهِينَ قَوِيَّةً، مع أَنَّهَا كاسرةٌ مَكْسُورَةٌ، وَشُبُهَاتٌ مَحْضَةٌ.


  #3  
قديم 16 ذو الحجة 1429هـ/14-12-2008م, 10:20 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي التحفة المهدية للشيخ: فالح بن مهدي الدوسري


قولُهُ:
وهؤلاءِ جميعُهُم يَفِرُّونَ مِن شيءٍ فَيَقَعُونَ في نظيرِهِ، بلْ وفي شَرٍّ منهُ، مع ما يَلْزَمُهُم مِن التحريفِ والتعطيلِ، ولو أَمْعَنُوا النَّظَرَ لَسَوَّوْا بينَ المُتَمَاثِلاَتِ، وفَرَّقُوا بينَ المختلفاتِ، كما تَقْتَضِيهِ المعقولاتُ، ولَكانوا مِن الذينَ أُوتُوا العِلْمَ الذينَ يَرَوْنَ أنَّ ما أُنْزِلَ إلى الرسولِ هو الحقُّ مِن ربِّهِ، وَيَهْدِي إلى صراطِ العزيزِ الحميدِ.
ولكنَّهُم مِن أهلِ المجهولاتِ، المُشَبِّهَةِ بالمعقولاتِ، يُسَفْسِطُونَ في العَقْلِيَّاتِ، وَيُقَرْمِطُونَ في السَّمْعِيَّاتِ.

الشرحُ:
يعني هذه الطوائفُ كُلُّهَا سَلَكَتْ هذا المَسْلَكَ في صفاتِ اللهِ خشيةً مِن محذورٍ هو التَّشْبِيهُ، ولكنَّهَا وَقَعَتْ في تشبيهٍ نظيرِ الذي فَرَّتْ منهُ، وَوَجْهُ ذلكَ أنَّهُم فَرُّوا مِن تشبِيهِ اللهِ بالحيِّ الموجودِ إلى تشبيهِهِ بالمعدومِ؛ حيثُ وَصَفُوهُ بصفاتٍ لا تَنْطَبِقُ إلاَّ على المعدومِ، بلْ وَشَبَّهُوهُ بالأشياءِ المُمْتَنِعَةِ؛ حيثُ وَصَفُوهُ بصفاتٍ لا تَنْطَبِقُ إلاَّ على مُسْتَحِيلِ الوجودِ، مع أنَّهُم بِنَفْيِهِم لصفاتِ اللهِ، وتَشْبِيهِهِم إياهُ بالمعدومِ، قد حَرَّفُوا كلامَ اللهِ عن مواضعِهِ، وعَطَّلُوا النصوصَ عن مَدْلُولِهَا.


وقولُهُ:
(ولو أَمْعَنُوا النَّظَرَ) يعني: لو دَقَّقُوا ونَظَرُوا بعينِ البصيرةِ والإنصافِ لَسَوَّوْا بينَ الأمورِ المُتَمَاثِلَةِ، وفَرَّقُوا بينَ الأمورِ المُخْتَلِفَةِ، فَمَن يُثْبِتُ الاسمَ وَيَنْفِي الصفةَ، ومَن يُثْبِتُ بعضَ الصفاتِ ويَنْفِي البعضَ الآخرَ مُفَرِّقٌ بينَ مُتَمَاثِلَيْنِ، فبابُ الأسماءِ والصفاتِ واحدٌ، فإنْ كانَ هناكَ مَحْذُورٌ في إثباتِ (الصفةِ) فَهُو موجودٌ في إثباتِ (الاسمِ)، وكذلكَ إنْ كانَ هناكَ محذورٌ في إثباتِ بعضِ الصفاتِ فهو موجودٌ في إثباتِ البعضِ الآخَرِ، وسيأتِى لذلكَ أمثلةٌ عديدةٌ في كلامِ المُؤَلِّفِ، ومَن يَجْعَلُ (العِلْمَ) هو القدرةَ، والسَّمْعَ هو عينَ الكلامِ قد سَوَّى بينَ مُخْتَلِفَيْنِ، فالعلمُ ضِدُّ الجهلِ، والقدرةُ ضِدُّ العَجْزِ وهكذا، وكذلكَ مَن جعلَ (العِلْمَ عينَ العالمِ)، فالذاتُ شيءٌ, وصفةُ الذاتِ شيءٌ آخَرُ.
(كما تَقْتَضِيهِ المعقولاتُ): يعني أنَّ العقلَ المُدْرِكَ للأمورِ يَقْتَضِي التَّسْوِيَةَ بينَ الأمورِ المُتَمَاثِلَةِ، والتفريقَ بينَ الأمورِ المُخْتَلِفَةِ.

وقولُهُ: (وَلَكانوا) معطوفٌ على قولِهِ: (لَسَوَّوْا)، فلو دَقَّقُوا النظرَ لم يُفَرِّقُوا بينَ أمورٍ مُتَمَاثِلَةٍ، ولم يُسَوُّوا بينَ أمورٍ مختلفةٍ، ولَكَانوا مِن جُمْلَةِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ، الذينَ يَعْلَمُونَ أنَّ مَا أُنْزِلَ إلى الرسولِ في بابِ أسماءِ اللهِ وصفاتِهِ وسائرِ ما أُنْزِلَ عليهِ هو الحقُّ مِن ربِّهِ، فلا تَحْرِيفَ، ولا تَأْوِيلَ، ولا تَمْثِيلَ، هذا هو ما جاءَ بهِ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما جاءَ بهِ مِن ربِّهِ هو الحقُّ الهادي إلى صراطِ اللهِ العزيزِ الحميدِ.

أمَّا زُبَالَةُ أَذْهَانِ هذهِ الطوائفِ، ونُحَاتَةُ عقولِهِم المُلَوَّثَةِ بالخُرَافَاتِ والبِدَعِ، فهي التي يَنْبَغِي أنْ تُطْرَحَ؛ لأنَّهَا لاَ تَهْدِي إلاَّ إلى الحِيرَةِ والشُّكُوكِ.
ولكنَّ واقعَ هؤلاءِ أنَّهُم لَيْسُوا مِن أهلِ العلمِ الذي جاءَ بهِ الوَحْيُ، بلْ هم مِن أهلِ الجهالاتِ والشُّبَهِ التي ظَنُّوهَا بَيِّنَاتٍ، وهي في الحقيقةِ مَجْهُولاَتٌ، حيثُ لاَ سَنَدَ لَهَا إلاَّ الشُّبَهُ الفاسدةُ، والآراءُ الكاسدةُ، وهذا معنى قولِهِ: (المُشَبِّهَةِ بالمعقولاتِ) يعني: ظَنُّهُم جَهَالاَتِهِم بَيِّنَاتٍ، وهي في الواقعِ ليستْ من الأمورِ المعقولةِ البَيِّنَةِ الواضحةِ المُسْتَنِدَةِ إلى دليلٍ صحيحٍ.

(والسَّفْسَطَةُ) هي نَفْيُ الحقائقِ الثابتةِ، مع العلمِ بها تَمْوِيهاً ومغالطةً نِسْبَةً إلى السُّفُسْطَائِيَّةِ) – وهم فِرْقَةٌ يُنْكِرُونَ المحسوساتِ، وهم مِن أصنافِ الكَفَرَةِ الذينَ قبلَ الإسلامِ، وَوَجْهُ سَفْسَطَةِ هذهِ الطوائفِ أنَّهُم جَحَدُوا معانيَ نصوصِ الصفاتِ مع عِلْمِهِم بِمَا دَلَّتْ عليهِ تلكَ النصوصُ مِن المعاني المَعْرُوفَةِ لُغَةً وَشَرْعاً، كقولِهم فِي: (اسْتَوَى):اسْتَوْلَى، فَجَحْدُهُمْ معنى الاستواءِ اللُّغَوِيِّ - وهو الصعودُ والاستقرارِ - تَمْوِيهٌ وَتَلْبِيسٌ ومُغَالَطَةٌ.

(والقَرَامِطَةُ) سلوكُ مَسْلَكِ القَرَامِطَةِ في تَفْسِيرِهِم النَّصَّ بمعنًى يُخَالِفُ ما هو مُقْتَضَى لفظِهِ، وَوَجْهُ قَرْمَطَتِهِم أنَّهُمْ جَعَلُوا للنصِّ معنًى باطِناً يُخَالِفُ معناهُ الظاهرَ المعروفَ مِن جهةِ اللُّغَةِ والشَّرْعِ، وَسَيَأْتِي مَزِيدُ بيانٍ لتأويلِ القَرَامِطَةِ للنصوصِ؛ فالمقصودُ هُنَا بيانُ وِجْهَةِ قَرْمَطَةِ هذهِ الطوائفِ.


  #4  
قديم 16 ذو الحجة 1429هـ/14-12-2008م, 10:21 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي التوضيحات الأثرية للشيخ: فخر الدين بن الزبير المحسِّي


ضَلالُ وجَهْلُ هذهِ الْمَذَاهِبِ
قولُه: ( وهؤلاءِ جميعُهم يَفِرُّونَ منْ شيءٍ فَيَقَعُونَ في نظيرِه وفي شَرٍّ منهُ، معَ ما يَلْزَمُهُمْ من التحريفاتِ والتعطيلاتِ. ولوْ أَمْعَنُوا النظَرَ لَسَوَّوْا بينَ الْمُتَمَاثِلاَتِ، وفَرَّقُوا بينَ الْمُخْتَلِفَاتِ، كما تَقْتَضِيه الْمَعقولاتُ، ولكانوا من الذينَ أُوتُوا العِلْمَ الذينَ يَرَوْنَ أنَّ ما أُنْزِلَ إلى الرسولِ هوَ الْحَقُّ منْ ربِّه، ويَهْدِي إلى صراطِ العزيزِ الْحَمِيدِ، ولكنَّهم منْ أهْلِ الْمَجْهُولاَتِ، الْمُشَبَّهِ بالمعقولاتِ، يُسَفِّطُونَ في العَقْلِيَّاتِ، ويُقَرْمِطُونَ في السَّمْعِيَّاتِ ) .

التوضيحُ

إنَّ جميعَ هذهِ الفِرَقِ تَفِرُّ منْ شيءٍ فتَقَعُ في نظيرِه أوْ شَرٍّ منهُ، معَ ما يَلْزَمُهُمْ من التحريفاتِ للنصوصِ الشرعيَّةِ، ولوْ أَمْعَنُوا النظَرَ والفكْرَ لخَرَجُوا بنتائجَ عَقْلِيَّةٍ صحيحةٍ، وهيَ:

1-التسويةُ بينَ الْمُتماثلاتِ: وهيَ الأسماءُ والصفاتُ، فإنَّها بابٌ واحدٌ منْ حيثُ دَلالةُ النصوصِ عليها بطريقٍ سواءٍ، ومنْ حيثُ اتِّصافُ اللَّهِ بها، ومنْ حيثُ ما يَلْزَمُ عليها وما لا يَلْزَمُ .

2- التفريقُ بينَ الْمُختلِفاتِ: وهيَ ما يَلِيقُ باللَّهِ تعالى من الْغِنَى والكَمالِ الْمُطْلَقِ، فإنَّهُ يُفَارِقُ تمامًا ما يَتَّصِفُ بهِ المخلوقُ من الحدوثِ والافتقارِ والنقْصِ، مِمَّا يَجْعَلُ صفاتِ اللَّهِ لاَئِقَةً باقْتِدَارِه، وصفاتِ المخلوقِ مناسِبَةً لافتقارِه؛ فالتسويةُ بينَ الْمُتماثِلاتِ والتفريقِ بينَ الْمُختلِفاتِ مِمَّا تَقتَضِيهِ الْمَعقولاتُ .

3- السيْرُ على طريقةِ أهْلِ العلْمِ أَتْبَاعِ الرُّسُلِ من السلَفِ وأَتْبَاعِهِم الذينَ يَعْتَقِدُونَ جَازِمِينَ أنَّ ما جاءتْ بهِ الرُّسُلُ فيهِ كفايةٌ للعالمينَ، كما قالَ ابنُ مسعودٍ: " اتَّبِعُوا، ولا تَبْتَدِعوا؛ فقدْ كُفِيتُمْ " .
- ولكنَّ هذهِ الْفِرَقَ لَمَّا تَرَكَت الإمعانَ في التفَكُّرِ والنَّظَرِ، جَهْلاً أوْ تَجَاهُلاً، صَارُوا منْ أهْلِ المجهولاتِ الخائضينَ في الغيبيَّاتِ التي اشْتَبَهَتْ عندَهم بالمعقولاتِ، فوَقَعُوا في الْجَهْلِ والضَّلالِ، ولهم مَوْقِفَانِ:

( أحدُهما ): السَّفْسَطَةُ في العَقْلِيَّاتِ . ( ثانيهما ): الْقَرْمَطَةُ في النقليَّاتِ .
والسَّفْسَطَةُ: مَصْدَرُ سَفْسَطَ يُسَفْسِطُ سَفْسَطَةً، وهيَ كلمةٌ يُونانيَّةٌ مُرَكَّبَةٌ منْ جُزْئَيْنِ: ( سوفيا ) بمعنى الحكمَةِ، و( اسطس ) بمعنى الْمُمَوَّهَةِ، فالمعنى: ( الحكمَةُ الْمُمَوَّهَةُ )، والسُّفُسْطَائِيَّةُ طائفةٌ من الفَلاسِفَةِ تَقُومُ على إنكارِ الحقائقِ والْقِياساتِ الوَهْمِيَّةِ، وهيَ ثلاثُ فِرَقٍ:

1- الْعِنَادِيَّةُ: وهيَ تُنْكِرُ حقائقَ الأشياءِ .

2- اللا أَدْرِيَّةُ: لا تُنْكِرُ الحقائقَ، لكنْ تُنْكِرُ العِلْمَ بِثُبُوتِهَا .

3- العِنْدِيَّةُ: تَزْعُمُ أنَّ الحقائقَ تابعةٌ للاعتقاداتِ، والحقَّ ما عندَ الْمُعْتَقَدِ .
ويَقْصِدُ شيخُ الإسلامِ بالسَّفْسَطَةِ في العَقْلِيَّاتِ التمويهَ والْمُغَالَطَةَ في الأمورِ العقليَّةِ الثابتةِ، فإنَّهُ يَرَى أنَّ كلَّ مَنْ جَحَدَ حقًّا معلومًا وَمَوَّهَ فيهِ بالباطِلِ فهوَ مُسَفْسِطٌ، وليست السَّفْسَطَةُ مَذْهَبًا عامًّا لطائفةٍ مُعَيَّنَةٍ .
والْقَرْمَطَةُ في النقليَّاتِ: نِسبةٌ إلى القَرَامِطَةِ؛ لأنَّهُم أَعْظَمُ الطوائفِ تَحْرِيفًا للنَّقْلِيَّاتِ، كما سَبَقَ .
الرَّدُّ الإجماليُّ على هذهِ الفِرَقِ


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مؤولة, الصفات

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir